رواية قلب العاصفة

قلب العاصفة

2025, هاني ماري

السياسة الاجتماعية

مجانا

امرأة تحمل في قلبها أسراراً قديمة عن هويتها، وتجد نفسها في مواجهة مع شخص يدعى جاب، صحفي مستقل، حينما يتلاقى مصيرهما في جلسة نقاش تتطور إلى علاقة معقدة. تطرح الرواية قضايا مثل القيم المجتمعية، الصراعات الشخصية، والسياسات الاجتماعية، وتستكشف تفاعلات الشخصيات المختلفة في سياق معاصر مليء بالتحديات والقرارات المصيرية. على الرغم من العلاقة التي تنمو بينهما، يظل الماضي يؤثر في قراراتهما.

رين

امرأة ذات ماضي غامض، تسعى للعيش بهوية جديدة بعيداً عن أسرارها.

جاب

صحفي مفعم بالأفكار، يبحث عن المعنى في كل شيء، ويجد نفسه مشدوداً نحو رين.

دوروثي

زميلة رين في العمل، وهي شخصية قوية وواقعية، تحب أن تكون دائماً في السيطرة على الأمور. تعتبر دوروثي من الأشخاص الذين لا يثقون بسهولة في الآخرين،
تم نسخ الرابط
رواية قلب العاصفة

 رين مسكت إيدها اللي اتكسرت وضمّتها على صدرها، وكانت بتدوس بسرعة على زرار الأسانسير التاني بإيدها السليمة. أصابعها كانت بتوجعها جامد، بس الوجع هيعدي...
يا رب يكون بسرعة كفاية.

باب الأسانسير اللامع قفل بهدوء، وهي بصت للمرة الأخيرة على اللوبي العصري للفندق. لسه فاضي الحمد لله. ده كان متوقع بسبب الجو البارد والوقت المتأخر، بس أكيد مش هيقعد فاضي كتير.

هو هناك... مش بعيد.
ماينفعش يلاحقها. ماينفعش يشوفها... مش دلوقتي.

الأسانسير اتحرك فجأة لفوق، وهي بصت لإيدها تاني. كانت بترتعش، بس لما حاولت تحرك أصابعها، آثار الكدمات والوجع اختفوا.

ومع كده، ده ماكانش مُرضي بالنسبة لها.
دي كانت تاني مرة في أسبوعين تقريبًا إنها كانت على وشك تفضح سرها بالغلط. سر حياتها متعلق بيه.

المفروض كانت تقفل الحوار لما اتسألت السؤال البسيط: "متجوزة؟"
لكنها ماقفلتش، وده كان الغلط الأول.
الإشارة التحذيرية ظهرت، بس تجاهلتها. سيبت حذرها يتلاشى بطريقة مش طبيعية.

مين ماكنش هيضعف لما يبص في العيون دي أو يشوف الابتسامة دي؟ قلبها كان هيكون سبب هلاكها، وده السبب إنها تجاهلت تسمعله طول الفترة دي... لحد الليلة دي.


وهنا بقى حصل غلطها التاني: إنها اتعورت.
والسبب كله كان العتمة اللي حصلت فجأة. كانت خارجة من أوضتها بحذر شديد، نازلة خمس أدوار في ظلام دامس عشان تسأل مدير الليل عن الوضع. لما قالها إن فرق الكهربا شغالين على حل المشكلة، كانت خلاص هتطلع تاني لما ضحك غريب من تلاتة لفت انتباهها.

عرفت اتنين من الستات اللي معاه. زيها، كانوا موجودين عشان مؤتمر جمعية تاريخ الفن في شمال شرق البلاد اللي كان المفروض يبدأ تاني يوم. كانوا مبهورين بالرجل الشاب اللي قد ابنهم تقريبًا، ومعلقين على كل كلمة بيقولها وبيضحكوا زي البنات في المدرسة.

حتى في ضوء الشموع الخفيف، رين قدرت تشوف السبب.
رغم إنه مش وسيم بالشكل التقليدي، شعره الأشقر المنكوش، بشرته البرونزية، والابتسامة العريضة اللي بتظهر ملامحه الطفولية كانوا ملفتين جدًا.
لو استبعدنا السويتشيرت السميك اللي كان لابسه، كان شكله مناسب أكتر لشاطئ في كاليفورنيا.

أكيد كان جذاب، بس عيونه هي اللي خطفتها. حتى من بعيد، كانت بتنور مع كل ابتسامة منه. عيونه مليانة ثقة بالنفس وبتشد أي حد حواليه، بما فيهم رين.

الشاب لف رأسه وابتسم لها مباشرة. اتفاجئت وشهقت، وقعدت بسرعة على كنبة قريبة، مسكت مجلة وبدأت تقلب فيها بشكل عشوائي.

قطبت لما قام ومشي ناحيتها.
"مساء الخير. ممكن؟" قالها وهو بيقعد بكل ثقة على الكرسي جنبها.



بما إنه افترض موافقتها من البداية، ماكانش في داعي إنها تعترض، فتنحنحت رين وقالت: "ماشي."

"أنا جاب موران، وقاعد من ساعة بحاول أشغل الستات اللطاف اللي هناك." وأشار لصحاباته بابتسامة. "بس بصراحة مش قادر أستحمل دقيقة تانية لوحدي معاهم."

ضحك بصوت عالي، ورغم كلامه، ماكانش باين عليه أي نية وحشة.
طيب ليه بيقولها الكلام ده؟ وده هيودي لفين؟
فضلت قاعدة ساكتة مستنية يسمعها أكتر.

واضح إن علامات الاستغراب باينت على وشها، عشان كمل كلامه:
"هم فعلاً ناس لذيذة، بس لو سمعت جدال تاني عن مين كان أفضل في رسم التباين بين الظل والنور: الفلمنكيين ولا الطليان، دماغي هتنفجر حرفياً."

ابتسمت بغموض: "كنت عامل شغل كويس بصراحة." عضت شفايفها على خفيف، يمكن ماياخدش باله إنها كانت بترقبهم.

هو زوّد شفتيه شوية بتريقة: "كويس زيادة عن اللزوم تقريبًا... هم مش فاهمين التلميحات. على العموم، سمعنا إن فيه كافيه عبر الشارع لسه عنده كهربا. ممكن تعملي فيّا جميلة وتنضمي لينا عشان ما أتبهدلش معاهم لوحدي؟"

ابتسمت بمكر وقالت: "ده كان تمهيد ظريف جدًا، معمول بحرفية في الظروف دي بصراحة... بس لا شكرًا." رمت المجلة على الترابيزة الجانبية. "شكلّك قادر تدافع عن نفسك. قولهم بس إنك تعبان."

الحقيقة إنها ما كانتش فوق فكرة قبول دعوة زي دي. بالعكس، ممكن كانت تفكر فيها لو الطلب مكانش مجرد عشان يتخلص من المعجبات اللي مش عايزهم!



جاب بص في الساعة وقال: "ممكن أقول كده، بس أكيد هيشوفوا إني بضحك عليهم لما أقول إني هنام الساعة 9 بالليل. ولو رجعت لوحدي وقلت الكلام ده، مش بس هيبان إني كذاب عديم الإحساس، لا ده كمان شكلي هيبقى زي اللي فشل مع ست جميلة."

ضحكت رين. رغم إن كلامه كان مستهلك، طريقته كانت سلسة ومميزة. هي كانت خلاص متأثرة بس كان ممتع إنها تفضل تماطله شوية: "مش هقدر أجادل في المنطق ده، بس بما إنك واضح إنك مش مهتم إن الطليان هم فعلاً أسياد التباين بين النور والظل، فإجابتي لسه لا."

جاب فتح عينيه بدهشة: "ما تقليش إنك من الناس دي؟ طيب، ممكن أقول إنك عزمتيّني على أوضتك."

شهقت بتمثيل وهي متفاجئة: "إنت مش ممكن تعمل كده!"

رفع حاجبه بمكر: "معرفش بصراحة... لو الخيار بين كده وإن كرامتي تتجرح بالرفض..."

رين هزت راسها وهي مبتسمة: "مش هيصدقوك."

جاب بص على الستات اللي كانوا بيراقبوا الحوار بينهم وقال بابتسامة وهو بيعملهم إشارة سريعة: "بالعكس، أعتقد العكس تمامًا."
رجع يبصلها وقال بلهجة جدية أكتر: "بجد، ساعديني. ساعة واحدة بس."

كان فعلاً كارزمي. من اللحظة الأولى اللي شافته فيها، حسّت بانجذاب غريب ليه. الفضول بدأ ياكلها عشان تعرف إذا إحساسها كان صح.

أسوأ سيناريو؟ إنه يطلع مجرد وش حلو من غير أي مضمون. حتى لو ده حصل، يبقى هتضيع ساعة فاضية وهي بصّة في عيونه الزرقا السماوية الجميلة... مش خسارة قوي!


وقفت رين وضبطت الجاكت بتاعها: "فعلاً محتاجة مشروب سخن. ماشي، يلا بينا."

المؤرخات كانوا عاملين نفسهم في نقاش عميق، لكن بمجرد ما قربوا منهم، النور رجع فجأة وملأ الأوضة كلها. الكهربا رجعت أخيرًا!

واحدة منهم اللي خدودها كانت محمرة وعينيها تعبانة صقفت بحماس: "يا خبر! ده أحلى خبر."

صاحبتها قامت بشوية صعوبة وهي بتتكلم بصوت ودي: "جابرييل يا حبيبي، كنت لطيف جدًا معانا، بس واضح إن الأقدار ضدنا." وأشارت للنور اللي رجع. "وإحنا لازم نرجع نحضر لجلسة بكرة. وعلى أي حال، أكيد الأنسة دي هتكون صحبة أحسن بكتير مننا."

غمزت لها بخفة، ورين عضت شفايفها عشان تمسك ضحكتها من انسحابهم المفاجئ بحجة تجهيز عروض PowerPoint. الحقيقة إن المنافسة على انتباه جاب كان هي السبب الحقيقي ورا تفضيلهم يرجعوا للكاسات بتاعتهم المفضلة من شاردونيه المحلي.

رغم إن السبب اللي خلاها توافق تروح معاه بطل يكون موجود، ما فكرتش لحظة إنها تتراجع عن قرارها. جاب كان لسه مهتم هو كمان.

بعد ما ودّعوا الصحبة الجديدة، بص لها بابتسامة مالهاش أي أثر للإحباط وقال: "واضح إنه إحنا الاتنين لوحدنا بقى."



الثلج كان لسه نازل بشدة، بس الجرافات كانت منظفة الشوارع من التراكم اللي حصل قبل كده. بسهولة وصلوا للكافيه اللي كان على بعد كام متر بس، وطلبوا مشروباتهم وبدأوا في التعارف بسرعة.

طلع إن جاب صحفي حر لسه راجع منطقة دي سي بعد ما اشتغل في فيلادلفيا. رين كمان اغتنمت الفرصة ووضحت سبب اسمها الغريب: إنه مأخوذ من الفرنسية بمعنى "ملكة"، مش الطائر البني الصغير.

كل حاجة كانت ماشية تمام لحد ما حطت معلقة عسل في الشاي بتاعها.

جاب لاحظ حاجة فجأة وقال: "إنتي لابسة خاتم في إيدك الشمال. متجوزة؟"

اتلخبطت وهي بترد: "آه... أقصد لا." خدت رشفة بطيئة من الشاي اللي كان لسه مولّع عشان تجمع أفكارها.

ميل برأسه مستغرب: "دلوقتي أنا فعلاً مهتم أعرف القصة."

حطت الكوب على الترابيزة، لكن فضلت ماسكة فيه بإيدها بإحكام. يا ريت بس كانت تقدر تقوله الحقيقة. ماكانش فيه حد تاني تشاركه بيها، ولسبب ما كانت نفسها تحكي كل حاجة لجاب.

تنهدت. طبعًا ما ينفعش.

لو قالت إنها أكبر من شكلها بكتير، كان هيكون أقل حاجة توصف وضعها. وكمان ماكانتش تقدر تقوله إنها اتجوزت أكتر من 12 مرة. واللي أصعب من كده إنها تعترف إن ولا مرة كان عشان الحب، كله كان عشان البقاء. ومع ذلك، دي كانت الحقيقة.



رين ابتسمت بسخرية خفيفة وهي بتحاول تخفي توترها: "ده يعتمد على الظروف."

جاب رفع حاجبه بابتسامة مستفزة: "ظروف زي إيه؟"

هي شربت رشفة صغيرة من شايها لتأخذ لحظة تفكر فيها. الإجابة الصريحة مش ممكنة، واللف والدوران مش هيبقى سهل مع واحد زي جاب اللي واضح إنه ذكي وما بيفوّتش تفاصيل.

"زي... لو كان الشخص مش بيحب الجدال حوالين مين الأفضل في رسم الضوء والظل."

جاب ضحك ضحكة مليانة حياة: "يعني أي حاجة غير مناقشة تاريخ الفن؟ فهمت."

رين ارتاحت شوية بس كانت عارفة إنها لازم تقطع الموضوع قبل ما الأمور تاخد منحى أكتر جدية. "بالضبط، وأنا فعلاً مش ناوية أعمل أي استثناءات."

جاب مال بجسمه قدام وهو بيبص ليها بجدية خفيفة: "طيب، مش عايز أكون فضولي زيادة، بس ليه واحدة زيك تحتاج أصلاً تخوف الناس بخاتم؟"

رين حسّت إنها وصلت للنقطة اللي لازم فيها تتهرب نهائيًا. "عشان كده الدنيا أسهل. ما بحبش الدراما ولا الأحاديث اللي ما بتنتهيش عن العلاقات."

جاب ابتسم ابتسامة شبه مهزومة لكنه وافق بصوت هادي: "مفهوم. أهو كل واحد وليه أسبابه."

رين ارتاحت لأنه ما أصرش. الحقيقة اللي خبتها مش مجرد درع ضد الناس، لكنها كانت جزء من حياتها اللي ما ينفعش تشاركه مع أي حد مهما كان ساحر زي جاب.

-----------


"Dubai? That must've been quite the experience," قالت رين وهي تحاول تحفيزه على الحديث.

جاب ابتسم بتذكر واضح: "آه، كانت تجربة ممتعة. المدينة فعلاً جنونية — ناطحات السحاب، الأسواق التقليدية، والأكل. حاجة تخلّي الواحد ينبهر."

"وهل كنت مستمتعًا بتجربة السياحة التقليدية؟ ولا كنت بتدور على حاجة محددة؟" سألت بفضول صادق.

"بصراحة؟ كنت محتاج أهرب شوية من الروتين." قالها بابتسامة هادئة. "كنت عايز أغير جو وأشوف مكان مختلف عن البرد والثلوج في فيلادلفيا."

رين ضحكت برقة: "أعتقد دبي مكان مثالي للهروب من البرد. الجو مختلف تمامًا."

"أكيد، بس الغريب إني ما استمتعتش بالدفء زي ما كنت متخيل. فيه حاجة مريحة في البرد... يمكن لأنك لما بتدخل مكان دافئ بتحس بقيمة الدفء."

رين أومأت موافقة: "فعلاً، دايماً بيبقى فيه حاجة مميزة في إحساس الدفء بعد برودة قوية."

الحوار كان بيأخذ منعطفًا مريحًا، لكنها لاحظت إنه كان مستعدًا يفتح أبواب الحديث عن أي حاجة إلا مواضيع شخصية.

"طيب، بما إنك بتكتب في قسم السفر، إيه المكان اللي نفسك تروحه وتكتب عنه؟" سألت بابتسامة مشجعة.

جاب فكر لثواني: "يمكن اليابان. أنا مبهور بالثقافة هناك، من المعابد القديمة للتكنولوجيا المتطورة."

رين اتسعت عيناها: "اليابان؟ اختيار رائع. أنا كمان نفسي أزورها يوم من الأيام."

جاب ابتسم: "شكلنا ممكن نعمل رحلة استكشافية سوا يوم ما."

رين شعرت بنبضة من الإثارة تسري في قلبها لكنها احتفظت بمظهرها الهادئ: "مين عارف؟ يمكن فعلاً يحصل."


"حقًا؟ لماذا دبي؟"
"والديَّ يعملان في الخليج. هما في وزارة الخارجية، ولم أرهما منذ أكثر من عام. كان من الجيد أن أبتعد قليلاً. هناك عالم مختلف تمامًا هناك."
"نعم، أعرف. في الواقع تعلمت القيادة في مصر، إذا كنت تستطيع تصديق ذلك." خرجت هذه الكلمات من فمها قبل أن تتمكن من التوقف. ومع لومها لنفسها على الإفراط في الحديث، جذب انتباهها ابتسامته الخفيفة قبل أن يتناول رشفة من قهوته.
وضع كوبه على الطاولة. "لم أقل كلمة."
"أنت تعني شيئًا. يجب أن أخبرك أنني سائق ممتاز." قالت ذلك وهي تطلق شفة صغيرة. "إذا كنت تستطيع القيادة في القاهرة، يمكنك القيادة في أي مكان."
أومأ برأسه. "أنا متأكد أنكِ كذلك، وأنكِ تستطيعين."
شددت رين على أسنانها. كان هدوؤه يبرز رد فعلها المبالغ فيه، لكن لم يكن هناك الكثير مما يمكنها فعله لتصحيح الموقف. "حسنًا، إذًا."
لحسن الحظ، استمر في المحادثة السابقة دون أن يفقد إيقاعه.
"أنتِ تبدين أكثر إثارة للاهتمام كل دقيقة. إذاً، هل كنتِ قد سافرتِ إلى أماكن عديدة؟"
"نعم، لقد رأيت نصيبي من العالم. لكنني لم أسافر كثيرًا في الآونة الأخيرة." رسمت دائرة خيالية على الطاولة بأطراف أصابعها. "أحب تعلم أشياء عن أماكن وأشخاص مختلفين، لكنني كنت في حركة مستمرة لفترة طويلة. الآن أفضل البقاء في المنزل."

اتكأ على كرسيه وقال: "مابقيتش متحمس خالص لرحلة الطيارة اللي استغرقت 13 ساعة للإمارات!"
ابتسمت وقالت: "أيوة، أكيد وجودك مع عيلتك عوضك عن الإزعاج ده."
قال: "أكيد. بس لازم أوافقك، دوروثي كانت على حق. مفيش مكان زي البيت. كوني اتربيت في أسرة دبلوماسية، كنا بننتقل كل سنتين وأنا صغير. كنت محظوظ إني رجعت للمدرسة الثانوية، ومن ساعتها حاولت أعيش هنا وأثبت جذوري."
تنهدت. كان محظوظ جدًا مقارنة بيها. ماكانش عندها اختيار غير إنها تفضل تنتقل لو عايزة تبعد الشكوك عن هويتها. ومع إن عشر سنين ممكن تكون فترة طويلة لحد عادي، لكن بالنسبة ليها كانت فترة قصيرة جدًا.
قال: "إيه رأيك؟ كانت عطلتك ممتعة؟" وقطع الصمت اللي وقع بين الكلام.
خلصت شايها اللي بارد دلوقتي وقالت: "كانت حاجات مملة عن الأكاديميا."
قال وهو مبتسم: "يعني زي تحضيرك للمؤتمر ده؟ بداية حلوة للسنة الجديدة!"
ابتسمت وأومأت برأسها، ماكانش لازم يعرف إنها كانت هناك علشان تعوض مستشارها اللي منعته الثلوج من الحضور.
قال: "قوليلي أكتر عن دبي." ودفع الكوب الفاضي بعيد عنه وراحت لورا في الكرسي.

-------------


ده كان كافي علشان يبدأ يتكلم عن رحلته الأخيرة للشرق الأوسط، واللي في النهاية خلتهم يدخلوا في نقاش حامي أولًا عن الإسلام، وبعد كده انتقلوا لحديث عن الاعتماد على النفط الأجنبي، واستخدام الوقود البديل، وأخيرًا السياسات المحلية في أمريكا بشكل عام. رين كانت مش شايفة تفاعل شخصي مثير زي ده بقالها فترة طويلة، وكانت مستمتعة بكل دقيقة فيه.

قالت: "أنا مش بقول إنك لازم تتخلى عن سيارتك الـ SUV الكبيرة اللي بتشرب بنزين، لكن أعتقد إن الحكومة لازم تفرض ضرائب على الشركات المصنعة للسيارات اللي بتنتج مركبات غير فعالة وتضيع الوقود. والفلوس دي ممكن يتم استخدامها في البحث والإنتاج للوقود البديل."

عقد ذراعيه وقال: "إنتي فعلاً واثقة إن الحكومة هتعمل كده؟"

السؤال ده كان غالبًا سؤال بلاغي، لكن هي ردت: "لازم يبدأ من مكان ما، ومعظم الناس مشغولين بتفاصيل حياتهم لدرجة إنهم مش قادرين يفكروا في المصلحة العامة."

قال وهو مضموم شفايفه: "واو. إنتي بجد فكرتي في الموضوع ده. بقدر تفاؤلك وأتمنى إنك تكوني على حق، بس خلينا نختلف في التفاصيل دي، تمام؟"

قالت: "اتفقنا." وبصت على ساعتها وقالت: "هل الوقت قرب يوصل لـ11؟ لازم أرجع على الفندق. أنا في أول جلسة بكرة."

قال: "أيوة، أعتقد لازم أرجع أنا كمان." وهز رأسه. "العمال جايين يسلّموا حاجتي، ولازم أكون واعي علشان ألاحظ الحاجات اللي كسروها."

-----------------

تعليقات

إرسال تعليق

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء