قصه النبي يوسف - قصص الأنبياء
النبي يوسف
2025, هاني ماري
دينية
مجانا
تروي هذه الرواية بأسلوب مشوّق وبسيط قصة النبي يوسف عليه السلام، بدايةً من طفولته وحلمه العجيب، مرورًا بخيانة إخوته ورميه في البئر، ثم رحلته في قصر العزيز وسجنه، حتى وصوله إلى حكم مصر ولمّ شمله بأهله
يوسف
عليه السلام نبي من أنبياء الله، وذُكر في القرآن الكريم بسورة كاملة تحمل اسمه: سورة يوسفيعقوب بن إسحاق
نبي الله، وهو الأب الحنون الذي يحب يوسف أكثر من باقي أبنائه، لكنه كان يعلم أن ليوسف شأنًا عظيمًاإخوة يوسف
كانوا ١٠ إخوة أكبر من يوسف، بالإضافة إلى أخيه الشقيق بنيامين. كانوا يشعرون بالغيرة من حب أبيهم الزائد ليوسف
في قديم الزمان، في أرض كنعان، كان فيه راجل طيب وكبير في العمر اسمه يعقوب بن إسحاق، وهو كان نبي من أنبياء الله. كان عنده ولاد كتير، بس كان فيه ولد واحد مميز عنده جدًا، وهو يوسف. يوسف ماكانش مجرد ولد عادي، ده كان جميل فوق الوصف، ملامحه كانت هادية ورايقة، وعينيه واسعة فيها براءة الأطفال، لكن في نفس الوقت كان فيه في نظرته حاجة مختلفة، حاجة بتقول إنه مش طفل زي أي طفل. يوسف كان دايمًا قريب من أبوه، يسمع كلامه، ويسأله في كل حاجة. وكان أبوه بيحبه حب فوق الوصف، وده خلى إخواته يحسوا بالغيرة منه. كان عنده أخ شقيق اسمه بنيامين، وكانوا الاتنين قريبين من بعض جدًا، لأن أمهم كانت متوفية، وكانوا بيلاقوا الأمان في حضن بعض. حلم غيّر كل شيء في يوم من الأيام، يوسف صحي من النوم وعينيه كانت مليانة فرحة وحيرة في نفس الوقت. جري بسرعة على أبوه وقال له بصوت متحمس: "يا أبي، أنا حلمت حلم غريب أوي! شُفت إني واقف في مكان كبير، وكان فيه حداشر كوكب، والشمس والقمر كلهم ساجدين ليّ!" يعقوب بص لابنه يوسف بحنان، لكنه في نفس الوقت كان قلقان، لأنه عارف إن الحلم ده مش مجرد حلم، ده كان رسالة من عند ربنا، وكان معناه كبير جدًا. قعد يفكر لحظة، وبعدها بص لابنه وقال له بصوت هادي، لكن فيه تحذير: "يا يوسف، متحكيش الحلم ده لإخواتك، لحسن يكيدوا لك كيد كبير." يوسف كان طفل بريء، مش فاهم ليه أبوه بيقوله كده، بس كان متأكد إن أبوه عارف أكتر منه، فهز رأسه وقرر يسكت عن الحلم. لكنه ماكانش يعرف إن الغيرة اللي جوا إخواته كانت بتزيد يوم عن يوم، وإنهم كانوا بيحقدوا عليه لإن أبوهم كان دايمًا مهتم بيه أكتر منهم. الوقت عدى، وإخوات يوسف فضلوا شايفين إن أبوهم بيحب يوسف أكتر منهم، وكانوا كل ما يشوفوه معاه بيحسوا بالحقد جوه قلوبهم بيزيد أكتر. وفضلوا يفكروا في حل يخلي أبوهم ينسى يوسف، علشان يبقى ليهم لوحدهم. في يوم، وهم قاعدين مع بعض بعيد عن أبوهم، بدأوا يتكلموا عن يوسف، وواحد منهم قال بغضب: "إحنا مش هنرتاح غير لما يوسف يختفي! طول ما هو موجود، أبونا مش شايف حد غيره!" واحد تاني رد عليه: "طب نعمل إيه؟ نقتله؟" لكن واحد من الإخوة كان أقل قسوة شوية، فقال: "لأ، لأ.. نرميه في بير بعيد! حد غريب يلاقيه وياخده، وأحسن من إننا نقتله بإيدينا!" وبعد تفكير، استقروا على إنهم ينفذوا خطتهم، لكنهم كانوا محتاجين حجة علشان يخلوا أبوهم يسمح لهم ياخدوا يوسف معاهم. رجعوا البيت، وقعدوا يتكلموا مع أبوهم بكل مكر وقالوا له: "يا أبانا، ما تخليش يوسف دايمًا قاعد جنبك! سيبه يخرج معانا، يلعب شوية في الصحراء، يجري، يستمتع! إحنا هنحافظ عليه، ومش هنسيبه لحظة!" يعقوب كان قلبه حاسس بحاجة مش مريحة، وكان قلقان على يوسف جدًا، فقال لهم: "أنا خايف تسيبوه وتيجي ذئب ياكله، وانتو مش واخدين بالكم!" ضحكوا بسخرية، وقالوا: "ذئب إيه بس يا أبانا؟! إحنا رجالة، مش هنسيب يوسف لحظة!" بعد إلحاح شديد، وافق يعقوب على مضض، لكنه كان حاسس إن قلبه مقبوض، وكأنه حاسس إن يوسف مش هيرجع. أخدوا يوسف معاهم، وكان فرحان إنه أخيرًا هيخرج معاهم يلعب، لكنه ماكانش يعرف إنهم مخبيين ليه أسوأ مصير. فضلوا ماشيين لحد ما وصلوا عند بير مهجور، وهناك بصوا لبعض، وأحدهم مسك يوسف بقوة، وقال له: "ودلوقتي يا يوسف، خلينا نشوف إزاي أبوك هيحبك وأنت مش موجود!" يوسف اتخض، وحاول يقاوم، لكنه كان صغير وضعيف قدامهم. واحد منهم مسكه من إيده، والتاني من رجله، وفجأة، رموه جوه البير! وقع يوسف جوه، وقلبه كان بيدق بسرعة، وهو مش فاهم إزاي إخواته ممكن يعملوا فيه كده! فضل يبص لفوق، لكنهم ماكانوش حتى باصين له، كانوا واقفين بيتكلموا عن الخطة اللي جاية. واحد منهم قال: "لازم نروح لأبونا ونقوله إن الذئب أكله!" رد عليه التاني: "صح! تعالوا نحط شوية دم على قميصه، ونقول إننا كنا مشغولين وماقدرناش نحميه!" وفعلًا، دبحوا شاه، وغمسوا قميص يوسف في دمه، وبعدها رجعوا البيت يبكوا قدام أبوهم، وقالوا له بصوت كله تمثيل: "يا أبانا، كنا بنجري ورا بعض، وسبنا يوسف لحظة، وفجأة جه الذئب وأكله! ملحقناش ننقذه!" يعقوب بص للقميص اللي مافهوش أي تمزق، ودموعه نزلت لوحدها، وحس إن ولاده بيكدبوا عليه، لكنه مكنش قادر يعمل حاجة غير إنه يبكي بحزن شديد، ويقول: "بل سولت لكم أنفسكم أمرًا، فصبر جميل!" ----- يتبع (رمضان كريم) -----
عليك
ردحذف- {رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109)} [المؤمنون/109].
ردحذف- {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)} [آل عمران/53].