هبه والمنتقم - الفصل 16

هبه والمنتقم 16

2025, خضراء سعيد

اجتماعية

مجانا

معاناة هبة وسما، كل واحدة في لحظة انكسار حاسمة. هبة تواجه عنف زوجها وقسوته، وهي مربوطة وجسدها مليان جروح، لكنها تلمح لحظة تردد في عينه تفتح لها باب الهروب. في المقابل، سما تنهار أمام أخوها آدم بعدما اكتشف صورها الخاصة، فتغرق في شعور الندم والخيانة. المشهدين يكشفوا هشاشة المرأة لما تُخدع باسم الحب، وتتحوّل الثقة لسلاح ضدها.

هبه

زوجة مخلصة عاشت سنوات من العنف النفسي والجسدي مع زوجها كريم. كانت تظن أن الحب والرضا يكفيان، لكنها وُضعت في موقف مرعب كشف لها حجم الظلم اللي عاشته. شخصيتها قوية رغم الألم، وبتملك بداخِلها رغبة دفينة في التحرر، وبتظهر في لحظة التردد اللي شافتها في عيون كريم.

كريم

زوج هبة، شخص عنيف، متملك، ومهووس بالسيطرة. بيخفي ضعفه الداخلي وقلقه من الخيانة وراء قناع من القسوة والتسلط. بيرى الحب كملكية، ولما بيحس إنه فقد السيطرة، بيلجأ للعنف ليعيد إحساسه بالقوة. رغم وحشيته، ظهرت فيه لحظة ضعف واحدة، كانت كافية تخلّي هبة تفكر في الهروب.

سما

عايشة في بيت محافظ. انساقت وراء وعود الحب من شاب خادع، ودفعت ثمن ثقتها غالي. بتمر بلحظة كشف صادمة قدام أخوها، وبتحاول تشرح له إنها مش سيئة، بس ضحية حب كاذب واحتياج عاطفي. شخصيتها حساسة، بريئة، لكنها مش ضعيفة.
تم نسخ الرابط
هبه والمنتقم

رهف كانت قاعدة على طرف السرير، بتبص في الفراغ بعينين مطفية. كل حاجة حواليها كانت عادية، بس جواها كان في حرب. الخيانة وجع مش بس في القلب، دي بتكسر ثقة، بتخلّي الواحد يشك في كل حاجة، حتى في نفسه.
اتذكرت كلامه، ونبرته الباردة، وسكوته لما كانت بتستنجد بيه.
"ليه؟" الكلمة دي كانت بتتردد في دماغها ألف مرة. بس مفيش رد.
وبدل ما تستنى إجابة، قررت تقوم.
مسحت دموعها، ووقفت قدام المراية، شافت بنت مجروحة، بس مش مكسورة.
جواها بدأ يكبر الصوت اللي كان بيهمس...
انسي اللي فات، وابتدي من جديد... مش علشانه، علشانك إنتِ.
بدأت تاخد خطوات صغيرة... غيرت شكل شعرها، خرجت من العزلة، رجعت تكتب في دفترها اللي كانت سايباه من شهور.
وكل ما تيجي الذكرى، كانت بتوجعها، بس كمان بتفكرها إن فيه حاجة جواها أقوى من الخيانة: كرامتها.
بعد ما اتحجز يوسف في مستشفى الأمراض النفسية، وتحققوا مع ليان، الشرطة قررت تنقلها لمكان آمن. الضابط اللي مسك القضية، اسمه ضابط شكري، كان راجل صارم، نبرة صوته دايمًا حادة، ووشه دايمًا متجهم.
وفي قرار مفاجئ، قرر هو بنفسه ياخدها تعيش في بيته مؤقتًا لحد ما يلاقوا لها دار مناسبة.
من أول لحظة دخلت بيته، حسّت بالاختناق. البيت نظيف ومرتب بزيادة، كل حاجة في مكانها، ومراته ست غريبة، كلامها قليل ونظراتها باردة.
ليان حاولت تكون مؤدبة، بس كريم كان بيتعامل معاها بجمود وقسوة، كأنها مجرمة مش بنت صغيرة ضحية.
ممنوع تفتحي التلفزيون إلا بإذن.
ممنوع تطلعي أوضتك بعد الساعة ٩.
وما تلمسيش حاجة مش بتاعتك، واضح؟
كانت بتحس إنها محبوسة في سجن جديد… بس المختلف إن السجن ده فيه ناس، ومع كده تحس بالوحدة أكتر.
ومع الأيام، بدأت تلاحظ حاجات غريبة في البيت…
شكري كل يوم بيرجع من الشغل متوتر، يقفل على نفسه أوضة معينة، ولما بتقرب منها تسمع صوت تسجيلات… صراخ!
ولقيت صورة قديمة متخبّية في مكتبة مراته، فيها يوسف… وشكري!
وهنا، كل حاجة بدأت تركب في بعضها…
هل شكري كان يعرف يوسف من زمان؟
رغم المعاملة الجافة والقاسية من الضابط شكري، ليان كانت بتحاول تمشي حالها، بس قلبها صغير وحاسس بالوحدة.
في يوم وهي قاعدة لوحدها في أوضتها، الباب خبط بخفة، ودخل ولد صغير عنده حوالي ٨ سنين، عيونه طيبين، وشه بشوش، وقال لها بصوت خجول:انتي ليان؟ أنا إسمي عمر… أنا بحب القصص، وانتي شكلك بتحبيها كمان… صح؟
ابتسمت له أول مرة من أيام، وقالت بهدوء:بحبها جدًا… وكنت بقرأ كل يوم وأنا لوحدي في الشارع.
من اليوم ده، بقى عمر ييجي كل ليلة بعد ما أهله يناموا، يجيب قصصه ويقراوا سوا تحت نور الأباجورة الصغيرة. كانوا يضحكوا بهدوء، ويقلدوا أصوات الشخصيات، ويتكلموا عن عالم خيالي بعيد عن الواقع المؤلم.
عمر كان أول حد يعامل ليان كطفلة زيها، مش كعبء ولا خطر. بقى يخبّي لها شوكولاتة من مصروفه، ويقول لها:بابا بيزعق كتير، بس هو مش وحش… هو بس دايمًا زعلان. حتى ماما بتعيط من وراه.
ليان بدأت تحس إن عمر هو النور الوحيد في البيت ده، وفي مرة قالت له:أنا نفسي نكتب قصة سوا… بطلها ولد صغير شجاع… وبنت بتحاول تلاقي بيتها الحقيقي."
ضحك عمر وقال:بس أنا مش شجاع!
قالت له:أنت شجاع علشان جيتلي، وكمان خبيتني من باباك!
كانوا قاعدين على الأرض، ليان ماسكة القصة، وعمر حاطط راسه على كتفها، بيضحكوا على مغامرة البطل اللي بيطير فوق الجبال…
وفجأة الباب اتفتح بعنف، وصوت الضابط شكري هز الأوضة:إيه اللي بيحصل هنا؟!!
الكتاب وقع من إيد ليان، وعمر وقف بسرعة، قلبه بيدق، وليان وشها اتقلب، وشها شاحب زي الورقة.
شكري دخل الأوضة بخطوات تقيلة، عنيه متعلقة بعمر وهو بيصرخ:مين سمحلك تدخل أوضتها؟! ودي بتعملك إيه؟!
عمر بص له بخوف، بس رفع راسه وقال:إحنا بس بنقرا قصة… مش بنعمل حاجة غلط.
شكري شد عمر من دراعه بقسوة، وليان قامت تدافع وهي بتقول:سيبه! ما عملش حاجة! ده أكتر حد طيب شفته في حياتي!
شكري لف لها بسرعة، وصرخ:انتي تسكتي خالص! أنا اللي مشيتك من الشارع، وكنت هودّيكي دار، بس قلت أساعدك… وده جزائي؟!
وفجأة… صوت ناعم جه من ورا الباب، ست هادية… مراته!

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء