حين يلتقي الحب بالقسوة
حين يلتقي الحب بالقسوة
2025, ريم محمد
رومانسية نفسية
مجانا
تستيقظ إيون في مكان غريب بعد فقدان الذاكرة، لتواجه رجلًا غامضًا يدعوها "العروس الجديدة". تتصاعد الأحداث مع محاولتها فهم هويتها ومكانها، بينما يثير هذا الرجل بتصرفاته الساخرة تساؤلات مقلقة. الرواية تمزج بين الغموض والرومانسية المظلمة، وتعد القارئ برحلة مليئة بالمفاجآت والصراعات العاطفية.
إيون
تواجه وضعًا غير مألوف وإشارات إلى ماضي مؤلم وعلاقة مهووسة.جيهون
حبيب البطلة في الجزء الذي تستعيده من ذاكرتها، يكشف عن طبيعة علاقة مهووسة تنتهي بخيانة قاتلة.لخادمة الشابة
تظهر في القصر وتتعامل بلطف وتهذيب مع البطلة، لكنها تبدو متفاجئة بوجودها. نبذة عنهم:
كانت الغرفة أشبه بلوحة فنية؛ الجدران مزخرفة بأوراق ذهبية، والثريات الكريستالية تتدلى من السقف كنجوم متلألئة." "الموقد الحجري ينشر دفئًا خافتًا، فيما الستائر المخملية الثقيلة تحجب نور الشمس، تاركة المكان في ظلال غامضة." "فتحت عينيها ببطء، لتجد نفسها مستلقية على سرير بغطاء حريري أبيض، لا يشبه شيئًا من عالمها المألوف." "أناملها تتحسس الأوراق المطرزة على الوسائد، والعطر الغريب الذي يملأ الأجواء كان كأنه قديم، لكنه مألوف بطريقة ما." "عندما نهضت، انعكست صورتها في المرآة الضخمة المذهبة. شعرت وكأنها تنظر إلى شخص آخر؛ شعرها كان طويلًا، ينساب كخيوط الشمس الذهبية." "ثوبها الفخم يتلألأ بخيوط فضية، وتزينه أشرطة من الدانتيل الأبيض، فيما خصرها يبدو مشدودًا بحزام من الساتان." "عيناها، اللتان اعتادتا البساطة، كانتا الآن تلمعان كالجواهر الداكنة، تحيط بهما رموش طويلة كأجنحة الفراشات." "ما هذا المكان؟ أين أنا؟ هذا ليس حلمًا... لكن كيف وصلت إلى هنا؟" "الصمت كان ثقيلًا، فقط صوت دقات الساعة الطويلة يتردد كصدى في أرجاء القصر." "الريح تحرك الستائر برفق، كأنها تهمس بأسرار الماضي؛ 'صباح الخير يا سيدتي. هل أرسل لكِ الإفطار إلى الغرفة؟'" "دخلت خادمة شابة ترتدي زيًا رسميًا، شعرها مشدود إلى الخلف، وانحنت برفق "' "كانت كلماتها تخرج بلهجة مهذبة، لكنها تحمل في طياتها تساؤلًا؛ هل هذه هي سيدتها الجديدة بالفعل؟" "وقبل أن تجيب، انفتح الباب على مصراعيه، ودخل رجل طويل القامة، يرتدي بذلة سوداء أنيقة، مع ربطة عنق حريرية." "عيناه الرماديتان ثبتتا عليها، كأنهما تقرآن سرها الخفي." "'من أنتِ؟'، هذا ما تبادر إلى ذهنها ما أن رأته ..! "أنا... لست متأكدة مما يحدث،" قالت وهي تضع يدها على صدرها، محاولة تذكر أي شيء. ⎯⎯⎯ ❖ حين يلَتقي الحبُ بالقسوة❖ ⎯⎯⎯ لقد بدأ ذلك اليوم كما تبدأ الأيام المشرقة الأخرى، محملة بأشعة الشمس اللطيفة وأغاني العصافير. لكن، ويا للسخرية، هذا الضوء لم يكن ليصل إلى عالمي المظلم. أنا، "إيون"، تلك التي كُتب عليها العيش في ظل التعاسة التي تأبى أن تفارقني. "اللعنة على حياتي!" همست لنفسي، بينما كنت أحدق في المرآة، أرى انعكاسي الشاحب كأنني أختفي خلف قناع من اليأس. "لماذا لا أستطيع الاحتفال بعيد ميلادي الخامس والعشرين؟" سألت نفسي، لكنني كنت أعرف الإجابة جيدًا. إنه الخوف الذي ينهش روحي، هوس غامض يلتف حول قلبي كأفعى، يسلبني راحتي. لم يكن الأمر مجرد حب أو رغبة بريئة. لا. لقد تحول إلى شيء أعمق، شيء مَرَضيّ. كنت أتبعه حيثما ذهب، مثل ظل لا يمكن التخلص منه. لم يكن هناك موعد أو لقاء أو حتى لحظة عابرة في يومه إلا وكنت أعرفها مسبقًا. كنت أتسلل إلى تفاصيل حياته كما يتسلل الليل إلى النهار. "أريده لي وحدي،" كنت أردد تلك الكلمات كأنها صلاة سرية. أردت أن أملكه، أن أحكم عليه بالحب الأبدي، أن أضعه في قفص من الحرير حيث لا يستطيع الهروب أبدًا. كانت فكرة حبسه، منعه من العالم الخارجي، تمنحني شعورًا مريضًا بالراحة. لكن في أعماقي، كنت أعلم أن هذا الهوس هو سيف ذو حدين، يدفعني نحو الجنون بقدر ما يجذبني إليه. كنت أعيش في عاصفة من الرغبة واليأس، مزيج قاتل من الحب والأنانية. في ذلك اليوم، وبينما كنت أجلس في غرفتي المزينة بألوان باهتة وأزهار ذابلة، أدركت شيئًا واحدًا: ربما لم يكن هذا الهوس سوى مرآة لما أنا عليه حقًا، امرأة أسيرة لحبها، مسجونة داخل قفص صنعته بيدي. كان الليل قد بدأ يلف المدينة في عباءته الداكنة حين وصلني ذلك الخطاب، مغلفًا بعناية برائحة الياسمين، يحمل توقيع "جيهون"، حبيبي. لم أكن بحاجة إلى فتحه لمعرفة محتواه، لكن الفضول، ذلك الشعور الذي لا يُقاوم، دفعني لتمزيق الظرف بخفة. "إيون، عزيزتي، هلّا خرجتِ إلى الباب؟ أشتاق لرؤية عينيك في ضوء القمر." كلماته جعلت قلبي يرقص فرحًا، وكأن العالم بأسره توقف ليهمس لي: "أنتِ محظوظة". شعرت بأنني فراشة تطارد وهج شمعتها. لم أفكر في شيء سوى الوصول إليه. غمرتني سعادة عارمة، لدرجة أنني نسيت أن أرتدي خفي. ركضت حافية القدمين عبر الأرضية الباردة، وشعري يتطاير خلفي. كل خطوة كانت تحملني أقرب إلى ما ظننته حبًا لا متناهٍ. حين فتحت الباب، توقعت أن أراه هناك، منتظرًا بحب ينعكس في عينيه. لكن ما رأيته كان مختلفًا تمامًا. وقف "جيهون"، يبتسم لي، لكن تلك الابتسامة كانت غريبة، مظلمة، وكأنها تحمل أسرارًا لم أكن مستعدة لمعرفتها. في يده، لمع شيء تحت ضوء القمر. لم أدرك ما هو إلا حين كان قد فات الأوان. شعرت ببرودة معدنية تخترق بطني. كانت السكين قد غرست بعمق، وألم حاد اخترق جسدي كما لو أن الوقت نفسه تجمد ليشهد تلك اللحظة. حاولت التحدث، لكن الكلمات خانتني، ولم أستطع إلا أن أحدق في وجهه. اقترب مني، همس بصوت ناعم لكنه يحمل قسوة لا توصف: "إيون، الراحة الأبدية هي ما تحتاجينه الآن." أصبحت الكلمات ثقيلة، تغرقني في دوامة من الذهول والخيانة. كانت الدموع تتجمع في عيني، ليس بسبب الألم الجسدي، بل بسبب ما كشفته تلك اللحظة. "لماذا؟" حاولت أن أسأل، لكن صوتي كان بالكاد مسموعًا. ترك السكين وانسحب ببطء، تاركًا لي شعورًا بالخواء. كان آخر ما رأيته هو ظله وهو يبتعد، وأرضية المدخل التي تلونت بالدماء، بينما أفلتت روحي من جسدي، مثل قمر يغيب خلف سحابة سوداء. هذا كل ما أتذكره. كانت تلك اللحظة الأخيرة محفورة في أعماق ذاكرتي، كحلم غامض لا يمكن الهروب منه. ولكن عندما فتحت عيناي، وجدت نفسي في غرفة غريبة ذات طراز قديم. "حتىٕ ذخل هذا الرجلَ" اقترب بخطواته الواثقة، ووقف أمامها كملك يتفحص مملكته الجديدة. كانت عيناه البنيتان تحملان بريقًا ساخرًا، وكأنهما تعرفان أسرارًا لا تجرؤ على معرفتها. مال برأسه قليلًا، اقترب بما يكفي حتى شعرت بأنفاسه تلامس بشرتها. ثم أمسك خصلة من شعرها بأطراف أصابعه، وكأنها شيء يثير فضوله، وقال بصوت منخفض عميق: "إذًا، أنتِ العروس الجديدة؟" في تلك اللحظة، شعرت وكأن قلبها توقف. "ماااااذا؟!" صرخت داخل رأسها، لكنها لم تستطع الرد. كانت الكلمات تُعلق في حلقها، والخوف يجمّد كل أعضائها. بدلاً من الرد، استسلمت للأمر بطريقتها الخاصة: انحنت عيناها، ثم فجأة، وقع صوت ارتطام ناعم على الأرض. لقد فقدت وعيها تمامًا، وسقطت مثل زهرة ذبلت بفعل الرياح. الخادمة، التي كانت تقف بجانبها، هرعت بسرعة لتنقذ ما تبقى من كرامة سيدتها الجديدة. "آنستي! آنستي!" كانت تحاول إيقاظها بكل الطرق الممكنة. أما صاحب العينين البنيتين، فقد وقف هناك، مستمتعًا بالفوضى التي أحدثها. رسمت شفتاه ابتسامة عريضة، ثم أطلق ضحكة خفيفة تكاد تُشبه نغمة موسيقية، كأنه يعبث مع طفل صغير فقد لعبته. "هكذا، أظن أنني تركت انطباعًا قويًا بما فيه الكفاية." تمتم وهو يدير ظهره للخادمة التي تحدق فيه بدهشة، وخرج من الغرفة بخفة وكأنه لم يحدث شيئًا. في الخارج، كان الجو مثاليًا. أشعة الشمس تتسلل عبر النوافذ المزخرفة، وتترك أنماطًا ذهبية على الأرضية الرخامية. رائحة الورد العتيق في الهواء تكمل المشهد، بينما زقزقة العصافير تضيف لحنًا خافتًا إلى المسرحية الغريبة التي وقعت للتو. أما هي، التي كانت فاقدة للوعي، لم تكن تعلم أنها بدأت للتو رحلة محفوفة بالمفاجآت، حيث لن يكون هذا الرجل ذو الابتسامة الساخرة سوى البداية. づ ̄ ³الفصل الاول づنهاية ا
تعليقات
إرسال تعليق