حياتي سايكو
حياتي سايكو
2025, Jumana
اجتماعيه نفسيه
مجانا
فتاة تتعرض للتنمر المستمر من قبل هايز في المدرسة، مما يسبب لها ألماً نفسيًا وجسديًا. تحاول إيڤ التأقلم مع حياتها المضطربة في المنزل بعد زواج والدتها من رجل آخر، وابتعاد والدها عنها. تجد الدعم من صديقاتها المقربات، لكنها تشعر بالعجز أمام قوة هايز. تتمنى إيڤ انتهاء هذه الفترة الصعبة من حياتها وتنتظر التخرج. تتخلل الأحداث محاولات إيڤ لتجاهل هايز والتأقلم مع التغيرات في حياتها، مع إشارات إلى مشاعر معقدة تجاه أصدقائها وعائلتها.
إيڤ
بطلة الرواية، فتاة تتعرض للتنمر من هايز في المدرسة. حساسة وتحاول التأقلم مع التغيرات الصعبة في حياتها العائلية.هايز دي لوكا:
المتنمر الرئيسي في المدرسه طالب ثري ومشهور يستقوي على الضعفاء، وخاصة إيڤ.توم
زوج والدة إيڤ الجديد، علاقته بإيڤ متوترة وتشعر بالضيق من وجوده في حياتها.
- الكتاب ده مابيدعمش أو بيجمّل التنمر بأي شكل من الأشكال. رواية "سرها" قصة تانية خالص، لو عايزين قصة أحداثها بتمشي بالبطيء، اقروا دي. محدش يسيب أي تعليقات سخيفة، وإلا هبلغ عنها. زي ما متعودين، لو عندكم أي أسئلة أو تعليقات أو اقتراحات للكاتبة، تقدروا تسيبوا رسالتكم في قسم التعليقات وبس كده، قراءة ممتعة! ________________________ _______ إيڤ: "كل ده هيخلص قريب،" كررتها لنفسي للمرة العاشرة وأنا متكتفة على اللوكر بتاعي بين دراعين بلطجيته الاتنين، چيسون ومارك. عيونه السودا الباردة بصت في عيني وهو واقف قدامي وحاطط إيده في جيوب بنطلونه. زحمة كبيرة اتلمت ورانا بسرعة، والكل كان مستني يعرف هيعمل فيا إيه تاني. على جنب الزحمة، واقفين أعز تلاتة صحابي، آرون وبيلي وتشيس، وعينيهم مقفولة. مش قادرة ألومهم؛ كانوا عارفين إنهم عاجزين زيي بالظبط. چيسون بص ناحيته، "هتعمل فيها إيه المرة دي؟" نظرة الملل اللي كانت على وشه اتقلبت بسرعة لنظرة شيطانية. معدتي اتقلبت في ساعتها. كنت مرعوبة لإني مكنتش قادرة أتوقع هيعمل إيه تاني. حسب القاموس، كلمة 'haze' معناها حالة من التشويش الذهني، بس في رأيي، هايز دي لوكا هو اللي بيسبب التشويش الذهني ده. بكرهه بكل عظمة في جسمي. من أولى ثانوي، وهو عاملها مهمته الشخصية يعذبني كل يوم. التعذيب ده بيتراوح بين إهانة بسيطة لحد المدرسة كلها تشوفني وأنا بلم بقايا المشروع اللي قضيت أسابيع بشتغل عليه بعجز. مش عارفة ليه بيعمل كده. بحاول أتجنبه بكل الطرق، بس دايماً بيلاقيني وبيعمل اللي هو عايزه فيا. طبعاً، أنا مش الوحيدة اللي بيضايقها. هو بيحب يستقوى على الضعفاء أو اللي مشهورين أوي في المدرسة. لو بصيت عليه بس بصة مش عاجباه، فيه احتمال كبير إنك هتحتاج تروح للناظرة في طريقك للحصة اللي بعدها. هو ده اللي هو عليه، بلطجي. بدأت أتلوى عشان أفلت من إيدين الوادين الضخمين دول، بس قبضتهم زادت بس. "أرجوك،" بدأت أتوسل وهو خطى خطوة لقدام، بس طبعاً مسمعش ولا اهتم أصلاً. لما بقى أخيراً قدامي، الاتنين اللي معاه سابوني واختفوا في الزحمة اللي كانت دلوقتي بقت الضعف. كل الناس دي ومحدش تجرأ يساعدني. مسك شنطتي اللي كنت ماسكاها جامد أوي قبل ما يفضي كل اللي فيها على الأرض قدام الكل. لحسن حظي، مكنش فيها غير كام كتاب وقلم. ده شكله ضايقه عشان وشه اتعصب. بعدين مسكني من شعري، وشد جذوره في العملية، "أعمل فيكي إيه بجد؟" فضلت ساكتة لأني كنت عارفة إن ده سؤال مش محتاج إجابة. شد شعري جامد أكتر قبل ما يشدني لقدام وبعدين يخبطني في اللوكر بتاعي. وجع جامد حسيت بيه في ضهري على طول. حركت إيدي عشان أدلكه بس هو مسكها بسرعة. "يلا يا إيڤ، فكري! أعمل فيكي إيه؟" سأل تاني كأنها لعبة بالنسبة له. "أرجوك!" اتوسلت. تعبيرات وشه فضلت متنرفزة. "لأ، إجابة غلط،" قال وهو بيرميني على الأرض والزحمة الكبيرة دي هتفت. اتأوهت وأنا بحاول أقوم. جسمي كان بيرتعش وكنت متلخبطة ومش عارفة أقف كويس. "إيه اللي بيحصل هنا!؟" زعقت الآنسة ڤينسنت، ناظرة المدرسة بتاعتنا، من بعيد. مشيت بسرعة لقدام الزحمة اللي كنا أنا وهايز في النص. "يا آنسة باركر، كل حاجة تمام؟" لفيت وشي شوية عشان أشوف هايز وهو بيبص عليا من غير ما يبين أي تعبير. حاجة واحدة كنت متأكدة منها، وهي إني لو قلت أي حاجة مش هتعجبه، يبقى نهايتي قربت. ابتسمت بتكلف وهزيت راسي. "أيوة يا أبله، شنطتي وقعت وهايز كان بس بيساعدني ألمها." ابتسمت هي. "يا سيد دي لوكا، أنا مبسوطة أوي إني شايفة إنك مبقتش تعمل مشاكل. اتفضلوا بقى." هايز رفع حاجبه، "نعم؟ أتفضل بإيه؟" "بلم كتبها طبعاً،" قالت قبل ما تبص للزحمة. "يلا يا جماعة، كل واحد على فصله، حالا!" الزحمة اختفت في ثواني لأنهم كانوا عارفين إنهم هيتعاقبوا لو فضلوا واقفين أكتر من كده. بصيت على هايز والنظرة اللي ادّاهالي دي خلت رعشة تسري في جسمي. كنت عارفة إني بوظت الدنيا. مفيش أي طريقة هايز هيسكت على كده. "يا هايز، مستني إيه؟" سألت الآنسة ڤينسنت، مستعجلة إننا نروح الفصل. اتنهد قبل ما يوطي ويرجع كل الحاجات اللي كانت في شنطتي. وقف وزق الشنطة جامد في بطني، "كله تمام." "شكراً،" تمتمت وأنا باصة في حتة تانية. ابتسمت الآنسة ڤينسنت، "أنا مبسوطة أوي إني شايفة إنكم بقيتوا أصحاب دلوقتي. عارفة إن بدايتكم مع بعض كانت صعبة شوية بس أنا فرحانة إنكم كبرتوا." هايز ابتسم لها بس أنا مقدرتش أجبر نفسي أبتسم ابتسامة كدابة. كان بلطجي قاسي ومش بيحترم حد وبكرهه وهفضل أكرهه طول عمري. سقفت بإيديها، "يلا يا جماعة، كل واحد على فصله!" هايز مخدش وقت عشان يمشي من هنا. لفيت ضهري وبدأت أمشي في الاتجاه التاني، مع إن فصلي كان في الناحية التانية. أول ما لفيت الزاوية، لقيت آرون وبيلي وتشيس واقفين. تشيس بسرعة ناولني إزازة مية فيها تلج. "لضهرك." ابتسمت بتكلف، "شكراً." "إحنا آسفين أوي إننا مقدرناش نعمل حاجة،" بيلي اعتذرت وعينيها فيها دموع. كلهم كانوا باين عليهم الذنب بس مكنش فيه أي حاجة يقدروا يعملوها غير إنهم يتأذوا زيي بالظبط. آرون هز راسه وهو مكشر. "ده مش صح. الواد الأهبل ده مش لازم يفضل يكسب طول الوقت. لازم يتعاقب!" "سمعت إن الآنسة ڤينسنت ادّته فرصة أخيرة قبل ما تطرده،" تشيس زود. "عشان كده مبقاش يعمل خناقات كتير الفترة اللي فاتت،" آرون رد وهو بيبدأ يمشي. مسكت إزازة المية الساقعة على ضهري بس ده مكنش بيعمل مفعول. هايز بيعمل حاجات ومش فارق معاه خالص لو أفعاله ليها عواقب. "مش مهم يا جماعة. مش هنقدر نعمل حاجة. كل اللي نقدر نعمله إننا نستنى لحد ما نتخرج كمان كام شهر." "ولو اتخانقت معاه؟" آرون سأل. بيلي وتشيس وأنا ضحكنا. آرون مكنش نص حجم هايز. مكنش هيقدر عليه. "إيه؟" "يا آرون، مينفعش تتخانق مع هايز؛ هينتهي بيك المطاف في أوضة الممرضة،" وضحت. هز كتفه، "بتديني حلويات ببلاش. كده كده مكسب ليا." لفيت عيني بملل، عارفة إنه هيلعب لعبة خطر. "متعملش كده يا آرون، الواد ده مجنون،" تشيس أمر. آرون رفع عينيه، "خلاص خلاص، مش هعمل." "أنتِ متأكدة إنك كويسة؟" تشيس همس في ودني. كان ليه مكانة خاصة في قلبي. ابتسمت وهزيت راسي. عارفة إنه مصدقنيش بس سكت. "ده فصلك يا إيڤ،" بيلي قالت وإحنا واقفين قدام باب فصلي. اتنهدت، "شكراً إنكم وصلتوني لحد الفصل يا جماعة." كلهم بصوا لي نظرة فيها شفقة. كلنا كنا بنتعرض للتنمر بس للأسف أنا كنت باخد النصيب الأكبر. لوحت لهم تاني قبل ما أدخل الجحيم. "نورتي يا إيفلين،" قالت الآنسة ويبستر. وشاورت على كرسي فاضي جنب هايز، "اقعدي هنا." قلبي دق بسرعة. ده هيكون يوم طويل أوي. ___________ رجع مكانه وبدأ يحل مسائل الرياضة فعلاً. كان مغطي ريحة الحشيش ببخاخ فانيليا. الجرس رن والكل جريوا من الفصل عشان يروحوا البيت. لميت حاجتي ومشيت لحد مدخل المدرسة، وهناك الباقيين كانوا مستنيني. ساعات بركب معاهم لما مببقاش عايزة أسوق أو لما بابا بيكون في البلد. آرون كان واقف باصص في موبايله، وبيلي وتشيس كانوا ماسكين إيدين بعض وبيتباسوا. استنيت كام ثانية قبل ما أعمل صوت عشان ألفت نظرهم. بعدوا عن بعض ونزلوا إيديهم بسرعة كأنهم عملوا جريمة كبيرة. "إيڤ،" تشيس بدأ كلامه بس سكت. "مفيش مشكلة، مش لازم تبقوا ماشيين على قشر بيض وأنتوا معايا." بيلي ابتسمت قبل ما تحضني، "عشان كده بحبك." حضنتها أنا كمان. "وأنا كمان بحبك." تشيس كان بيتفرج بصمت وهو متضايق. أيوة، كان فيه حاجة بيني وبين تشيس بس هو كان معجب ببيلي أكتر شوية. هما أعز أصحابي؛ هكون مبسوطة عشانهم. مين عارف، يمكن أنا وتشيس كنا هننتهي نهاية مش كويسة، وكنت هخسر أحسن صاحب. بيلي بعدت وحنا الأربعة اتجهنا لعربية تشيس. وإحنا طالعين من الجراج، شفت هايز وآشلي، أكتر بنت مشهورة في المدرسة، بيتخانقوا جنب عربيته. عمري ما فهمت ليه هما مع بعض. يعني هما الاتنين بلطجية ومشهورين بس غير كده، الموضوع باين إنه غصب. بيتصوروا صور كتير مع بعض بس عمرهم ما بيبانوا مبسوطين. "إيڤ!" بيلي زعقت عشان تطلعني من أفكاري. "سمعتي اللي قلته؟" "همم؟" اتنهدت، "طبعاً مسمعتيش. قلت عايزكي مديرة حملتي الانتخابية. محتاجة دستتين من المنشورات." انتخابات رئيس مجلس الطلاب كانت قربت، وبيلي كانت عايزة تترشح. كانت عايزة ده من أيام الإعدادي. "أي حاجة عشانك يا حبيبتي،" قلت ببساطة. "أنتِ بتعملي كل ده ليه أصلاً؟ كده كده هتكسبي،" تشيس قال وهو بيلف بالعربية. ده صحيح، هي هتفوز لأن مفيش حد مهتم كفاية عشان يترشح. هي الوحيدة. والسبب الوحيد إن فيه انتخابات هو بس عشان الشكل. "عارفة بس عايزة الناس تعرف إني مهتمة بالمنصب ده،" بيلي قالت. آرون ضحك، "يا بيلي، مجرد ترشحك ده بيبين إنك مهتمة." الناس في المدرسة دي كانوا مهتمين بالفرق الرياضية أكتر من انتخابات رئيس مجلس الطلاب. "وصلنا يا إيڤ،" تشيس قال والعربية بتهدي بالراحة. بص ورايا. "متنسيش تحطي تلج على ضهرك، تمام؟" هزيت راسي بصمت وطلعت من العربية. "أشوفكم بكرة." كلهم لوحوا قبل ما العربية تجري بسرعة. اتنهدت قبل ما أحط سماعاتي من غير ما أنوي أشغل أي أغنية. فتحت الباب وريحة الكوكيز الطازجة خبطت في وشي على طول. جريت بسرعة على السلم بس هو كان سمعني خلاص. "إيڤ، أنتِ جيتي. عملت كوكيز!" توم قال. فضلت أجري على السلم كأني مسمعتش حاجة. متفهموش غلط، أنا مش قليلة الذوق بس مش قادرة أعمل غير كده. توم ده جوز أمي التاني. أمي خانت بابا معاه من سنة واتجوزوا بعد ست شهور بس. تخيل إنك عايش في بيت سعيد مع أمك وأبوك وفجأة تلاقي أبوك مرمي بره البيت ومتجاب مكانه حد جديد كأنه مكنش يعني لها أي حاجة. بابا دلوقتي عايش في ولاية تانية خالص بعيدة عننا وبالعافية بيعرف يكلمني دلوقتي. كل مرتب بياخده، بيبعتلي نصه. بيحاول يزورني كل فترة بس تكاليف السفر لهنا غالية أوي. أنا بحب بابا ومفيش حد أبداً هيعرف ياخد مكانه. في الأول، مكنتش متضايقة من توم. كان بيروح الشغل بدري ويرجع متأخر فمكنتش بشوفه كتير، بس الشهر اللي فات، فكر إنها فكرة عبقرية إنه يشتغل من البيت. ومن ساعتها وهو مجنني. بروح المكتبة ساعات عشان أخد بريك بس اتقفلت الأسبوع اللي فات عشان بيجددوها. اتمددت بالراحة على ضهري اللي بيوجعني وسبت الوجع يعمل اللي هو عايزه. عيني اتملت دموع. ليه هايز اختارني أنا بالذات من بين كل الناس؟ ليه مكنتش بنت تانية؟ أو محدش خالص؟ اتمددت ناحية الكومودينو اللي جنب السرير اللي كان بابا سابهولي. ادّاهولي في الليلة اللي مشي فيها وقالي أكتب كل الأسئلة اللي عندي ليه عشان منساش حاجة. قعدت وسندت ضهري على الحيطة البيضا اللي سريري كان لازق فيها. فتحت على آخر صفحة كنت فيها وبدأت أكتب.
تعليقات
إرسال تعليق