اسطورة الملك الاسود 4

داخل عربة تتحرك على طريق ريفي.

ليان تنظر من النافذة، ثم تلتفت إلى اسكاى:
"كيف سنحل هذه المشكلة التي وقعنا فيها"؟

اسكاي مستند إلى المقعد، يحدق للأمام
" لا أعلم. لكن قبل أن نجد الحل، علينا أن نعرف السبب".

ليان تشد على معطفها، بنبرة جادة
"السبب هو الخسوف".

اسكاي يرفع حاجبه، ينظر إليها باندهاش
" ماذا؟ الخسوف الذي حصل؟"

ليان (تهز رأسها):
"أجل. سمعت من جدي أن قرية كاملة لعنت بسبب خسوف القمر وتحول أهلها إلى حجارة."

تصمت للحظة ثم تبتسم بمرار
"أشعر بالراحة لأننا لم نتحول لحجارة."

اسكاي بضحكة خفيفة، ثم يهز رأسه
"ما هذه الخرافات؟ لا أصدق هذه القصص."

ليان تحدق فيه، بذراعين متقاطعتين
"ليست خرافة. إنها الحقيقة. إذا لم تصدقني، أرني تفسيرك إذن."

اسكاي يميل للأمام، واضعًا مرفقيه على ركبتيه
" ربما ساحر ألقى علينا تعويذة."

ليان ساخرة، ترفع يدها بحركة مسرحية
" أنا الدمار، أنا الموت، أنا... (تتوقف فجأة وتنظر له بحدة)
أنت مجرد فاشل. أليس لديك قوة تجعلك لا تتأثر بالتعاويذ؟"

اسكاي (بتوتر بسيط):
"بالطبع، لكنني أقول افتراضات."

ليان (تميل برأسها وتبتسم بمكر):
" افتراضاتك ضعيفة."

اسكاي (يضحك، ثم يتنهد):
"حسنًا، لنفترض أن افتراضك صحيح. كيف أزيلت لعنة القرية؟"

ليان (تهز كتفيها):
"لا أعلم. جدي قال إن اللعنة لم تزل حتى الآن. هذا يعني أنه... لا يوجد حل."

اسكاي (يرتفع حاجباه):
"رائع. إذاً نحن عالقون معًا للأبد"

ليان (مبتسمة):
" يبدو ذلك."

اسكاي (بنبرة مازحة):
"حسناً، من الآن فصاعدًا لا يجب أن نفترق."

ليان (تغمض عينيها، مستندة للخلف):
"وكيف؟"

اسكاي (يشير بيده):
" لا أعلم. لكن علينا البقاء معًا."

ليان (تفتح عينًا واحدة، تنظر له):
" حسنًا، كيف؟ أنت الملك، وأنا مجرد فتاة عادية."

اسكاي (بابتسامة خفيفة):
" سنذهب إلى منزلك."

ليان (بصدمة):
"ماذا؟ هل سأقابلهم بجسدك، بهيئتي؟ كابنتهم أم كملك؟"

اسكاي (يضحك):
" ملك، بالتأكيد."

ليان (تضحك أيضًا):
" أنت مجنون. كيف ستقابل عائلتي وأنت لا تعرف أسماءهم أو أشكالهم حتى؟"

اسكاي (برفع كتفيه بلا مبالاة):
" بسيطة. ستصفينهم لي."

ليان (تتنهد):
" حسنًا. اسمع..."

(تبدأ ليان بسرد أسماء أفراد عائلتها)
"أبي اسمه أودين، وعمي أوغست، وابن عمي جيفان، وجدي هارولد، وأمي لورين، وعمتي ماريا وهي زوجة عمي."

اسكاي (ينظر إليها): ثم اكملت
"هذه عائلتى. وأين عائلتك؟"

اسكاي (بجفاف):
" ليس لدي عائلة. لدي هذا فقط."

يشير إلى ليو الجالس في الزاوية، منصدم ويحدق فيهما دون أن يتفوه بكلمة).

ليان (بانصدام، تشير إلى ليو):
"منذ متى وهو هنا؟"

اسكاي (بهدوء):
" منذ أن ركبنا العربة."

ليان (تتلفت حولها):
"حقاً؟ لماذا لم أره؟"

اسكاي:
"لا أعلم."

ليان (تتنهد):
" حسنًا، ومن هذا الذي عرف السر لتوه؟"

اسكاي (بجفاف):
"إنه ليو، حارسي الشخصي. وقبل أن يكون حارسي، يكون صديقي الوحيد."

ليان (تومئ برأسها):
" حسنًا... نعود إلى موضوعنا. عرفت عائلتي، لكنك لم تعرف ماذا يعملون، صحيح؟"

اسكاي:
"صحيح."

ليان (بفخر):
" عائلتي جميعهم أطباء."

(تسود لحظة صمت، تبتسم ليان بخفة)

اسكاي (يرمقها بنظرة جانبية):
" لماذا تبتسمين؟"

ليان (تتذكر):
" تذكرت عندما سخر جيفان من لون شعري. قال جدي إن هناك أسطورة تتعلق بأصحاب الشعر الأحمر."

اسكاي (يزداد اهتمامه):
"وما هي؟"

ليان (بنبرة ساخرة):
" تقول إن الفتاة ذات الشعر الأحمر سيكون نصيبها الزواج من حاكم قوي أو ملك عظيم... مثلك."

(تضحك ليان بخفة)

اسكاي (ينظر إليها بجدية):
" ليست أسطورة."

ليان (تتوقف عن الضحك، تنظر إليه):
" ماذا؟"

اسكاي (بهدوء):
" إنها حقيقة. الأسطورة ستتحقق بعد أسبوعين."

(تسود لحظة صمت)

ليو (ينظر إلى ليان):
"أعتقد أن ما سمعتُه كافٍ لأدرك أننا في مشكلة."

ليان (بابتسامة ساخرة):
"تهانينا، أنت الآن جزء من اللعنة أيضًا."

ليو (بهمس):
"عظيم."

اسكاي (يركز نظره على ليان):
"عائلتك أطباء، أليس كذلك؟"

ليان (باستغراب):
"نعم، انا قلت لك ان جميعهم اطباء.''

اسكاى( بدون اهتمام):
" لا اهتم"

(ثم اكمل)
اسكاي (يرفع حاجبه):
وهل لدى أحد منهم شعر أحمر مثلك؟

ليان (تتوقف للحظة):
"لا… أنا الوحيدة. لماذا؟"

اسكاي (ينظر بعيدًا):

ليان (تضيق عينيها، تشعر بأن هناك أمرًا ما):
" هل لهذا علاقة بالأسطورة التي تحدث عنها جدي؟"

اسكاي (ينظر إليها بجدية):
"ربما."

ليان (بنبرة مازحة تحاول كسر التوتر):
"إذا كنت تقصد أنني سأصبح زوجة ملك عظيم بسبب شعري الأحمر، فأنت بحاجة لمراجعة مصادرك."

اسكاي (يجيب بلا تردد):
"لا حاجة لذلك."

ليان (تتوقف ضحكتها):
"ماذا؟"

اسكاي:
" الأسطورة صحيحة.''

ليان (بانفعال):
" أنت تمزح."

اسكاي (بهدوء):
"لا أمزح."

ليان (تقف فجأة، تشير إلى الباب):
"سأقفز من العربة."

اسكاي (بهدوء وهو ينظر إلى ليو):
"تأكد من إغلاق الباب جيدًا."

ليو (يمسك الباب بسرعة):
" حاضر."

ليان (بغضب وهي تعود للجلوس):
"لا أريد الزواج بك!"

اسكاي (ينظر إليها بابتسامة خفيفة):
"لا أحد يريد الزواج تحت تهديد الخسوف."

ليان (تحاول أن تبدو هادئة):
"إذاً... كيف نلغي هذا؟"

اسكاي:
"لا يمكن. إلا إذا..."

ليان (تقاطعه بسرعة):
"إلا إذا ماذا؟"

اسكاي (ينظر إليها مباشرة):
"إلا إذا تزوجنا."

ليان (تصمت لثوانٍ، ثم تنفجر):
"هذا ليس حلًا، هذا تفاقم للمشكلة!"

اسكاي (بابتسامة جانبية):
"لكنه حل مضمون."

ليو (يهمس):
"أعتقد أن المشكلة تزداد سوءًا."

ليان (بغضب):
" نعم، وأنا لا أصدق أنني عالقة معكما."

اسكاي:
" اعتادي على ذلك. لدينا أسبوعان فقط."

ليان (تجلس بإحباط، تنظر إلى النافذة):
"لا أصدق أن هذا يحدث حقًا."

اسكاي يستند على مسند المقعد، ينظر للأمام بلا مبالاة:
"صدقي."

ليان (تلتفت إليه بحدة):
"لا يمكن أن يكون الزواج هو الحل الوحيد."

اسكاي (ينظر إليها بجدية):
"انا اقول إنه كذلك. هل لديكِ حل أفضل؟"

ليان (تنهد):
"لا... لكن..."

اسكاي (يقطعها):
"إذًا."

ليو (يقطع حديثهما بنبرة حذرة):
" أعتذر، لكن هل هذا يعني أنني سأكون شاهدًا على زواجكما؟"

ليان (بسرعة):
"لا!"

اسكاي (ببرود):
"نعم."

ليان تضع يدها على رأسها، تتحدث إلى ليو:
"لا تستمع إليه. هذا جنون."

ليو (يهمس):
"بصراحة، أعتقد أن الجنون هو أقل ما يمكن قوله هنا."

ليان (تعود للنظر إلى اسكاي):
"ماذا لو لم أوافق؟"

اسكاي (بهدوء، ينظر في عينيها):
"الأمر ليس اختيارًا. إذا لم نكسر اللعنة، سيتفاقم الوضع."

ليان (بتوتر):
"ما الذي يمكن أن يكون أسوأ من الزواج القسري؟''

اسكاي (ينظر إلى ليو):
" ليو، أخبرها."

ليو (ينظر إليها بتردد):
"يمكن أن تتحول العربة... إلى حجارة."

ليان (تفتح عينيها بصدمة):
"ماذا؟!"

ليان (تحاول استيعاب الأمر):
"حسناً... أسبوعان؟"

اسكاي (يومئ برأسه):
"أسبوعان."

ليان (بتنهيدة طويلة):
"حسنًا، سأبحث عن حل. لكن لا تتوقع أن يكون الزواج هو الخيار الأول."

اسكاي (يبتسم):
" سأنتظر."

ليو (بهمس لنفسه):
" أعتقد أنني سأبحث عن وظيفة أخرى قريبًا."

''''''تسود لحظة صمت''''''

ليان (بجدية، وهي تحدق في اسكاي):
" إذًا، ستذهب مع عائلتى، ولكن أين سأذهب تحديدًا؟"

اسكاي (بهدوء، دون أن يلتفت إليها):
" ستكونين مع ليو."

ليان (مستفسرة):
" ليو؟ ماذا يعني هذا؟"

اسكاي (بصوت ثابت):
" ليو سيأخذك إلى القصر. ستبقي في غرفتي هناك، ولا تخرجين منها إلا بعد إتمام مراسم الزفاف."

ليان (بقلق):
" لكن لماذا كل هذه الإجراءات؟"

اسكاي (بصرامة، يقترب منها قليلًا):
"سننشر في القصر أنني مريض، ولن أستقبل أحدًا. يجب أن تبقي في الغرفة حتى لا يكتشف أحد الأمر. إذا علموا، سنكون في خطر. لدينا أعداء كثر، وأي خطأ سيكلفنا حياتنا."

ليان (تتذكر، وترد بتفكير):
" أعتقد أن هذه المرة سأسمع كلامك. في المرة السابقة، لم أستمع لنصيحة أبي، وهذا ما حدث."

اسكاي (ينظر إليها بحزم، ثم يجيب ببرود):
" إذاً، اتفقنا"

___

لحظة دخول منزل عائلة ليان

بينما دخل اسكاى، الذي كانت ليان في جسده، شعر بترقب الجو المحيط به. كانت خطواتهم تتردد في الصمت الذي يحيط بالمنزل الفخم، الذي كان يعكس وقار العائلة.
أخذت ليان نفسًا عميقًا، مشاعر القلق والتوتر تتصاعد في قلبها.
ليان همست بصوت خافت، ويدها على صدرها:
"أنا خائفة."

اسكاى، الذي كان يحاول تهدئتها، أجاب بلطف لكنه كان متماسكًا في حديثه:
"اهدئي. كل شيء سيكون على ما يرام."

في تلك اللحظة، دخلوا إلى قاعة الاستقبال حيث كان يقف هارولد، الجد.
هارولد، وهو يتقدم، رفع يده في حركة احترام:
"جلالتك، أهلًا بك في منزلنا المتواضع، تفضل."

ليان، التي كانت في جسد اسكاى، ردت بصوت متماسك:
"لا شكرًا. أنا هنا فقط لإيصال ابنتكم، كانت ضائعة في الغابة."

أودين، والد ليان، ألقى نظرة شديدة على ابنته، ثم قال بصوت يحمل توجيهًا قاسيًا:
"أشكرك، جلالتك، لقد أجهدت نفسك. لكن لا ينبغي أن تتعب نفسك أكثر."

اسكاى، وهو ينظر إلى الجميع، تحدث بهدوء، لكنه كان يحمل لهجة حازمة:
"لا مشكلة، لا تفعلوا شيئًا. ابنتكم خرجت من العربة لإنقاذ شخص. وكان من المفترض أن أكافئها، لكنها قالت يكفي أن تقنعوا عائلتي بأنني أنقذت حياتها."

اسكاى كان منصدمًا من كلام ليان في جسده، فهي قد أخفت الكثير من الحقائق، وبدت كأنها تمثل دورًا أمام الجميع.

هارولد، بتفهم، قال مبتسمًا:
"لا تقلق جلالتك، نحن لن نعاقبها. نعدك بذلك."

اسكاى، وهو يحاول الحفاظ على هدوئه، قال بحزم:
"حسنًا، إذن وداعًا."
ثم أضاف وهو ينحني قليلًا:
"مع السلامة، جلالتك."

قبل أن يغادر، أودين أمسك يد ابنته، لكن الجد هارولد قاطع الموقف بسرعة.
"أودين، اترك يدها، لم تفعل شيئًا خاطئًا. بل على العكس، أنقذت حياة شخص. وأنا وعدت، وانتهى الأمر هنا."

أودين، بنبرة متوترة، رد:
"لكنها لم تسمع كلامي... كنت أخشى أن تكون قد أفسدت الأمور."

اسكاى، الذي كان في جسد ليان، تدخل فجأة.
"أبي، أنا حقًا آسفة. لم أقصد أن أخالف أمرك. أعلم أنني فتاة سيئة لأنني لم أسمع الكلمة. لكن، نحن كأطباء، هل يمكننا أن نرى شخصًا يحتاج إلى المساعدة ولا نساعده؟"

الجميع صُدم من كلمات ليان، التي عادة ما كانت تتجادل مع والدها، لكنها هذه المرة اعتذرت وبدت وكأنها تضع الاعتبار الأكبر لمساعدة الآخرين.

لورين، أم ليان، لم تستطع أن تبقى صامتة، قالت مبتسمة:
"اتركها، ابنتي متعبة. يجب أن ترتاح الآن."

أمسكت لورين يد ليان التى كان اسكاى ، وأخذتها إلى غرفتها لتغيير ملابسها،

دخل اسكاى إلى الغرفة، فوجد ملابس  على السرير. أخذها بسرعة وذهب إلى الحمام لتغييرها.
بينما كان في الحمام، لم يستطع منع نفسه من التفكير في جسد ليان، وكيف كان يراه في تلك اللحظة.
لكن قبل أن يخلع آخر قطعة من ملابسها الداخلية، تذكر وعده لها. أغلق عينيه بسرعة، ليحترم وعده لها بعدم النظر إلى جسدها.

فلاش باك سريع:

ليان، وهي تقف أمامه في حيرة، قالت:
"انتظر. قبل أن ندخل، أريدك أن تعدني بعدم النظر إلى جسدي أثناء تغيير ملابسي أو لمسها، وأنا سأعدك بعدم النظر إليك حين أبدل ملابسي."

اسكاى، الذي كان يبدو غير مبالي، رد:
"حسنًا، أعدك، ولا يهمني إن رأيت أو لم تريني. لا تهمني الأمور هذه."

انتهى الفلاش باك.

قال لنفسه 
"غبى كيف التزم بوعد و انا فى هذا الوضع"

رجع اسكاى إلى الغرفة بعد أن انتهى من الاستحمام وارتدى ملابس ليان، التى يجدها غير مريحة و غير مناسبة له ، ثم خرج ليجد جيفان في انتظاره.

جيفان، مبتسمًا بخبث، قال:
"مرحبًا، يا حمراء، هل قابلتِ زوجك المستقبلي؟ هل حدث بينكما تلامس؟"
وأشار بيده نحو القبلة.

كان سوف يمسك بشعرها، فامسك بيده بسرعة وأمالها بقوة، مما أدى إلى كسر يد جيفان. صرخ جيفان من شدة الألم.

أودين وعائلته اجتمعوا على الفور في الساحه، يسألون عن السبب.

__…__…

وحد الله ♥

The end