اسطورة الملك الاسود - الفصل الخامس
اسطورة الملك الاسود 5
2025, سما أحمد
فانتازيا ملحمية
مجانا
ليان تصل إلى القصر وهي غارقة في التوتر والخوف، لكنها تضطر إلى التظاهر بالقوة بعد أن وجدت نفسها في جسد الملك الأسود. بينما تحاول إتقان دورها، تكشف عن جانبها الإنساني دون قصد، مما يثير الشكوك حولها. في قصر عائلتها، يواجه إسكاى في جسد ليان توترات عائلية حادة، ليجد نفسه متورطًا في مؤامرات ومشاعر متشابكة تهدد بكشف الحقيقة.
ليان
البطلة التي تجد نفسها في جسد الملك الأسود إسكاى. تعيش صراعًا داخليًا بين هويتها الحقيقية والدور الذي يجب أن تلعبه.إسكاى
الملك الأسود القوي والغامض، الذي يجد نفسه في جسد ليان، مما يضعه في مواقف غير متوقعة داخل عائلتها.هارولد
جد ليان، شخصية ذات نفوذ في العائلة، يسعى للحفاظ على النظام والعدالة بين أفراد العائلة
طريق إلى القصر كانت ليان متوترة للغاية، وعيناها مثبتتان على النافذه عربة. كان الخوف قد سيطر على ملامح وجهها، فتعابيرها مشوهة بين القلق والحيرة. كانت تحدق في الأشجار المظلمة داخل الغابة، وكأنها تراقب حياتها التي تدمرت قبل أن تبدأ. كانت أفكارها تلاحقها، فتذكر جدها، وكيف كانت تلح عليه لتعلم السحر، وتفكر في ابن عمها، الذي كان دائمًا يستهزئ بها. كانت تتمنى لو أن هذا كله مجرد حلم، أن تفيق منه وتنقضّي على الحياة التي دمرتها الظروف. لكن صوت الحارس، الذي أتى مفاجئًا، أوقف تفكيرها. كانت الكلمات التي قالها، وكأنها انتشلتها من دوامة تفكيرها السلبية: "لقد وصلنا إلى القصر." الركود الذي كانت فيه بدأ يتلاشى، لكن قلبها ظل يخفق بسرعة. نزلت من العربة بكل خوف، وكأن نهاية العالم قد اقتربت. كانت قدماه ثقيلة، والقلق يعصر قلبها، لكن لم يكن أمامها خيار سوى المضي قدمًا. كان ليو يراقبها عن كثب، وملامح وجهه تعكس الحزن العميق على ما حل بالملك وعلى مصير تلك الفتاة المسكينة. كان يفكر في نفسه: "أتمنى أن يكون كل شيء بخير، وأن تُحل هذه المصيبة بسرعة قبل أن تنكشف أمام الممالك الأربعة. إذا حدث هذا، فسوف يهدد استقرار العالم بأسره." أنهى حديثه الداخلي، وتقدم نحو ليان التي كانت في جسد الملك إسكاى. قال لها بلطف، همسًا، وكأن كلماته تحمل طمأنينة غامضة: "ليان، اهدئي قليلاً. هذا ليس نهاية العالم. أنا معك، ولن أتركك أبدًا. ثقِ بي وبجلالة الملك. أنا واثق أنه سيجد حلاً لهذه المشكلة بسرعة. ولكن يجب أن نساعده." نظرت ليان إليه بدهشة، وطرحت السؤال: "كيف؟" رد ليو بثقة: "أن لا ندع أحدًا يشك في الأمر. كأنك الملك الأسود الذي لا يُقهر. كأنك الصلابة والجمود وعدم الاهتمام. هكذا يجب أن تكونِ." نظرت ليان إليه بحماس، وقالت: "أنا الملك الأسود الآن. دعنا نبدأ التمثيل إذن." دخلت ليان القصر بكل قوة وعزيمة، وملامح وجه الملك إسكاى كانت تعزز شخصيتها. كان جسد الملك يساعدها على تقمص الدور. ملامحها باردة، خالية من المشاعر، بينما كانت الوقفة المنتصبة وعضلاتها المنتفخة تشير إلى القوة. مشيتها المنتظمة وخطواتها الثابتة كانت تنم عن شجاعة. تمثيلها كان ممتازًا لدرجة أن الجميع اعتقد أنها الملك الأسود. كل من في القصر انحنى لها، غير مدركين أن هذا كله ليس إلا تمثيلًا محكمًا. لكن في لحظة، حدث شيء غير متوقع، قلب كل شيء رأسًا على عقب. كانت ليان في لحظة مفاجئة، انحنت على ركبتيها لتساعد امرأة عجوز كانت قد سقطت على الأرض، وكانت تحمل سلة فواكه طازجة. هذه اللحظة كانت صادمة لجميع من كانوا في القصر، وأكثر من تأثر بها كان ليو. تجمد في مكانه، كأن العالم كله توقف. كان يعتقد أن الملك الأسود لا يظهر هذه المواقف، وكان ما رآه في ليان صدمة كبيرة بالنسبة له. كانت تلك اللحظة كفيلة بتغيير كل شيء. لو عرف إسكاى أن الفتاة التي في جسده قد انحنت لتساعد العجوز، لربما كان قد مات بسكتة قلبية. كان الملك الأسود يُعتبر رمزًا للقوة والجمود، لا يظهر عليه أي نوع من الرحمة أو الضعف. لكن ما رأه ليو كان عكس ذلك تمامًا. ليان، في جسد الملك، كانت تُظهر جانبًا إنسانيًا نادرًا في شخصيته. تلك اللحظة، التي ظهر فيها جانبها الطيب، كانت بمثابة خيانة للمظهر الذي كان الجميع يراه في الملك الأسود. بينما كان الجميع يعتقدون أن الملك الأسود لا يرحم، كانت ليان تُثبت العكس، وهذا ما صدم ليو بشدة. فى قصر عائلة ليان كان جيفان يبكي من الألم الشديد في يده المكسورة، التي تعرضت للإصابة على يد الملك إسكاى الذي كان في جسد ليان. ظل يبكي في حضن أمه ماريا، التي كانت تحاول تهدئته بكل حب وحزن. كانت تجلس إلى جانب لورن، التي كانت تراقب الموقف بصمت. في القاعة، كان الجميع جالسين عدا إسكاى، الذي كان يقف في المنتصف، والجميع ينظرون إليه بغضب على ما فعل. الجد هارولد كان جالسًا في الوسط، وأودين وأوغست كانا إلى يمين الجد، بينما ماريا كانت تحتضن ابنها جيفان، غير قادرة على تهدئته من شدة الألم والحزن. وبينما كانت تهدئه، كانت بين الحين والآخر توجه نظرات غضب إلى ليان، دون أن تدرك أنها كانت تنظر إلى الملك الأسود في جسد ليان. إسكاى، الذي كان يقف وسط القاعة، شعر بنظرات الغضب التي تسلط عليه من الجميع، ولكن كان غارقًا في أفكار متداخلة. قال إسكاى في نفسه، يشعر بشفقة على حاله: "ماذا فعلت في حياتي ليحدث كل هذا؟ أنا الملك الأسود، أبرر أفعالي." ثم ارتفعت صوته الداخلي بغضب: "أشعر بغضب، أقسم لكم أنني سأدمركم جميعًا، خاصة هذا الأحمق الطفولي الضعيف. انظروا كيف يبكي لوالدته كأنه طفل رضيع يشتكي من فتاة أصغر منه ضربته. إنه ليس رجلًا، حتى العجوز الخرف يريد مني أن أبرر أفعالي؟ حقًا، أنتِ عجوز خرف!" ثم أضاف في أفكاره: "وأب يكره ابنته لدرجة أنه مستعد لقتلها. أي أب يفعل ذلك بابنته؟ لحظة، ابنته تستحق هذا. إنها أغبى من أي شخص آخر. ماذا أفعل؟ ماذا أقول؟ هذه العائلة كلها مجنونة. لقد نقلوا لي الجنون..." كان إسكاى غارقًا في تفكير عميق عندما صرخ أودين فجأة، مما أخرجه من أفكاره. "ليان" نظر إسكاى بغضب إلى أودين، غير مدرك أنه في جسد ليان. كان على وشك الرد بغضب، لكن تذكر فجأة أنه في جسدها وتراجع عن فكرة الرد. سكت إسكاى قليلاً، ثم قال: "جدّي، أنا لست آسفة على ما حدث، لأنه هو المخطئ، وليس أنا." ثم عدّل كلامه بسرعة إلى صيغة أنثوية حتى لا يفهمه أحد بشكل خاطئ: "أقصد، أنا لست المخطئة في ما حدث، هو من بدأ التنمر، هو من بدأ بالأذى." قال أودين: "دائمًا كنتما تمزحان معًا، فما الذي حدث الآن؟ لحظة، كيف كسرتِ يده؟" قال إسكاى بعدم مبالاة: "لا أعرف." قال أوغست بغضب: "أودين، اتركنا من هذا. دعونا نعرف السبب. ليان، لماذا فعلتِ هذا؟ كنتما دائمًا تضحكان معًا، ماذا حدث حتى فعلتِ هذا الفعل الشنيع؟" قبل أن يتكلم، نظر إلى جيفان، فشاهده يهز رأسه بالنفي، كأنه لا يريد أن يقول شيئًا، ولكن جيفان لم يهتم بما قاله. قال إسكاى بهدوء: "قال لي، هل فعلتم ذلك الشيء مع الملك الأسود؟" شعر الجميع بالاستغراب ولم يفهموا ما قاله إسكاى. قال هارولد: "ماذا تعني؟!" قال إسكاى بممل: "القبلة أو ذلك الشيء الجن..." قبل أن يكمل، قاطعه أودين بغضب: "توقفِ يا ليان، ألا تعلمين أن ذلك عيب؟ كيف تقولين هذا؟" نظر إسكاى إلى أودين باستياء وقال في نفسه: "ماذا يقول هذا الأب؟ يعاتب ابنته التي تقول ما حدث، ولا يعاقب المتسبب في كل هذا؟ أنا لم أكذب حين قلت إن هذه العائلة مجنونة. حقًا، سأوقعك في مشكلة لا تخرج منها يا أيها الطفل الأحمق!" ثم أنهى حديثه بابتسامة شريرة. قال إسكاى مع نظرة إلى الأرض، بكل لطف وبراءة: "أبي، جدي، عمي، أقسم لكم أنه قال لي هذا الكلام القليل الأدب ولم أتحمل تلك الكلمات البشعة، ولم أدرك نفسي إلا حين كسرت يده. هل ستعاقبونني أنا؟ أنا لم أفعل شيئًا خاطئًا، هو المخطئ..." أنهى كلامه ببكاء خفيف، ونظر إلى الأرض قائلاً في نفسه: "رائع! أنا أجيد كل شيء، حتى التمثيل، تلك الحيلة الحمراء. أقسم لك، أيها الطفل الباكي، سأجعلك تندم لأنك تخيلت أنني سأقبل تلك الفتاة المقرفة..." قال الجد بغضب، وهو يصرخ في وجه جيفان: "جيفان، هل قلت هذا الكلام؟ أجَل أم لا؟" قال جيفان بخوف وحزن: "أجل، ولكن لم..." ولكن قبل أن يكمل كلامه، قاطعه والده بغضب: "أيها السافل! كيف تقول لها هذا؟ ألا تخجل من نفسك؟ ماذا قلت لابنة عمك الصغيرة؟ اعتذر لها الآن!" اعتذر جيفان بحزن: "أنا آسف يا ليان على ما قلته." نظر إسكاى بابتسامة نصر على ما فعله، ولكن اختفت تلك الابتسامة عندما قال أودين له: "عليك الاعتذار من ابن عمك." قال إسكاى بغضب: "لماذا أعتذر؟ هو من المخطئ!" قال أودين بحزم: "أنتِ فعلتِ شيئًا كبيرًا وتصرفتِ بتهور، كان يجب عليكِ أن تأتي وتخبريّ أولًا." قال الجد منهيًا الحديث: "أودين، لن تصدقها لو جاءت وقالت لكِ، وأحسنت التصرف مع جيفان. جيفان، يديك ستشفى خلال أسبوع، ولا تنزع تلك الجبيرة، مفهوم؟ هيا، الكل من هنا، هيا!" ذهب أودين وأوغست إلى العيادة لمتابعة أعمالهم، وتبعهم الجد. ماريا أخذت ابنها جيفان وذهبت به إلى غرفته، بينما لورين أمسكَت بيد ليان التي كانت في جسد إسكاى، وكان الأخير في حالة استغراب من تصرفاتها. أمسكت لورين بيد ليان، وسحبتها بهدوء إلى الحديقة الخلفية حيث لن يراهما أحد. كانت ملامحها مليئة بالغضب والغرابة، عيناها تركزان على ليان التي كانت في الحقيقة إسكاى. قالت لورين بصوت منخفض لكنه مليء بالحدة: "أنتِ لستِ ابنتي. لستِ تلك الطفلة التي حملت بها تسعة أشهر، ولا تلك التي أرضعتها لثلاث سنوات. أنتِ لستِ ابنتي التي كبرت تحت رعايتي." وقف إسكاى في جسد ليان، مذهولًا من كلماتها. حاول أن يبدو هادئًا، لكن شعورًا غريبًا اجتاحه. وحده الله ♥ the end
خيال اوى اوى 💞💞
ردحذف