مهمه الجواسيس - الفصل الثالث من روايه نساء في الجيش

مهمه الجواسيس

2025, كاترينا يوسف

عسكرية حقيقية

مجانا

تخضع ناديجدا لاختبار حاسم داخل الاستخبارات، حيث تواجه أول تجربة مباشرة تثبت فيها قدرتها على التحكم في مشاعرها والاستعداد لتنفيذ المهام المطلوبة، وتبدأ أول مهمة ميدانية لها في باريس، حيث تستهدف دبلوماسياً أمريكياً باستخدام الإغواء والتلاعب النفسي، لتبدأ لعبة خطيرة داخل عالم الجاسوسية الحقيقي.

ناديجدا

عميلة شابة في الـKGB تخضع لاختبار نفسي صعب ثم تُرسل إلى أول مهمة ميدانية لها في باريس لاستهداف دبلوماسي أمريكي.

إيلينا

مشرفة ومدربة ناديجدا في الاستخبارات، صارمة وذكية، مسؤولة عن إعدادها نفسيًا وجسديًا للمهمات، وتلعب دور الموجه الذي يراقب تقدمها.

جيمس أندرسون

الدبلوماسي الأمريكي، ذكي ومتمرس في عالم السياسة والاقتصاد، لكنه مستهدف من قبل الاستخبارات السوفيتية، حيث تسعى ناديجدا لاستغلاله وجمع معلومات حساسة منه.
تم نسخ الرابط
مهمه الجواسيس - الفصل الثالث من روايه نساء في الجيش

 
- الفصل الرابع من نساء في الجيش

ناديجدا دخلت القاعة الواسعة، الإضاءة هادية، بس الجو كان تقيل. مفيش صريخ، مفيش أوامر صارمة زي تدريب الأيام اللي فاتت… لأ، اللي مستنيها هنا حاجة تانية خالص.

في نص القاعة، قاعد راجل في الأربعينات، لابس بدلة رمادي، مسند ضهره للكرسي الجلدي، وفي إيده كوباية كريستال فيها مشروب غامق. عيونه باردة، بيدرسها من أول ما دخلت.

"اقربي."

خطواتها كانت محسوبة، لا سريعة فتبان متوترة، ولا بطيئة فتبان خايفة. وصلت قدامه، وقفت بثبات، ورمشت مرة واحدة… زي ما علموها.

"اسمك؟" قالها وهو بيحرك المشروب في الكوباية.

"ناديجدا." ردت من غير تردد.

ضحك ضحكة صغيرة، بس ما كانتش ضحكة مريحة… كانت ضحكة صياد لسه بيحدد قوة فريسته.

"عارفة إنتي هنا ليه؟"

"علشان أنجح."

حط الكوباية على الترابيزة، ورفع عينه ليها، نظرة تقيلة، كأنها امتحان صامت.

"ونجاحك ده معناه إيه؟"

"إني أنفذ المطلوب مني، بدون خوف، بدون غلطة."

بص لإيلينا اللي كانت واقفة بعيد بتراقب بصمت، وقال ببرود:

"نجربها بجد؟"

إيلينا رفعت حاجبها وردت: "ده سبب وجودها هنا، مش كده؟"

ناديجدا قلبها دق بسرعة، لكنها ما بينتش أي حاجة على وشها. الراجل ابتسم، ابتسامة هادية لكنها مليانة اختبار.

"تعالي."

قربت، وحست بأنفاسه وهي واقفة قدامه. فجأة، مد إيده ولمس خدها بأطراف صوابعه… لمسة خفيفة جدًا، بس كانت كافية تخلي أعصابها تتوتر.

"لسه صغيرة." قالها وكأنه بيتكلم مع نفسه.

ناديجدا ما تحركتش، ما رمشتش حتى. فضلت ثابتة، رغم إنها كانت حاسة بجسمها كله بيقاوم غريزيًا.

هو سابها، ومال بضهره على الكرسي، وبص لإيلينا: "هتمشي معانا، بس لسه محتاجة شغل."

إيلينا ابتسمت لأول مرة، بس ابتسامتها كانت مفيهاش أي دفء: "يبقى نبدأ الشغل الحقيقي."

الاختبار كان مجرد البداية… واللي جاي أصعب.

الواقع التاريخي خلف المشهد
العميلات في الـKGB كانوا بيتعرضوا لاختبارات مباشرة مع رجال استخبارات أو دبلوماسيين، الهدف كان اختبار تحكمهم في مشاعرهم، واستيعابهم للمواقف الغامضة. أي لحظة ضعف كانت بتكلفهم كل حاجة



### **الفصل الرابع – اللاعودة (التصعيد)**  

ناديجدا فضلت واقفة، عينيها سابت الراجل وراحت على إيلينا، كأنها بتدور على أي تفسير. إيلينا قربت منها، لمست كتفها بخفة وقالت:  

**"اتبعيه."**  

ناديجدا قلبها كان بيدق بسرعة، لكنها أخدت نفس بطيء وسارت وراه. الباب اللي دخلوا منه كان مختلف عن القاعة، الإضاءة أقل، الجو أهدى، لكن الإحساس بالخطر كان أقوى.  

وقف عند ترابيزة صغيرة عليها علبة سجائر وكوباية ويسكي، بص لها وقال:  

**"اشربي."**  

ناديجدا مدت إيدها للكوباية، شالتها من غير ما إيدها تهتز، وشربت جرعة صغيرة. طعم المشروب كان مر، لكنها ما كحتش، ما عبستش، فضلت هادية.  

هو ابتسم، ابتسامة مليانة رضا.  

**"كويس… عندك استعداد للي جاي؟"**  

**"أنا هنا علشان أثبت نفسي."**  

ضحك، قرب منها، وشاور على كنبة جلدية في النص.  

**"اقعدي."**  

قعدت، مستنية الخطوة اللي بعدها. هو سحب كرسي، قعد قدامها، ومال بجسمه لقدام، صوته كان واطي، لكنه واضح:  

**"كل حاجة هنا محسوبة، كل اختبار ليه هدف… والهدف دلوقتي بسيط: تثبتي إنك جاهزة، وإلا هتمشي."**  

سكت لحظة، بعدين مد إيده وفتح درج جنب الكرسي، طلع منه صورة وحطها قدامها. الصورة كانت لراجل، واضح إنه دبلوماسي، ومعاه امرأة غربية أنيقة في حفلة.  

**"الشخص ده هدف مهم… ونحتاج حد يقرّبه لينا."**  

ناديجدا فهمت المعنى على طول، لكن ملامحها ما تغيرتش.  

هو بص لها بثبات:  

**"الموضوع مش مجرد تمثيل، دي لعبة نفسية… ولو معرفتيش تلعبيها صح، هتكوني الضحية مش الصيادة."**  

سكت لحظة، بعدها سأل:  

**"مستعدة؟"**  

ناديجدا ما ردتش على طول، بصت للصورة تاني، عقلها شغال بسرعة، بتوزن كل حاجة… بعدين رفعت عينها ليه، وردت بصوت ثابت:  

**"جاهزة."**  

---  

**الواقع التاريخي خلف المشهد**  
الـKGB كان عندهم استراتيجيات محددة في عمليات الإغواء، وكانت كل عميلة بتتعلم إزاي تسيطر على مشاعرها، وتدخل عقل الهدف بدون ما يحس. أي فشل في السيطرة كان معناه نهاية العميلة، مش مجرد استبعادها.  
 

 


 المهمة الأولى
المطار كان مزدحم، أصوات الإعلان عن الرحلات مختلطة بصوت خطوات المسافرين وهم بيتحركوا بسرعة بين البوابات. باريس، مدينة الأضواء، بس بالنسبة لناديجدا، دي كانت ساحة المعركة الأولى.

لبسها كان مختلف، فستان أسود أنيق، بسيط لكنه ملفت، مكياج خفيف، شعرها مرفوع بطريقة توحي بالرقي، ورغم كل حاجة، مفيش حد ممكن يشك لحظة إنها جاسوسة.

في يدها، تذكرة سفر باسم "ناتالي إيفانوفا"، وفي عقلها، خطة تم تكرارها في التدريبات عشرات المرات.

الهدف: جيمس أندرسون، دبلوماسي أمريكي، مستشار اقتصادي في السفارة الأمريكية في باريس.

الراجل مش مجرد موظف عادي، عنده وصول لمعلومات حساسة عن التمويلات السرية اللي بتتدفق من واشنطن لأوروبا لدعم الأنظمة الموالية ضد الشيوعية. الـKGB عايزين يعرفوا كل تفصيلة عن العمليات دي، وناديجدا كانت الوسيلة.

قابلته في صالة رجال الأعمال، كان قاعد لوحده، لابس بدلة غالية، ماسك كوباية ويسكي، عيونه بتراقب الناس كأنه بيدرس كل واحد فيهم. ناديجدا عدت جنبه "بالصدفة"، وأسقطت شنطتها جنب كرسيه.

"أوه، سامحني، مش واخدة بالي." قالتها وهي بتنحني تلم حاجتها.

هو ابتسم، نبرة صوته كانت هادية ومهتمة في نفس الوقت:

"مافيش مشكلة، اسمحيلي أساعدك."

مد إيده ورفع الشنطة ليها، بصت له بعينين متسائلة، كأنها بتحاول تفهم هو مين، وبعدها ابتسمت ابتسامة صغيرة.

"أنت أمريكي، مش كده؟"

"واضح عليا؟" ضحك بخفة.

"الطريقة اللي بتتكلم بيها… عندي موهبة في ملاحظة التفاصيل."

اتغيرت ملامحه للحظة، كأنه أخد باله من حاجة، وبعدها قال:

"ده مثير للاهتمام… تعالي، شاركيني المشروب، لو وقتك يسمح."

تمام، الخطة شغالة… دلوقتي يبدأ الجزء الصعب.

بعد ساعتين، كانوا قاعدين في بار الفندق. الحديث كان ممتع، هي بتلعب دور الفتاة المثقفة اللي عندها شغف بالاقتصاد والسياسة، وهو كان مستمتع بيها، واضح إنه مش متعود على ستات تفهم في المجال ده.

"إيه رأيك في وضع أوروبا دلوقتي؟" سألها وهو بيقلب المشروب في إيده.

"معقد… أمريكا بتحاول تسيطر على السوق الأوروبي، وروسيا بتحاول تثبت وجودها. في الآخر، كله لعبة نفوذ، مش كده؟"

هو ابتسم، كأنه مبسوط إنها شايفة الأمور بالطريقة دي.

"لعبة نفوذ… عجباني الجملة دي."

ناديجدا حست إنها قدرت تدخل عقله… بس ده مجرد البداية، لازم توصله للنقطة اللي يخلي دفاعاته تنزل أكتر.

المهمة الحقيقية لسه ما بدأتش…

تعليقات

إرسال تعليق

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء