إكسي - الفصل الثاني
إكسي 2
2025, سهى كريم
رومانسية
مجانا
في هذا الفصل، تركز الأحداث على تفاعل غير متوقع بين(أبي) و"ترستين بيك"، نجم كرة السلة المعروف بجاذبيته وسلوكه المثير. في البداية، يُعرض بيك وهو يطلب من أبي أن ترقص معه في حدث اجتماعي، مما يثير تساؤلات في ذهنها حول دوافعه: هل كان ذلك مجرد رهان أو تحدي؟ مع تواصل الرقص بينهما، تتكشف مشاعر أبي، التي تتراوح بين التوتر والفضول، بينما يبقى بيك غامضًا ومراوغًا، مما يزيد من تعقيد العلاقة بينهما.
أبي
هي فتاة قوية لكن مرهقة عاطفيًا من فترات طويلة من العلاقات والابتعاد عن الحياة الاجتماعيةجيني
صديقتها المقربة التي تحب الحياة الاجتماعية، ولا تتردد في دفع أبي للمشاركة في الأحداث، سواء كانت اجتماعية أو رومانسية، بغض النظر عن رأيها.ترستين بي
نجم كرة السلة في المدرسة، يتمتع بشعبية كبيرة بفضل مظهره وسلوكه الجذاب. يظهر في هذا الفصل بشخصية غامضه
لما ببُص ورايا وألاقي تريستان بيك واقف وإيديه في جيوبه، باضطر أركّز عشان ما أسيبش وشي ياخد تعبير "إيه الهبل ده؟" اللي عايز يثبّت عليه. بيبتسم بأدب ويطلع إيده من جيبه، ويمدّها ناحيتي. ببُص لإيده السمراء اللي باين عليها الخشونة قبل ما أرفع نظري لعينيه. "كنت مأمّل إني أسرقك لرقصة،" صوته هادي وسلس كأن الموقف عادي جدًا مش أغرب حاجة بتحصل في الأوضة. تريستان بيك، نجم فريق السلة، واللعيب المعروف، بيطلب مني أرقص معاه؟ ببُصله مصدومة، عدم الثقة بيمشي في عروقي وأنا برجع أبص لإيده الممدودة. جيني جنبيا بتعمل صوت كحة خفيفة، شكلها مولعة بالحماس والاستغراب في نفس الوقت وهي بتأشر لي برأسها. برجع أبُص لبيك، اللي لسه واقف وإيده ممدودة ووشه ما تحركش ولا اتأثر. إيه اللي بيحصل ده؟ رد فعلي الأولاني كان إني أرفض، أختلق أي عذر وأطير على الباب لأن اللي بيحصل ده مستحيل يكون حقيقي. أكيد مقلب ولا هزار مع فريق السلة. كأني شايفة السيناريو قدام عيني وأنا ببُص له — "دور على آخر بنت ممكن تفكر تكلمها واطلب منها ترقص معاك." بس الصوت الصغير اللي في دماغي بيحاول يقنعني "عيشي شوية" بدأ يعلى، ومع حماس جيني اللي بتومّلي بحماس، الأفكار عن الرهانات والمقالب اتزحزحت لورا في دماغي. وقفت، حطيت إيدي في إيده، ومشيت وراه على ساحة الرقص. إيده كانت بتغطي إيدي بالكامل، وحسيت بخشونة أطراف صوابعه وهي تلمس مفاصل إيدي. رغم البرد اللي داخل من باب القاعة اللي ما بيبطلش يفتح ويقفل مع كل كابل بيخرج "يشم هوا" ويرجع بشفايف متورمة وروج ممسوح، كانت إيده دافية. لما لف ناحيتي، لقيت إيدي بتتحرك تلقائي على كتفه، وركزت عيني على نقطة في الحيطة اللي وراه عشان ما أبصش له. إيديه انزلقت لمكانها على خصري، ولمسته سخنت قماش الساتان ووصّلت الحرارة لجلدي. المزيكا كانت هديت، بعد ما كانت عالية جدًا لدرجة إن الباس كان بيهز الأرض تحت رجلي، بقت لحن هادي جميل. لو مخي كان شغال، كنت ممكن أحفظ اللحن ده وأدور عليه بعدين. المشكلة؟ أنا معرفش أرقص بطيء، عمري ما عملتها غير مع بابا في الأفراح القليلة اللي حضرناها وأنا صغيرة. كان يحضني ويعلّمني إزاي نتحرك ببطء مع اللحن، بس طبعًا ما كانش بيطوّل قبل ما ابتسامته الشقية تطلع، ونبدأ نعمل الحركات العشوائية بتاعتنا اللي ما لهاش علاقة بالمزيكا. عادةً الحركات دي كانت بتجيب لنا ضحكات من الكابلز اللي حوالينا، بس متهيأليش إن "رقصة الروبوت" هتساعدني في الموقف ده. حاسّة إن تريستان فهم ترددي، لأن قبضته على خصري شدت شوية وهو بيقودني لحركة بطيئة ومنتظمة مع إيقاع الأغنية، كأننا بننساب مع اللحن من غير مجهود. إيه هو البروتوكول الصح للرقص البطيء؟ هل المفروض أتكلم؟ ولا ده نوع من التجارب الصامتة؟ جيني قاعدة هناك عند الترابيزة وبتعمل لي علامة "تمام" بإبهامها زي أم فخورة بابنها اللي عمل أول صديق في الحضانة. المنظر خلاني عايزة أختفي من على وش الأرض. ولو ده مش كفاية، الناس حواليّ بدأوا يلاحظوا إننا ثنائي غريب، وكام بنت من الموجودين بدأوا يبصوا علينا باستغراب. واضح إني مش الوحيدة اللي مستغربة إن بيك طلب يرقص معايا. بحاول أسكت الأفكار اللي بتجري في دماغي، وأستمتع بالتجربة دي لأول مرة إن في حد غير بابا يطلب يرقص معايا، بس عيوني اللي حاسة إنها مترصدة من حوالي نص دستة عيون مستغربة خلت اللحظة صعبة الاستمتاع بيها. الكلام طلع مني قبل ما أدرك إني بسأل أصلاً، ولما أخيرًا أدركت السؤال اللي قلته، حسيت وشي بيولّع بحرقة بطيئة ومعذبة. "هل ده كان رهان؟" "هاه؟" بيبص لي بتعبير ممل، وأنا بالكاد طولي واصل لكتفه، فاضطريت أرفع عيني عشان أشوف تعبير وشه، حتى مع الكعب اللي لابسه. "كان رهان؟" كررت. "ولا ممكن تكون تحدي؟" "إيه اللي كان رهان؟" حاجبيه اتعقدوا، بس واضح من عينه إنه فاهم بالضبط أنا بتكلم عن إيه. بعيدًا عن إن بيك وأنا كنا مع بعض في كام مادة خلال التلات سنين اللي فاتوا، وصدفنا بعض في الحفلات اللي جيني و نيا كانوا بيجرّوني ليها، عمرنا ما اعترفنا بوجود بعض، ناهيك عن إننا نتكلم. "ده... إنك تطلب مني أرقص." قلت وأنا ببُص لعينيه اللي فيها لمعة تسلية خفيفة. واضح إن معظم البنات اللي بيطلب منهم يرقص مش بيعملوا استجواب نص الأغنية. "ليه مفترض—" قطعت كلامه بنظرة صارمة. "ماشي، ماشي." ضحك وهز راسه. "أنا بس بأدي واجبي كـ wingman، ده كل الموضوع." قالها وهو يهز كتفه بلا اهتمام. "واجبات الـ wingman؟" عقدت حواجبي وأنا بحاول أفهم قصده. أشار برأسه من فوقي، ولما تبعت نظره لقيت صاحبه المقرب، جيمس بارسونز، بيرقص مع جيني. فجأة كل حاجة بدأت تركب مع بعضها. "آه فهمت." شدّيت نفسي شوية، وحسيت إن إيدي حوالين كتفه بقت في منتهى الحرج. "كان ممكن تبقى صريح من الأول وتقول لي كده." رفعت نظري له، ولاحظت إنه مش مركز معايا أساسًا. كان كل تركيزه على جيمس وجيني في الناحية التانية من القاعة. حاولت أبعد، لكن إيده اللي حوالين خصري شدتني أكتر، وبدأ يقودنا نحو وسط ساحة الرقص بحركات سلسة وواثقة. "دقيقتين كمان"، قالها بهدوء وهو بينحني شوية ناحيتي. نَفَسه الدافي لمس خدي كأنه سحابة سخنة، وكانت ريحة النعناع مع قرفة الكحول بتختلط برائحة لطيفة جدًا. الملامح المتعجرفة اللي على وشه ولمعة التسلية في عينيه كانت جذابة بصراحة، لكن في نفس الوقت خلتني عايزة أدوس على رجله بكعب الجزمة اللي معايا. "نعم؟" "ادّيهم بس دقيقتين كمان... على الأقل لحد ما الأغنية تخلص. جيمس بيحاول ياخد انتباه جيني من أيام الثانوية. يستحق فرصة، مش كده؟" بصيت له بصدمة، بس مضطرة رجّعت إيدي مكانها على كتفه بتردد. إحنا في نفس الفريق فعليًا، وده غريب كفاية لأنني عارفة كويس إن جيني معجبة بجيمس بارسونز بقالها فترة مش قليلة. ابتسم بيك وبص عليهم تاني. "ماكنتش هسرق جيني منه." هز كتفه بلا اهتمام، وعينه فضلت مركزة على صاحبه اللي أخيرًا نجح يخلي أجمل بنت في القاعة تضحك. لحقت نظراته، ومقدرتش أمنع ابتسامتي لما شفت نظرة الذهول على وش جيمس وهو بيبص لجيني. حركاتها كانت متناسقة مع إيقاع الأغنية، وهو كان دايمًا متأخر كام ثانية. واضح إنها بتهمس له بكلام مشجع عشان يتابعها، وأنا بحاول أكتم ضحكة وأنا شايفاه بيحاول بأقصى طاقته يتماشى معاها. "الموضوع مش بسيط يا رايان. لو مشيت، جيني هتمشي وراك. هي مش من النوع اللي بيسيب أصحابه يقعدوا لوحدهم في الركن." أخدتني لحظة عشان أفهم كلامه وأنا مشغولة بمراقبة أصحابنا وهم بيرقصوا على الإيقاع، لكن لما فهمت، بصيت له مندهشة. أنا متفاجئة إنه يعرف اسمي الأخير، معجبة إنه عنده البصيرة إنه يعرف إن جيني هتعمل كده بالضبط، ومتضايقة شوية إنه فاكر إنني هقعد لوحدي في الركن من غيرها. ابتسامتي اختفت، ووجهي اتحمر تاني وأنا شفت بعيد، وافتكرت إني فعلاً كنت هقعد لوحدي في الركن لو ماكنتش هنا معاه دلوقتي. الحقيقة دي وجعتني أكتر من اللي أنا مستعدة أقر بيه. "إنت هنا ليه أساسًا؟" سأل وهو بيفكر. عينيّا رفعت لتجاهه بسرعة، ووجهي اتحمر تاني. هل فعلاً أنا مش في مكاني هنا؟ "آه، اللعنة، الكلام ده طلع غلط. مش قصدي ليه إنت هنا – كنت أقصد، نيا فين؟ هي دايمًا الهدف المعتاد اللي بشغلها في الحاجات دي عشان جيمس يقدر يكلم جيني." صوته بقى أهدى، وكأن فيه شوية شفقة وهو بيبص لوجهي وأنا وجهي اتحمر. قدم ليه اعتذار صادق على اختياره الغلط للكلمات. خدي لسه محمر وأنا بقول له: "عندها تسمم غذائي." هو فكّر في الكلام شوية، وبعدين بص على جيمس وجيني تاني. فضل ساكت شوية، وهو بيرمي نظرة ليه ابتسامة مناشدة لما الأغنية انتقلت بسهولة لأغنية جديدة. كانت طلب صامت إنه يديهم شوية وقت تاني، وانا ما اعترضتش. "لازم أعترف، الموضوع لطيف شوية إني أخدت استراحة منها"، قالها وهو بيبص لجيمس اللي دلوقتي بيلف جيني حواليه، وفستانها بيتفجر حوالين رجليها ببطء مع ابتسامتها اللامعة. "هي هتكون مبسوطة جدًا لو سمعت كده." ضحكت، لكن من غير ما أقول، كنت بفرح بالفكرة إن فيه حد، حتى لو كان زي تراستين بيك، يستمتع بوجودي أكتر من نيا، اللي ما قعدتش لوحدها في ركن من يوم ما قابلتها. بيك مجرد هز كتافه، والدمل في خده الأيمن ظهر وهو بيحاول ما يضحكش. "إنتي اللي طلبتي الصراحة." "أيوه، بس..." ابتسامته اتحولت لابتسامة كبيرة، وكدت أنسى إيه اللي كنت هقوله. لما شفته كده - عينيه الخضرا، واللمعة فيها، شفايفه مرسومة بابتسامة كاشفة عن ضحكته المميزة، بقت واضحة ليه البنات كتير بيشوفوه جذاب. "بس إيه؟" قالها وهو مستمتع، ابتسامته بقت أكتر تكبر مع التوقف اللي حصل مني للحظة. "الصراحة من غير دبلوماسية تعتبر قسوة," قلت. عينيه وسعت شوية، وهز رأسه كذا مرة وهو بيفكر في كلامي. "دي جملة قوية يا رايان. مين قالها؟ ما أعرفش، لكن دي واحدة من الأقوال اللي ثبتها اليومين اللي فاتوا، بس ماقدرش أقوله عندي لوحة على بينترست مخصصة للأقوال المؤثرة في الحياة. خلاص، ورطت نفسي كفاية الليلة دي." "ممكن أسرق آبي؟" جيني قالت. قفزت شوية وبصيت بعيد عن بيك. جيني كانت واقفة جنبنا وجيمس كان واقف وراءها شكله مبعثر شوية. الأغنية خلصت والانتقال بين الأغاني كان قصير، وده كان الوقت اللي ما لاحظناهش إحنا الاتنين عشان كنا لسه بنتأرجح في صمت. "آه—أيوه، طبعًا." بيك رجع خطوة وانا سبت دراعي على جانبي. الفقدان الفوري للحرارة كان واضح مع انزلاق إيديه من على خصري، لكن ما كانش عندي وقت أفكر في إني أقول وداعًا قبل ما جيني تربط دراعها في ذراعي وتشدني ناحية المشروبات. بصيت ورايا على بيك وجيمس قبل ما يختفوا ورا الزحمة وسط الناس اللي كانت بتتحرك مع بداية الأغنية الجديدة، الأغنية دي كانت فيها إيقاع أسرع بيهز كعب جزمتك مع كل خطوة. "معلش على ده. نيا عادةً بتقضي وقت مع بيك لما جيمس ييجي يتكلم معايا. ما فكرتش في الموضوع لما هو طلب منك ترقصي." جيني اعتذرت وهي بتلاقي لنا طريق مفتوح ناحية الأبواب. "مفيش مشكلة." هرشت في شعري وأنا بدور على جيمس بعيني لحد ما لقيت شعره الأسود المعتاد في الطرف التاني من القاعة. بيك كان واقف جمبه، بينما البنت الحمراء الشعر كانت متعلقة بيه على كتافه وهي سكرانة. هو كان بينحني شوية علشان هي تقدر تطلع على أطراف أصابعها وتوصل بقه لأذنه، وكان بيهز رأسه بشكل غافل عن اللي بتقوله ليه، وهو بياخد رشة طويلة من الكوب في إيديه. وبعدين هز رأسه تاني، لاف يدينه حوالي وسطها وهي بترجع راسها للوراء في ضحكة بتضيع في وسط الموسيقى العالية حوالينا، وأحمر شفايفها اللامع في الأنوار الومضية. "جاهزة تمشي؟" جيني تنهدت وهي بتشيك على الساعة في موبايلها. "ممكن نروح نتأكد من نيا." رمت كوبها في سلة المهملات جنب الباب وسلمت تذاكرنا للطالب الجديد اللي شغال في خزانة الملابس. "هممم." همهمت بشكل غافل وأنا ببص ورايا تاني. البنت الجذابة اللي شفايفها حمرا، لفَّت دراعها حوالي خصر بيك بشكل منخفض، ويدها جريت على صدره، وشفايفها ملامست رقبتة المكشوفة. لما عينيه الخضر كانو بيشردوا وسط الزحمة، أخيرًا وقعت عليهم عيني. ------
ملهاش وصف اصلااا 💘
ردحذف💓💓
حذفكترى من رواياتك 🥺🥺❤️
ردحذف