رواية قلب بين أربعة - رومانسية

قلب بين أربعة

2025, كاترينا يوسف

رومانسية

مجانا

تريزا، الفتاة القوية ذات الكبرياء الكبير، التي يجد أربعة شباب أنفسهم في منافسة مستمرة للفوز بقلبها. كل واحد منهم يعبر عن مشاعره بطريقته الخاصة، لكن تريزا تظل مترددة، تبحث عن شخص يعاملها بما يليق بكبريائها، حتى يظهر شخص غريب يعاملها بطريقة قاسية في بعض الأحيان، مما يوقعها في دوامة من الحب والشكوك. رواية تسلط الضوء على الصراع الداخلي

تريزا

البطلة، فتاة ذات شخصية قوية وكبرياء كبير. تتردد في الانفتاح على الحب بسبب خوفها من الضعف، وتواجه العديد من التحديات الداخلية

الأربع رجال

يشتركون في رغبتهم الجامحة في الفوز بقلب تريزا، رغم كل التحديات التي يواجهونها

المحبوب الفعلي

كان هذا الشخص بعيدًا عن الأربعة الذين حاولوا التودد إلى تريزا. كان يعاملها أحيانًا بقسوة وتجاهل
تم نسخ الرابط
رواية قلب بين أربعة

 أنا تريزا، طالبة في المدرسة الثانوية، وأعتقد أنني أكثر من مجرد اسم يُذكر بين جدران هذه المدرسة. ربما يعتقد البعض أنني مجرد فتاة عادية، لكن الحقيقة أنني لا أعتبر نفسي كذلك. نعم، أنا جميلة، هذا ما يقوله الجميع، لكن جمال المظهر ليس كل شيء بالنسبة لي. هناك شيء أكبر من ذلك بكثير، شيء يجعلني أعيش حياتي وفقًا لمبادئ خاصة بي.

لطالما كنت أعتبر نفسي قوية، وأعتقد أن الحياة يجب أن تُعاش وفقًا لقواعدك الخاصة، لا لأحد غيرك. ولهذا السبب، عندما بدأ الشباب الأربعة في مدرستي يتقربون مني، ظننت أنني أستطيع أن أتحكم في الوضع. لكن ما لم أكن أتوقعه، هو أن هؤلاء الشباب لن يستسلموا أبدًا.

أولهم كان حسن، الذي يحب إظهار نفسه دائمًا بطلًا أمام الجميع. هو شاب رياضي، ومشهور في المدرسة. من لحظة دخولي إلى المدرسة الثانوية، كان دائمًا يتعمد أن يكون في محيط دائرتي. كان يحاول دائمًا إظهار قوته أمامي، وفي كل مرة كنت أراه يقترب، كنت أبتسم له بنوع من اللامبالاة. لكن هذا لم يوقفه. كان يقول لي: "تريزا، لماذا لا تعطينني فرصة؟" لكنني كنت أرفضه بلطف، لأنني لم أرَ فيه الشخص الذي أستطيع الوثوق به. هو يحب أن يكون في مركز الاهتمام، ولم أكن أبحث عن هذا النوع من الرجال.

ثم جاء سامي، الطالب الذي يعتبر الأكثر هدوءًا في المدرسة. عينيه تحملان شيئًا غريبًا، وكأنهما تخفيان الكثير. كان دائمًا ينظر إلي من بعيد، دون أن يقول الكثير. كنت أراه يبتسم لي بين الحين والآخر، لكنني لم أكن متأكدة من مشاعره. هل كان يحبني فعلاً، أم أنه مجرد شخص يحاول إظهار الاهتمام؟ لم أستطع أن أعرف، وبذلك بقيت الأمور غامضة. في إحدى المرات، اقترب مني وقال: "أنتِ مختلفة، تريزا. أنتِ تستحقين أن تجدين شخصًا يفهمك." كان كلامه عميقًا، لكنني لم أكن مستعدة لتقبل مثل هذه الكلمات من شخص لا أعرفه جيدًا.

أما عادل، فهو الشاب الذي يحب السيطرة على كل شيء. إنكاره لوجود مشاعر ضعيفة بدا جليًا في تصرفاته. كان يعتقد أنه إذا حصل على منصب القائد في الفريق أو النادي، فهذا يعني أنه سيكسب قلوب الجميع، خاصة قلوب الفتيات. لكنني كنت أراه بطريقة مختلفة. كنت أراه كمن يحب أن يثبت نفسه أكثر من أي شيء آخر، ولا أعتقد أنه كان يبحث عن حب حقيقي. كان يقول لي مرارًا: "تريزا، معك سأكون الرجل الأفضل." كنت أكتفي بالنظر إليه ثم أبتسم برقة، وأقول: "ليس الآن، عادل." كان دائمًا يحاول فرض نفسه عليّ بأسلوبه، لكنني لم أكن أراه أكثر من مجرد تحدٍ شخصي.

أما الأخير، فهو مروان، الذي يملك قلبًا طيبًا، لكنه سريع الغضب. كان شابًا مخلصًا، يعامل الجميع بلطف، لكن ما جعلني أرفضه هو خوفه الزائد من الهزيمة. كان دائمًا يخشى أن يفشل في أي شيء. بالنسبة له، الفوز بقلب فتاة كان بمثابة تحدٍ مصيري. لا أريد أن أكون جزءًا من هذا النوع من التحديات. في كل مرة كان يحاول الاقتراب مني، كان يبذل جهدًا كبيرًا في إثبات أنه يمكنه أن يكون الرجل المناسب. ولكنني كنت أشعر أن مشاعره قد تكون مجرد محاولة للهرب من داخله، وليس حبًا حقيقيًا.

ورغم أنهم أربعة شباب، كل واحد منهم لديه طريقة خاصة لمحاولة إقناعي، إلا أنني كنت أرفضهم جميعًا، وبكبريائي المعتاد. كانوا يحاولون دائمًا، لكنني كنت لا أسمح لأي منهم أن يقترب مني بطريقة تتجاوز الاحترام. لا أريد أن أكون جزءًا من لعبة مشاعرهم. كان كل واحد منهم يقدم لي هدية أو وعدًا، ويقول لي أشياء تجعلني أبتسم بشكل مبدئي، لكن في داخلي كنت أعلم أنني لا أريد هذه اللعبة. ليس لأنني أكرههم، بل لأنني ببساطة لا أحتاج إلى أحد ليكملني.

أنا تريزا، وقلبي ليس ملكًا لأحد. لطالما كنت أؤمن أن الحب يجب أن يكون شيئًا طوعيًا، لا شيء يُفرض على قلب شخص آخر. هم ربما اعتقدوا أنني بحاجة إليهم، أو أنهم يستطيعون إغراء قلبي بحيلهم، لكنني كنت أؤمن أن الحب الحقيقي لا يأتي بهذه الطريقة.

في كل مرة كنت أرفضهم، كانوا يزدادون إصرارًا. كانوا يحاولون مجددًا، يرسلون لي رسائل أو يحاولون فرض وجودهم في حياتي. في البداية كنت أشعر بالإزعاج، لكن مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ شيئًا مختلفًا في طريقة تعاملهم معي. بدأوا يحترمون مساحتي، وتوقفوا عن فرض أنفسهم علي. أصبحوا أكثر وعياً بمشاعري. كنت أراهم يغيرون من أسلوبهم في الحديث معي، يتوقفون عن المبالغة في المحاولة ليبدو أكثر "رجولية" أمامي.

ولكن بالرغم من كل محاولاتهم، كنت دائمًا على الحياد، متماسكة، لا أسمح لأحدهم بأن يتسلل إلى قلبي. وها أنا هنا، أعيش حياتي، وقلبي لا يزال ملكًا لي وحدي. ولكن هل سيظل الأمر هكذا؟


بعد تلك اللحظة، لم يتوقفوا عن محاولاتهم، بل زادوا إصرارًا. في كل مرة كنت أظن أن الأمور قد هدأت، يعودون لي بشكلٍ مختلف، وكأنهم يعتقدون أنني سأتغير.

حسن
في اليوم التالي، كان حسن في صفي خلال دروس الرياضة. كان دائمًا يختارني كجزء من فريقه، ورغم أنني كنت أكره فكرة أن يكون في محيط عملي بشكل دائم، إلا أنني شعرت بشيء غريب في تصرفاته تلك المرة. كان ينظر إلي بطريقة غير معتادة، عيناه تتبعاني أينما ذهبت. في أحد الأيام، بعد انتهاء الحصة، اقترب مني وقال بنبرة جادة: "تريزا، هل يمكنني التحدث معك لحظة؟" شعرت بشيء من الإلحاح في صوته، فقلت بابتسامة صغيرة، "بالطبع، ما الأمر؟" "أريد أن أخبرك بشيء... كل مرة أفكر فيك، أجد نفسي أريد أن أكون قريبًا منك أكثر. أعتقد أنني بدأت أرى شيئًا مختلفًا فيك، تريزا." كان كلامه حقيقيًا، لكنني لم أكن مستعدة للانفتاح. لم أجب على ما قاله، بل ابتسمت ببساطة وأجبت: "أنت شخص رائع، حسن، ولكنني لا أبحث عن علاقة الآن." لكن حسن كان مصممًا على المحاولة. في اليوم التالي، أرسل لي رسالة عبر الهاتف يقول فيها: "أريد فقط أن أكون بجانبك، أريد أن تعرفي كم أنا مهتم بك، وكل شيء سيكون على ما يرام. سأنتظر."

سامي
أما سامي، فقد كان يتعامل مع الموقف بشكل مختلف. كان هادئًا، لكنني شعرت أن وراء صمته شيء عميق. في أحد الأيام، كنت أجلس في المقهى المدرسي مع صديقاتي، وإذا به يظهر أمامي فجأة. كان يحمل كوبًا من القهوة ويقترب مني ببطء، ثم جلس على الطاولة قائلاً: "تريزا، هل تعلمين أنني لا أحب الطريقة التي تنظرين بها إلى العالم؟" نظرت إليه مستغربة، فقال: "أنتِ جميلة جدًا، لكنك تتخذين من نفسك جدارًا عازلًا. أريد فقط أن أقول لك إنني هنا، إذا كنت بحاجة إلى أي شيء." رددت عليه بهدوء، "أنت لطيف، سامي، لكن لا أظن أنني بحاجة إلى شيء منك." لكنه لم ييأس، وفي اليوم التالي، أرسل لي رسالة نصية يقول فيها: "قد لا تحتاجينني الآن، ولكنني سأظل هنا مهما طال الوقت."

عادل
ثم جاء دور عادل. هذا الشاب الذي كان دائمًا يحاول إظهار قوته أمام الجميع. كان يظن أن كل شيء يجب أن يدور حوله، وكان يعاملني وكأنني تحدٍ يستحق أن يُنتصر عليه. في يوم من الأيام، أثناء مرورنا بجانب بعضنا في فناء المدرسة، توقف أمامي وقال: "تريزا، أريدك أن تعرفي شيئًا. عندما أضع أهدافي في حياتي، لا أسمح لأي شيء أو شخص أن يعيقني. وأنتِ، أنتِ الهدف الأكبر بالنسبة لي." نظرت إليه ببرود، ثم قلت: "أنت لا تفهم، عادل. إذا كنت تفكر أنني مجرد هدف لتنتصر عليه، فأنت في الطريق الخطأ." ولكنه أصر، وأرسل لي رسالة في اليوم التالي يقول فيها: "لن أستسلم، تريزا. سأظل ألاحقك حتى أفوز بك."

مروان
أما مروان، فقد كان مختلفًا تمامًا. كان شابًا طيبًا، لا يمكنني إنكار ذلك. لكنه كان سريع الغضب، وإذا شعر بشيء يزعجه، كان يعبّر عنه فورًا. كنت أراه في مواقف مختلفة، وكل مرة كان يحاول التقرب مني، يظل قلبه في صراع داخلي. في أحد الأيام، أثناء عودتنا من المدرسة، فجأة توقف وقال لي: "تريزا، أنا لا أستطيع الاستمرار في هذا الصمت. أنا أحبك، ولن أكتفي بمشاعر غير مكشوفة. كنت دائمًا أراكِ جميلة وقوية، لكني أريد أن أكون بجانبك." وقفت أمامه، كان متوترًا، وكأن الكلمات قد صعبت عليه. "مروان، أنت شخص رائع، ولكنني لا أريد أن أكون في علاقة الآن. هذا ليس عنك، بل عني." لكن مروان لم يتوقف عن المحاولة. في اليوم التالي، وجدني في المكتبة وقال: "أريد أن أكون جزءًا من حياتك، تريزا. لا أريد أن أعيش في هذا الفراغ بيننا."


رغم كل محاولاتهم، لم أكن مستعدة بعد. كانوا يعتقدون أن كل ما يحتاجونه هو أن يظهروا لي أنهم الأفضل. لكنني كنت متأكدة أن الحب ليس لعبة تُلعب. الحب يجب أن يكون شيئًا حقيقيًا، وليس مجرد محاولة لإثبات من هو الأفضل.

ولكن مع مرور الأيام، بدأت أرى أن كل واحد منهم كان يأتي لي من مكان مختلف. حسن كان يبحث عن القوة، سامي كان يبحث عن عمق مشاعر حقيقية، عادل كان يبحث عن تحدي، ومروان كان يبحث عن أمان وطمأنينة. ومع ذلك، كل منهم كان يخطئ في اعتقاده بأنني سأكون مجرد شخص يتبع مشاعره دون أن يكون لدي الحق في اختيار طريق خاص بي.

وفي تلك اللحظات، بدأت أطرح على نفسي أسئلة صعبة. هل سأظل أرفضهم إلى الأبد؟ هل يمكن أن أسمح لأحدهم أن يختطف قلبي؟


مرت الأيام، وكأنني كنت أعيش في دوامة من المشاعر والتحديات. كنت أستيقظ كل يوم وأنا أرى محاولات الشباب الأربعة لإثبات أنفسهم. رغم أنني كنت أرفضهم جميعًا، إلا أنني بدأت ألاحظ شيئًا غريبًا في نفسي. مشاعر لم أكن أريد الاعتراف بها بدأت تتسلل إلى قلبي، لكنني كنت دائمًا أقاتلها. لم أكن أريد أن أكون ضعيفة أمام أحدهم.

في يوم من الأيام، كان عادل قد قرر أن يظهر لي من جديد، ولكن هذه المرة كان مختلفًا. جاء إليّ أثناء حصّة الرياضة، حيث كنت أستريح قليلاً على جانب الملعب. كان يحاول أن يبدو هادئًا، ولكن في عينيه كان هناك شيء جديد. اقترب مني وقال بصوت منخفض: "تريزا، أريد فقط أن تعرفي أنني لا أستطيع أن أتركك دون أن أخبرك بما في داخلي. قد تكونين ترفضين الآن، لكنني سأظل هنا، لأنني أؤمن أنكِ تستحقين أفضل مما تقدرين عليه. وأنا مستعد أن أكون هذا الشخص." للحظة، شعرت بشيء غريب في قلبي. لم أكن أعتقد أن عادل سيقول شيئًا كهذا. كنت دائمًا أراه شخصًا يتمسك بالهيبة والسلطة، لكن هذه الكلمات كانت مختلفة. لم أستطع الرد فورًا، واكتفيت بالصمت. ولكنني شعرت بشيء داخلي بدأ يتغير، شيء لم أكن أريد مواجهته.

ثم جاء مروان، الذي كان دائماً يراقبني من بعيد. لم يكن يعبّر عن مشاعره كما يفعل الآخرون، لكنه كان يشعر بأن هناك شيئًا خاطئًا في الطريقة التي كنت أتعامل بها مع نفسي. في أحد الأيام، بينما كنت أقرأ في المكتبة، جاء إليّ وقال: "تريزا، هل تعلمين أن الخوف ليس ضعفًا؟ أحيانًا لا يكون الشجاعة في مواجهة الآخرين، بل في مواجهة أنفسنا. وإذا كنتِ بحاجة إلى شخص يرافقك في هذه الرحلة، فأنا هنا." كان كلامه مؤثرًا، وكأنه يلامس جزءًا من نفسي كنت أخفيه. لكنني أردت أن أظل قوية، وأجبت عليه ببساطة: "أنا لا أحتاج إلى أحد ليرافقني، مروان." ومع ذلك، شعرت بشيء غريب. مروان كان يشبهني في شيء ما، ربما كان يخشى التغيير، ولكن كان هناك شيء عميق في نظرته جعلني أتوقف لحظة.

في اليوم التالي، كان حسن قد قرر أن يتحدث إليّ مجددًا. هذه المرة كان أكثر جدية. كنت جالسة في الحديقة المدرسية، وهو اقترب مني ببطء. كان واضحًا أنه قد قرر أنه لن يترك الفرصة تضيع. "تريزا، لا أريدك أن تظني أنني مجرد شخص يبحث عن اهتمام. أنا أعلم أنكِ قادرة على الكثير، وأنكِ تستحقين شخصًا يمكنه أن يرافقك في كل خطوة. وأنا أريد أن أكون هذا الشخص. ولكن إذا كنتِ لا تشعرين بنفس الشيء، فأنا مستعد للمغادرة، ولكن أرجو أن تعطي نفسك فرصة لتفكري." كانت كلمات حسن صادقة جدًا، لدرجة أنني شعرت بشيء يتغير في داخلي. كنت دائمًا أرى فيه شخصًا يسعى لتحقيق شيء خارجي، لكن في تلك اللحظة، رأيت فيه شخصًا مختلفًا.

ثم جاء سامي، الذي كان دائمًا هادئًا ويحاول أن يبقى بعيدًا عن المنافسة. في أحد الأيام، وجدني جالسة بمفردي في ساحة المدرسة بعد انتهاء الحصص. اقترب مني ببطء، وقال بهدوء: "تريزا، لا أريد أن أكون مثلهم. أنا لست هنا لكي أتنافس مع غيري. لكنني أريد أن أكون الشخص الذي تستطيعين الاعتماد عليه. ربما لم أكن أظهر مشاعري بالشكل الصحيح، ولكنني هنا الآن، فقط لأقول لك إنني لا أريد أن أخسر فرصة أن أكون في حياتك." كان صوته صافيًا، وكأن كلمات مثل هذه كانت تخرج من قلبه. في تلك اللحظة، شعرت بشيء يلامس أعماق قلبي، شيء لم أكن أرغب في مواجهته. لكنني لم أستطع إظهار ذلك، بل اكتفيت بالابتسام وقالت: "شكرًا لك، سامي. لكن ليس الآن."

بعد كل هذه المحاولات، بدأت أفكر في حياتي بطريقة مختلفة. لماذا كان هؤلاء الشباب يفعلون كل هذا من أجل الحصول على فرصة في حياتي؟ هل كان حبي لهم أم مجرد فكرة؟ في كل مرة كانوا يقربونني أكثر، كنت أبتعد أكثر. لكنني لم أكن أستطيع نكران أن مشاعرهم كانت تؤثر عليّ.

في يوم من الأيام، بعد أسبوع من محاولاتهم المتواصلة، قررت أن ألتقي بكل واحد منهم. كنت بحاجة لفهم مشاعري بشكل أفضل. في مكان هادئ، بعيدًا عن الجميع، قررت أن أكون صادقة مع نفسي.

تحدثت مع كل واحد منهم على حدة، وأوضحت لهم مشاعري بصراحة. لم يكن الأمر سهلًا بالنسبة لي، لأنني كنت أواجه قلبي الذي كان يرفض الفكرة تمامًا. قلت لحسن: "أنا أقدر كل شيء تفعله من أجلنا، لكنني لا أستطيع أن أكون معك." ثم قلت لمروان: "أنت شخص عميق، لكنني لست مستعدة لأكون جزءًا من حياتك." بعدها تحدثت إلى سامي وعادل، وأخبرتهم بأنني أحتاج إلى وقت لأفكر في نفسي وأتعلم كيف أكون قوية من الداخل، دون أن أكون مشروطة بأي شيء أو أي شخص.

لكن رغم كل هذه المحاولات، وكل هذه الرفض، كنت أدرك شيئًا واحدًا: الحب ليس بالأمر السهل. لكنني تعلمت أن القوة الحقيقية تأتي من معرفة من نحن وما نريد، حتى لو كان ذلك يعني مواجهة مشاعرنا ومخاوفنا.



كنت قد بدأت أجد نفسي في دوامة من المشاعر التي كنت أرفض الاعتراف بها. كان حسن، وسامي، وعادل، ومروان، جميعهم قد فعلوا كل شيء ليحصلوا على فرصة في حياتي، لكنني اخترت أن أظل بعيدة. كنت دائمًا أقول لنفسي: "لن أسمح لأحدهم بأن يحطم كبريائي، سأظل قوية."

ولكن، كما يحدث في بعض الأحيان، يظهر شخص لا تتوقعه. لم يكن من بين هؤلاء الأربعة، بل كان شخصًا آخر تمامًا. شخص لم أكن أراه إلا من بعيد، شخص يعاملني بغرور أحيانًا، وبقسوة أحيانًا أخرى. كان يتصرف وكأنه لا يهتم، لكنني كنت أعرف أن هناك شيئًا في داخله يجذبني نحوه. وكان هذا هو ما جعلني أضعف.

في البداية، كنت أقاومه بشدة، وأخبر نفسي أنني لن أكون مجرد امرأة تنجذب لأحدهم لأنه يظهر تجاهها بعض القسوة. لكن مع مرور الوقت، بدأ الأمر يصبح أكثر تعقيدًا. كان يمر بجانبي أحيانًا وهو ينظر إليّ وكأنني لا شيء، وأحيانًا أخرى، يقترب مني ليحدثني وكأنني محور اهتمامه. لم أفهمه، لكنه كان يعاملني بطريقة لم أستطع مقاومتها.

كان يجرحني أحيانًا بكلماته، ويتجاهلني في أحيان أخرى، لكنه كان يعاملني بطريقة جعلتني أضعف أمامه أكثر. كنت دائمًا أقول لنفسي: "لن أسمح له بتحطيم كبريائي"، لكن في كل مرة كنت ألتقي به، كنت أشعر بشيء مختلف. شيء كان يثير قلبي، ويجعلني أسقط في تلك الفجوة التي لم أكن أريد أن أكون فيها.

وفي يومٍ من الأيام، وبعد كل تلك المحاولات من الشباب الأربعة، قررت أن أختار هذا الشخص، رغم كل شيء. رغم القسوة، رغم التلاعب. لم أكن أستطيع نكران ما شعرت به تجاهه. قررت أن أكون معه، رغم أنني لم أكن متأكدة من مشاعره نحوي. لم أكن أعرف إذا كان يحبني أم لا، ولكنه كان الشخص الوحيد الذي أوقعني في هذا الفخ الذي كنت أحاول تجنبه. في النهاية، اخترت أن أعيش تجربتي الخاصة، حتى لو كانت مليئة بالتحديات.

لكن، كما هو الحال دائمًا، كانت تلك اللحظة غامضة. لم يكن هناك تأكيد لمدى حبه لي، ولا تأكيد على ما سيحدث بيننا في المستقبل. بقيت أعيش في دوامة من المشاعر غير الواضحة، متمسكة بكبريائي، لكنني عرفت في أعماقي أنه كان الخيار الذي لم أستطع مقاومته.

وهكذا، انتهت قصتي مع الحب بطريقة غير تقليدية، لم تكن النهاية كما كنت أتوقعها، بل كانت بداية لمشاعر جديدة، غامضة ومبهمة، غير مؤكدة، كما هو الحال في الحياة. وكان سؤالي الوحيد: "هل هو يحبني حقًا، أم أنني فقط ضعفت أمامه؟"


تعليقات

  1. مهما العمر يجري ميلادي أو هجري سأظلّ أحبّك يا عمري، ومهما العيون تنام يبقى القلب سهران، ومهما البعد طال يبقى الغالي عالبال

    ردحذف
  2. مفيش احلى من الروايات الكوريه اصلا كده كده

    ردحذف

إرسال تعليق

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء