رواية أرض الزومبي
أرض الزومبي
2025, أدهم محمد
خيال علمي
مجانا
بنت اسمها "ترينيتي"، عندها قدرات زي الزومبي بس لسه محتفظة بعقلها. بتدور على أختها البشرية الوحيدة في عالم دمره الزومبي ومليان خطر. رحلتها بتخليها تقابل أنواع زومبي متوحشة مختلفة ومجموعات بشر مسلحين. طبيعتها بتخليها لا مكان بين الزومبي العادي ولا البشر اللي بيخافوا منها. بتستخدم سرعتها وقوتها وذكائها عشان تنجو وتوصل لهدفها في عالم صعب.
ترينيتي
هي نوع خاص من الزومبي اسمه "نايت ستوكر"، محتفظة بعقلها وإنسانيتها الكاملة على عكس باقي الزومبي. قوية جداً، سريعة، حواسها قوية، وبتواجه صراع داخلي وخارجي بسبب طبيعتها اللي بتخليها مكروهة ومستهدفة من البشر والزومبي المتوحشين. هدفها الرئيسي هو إنها تلاقي أختها.كلوي
كلبة ترينيتي من نوع الهاسكي، ورفيقتها الوحيدة في رحلتها. وفية وبتتبع ترينيتي، لكنها حذرة منها بسبب طبيعتها الزومبي. ترينيتي بتعتبرها رفيقتها ولازم تحميها.جيس كيسلر
أخت ترينيتي البشرية اللي بتدور عليها. هي السبب الأساسي لرحلة ترينيتي، واللي بتتمناها تكون لسه عايشة في مكان آمن زي المعاقل البشرية. (لحد دلوقتي لم تظهر، والوصف اللي اتقال عن واحدة تانية اسمها جيسيكا طلع مش هي).
الرغم من إن الدنيا كانت كاحله تماما. بس الرؤية بتاعتي كانت بتخليني أشوف كل ورقة نجيله وكل حفرة في الأرض كإننا الضهر. ماعدا شوية عربيات متروكة واتنين زومبي بعيد شوية، الطريق كان فاضي، وده كان المتوقع. محدش بيمشي بالليل غير المجانين والزومبي. خدت نفس عميق عشان أشوف ريحة الجو. ريحة غابة الصنوبر كانت قوية أوي ومِتقلة الجو، مع إن حاسة الشم بتاعتي القوية كانت بتعرف تلقط أغلب مئات الروايح الخفيفة اللي تحتيها. سيبت روايح الزرع وركزت على روايح الكائنات الحية. مفيش حاجات كتير حواليا هنا؛ شوية زومبي عاديين، قطيع أيل أمريكي، شوية غزلان، أرنبين تلاتة، وكلب محتاج ياخد علكة نعناع بسرعة من كتر ريحة بُقه الوحشة. مفيش أي ريحة بني آدمين باقية في الهوا، ولا كان فيه أي حد منهم مشي على الطريق ده قريب. ولا فيه أي ريحة لأختي كمان. بس برضه، ده طريق، وكل الطرق بتودي لحتة. يمكن الطريق ده مش هيخلص في نص منتجع سياحي مليان زومبي زي اللي فات. لو أختي لسه بني آدمة، هتبقى جوه واحدة من القلاع اللي لسه باقية. أنا بس لازم ألاقي كل الأماكن دي اللعينة عشان أدور فيهم، ومش عايز أفكر في أسوأ احتمال. هي غالبا الشخص الوحيد اللي فاضل اللي ممكن تناديني باسمي، ترينيتي، بدل ما تصرخ "زومبي!" وتهرب أو تضرب نار عليا. فضلت ماشي في ضَل الشجر ومشيت على الطريق بـ جري خفيف. كلوي كانت ماشية ورايا بحذر، سايبة مسافة كويسة بيننا زي عادتها. كان الموضوع هيبقى أريح للكلبة الهاسكي إنها تجري على الأسفلت، بس الزومبي كانوا هيجروا وراها على طول. دول زومبي من العاديين، فـ لو بينت نفسي مش هياخدوا بالهم مني، لكن كلوي مش هيبقى حظها كويس لدرجة دي. كان وجع الدماغ أقل إني أفضل جوه الشجر. مفيش بني آدمين حواليا أقلق منهم، مع إن لو بني آدم – ضد كل التوقعات – شاف لمحة لـ شكلي اللي عامل زي الضِل أو عينيا الحمرا اللي بتنور، كانوا زمانهم بيترعشوا من الخوف. ده لو شافوني أصلا. زي مقاتلين النينجا أو القتلة بتوع أفلام هوليود القديمة، كان شبه مستحيل إنك تلمح "نايت ستوكر" بالليل غير لو إحنا اللي بيّنّا نفسنا. السويت شيرت بتاعي الرمادي الغامق والبنطلون الجينز الأسود الباهت كمان كانوا بيندمجوا بشكل ممتاز مع الضُل. الكلبة الهاسكي فضلت ماشية ورايا من بين الشجر والدنيا حوالينا كانت بتفتح بالراحة. نور الفجر لسه بالنسبة للبني آدمين هيبقى ضَعيف أوي، بس ليا أنا كان خلاص بقى ساطع أوي. طلعت علبة حماية من شنطة الضهر وفتحتها. جوه، كانت نضارة شمس كبيرة بتلف حوالين الوش محطوطة في البطانة. بس دي مش نضارة شمس زي أي نضارة. دي نضارة بتاعت لحام متعدّل فيها حاجات بسيطة، اللي بتمنع أي شعاع نور إنه ييجي من الجناب. هي السبب الوحيد إني أقدر أطلع بره في النهار. كإني مصاص دماء تقريبا... على الأقل مش بولع أو جسمي يلمع في نور الشمس. لبستها وفضلت ماشي. كل شوية كنت بقف عشان كلوي ترتاح شوية، بس مكنش بنستنى كتير قبل ما نتحرك تاني. الشمس كانت بتعلى في السما بالبطيء كل ما الوقت يعدي. ريحة خفيفة لبني آدمين وأسمنت وصلت لمناخيري، بس دي كانت مجرد الريحة اللي باقية لـ بلد مهجورة. بس الأكل بتاعي قرب يخلص، فـ الأفضل إني أشوف لو لسه فيه أي حاجة بتِتاكل. مكنش صعب ألاقي البلد الصغيرة دي عشان كانت لازقة في الطريق السريع. زي ما كنت متوقع، مفيش غير الزومبي اللي كانوا بيتمشوا في شوارعها، اللي اتشدوا بروايح البشر اللي لسه موجودة، اللي كانوا ساكنين هنا من ست شهور فاتوا. السنين اللي البشر عاشوا فيها كانت رَسَّخِت الريحة في المباني نفسها. حتى وأنا مستخبي في الشجر، كنت شايف بتاع دستة زومبي. لولا هدومهم المتبهدلة وحركتهم، كان ممكن حد يفتكرهم بني آدمين صحتهم كويسة أوي اللي بيتحركوا من غير هدف كده وخلاص. مضايقتش أوي بوجودهم بما إني مش بني آدم أكتر منهم – أنا بس متحكم في نفسي أكتر. خدت نفس عميق تاني، وعرفت إن أغلب اللي هنا زومبي عاديين. عقلهم قد طوبة، الزومبي دول اللي مفيهمش مخ يا دوب بيتحركوا أسرع من الجري البطيء. كل اللي في دماغهم هو إنهم يجروا ورا ويهاجموا أي حاجة مش زومبي زيهم. قليل أوي لما بيضايقوني، وإذا حصل، زَأرة سريعة غالبا كانت بتخليهم يغيروا رأيهم. كمان شميت ريحة اتنين "رانرز"، اللي التعامل معاهم هيكون أرخم شوية. من ضمن أنواع الزومبي الأربعة، حوالي واحد من كل عشر آلاف بيبقى "رانر". سرعتهم مش بالظبط زي ما كانت وهم بشر، بس هما أقوى وقدرة تحملهم أعلى بكتير. ذكائهم كمان قل أوي، وده خلى المتوحشين منهم عدوانيين أكتر. زي الكلاب الضالة، كانوا بيحاولوا يتحدوا الزومبي التانيين عشان يثبتوا مكانهم في الترتيب. مكنوش بيهتموا بالزومبي العادي بما إنهم مبيفرقش معاهم ترتيب أو غيره، لكن الـ "رانرز" بيواجهوا أي حاجة تانية ليها عين حمرا. لو مكنتش حاجة عينيها حمرا، كانوا بيهاجموا قبل ما يتأكدوا إذا كانت بتِتاكل. النضارة بتاعتي ساعات كانت بتستفزهم ويتحدوني لمجرد إنهم مكنوش شايفين لون عينيا، بس نور الشمس كان ساطع وموجع جدا إني أقلعها. مش شايف الـ "رانرز" من مكاني، أو لو كانوا في مجال رؤيتي كانوا مختلطين بالزومبي العادي. فتحت مناخيري أوي، بس من ريحتهم اللي باين عليها مفيش نضافة، استبعدت تماما إن أي واحد فيهم يكون لسه بعقله. كنت لاقيت كام "رانر" لسه بيفكر في رحلتي، بس دول مش منتشرين. أغلبهم فقدوا السيطرة – والإنسانية – بعد ما اتحولوا بأيام قليلة. بصرف النظر عن مكان الـ "رانرز"، مش بعمل أي حاجة من وقفتي هنا وبص على المنظر ده بتوهان. بـ زَأرة خفيفة – اللي كلوي بصتلي بـ قلق بعديها – استسلمت للأمر الواقع. "يلا يا كلوي." صوتي كان واطي ومبحوح شوية عشان مبستخدموش كتير، بس هي كانت سمعتني. لفت وشي ودخلت جوه الغابة أكتر عشان ألاقي مكان آمن أسيبها فيه. لما لاقيت مساحة صغيرة فاضية بعيد أوي عن البلد ومش هتسمع أي صوت منها، وقفت مكاني ونزلت شنطة الضهر من على ضهري. حوست جواها وطلعت كيس نايلون فيه عضمة ممضوغة كويس. الهاسكي البني كانت بتراقبني من على بعد حوالي ستة متر. رميت العضمة ناحيتها، وهي جرت ناحيتها بـ خفة وديلها كان بيتحرك. اترمت على الأرض، راضية ومبسوطة إن لقت حاجة تمضغها. "خليكي هنا،" همست، رغم إني عارف إنها مش هتتحرك من مكانها. كلوي كانت واخدة على إني أسيب لها عضمة وأمشي، فـ ده كان تقليد متعودين عليه من زمان بينا. لميت شنطة الضهر بتاعتي ورجعت تاني للبلد. وأنا بطلع من بين الشجر، سيبت غرائزي تعلى أكتر، وده خلى نظري يميل للون الأحمر أكتر شوية. مشيتي كانت سلسة وثابتة وفيها لمحة تتبع. الوقفة العدوانية شوية والوضعية بتاعة اللي بيصطاد كانت سهلة عليا. أي زومبي كان هيعرف على طول الوقفة دي ويعرف أنا إيه، وده كان بيخلي معظمهم مبيضايقنيش. مكنتش محتاجة أفكر خالص في طريقة مشيي. كانت بتيجي بشكل طبيعي. زي المقاتل اللي متعود بالظبط، ركبي كانت دايما متنية شوية. الوقفة المفرودة والمشية المظبوطة دي كانت حاجة البشر بيعملوها، ودي كانت هتجيبلي مشاكل على طول. البلد دي اللي على جمب الطريق كانت صغيرة أوي، لدرجة إنها غالباً مكنتش على أغلب الخرايط. أغلب المباني في الشوارع التلاتة اللي فيها كانت بيوت، وجنبها كام محل وموتيل صغنن أوي. روحت ناحية المحل، مع إني كنت عارف إنه غالباً فضي خلاص. واحد من الزومبي شم الهوا ولِف وبص عليا وهو بيطلع صوت زَأرة خفيفة. ده لِفِت انتباه كام زومبي تاني، اللي بصوا عشان يشوفوا هو لاقى حاجة تتاكل. ممكن يكون شكله زي باقي الزومبي، بس حركاته المنظمة أكتر وريحته بيّنت إنه كان واحد من الـ "رانرز" اللي شميت ريحتهم من شوية. وقفت ونزلت في وضعية استعداد للقتال، وكشرت عن سناني عشان أبين سناني تهديد وأنا بزأر تحدي. قرّب مني كذا خطوة، وأنا فردت رجلي شوية وشديت صوابعي وأنا بلِف عشان أواجهه بالظبط، عشان التحدي بتاعي يبقى واضح. طلعت زَأرة تحذير كمان، اللي هو طنشها، وده زود ضيقي. كنت عارف إيه اللي هيحصل بعد كده، ومع إني مكنتش حابب إني أمر بالروتين ده، التحدي بتاع مين يضرب الأول كان لازم يحصل لما "الرانر" ميبقاش مقتنع أوي إني زومبي. لما قرّب أكتر، اترميت عليه بسرعة وأنا بزأر. خربشته بـ إيدي بسرعة، وضوافري اللي زي السكاكين سابت أربع تجاريح بتنزف دم في دراعه. في نفس اللحظة، رد الحركة وحاول يخربشني، بس أنا كنت أسرع منه وحركتي كانت أدق منه واتفاديت ضربته بسهولة جدا. رجعت لوضع استعداد القتال تاني وزأرت في وشه مرة كمان، وبوري له سناني كـ تحذير إضافي. وهو بيزأر، الـ "رانر" وِطّى عينه على الأرض وخد خطوة متوترة لورا. رغم إنه متوحش ومفهوش مخ، كان عارف إنه خسر التحدي ده. فضلت مكاني وهو بيلِف ويتمشى في اتجاه تاني. هزيت نفسي وأنا بزأر بـ ضيق. الزومبي المتوحشين دول مبيشغلوش دماغهم بجد؛ هما بس بيعتمدوا كليا على شوية الغرايز اللي عندهم. الـ "رانر" العادي مكنش أذكى بكتير من الكلب، وزي الكلاب، الـ "رانرز" بيعملوا تحديات مع زومبي غيرهم أحياناً. في الغالب، اللي يضرب الضربة الأولى بيكسب. مبحاولش أستخدم أسلحة أصلا في مواقف زي دي عشان الأسلحة بتستفز الزومبي غيرهم. قصاد "رانر"، الـ "نايت ستوكر" دايماً بيفوز. زي ما الـ "رانر" بيكسب دايماً ضد زومبي عادي. واحد لواحد، ولا واحد من الزومبي دول يقدر على قدراتي كـ "نايت ستوكر". ممكن تحصل لي مشكلة لو هجموا عليا كلهم مرة واحدة ومقدرتش أسبقهم. بس ده سيناريو مش وارد أوي. كنت أسرع منهم بكتير. كنت دايماً بيجيلي تحديات من أغلب الـ "رانرز" المتوحشين عشان الريحة الخفيفة اللي في ريحتي زي الزومبي كانت متغيرة شوية بسبب الصابون والحاجات بتاعت النضافة اللي بستعملها. مكنش فرق كبير، بس كان كافي إنه يلخبط الزومبي اللي على قد عقلهم. وده مكنش بيخدم الموقف إن النضارة بتاعتي بتداري عينيا الحمرا. الـ "نايت ستوكرز" بيتحركوا لوحدهم في الغالب بالليل وقليل أوي لما بيختلطوا مع ولاد عمهم اللي أقل منهم. كنت بكره أعترف إن فيه أي حاجة بيني وبين المخلوقات المتوحشة دي. السخرية في الموضوع ده كانت إن صوابعي لسه عليها دم، ده غير بقايا لحم الـ "رانر" تحت ضوافري من التحدي الصغير اللي حصل. أنا أخطر منهم، بس الخلاصة، غرائزي كانت متوحشة زيهم بالظبط. الفرق الجوهري الوحيد كان إني بقدر أخبيها ورا شكل بني آدم. هما مفيهمش إنسانية، وأنا كنت ماسك بـ قوة جامدة بآخر جزء إنسانية فاضلي. بعد ما الـ "رانر" خسر التحدي، محدش من الزومبي التانيين عملي حاجة. بصيت من شباك محل صغير، مستغرب نوعاً ما إني شايف الرفوف مش فاضية تماماً. في وقت ما، الباب اللي قدام كان مكسور ومفتوح، فـ دخلت ببساطة. طلعت إزازة الماية بتاعتي من شنطة الضهر وخدت علبة مناديل صغيرة من على الكاونتر عشان أنضف إيدي. بعد ما عملت كده، بصيت على الرفوف عشان أشوف إيه اللي سابه وراهم الناس اللي سرقوا قبل كده. الحاجات اللي لقيتها كانت قليلة، بس أنا مش باكل كتير أصلا. بعد ما دورت حواليا، لاقيت ما يكفيني من شوربة معلبة، طبيخ، وفواكه مجففة تكفيني كام أسبوع. حملت شنطة الضهر المليانة على كتافي ومشيت لحد قدام المحل، وقفت قدام الشباك لما شفت "رانر" بيجري بكل قوته على الطريق. بعدها بـ شوية، الـ "رانر" التاني كمان بان في مجال رؤيتي وهو ماشي في نفس السكة. بعد ما الـ "رانرز" نبهوهم، الزومبي العاديين لحقوهم بسرعة، بس كانوا بيتأخروا من دلوقتي بما إن جريتهم اللي بالراحة دي معرفتش تواكب ولاد عمهم اللي أسرع منهم. نطيت فوق كاونتر عشان أبقى أعلى وأشوف كويس ومديت راسي، عايز أعرف إيه اللي شافوه. مكنش الموضوع غريب إن الزومبي يطاردوا الغزلان أو أي حيوانات برية تانية، رغم إن الحيوانات أسرع في العادي وعادةً بيخلصوا من اللي بيجروا وراهم دول بسهولة. كنت سايب كلوي جوه الغابة جنوباً في مكان عميق، فـ مكنش هي اللي بيجرو وراها. صوت موتور بعيد وصل وداني. بعدين مركبة تانية زودت بنزين، رغم إن صوت دي كان عامل زي لوري. فضلت واقف مكاني مستني أشوف إيه اللي هقابله. لوري لونه أزرق ظهر في المشهد، ماشية بسرعة يا دوب عشان تبقى قدام الـ "رانرز" وهي بتضرب كلاكس. بما إنهم كانوا ساحبين وراهم سلاسل من علب الصفيح، سرعتهم والوش اللي عاملينه كان مقصود. مفكرتش أنزل من فوق الكاونتر، فضلت أتفرج. لو أي حد كان شايفني، كان سهل يفكر إني مانيكان. على أي حال، أنهي زومبي هيقف ثابت كده في فاترينة محل؟ ضيقت عينيا وأنا شايف لوري تاني بيشد الزومبي الباقيين البطء في الطريق السريع كإنها لعبة شد الحبل بس معكوسة. قبل وقت قليل، لِف كمان على كيرف بعيد في الطريق واختفت من قدامي، والزومبي لسه بيجربوا بكل ما عندهم إنهم يوصلوا لها. مكنتش عارف اللواري رايحة لحد فين، مع إني كنت شاكك إن السواقين بيشدهم بس بعيد كفاية لدرجة إن الزومبي هيكملوا يمشوا ورا الطريق أو أقل حاجة ميرجعوش في وقت قريب. شوارع المدينة فضيت من الزومبي خلاص، في الوقت المناسب عشان قافلة تيجي. مجموعة كبيرة من العربيات كانت بالظبط اللي مكنتش عايز أشوفه. غالبا جايين هنا عشان يسرقوا البلد الصغيرة دي عشان ياخدوا مؤن إضافية. خدت خطوة لورا بالراحة ونزلت من على الكاونتر. عيني فضلت متابعة العربيات اللي كانت بتبطأ وهما بيقربوا من المدينة. لازم يكونوا عشرين عربية على الأقل، بس مكنتش ناوي أستنى فترة كفاية عشان أعد عددهم كله. عمري ما شفت عربيات فيها تجهيزات حماية ضد الزومبي كده قبل كده، وده خلاني أحس بـ عدم راحة. أسياخ حديد وشبك معدني مغطيين كل فتحة عشان يبعدوا أي زومبي، وفي نفس الوقت سايبين خرام عشان الأسلحة تخرج منها. معظم المجموعات كانت بتستعمل بس لواري مصفحة، أتوبيسات، أو عربيات فان عشان يمنعوا الـ "رانرز" يوصلوا للبشر اللي جوا، رغم إنه مش حاجة غريبة أوي إن فيه مجموعة تستخدم سلاح عشان تقطع الأوتار أو الأربطة في إيدين أو رجلين الزومبي اللي بيهاجم عشان يخلي الطرف ده ميعرفش يتحرك. كانت طريقة كويسة عشان تنزّل "رانر" من على لوري أو فان متحصنة، ده لو مفيش دم معدي جه عليهم. الناس دول كانوا بيتصرفوا بـ طريقة مختلفة. مبحبش المختلف. وهو كمان غالباً مبيحبنيش. خصوصاً لما شفت الناس اللي جوا بيمسكوا أسلحتهم وهما بيقربوا من المدينة وكان واضح أوي إنهم هيقفوا. القافلة ابتدت تنتشر، ومعظمهم وقفت على طول الصف الرئيسي بتاع المحلات. وبعضهم كملوا ماشيين، غالبا عشان يراجعوا باقي الشوارع يمكن يكون فيه زومبي لسه موجود. قبل ما يبدأوا يدققوا في البص ويشوفوني، انسحبت من قدام الشباك بالراحة. بعد آخر مرة اتأكدت إن مفيش حد بيبص في الاتجاه ده، لفت وشي وجريت جري بطيء ناحية الباب الخلفي، رغم إن خطواتي دي اللي مش منتظمة كانت استعراض في أغلبها يمكن يكون فيه حد شافني. كان شعور غريب إني بجري بالراحة كده. دي كانت طريقة مشي الإنسان وكانت بتحافظ على الطاقة. الزومبي العاديين كانوا تقال أوي في حركتهم عشان يعرفوا يجروا بالراحة، الـ "رانرز" كانوا بيمشوا أو بيجروا بسرعة، والـ "نايت ستوكرز" في العادي بيجروا وهما منحنيين شوية وحركتهم ناعمة اللي كانت من غير أي وقفات وكإنهم بيتزحلقوا. تسللت من الباب اللي ورا، بس لَقيت عربية ظهرت في آخر الزنقة اللي ورا. قبل ما يلحقوا يشوفوني، اتوطيت بسرعة جنب برميل زبالة أخضر كبير وأنا بزأر بزأرة ضيق خفيفة. المركبة دخلت ببطء الزنقة اللي ورا دي، وصوت موتور تاني كمان عِلي. بعدين حكّة الكاوتش على الرصيف المليان كسر بطّلت وموتور العربية وموتور التاني وقفوا. هما خلاص وقفوا. كده، خطة الهروب باظت. خطة أ راحت بـ ظهور المجموعة اللي بتدور على إمدادات. خطة ب راحت برضه بـ إزاي هما محاصرين المنطقة دي. يا معلم كده لازم نخش على خطة ج، وأخلي خطة د دي في الاحتياطي. أبواب العربيات اتقفلت بترزيع أول ما الناس ابتدت تنزل. بصيت من بين برميل الزبالة والحيطة المبنية بالطوب. الناس كانت بتتحرك حوالين اللواري اللي في آخر الزنقة. من طريقة تنظيمهم لنفسهم، كان شكلهم بيستعدوا عشان يسرقوا كويس أوي التلات محلات الأكبر. كان معاهم أنواع أسلحة كتير، ومعظمهم كان لابس حاجة تحمي صدره، وكمان حاجة تحمي الساق والدراع. مش عايز أعمل أي حاجة مع ناس معاها كل الأسلحة دي. مكنش الموضوع ماشي كويس معايا آخر مرة جربت، ومفيش في نيتي أحاول تاني. يا لهوي على الحظ إن عصابة لصوص تيجي البلد... ده حظي النِتِن. لسه متوطي جنب برميل الزبالة، كنت بتابع الناس ومستني الفرصة بتاعتي. جت أسرع مما توقعت. صوت خبط على إزاز خلى كلهم يلفوا يبصوا على زومبي كان جوه محل قريب. وهما كانوا مشغولين ومش باصين الناحية دي، نطيت بسرعة عديت الحارة اللي ورا واستخبيت ورا بيت. الهوا غيّر اتجاهه، وجزيت على سناني عشان ريحتهم حرقت زوري. ريحة البشر كانت مسكرة وبتشد زي كل مرة. بس ده كان إغراء قاتل. طعم دم البشر أو لحمهم كان هيجَنِّن أي زومبي لسه بيفكر وياخد منهم تفكيرهم، تحكمهم، وشخصيتهم ويحولهم لـ حيوان وبس. أنا مش رايح في السكة دي. أنا هفضل آكل أرانب وغزلان، كتر خيرك. مشيت حوالين البيت بـ هدوء وحاولت أفتح الباب اللي ورا، اللي كان مقفول بـ مفتاح. بصيت بسرعة على الجنب عشان أتأكد إن مفيش بشر ظاهرين، خبطت الباب بـ رجلي فتحته بـ أقصى هدوء أقدر عليه ودخلت بسرعة. بصيت من الشباك، شفت إن العربيات والناس مالية المكان على طول الطريق السريع كله، فـ مكنش فيه أي مجال إني أجري في الحقول اللي حواليا من غير ما حد يشوفني. كنت ناوي أقعد في البيت ده وهما بيسرقوا المحلات. بعد ما يخلصوا، هيمشوا ويكملوا، وأنا كمان أقدر أمشي. بصة سريعة للبيت طمنتني إنه مفيش فيه لا أحياء ولا أموات. بسرعة البديهة كده، زقيت كنبة عشان أسد الباب اللي ورا المكسور عشان يفضل متقفل. مكنش متوقع إن أي بني آدم عنده عقل يتجرأ يدخل بيت، بس ملوش لزمة إني أديهم إشارة يدخلوا. طلعت فوق وقعدت أبص من شباك من اللي قدام على اللي بيحصل تحت، بفكر بين خطتين حركة. فضلت مكاني من غير ما أتحرك وهما الناس اللي بتسرق بتشيل الحاجة من المحلات للعربيات بتاعتهم. زَأرة هادية طلعت مني لا إرادياً لما شفت إن مجموعات تانية ابتدت تتلم على البيوت برضه. إيه ده؟ ليه بيبصوا على البيوت؟ في الغالب مفيش فيهم حاجات ليها قيمة كبيرة، وده خطر بجنون إن بني آدم يخش مباني اللي ممكن يكون فيها زومبي. لو مفيش أي حاجة تانية، ده أنهى تفكيري في الخيارين الأساسيين بتوعي. فتحت الشباك لفوق، وريحة البشر دخلت فورا، وده خلاني أزأر بـ انزعاج وأنا واقف مستني. لما مجموعة جت ناحية الباب اللي قدام بتاع البيت اللي أنا فيه، عليت صوتي يا دوب عشان اللي تحت يسمعوني. "مين انتوا؟" المجموعة وقفت فجأة وابتدوا بسرعة يبصوا حواليهم على صاحب الصوت. مكنتش واقف جنب الشباك، فـ الموضوع خد كام ثانية عشان حد يعرف يشوفني. راجل كلّم بصوت عالي، "آسفين، مكنّاش نعرف إن حضرتك هنا. إحنا من معقل ريدريك. تحب نوصلك؟" مفيش أي مجال أركب في عربية مقفولة مع بني آدمين من غير ما يحصل قِتل. مش مع تعطش الدم اللي ملازمني. غير كده، اللحظة اللي يعرفوا فيها إني زومبي، غالباً هيغيروا فكرتهم ويسحبوا عرضهم ده. أو يجربوا يقتلوني. يمكن يحصل الاتنين. مكنتش حاسس بالتفاؤل أوي النهاردة. بدل ما أجاوب على سؤالهم، سألت سؤال تاني. "عمركوا شوفتوا واحدة اسمها جيس كيسلر؟" هِمسوا لـ بعض وهما ميعرفوش إني سامع كل كلمة، وكلهم اتفقوا ما عدا واحد إنهم مشافوهاش. "أنا شفت واحدة اسمها جيسيكا مرة، بس معرفش اسمها الأخير،" واحدة نادت ردت. "شكلها كان إيه؟" حاولت أخلي نبرة صوتي فيها نص أدب، بس لسه صوتي كان متبرطم أكتر من أي حاجة غير كده. "طويلة، شعرها كيرلي وأشقر." هزيت راسي. "يبقى مش هي. سيبوا البيت ده زي ما هو، بس ممكن تسرقوا الباقي عادي." وبعد ما قلت كده، قفلت الشباك بترزيع ومشيت بعيد عن عنيهم. مالت راسي وأنا بركز بكل وداني عشان ألقط همسهم الواطي. "يالهوي..." "لا بجد." "نفوت البيت ده؟" "هتبقى محبوسة جوه لما الزومبي دول يرجعوا. أنا هروح ألاقي مايك وأشوف عايز يطلّعها من جوه إزاي. غالباً هنسيبها جوه لحد ما العربيات تتملي إمدادات وبعدين نقدر ناخدها معانا." كنت المفروض أبقى عارف إنهم مش هيتعاونوا. البشر قليل أوي لما بيتعاونوا. الوقت كان بيجري. جريت نزلت الدور اللي تحت على شباك في آخر البيت. زقيت الشباك فتحته وبصيت بره. مفيش حد كان باين، فـ طلعت من الشباك ونطيت بسرعة عديت لـ تالت صف عمارات. وأنا بزأر زَأرة كمان، لزقت نفسي على جمب بيت، ونتبهت متأخر إن فيه عربيات كانت هنا برضه. كان فيه مساحة نجيل كبيرة أوي بيني وبين أقرب جزء من الغابة. كانت منطقة مكشوفة زيادة عن اللزوم إني أجازف وأعديها ومع كل الناس الكتيرة دي حواليا. بما إنهم كانوا مخططين يمشوا لما عربياتهم الفان تتملي على الآخر، قررت أستناهم لحد ما يزهقوا ويمشوا بـ الطريقة اللي زومبي بس اللي يعرف يعملها. باب البيت ده مكنش مقفول، فـ دخلت بسهولة. الخزاين والأدراج اللي كانت مفتوحة كانت دليل على إن حد كان سرق الحاجات اللي هنا قبل كده. تجنبت الشبابيك وأنا بتابع الناس اللي بتسرق دي عملت إيه. كانوا خلاص سابوا المحلات ومشيوا، فـ أكيد مكنش فاضل حاجات كتير في أي مكان من دول. كده مبقاش فاضل غير البيوت، وهما بيدخلوا البيوت دي أسرع مما كنت متخيل. على حد علمي، كانوا بياخدوا أكل وبس. ياريته كان حصل اللي كنت بتمنى فيه إنهم مش هيدخلوا البيت ده... مفيش عندي غير خطة تانية بس في الاحتياطي، يبقى الأحسن للناس دي إنها تقف وهي لسه كسبانة. بيت بيت كانوا بيقربوا مني. عربية نقل وقفت قدام البيت اللي أنا فيه، ومجموعة طلعت على الباب اللي قدام. بـ خطوات مترددة ومش عايزة، دخلت الحمام بـ تأنّي قبل ما أقفل الباب ورايا وأقفله. بصيت بـ سرعة على الست القصيرة اللي شعرها بني في المراية قبل ما أتجاهل صورتي. شكلي أنا شخصياً يادوب كان اتغير لما اتحولت. بقيت أقوى وأسرع، بس ده مكنش فرق باين بالظبط. فضلت ثابتة وهما الناس بتخبط على الباب اللي قدام كذا مرة. لما مفيش زومبي طلع عشان يهاجم، الباب فتح بـ صوت خشب وخمس أزواج من البوتات ابتدوا يدوروا في المكان بـ شكل منظم. لسه متوطي جنب برميل الزبالة، كنت بتابع الناس ومستني الفرصة بتاعتي. جت أسرع مما توقعت. صوت خبط على إزاز خلى كلهم يلفوا يبصوا على زومبي كان جوه محل قريب. وهما كانوا مشغولين ومش باصين الناحية دي، نطيت بسرعة عديت الحارة اللي ورا واستخبيت ورا بيت. الهوا غيّر اتجاهه، وجزيت على سناني عشان ريحتهم حرقت زوري. ريحة البشر كانت مسكرة وبتشد زي كل مرة. بس ده كان إغراء قاتل. طعم دم البشر أو لحمهم كان هيجَنِّن أي زومبي لسه بيفكر وياخد منهم تفكيرهم، تحكمهم، وشخصيتهم ويحولهم لـ حيوان وبس. أنا مش رايح في السكة دي. أنا هفضل آكل أرانب وغزلان، كتر خيرك. مشيت حوالين البيت بـ هدوء وحاولت أفتح الباب اللي ورا، اللي كان مقفول بـ مفتاح. بصيت بسرعة على الجنب عشان أتأكد إن مفيش بشر ظاهرين، خبطت الباب بـ رجلي فتحته بـ أقصى هدوء أقدر عليه ودخلت بسرعة. بصيت من الشباك، شفت إن العربيات والناس مالية المكان على طول الطريق السريع كله، فـ مكنش فيه أي مجال إني أجري في الحقول اللي حواليا من غير ما حد يشوفني. كنت ناوي أقعد في البيت ده وهما بيسرقوا المحلات. بعد ما يخلصوا، هيمشوا ويكملوا، وأنا كمان أقدر أمشي. بصة سريعة للبيت طمنتني إنه مفيش فيه لا أحياء ولا أموات. بسرعة البديهة كده، زقيت كنبة عشان أسد الباب اللي ورا المكسور عشان يفضل متقفل. مكنش متوقع إن أي بني آدم عنده عقل يتجرأ يدخل بيت، بس ملوش لزمة إني أديهم إشارة يدخلوا. طلعت فوق وقعدت أبص من شباك من اللي قدام على اللي بيحصل تحت، بفكر بين خطتين حركة. فضلت مكاني من غير ما أتحرك وهما الناس اللي بتسرق بتشيل الحاجة من المحلات للعربيات بتاعتهم. زَأرة هادية طلعت مني لا إرادياً لما شفت إن مجموعات تانية ابتدت تتلم على البيوت برضه. إيه ده؟ ليه بيبصوا على البيوت؟ في الغالب مفيش فيهم حاجات ليها قيمة كبيرة، وده خطر بجنون إن بني آدم يخش مباني اللي ممكن يكون فيها زومبي. لو مفيش أي حاجة تانية، ده أنهى تفكيري في الخيارين الأساسيين بتوعي. فتحت الشباك لفوق، وريحة البشر دخلت فورا، وده خلاني أزأر بـ انزعاج وأنا واقف مستني. لما مجموعة جت ناحية الباب اللي قدام بتاع البيت اللي أنا فيه، عليت صوتي يا دوب عشان اللي تحت يسمعوني. "مين انتوا؟" المجموعة وقفت فجأة وابتدوا بسرعة يبصوا حواليهم على صاحب الصوت. مكنتش واقف جنب الشباك، فـ الموضوع خد كام ثانية عشان حد يعرف يشوفني. راجل كلّم بصوت عالي، "آسفين، مكنّاش نعرف إن حضرتك هنا. إحنا من معقل ريدريك. تحب نوصلك؟" مفيش أي مجال أركب في عربية مقفولة مع بني آدمين من غير ما يحصل قِتل. مش مع تعطش الدم اللي ملازمني. غير كده، اللحظة اللي يعرفوا فيها إني زومبي، غالباً هيغيروا فكرتهم ويسحبوا عرضهم ده. أو يجربوا يقتلوني. يمكن يحصل الاتنين. مكنتش حاسس بالتفاؤل أوي النهاردة. بدل ما أجاوب على سؤالهم، سألت سؤال تاني. "عمركوا شوفتوا واحدة اسمها جيس كيسلر؟" هِمسوا لـ بعض وهما ميعرفوش إني سامع كل كلمة، وكلهم اتفقوا ما عدا واحد إنهم مشافوهاش. "أنا شفت واحدة اسمها جيسيكا مرة، بس معرفش اسمها الأخير،" واحدة نادت ردت. "شكلها كان إيه؟" حاولت أخلي نبرة صوتي فيها نص أدب، بس لسه صوتي كان متبرطم أكتر من أي حاجة غير كده. "طويلة، شعرها كيرلي وأشقر." هزيت راسي. "يبقى مش هي. سيبوا البيت ده زي ما هو، بس ممكن تسرقوا الباقي عادي." وبعد ما قلت كده، قفلت الشباك بترزيع ومشيت بعيد عن عنيهم. مالت راسي وأنا بركز بكل وداني عشان ألقط همسهم الواطي. "يالهوي..." "لا بجد." "نفوت البيت ده؟" "هتبقى محبوسة جوه لما الزومبي دول يرجعوا. أنا هروح ألاقي مايك وأشوف عايز يطلّعها من جوه إزاي. غالباً هنسيبها جوه لحد ما العربيات تتملي إمدادات وبعدين نقدر ناخدها معانا." كنت المفروض أبقى عارف إنهم مش هيتعاونوا. البشر قليل أوي لما بيتعاونوا. الوقت كان بيجري. جريت نزلت الدور اللي تحت على شباك في آخر البيت. زقيت الشباك فتحته وبصيت بره. مفيش حد كان باين، فـ طلعت من الشباك ونطيت بسرعة عديت لـ تالت صف عمارات. وأنا بزأر زَأرة كمان، لزقت نفسي على جمب بيت، ونتبهت متأخر إن فيه عربيات كانت هنا برضه. كان فيه مساحة نجيل كبيرة أوي بيني وبين أقرب جزء من الغابة. كانت منطقة مكشوفة زيادة عن اللزوم إني أجازف وأعديها ومع كل الناس الكتيرة دي حواليا. بما إنهم كانوا مخططين يمشوا لما عربياتهم الفان تتملي على الآخر، قررت أستناهم لحد ما يزهقوا ويمشوا بـ الطريقة اللي زومبي بس اللي يعرف يعملها. باب البيت ده مكنش مقفول، فـ دخلت بسهولة. الخزاين والأدراج اللي كانت مفتوحة كانت دليل على إن حد كان سرق الحاجات اللي هنا قبل كده. تجنبت الشبابيك وأنا بتابع الناس اللي بتسرق دي عملت إيه. كانوا خلاص سابوا المحلات ومشيوا، فـ أكيد مكنش فاضل حاجات كتير في أي مكان من دول. كده مبقاش فاضل غير البيوت، وهما بيدخلوا البيوت دي أسرع مما كنت متخيل. على حد علمي، كانوا بياخدوا أكل وبس. ياريته كان حصل اللي كنت بتمنى فيه إنهم مش هيدخلوا البيت ده... مفيش عندي غير خطة تانية بس في الاحتياطي، يبقى الأحسن للناس دي إنها تقف وهي لسه كسبانة. بيت بيت كانوا بيقربوا مني. عربية نقل وقفت قدام البيت اللي أنا فيه، ومجموعة طلعت على الباب اللي قدام. بـ خطوات مترددة ومش عايزة، دخلت الحمام بـ تأنّي قبل ما أقفل الباب ورايا وأقفله. بصيت بـ سرعة على الست القصيرة اللي شعرها بني في المراية قبل ما أتجاهل صورتي. شكلي أنا شخصياً يادوب كان اتغير لما اتحولت. بقيت أقوى وأسرع، بس ده مكنش فرق باين بالظبط. فضلت ثابتة وهما الناس بتخبط على الباب اللي قدام كذا مرة. لما مفيش زومبي طلع عشان يهاجم، الباب فتح بـ صوت خشب وخمس أزواج من البوتات ابتدوا يدوروا في المكان بـ شكل منظم. كتفت دراعاتي وأنا بتنهد بـ ضيق خفيف ومستني يجربوا يفتحوا الأكرة. كل اللي كنت محتاجه هو زَأرة كويسة، وهيبعدوا عن الأوضة دي كإنها وباء. مع ذلك، الوقفة دي ووجودهم كان بيخليني على آخري. إني أسيبهم يعملوا اللي هما عايزينه، حتى لو هما مش واخدين بالهم، كان بيضايق غرائزي بتاعة "النايت ستوكر" زي الصنفرة على الجرح. خطوات تلاتة كانوا في المطبخ في حين الاتنين التانيين كانوا بيلفوا في باقي البيت. إكرة الباب اللي جنبي اتهزت لما حد حاول يلفها. طلعت زَأرة وأنا غريزياً نزلت في وضعية استعداد وإيدي بعيدة شوية عن جسمي. "يا جو. فيه زومبي في الحمام." "بما إن محدش طلعه غيرنا، يمكن يكون فيه دوا جوه. ادونا دقيقة نلم الحاجة دي ونطلعها بره الأول. اللي لاقيناه قليل، فـ أكيد فيه حد سبَقنا." يا المصيبة. من كل البشر اللي عاشوا بعد نهاية العالم بالزومبي، ليه يطلع لي العبط دول اللي بيزنوا كده؟ إنهم عايزين يدخلوا الحمام مكنش ده ضمن خطتي، وضايقني كفاية لدرجة إني بصيت بـ غضب على الباب وأنا بزأر تاني. مسمعتش قبل كده عن بني آدم يخش أوضة بـ مزاجه فيها زومبي. دول أكيد محتاجين يكشفوا على دماغهم. أو يتحبسوا في مكان آمن. مشيت على جمب ناحية شباك الحمام المِزَعْبَل وحاولت أفك القفل الصغير ده. لو دخلوا الحمام، هنط من الشباك وأجري بسرعة على الشجر. الناس دي واضح إنهم متعودين على مواجهة الزومبي ويكسبوا. أنا مش ناوي أسيب مجموعة بشر تانية تحاول تقتلني بـ اسم الإنسانية. الناس اللي كانت بتتمشى في البيت وقفت أخيراً مكانها. كلهم. "خلاص. إحنا جاهزين أول ما تبقى جاهز." "الباب مقفول. ده قفل عادي بيتلف. حد معاه مسمار يفكّه؟" زَأرت مرة كمان وشدّيت قفل الشباك الصغير بحاول أعرف النوع ده بيتفتح إزاي. على ما يبدو لي، كان مِعَلّق ومش راضي يفتح. حظي كان بيتدهور زي كورة بولينج نازلة من على جبل، وده خلاني أتعصب أكتر. نظري بقى واخد لون أحمر أغمق بزيادة مع زيادة غضبي. وأنا بزأر، رزعت بـ كف إيدي على اليد بتاعة القفل، كاسرة القاعدة كلها طالعة من الخشب بـ صوت جامد. "يا جو، ممكن يكون اللي جوه ده "رانر"." صوت اللي بيتكلم كان فيه حذر نوعاً ما المرة دي. يا غبي. يادوبك جه الوقت إن كام خلية من خلايا مخك يشتغلوا صح. "تمام. خليني أنبه سيندي عشان مجموعتها تبقى جاهزة، وإحنا كده تمام." واضح كده إن الغبي التاني لسه متأخر في سباق الذكاء. "اغبيا..." قلت بـ ضيق بـ صوت واطي. مفيش أي احتمال يسمعوا صوتي الواطي اللي فيه تذمر، وأكيد مش هوقف عشان أتكلم تاني مع الناس دي. مكنتش عارف هما ناويين إزاي يطلّعوا زومبي بيتحرك بسرعة من أوضة صغيرة في آخر بيت من غير ما يِتْعَضّوا، بس أنا مش هستنى عشان أعرف. فتحت الشباك زقيته ونطيت وقفت على عتبة الشباك، ببص بـ حذر بره يمكن يكون فيه عبط تانيين حواليا. سمعت صوت فرقعة لما القفل باظ، بعدين صوت خشب هادي وهما مفصلات الباب بتفتح. نطيت برا وبصيت ورايا وأنا بجري. وشين مستغربين كانوا باصين على جسمي وهو بيبعد. "يانهار أسود! داني! فيه ناجي تاني عندنا بيجري من الباب اللي ورا!" صوت تاني زعق، "إحنا مش عايزين نضرك! اهدى!" آه طبعاً. سمعت الكلام ده قبل كده. كإني هتخدع تاني. مِهَدّيتش سرعتي ولا لفت بصيت ورايا، محافظ على أي حاجة من وضعيتي اللي فيها انحناءة في جِرْيي. أجري زي البشر. أجري بسرعة بني آدم. طالما هما فاكرين إني بني آدم، غالباً مش هيضربوا عليا نار. الرصاصة مش هتقدر تقتلني بجد، بس أنا مش عايز أتصاب بـ رصاصة. تاني. الرصاص بيوجع أوي. غالباً مفكروش إني يمكن أكون زومبي ولسه بعقلي. كنت أسرع من الرانر، والنايت ستوكرز دول نادرين وفي الغالب بيقتصروا على الضلمة بتاعة الليل. كان فيه زومبي تاني اسمه "تيرور" اللي كان أسرع وأقوى من النايت ستوكر، أو على الأقل ده اللي الإذاعة كانت بتقوله أيام الانتشار، بس دول أندر بكتير من النايت ستوكرز؛ لدرجة إني عمري ما شفت أو حتى شميت ريحته. كام عربية مش باينة لي زودوا بنزين والكاوتش بيلف على الفاضي، بيحاولوا يمسكوا في الأرض. زودت سرعتي شوية، ولسه مكنتش عديت نص الحقل. عربية ولوري لفوا من كذا ناحية وهما بيتزحلقوا من السرعة اللي زادوها. العربية كانت أقرب، وزودت سرعتها في اتجاهي بالظبط. زنهم كان بيضايقني أكتر بزيادة، وأنا أصلاً مكنش عندي صبر من البداية. أنا خلاص على آخري وهخنق أي حد دلوقتي. واضح إني مش عايز أتعامل معاهم. ليه البني آدمين دول لازقين كده؟ غيّرّت اتجاهي تغيير بسيط وجريت أسرع سيكا، رغم إن الأرض كانت بتترعش وهما العربيات بتقرب مني. العربية واللوري دخلوا على بعض قبل ما يدوسوا فرامل مرة واحدة وهما بيحاولوا يسدوا الطريق. العربية اتزحلقت بالظبط قدامي، قريبة كفاية لدرجة إني حسيت بـ سخونية الموتور وهما وش العربية بيعدي من جنبي. كانت قريبة جدا لدرجة إن مكنش عندي مساحة أهدي سرعتي. مش عايز أقول إن إني أهدي سرعتي كانت ضمن أي خطة من خططي من الأساس. غالباً كانوا ناوين إني أخبط في العربية وأنا بجري بـ تهور وآخد وقت عشان أفوّق، بس أنا كان عندي أفكار تانية. بـ ردود فعل مش بشرية، حطيت كفوف إيدي على حرف سقف العربية من فوق، وسبت سرعتي ترميني في شقلباظة في الهوا زي لعبة "نط الحبل" المجنونة. نزلت على الأرض على الناحية التانية من العربية ورجعت أكمل جِرْيي اللي كنت بجْريه قبل ما يجيلهم فرصة يستوعبوا أنا عملت إيه. الغابة الكثيفة كانت قدامي بـ شكل مُهيب، بتناديني أدخل في الشجيرات اللي بتحمي. عربيات تانية جات بسرعة وهما بيحاولوا يتكيفوا مع خطتي اللي مكنوش عاملين حسابها. حتى وأنا بجري بسرعة بني آدم، كنت بجري أسرع من العربيتين اللي جنبي يقدروا يلفوا. جريت بسرعة دخلت بين الشجر قبل ما يلحقوا يغيروا خطتهم اللي فشلت. ودلوقتي جوه الشجيرات، جريت بـ زاوية 90 درجة وفضلت أتحرك بـ تعرّج لجوه الغابة أكتر. وقفت وبصيت ورايا وأنا بسمع، قدرت ألقط أصوات بعيدة ومكتومة، بس صوتهم كان بيقول إنهم كلهم وقفوا عند أول الشجر. محدش فيهم حتى بيحاول يلحقني. كويس. لفت واتجهت لجوه الغابة أكتر، ورجعت لـ طريقة جِرْيي المعتادة اللي فيها انحناءة بسيطة وأنا بتنقل بـ سلاسة بين الشجر. آن الأوان أروح أجيب كلوي وأمشي من المنطقة دي. شكراً! ❤️ تبع.....
حضرتك بقالك فتره مش بتنزل روايات ليه ؟
ردحذفبكتب عادي لكن عشان بحتاج قت مش اكثر
حذفشخصيتي المفضلة
ردحذف✨ يزن ابن الشيخ صلاح الدين ✨
مؤدب ومتربي عشر مرات♥️
بار بوالديه وهما رقم واحد في حياته ♥️
والدته هي الست الوحيدة اللي بيتعامل معاها بأريحية ♥️
متدين وبيخاف ربه وحافظ للقرآن ♥️
أول ما حس نفسه مال لديما طلبها للجواز من غير تفكير علشان تبقى حلاله وميرتكبش معصية بالنظر ليها ♥️
من اقرب جمله لقلبي "ارحميني من كل هذه الأوزار يا ديما واقبليني زوجًا لكِ فأنا أبات ليلتي داعيًا ربي أن تكوني نصيبي" ♥️✨
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رشحولي روايه تكون فكرتها حلوه وتكون شيقه وممتعه زي غوثهم او تعافيت بك🤍
ردحذف