روايه حب إجباري
حب إجباري
2025, كاترينا يوسف
رومانسية
مجانا
تدير جابي مخبزًا صغيرًا ورثته عن جدتها. حياتها الهادئة تنقلب رأسًا على عقب بوصول ثلاثة مجرمين وسيمين يختبئون في منزلها. تتصاعد الأحداث بين الخوف والفضول، وتجد جابي نفسها مجبرة على التعامل مع وجودهم الغريب، بينما تحاول الحفاظ على حياتها وعملها. تتشابك مشاعر الخطر والانجذاب بشكل غير متوقع، مما يخلق ديناميكية معقدة بينها وبين خاطفيها، خاصة زعيمهم الغامض والقاسي.
جابرييل
شابة تدير مخبزًا ورثته عن جدتها. طيبة القلب وعنيدة، تجد نفسها في موقف خطير وغير متوقع مع المجرمين.إليجاه نايت
زعيم المجرمين الثلاثة، يتميز ببروده وقسوته وجاذبيته الغامضة. علاقته بجابي معقدة ومليئة بالتوتر والصراع.نوح براون
أحد المجرمين، يبدو أكثر لطفًا وودًا من إليجاه. يتفاعل مع جابي بشكل مختلف ويحاول تخفيف حدة التوتر.
"تصبحي على خير يا ست روجر، يا رب الكوكيز المعسلة تعجبك." قلت وأنا بأشاورلها باي باي وهي خارجة من المحل وماسكة علبة البسكوت في إيديها. "وإنتي من أهل الخير يا حبيبتي، خلي بالك من نفسك." ابتسمت، ست طيبة قوي. رجعت أكمل تلميع الترابيزة، متأكدة إني ما سبتش ولا حتة. أنا فتحت الفرن بتاعي ده من تلات سنين. أنا وجدتي فكرنا إنها هتبقى حاجة ممتعة نعملها سوا تساعد في مصاريف البيت. في الأول ما كانتش أكتر من قهوة بلدي تحت في بيتنا، وده لحد ما جدتي اتوفت. عملت كل اللي أقدر عليه عشان البيزنس يستمر، مع إن الموضوع كان صعب قوي في الأول. ما كنتش عارفة أعمل إيه من غير جدتي، كنت قربت أيأس وأقفل القهوة، بس عرفت إني لازم أكمل، لو مش عشاني يبقى عشان خاطر جدتي. أول ما اتعودت على الشغلانة، قررت أحول القهوة لفرن حلويات. أنا باحب الطبخ وكنت عارفة إن شغلانة الحلويات دي هتبقى حاجة استمتع بيها. الفرن كان أسهل بكتير في إدارته لما بقى فيه شوية مساعدة، وقريب سميته "حلويات شارع السكر" أو "تريبل إس" اختصارًا. كنت مركزة في دعك بقعة القهوة اللي على الترابيزة لما سمعت حد بيحنحن عشان ياخد باله مني. رفعت عيني وشفت راجل قاعد على واحد من الكراسي شكله رسمي قوي. "أنتِ جابرييل لين؟" ابتسمت ومديت إيدي. "أنا هي، بس لو سمحت قوليلي جابي." الراجل هز راسه وهو بيسلم عليا. "أنا اسمي كارتر سكوت، كنت عايز أتكلم عن المحل بتاعك. عندك بيزنس شكله حلو قوي هنا، إزاي الحلويات بتاعتك مسكرة كده... يعني بجد؟" سأل وهو شكله فضولي بجد. "دي حاجات كده بألفها في المطبخ وبأكتبها بسرعة في كتاب الوصفات السري بتاعي... ده عندي من زمان قوي." "وإيه اللي بتحطيه فيها؟" عقدت حواجبي باستغراب. "لو قلتلك مش هيبقى سر يا أستاذ سكوت." قلت وأنا بهز راسي. يعني مش ده كان واضح؟ "طبعًا، أنا عارف إن مع مكان زي ده، الدنيا ممكن تبقى زحمة ساعات. بنت صغيرة زيك ماسكة مكان كبير ومعروف زي ده، أكيد بيبقى صعب في أوقات. أنا مستعد أشتري المكان ده وأريّحك منه." قالي كأنه بيعمل معايا معروف. أنا كشرت. هو ما كانش أكبر مني بكتير، يعني في نص العشرينات كده، بس طريقته في الكلام كانت بتخليني أحس إني صغيرة قوي على إني أدير البيزنس بتاعي. "أنا متشكره جدًا لاهتمام حضرتك، بس الموضوع مش متعب خالص. أنا باحب إني أسعد زبايني، مش معنى كده إن الدنيا سهلة على طول. يعني مش كل حاجة زي أكل العسل، بس أنا بتعلم وأنا ماشية. فشكرًا على عرضك بس لا شكرًا." فضل باصصلي لحظة قبل ما يهز راسه. طلع كارت صغير من جيب بدلته وحطه على الترابيزة. "أنا فاهم، بس لو غيرتِ رأيك في أي وقت يا ريت تتصلي بيا." مسكت الكارت وبدأت عيني تقراه. بصيت عليه وبعدين رجعت بصيت على الكارت تاني. "دي طريقتك عشان تديني رقمك؟" قلت بتريقة. عينيه وسعت وما قدرتش أمسك نفسي من الضحك على رد فعله. "أنا بس بأهزر يا أستاذ سكوت." طرف بقه ابتسم قبل ما يهز راسه ويمشي. "تشرفت بحضرتك." وأنا لسه ماسكة الفوطة في إيدي، شورتله باي باي. ابتسم. "أنا أكتر يا آنسة لين، ويا ريت تفكري في العرض بتاعي." الراجل ده ما بيفهمش كلمة "لا". "هأفكر فيه لو ده هيخليك مبسوط، مع إني متأكدة إني مش هوافق." قلت قبل ما أدخل المطبخ الرئيسي. ما كانش فيه شغل كتير عشان الوقت كان بدأ يتأخر. ساعدت الكل في التنظيف، مش عايزة أسيبهم يعملوا كل حاجة لوحدهم. وأنا داخلة أشوف الدنيا بره، ماديسون وقفت في طريقي. "جابي، أنا لازم أمشي بدري ومش هأقدر أجي بكرة." كشرت مش فاهمة. "ليه كده؟" "مشكلة عائلية، هأحتاج كام يوم إجازة." قالت وهي بتتفحص ضوافرها. "ماشي لو دي مشكلة عائلية." يعني هأقول إيه تاني، مش هأقدر أمنعها تقعد مع أهلها لو فيه حاجة غلط. "شكرًا، أنتِ أحسن واحدة." قالت وهي بتاخد شنطتها وبتخرج من الباب. "أنا مش فاهمة إزاي بتسيبيها تعمل كده." إيميلي قالت وهي بتتسلل ورايا فجأة. اتخضيت ما كنتش متوقعة إنها تكون هنا. "يا بنتي خضتيني." قلت وأنا باخد نفسي بالعافية وماسكة صدري. هي لفت عينها بملل. "أنتِ عارفة إنها هتهرب مع الواد بتاعها ده." إيه ده؟ "يعني إيه؟" اتعصبت. "أنتِ ساذجة قوي. ما كانش فيه أي مشكلة عائلية، هي عايزة تقضي وقت مع صاحبها عشان كده خدت كام يوم إجازة. كانت بتتكلم معاه في التليفون طول النهار وبيخططوا لرحلة. حتى ما غسلتش الأطباق زي ما قلتي لها. ليه ما بترفديهاش وخلاص؟" شهقت. "ما أقدرش أعمل كده، ده مش عدل ليها. هي بس قلقانة إنها ما بتقضيش وقت كفاية مع صاحبها، وده شيء مفهوم." إيميلي بصتلي وهي مش مصدقة. "طيب نقول إن ده كان السبب. ليه ما قالتلكيش بدل ما تكذب؟" سكت ما عرفتش أرد عليها. "شايفة؟ هو ده اللي أنا باقوله... أنتِ بتخلي الكل يستغلك." "أنا مش كده خالص." هزت راسها. "ماشي، عندك حق... أنا هاخد كام يوم إجازة الجايين، وهارجع الأسبوع اللي جاي." "بس وأنتِ وماديسون مش موجودين، مين هيعملي رسومات التورتة بالكريمة؟" هزت كتفها بلا مبالاة. "مش مشكلتي، عندي حاجات لازم أخلصها." لو عندها حاجات تخلصها، يبقى من حقي إني أديها كام يوم إجازة. عقدت حواجبي. "أظن ممكن تاخدي كام يوم إجازة..." اتفاجئت لما إيميلي رفعت إيديها في الهوا وبتتمتم بحاجة مش مفهومة. "شوفتي قصدي؟ كنتِ عارفة إنك محتاجاني وبرضه اديتيني كام يوم إجازة." كشرت. "كنت بس باحاول أكون طيبة." تمتمت وأنا حاسة إني عبيطة. ملامح إيميلي لانت. "عارفة يا حبيبتي بس لازم تتعلمي تقفي للناس وتقولي لأ." هزيت راسي. "يلا بقى ساعديني في غسيل الأطباق دي." ابتسمت. أنا عارفة إيميلي من ساعة ما جدتي ماتت. هي أكبر مني بكتير، حوالي أواخر الأربعينات، وقدرت تساعدني كتير لما فتحت "حلويات شارع السكر" في الأول. لولا إنها عرضت تعلمني أصول البيزنس، ما كنتش عارفة هأكون فين دلوقتي. ساعدتني في اختيار مين أوظف ومين المفروض يعمل إيه. بتقول إني شفقت على كام موظف لما وظفتهم، بس شرحت لها إن كل واحد يستاهل فرصة. الوقت كان بيتأخر وكان لازم نقفل. إيميلي سألتني لو عايزة إنها تبات معايا الليلة، عارفة إني ممكن أحس بالوحدة وأنا قاعدة هنا لوحدي. رفضت عرضها وطمنتها إني هأكون كويسة. بعد جدال كتير، سابتني أخلص قفل الفرن. كان ساعات بيبقى كويس إني ساكنة فوق المحل، عمري ما اضطريت أمشي لوحدي بالليل. كنت خلاص هأقفل الباب لما شفت كيس الزبالة اللي أكيد ديلان نسي ياخده. قررت أنا اللي هأعملها بما إني كل اللي هأعمله إني هاوديها الناحية التانية من الشارع. نفضت إيدي على بنطلوني الجينز القديم قبل ما أمسك الكيس التقيل وأروح الناحية التانية من الشارع. رجعت للمحل وكنت لسه هأفتح الباب لما حسيت بحاجة معدن باردة متسلطة على صدغي. قلبي وقع في بطني. "ما تصوتييش ومحدش هيتأذي." حد همس وهو واقف ورايا بالظبط. ما تجرأتش أتحرك. "افتحي الباب." عملت زي ما قالي. دخلنا الفرن والمسدس لسه متوجه ناحية صدغي. سمعته بيئن من الألم قبل ما يزقني بقوة على الأرض. لفيت وشفت تلات رجالة، كل واحد ماسك مسدس في إيده. آخر واحد دخل قفل الباب قبل ما يبص على الاتنين التانيين. "إيه الهبل ده يا عم؟" زعق للراجل التاني. "أنا؟ أنت اللي كان المفروض تتأكد." "أنت اللي كان المفروض تظبط الكاميرات، إزاي لخبطت الدنيا كده؟" "ما كانش سهل كده-" "سهل؟ أنت قلت إنك مسيطر على كل حاجة." "أنت اللي..." "اخرس خالص!" الراجل اللي كان ماسك المسدس ناحيتي زعق، فسكتوا الاتنين وخوفوني أكتر. "ما تتحركيش!" أيوه، ده منعني إني أتحرك أكتر. لاحظت حاجة بتنزل دم على كتف قميصه. "ما يهمنيش مين فيكوا الاتنين الأغبيا دول اللي غلط، اللي مهم دلوقتي إننا لازم نستخبى كام يوم." هزوا راسهم. "والبنت دي؟" اتوترت لما حسيت إنهم بيبصوا عليا دلوقتي. الراجل اللي شكله هو الكبير حك راسه بالمسدس قبل ما يهز كتفه. "مش عارف، هنشوف حل." كنت متأكدة إني هيجيلي سكتة قلبية لما مسك دراعي ورفعني لفوق بسهولة. "تعالي." قال وهو بيشدني على السلم اللي بيودي على أوضة المعيشة الصغيرة. قعد على الكنبة والاتنين التانيين قعدوا على الكنبة اللي قصاده. "عندك صندوق إسعافات أولية؟" الراجل اللي كان ماسك المسدس ناحيتي سأل. هزيت راسي بغباء. "روحي هاتيه." جريت بسرعة على الحمام وجبت صندوق الإسعافات الأولية. لما رجعت الأوضة وقفت مكاني متجمدة. دلوقتي والنور قايد، قدرت أشوف وشوشهم كويس. كلهم كانوا وسيمين إلى حد ما، عيني وقعت على الراجل اللي شكله هو الكبير وكنت متأكدة إن قلبي عمل نبضة زيادة. كان تحفة. عينيه زرقاء فاتحة قوي. شعره أسود، دقنه متظبطة... أيوه وسيم جدًا بجد. مشيت بتردد ودخلت الأوضة بالكامل وحطيت صندوق الإسعافات الأولية على الترابيزة اللي في النص. الراجل الكبير قلع قميصه وبسرعة بصيت الناحية التانية وحسيت إن وشي سخن. جسمه كان رياضي جدًا. "يا بت، نضفيلي الجرح." عيني وسعت. ما كنتش أعرف حاجة عن تنظيف الجروح، أكتر حاجة عملتها إني حطيت بلاستر. الدم نفسه كان بيخليني عايزة أرجع. بصيت عليه بالراحة وعيني وقعت على جرح الرصاصة البشع اللي في كتفه. بلعت ريقي بصعوبة ومسكت صندوق الإسعافات الأولية بالراحة وقعدت جنبه. كان بيبص على كل حركة بعملها وأنا بنضف جرحه على قد ما أقدر، وبتمتم بكلمة "آسفة" كل ما كان شكله بيوجعه. مع إنه ما ظهرش عليه أي علامات ألم. عيني كانت مركزة على الشغل اللي في إيدي مش عايزة أبص على نظرته الحادة. حطيت شاش على الجرح قبل ما ألفه بالضمادة. "خلصت." أعلنت. الراجل هز راسه وساد صمت طويل. "إيه أسماؤكم؟" سألت مش عارفة منين جتلي الثقة المفاجئة دي. "أنتِ متأكدة إنك عايزة تعرفي؟ كل ما تعرفي أكتر، كل ما فرصتك في إنك تخرجي من هنا حية تقل." واحد من الرجالة التانيين اتكلم. كان شكله أسمراني ووسيم أكتر. "ما تركزش معاه، هو بس متضايق عشان بوظ الدنيا." الراجل التاني قال. "أنا نوح براون. وده ديفيد مور-" قال وهو بيشاور على الراجل اللي شكله شرير. "-وده إليجاه نايت." هزيت راسي مش فاهمة ليه قالي أسماءهم بسهولة كده. لو خرجت من هنا حية، هيبقى معايا أسماؤهم الكاملة وأقدر أروح للشرطة. "أنا جابرييل لين، بس لو سمحتوا قولولي جابي." قلت بابتسامة. بصوا عليا لحظة كأنهم بيحاولوا يفهموني. "هي بتتكلم بجد؟" إليجاه نايت سأل. عقدت حواجبي باستغراب. "أنا بتكلم بجد جدًا يا أستاذ نايت، ودلوقتي لو حضرتك ورجالتك خلصتوا، أنا عايزة أنام... لازم أصحى بدري بكرة وأنا أصلاً سهرانة بعد معاد نومي." بصيت عليهم بغيظ. الرجالة بصوا عليا كأنهم بيحاولوا يتأكدوا إني حقيقية. "دي بتهزر معايا صح؟" شهقت. "يا أستاذ نايت ممكن تتفضل ما تستخدمش الألفاظ دي قدامي... مش شايفاها مناسبة." "إليجاه." كشرت للراجل اللي قدامي اللي بيحير ده. "نعم؟" "قولي إليجاه مش أستاذ نايت." اممم، ماشي... "ماشي... دلوقتي لو سمحت، أنا محتاجة أنام..." إليجاه هز راسه. ابتسمت وقمت عشان أروح أوضتي بس استغربت لما إليجاه قام هو كمان. رفع حاجبه لما بصيت عليه بس مش عارفة أعمل إيه. "إيه؟ عايزة تنامي؟" هزيت راسي بتردد. "أيوة..." "وريني الطريق." عيني وسعت لما فهمت قصده. "أنت مش هتقدر تنام هنا... معايا. فيه أوضة فاضية، ممكن تنام فيها-" "لأ، أنا هنام معاكي في أوضتك." "بس-" "إيه اللي حصل لرغبتك في النوم... عندك يوم طويل بكرة." قالها بدهاء. "أنا مش عايزة أنام تاني." هزيت راسي وقعدت تاني. إليجاه ابتسم. كان تحفة... يعني جمال قاتل. "لأ، أنا تعبان دلوقتي." مسك دراعي بقوة مؤذية وشدني بعيد عن نوح وديفيد. "أوضتك فين؟" أشرت بتردد على أوضتي وهو زقني جواها تقريبًا. بصيت عليه وهو بيقفل الباب وبيستريح على سريري. وقفت هناك متوترة مش عارفة أعمل إيه. عيني وقعت على الكنبة الصغيرة، أظن إني هأنام هناك الليلة. "ادخلي السرير." إيه؟ عيني وسعت. "نعم؟" "ادخلي السرير." كررها ببرود. ما قدرتش أنام معاه في السرير. ده غلط. "لأ شكرًا، هأنام على الكنبة." قلت وأنا بأتمنى إنه يوافق. "يا جابرييل، أنا باحاول، بجد باحاول." عقدت حواجبي باستغراب. "اسمها جابي." صححت له. رفع حاجبه. "يا جابي، قدامك خمس ثواني تدخلي السرير ده." لما سمعت الغضب بيعلى في صوته، دخلت السرير بسرعة ورحت على الطرف التاني. "لو حاولتي تعملي أي حاجة هأقتلك من غير ما أفكر ثانية." هزيت راسي ببطء. ما بصليش وهو بيلف عشان يديني ضهره ونام. كنت عايزة أروح أنام على الكنبة وبعيد عن الراجل الجذاب ده بس كنت خايفة أضايقه. في الآخر نمت وأنا بأتمنى إنهم يمشوا بكرة. صحيت قبل الكل وقررت أحضر الفطار. وأنا بأخلص رص الأكل في الأطباق، ديفيد ونوح دخلوا. بصوا عليا دقيقة كأنهم بيدرسوني. حطيت أطباق الأكل على الترابيزة وشوفتهم وهما بيقعدوا بتردد وبدأوا ياكلوا. ابتسمت لهم قبل ما أقعد أنا كمان. محدش فيهم نطق ولا كلمة وهما بياكلوا الفطار بشراهة. بعد شوية، إليجاه دخل، وأول ما عينيه الزرقاء الجميلة وقعت عليا، اتغيرت وبقت غامقة. "أنا قلتلك تقدري تخرجي من الأوضة؟" اممم... عقدت حواجبي باستغراب. "لأ." "إمال عملتي كده ليه؟" "كنت زهقانة وجعانة فعملت فطار." قلت وأنا بأشاور على طبقه اللي كان على الترابيزة. خده وقعد قصادي. "ليه ما حاولتيش تهربي؟" نوح سأل بعد دقيقة. "ليه هأهرب من بيتي؟" بصوا عليا دقيقة طويلة. "أنتِ عارفة أسامينا كلنا... كان ممكن تروحي للشرطة." قالها كأنه بيكلم طفل عنده تلات سنين. هزيت كتفي بلا مبالاة. "عشان يقتلني؟ أظن مش عايزة." قلت وأنا بأشاور على إليجاه. "أنا بس عايزة إنكم تمشوا في أقرب وقت ممكن." نوح هز راسه وسكت. "مش عاجبك وجودنا هنا يا حلوة؟" بصيت على إليجاه مش متأكدة إذا كان عايز إجابة بجد ولا لأ. هزيت كتفي قبل ما أرجع أبص على أكلي مش قادرة أستحمل نظرته الحادة. بعد الفطار غسلت أطباق الكل ونضفت شوية. وأنا رايحة ناحية الباب، إليجاه اللي كان قاعد في أوضة المعيشة مع نوح وديفيد، سألني فاكرة نفسك رايحة فين. "تحت، لازم أفتح الفرن." "أيوة، كأن ده هيحصل. اقعدي." كشرت بس رحت ناحيتهم وقعدت بين نوح وديفيد. لسبب ما كنت خايفة من إليجاه أكتر من نوح وديفيد. إليجاه أكيد حس بكده عشان رفع حاجبه. بعد ما قعدت أكتر من ساعة، قررت أتكلم أخيراً. "لازم أفتح الفرن." إليجاه اللي ما كانش مركز معايا، هز راسه. "أيوة، أنتِ قلتي كده قبل كده." "عندي موظفين." بدل ما يرد، فضل قاعد باصص على تليفونه. "هأعمل إيه لما ييجوا هنا مستنيين يشتغلوا؟" "ابعثي لهم رسالة... قوليلهم ما يجوش." كانت إجابته. "أبعث لهم رسالة؟" سألت باستغراب. هز راسه. "أنا ما عنديش أي تليفون محمول، بس عندي تليفون أرضي." بص عليا أخيراً. عينيه الزرقاء الغامقة ما كانتش بتوريني غير ضيق. مش ذنبي. جدتي عمرها ما سمحت بحاجات زي كده في بيتها، لسبب ما ما كانتش بتحب تكنولوجيا دلوقتي. "أنتِ بتهزري صح؟" كنت عايزة أزعقه جامد على كلامه بس كنت خايفة أضايقه. "اتصلي وقوليلهم ما يجوش النهاردة. ما تحاوليش تعملي أي حاجة غريبة، مش هأتردد أقتلك." هزيت راسي. "يا ديفيد روح معاها." عملت زي ما قالي وبلغت كل واحد فيهم ما يجيش، وده اللي عملوه من غير أي شكوى، ما عدا إيميلي. سألتني إذا كنت كويسة ولو عايزة إنها تيجي... بسرعة قلتلها إني كويسة وبس مش حاسة إني كويسة. بعد إقناع كتير وافقت أخيراً وسابتني في حالي. اليومين اللي بعد كده قضيتهم وأنا باعمل كل حاجة عشان أتجنب إليجاه، وده كان سهل إلى حد ما عشان معظم الوقت كان بيتجاهلني، إلا لو كان محتاج أغيرله الضمادة أو أنضفله الجرح، ما كانش حتى بيبص ناحيتي. نوح هو اللي كان دايماً بيتكلم معايا وبيساعدني أبقى مشغولة. حذرني إني ما أقفش في طريق إليجاه وإني أبقى ساكتة لما يكون موجود. وده اللي عملته، مش كأنه راجل صعب تجاهله. في صباح يوم وأنا خارجة من الحمام لابسة وجاهزة لبداية يوم جديد، إليجاه فاجئني لما سألني سؤال بجد. "إيه اللي أنتِ لابساه ده؟" عقدت حواجبي وبصيت على لبسي باستغراب. كنت لابسة قميص بكم طويل تريكو وتنورة قديمة واصلة لتحت ركبتي وشعري مربوط كعكة نضيفة ورا راسي. شكلي كان معقول إلى حد كبير. "إيه اللي مش عاجبك؟" "كأنك ست عجوزة." كشرت. "إزاي بتفترض إني بألبس؟" "كأنك بنت صغيرة..." كشرت أكتر. "لو قصدك إني ألبس تنانير وفساتين بتوري جلد أكتر من اللازم، فشكرًا بس مش عايزة. أنا مرتاحة في لبسي ده." إليجاه فضل باصصلي دقيقة طويلة، عينيه الزرقاء الباردة كأنها بتدور على حاجة. يا إلهي الراجل ده كان تحفة، ما فهمتش إزاي حد جذاب كده ممكن يكون قاسي كده. يمكن شكله خلاه يتغر. "عندك جمال نادر... شايفاه ميزة؟" مش فاهمة ليه سألت، أظن من الفضول. ضيّق عينيه عليا. "إيه؟" "عشان تجذب الستات... دي ميزة ليك؟" هز كتفه. "حاجة زي كده." ما بقاش شكله مهتم يتكلم معايا، كأنه فجأة زهق من كلامنا. اتفاجئت لما قام من السرير فجأة ومن غير ما يبصلي ثانية، خرج من الأوضة. لو قلت إني كنت خايفة من إليجاه، ده هيكون أقل من الحقيقة. لسبب ما كان بيرعبني، عمري ما قابلت حد بارد كده... مش مهتم كده. مع إنه ما بيدينيش أي اهتمام، كنت عارفة إنه هيقتلني من غير أي ندم. أخدت نفس عميق وكنت لسه هأخرج من الأوضة لما لاحظت حاجة على الكومودينو اللي جنبي. ده كان تليفون إليجاه. يمكن لازم أتصل بالشرطة، إليجاه غالباً هيقتلني ودي ممكن تكون فرصتي الأخيرة. من غير ما أفكر ثانية، مسكت التليفون. لعبت بيه بغرابة وأنا باحاول أفهم إزاي أستخدم الجهاز المعقد ده. يا خراشي على التليفونات دي. قبل ما أقدر أشغل الجهاز المعقد ده، الباب اتفتح. بسرعة حطيت التليفون ورا ضهري وأنا باصه على إليجاه وهو داخل الأوضة. وقف أول ما عينيه وقعت عليا واتسند على الباب اللي اتقفل دلوقتي وهو بيفرك دقنه المتظبطة. عينيه الزرقاء دي درستني وأنا باحاول على قد ما أقدر إني ما أتحركش تحت نظرته الثاقبة. شاورلي عشان أقرب، اترددت بس مشيت ناحيته. "ناوليني إياه." عضيت شفتي بتوتر. "أناولك إيه؟" سألت وأنا باعمل نفسي مش فاهمة. ابتسم. قبل ما أقدر أرجع لورا، إيده اتصلت بخدي وزقتني على الأرض. حطيت إيدي على خدي اللي بيوجعني وأنا باصه عليه بصدمة. مش مصدقة إنه عمل كده. عمري ما حد ضربني قبل كده، حسيت إن عينيه بتدمع من الوجع. إيد إليجاه لفت حوالين رقبتي الصغيرة ورفعني من على الأرض. "تعالي نحاول تاني." حسيت قلبي بيدق بسرعة في صدري. "ناوليني إياه." من غير تردد حطيت التليفون المحمول في إيد إليجاه الممدودة. زقني بعيد وحط التليفون في جيبه. "ما تلعبيش معايا يا جابرييل، مش هأتردد أقتلك. لو عايزة تعيشي ما تحاوليش تعملي أي هبل تاني." كشرت. "اسمها جابي." تمتمت. هز راسه ومسك دراعي وشدني برا الأوضة. "اعملي فطار." عقدت حواجبي بس عملت زي ما قالي. بعد ما خلصنا فطار غسلت الأطباق وقعدت في أوضة المعيشة مع الرجالة زي ما باعمل دايماً. "عايزة أفتح المحل بتاعي." قلت وأنا باصه على إليجاه. رفع حاجبه. "بجد؟" هزيت راسي. "أيوة... أيوة عايزة. بقالي كام يوم قافلة، وعندي زباين وموظفين أوفياء محتاجيني. اللي بتعمله ده مش بيأذيني أنا بس، ده بيأذي ناس تانية كمان." قلت بحماس. "البت دي بتتكلم بجد؟" إليجاه لف ناحية نوح وديفيد اللي هزوا كتافهم بس. كشرت. "لو سمحت يا إليجاه، أنا كل اللي بأطلبه منك إنك تسيبني أفتح المحل بتاعي. أوعدك مش هأقول لحد. أنا بس عايزة أفتح المحل." همست بالجزء الأخير وأنا بأترجاه بعيني. إليجاه ما كانش راضي خالص. "يلا يا إليجاه، لازم نسيبها تفتح عاجلاً أم آجلاً، الناس هتبدأ تشك." نوح قال. إليجاه شكله كان بيفكر في الموضوع. عيني المليانة أمل كانت باصه عليه وما فاتنيش هزّة راسه الصغيرة. صرخت بفرحة. "شكراً! شكراً! شكراً!" قلت وأنا بانط وبجري برا الباب لتحت على المحل. بسرعة اتصلت بإيميلي وقولتلها تكلم الكل، صرخت لما قولتلها إننا هنفتح النهاردة. ابتسامة على وشي وأنا باصه على المحل وهو بيتملي بالناس. الموظفين دخلوا شكلهم مرتاح إنهم رجعوا الشغل، حتى إيميلي كانت شكلها مبسوطة إنها رجعت المحل. "يا إلهي، وحشتيني قوي." قلتلها وأنا باخدها في حضني. ضحكت. "وأنتِ كمان وحشتيني. ليه ما فتحتيش المحل؟" اممم... "أخدت بنصيحتك وأخدت إجازة من المكان ده." ما كانش شكلها مصدقة كذبتي بس ما ضغطتش على الموضوع، بدل كده حاجة تانية لفتت انتباهها وملامحها اتغيرت لقلق. "إيه اللي حصل لوشك؟" أوه، أيوه. حطت إيديها على خدي وأنا اتوجعت. كنت عارفة إنه أكيد أحمر ومنتفخ من اللي حصل الصبح. "أنا... أه... خبطت في الحيطة." ما كانتش كذبة بالظبط. لما إليجاه قالي إني أقدر أفتح الفرن النهاردة، أنا تقريباً خبطت في الحيطة بالغلط وفوت الباب بسنتيمتر واحد. "بجد يا جابي؟" عرفت إنها مش مصدقاني. "أيوة، أنتِ عارفة إني ممكن أكون خرقاء إزاي." ما اقتنعتش بس سابت الموضوع. بداية اليوم عدت زي أي بداية يوم تاني، ده قبل ما إليجاه ونوح وديفيد يدخلوا حياتي. أخدت طلبات، اتكلمت كلام عادي مع زبايني... كل حاجة رجعت زي ما كانت. سرعان ما رجعت للواقع لما شفت إليجاه ونوح وديفيد نزلوا على المحل. عقدت حواجبي باستغراب وأنا بأتساءل إيه اللي جايبهم هنا تحت. بصيت عليهم باستغراب وهما بيقعدوا على الكراسي اللي قدام الترابيزة الطويلة. نظر إليجاه اتنقل للقائمة اللي على اللوحة. رفع حاجبه. "حلويات شارع السكر؟" اممم... "أيوة..." رديت بتردد واضح في صوتي. "اسم مرح قوي لمحل حلويات." ابتسمت. "اسم مرح لبنت مرحة." "تمام." إليجاه بص الناحية التانية وتجاهلني تماماً. "طيب، عايزني أجيبلكوا حاجة؟" حسيت فجأة إني متوترة وأنا واقفة كده. "يا ريت والله." نوح قال بسرعة وهو بيحاول يلطف الجو. ابتسمت وأنا مستنياه يطلب. "فاجئونا." هزيت راسي بسعادة قبل ما أروح المطبخ بسرعة وأعمل أي حاجة. "يا بت الإيه، مين دول؟" إيميلي سألت وهي بتتسلل ورايا. بصيت وراها على إليجاه ونوح وديفيد. "مجرد أصحاب قدام لجدتي." كذبت وأنا بأتمنى إنها تصدقني مع إنها عارفة إني كذابة فاشلة. كنت ممتنة إنها كانت مشغولة قوي بمراقبة الرجالة اللي بره لدرجة إنها ما خدتش بالها من كذبتي. "يا خراشي عليهم، يجننوا، خصوصاً اللي عينيه زرقاء تحفة دي." لفيت عيني بملل على صاحبتي. إيميلي ما بتعرفش تمسك لسانها. أي حاجة بتفكر فيها بتقولها. "طيب يا ست، ارجعي لشغلك بقى." اتأففت وأنا ضحكت ضحكة خفيفة. رجعت للرجالة وحطيت المقبلات قدامهم، وباصة عليهم بتركيز وهما بياكلوا. "ها؟" نوح اتأوه. "ده تحفة يا جابي، عمري ما أكلت حاجة بالطعمة دي." "أوه، ده ولا حاجة." "لأ بجد. عمري ما ذقت حاجة بالطع... بالجمال ده." ابتسمت وأنا حاسة بالفخر بنفسي. "إيه السر؟" "عايز تعرف بجد؟" نوح هز راسه. شورتله يقرب. "فانيليا مع شوية حب زيادة." همست وأنا باحاول أهز حواجبي. نوح انفجر في الضحك. ديفيد وإليجاه أكيد ما عجبتهمش نكتتي، أكلوا المقبلات بتاعتهم من غير ما يبصوا عليا. فضلت أساعد في الفرن وأنا مبسوطة إني قادرة أسعد زبايني. ديفيد ونوح راحوا قعدوا في ركن وأنا رتبته لهم بفرحة، بس إليجاه رفض يتحرك من مكانه. ديفيد ونوح ما بداش عليهم إنهم متضايقين إنهم راحوا قعدوا في ركنهم من غيره. كنت ساعات بألاقي نظرات إليجاه عليا، بيبصلي بعينيه الباردة اللي لونها مميز. ما خليتش مزاجه المتعكر يأثر عليا. بقالي كام يوم فاتحة المحل ومش هأخليه يعكر صفوي. وأنا لسه مخلصة أخد طلب، الجرس اللي فوق الباب رن ولفت انتباهي لماديسون اللي كانت متأخرة قوي. مشيت ورا الترابيزة من غير ما تبصلي وهي بتاخد إزازة مية. "أنتِ متأخرة." إيميلي قالتها وهي بتبص بغيظ على ماديسون اللي شكلها زهقان. هزت كتفها بلا مبالاة. "أيوة، وبعدين؟" ماديسون شربت المية كلها من غير أي قلق. حطت الإزازة الفاضية على الترابيزة وكانت لسه هتدخل المطبخ لما عينيها وقعت على إليجاه. كتمت ضحكتي على رد فعلها لما بصت عليه مرتين. إليجاه ما كانش مهتم بينا، عمل نفسه مش شايفنا زي ما بيعمل دايماً. "أهلاً يا مز، ممكن أجيبلك حاجة؟" ماديسون سألت بصوت مغري. صوتها كان كده لما كانت بتتكلم في التليفون مع صاحبها. أو على الأقل أظن إنه كان صاحبها. إليجاه بص على ماديسون، مال راسه شوية وهو بيبص عليها من فوق لتحت قبل ما يبص الناحية التانية. "لأ." وش ماديسون وقع في ساعتها وحسيت بالذنب ناحيتها شوية. إليجاه كان بارد قوي وكان فاكر إن الكل أقل منه. إيميلي هزت راسها. "هتفضلي واقفة كده وتسيبها تعمل كده؟" عضيت شفتي بتوتر. "اممم... يا ماديسون يا حبيبتي، فيه سبب لتأخيرك؟" سألت وأنا حاسة بعدم ارتياح شديد. "أوه! ما كنتش في المدينة لما وصلني الاتصال. افتكرتك سيبتنا وهتقفل المحل. يعني أنتِ كنتِ غايبة أسابيع، كنت مفروض أفكر إيه؟" هزيت راسي. ده تفسير معقول. إيميلي هزت راسها وبتتمتم بحاجة مش مفهومة. رجعت المطبخ وسابتني أتصرف لوحدي. "طيب... كويس، بس ما تخليش ده يحصل تاني." قلت وأنا باحاول أكون حازمة. ضحكت. "أكيد." لفت على كعبها وراحت ورا إيميلي في المطبخ بس قبل ما تروح بصت على إليجاه تاني. طلعت برا محتاجة شوية هوا. بقالي كام يوم ما طلعتش برا وحسيت بالشمس الساطعة وهي نازلة عليا، حسيت بانتعاش وراح التوتر اللي كنت حاسة بيه من دقايق. "بتخلي الكل يستغلك؟" صرخت صرخة خفيفة وحطيت إيدي على قلبي اللي بيدق بسرعة دلوقتي. "يا لهوي، خضتيني." إليجاه بصلي وهو متسند على الحيطة. "ولأ، مش باعمل كده." "لأ؟" "لأ." رفعت دقني لفوق. "من اللي شفته في الساعتين اللي فاتوا، الكل بيعاملك كأنك طفلة." إيه ده؟ عقدت حواجبي. "أنا آسفة، مش فاهمة." "الكل بيعاملك كأنك ما عندكيش أي إحساس بالاتجاهات. كأنك طفلة ما عندهاش مخ." شهقت. "هما مش كده." "لأ؟" هزيت راسي للراجل اللي قدامي اللي بيحير ده. "ليه بتستهزأ بيا؟" هز كتفه بلا مبالاة. "ضيقتك بتسليني." كشرت. "ده كلام فظيع." إليجاه ما اهتمش وهو بيطلع حاجة من جيبه. شهقت لما عرفت إنها علبة سجاير. ولعها وشفط السم القاتل ده. "دي عادة وحشة." أخد نفس تاني وطلع الدخان في وشي وفاجئني. كحيت بهستيريا وأنا باهوي الريحة المقرفة دي بعيد. بصيت عليه بغضب. "أنت راجل قاسي قوي." ابتسم وخطى خطوة ناحيتي. خطيت خطوة لورا بغريزة. مسك وشي وعصر خدودي بوجع. اتوجعت لما غرز صباعه في خدي اللي كان مجروح أصلاً. "عندك حق... أنا راجل قاسي. معظم الناس هتفكر تبعد عن طريق الراجل القاسي ده، بس أنتِ؟ لأ. أنتِ طيبة زيادة عن اللزوم عشان تهتمي بشغلك وبس، وده يا جابرييل... ده هيوقعك في مشاكل كتير في يوم من الأيام." اتكلم وهو قريب قوي من وشي. من وجهة نظر أي حد تاني، هيبان كأننا بنبوس بعض. حسيت إن وشي سخن من التفكير ده. إليجاه رفع حاجبه قبل ما يسيبني. "ليه دايماً بتقولي جابرييل؟ أنت طلبت مني ما أقولكش يا أستاذ نايت وأنا احترمت ده. ليه ما تقدرش تحترم رغبتي وتقولي جابي؟" قلت وأنا حاسة إني زهقت. "أنتِ عنيدة قوي على فكرة." كشرت. أنا مش كده. قبل ما أرد على كلامه، إليجاه رمى سيجارته ومشي رجع جوه. عملت زيه ورجعت شغلي. اليوم عدى بسرعة وأنا باعمل روتيني العادي. إيميلي شكلها كانت بتضايق أكتر وأكتر من ماديسون اللي فضلت تحاول تفتح كلام مع إليجاه. كنت بس باصه من بعيد وأنا شايفة إيميلي بتروح لماديسون وبتقولها ترجع شغلها قبل ما تتطرد. ماديسون كانت بترجع المطبخ وهي بتدوس على الأرض بغيظ. غير كده اليوم عدى كويس إلى حد ما. لما الشمس غربت، كنت خلاص ودعت الكل وقفلت المحل. لاحظت إن ماديسون ما غسلتش الأطباق وديلان نسي ياخد الزبالة تاني. زهقت وخلصت أنا ده وطلعت الزبالة بسرعة. نوح عرض يساعدني بس رفضت. "مش ده شغل رجالة؟" نوح سأل لما دخلت المحل. كان راجل نبيل قوي. "أيوة بس أظن ديلان نسي تاني. هأفكرّه بكرة." هزيت كتفي. طلعنا كلنا فوق. كنت تعبانة قوي عشان أحضر عشا، دخلت أوضتي على طول عشان أخد دش. ما حسيتش إني نسيت أجيب هدوم النوم بتاعتي غير لما خلصت. لفيت فوطة حوالين جسمي وبصيت من الباب أشوف لو إليجاه موجود في أي مكان. لما ما شفتهوش، جريت بسرعة على دولابي أدور على ملابسي الداخلية. اتخضيت لما سمعت حد بيشتم بصوت واطي. لفيت ووشي بقى في وش إليجاه. عينيه الباردة كانت أغمق وهي بتنزل على جسمي بوقاحة، وهو بيفرك إيده على بقه. حسيت فجأة إني مكشوفة قوي. قلبي وقف لما مشي ناحيتي، حاولت أرجع لورا بس وقفت لما إيده مسكت دراعي وثبتتني مكاني. إيده التانية طلعت ومسكت خصلة شعر طايرة وحطيتها ورا ودني. شكله كان في حالة زي التنويم المغناطيسي كأنه مش واخد باله من اللي بيعمله. فجأة زقني، فمسكت الفوطة جامد عشان ما تقعش. "روحي البسي هدومك الزفتة دي." من غير ما أستنى، جريت على الحمام ولبست ملابسي الداخلية. لبست قميص بيجامة واسع مكتوب عليه "بطل حرب الوسائد" وبنطلون بيجامة صوف. رفعت شعري كعكة منكوشة قبل ما أرجع الأوضة بالراحة. إليجاه كان نايم على ضهره على السرير وإيده على عينيه. عيني وقعت على الكنبة. يا ترى ممكن أنا بس- "يا جابرييل. على السرير. حالا." كشرت ودخلت السرير بالراحة قوي ونمت ومدية ضهري ليه. حسيت بعدم ارتياح فغيرت جمبي، المشكلة الوحيدة إني بقيت باصه على إليجاه. حاولت أنام على بطني بس ما كنتش مرتاحة. "بطلي حركة زفتة." تجمدت دقيقة قبل ما ألف وأبقى باصه على إليجاه تاني. حاولت أنام بس ما قدرتش أفضل قافلة عيني. مهما كنت مرهقة جسدياً من اليوم، ما قدرتش أنام. بصيت على إليجاه. عيني وقعت على الضمادة بتاعته وما قدرتش ما أسألش عنها. "جرحك عامل إيه؟" اتأوه بس ما ردش. "حاسس إنه أحسن؟" ما ردش. "إزاي اتصابت؟ يعني مش كل يوم حد بيدخل محلي برصاصة في كتفه." قلت بمزاح. "يا جابرييل-" "جابي، اسمها جابي. أنت طلبت مني أقولك إليجاه وأنا عملت كده. إيه الصعب في إنك تقولي جابي؟ أنت إليجاه، وأنا جابي." حطيت إيدي على صدره. "إليجاه." وبعدين حطيت إيدي على صدري وقلت... "جابي." إليجاه بصلي. ما قالش ولا كلمة وفضل باصصلي بس. حواجبه اتقابلت شوية وهو بيفكر في أي حاجة كان بيفكر فيها. أخد نفس عميق واداني ضهره وتجاهلني. "روحي نامي يا جابرييل."
اوف بجد عالجمدان
ردحذف