جندية الحرب: رواية امرأة في المعركة

جندية الحرب

2025, سهى كريم

عسكرية رومانسية

مجانا

في زمن الحروب والثورات، تتنكر "إيفريت" بشخصية رجل لتلتحق بالجيش، وتثبت جدارتها في عالم يهيمن عليه الرجال. تتشابك حياتها مع "جون" و"ألكسندر"، وتتأرجح بين الحب والخطر، وبين واجبها تجاه عائلتها ووطنها. في قلب المعارك، تكتشف "إيفريت" قوتها الحقيقية، وتواجه تحديات تجعلها تقرر مصيرها بنفسها.

إيفريت آرتشر

تتأرجح بين واجبها تجاه عائلتها ووطنها، وتواجه تحديات تجعلها تقرر مصيرها بنفسها.

جون لورينز

دوره الرئيسي هو دعم إيفريت وحمايتها، والتعبير عن الحب والولاء.

ألكسندر

ثل شخصية الصديق الداعم الذي يحاول حماية إيفريت.
تم نسخ الرابط
جندية الحرب

"سنة 1773، الشتا كان قاسي زي العادة. كنت واقفة بره بالقميص بتاع النوم، سايبة الهوا الساقع يلف حواليا. "يا إيفريت، بتعملي إيه يا حبيبتي؟" أمي دخلت بصوت ناعم.
"بس واقفة هنا".
"تعالي، تعالي جوه، الجو بيسوء أكتر".
لفيت ضهري للحديقة الخلفية ومشيت ورا أمي، وقفلت الباب ورايا. أبويا دخل من الباب وطلع السلم على طول على أوضته عشان ينام. "كان عنده أسبوع وحش في الشغل". "ليه، إيه اللي حصل؟" سألت بفضول. "بريطانيا العظمى بتحط ضرائب غبية علينا، فاكرة قانون تاونشيند؟" "أه فاكرة". في عيلتنا دي، عمرنا ما بنتكلم عن الضريبة دي، بس دي كانت حمل تقيل علينا.

أخويا الكبير وأختي التوأم دخلوا من الباب. "إيفريت عاملة إيه؟" أخويا سألني. "أنا زي الفل" ابتسمت. "أشوفكم الصبح". خطيت خطوة ولفيت وطلعت السلم. الصبح ده قمت ولبست فستان الحد بتاع الأحد عشان أنزل المدينة. وصلت المدينة، كانت مليانة كلام وضحك. "بعد إذنك". رفعت عيني ولقيت راجل أطول مني بحوالي ست بوصات وقع عليا. "أنا آسف يا آنسة". "ولا يهمك". "أنا جون، جون لورينز". "أنا إيفريت، إيفريت آرتشر". "أوه، بنت ناس، واحدة زيك بتعمل إيه في المدينة؟" "بس شوية تسوق". "طيب ممكن على الأقل أدفعلك حاجة عشان خبطت فيكي؟" "هديك صداقة، أشوفك قريب يا جون".

"يا أمي، أنا رجعت". "جبتي اللي طلبت منك؟" "أه يا ست الكل". "شفتي حد؟" "أه، قابلت راجل أكبر مني بسنتين كده". "أوه، اسمه إيه؟" "جون لورينز". "الاسم ده بيرن في ودني". "يعني إيه؟" "أظن سمعت عنه، أظن بيشتغل مع أبوكي". "ممكن". إزاي جون يشتغل عند أبويا؟ أبويا خياط عنده أكبر مزرعة في نيويورك."




الشجرة اللي بره شباكي كانت بتخربش في الإزاز طول الليل، مخلية نومي مضطرب. الشمس بدأت تطلع، مديت إيدي على كتابي وقريت شوية. حطيت رجليا الدافيين على الأرضية اللي كانت ساقعة تلج، ونزلت على تحت. خرجت عشان أشوف البريد.

"بس ليه؟ هو مش مناسب للقتال". "هو راجل أبيض وعنده أرض، عشان كده مجبر يروح يحارب". "لأ". وبالكلمة دي، خطفت الجواب من إيد أمي وطلعت أوضتي، وجبت سكينة أبويا. عند الحوض، مسكت شعري البني الطويل وقطعته حتة حتة، لحد ما بقى شعري قصير ومتقطع. بصيت في المراية وبدأت أدرس وشي، وأشوف إزاي أقدر أبقى شبه الراجل أكتر.

نزلت على تحت، وأمي كانت هتقع من طولها لما شافتني. "يا أمي، أبويا مش هيروح الحرب، وأنا أصغر واحدة فيكم، هاخد واجب تمثيل عيلة آرتشر في الحرب". "يا إيفريت، رينر ممكن يروح، إنتي ست، مينفعش تحاربي في حرب". "رينر مينفعش، هو مش مستقر كفاية، وواد أمه، هيوحشه البيت".

مسكت إيد باب البيت. "يا أمي، لازم أروح". ونزلت على تحت على ورقة التسجيل في الحرب. الناس كانوا بيبصوا عليا باستغراب، بيتساءلوا إذا كنت راجل فعلاً، أنا مكنش عندي الجسم القوي الكبير بتاع الرجالة. دخلت وسجلت، ولما كنت طالعة، خبطت في جون تاني. "أوه، معلش". "إيفريت؟" "أه... لأ". وطيت راسي، عشان متقابلش عيني بعينه. "إنتي بتعملي إيه هنا؟" قال بصوت واطي قلقان. "لازم أروح، أبويا مينفعش، هو كبير في السن". "أخوكي؟" "هو عيان أوي". حط إيده على كتفي. "إنتي ست يا إيفريت". "وعيلتي محتاجة تمثيل، وأنا أصغر واحدة، ومستعدة أواجه الصعاب".

كنت ماشية في الشارع الرئيسي، وجون ماشي معايا. "هركليز لافاييت". رفعت عيني وشفت راجلين طوال، واحد جسمه ضخم، والتاني رفيع شوية بس برضه جسمه رياضي. واحد كان بيتكلم بلكنة فرنساوي جامدة، والتاني كان صوته عادي بس عميق. "أوه، ده..." "كارتر، كارتر آرتشر". "صوته زي الستات". الفرنساوي ده مسك جون وقاله حاجة. "آسف، مكنتش أعرف، أنا آسف". قال وهو بيبص عليا. "أنا لافاييت، ماركيز دي لافاييت، بس ممكن تقولي لاف". "وأنا هركليز، هركليز موليجان". "أنا إيفريت، إيفريت آرتشر، بس قولولي كارتر".

وقفنا نتكلم شوية، وبعدين دخلنا بار وقعدنا، وهما شربوا، وأنا بس قعدت. لما دخل راجلين، واحد آرون بور، طالب الكلية. والتاني راجل عمري ما شوفته، كان عنده عينين زرقا بنفسجي، بتلمع في الضوء بطريقة حلوة، وشعره كان أحمر كيرلي وفيه خصلات شقرا. كان هو وبور بيتخانقوا. جون طلب من بور يقول حاجة مفيدة، فقال كام كلمة. الراجل اللي عينيه زرقا اتكلم: "لو معندكش مبدأ يا بور، يبقى هتقع على إيه؟". جون والتانيين بدأوا يسألوا هو مين.




"أنا ألكسندر، ألكسندر هاميلتون". "أنا جون، وده هركليز موليجان، وماركيز دي لافاييت، وده كارتر آرتشر". "ممكن تقولي لاف بس" قال لافاييت بلكنته الجامدة. رفعت عيني على ألكسندر، وكان بيبص عليا، رفع عينه وقال "ممكن تقولي أليكس". بصيت من شباك البار، وشفت الشمس بتغرب. "آه، لازم أمشي، أشوفكم قريب". كلهم لوحوا بإيديهم، وأنا مشيت على بيتي.

من وجهة نظر ألكسندر:

"صوته زي البنت".
"أصل هو بنت".
قال جون بوشه الجامد.
"آسف، مكنش قصدي قلة أدب".
قعدنا نتكلم عن إحنا جايين منين، وإزاي وصلنا هنا. فكرة البنت دي كانت بتلف في دماغي. "آه، صحيح، قولنالكم إن كارتر داخل الحرب عشان يجيب احترام لعيلتها". "ده جديد ده" قلت بضحكة خفيفة بعديها. "أنا ماشي، أشوفكم قريب". ومشيت على بيتي.

من وجهة نظر إيفريت:

"أنا رجعت يا أمي". "يا رب، يا بنتي". دخلت المطبخ، وشفتها قاعدة على الترابيزة، قامت وحضنتني. "يوه، ريحتك كحول، شربتي حاجة؟" "لأ يا أمي، كنت مع ناس بتشرب". "الناس اللي بتشرب وحشين". "يبقى أبويا وحش، يعني". هزيت كتفي، ورحت نمت. صحيت على الشمس بتنور أوضتي. قعدت، ورحت الحمام، وسرحت شعري وغسلت سناني، ونزلت على تحت. "يا إيفريت، إيه اللي حصل لشعرك البني الطويل؟" أختي قالت برعب. "هي رايحة الحرب". أخويا قال. "ست مش هينفع تروح حرب". أختي زعقت في البيت كله. "هي أصغر واحدة، وقالت لازم تجيب احترام للعيلة دي". "سمعت الكلام ده فين يا رينر؟" قلت بصوت حازم. "كنت نازل السلم الصبح، وسمعتك بتتكلمي مع أمي". أنا وإيفوري بصينا عليه، وبوقها مش متضايق زي العادة. "يا إيفريت، الستات مش هينفع تروح حرب". "هو أنا شكلي فارق معايا يا إيفوري؟" "لأ، إنتي مبيهمكيش غير نفسك". "بصي لنفسك، يا متكبرة يا صغيرة يا...". قبل ما أخلص، الباب خبط، فتحته، ولقيت أليكس. "بتعمل إيه هنا؟" "جاي أتكلم". خرجت وقفلت الباب ورايا. "جيت بيتي ليه؟" "أصل أنا عارف إنتي مين". "أوه، وأنا مين؟" "إنتي إيفريت آرتشر، أبوكي عنده أكبر مزرعة قماش في نيويورك. لا أخوكي ولا أبوكي يقدروا يحاربوا، وإنتي بتملي المكان ده عشان تاخدي احترام من الكل". "جبت المعلومات دي منين؟" "مش مهم، المهم، ليه مستعدة تموتي؟". "وإنت مالك؟" "أصل أنا مستعد أساعدك بأي طريقة ممكنة عشان تعيشي في الحرب دي". "ده مش ضروري". لفيت عشان أدخل. "استني، إزاي دخلتي الموضوع ده أصلاً؟" "ده مش شغلك". فتحت الباب وقفلته ورايا. "مين ده؟" أختي قالت وهي واقفة جنب الشباك. "واحد". "مين هو؟" "ده أليكس، واحد من أصحابي". "مش ده الولد اللي جه من الكاريبي وخد منحة في برينستون؟" "آه، ألكسندر هاميلتون". أبويا قال وهو داخل. "آه، هو ذكي أوي". أخويا قال. "وواضح إنه مز أوي". "إيفوري!" زعقت، ووشي سخن. لفيت وطلعت أوضتي، وخبطت الباب جامد. سمعت أختي بتزعقلي "متنكريش".
الليل عدى زي ومضة البرق، قبل ما أرمش كان الصبح طلع. قمت من السرير ورحت المدينة، ونظرات الاستغراب العادية جاتلي. "إيفريت، إنتي هنا؟" مدرسة الإعدادي بتاعتي قالت برعب. "أه يا ميس، أنا". "إيه اللي حصل لشعرك البني؟" "قصيته، مبحبش الحر، فقصيته". كذبت بابتسامة، كان عندها الوش اللي بيخليني أتقزز. "يا إيفريت، إنتي عمرك ما كنتي هتعملي كده، إنتي كنتي بتكرهي تشوفي البنات بشعر قصير. الطريقة اللي وشك كان بيتكمش بيها، كانت بتخليكي تكرهي طريقة تصوير البنات". "أنا اتغيرت، عاجبني الشعر القصير". ابتسمت وقالت "أنا لازم أمشي، أشوفك قريب يا ميس آرتشر". لوحت بإيدها ومشيت. "إيه يا كارتر؟" لفيت وشفت لاف بيلوحلي بابتسامته الحنونة، وجون بيبص عليا مباشرة. رحت ناحيتهم، جون بص في حتة تانية، كأنه بيخبي حاجة. "بكرة هنمشي نروح فالي فورج". "أوه، بدري أوي". "أه". جون قال بصوت واطي. الهوا بدأ يزيد، أليكس لف من الركن. "أهلاً يا أليكس". "يومك سعيد". "ليه رسمي كده؟" جون قال بصوت حازم. "أصل الواحد دايماً بيحب يبهر الستات". ابتسم ليا. "هي مش عايزة تنبهر". قال وهو بيقف قدامي بالتدريج. "جون، بتعمل إيه؟" قلت بصوت واطي عشان هو بس يسمع. "إيه عرفك هي عايزة إيه؟" "أصل أنا عارف". "طيب، أشوفكم قريب". أليكس قال وبص عليا. مشى، وجون لسه واقف قدامي. "جون، إيه الهبل ده؟" لاف قال وهو بيضحك. "شكله في حد معجب بحد". لاف قال وهو هيقع من الضحك. "أنا مش معجب بحد، متثقش في عيال الكاريبي". وش جون احمر. "أنا مش معجب بحد يا لاف". "شكلك معجب بالمجند الجديد كارتر". "اسمها إيفريت، بنقولها كارتر بس في الحرب أو قدام الناس". الهوا كان بيهب جامد، هيطيرني من مكاني. "أنا هوصل إيفريت للبيت". وبالكلمة دي، جون مسك إيدي وسحبني بعيد عن لاف. من بعيد، سمعت لاف بيزعق "انبسطوا يا اتنين". ابتسم ومشي. "جون، ليه عملت كده؟" "أصل متثقش في المهاجرين". "بس إنت بتثق في لاف، وهو مهاجر". "أه، بس هو مختلف". "إيه اللي بيخلي أليكس مختلف؟" "هو من أحياء الكاريبي الفقيرة". "ده مش معناه حاجة". "متثقش فيهم، هياخدوا منك كل حاجة، حتى حبك". وبالكلمة دي، مشي وسابني. "جون، استنى". بس هو مسمعنيش، صوت الهوا اللي جاي من الشمال كان بيودي صوتي لورا بعيد عنه. لما جون مشي، اتسبت في البرد. "مساء الخير، أنا صموئيل سيبوري". "ليه هو بيعمل كده تاني؟" همست لجون. "معنديش فكرة". "سيبوه في حاله". آرون بور قال. أليكس بدأ يزعقله، بيدافع عن الكونجرس وبيجادل صموئيل، واحد من حزب التوري. صموئيل، زي ما هو متوقع، مشي متغاظ، والناس اتلمت حوالينا، أليكس بيضحك مع لافاييت. جون مشي لقدام، والناس كانت بتزق قدامي عشان يشوفوا مين الولد ده اللي بيتخانق مع واحد من التوري. لفيت ومشيت في شارع برودواي، ببص على المحلات. شفت فساتين وبدل كتير. وقفت في محل واحد صاحبي بيشتغل فيه. "ألتون، إنت هنا؟" "أه، أنا هنا". الولد الصغير اللي عنده شعر بني ووشه فيه نمش قال، وهو طالع من ورا الكاونتر. "محتاجة إيه يا آنسة؟" "ألتون، أنا إيفريت". رفع راسه بسرعة. "إيفريت، يا إلهي، افتكرتك متي، مبسمعتش عنك حاجة من زمان. محتاجة إيه يا حبيبتي؟" "محتاجة بدلة". "بس إنتي ست". "بس أنا كمان رايحة الحرب". "تمام". قالي مقاسي وعمل البدلة. "خدي". اديته 50 دولار. "لأ، أنا متكفل بيها". "شكراً يا ألتون، أنا مديونة لك". "مش محتاجة يا حبيبتي". لوحلي بإيده وأنا ماشية، ولوحتله بإيدي. ❤️❤️❤️❤️❤️❤️ مسكت البدلة بتاعتي اللي كانت في الشنطة، والهوا كان بيهب. مشيت في الشارع الرئيسي، والناس بتبص عليا باستغراب ونظرات حادة. لمحت جون ولافاييت، ابتسمت ولوحت بإيدي، بس لافاييت بس اللي لوحلي، وجون مشي. "إيه اللي مضايقه؟" "معنديش فكرة، كان كويس من شوية". بصيت من ورا كتفه، وشفت جون بيمشي. "طيب، أشوفك قريب يا إيفريت". ابتسمت ومشيت. لما وصلت البيت، أمي كانت قاعدة مع أبويا. "في حاجة غلط؟" "كارتر، إمتى هتروح الحرب؟" "النهاردة بالليل". قلت وأنا واقفة بظهري المفرود. "طيب، لو مصممة". أبويا اداني شوية أسلحة ولبس. "يعني مسموحلي أروح؟" "لو ده عشان حرية البلد، وإنتي مستعدة تعمليه عشاننا، روحي وريهم العين الحمرا يا بنتي". طلعت أوضتي، وفتحت الباب، حطيت حاجتي، وخرجت. قابلت جون، لافاييت، وهركليز، كنت لابسة بدلة زيهم. ركبونا في عربيات، والبعض ركب خيل، وأنا كنت من اللي ركبوا خيل، كان حصان مرسوم عليه ألوان. ركبت بسهولة، والكل كان بيتصارع. لما الكل كان جاهز، اتحركنا. كنت ورا العربية اللي فيها جون، ولافاييت كان راكب حصانه جنبي. عدى شهر أو اتنين، وقربنا من فالي فورج. الجنود كانوا بيموتوا وبيعانوا من الجوع، كانوا ضعاف ومش قادرين يتحركوا. ركبت من البوابة، وبصيت حواليا، كل الرجالة دي بيبصوا لفوق وبيستنجدوا. أنا ورجالتي روحنا خيمة الجنرال واشنطن. أنا ولافاييت دخلنا ووقفنا قدامه. "الجنرال واشنطن، قواتنا وصلت". "شكراً". كان بيبص على خريطة. "ممكن تمشوا". خرجنا، والرجالة التانيين نصبوا خيامهم. "يا سيد آرتشر، الجنرال عايزك". دخلت خيمة واشنطن. "يا سيد آرتشر، لو مش غلطان، إنت اللي هتعمل دوريات الليلة". "أيوة يا سيدي". "ممكن تمشي". خرجت. "كان عايز إيه؟" جون سأل. "هعمل دوريات الليلة". "متأكد إنك تقدر؟" "أه متأكد". نطيت على حصاني ورحت البوابة، وقفت فرسي هناك، واستنيت لحد ما الشمس تطلع. مع طلوع الصبح، عربية وصلت، وقفتهم. "إيه سبب وجودكم هنا؟" "أنا هنا عشان أدرب الجنود على الحرب". "اتفضلوا". لما دخلوا، مشيت وراهم، ولما وقفوا عند خيمة الجنرال واشنطن، نزلت وفتحت الستارة، والمدرب دخل. مدخلتش معاه، رجعت ركبت حصاني، ورحت أدور على جون ولافاييت، لقيتهم. "إنتوا عارفين إن عندنا تدريب النهاردة، مش كده؟". بعد تلات سنين: "حمّل، صوب، اضرب!" صرخت، صوت البنادق في ودني، وصوت الرصاص بيخبط. كنت راكبة حصاني وبضرب عليهم، كنت القائد، ودي كانت فرقتي، ومكنش ينفع أشوفهم بيموتوا. الجنرال واشنطن كان جنبي، أخد القيادة، وأنا رجعت لورا شوية. ربطت فرسي، ورجعت جري. حطيت كيس بارود في جراب، وطلعت شجرة. حمّلت، صوبت، وقتلت الجنرال بتاعهم، واستسلموا وهربوا على التلال. الليلة دي في المعسكر، خدت خيمة مع لورينز ولافاييت، كانوا قاعدين بيتكلموا، وأنا قعدت على الناحية التانية بفكر. "إيه اللي بيدور في دماغك يا آرتشر؟" "وش أمي لما قلتلها إني رايحة الحرب، كنت عايزة أفرحها، كنت عايزة أجيب شرف لعيلتي، لما أرجع البيت، نفسي أشوفهم فخورين بيا، بس عارفة إن ده مش هيحصل، عشان أنا ست". "يعني، مش مناسب إن الستات تحارب في الحرب". "يمكن في يوم من الأيام، أبقى جنرال قائد". "متكونيش متوهمة". رفعت صوتي. "إيه المشكلة في إن ست تحاول تكون أعلى من الرجالة؟" "هتاخدي كره عشان كده". "مش هاخد حاجة لو موقفش". خرجت متغاظة، والغضب بيغلي جوايا، وقفت جنب نقطة الحراسة الليلية، بحاول أهدي. كان برد، وبدأت أترعش، لما بطانية صوف اتحطت على كتفي، كان لورينز. "هتاخدي برد". أخدني للخيمة، وأنا تقريباً كنت هقع من قلة النوم، وقعت في حضنه. صحيت على حركة، قعدت بسرعة، واستوعبت إني مش في مكاني اللي المفروض أكون فيه. كنت في سرير لورينز، وهو كان نايم جنبي. قمت على رجليا، ونمت في سريري، ببص على السقف. لافاييت دخل، بصيت عليه. "أه، الظاهر إن الآنسة صحيت". لفيت عيني، وقمت. لبست معطفي، ومشيت وراه. الناس كانوا بيتمشوا، وبيرتبوا حاجات. بقالنا ست شهور هنا، دلوقتي آخر الشتا، عندنا في البيت هيكون قرب الربيع. كنا راجعين البيت، أنا على حصاني. عدت شهور، وأنا ولورينز ولافاييت وحوالي 30 راجل دخلنا نيويورك. الأجراس كانت بترن، والناس بتملأ الشوارع، شايفين أحبائهم رجعوا البيت. بصيت حواليا، مكنش فيه ولا حبيب ليا هنا. ركبت على الإسطبل، وحطيت حصاني، وبودعه، يمكن مشوفهوش تاني أبداً. رحت بيتي، وخبطت. "إيفريت!" أمي قالت. حضنتني ودخلتني. أبويا كان قاعد على الكنبة، بيبص على الجرنال. أختي إيفوري كانت على الترابيزة، بتعمل حاجة. "إيفريت!" إيفوري زعقت، وجريت عليا، تقريباً خبطتني. رينر نزل من السلم، وانضم ليها. بالعافية خليت أبويا يقف، ويبصلي. استقمت قدامه. هو اتنهد وحضني. "أنا مبسوط إني شايفك يا إيفريت". نضفت نفسي، وشعري طول لحد كتفي. قصيته بالتساوي، وعملت بوب. لبست فستان لأول مرة من شهور، حسيت بحرية، بس غريب أوي. المشي بالكعب كان غريب أوي بعد شهور. نزلت المدينة عشان أشوف ألتون. شوفته في الكافيه الصغير، جري عليا وحضني. "يا إلهي، إنتي عايشة!" وقفنا نتكلم، لما لورينز اداني جواب. "ده من هاميلتون". "شكراً". فتحته وبدأت أقرأ: "إلى إيفريت آرتشر العزيزة، أدعوكي كشريكتي لحضور حفل الشتاء، في شارع كونور 7053 الساعة 8:00 مساءً". "ده بتاع إيه؟" "اتدعيت لحفل الشتاء". "يا إلهي، امشي ورايا". ألتون جري بيا على محل الخياطة بتاعه. قعد، ومسك فستان أزرق غامق، وبدأ يقص فيه. خد منه ساعتين عشان يخلصه. الجزء اللي فوق كان فيه بطانة ذهبية، وكشكشة من قدام، بتقلد زي الجنود. على الجنب، طلعت دبوس علم أمريكا، ودبسته على الفستان. "باقي حاجة واحدة". راح ورا المحل، وجاب كعب أزرق غامق، فيه بطانة ذهبية حقيقية في الكعب. "جبت دول إزاي؟" قلت وأنا ماسكاهم. "عندي صحاب". حضنته، وروحت البيت. الوقت كان بيقرب، كنت عارفة إن هاميلتون هيجي قريب. "رايحة فين؟" أبويا قال، لما شافني بالفستان. "اتدعيت لحفل الشتاء". "أه". قال، وألكسندر قام من الكنبة. مد إيده ليا. "إنتي بدري". "أنا في الميعاد بالظبط". قال وابتسم. مسكت دراعه، ومشينا. وصلنا الحفلة، ودخلنا. طبعاً، لاحظت أخوات شويلر، كانوا بيلمعوا في الضوء. بصيت حواليا، أليكس سابني. لقيت لورينز بيتكلم مع واحدة من أخوات شويلر، الصغيرة بيجي. "أهلاً يا إيفريت". بيجي قالت. "أهلاً يا بيجي". مشيت، ولورينز بص عليا. "واو". قال، ووشه احمر. اتكلمنا، لما لافاييت جه. "ممكن الرقصة دي؟" مد إيده ليا، مسكتها، وأخدني لساحة الرقص. "إيه حكايتك إنتي ولورينز؟" حسيت وشي احمر أوي. "أ-أ-أنا م-م-مش عارفة". قلت وأنا بتلعثم. "إنتي معجبة بيه؟" "يا لاف". "يا إيفريت، إنتي عارفة إنه معجب بيكي، من ساعة ما عرفك". وشي احمر أوي، سمعت دقات قلبي في ودني. "إيه رأيك يا إيفريت؟" "أنا..." قاطعنا لورينز. "ممكن أخدها دلوقتي؟" قال، وغامز للاف. أنا معجبة بلورينز، طول عمري، بس أبويا هيقول إيه؟ "إيه أخبار ليلتك يا إيفريت؟" "كويسة، أعتقد. شريكي سابني عشان واحدة من شويلر". "أوه، وحش أوي. أنا موجود دلوقتي". قال، وابتسمت وأنا برقص. حسيت لاف بيبص علينا من بعيد. "إنتي عارفة يا إيفريت، يمكن بتتساءلي ليه كنت بحميكي أوي". "فعلاً". "طيب..." سكت، بيحاول يفكر. "أنا عارف يا جون، بس لازم أسألك، إيه مشاعرك تجاهي؟" "أنا بحبك يا إيفريت، وهعمل أي حاجة عشان أحميكي". وقفت مصدومة من اللي قاله، دلوقتي كل اللي كان بيعمله تجاهي بدأ يبقى منطقي، وبدأ قلبي يدق أسرع بكتير. كل حاجة بدأت تلف بيا، وقعت في حضنه، وماسكة معطفه، بحاول أثبت. مسك دراعي، وأخدني بره ساحة الرقص، وقعدني على كرسي. كل حاجة كانت لسه بتلف، ذكريات أول مرة اتقابلنا، الحرب، الليلة اللي اتعصبت فيها عليهم، كل حاجة. "إيفريت، إنتي كويسة؟" سمعت صوت ألكسندر بينده عليا، عرفت إن جون متضايق وغيران شوية. "أه، أنا كويسة". "أظن لازم أوصلك البيت". "لأ يا ألكسندر، خليك مع إليزا، أنا هوصلها البيت". جون قال، وساعدني أقوم، ومشينا بره. كان برد بره، بدأت أترعش، جون حط معطفه على كتفي، حسيت بالدفء، قربته مني أكتر، ريحته كانت عليه، ابتسمت، عارفة إني بحب الراجل ده من كل قلبي، بس كنت خايفة لو اتجوزنا، مش هيخليني أحارب في الحرب تاني، وعارفة إن معركتنا الجاية في يوركتاون. "إنتي عارفة يا إيفريت". قال وهو ماسك إيدي، وقف، ومسك إيدي التانية. "لو اتجوزنا، مش همنعك تحاربي، بس هعمل كل حاجة عشان أتأكد إنك مش هتموتي". قلبي دق جامد في صدري. "يا أمي، أنا رجعت". قلت وأنا داخلة، وجون ورايا. أبويا نزل من السلم، وشوش أبويا وجون ابتسمت لبعض. "إيه أخبارك يا سيد لورينز؟" "أنا كويس، وإنت؟" "تمام. إيه اللي بتعمله مع بنتي؟" "كنت بوصلها البيت بأمان". كان لسه ماسك إيدي، ومعطفه كان لسه عليا. رجعتله معطفه، وابتسمت لجون. "قضيت وقت حلو أوي". جون ابتسم ومشي. قعدت على الكنبة، أبويا قعد جنبي. "إيه؟" "أنا وجون... مش عارفة. هو راجل طيب أوي، وحلو أوي". "يا إيفريت، هو اللي محتاجاه، هيخليكي مبسوطة. اعزميه على العشا بكرة". الصبح طلع، وأنا وإيفوري نزلنا المدينة عشان نجيب حاجات للعشا، اللي أنا وهي هنعمله. جبنا الحاجات، ووقفنا عند الكافيه، لما لمحته جون، حاولت أوطي، بس شافني، وجه عليا. "جون، كنت هطلب منك، أنا وعيلتي مبسوطين لو جيت عندنا على العشا الليلة". "أقدر أجي". "تمام، تعال على الساعة 7 أو كده". مشي، وأختي همست "مين المز ده؟" "ابعدي يا إيفوري، أنا اللي طالباه". رفعت إيديها باستسلام. جمعنا حاجتنا. روحنا البيت، غيرت هدومي، ولبست فستان الشغل، وبدأت أطبخ. كانت الساعة 8 تقريباً لما خلصت. جون كان قاعد على الكنبة، بيتكلم مع أبويا وأخويا. بعد ما أكلنا، قعدنا نتكلم. جون كان ماشي، لما لحقته قبل ما يمشي. "جون، إنت عارف إني بحبك، صح؟" عينيه لمعت، وجري وشالني، ولف بيا. "يا إيفريت، مش عارف إنتي هتقولي إيه، بس هتتجوزيني؟" "هتجوزك، بس لازم تاخد موافقة أبويا". مسك إيدي، ورجعنا دخلنا البيت، أبويا كان شكله مستغرب، وجون بدأ. "يا سيد آرتشر، يمكن مش غني، ويمكن مش أذكى واحد، ويمكن مش ألمع واحد، بس أوعدك طول ما أنا عايش، بنتك إيفريت هتكون بأمان، هتكون مبسوطة، وهتعيش أحسن حياة أقدر أديها ليها. فهل تسمحلي إني أتزوج بنتك؟" أبويا وقف، وبقية عيلتي كمان، مستنيين يشوفوا إيه اللي هيحصل. أبويا مشي ناحيته، وأنا عارفة إيه اللي هيقوله. "جون لورينز، أنا موافق إنك تتجوز بنتي الكبيرة إيفريت". جون لف، وحضني، وقبل ما أعرف إيه اللي بيحصل، باسني، وخلى كل المشاعر تولع اوى.

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء