رواية لعنة الحب

لعنة الحب

2025, كاترينا يوسف

رومانسية

مجانا

علاقة معقدة ومليانة عنف وسيطرة بين بنت اسمها جابرييل وراجل اسمه إليجاه. إليجاه شخص قاسي ومتملك بيعامل جابرييل بطريقة مهينة، وجابرييل بتحاول تقاومه وفي نفس الوقت بتحس بمشاعر متضاربة ناحيته. بتظهر كمان شخصيات تانية زي نوح وجاريت اللي بيزيدوا الأحداث تعقيدًا، بالذات لما جاريت بيحاول ياخد جابرييل من إليجاه. الرواية بتستكشف مواضيع زي القوة، الضعف، الرغبة، والكراهية في إطار مليان توتر وعنف.

جابرييل

بتبدو في موقف ضعف وسيطرة من إليجاه. بتحاول تقاوم معاملته القاسية لكنها بتحس بمشاعر متضاربة تجاهه. بتظهر كشخصية بتحاول تحافظ على كرامتها في ظل الظروف الصعبة اللي بتمر بيها.

إيليا

بيعامل جابرييل بطريقة مهينة وعنيفة، وبيظهر كشخص متملك وغيور. عنده جانب مظلم وعنيف، لكن في لحظات بسيطة ممكن يبان فيه تعقيد أكتر.

جاريت

بيطمع في جابرييل وبيحاول ياخدها من إليجاه. وجوده بيزود الصراع والتوتر في الأحداث، وبيكشف عن جانب تاني من شخصية إليجاه المتعلقة بالتملك
تم نسخ الرابط
رواية لعنة الحب

نفسي كان بيطلع متقطع ومش منتظم وأنا بحاول أفكر في طريقة أخرج بيها من المصيبة دي.
مستحيل أقدر أستحمل نزوة تانية من نزوات إليجاه دي.

عينيه الزرقا كانت بتلف على جسمي بقلة أدب، وأنا لا إراديًا قبضت على الروب الفضفاض اللي كنت لافاه حوالين جسمي. إليجاه شاف كده، فابتسم باستهزاء.

"تحبيها إزاي؟" إليجاه اتكلم فجأة وشد انتباهي. "خناقة ولا من غير خناقة؟ كده كده هتبقي بتاعتي الليلة." بصيت في عينيه الزرقا الباردة.

"أنا بكرهك."

إليجاه ابتسم. "لأ، ما أظنش. قلبك أطيب من كده بكتير." قالها بنبرة فيها اشمئزاز واضح.

"ليه لازم تعمل كده؟ مش كفاية اللي لوثتني بيه؟" قبض على فكي جامد. عينيه كأنها اغمقت أكتر.

"لأني أقدر أعمل كده. وهفضل أعمل اللي أنا عايزه فيكي لحد ما كل خلية في جسمك تبقى متلوثة مني." بصيت له بغضب، وكرهت الراجل اللي واقف قدامي ده.

"أنت سافل... شكلك الحلو ده ما يغطيش على قسوتك."

"كل ست أنا بنام معاها عارفة أنا راجل نوعي إيه. وبرضه ده ما بيمنعهمش إنهم يرموا نفسهم عليا."

"أنا مش زيهم."

إليجاه ابتسم، وبصلي بعيون فيها خبث. "لأ؟"

"لأ، عمري ما هعوز ده منك. لمستك مقرفة." عينيه اغمقت.

"بجد؟" هزيت راسي من غير صوت، الكلام كان خانقني. إليجاه بعد عني وقعد على الكنبة. طلعت نفس ما كنتش عارفة إني حبساه. فضل يبصلي، كأنه بيدرسني. "تعالي هنا." قلبي وقع في بطني. فتحت بقي عشان أتكلم معاه بالعقل بس إليجاه ما استناش. "ما تصعبيهاش. إحنا الاتنين عارفين إيه اللي هيحصل في الآخر."

طلعت نفس مهزوز وحسيت المقاومة بتتسحب من جسمي. كده كده هتحصل، ليه أحاول أوقف اللي مالوش مهرب. بالراحة مشيت ناحيته لحد ما بقيت واقفة قدامه بالظبط. وقفت متوترة، مستنية حركته اللي جاية.

بالبطيء أوي بدأ يتتبع فخذي المكشوف، وأخدت كل قوتي عشان ما اتحركش. عينيه ما سابتش عيني وهو بيكمل مداعبة فخذي وإيده التانية بتلعب على حواف الروب. ما حاولش يتحرك أكتر من كده. الموضوع بقى مقلق.

شهقة طلعت من صدري لما قام فجأة. اتراجعت لورا، ما كنتش مستعدة لحركته المفاجئة دي. ما سابنيش أبعد كتير. إيده مسكت دراعي وشدتني ناحيته، وما استناش دقيقة تانية عشان يطبق شفايفه على شفايفي. بوسة كانت قاسية وعنيفة. باسني كأنه عايز مني أكتر... محتاج أكتر.

من غير ما يضيع وقت زقني على السرير، وقطع الروب من على جسمي. فتح رجلي عن بعض، وقبل ما أقدر أفكر كان بقه عليا. صرخت، ما كنتش مستعدة للذة دي. إليجاه كان ما بيرحمش.

أنين خرج من بين شفايفي وأنا حسيت إني قربت من قمة لذتي. رجلي كانت بتترعش وإيدي لا إراديًا مسكت شعره الناعم وأنا حسيت جسمي بيتفكك. إليجاه استنى لحد ما لذتي هديت وبعدين مسك فخذي وشدني ناحيته.

دخل جوايا قبل ما أقدر أعترض. صرخت من الألم، ما كنتش مستعدة أبدًا لدفعاته الوحشية دي. عضيت شفايفي عشان ما صرخيش وهو بيدخل فيا بعنف. إليجاه بص في عيني اللي كانت مليانة دموع. شال إيده من على فخذي، وصوابعه راحت ناحية مكان حساس وبدأت تفرك البظر بتاعي. بصيت له باستغراب والألم بدأ يختفي واللذة سيطرت على جسمي.

مع كل دفعة قوية جسمي كان بيتجاوب. كنت بتلوى تحته وأنا حاسة باللذة بتقرب تاني. إليجاه دخل فيا بعنف ودي كانت كفاية عشان أوصل للنشوة. صرخت، وجسمي اتقوس واللذة ضربتني بكل قوتها. إليجاه دفع كام مرة كمان قبل ما يطلع مني وينزل سائل منوي سخن على بطني. ما استوعبتش اللي حصل غير لما اللذة راحت.

إليجاه بصلي بنظرة عارفة كل حاجة. أنا حولت وشي بعيد عنه، وكرهت نفسي. كرهت إني استسلمت للمسته. "روحي اغسلي." مسكت حاجة أداري بيها نفسي وعملت كده بالظبط. أول ما اختفيت ورا الباب المقفول انفجرت في البكاء.

كنت قرفانة من نفسي. إزاي سمحت لنفسي أحس بلذة من لمسته؟ كأن جسمي ليه عقل لوحده. مهما حاولت أقاوم جسمي كان بيتجاوب. كان شيء مقزز.

أول ما اتأكدت إن جسمي اتنضف من اللي فاضل من لمسته، دخلت الأوضة. رحت عشان ألبس بس صوت إليجاه وقفني مكاني. "في السرير." عقدت حواجبي، ودخلت السرير بس قبل ما أعمل كده مسكت قميصه اللي كان راميه ولبسته.

"شكلك مش مبسوطة أوي لواحدة لسه واصلة للنشوة مرتين." يا لهوي. خدودي احمرت من الإحراج.

"ليه عايز تدمرني؟ مش كفاية اللي عملته؟ ما فيش راجل هيرضى بيا وأنا كده، ليه لازم تهيني أكتر؟" سألت وأنا حاسة دموعي هتنزل.

إليجاه بصلي، وما حاولش يخفي استغرابه. "ما فيش راجل هيرضى بيكي؟"

"أنا بضاعة تالفة. ما حدش هيتجوزني... ما بقاش عندي حاجة أقدمها لهم. أنا متلطخة."

إليجاه هز راسه. "عندك حق... ما حدش هياخدك غيري أنا. أنا بس اللي هنام معاكي. ما فيش راجل هيلمسك زي ما بعمل... هقتله الأول." عينيه كانت كفاية عشان أفهم إنه قاصد كل كلمة. كنت متأكدة إنه هيقتل أي راجل يتجرأ ويبص ناحيتي وده اللي كان مرعبني. غيرته ما كنتش سمعت عنها قبل كده.

بصيت بعيد بس اضطريت أبص في عينيه تاني لما مسك فكي. "أنتي بتاعتي. هدمرك عشان ما فيش راجل تاني يفكر فيكي. الغيرة اللي بحس بيها كل ما أفكر فيكي مع راجل تاني دي حاجة جديدة عليا. بتخليني عايز أهينك وأهينه."

"عشان كده هاجمت كارتر ومايسون؟"

"مين الزفت مايسون ده؟"

"ولا حاجة،" تمتمت.

"جاوبي على السؤال يا جابرييل."

"الراجل المحترم اللي قابلته في النادي الليلة دي. هو اللي طلب لي الشراب."

"هو اللي طلب لك الشراب؟" هزيت راسي. "يعني كان ممكن يحط لك فيه حاجة لو كان عايز؟" ما جاوبتش، ما كنتش فاهمة بالظبط هو عايز يقول إيه. "هو سكرك بالعمد. غالبًا كان عايز ينام معاكي." شهقت من اتهامه.

"ليه تقول حاجة زي كده؟" إليجاه هز راسه وسابني.

"مش عارف ليه بتعب نفسي." تمتم لنفسه. "أنتي بجد غبية كده؟" عبست. "أنتي ما بتفهميش أي حاجة في الحياة؟ فاكرة إنه كان عايز صاحب كمان... كان عايز حد يونس؟" سأل كأنه بيكلم طفلة. "كان عايز ينام معاكي يا جابرييل. مش عايز يمسك إيدك ويشاركك أسراره. استوعبي ده."

"مش كل الناس زيك." قلت من غير ما أفكر. عيون إليجاه اغمقت وندمت على كلامي في ساعتها.

"لأ... هو مش زيي. أنا كنت عايز أنام معاكي... ونمت معاكي. هو كان عايز ينام معاكي... وخدرك. ده الفرق بيني وبينه. أنا عندي حق عليكي وهفضل أنام معاكي كل ما أحس إني عايز نومة كويسة. هتبقي بتاعتي أنا لوحدي. حلو كده؟" بالكلمات القاسية دي قام وخرج من الأوضة بغضب.





الصبح اللي بعده كان زي أي صبح تاني. لبست ونزلت تحت. الكل كان قاعد بيفطر. قلت صباح الخير بهدوء وقعدت جنب ديفيد اللي ما عبرنيش.

الفطار مشي كويس. روث كانت بتتكلم مع إليجاه في حاجة، واللي باين إنه كان بيتجاهلني.

بعد ما الفطار خلص، مشيت عشان أشوف أي حاجة أعملها. في الآخر قعدت في البلكونة بستمتع بالمنظر والهوا النضيف. ما طولتش لحد ما نوح خرج وقعد جنبي. فضلت باصة على المنظر الحلو اللي قدامي، ما اهتمتش أبص له ولا أتكلم معاه.

سمعته طلع نفس متضايق. "جابرييل."

بصيت له، وكنت بأحاول أحافظ على تعابير وشي ثابتة. "نعم يا نوح." شتم فخلاني أعبس. "ما فيش داعي للكلام ده."

"يا خراشي، أنا آسف يا جابرييل. أنا آسف بجد إني اتعصبت عليكي. كنت بس متضايق وقررت أطلع ده عليكي." حواجبي اتقطبوا.

"كنت متضايق ليه؟"

"الموضوع معقد. دلوقتي سامحيني، مش طايق إنك تكوني زعلانة مني." طبطبت على دقني كأني بفكر بجد.

"اطلبها حلو." غازلته.

"ممكن تلاقي في قلبك حتة تسامحي بيها الراجل الغبي ده؟"

ابتسمت وهزيت راسي. "خلاص، سامحتك يا نوح براون."

"مش ده منظر يجنن؟" لفيت لقيت إليجاه بيبصلي أنا ونوح بنظرة قاتلة تقريبًا. قعد قصادنا وطلع سيجارة، وعينيه ما سابتنيش أبدًا. "تعالي هنا يا جابرييل."

حسيت نفسي بتشنج، بالراحة قمت ومشيت ناحيته. شهقت لما شدني وقعدني على رجله بالعافية، خلاني قاعدة متحنطة عليه. خدودي احمرت من الإحراج، القعدة كانت مش مناسبة أبدًا. اتحركت عشان أقوم من القعدة دي بس إليجاه ما سمحش.

ضغط على فخذي جامد، بينبهني إني أثبت. قعدت متوترة وهو بيلف خصلة من شعري بين صوابعه وهو بياخد نفس من سيجارته، وعينيه الداكنة ما بعدتش عني ولا مرة. نظرته كانت بتوتر. نوح هز راسه قبل ما يقوم ويمشي، وسابني لوحدي مع الشيطان نفسه.

"قوليلي، ليه كل ما تختفي بلاقيكي لوحدك مع نوح؟" سكت، ما كانش عندي رد. مهما أقول، هيوديني في مصيبة أكبر. "معجبة بيه يا جابرييل؟"

عيني وسعت من عدم التصديق. "لأ..."

"لأ؟"

هزيت راسي بالراحة. "لأ."

همهم. "باين عليه معجب بيكي." قالها بصوت باين عليه الملل بس عينيه الداكنة فضحته.

"هو... هو كان بس بيعتذر عن تصرفه اللي مش كويس. ما كانش فيه حاجة تانية." ما ردش. صوابعه اتتبعت الحتة الصغيرة اللي باينة من رقبتي وعينيه الزرقا بتخترقني.

"لو كان عندك اختيار، كنتي هتفضلي مين بيني وبين نوح؟" سأل بهدوء زيادة عن اللزوم. مال راسه شوية كأنه بجد مستني إجابتي.

خدت نفس. "ليه بتسألني السؤال ده؟" سكت، وصوابعه وقفت عن الحركة خالص. في لحظة كانت إيده حوالين رقبتي، ما ضغطش جامد لدرجة إنه يمنع نفسي بس كانت كفاية تخلي قلبي يقف ثانية.

"جاوبي على السؤال الزفت."

"أنا مش عايزة حد. أنا... أنا ما بفضلش حد." إليجاه هز راسه وضغط على رقبتي أكتر.

"إجابة غلط." مسكت رسغ إليجاه، وبحاول يائسة أخلص من قبضته حوالين رقبتي.

"بطل،" اتوسلت بيأس. ما فكش قبضته غير لما حسيت إني هقع من قلة الهوا. استنشقت بجشع ومش قادرة أوقف نفسي.

"بتاعة مين أنتي؟" يا لهوي.

"بتاعتك،" جاوبت بضعف، والمقاومة سابتني. إليجاه ما بداش عليه إنه مبسوط بإجابتي.

"اسمي، يا جابرييل... قولي اسمي الزفت."

"إليجاه." هز راسه، وباين عليه إنه راضي أوي كده.

"بوسيني." اترددت قبل ما أحط شفايفي على شفايفه بالراحة. ما اتحركتش مش عارفة أعمل إيه. إليجاه ما عجبوش كده، فضغط على رقبتي تحذير. رديت في ساعتها وبسته بالراحة أوي. ما ردش، وسابني أنا اللي أتحكم. كان شيء مهين أوي.

كنت بأمل إني بعمل ده صح، ما كنتش عايزة أضايقه أكتر. من غير سابق إنذار إليجاه زقني من على رجله فجأة، خلاني أقع على الأرض على ضهري بوجع.

"وشك الزفت ده بيقرفني." زمجر وهو بيبصلي بغضب. قام ورمى سيجارته ومشي لجوه، وسابني واقفة كده متلخبطة.

"بتعملي إيه؟" سمعت حد بيسأل. لفيت بسرعة، وحركت بسرعة الشيء المعدني اللي في إيدي ورا ضهري عشان ما يبانش. نوح بصلي بعيون مستغربة. حسيت وشي سخن وأنا بعض على شفايفي بتوتر.

"ما فيش حاجة،" رديت. نوح بص على الفوضى اللي على الأرض وبعدين بصلي تاني. هز راسه وطلع نفس متضايق.

"يا جابي-"

"كانت بالغلط." قلت، وبادافع عن نفسي بسرعة. نوح بصلي نظرة عارفة كل حاجة ووطيت راسي من الخجل.

"كنتي بتلعبي بالزفت ده ليه؟" هزيت كتفي وأنا باصة على قطع الدرع المعدني اللي كانت متناثرة على الأرض.

"كنت زهقانة." تمتم بحاجة ما سمعتهاش كويس.

"يلا بينا." حطيت الخوذة المعدنية بالراحة على الأرض قبل ما أتبع نوح من غير كلام. وداني للبلكونة. إليجاه وديفيد كانوا بيناقشوا حاجة شكلها مهمة بس اتقطعت لما خرجنا.

قعدت جنب إليجاه عشان ده كان الكرسي الوحيد الفاضي. ما اتحركتش عشان أقول أي حاجة، مش عايزة ألفت انتباه أكتر لنفسي. الحوار بدأ تاني، بس بسرعة أوي سكتوا. حسيت عينين إليجاه عليا. كان بيبصلي، وبيدرسني بعناية.

خدودي احمرت، كان شيء مرعب. كل حاجة في الراجل ده كانت مرعبة. من ملامحه الجذابة لعينيه الزرقا المميزة. لدهشتي إليجاه هز راسه وبص لنوح.

"عملت إيه دلوقتي؟" لعبت بصوابعي بتوتر.

"لقيتها بتلم قطع الدرع المعدني القديم اللي عندك ده. فكرت أجيبها هنا عشان تبقى عينك عليها." إليجاه رجع بصلي وعضيت على شفايفي بتوتر. كنت متأكدة إن عينيه الزرقا الباردة دي ممكن تشوف روحي من جوايا.

"كنتي بتعملي بيه إيه أصلاً؟"

"كنت زهقانة وبتفسح... ما كنتش مركزة ودوست عليه." حاولت أخلي إجابتي بسيطة.

"كنتي بتحاولي تعملي إيه يا جابرييل؟" سأل بصوت متضايق. كان مخيف قد إيه كان سهل عليه يقرأني، عضيت على شفايفي بتوتر.

"أنا... أنا كنت عايزة أشوف السيف؟" بصلي زي ما الأم بتبص لطفل عامل مشاكل.

"ليه الزفت كنتي عايزة تشوفي السيف؟" هزيت كتفي.

"عمري ما شفت سيف حقيقي، غير اللي في التليفزيون... كنت عايزة أشوف لو كان حاد زي ما بيبان."





"وإيه؟ كنتي ناوية تقطعي صباع عشان تثبتي ده؟ أنتي عارفة السيف ده خطير قد إيه؟" عقدت حواجبي. كرهت إحساسه إنه بيخليني غبية كده. "إيه الزفت اللي بيدور في دماغك أوقات؟"

"كنت هعرف إزاي؟ كنت بس بأحاول أشوفه..."

"شششش يا جابرييل، ما فيش كلام تاني." عبست بس سكتت.

بصيت له بغضب وقعدت لورا في الكرسي وبصيت على المنظر الطبيعي الجميل. بعد شوية كنت هاموت وأرجع جوه بس كنت عارفة إنه مستحيل إليجاه يسيبني من قدام عينه. مش بعد اللي عملته من شوية. طلعت نفس واستنيت بملل لحد ما يخلصوا.

اتفاجئت لما الرجالة وقفت فجأة. إليجاه مسك دراعي بالعافية عشان أتبعه. برا نوح وديفيد ركبوا عربيتهم وإليجاه زقني في الكرسي اللي جنب السواق في عربيته.

"رايحين فين؟" سألت أول ما ركب. ما ردش. عرفت إنه مش هيرد عليا فقعدت لورا في الكرسي وبصيت من الشباك.

فضلنا ماشيين على الطريق كام ساعة. بدأت أنام لما إليجاه وقف العربية ونزل. بصيت على القصر الكبير اللي كان واقف شامخ في نص اللا مكان، مع إنه ما كانش حاجة مقارنة بقصر إليجاه. فتحت بقي وكنت مستعدة أسأل إيه اللي جابنا هنا بس إليجاه ما ادانيش فرصة. مسك دراعي وشدني أنا كمان. بالعافية قدرت أجاريه في مشيته.

بصيت ورايا وما استغربتش لما شفت ديفيد ونوح ماشيين ورانا بالظبط. دخلوا بالراحة من غير ما يقولوا كلمة للحراس، كأنهم أصحاب المكان. وزيادة على دهشتي ظهر جاريت. كان قاعد على الكنبة وماسك كاس نبيذ وكان فيه كام راجل مفتول العضلات واقفين في الأوضة كمان.

إليجاه والولاد ما بداش عليهم أي انبهار بالرجالة دي. قعدوا من غير ما يستنوا حد يقول لهم. كان شيء مقلق قد إيه الرجالة دي مغرورة، كأنهم فاكرين إن ما حدش يقدر عليهم. جاريت فضل رافع راسه، وباصص لكل راجل بنظرة باين عليها التسلية. لما عينيه جت عليا لمعت بعاطفة مش مفهومة.

"إليجاه، يا لها من مفاجأة سارة. إيه سبب الزيارة الكريمة دي؟" جاريت قال وهو بيكسر الصمت. إليجاه مال راسه، وشه خالي من أي تعبير، ونوح وديفيد كمان فضلوا محافظين على تعابير وشهم باردة. جاريت بعدها بصلي أنا. "أنا متفاجئ إني شايفك هنا كمان، مع إني لازم أعترف إنه من دواعي سروري إني أشوف وش جميل زي ده." ابتسمت له ابتسامة صغيرة اعترافًا بكلامه.

"أخبار حضرتك إيه يا أستاذ جاريت؟"

"بخير أوي دلوقتي إنك هنا، وجودك ممكن يرفع معنويات أي حد." إحم... نظرته بدأت تضايقني.

"فين الزفت ده يا جاريت، أنا زهقت من الألاعيب." إليجاه اتكلم دلوقتي. عيون جاريت اتوجهت بسرعة ناحية الولاد اللي كانوا قاعدين كأنه افتكر إنهم موجودين.

"باين إن فيه تغيير مفاجئ في الخطط." إليجاه اتسند لورا في الكرسي وهو بيبص لجاري بغضب.

"بجد؟" صوته كان فيه ملل تقريبًا، كأن جاريت بيضيع وقته.

"الشحنة بتاعتك بس محتاج منك حاجة تانية."

"إحنا عملنا اللي علينا، الشحنة بقت بتاعتنا خلاص." نوح بص لجاري بغضب. الوعد اللي كان في عينيه وهو بيبص له كان مقلق. عمري ما شفته كده.

"تتعاون والشحنة تبقى بتاعتك."

"فاكر إنك هتلعب بينا." ديفيد قال بصوت واطي. يا لهوي، الرجالة دي ممكن تكون مخيفة أوي أوقات. جاريت ما بداش عليه أي قلق من التلات رجالة اللي قدامه.

"إيه اللي أنت عايزه؟" إليجاه سأل جاريت.

"البنت." أنا؟ كنت متأكدة إني هيغمى عليا. "أنا بس طالبها وبعدين هديك اللي أنت عايزه. أنت تاخد الشحنة وأنا آخدها." يا لهوي، بصيت على إليجاه وحسيت بقلق فجأة، بس إليجاه ما بداش عليه أي اهتمام. اتسند لورا في الكرسي وهو بيبص لجاري بنظرة مرعبة في عينيه.

"بتستخدم البضاعة ضدي... فاكر ده ذكي؟" جاريت ابتسم بس ما فاتنيش الضيق الخفيف اللي مر في عينيه.

"أنا عايزها وهاخدها، حتى لو ده معناه إني هبدأ حرب شاملة." يا لهوي... كان مستعد يعمل كل ده عشان يوصل لي أنا.

"بتهددني، حركة غلط." إليجاه قال بصوت فيه تهديد.

"الموضوع مش لازم يكون فوضوي، عندي رجالة محاوطة المكان ده. البنت مقابل الشحنة... الاختيار ليك." إليجاه طلع سيجارة، وما اهتمش إنه في بيت حد تاني.

"هددتني، ورافض تديني اللي بتاعي، وعايزني أسلمك البنت... باين عليها حركات غبية كتير." طلع دخان من بقه. لسبب ما شكله كان مرعب أكتر بالسيجارة ولا مبالاته. "اعرف ده، أنا هقتلك... فاكر رجالتك هيقدروا يوقفوني؟"

"من غيري ما فيش منتج، هترمي ملايين من غير الشحنات." الراجل الغبي قالها وهو عامل نفسه فاهم. الولاد كانوا متزنقين. عيون إليجاه كانت ضلمة أوي دلوقتي. ديفيد كان شاطر في إنه يحافظ على وشه بارد. نوح بص لجاري بغضب وما اهتمش يخفي غضبه.

"إحم... يا أستاذ جاريت، ليه تبدأ كل ده؟" سألت باستغراب بجد. "ما فيش داعي للتهديدات الصريحة دي. أقدر أضمن لك إني مش حاجة مميزة." بالعكس كنت عبء دايماً بلاقي نفسي في مشاكل.

"أنتي غير أي حاجة شفتها في حياتي. جمالك خرافي، وشخصيتك لوحدها حكاية. أنا مستعد أعمل أي حاجة عشان أوصل لك." قالها بشغف وهو تايه في عيني. عقدت حواجبي ونظرة شهوة ظهرت على وشه.

"خلصنا هنا." إليجاه والرجالة قاموا. إليجاه حط دراعه حوالين وسطي وشدني عشان أقف جنبه. غضب اتجمع في عيون جاريت البنية، ما عجبوش حركة إليجاه الحميمة دي. "عملت لك عدو يا جاريت. خسارة، كنت فاكر إن ممكن يطلع خير من الشغل مع بعض." إليجاه ما بداش عليه أي اهتمام بالحوار ده، لف وبدأ يمشي من غير ما يبص لجاري ثانية واحدة.

"هديك وقت تفكر يا إليجاه بس مش هستنى للأبد، أنا بعيد كل البعد عن كوني راجل صبور بالذات لما عيني بتكون على حاجة أنا عايزها. هاخدها بأي طريقة ضرورية." جاريت قالها وإحنا مكملين طريقنا برا. رعشة برد مشيت في ضهري. التهديد كان واضح وصريح.

في الطريق إليجاه ما قالش ولا كلمة، بس كنت عارفة إنه غضبان. لو مش من العصب اللي بيرعش في فكه، يبقى من قبضته الجامدة على عجلة القيادة. كنت متأكدة إنها هتتكسر. جهزت نفسي للي جاي. عارفة إليجاه، أكيد هيحط اللوم عليا أنا في ده.

بعد ما قعدت هناك بؤس لساعات وصلنا أخيراً للقصر، كان الضلمة نزلت.

ما استنتش، جريت تقريباً لجوه القصر وبعيد عن الراجل الغضبان. دخلت أوضتي بسرعة وكنت مستعدة أقفل على نفسي لما إليجاه دخل.

بالراحة رجعت لورا منه وجهزت نفسي. ما ضيعش وقت ومسكني وضربني بالقلم على وشي جامد أوي. وقعت على الأرض وصرخت من الألم. كنت متأكدة إن فكي اتكسر.

"قومي." زقني برجله.

بعد كام محاولة قدرت أخيراً أقوم من على الأرض. أول ما وقفت على رجلي إليجاه زقني على الحيطة وحط إيديه الاتنين على الجنبين من راسي.

"جاريت عايزك أوي." همس وهو بيدفن راسه في رقبتي. كنت متأكدة إني هيغمى عليا. "عايزة تبقي معاه يا جابرييل؟ عايزاه ياخدك بعيد؟" هزيت راسي بسرعة برفض. بعد عن رقبتي وتتبع ملامح وشي. "لأ؟ متأكدة؟ ممكن ياخدك مني."

"يا إليجاه أنا... أنا عايزة أبقى معاك." قلت بأمل إني أهديه. إليجاه ابتسم. المرة دي توقعت القلم اللي جالي. إليجاه سندني وما خلانيش أقع، مسك دراعي. غبية يا جابرييل، غبية. حسيت راسي بتلف من الخبطة.

"ما تحاوليش تلعبي معايا يا جابرييل. أنتي زي أي ست تانية... كدابة وسافلة صغيرة. يمكن لازم أديكي لجاري، هو يتصرف معاكي." قالها فقلبي وقع في بطني.

"ده مش ذنبي. أنت اللي أجبرتني ألبس كده. عمري ما طلبت اهتمام حد... لا اهتمامه ولا اهتمامك. ما عملتش حاجة غلط." صرخت.

"كل حاجة فيكي غلط. وشك الزفت ده بيقرفني." زمجر وهو بيبصلي بغضب.

"بتفضل تحكم عليا. عمري ما عملت لك حاجة عشان تعاملني كده؟" إليجاه مسك فكي بالعافية وخلاني أبص له. كان قريب أوي، يا دوب كام سنتي.

"أنتي بتقرفيني... تمثيلتك البريئة الزفت دي بتقرفني." قالها تقريباً في بقي. كلامه وجعني أكتر ما كنت متوقعة.




"أنت قاسي... مش عارفة ليه بتعب نفسي عشان أساعد راجل قاسي زيك، ده مضيعة للوقت." قلت وأنا عايزة أوجعه.

"فاكرة نفسك أحسن مني؟"

هزيت راسي. "راجل شرير زيك عمره ما هيكون أحسن مني. مهما كان شكلك حلو أنت مليان غضب وكره مخليك شخص قبيح. أيوه يا إليجاه، أنا أحسن منك." عينيه اغمقت وقبضته على فكي شدت بوجع. كنت متأكدة إنه هيكسره. جسمي برد لما ابتسم فجأة، كانت ابتسامة باردة مليانة غضب.

"استمتعتي بلمستي مع إني قاسي... ده خلاكي وحشة زيي بالظبط." وشي وقع. كان عنده حق...

"أنت سافل... الست اللي ربتك عملت شغل وحش أوي." قلت قبل ما أقدر أوقف نفسي. عيون إليجاه اغمقت جامد.

"إيه الزفت اللي لسه قايلاه ده؟" سأل بصوت واطي، فيه تهديد.

"أنا..."

"إيه الزفت اللي قلتيه؟" إيده لفت حوالين رقبتي وضغطت جامد.

"ما كنتش أقصد... أنا آسفة." الدموع نزلت على وشي، كنت مرعوبة بجد دلوقتي.

"عمري ما هتجيبي سيرة أمي. أقسم بالله العظيم هبوظك... مش عايز اسمها يطلع من بقك تاني، فهمتي؟" ضغط على رقبتي، نفسي بدأ يضيق.

"فـ... فهمت." قدرت أقولها بالعافية. هز راسه وخفف قبضته على رقبتي. خدت نفس عميق.

"بوسيني." عينيه كانت ضلمة أوي، وده معناه إنه قرب ينفجر. استسلمت وحطيت بوسة خفيفة على شفايفه. ما طولش وبدأ يبوسني بعنف وسرعة. عض شفايفي جامد ودخل لسانه في بقي. كان صعب عليا أجاريه. اللي حسيت إنه دهر بس كانوا دقايق قليلة وسابني. من غير ما يقول ولا كلمة لف وخرج من الأوضة بغضب.

الأسابيع اللي بعدها عدت وإليجاه بيتجاهلني باستمرار. ولما كان بيعبرني كان عشان يزعقلي على أي حاجة. كان بيقضي معظم وقته مع روث، ما كانش حتى بيكلف نفسه يجي أوضته بالليل. كان لازم أمشي على قشر بيض حواليه.

بدأ يبقى فيه توتر جامد في القصر. كنت شايفة إن الرجالة متوترة أكتر من العادة، تهديد جاريت كان مأثر عليهم. ما عجبهمش إنه حاول 'يلعب بيهم' زي ما أعتقد إنهم قالوا. مهما كانت الشحنات دي فيها إيه كانت قيمتها كبيرة، وإليجاه ما كانش متقبل كويس إن جاريت رافض يديهاله.

فضلت بعيدة عنه على قد ما أقدر بس كان بيزعقلي في أي فرصة تيجي. كان بيحملني مسؤولية اللي بيحصل وقرر يوجه غضبه عليا في أي فرصة تيجي.

في يوم الصبح كنت قاعدة في البلكونة، روث كانت موجودة كمان مع إنها ما قالتليش ولا كلمة. ما طولش وإليجاه وديفيد خرجوا. نوح ما كانش باين، عقدت حواجبي.

"فين نوح؟" إليجاه طلع سيجارة وأخد نفس، وعينيه الضلمة ما سابتنيش. ديفيد هز راسه وشتم بصوت واطي.

"إيه الزفت اللي خلاكي عايزة تعرفي؟" إليجاه زمجر.

عبست. "كنت فضولية، ما شفتوش طول النهار... مش من عادته يختفي كده."

"خايفة أكون بعته للموت؟" شهقت برعب.

"ده مش كلام هزار يا إليجاه." هز كتفه بس قبل ما يلف لديفيد، وتجاهلني تمامًا.

"لقيت إيه؟" سأل ديفيد.

"ضحك علينا، مستحيل يدينا أي حاجة غير لما نديله اللي هو عايزه. مستعد يبدأ حرب شاملة." إليجاه رمى سيجارته وهو بيستوعب الكلام.

"ونوح؟"

"طريق مسدود، اتزنقنا." إليجاه هز راسه. شكله كان هادي أوي بس من الجنون اللي في عينيه عرفت العكس. خدت نفس جامد أول ما عينه جت على عيني.

"فيه تاجر مخدرات زفت بيشتهيكي، ومستعد حتى يضحك عليا. أكيد سبتي عنده انطباع جامد عشان يعمل حاجة غبية زي دي." كان عايز يوجعني. تجاهلته. ما كانش فيه فايدة من الجدال معاه.

"تفتكري عايز منك إيه؟ فاكرة عايز حد يتكلم معاه؟ يمكن عايز صحبة." سخر.

"ليه مستميت إنك توجعني؟" سألت وأنا حاسة بإرهاق.

"لأنك بتتصرفي كأنك مش واخدة بالك من أي حاجة حواليكي. كل حاجة فيكي بتقرفني... براءتك مقززة." قلبي وجعني من كلامه. مهما قال كلام جارح زي ده دايماً بيفاجئني.

"يا إليجاه، يا صاحبي..." ديفيد قال دلوقتي. إليجاه بصلي نظرة أخيرة قبل ما يمسك إيد روث ويشدها لجوه ويطلعوا السلم. قلبي اتكسر من المنظر، لسبب ما كرهت أشوفه مع روث.

بالليل بعد ما خلصت الدش اتفاجئت لما شفت إليجاه في الأوضة. كان بيبصلي بس. حاولت ما أتأثرش وأنا بروح عشان ألبس والمنشفة لسه حوالين جسمي. أول ما خلصت مشيت بالراحة ناحية السرير، وكنت بتجاهل إليجاه تمامًا.

حسيت صوابعه في شعري وأخدت كل قوتي عشان ما أردش. "كل مرة بأحاول استوعب اللي قاله جاريت بيخليني عايز أبوظ كل حاجة حواليا." قبضته على شعري شدت، ما كانتش بتوجع، كانت أكتر زي حاجة مش مقصودة.

"حطني في موقف صعب أوي يا جابرييل، بس اعرفي ده-" زقني على ضهري عشان أبص في عينيه الزرقا العميقة زي البحر "-هقتله. بالبطيء وبعذاب. فكر ياخد اللي بتاعي." يا لهوي، ليه بيقولي كده؟ ما قلتش ولا كلمة.

إليجاه ما استناش رد، شدني لحضنه وباس راسي. حسيت فجأة برغبة قوية في البكاء. إليجاه كان بيخليني أحس بحاجات غريبة. فضل حاضني طول الليل لحد ما نمت في الآخر.

الصبح اللي بعده إليجاه ما كانش موجود. لبست بسرعة وكنت هاموت وأنزل تحت وألاقي إليجاه. لبست بنطلون جينز أسود وقميص واسع ونزلت من الأوضة.

تحت الرجالة كانوا قاعدين في أوضة المعيشة، بيناقشوا حاجة سرية أوي. نوح كان موجود وده ريحني. كان كويس إني شفته بخير. الرجالة ما بصوش ناحيتي غير لما بقيت واقفة جوه الأوضة بالكامل. نوح كان أول واحد شافني.

"صباح الخير يا جابي،" ابتسمت لهم ابتسامة صغيرة قبل ما ألف لإليجاه. بصلي وهو مستني يشوف إيه اللي أنا عايزاه. خدت نفس عميق.

"قررت إني هروح لجاري." الأوضة سكتت خالص.

"بجد؟" إليجاه سأل بصوت فيه ملل.

هزيت راسي بإصرار. "أيوه، ما فيش داعي تجادلني في الموضوع ده. قراري نهائي، عايزة إنك تاخدني عنده." عيون إليجاه كانت ضلمة زي الليل وهو بيبصلي بخطورة.

تعليقات

authorX