رواية روزاليند - حب تاريخي
روزاليند
2025, كاترينا يوسف
الحب التاريخي
مجانا
امرأة أحبّت ملكًا قاسيًا يدعى ألارك، ولكن حبها ووعودها انتهت بالخيانة. بينما انشغل ألارك بالزواج من ابنة نبيلة لتأمين حكمه، تُركت روزاليند لتعيش في عزلة، مع ذكرياتها عن حبٍ ضاع وقلبٍ تمزق. تدور الرواية حول معاناة القلب المكسور، والخيانة، والأمل المفقود في عالم مليء بالظلال والتضحيات. تزداد الرواية عمقًا مع مرور الوقت حيث نكتشف أن بعض الوعود تُنسى
روزاليند
البطلة الرئيسية، امرأة نبيلة وأنيقة كانت في يوم من الأيام محبوبة ألارك. بعد خيانة الحب، تصبح شخصية هشة ومكسورة، تتحمل العزلة والألم بصمت، متسائلة عن مصيرهاألارك
الملك القاسي والمحب للسلطة. كان في يوم من الأيام يحب روزاليند، ولكن اختار أن يضحّي بها من أجل مصلحته الشخصية وزواجه من ابنة نبيلة لتأمين استقرار حكمهالملكة الجديدة
الزوجة الجديدة لألارك، ابنة عائلة نبيلة تحمل الجمال والبراءة، لكنها تصبح جزءًا من لعبة سياسية تهدف إلى تعزيز الحكم.
سلين راميريز كانت قاعدة على مكتبها في هدوء، ماسكة كوب قهوة ساقع مش حتى بتاعها. حواليها، المكتب كان مليان حركة وحياة—المصممين بيتخانقوا على الأقمشة، بيشخبطوا على التابلتات، وبيحدفوا أفكار لبعضهم وكأنها أبسط حاجة في الدنيا. ولا حد كان واخد باله منها. بالنسبة ليهم، كانت زي الهوا. بصّت في موبايلها وهي حاسة بشوق كده مال قلبها. قدرت تتخيّل أوضتها الدافية اللي بتحتويها، المكان اللي كانت بتضيع فيه وسط صفحات آخر رواية رومانسية سوداوية بتقراها. بس امبارح، فضلت سهرانة متأخرة بتقرا "طفل الطاغية"، وكانت مندمجة جدًا في قصة الحب بين روزاليند والملك ألارك. مجرد التفكير إنها ترجع بيتها وتتكور في سريرها مع الرواية كان بيخلي قلبها يوجعها. "راميريز! متنسيش تجيبلي اللاتيه بالشوفان!" صوت مستفز جاي من الناحية التانية. سلين اتخذت لكنها ماردتش. طبعًا مش هتنسى. عمرها ما نسيت. مشاوير القهوة اللي ما بتخلصش، والمشاوير اللي الكل مش عايز يعملها—دي كانت مهمتها، رغم إن لقبها مش "مساعدة" لكن "مصممة مبتدئة". مش إن ده كان فارق. عمرها ما لمست مشروع تصميم أصلاً. صوت تاني نادى عليها من مكان تاني في المكتب، بنبرة سخرية معروفة. "بجد يعني، صعب أوي تفتكري طلباتنا؟" معدتها اتعقدت، لكن فضلت ساكتة وملامح وشها ثابتة وهي بتومّل براسها وتمسك النوتة علشان تسجل الطلبات. كل يوم زي اللي قبله. مشاوير قهوة، شغل ملوش معنى، وعضّ اللسان وهي شايفة الباقيين عايشين الحلم اللي كانت بتحلم بيه لما اتخرجت بشهادة في تصميم الأزياء. لكن ولا تصميم من تصميماتها كان ليه فرصه يطلع للنور. سلين اخدت نفس عميق، مجبرة إنها تبعد الإحباط عن نفسها. قدرت تتخيل قد إيه أوضتها هتكون ملجأ ليها، المكان اللي هتقدر فيه تغمر نفسها في القصة اللي بتديها راحة. بتنهيدة مستسلمة، وقفت وبدأت تجمع فلوس الكل، بتحضر علشان تشتري قهوتهم. عدلت نظارتها، حاسة بالوزن المألوف لدهور الناس اللي مش بتتوقف عن الحكم عليها، وهي ماشية وسط المكتب المزدحم. كل خطوة كانت تقيلة، لكن بقت متعودة على الروتين ده. المشاوير دي كانت جزء من شغلها، حتى لو كانت بتشعر إنها أكتر زي العبودية منها شغل عادي. مع النوتة تحت دراعها والفلوس متجمعه في ايدها، خرجت من الباب، وهي بتحسب في دماغها أقصر طريق للكافيه. ما قدرتش تمنع نفسها من التفكير في الشخصيات اللي مستنياها في البيت، وحياتهم اللي بتتطور بطرق كانت نفسها لو حياتها كانت زيهم. سلين ركضت نحية الكافيه، واختارت الجري بدل ما تاخد تاكسي. ماكانش عندها فلوس زيادة لنفسها لو أخدت تاكسي، فجرّت نفسها في الشارع، وقلبها بيخفق وجهازها التنفسي سريع. الشمس كانت بتسخن عليها، وبعد شوية بقت بتعرق، لكن فكرة إنها توصل الأول كانت بتدفعها قدام. ولما وصلت أخيرًا للكافيه، وقفت فجأة علشان تاخد نفسها بسرعة، ووقفت في الطابور على طول. ريحة القهوة المطحونة حديثًا ملأت أنفها، ودي كانت راحة صغيرة وسط فوضى يومها. كانت ممتنة إنها وصلت قبل الكل، وإصرارها على تنفيذ طلباتهم كان بيزود حماسها. سلين طلعَت نوتتها، وبصّت على قايمة المشروبات اللي كانت كتباها بسرعة. "هاي! أنا جيت علشان أطلب"، قالت بصوت خافت كده، لكن كان واضح ومسموع فوق ضوضاء الكافيه. البارستا، بنت شابة بشعر ملون مبتسم، بصت فوق من وراء الكاونتر. "أيوة! عايزة أجيبلك إيه؟" سلين أخدت نفس عميق، بتحاول تفتكر الطلبات. "أوكي، يعني... أنا محتاجة لاتيه شوفان لميا، ماكياتو كراميل لجو، قهوة سادة لليزا، و تشاي فانيليا لتوم"، قالت، وصوتها بدأ يبقى أكتر ثقة مع كل طلب. البارستا هزت راسها وكتبت الطلبات. "تمام! في حاجة تانية؟" سلين ترددت شوية، وفكرة إنها تضيف حاجة لنفسها لمحت في ذهنها، بس مسحتها بسرعة. "لا، ده كله، شكرًا!" "تمام! هيكون المجموع 22.50 دولار"، قالت البارستا وهي بتحسب الطلبات. سلين عدّت الفلوس اللي جمعتها من زملائها بسرعة، وحست بارتياح وهي بتسلم المبلغ بالظبط. "اتفضلي!" "تمام! المشروبات هتكون جاهزة قريبًا"، قالت البارستا بابتسامة، وبدأت تشتغل على الطلبات. وأثناء ما كانت سلين واقفة عند الكاونتر، حسّت إن الأدرينالين من الجري بدأ يختفي، وخلّاها تحس إنها شوية دوخة. الكافيه كان مليان نشاط—الزباين بيتكلموا، القهوة بتتطحن، وصوت اللبن السخن بيعبّي المكان. بصّت حواليها، ولاحت مجموعات أصحاب قاعدين مستمتعين بمشروباتهم، وضحكهم كان بيعلي في الأجواء. لحظة، حسّت بالغيرة فجأة. كانت نفسها تبقى جزء من العالم ده—تقدر تتكلم وتضحك على فنجان قهوة، بدل ما تكون هي اللي بتقدم القهوة للناس. لكن الفكرة دي كانت عابرة. بعد كام دقيقة، طلبها أخيرًا كان جاهز. "مدام؟" صوت البارستا رجّعها للواقع، وبصّت لقت البنت بتدفع لها صينية المشروبات. "اتفضلي! لاتيه شوفان، ماكياتو كراميل، قهوة سادة، وتشاي فانيليا. بالهناء!" "شكرًا!" قالت سلين، وبصوت فيه حماس زيادة شوية. مسكت الصينية بحذر، وسابت الكافيه وهي ماشية. الشمس كانت لسه مش معطياها فرصة تريح، وهي راجعة للمكتب، والمشروبات دافية وبتريح في إيدها. جرت في الشارع المزدحم، كانت بتتفادى الناس، وفكرها مشغول بتفاصيل هتعمل إيه لما توصل البيت. ولما وصلت المكتب، حسّت بصدمة صغيرة لما الواقع حواليها بدأ يعصر قلبها. صوت الدوشة والصراخ في استوديو التصميم بقى أعلى، وجمّدت نفسها علشان تتحمل الشكاوي اللي هتيجي بخصوص المشروبات. "جبتها أخيرًا يا راميريز!" حد صرخ وهي دخلت. "كنتوا وقفتي في شارع مريح؟" سلين حاولت تبتسم وضعت الصينية على الطاولة. "دي مشروباتكم"، قالت، وهي بتحاول تحافظ على صوتها ثابت. "بالهناء." وهي شايفة الباقيين بياخدوا طلباتهم، لاحظت إن ميا عيّنت بعينيها وهي شايفة لاتيه الشوفان بتاعها. "أنتي بجد لازم تتعلمي تجيبي الطلبات صح، عارفة؟ ده حتى مش الحجم الصح!" "آسفة"، همست سلين، حاسة بالحرارة في خدودها. "هفتكر المرة الجاية." "خلاص،" ميا ردت باستهزاء، وبعدين قفلت وشها. سلين أخدت نفس عميق وقلبها كان بيغرق. هي كانت متعودة على التعليقات السخيفة دي، لكن ده مفيش مرة بقى أسهل. وهي راجعة لمكتبها، فضلت تذكر نفسها إن ده كله مؤقت. قريب، هترجع لملجأها، صفحات كتابها مستنياها. وإنتي اليوم بيعدي، كانت بتحاول تركز في شغلها، لكن أفكارها كانت دايمًا ترجع للمكان اللي بتحس فيه بالراحة، أوضتها وكتبها والشخصيات اللي فاهمينها أكتر بكتير من الناس في المكتب. كل اللي كانت محتاجة تعمله إنها تصمد لحد ما اليوم يخلص. وأخيرًا، الساعة قربت لوقت الخروج، وسلين حسّت بحماس. كام دقيقة كمان، وهي هتقدر تهرب من المكتب وتغرق تاني في قصتها اللي بتحبها. لما سلين أخيرًا خرجت من شغلها، جريت بسرعة خارج المبنى، وقلبها بيدق بعنف مع رغبتها في القراءة على طول. كانت نفسها تهرب وتدخل في راحة قصصها المفضلة، حيث الواقع بيختفي والمغامرة بتنادي. لكن وهي ماشية جنب المحلات في الشارع، عيونها وقعت على المكتبة المحلية. عضّت شفايفها، حاسة بالحيرة ما بين حبها للقراءة والمصروف اللي بدأ يقل. كتاب واحد مش هيضر، صح؟ ترددت شوية، حسبت في دماغها قد إيه تقدر تصرف. وقبل ما تقدر تاخد القرار النهائي، رجليها بدأت تمشي نحية باب المكتبة، كأن في حاجة أقوى من إرادتها هي اللي بتحركها. ولما دخلت جوه، الأجواء حوطتها زي حضن دافئ. ريحة الورق القديم والحبر الطازة ملأت المكان، وبتغير موقفها تقريبًا على طول. هنا، ما كانتش هي البنت الهادية اللي بتجيب القهوة. وسط رفوف الكتب اللي مليانة قصص، تحولت لبنت واثقة بتحب الكتب، جاهزة تستكشف كل ركن في الملجأ الأدبي ده. سلين بدأت تبص على رفوف الكتب العالية وعينيها بتلمع من الحماس. عدلت نظارتها، وركّزت جامد على الأرفف اللي فيها كتب شدتها. ما كانش مهم لو الكتب دي مش مشهورة أو لو كانت من أكثر الكتب مبيعًا؛ كلهم ليها علشان تكتشفهم. "يمكن بس لمحة سريعة،" همست لنفسها، وحست بإثارة الاحتمالات. بدأت تتصفح في قسم الفانتازيا، وأصابعها بتمر على الأرفف وهي ماشية جنب الصف. "سلين!" صوت فجأة ناداها من وراها، وخلّاها تخرج من تفكيرها. اتلفّت لقت كلارا، واحدة من موظفي المكتبة ووشها طيب. كلارا دايمًا كانت بتدعم حب سلين للقراءة، وغالبًا كانت بتوصيها بكتب جديدة. "إنتِ هنا تاني! لقيتي حاجة حلوة؟" "لسه بتتصفح بس," قالت سلين، وحاولت تكتم ابتسامة. "إنتِ عارفة... مش قادرة أقاوم الكتاب الحلو." "هاها، ده إنتِ دايمًا. بالمناسبة، تعالى معايا." قالت كلارا، وأشارت ليها تمشي معاه ناحية الكاشير. "أعتقد إن ده كتابك." كلارا طلعت كتاب غلافه مألوف، وسلين قلبها غاص لما عرفته فورًا— "طفل الطاغية." "استني، ازاي الكتاب ده هنا؟ ما جبتش الكتاب ده معايا," قالت، وهي مش مصدقة. كانت سايباه مقفول في أوضتها ومعاه ماركر في الصفحة اللي قبل الأخيرة. سلين ضحكت من استحالة الموقف. "أعتقد إنتِ غلطانة." لكن كلارا هزّت كتافها، ووشها كان بيسخر شوية. "لكن اسمك موجود في الكتاب. حتى أنا مش فاكرة إنتِ اشتريتي الطبعة الفاخرة دي. الغلاف رائع ولامع." رفعت الكتاب قدامها، والنور وقع على الأطراف الذهبية، والكتاب لمع بشكل جذاب. عيني سلين اتسعت وهي مدّت إيديها علشان تمسك الكتاب، وأصابعها بتمر على الغلاف الفخم. "أنا... ما اشتريتش ده," قالت، ولسه مش قادرة تفهم ازاي الكتاب ده وصل هنا. "كنت بفكر فيه من شوية، بس ما اشتريتش الطبعة الفاخرة دي!" "مظبوط؟ طيب، خديه معاك. يمكن هدية ليكي," قالت كلارا بابتسامة ساخرة. "ما ينفعش أبيع الكتاب تاني بما إن اسمك محفور عليه." عيني سلين اتسعت من الصدمة. "مكتوب؟؟ مين يجرؤ يعمل كده في كتاب حلو زي ده؟" قالت، مرعوبة من فكرة إن حد يخرب الكتاب اللي بتحبه. قبل ما كلارا ترد، مجموعة من طلاب الثانوية دخلوا المكتبة، وكل واحد منهم بيضحك ويتكلم عن حاجة خلت قلب سلين يقف في مكانه. "أيوة! خلصت كتابه بالليل. يا لهوي، كنت ببكي من قلبي!" قالت واحدة منهم، وصوتها طالع في المكتبة. "أيوة، خلصت 'طفل الطاغية' الصبح بدري. ما نمتش ولا دقيقة، وإن المؤلف يقتل روزاليند اللي كنت بحبها؟؟" قالت التانية وهي بتبكي بشكل كوميدي، وبتفش شعرها. سلين تجمدت في مكانها، وقلبها بيخفق بسرعة وهي بتحاول تستوعب كلام البنت. "إيه؟" همست، وصوتها بالكاد مسموع، وراحت قشعريرة على ظهرها. من غير ما تفكر ثانية، لفتت بسرعة وخرجت من المكتبة جري، وما سمعتش كلارا وهي بتنادي عليها. هواء المساء البارد ضرب وشها زي موجة، لكن ما حسيتش بيه لأنها كانت مركزة في تفكيرها. الشارع كان بيضيع قدام عيونها وهي بتجري راجعة البيت. إزاي المؤلف كان ممكن يعمل كده؟ لا... مستحيل... ما كانش ممكن... دخلت شقتها فجأة، وقلبها بيدق بسرعة. العالم بره اختفى وكل حاجة راحت بعيد، رمت شنطتها على الأرض وركضت على مكتبها، فتحت الكتاب اللي في إيديها وبدأت تتصفح الصفحات اللي كانت قراها في آخر مرة وهي إيديها بترتعش. 'آخر مشاهد من الكتاب اللي كانت قراها سلين' Rosalind كانت بتزحف على الأرض الباردة من الرخام، وقلبها بيخفق بسرعة وهي بترتفع بعينيها على الشخصية المهيبة قدامها. ألارك، الملك الطاغية، كان واقف طويل وفخور، ونظراته الحادة بتقطع فيها زي السكين. "مولاي،" همست، وصوتها كان مرتعش وهي بتحاول تكتم دموعها. "من فضلك، ارحم... أنا حامل في ابنك..." تعبير ألارك كان زي القناع من عدم الاهتمام. كان بيشد فكه بقوة، والتوتر بيطلع منه زي الحرارة من النار. "هل بتاخدني كأحمق، روزاليند؟" رد بصوت منخفض وخطير. "بتتوقعين إني أصدق إنك... من بين كل الناس... تحملين ابني؟ بنت نبل سقطت، بقت مجرد لعبة في محكمتي؟" قلب روزاليند تمزق من كلماته، لكن هي استمرت بشدة، وهي مش قادرة تمسك نفسها. "لا! إنت مش فاهم! أنا بحبك، ألارك. لسه بحبك! ما كنتش عايزة تخدعك. من فضلك، متبعدنيش... أنا بأتوسل ليك." الملك اتراجع خطوة وهو بيرتفع جبينه كأن كلماته وصلت لحد جواه. "وإيه اللي عايزاني أعمله؟ أتجوزك؟ فضيحة هتخليني أوقع في سابع أرض؟ عندي مسؤولية لملكي." الدموع نزلت من خديها، لامعة زي الجواهر على بشرتها الشاحبة. "لكن أنا حامل في ابنك! مش شايف الوزن الكبير للي عملته؟ ده مش ليك بس، ألارك، ده عن مستقبلنا!" تركت نظرات ألارك تلمح لحظة من اللين، لكنها سرعان ما اختفت تحت قناع من الحزم القاسي. "مستقبل مبني على كذبة ليس مستقبلاً على الإطلاق." كانت صوته باردة. "أرجوك، جلالتك," ضغطت روزاليند، تقترب منه رغم الخطر في عينيه. "يمكنني أن أبقى إلى جانبك حتى في السر، ولكن أرجوك لا تتركني. يمكننا أن نجعل هذا يعمل. فقط أعطني فرصة!" "كفى!" صرخ ألارك بصوت مدوٍ عبر القاعة، حتى أن صوته ارتد من الجدران كالعاصفة. "أنت مجرد تشتيت، روزاليند. لقد أديت غرضك. زواجي من ابنة النبيل سيؤمن حكمي، ولن أسمح لنداءاتك بتغيير قراري." هبط قلب روزاليند أكثر في صدرها مع وطأة رفضه الذي كان يضغط عليها. "ولكن... ماذا عن الحب؟" همست، وكان صوتها ينهار. "ماذا عن حبنا؟" تصلبت تعبيرات ألارك مرة أخرى. "الحب رفاهية لا أستطيع تحملها. يجب أن تعرفي ذلك الآن." بكلماته الأخيرة، التفت على عقبيه وسار نحو الباب، تاركًا روزاليند راكعة في الظلال، محطمة ووحيدة. بدأ صدى خطواته يتلاشى، ليحل محله الصمت المخيف في الغرفة، بينما كانت هي تحاول استيعاب واقع وضعها. "ألارك..." همست، ويغمرها اليأس. كانت أضواء الشموع تتراقص حولها، وتلقي بظلال عابرة على الجدران، كما لو أنها تعكس الفوضى في قلبها. "ماذا سيحدث لنا؟" ومرَّت الأيام، وتحولت الأسابيع إلى شهور، بينما كان المملكة تحتفل بفرح عارم بزواج الملك ألارك من ابنة النبيل، وأصبحت القاعات الكبرى مزينة بزخارف فاخرة، والضحك يملأ الأجواء. فرح الناس، فقد تحقق الملك أخيرًا توقعات الواجب، وأصبح الحديث عن وريث جديد هو حديث جميع البلاطيين. لكن وسط هذه الاحتفالات، كان هناك ظل يلوح في المملكة، تعبير واضح عن التباين بين الفرح الذي يملأ القلعة. روزاليند، التي كانت يومًا ما حبيبة الملك، تم إلقاؤها جانبًا كقطعة أثرية غير مرغوب فيها. العالم قد مضى إلى الأمام، ولكن بالنسبة لها، كان الزمن قد توقف. كان زواج ألارك عرضًا فخمًا، وعروسه الجديدة تتألق بحملها، بينما كان البلاطيون يتهافتون عليها، يملأونها بالحب والمجاملات. كانوا يتحدثون عن جمالها ورقتها، والمستقبل المشرق الذي ينتظر مملكتهم. لكن لا أحد تحدث عن روزاليند، المرأة التي كان قلبها يومًا ما مرتبطًا بقلب ملكهم. تحولت أيامها إلى ضباب من الألوان الباهتة واليأس الهادئ. كانت كل شروق شمس تذكرها بوحدتها، وكل غروب شمس همسة عن ما كان يمكن أن يكون. لم يزرها أحد، ولم يسأل أحد عن حالها. لقد نسي الناس الفتاة التي أحبَّت ملكهم. أمضت أيامها في عزلتها داخل كوخها، تخيلت المستقبل مع طفلها الذي مات في بطنها. طفلة لن تعرفها أبدًا، طفلة كان من المفترض أن تكون لها. بينما كانت روزاليند تحدق من نافذتها، تشاهد الأعلام تتمايل في الرياح، كانت أفكارها تسرح في اتجاه ألارك. هل فكر فيها يومًا؟ هل تذكر الوعود التي قطعاها معًا؟ أم أنها أصبحت مجرد ذكرى عابرة، ضاعت في طيات ماضيه؟ كان هذا الفكر يطعن قلبها كالسيف، ومعه جاء حزن عميق، واحدًا من الأحزان التي كانت تلاحقها حتى لحظات وفاتها. ولكن لا أحد كان هناك ليحزن من أجلها. ----- يتبع -----
بجد مفيش وصف لجمال وروعه الروايه دي
ردحذف:) M
ردحذف