لقاء من غير صدفة - الفصل الثاني (دماء العشق)

لقاء من غير صدفة

2025, رؤى سمير

رومانسية

مجانا

"زهراء تكتشف أن الغريب الذي أربكها بالأمس أصبح دكتورها الجديد، بتتفاجئ إن الرعب دخل المدرج معاها على هيئة الدكتور رعد. نظراته، اسمه، وحتى ابتسامته، كل حاجة بتأكد لها إنه مش شخص عادي. ومع أول مواجهة بينهم، بيأكد لها إن اللي حصل مجرد بداية. في الخلفية، بيظهر مالك، صديقه المصاص، وبيتكشف جزء من خطة أكبر… هدفها زهراء.

زهراء

ارتبكت حين قابلت الغريب لأول مرة، ولم تكن تعلم أن تلك اللحظة ستغيّر مجرى حياتها.

رعد الهلالي

يعمل كدكتور جامعي جديد. خلف نظراته الهادئة، يختبئ ماضٍ يبحث عن إغلاقه من خلال لقاء لم يكن في الحسبان. وحين رأى زهراء، أيقن أنها "هي" — الفتاة التي ظل يبحث عنها لسنوات.
تم نسخ الرابط
روايه دماء العشق - أول لقاء بدون نبض

الساعة 8 صباحًا، المدرج الكبير مليان، بس زهراء مش موجودة.


هي في الحمام، بتقف قدام المراية، بتطبطب على وشها بمنديل وهي بتكلم نفسها:
ـ "أنا عاقلة. اللي شفته امبارح أكيد حلم. واللي اتكلم معايا واختفى… يمكن كان ممرض سريع الجري!"
تنفّست وقالت:
ـ "هدخل المحاضرة عادي. ومافيش رعد. ولو فيه… مش هو."


دخلت المدرج، متأخرة كعادتها، وسرحت وهي بتدور على مكان فاضي.
سلمى ندهت عليها:
ـ "زوزو! هنااا!"
قعدت جنبها بسرعة، وطلعت النوتة، وقالت لها بصوت واطي:
ـ "فيه أخبار؟"
سلمى بصتلها بنظرة مجنونة وقالت:
ـ "الدكتور الجديد… دخـل! واسمه غريب!"
ـ "يعني إيه غريب؟"
ـ "غريب يعني… اسمه رعد."


زهراء جمدت.
ـ "إيه؟! اسمه إيه؟!"
ـ "رعد. الهلالي. وعامل فيها موديل إعلان عطور، مش دكتور."


في اللحظة دي، وقف هو قدام السبورة.
نفس العين، نفس الملامح، نفس الغموض.
بس المرة دي لابس بالطو أبيض وابتسامته ناعمة كأنها بتقول: "أنا فاكر كل حاجة".


ـ "صباح الخير، أنا الدكتور رعد الهلالي، هكون مسؤول عن تدريبكم العملي. وأتمنى أطلع بيكم من هنا… مش على الطوارئ."
الطلبة ضحكوا، بس زهراء قالت بصوت واطي:
ـ "هو ده بيهزر؟ ده إمبارح كان طالعلي من فيلم رعب، والنهاردة بيقشر لنا نكات!"


رعد بص ناحيتها، وبطريقة شبه متعمّدة قال:
ـ "وفيه وجوه شايفها… مألوفة."
سلمى همست:
ـ "شايفك إنتي يا زهراء! انتي قابلتيه؟!"
ـ "قابلته؟ ده كان ميت قدامي وصحي من غير ما أطلب له قهوة!"


بعد المحاضرة، وهي خارجة بسرعة، لقت رعد واقف عند الباب، مسنود على الحيطة:
ـ "زهراء، دقيقة واحدة بس."
ـ "لو الموضوع عن اللي حصل امبارح، أنا officially مش فاضية للرعب!"
ـ "بالعكس… الموضوع كله لسه هيبدأ."


ـ "طب حلو… طالما كده، إديني عنوان واتساب المصاصين اللي معاك، وخليني أعمل جروب."
ضحك وقال:
ـ "هتبقي أنتي المشرفة؟"
ـ "لو هنضحك على بعض، يبقى نضحك بزيادة."


سابتُه ومشيت بسرعة، بس جواها حاجة بتتقل… كأنها سابت وراها سؤال كبير، وهو لسه واقف هناك، مبتسم، وبيقول بعينيه:
"أنا لسه هنا… ومش رايح في حتة."
بعد ما خلّص المحاضرة، وطلّع آخر طالب من المدرج، رعد خرج بهدوء وهو بيفك زرار البالطو الأبيض، مشي في الممر وهو حاسس إن فيه خطوات مهمة بدأت، وإن اللعبة فعلاً بدأت تتحرك.


عند الباب الخارجي للكلية، كان مالك مستنّيه.
واقف بكارزما عالية، لابس كاجوال بس شكله ما ينفعش يتخبّى وسط الناس، عيونه لونها رمادي غريب، وابتسامته فيها نغزة شقاوة.


قال وهو بيشاور له:
ـ "هااا؟ حصلت البنت اللي ناوي تتجوزها؟ ولا لسه بتدوّر في الفريزر؟"


رعد ضحك بهدوء وقال:
ـ "أيوه… لقيتها."
مالك قرّب منه وقال:
ـ "هي فين؟"
ـ "قاعدة في المدرج، وعاملة نفسها ما تعرفنيش، مع إنها الوحيدة اللي شافتني وأنا… ما كنتش المفروض أبان."
ـ "يعني عينها مفتوحة… بس لسه مخها مش مصدق؟"


رعد سكت شوية، وبص بعيد… وبدأت لمعة فلاش باك تشتغل في عقله:




---


قبل ٣ شهور – في شركة الهلالي القابضة، مكتب رعد


رعد كان واقف قدام الشباك، ماسك فنجان قهوة ما شربش منه، وبيقول لمالك:
ـ "أنا زهقت. عايش مئات السنين وسطنا… بس ولا يوم جرّبت أعيش زيهم."
مالك قال:
ـ "يعني تحب تفطر فول وتلبس ترينينغ وتشتكي من الزحمة؟"
ـ "أنا جاد. عايز أعرف إزاي بيحبوا، بيتوجعوا، بيختاروا، بيغلطوا…
وعايز واحدة… بشرية. واحدة تكون بتتخانق مع أمها على الشاي، مش بتشرب دم بني آدم."
ـ "يعني عايز وحدة قلبها يدقّ… مش واحد بيصدره هدوء التابوت!"
ـ "عايز زوجة… بس مش من عالمنا."


مالك سكت شوية، وبعدين قال وهو بيضحك:
ـ "إنت ناوي تتزوّج بنيّة؟ الله يكون في عونك يا رعد…
بس يا سيدي، لما تلاقيها، خذها بسرعة قبل ما تتجوز واحد من البشر اللي بيصيفوا في أكتوبر ويدّعوا الرجولة."




---


رجع رعد للواقع، وابتسم من غير ما يوضح، وقال لمالك:
ـ "أنا قررت… وزهراء هي المرشحة.
الموضوع ابتدى… والمفاجآت جاية."


مالك حط إيده في جيبه وقال:
ـ "بس أوعى تنسى… البشر بيتغيروا أسرع من مزاج مصاص دماء صايم."
ـ "وأنا مش ناوي أجرّبها بس… أنا ناوي أحميها من العالم اللي ورا ضهرها."
ـ "يلا بينا… قبل ما تتأخر على تمرين التحكم في الغريزة."
ـ "النهاردة؟"
ـ "أيوه، ما إحنا مصاصين دماء مش نجوم سينما رومانسية!"

تعليقات

authorX