رواية زميل سكن الجامعة - الفصل الثاني
بداية حياتنا سوا
2025, تريزا عبدالمسيح
مراهقة
مجانا
طالبة جامعية سكن وتجد حلاً بالانتقال للعيش مع إيثان راسل، وهو رياضي مشهور في الجامعة. تستغرب صديقتها من قرارها بسبب سمعة الرياضيين، لكن ريان تجد شقته جذابة وشخصيته تبدو مختلفة. يتضح أن إيثان يبحث عن الهدوء والونس، ويساعد ريان في الانتقال، مما يثير تساؤلات لديها بشأنه. تخطط إيثان لحفلة، ويبدو أنه مهتم بأن يكون لديه انطباع جيد لدى ريان، مما يضيف عنصراً من التشويق حول علاقتهما المستقبلية.
ريان
شابة وطالبة جامعية بتدرس تمريض وعلم نفس. لقت نفسها فجأة من غير بيت قبل بداية الدراسة بكم يوم بسبب ظروف خارجة عن إرادتها. باين عليها بنت مسؤولة لكن نفسها في الاستقلال.إيثان
طالب جامعي وهو كابتن فريق الهوكي. يبدو مختلفًا عن الصورة النمطية للرياضيين، فهو يبحث عن الهدوء والونس في
ريان "نعم!! إيثان راسل؟" الكلمات كانت صعبه عشان بوق إيزابيل كان مليان فراخ. بلعت إيزابيل وكملت وهي باين عليها مش مصدقة، "أنتي بتفكري تعيشي مع إيثان. راسل المجنون ده؟" كان نص النهار وإيزابيل وأنا بناكل أكل صيني جاهز واحنا متنيين على الكنبة (اللي هي برضه سريري). خدت معلقة تانية من النودلز بالخضار بعصيان الأكل وبلعتها، وهزيت راسي عشان أكد إن ده اللي قلته. هي بصتلي بذهول، مش لاقية كلام تقوله، وأنا بأكل. ما كنتش فاهمة ليه هي متضايقة أوي كده من الخبر. إني ألاقي حل كويس لموضوع سكني كان راحة كبيرة أوي بالنسبة لي. كنت متوقعة إن إيزابيل هتكون مرتاحة هي كمان؛ هيكون أحسن لينا احنا الاتنين لو عرفت أنقل وأستقر قبل ما الدراسة تبدأ. العيشة سوا في علبة 400 قدم مربع – مهما كانت فخمة – هتزهق بسرعة. "أيوة، يعني إيه؟ شكله عادي يعني، والسعر مناسب. والمكان حلو أوي بصراحة." عشان أكون صريحة، الشقة بتاعته كانت تحفة. شبابيك من الأرض للسقف، أرضيات خشب، حمام خاص متوصل بكل أوضة نوم. ده حتى فيه جاكوزي في البلكونة، وده ما كنتش أعرف إنه ممكن في شقة. إيثان قال حاجة إنه مسموح عشان هو عنده البنتهاوس. أنا ممكن أعيش في بنت هاوس. ولو كنت صريحة أكتر، هو كان تحفة برضه. بس أنا قلت لنفسي إن ده مالوش علاقة بقراري. وأكيد ما اعترفتش لإيزابيل بالجزء ده. بالإضافة لكده، على قد ما بحبها، كنت طايرة من الفرحة عشان هيرجع لي مساحتي الخاصة تاني. أوضة نوم بباب حقيقي وحمام خاص بيا، مش لازم أتخانق على مساحة على التسريحة مع كمية مكياج تكفي محل سيفورا. "أنتِ متأكدة إن دي مش ردة فعل غريبة عشان لسه سايبة حد يا ري؟" إيزابيل بصتلي بتركيز بعينيها الزرقا السماوية. "عشان... أنتِ عارفة." معقول؟ ما خطرش في بالي بصراحة. محاولاتي إني أنسى موضوع هاري أكيد كانت بتجيب نتيجة، حتى لو شوية صغيرين. الصيف اللي فات ده ساعد كتير. "لأ. ده مالوش أي علاقة بالموضوع ده. ولا بيه هو،" قلت بحزم. "في الوقت ده، ده أحسن حل قدامي. إيه المشكلة الكبيرة؟" فتحت كيس صويا صوص بعصبية، وقلبت عينها وهي بتغرق الرز بتاعها بيه. "يا بنتي، يا ريان. أنتِ ما بتقريش 'تو ذا ليتر'؟" إيه ده بقى؟ "آه، أكيد..." قلت بتملص، وبصيت على علبة الأكل بتاعتي عشان أخفي إني مش فاهمة هي بتقول إيه. "أنتِ عارفة، الموقع اللي فيه فضايح عن الرياضيين بتوع جامعتنا وكل المصايب اللي بيعملوها؟" إيزابيل وضحت ببطء، وبصتلي كإني كائن فضائي. وكملت وهي بتلوح بعصيان الأكل عشان تعمل جو درامي، "مين نايم مع مين، مين ساقط في الامتحانات، مين بياخد منشطات. قصدي، ده اللي بيقولوا." "ما أقدرش أقول كده بصراحة،" اعترفت. بصفتي طالبة إعلام، حاجات زي دي أكتر في مجالها هي. إيزابيل بتموت في القيل والقال. "أهو، كان لازم،" قالت لي بتوبيخ، وكملت، "لو كنتِ بتقريه، كنتِ عرفتِ إن إيثان ده تقريباً محدش يقدر يكلمه. بالإضافة لإنه مز أوي، هو كابتن فريق برودر بوبكاتس." آه. لما افتكرت، إيثان كان ذكر الموضوع ده. وأنا كنت فاكرة إنه شكله مألوف شوية. في جامعتنا، هوكي الجليد بين الفرق الجامعية منافسة قوية أوي. أنا مش من اللي بيتابعوا الرياضة، بس أكيد كنت شفته قبل كده في أي مطبوعة في الجامعة. كتير من خريجين برودر بيتم اختيارهم في فرق الهوكي الكبيرة زي إن إتش إل أو إيه إتش إل أو الفرق الأوروبية. دايماً بيكون فيه إعلانات متعلقة في كل حتة في الحرم الجامعي بتروج لفرقنا الرياضية، وبيحاولوا يشجعوا الروح الرياضية بين الطلاب؛ وغالباً بيكون فيها صور للرياضيين المشهورين أوي. عارفة جامعتنا، أكيد كان عنده لوحة إعلانات كبيرة لوحده في الساحة الرئيسية. مش غريبة إنه كان متوقع إني عارفة هو مين. أنا كنت فاكرة إنه متكبر وخلاص. "تمام. يعني هو شكله حلو وهو رياضي. برضه مش فاهمة إيه المشكلة الكبيرة في الموضوع ده. الرياضيين أصلاً مش نوعي المفضل،" فكرتها. "كمان سمعتهم مش أحسن حاجة لما يتعلق الموضوع بالارتباط." ده بالعكس، شخصية لاعب الهوكي دي كانت حاجة بتنفرني. بالإضافة لسمعتهم في موضوع البنات، الرياضيين دايماً بيكون عندهم غرور كده بيضايقني. ناس مغرورة وبتخون؟ شكراً مش عايزة. جربت الموضوع ده قبل كده مع ex بتاعي. وما انتهتش نهاية كويسة. ممكن تقولي إنها كانت كارثة. إيزابيل هزت راسها. "لأ، هو مختلف. حواليه بنات كتير أوي على طول، بس عمره ما ارتبط بحد. دي حاجة مش بتحصل أبداً لرياضي جامعي في مستواه. قصدي، فيه منهم اللي عندهم صاحبات وحتى نصهم برضه بيرتبطوا ببنات تانيين، بس هو لأ. هو حالة نادرة جداً. ده موضوع مثير أوي." هزيت كتفي. أنا ما عنديش مشكلة مع الناس اللي بترتبط ببعض، بس برضه مش فاهمة ليه لازم يعتبروا ده الطبيعي. "مش شايفة إيه الغريب في كده. أنا كمان مش باحب العلاقات العابرة." ده بالعكس، ده باين إنه نقطة بيع كويسة في موضوع الشقة؛ كده عرفت إنه مش هيعاكسني ومش هيجيب كل شوية بنات مختلفة البيت. "أيوة، بس أنتِ مش رياضي طويل وعمره صغير ومز أوي وحواليه على طول بنات حلوة ومستعدة." سكتت شوية وهي بتفكر. "أفتكر كان عنده صاحبة زمان. فيه ناس بتقول إنه واخد قرار إنه مش هيرتبط ببنات دلوقتي. وناس تانية بتقول إنه بس صعب الإرضاء أوي لدرجة إن مفيش ولا ست قدرت توصل لمستوى توقعاته." كده شكله هيبقى صداع في دماغي. مش عايزة حد متحكم يبقى زميل السكن بتاعي. بس طالما هو مش صعب الإرضاء في موضوع ال زميل السكنs زي ما هو في موضوع الارتباطات، افتكر ممكن نعرف نظبطها. كمان شكله كان سهل التعامل معاه لما اتقابلنا. "الوضع الحالي بيقول يا ده يا سكن الجامعة. أفتكر هغامر وأجرب،" قلت. "في أسوأ الأحوال، هرجع أعيش معاكي. كنبة السرير بتاعتي هتكون موجودة دايماً صح؟" رسالة نصية، الساعة 5:05 مساءً ريان: ألو يا إيثان! عندي كام سؤال كمان بخصوص موضوع ال زميل السكن ده. إيثان: أكيد، اتفضلي. ريان: مش باين إنك محتاج زميل السكن عشان تقدر تدفع إيجار الشقة بتاعتك. طب... ليه عايز واحد؟ إيثان: بصراحة؟ أنا بس محتاج حد يونسني اليومين دول. ريان: عندك حق. بس ليه مش عايز تعيش مع واحد من أصحابك الولاد؟ حد من الفريق أو حاجة؟ إيثان: هما ساكنين في بيت كبير بره الحرم الجامعي، بس هو عامل زي مكان حفلات على طول. أنا محتاج هدوء عشان أقدر أذاكر وأركز في الهوكي. ريان: مظبوط. أنا كمان. ريان: قصدي، أنا محتاجة أركز في مذاكرتي. مش الهوكي. إيثان: ههه أيوه، كنت عارف كده. ريان: وإيه نظامك بالنسبة للحيوانات الأليفة الغريبة؟ بالذات، تعابين البواء؟ نقول... 3 منهم؟ إيثان: إيه... ريان: أنا كنت بهزر خالص. ريان: سؤال أخير – أنت قاتل متسلسل؟ عشان دي ممكن تكون مشكلة كبيرة بالنسبة لي. إيثان: أنتِ غريبة أوي. ريان: اعترف، أنا خوفتك بموضوع تعابين البواء. إيثان: فعلاً. واحدة تانية سألتني عن عنكبوت كبير الشهر اللي فات وكانت بتتكلم بجد. دي كانت هتبقى مشكلة بالنسبة لي. إيثان: إمتى عايزة تمضي عقد الإيجار وتيجي تسكني؟ ريان: نقول يوم الجمعة. إيثان: اتفقنا. ريان وأنا بزق كومة الكراتين اللي كنت ماسكاها بين رجلي وبين الحيطة، قعدت أتخبط عشان أفتح باب شقة إيثان بالرقم السري اللي بعتهولي في رسالة. القفل اتفتح وزقيت الباب بكتفي، والكراتين كانت قربت تقع. إيثان أكيد سمع الدوشة عشان ظهر وفتح الباب كله، ومسك الحاجة اللي كنت شايلاها بالظبط لما بدأت تقع. كان لابس تي شيرت أسود ضيق وبنطلون رياضة رمادي غامق، وبشكل ما، كان شكله حلو برضه. كان ظلم إنه يبقى شكله حلو كده في اللي هو يعتبر ترينج. بس برضه، بجسمه ده، أي حاجة هتبقى شكلها حلو عليه. حاولت بقدر الإمكان إني ما أبصلوش كتير. ما ساعدش إن شكله كان أحلى من ما كنت فاكرة من أول مرة اتقابلنا. فكرت نفسي باللي قلته لإيزابيل من شوية: الرياضيين مش نوعي المفضل. "ليه ما بعتتيش رسالة؟" وبخني، وهو بيبص على الكراتين اللي حطيتها في الطرقة. "كنت نزلت ساعدتك تنزلي دول." هزيت كتفي، ولسه نفسي قاطع من طلوعي بالكراتين من العربية، للأسانسير، وبعدين مشي في الطرقة. ما خطرش في بالي إني أطلب منه. "مش عارفة. ما كانش عندي حاجات كتير أطلعها." "ستات،" اتنهد، وعضلات ذراعه بارزة من تحت الأكمام وهو شايل الكراتين. قصدي، مش قصدي أبص ولا حاجة. "دلوقتي أنا حاسس بالذنب إني كنت قاعد هنا مرتاح وأنتِ كنتِ بتطلعي كل الكراتين دي. أرجوكي، خليني أساعدك. أنا هجيب الباقي." إيثان راسل، جنتل مان؟ مين كان يتخيل؟ على أي حال، أنا ما كنتش هارفض المساعدة. بعد ما نقلت من عند أمي وبعدين قعدت عند إيزابيل مؤقتًا قبل ما أنقل هنا، كنت زهقت من سحل الكراتين دي. بدأت أخاف شوية من شكل المكعبات في الوقت ده. وأنا بستنى، بصيت على الشقة تاني وحسيت بفرحة صغيرة جوايا. ما كنتش مصدقة إني هاعيش هنا. ده كان أحلى مكان عشت فيه لحد دلوقتي. أوضة المعيشة كانت بتطل على النيل وكان فيه كرسي مدور كبير في الركن؛ المكان المثالي عشان أتني وأقرا كتاب كويس ومعايا مج شاي. إيثان طلع آخر كرتونة وحطها في أوضة نومي الجديدة. "ده آخر حاجة؟" نادى من بلكونة الدور العلوي اللي بتطل على أوضة المعيشة. "دلوقتي آه. لسه محتاجة أروح آيكيا وأشتري شوية عفش عدل. أنا بصراحة لسه ما عنديش سرير ولا دولاب، ولا حتى لمبة،" وضحت وأنا مكسوفة شوية. ما كنتش محتاجة حاجات كتير قبل كده، وأنا عايشة في سكن الجامعة. ما جبتش معايا غير حوالي 4 أو 5 كراتين: معظمهم لبس وحاجات شخصية صغيرة. إيثان عنده شقة مفروشة بالكامل وأنا هنا، عايشة زي الشحاتة. إيثان بص على موبايله بسرعة وهو نازل تاني. "الساعة تلاتة بس. عايزة نروح دلوقتي؟ أنا ممكن أسوق؛ عندي عربية نقل هتشيل كل حاجة. وبعدين ممكن أساعدك تطلعي الحاجات الكبيرة كلها فوق." ابتسمت بخبث. "آه، عارفة إن عندك عربية نقل. فاكرة كويس لما ظهرت فجأة وخدت مكاني في الركنة اللي كانت حقي." "عمرك ما هتنسيني الموضوع ده، صح؟" ضحك. كان عنده غمازة ساحرة أوي في خده اليمين ما كنتش أخدت بالي منها قبل كده. أنا محتاجة أبطل أخد بالي من الحاجات دي، بصراحة. المفروض يكون في المخ زرار لكتم الصوت عشان التفاصيل اللي الأحسن تتجاهل. "غالباً لأ. بس بالنسبة لأيكيا، مش لازم تحس إنك مجبر. ممكن أشوف حد تاني يروح معايا لو عندك حاجات تانية تعملها." على قد ما كان هيبقى لطيف إني أتعرف عليه أكتر، برضه ما كنتش عايزة أتقل عليه. بالذات لو كان حاسس إنه لازم يساعدني؛ كنت بكره أطلب مساعدة من الناس. "لأ، عادي خالص،" أصر وهو بيلبس جاكت أسود بسوستة. "عندي تمرين الساعة ستة بالليل. ممكن أساعدك تركبي كل حاجة بعد كده." جوايا، قلبت عيني. يا إلهي، الغرور اللي عنده ده. هو فاكرني ما ليش أي لازمة خالص؟ هو فاكر كنت بأعمل إيه قبل ما أقابله؟ "صدق أو لا تصدق، فيه مننا إحنا الستات اللي بنعرف نستعمل أدوات. أنا هاعرف أركب كل حاجة لوحدي،" أكدت له. نظرة شك ظهرت على وشه بسرعة قبل ما يبتسم ويهز راسه. "تمام،" قال وهو باين عليه مش مقتنع. نزلنا للجراج تحت الأرض. وهو بيلف عشان يركب العربية من ناحية السواق، لقيت نفسي بتبص على مؤخرته. ما قدرتش أمنع نفسي؛ كانت عضلية ومتماسكة أوي. كان نفسي بس ألمسها. وبعدين، حتى ريحة عربيته كانت تحفة؛ زي برفان رجالي حلو مخلوط بقرفة. يا لهوي، كنت بحاول أبين إني هادية. خدت نفس عميق بيهديني وانشغلت بالبص على الشباك عشان ما أبصلوش. "أنتِ سألتيني، بس أنا ما سألتكيش: ليه كنتِ محتاجة زميل سكن في الفترة القصيرة دي؟" إيثان سألني وهو بيطلع بالعربية من الجراج وادى إشارة شمال عشان يلف الشارع. "انفصلتي عن صاحبك ولا حاجة؟" يا ترى بيجس نبضي عشان يشوف لو عندي صاحب؟ "لأ. أنا وصاحبتي المفضلة كنا المفروض نسكن مع بعض السنة دي، بس الموضوع باظ في آخر لحظة،" قلت. "هي سابتك؟" سأل. "ده وحش أوي." "صاحب العمارة النصاب هو اللي عمل كده،" وضحت. "إيزابيل كان عندها مكان تاني احتياطي تسكن فيه وأنا لأ، فكان يا كده، يا أتوسل لسكن الجامعة إنهم يستقبلوني في السكن. ربنا وحده يعلم كنت هانتهي بإيه ساعتها." اتقبض وشه. "أقدر أكد لك، هتستمتعي بالعيشة معايا أكتر بكتير من ما تكوني محبوسة في السكن." ده اللي كنت خايفة منه. إيثان رجعت البيت الساعة تسعة، وكنت متوقع تماماً إني هلاقي الشقة متكركبة كراتين وأجزاء عفش ومسامير. ريان كانت قالت حاجة إنها هتعرف تركب كل حاجة، بس أنا كنت شاكك. لكن المفاجأة، المكان كان نضيف جداً. خبطت على باب أوضتها لقيتها نايمة على سريرها الجديد وبتتفرج على تلفزيون هي اللي علقته على الحيطة بنفسها. مكتب وكرسي جداد كانوا محطوطين على الحيطة اللي جنبها. كانت خلاص ركبت كل العفش ونزلت الكراتين كلها البدروم عشان إعادة التدوير. دي حتى علقت صور – واللي، لما أنا أول مرة سكنت، أخدت مني وقت أطول من ما أحب أعترف بيه. يا ترى استعارت الشنيور بتاعي؟ أنا كنت منبهر. "شكله تحفة هنا،" قلت. العفش كله كان أبيض، والأوضة كان فيها إحساس هاديء وبتاع شواطئ. ذوقها حلو أوي في الديكور، على الأقل مقارنة بإستراتيجيتي أنا اللي هي "لما تحتار، اختار جلد أسود." وكملت، "بصي، قبل ما أنسى: أنا عامل حفلة صغيرة بكرة عشان عيد ميلاد صاحبي أكسل." رفعت حواجبها المثالية. "حفلة صغيرة؟ وضّح أكتر. على مقياس من لمة صحاب لحد 'خيمة كبيرة فيها بيريل،' الحفلة دي هتبقى فين؟" هزيت كتفي. "حاجة في النص؟ أنا مش بعمل حفلات كل أسبوع ولا حاجة زي كده، لو ده اللي قلقك. بس ده عيد ميلاده الـ 21 فالموضوع كبير شوية. هو آخر واحد فينا أخيراً بقى قانوني. طبعاً، أنتِ معزومة وتقدري تعزمي كام صاحبة لو عايزة." بصت للسقف وكرمشت وشها وهي بتفكر للحظة صغيرة. استنيت ردها ولقيت إني كاتم نفسي، بتمنى إنها تقول آه. "أوكي. هافكر في الموضوع." هافكر في الموضوع؟ معظم البنات اللي أعرفهم كانوا بيتجننوا عشان ياخدوا دعوة لحفلات فريقنا. أنا شفت خناقات بالأيدي بجد بتحصل بسبب الموضوع ده. بس ريان باين عليها مش مهتمة خالص بالفكرة. مين البنت دي؟ "تمام. وعادةً، كنت هاديكي خبر قبلها بكتير لما أعمل حاجة زي دي. بس دي كانت حاجة أنا مخطط لها من زمان،" قلت لها وأنا بعتذر. ابتسمت. "ولا يهمك." نزلت تحت عشان أعمل أكل، وأنا مستغرب إيه اللي حصل ده. ما كنتش متأكد ليه حسيت إني لازم أتكلم كتير وأفضل أوضح لها كل حاجة. ده بيتي في الآخر، والحفلة دي متحضرة من أسابيع. أدركت إني عايز أسيب عندها انطباع كويس. دي بداية طريق خطر. لازم أفتكر إني أركز على الهدف: السنة دي هتبقى كلها عن الهوكي.
تعليقات
إرسال تعليق