مغروره bts

 اسمي سهى، قد تظنونني مغرورة، ولكني فقط فتاة تعرف ما تريد وكيف تحصل عليه. بالنسبة لي، التحدي ليس في أن أجذب الانتباه، بل في أن أتحكم به.

عندما تعرفت على أعضاء فرقة BTS، لم أكن أبحث عن شيء معين. كنت أتابعهم مثل أي معجبة أخرى، لكن سرعان ما أدركت أن لديهم نقطة ضعف واحدة مشتركة: قلوبهم الرقيقة.

كل شيء بدأ عندما أرسل لي "تايهيونغ" رسالة على الإنستغرام بعد أن رأى صورة لي في حدث صغير في سيول. لم أكن أتوقع أن يتحدث معي، لكن تلك اللحظة كانت بداية اللعبة. رددت عليه بابتسامة ودودة، جعلته يشعر أنه مميز.

بعد أسبوع، وصلتني رسالة من "جونغكوك". كنت أعلم أنه شاب خجول، لذا تعاملت معه بطريقة مختلفة تمامًا. جعلته يشعر بالأمان، كأنني الشخص الوحيد الذي يفهمه.

لكن الحقيقة؟ كنت أستقبل رسائل من "جيمين" و"نامجون" و"جين" في نفس الوقت.

كنت أجلس في غرفتي، هاتفي في يدي، وأتحدث معهم جميعًا وكأنني فتاة مختلفة لكل واحد منهم.
"تايهيونغ" يحب الفتاة الغامضة. "جونغكوك" ينجذب للفتاة البريئة. "جيمين" يبحث عن الدلال. أما "يونغي" فهو يحتاج لشخصية قوية تلهمه.
أنا كل تلك الشخصيات.

الغريب في الأمر أنني لم أشعر بأي تأنيب ضمير. كنت أعتبرها لعبة ممتعة، أشبه بلعبة الشطرنج. كل خطوة محسوبة، كل كلمة مختارة بعناية.

في يومٍ ما، كنت أكتب رسالة لجيمين على الواتساب، بينما أتحدث مع نامجون على الفيديو. كنت أستمع لتحليل نامجون عن الأغاني القادمة وأرد عليه بعبارات ذكية، بينما أرسل لجيمين:
"أحب طريقتك في الرقص، تجعلني أشعر أنك تطير."


كنت أعيش وسط تلك اللعبة وكأنني ممثلة تلعب عدة أدوار في وقت واحد. لكل واحد منهم سهى مختلفة، ولكل رسالة طابع خاص بها. كنت أعلم نقاط ضعفهم وأستغلها بمهارة.

"تايهيونغ" كان أكثرهم شاعرية. عندما كنت أتحدث معه، كنت أختار كلماتي بعناية لتبدو غامضة ومليئة بالمعاني الخفية.

"أحيانًا أشعر وكأنني فراشة تحوم حول نور بعيد، لكنني أخاف الاقتراب منه..."
كان يجيبني بصوت عميق مليء بالإحساس:
"أنتِ مثل لوحة فنية، معقدة وجميلة في الوقت ذاته. أتمنى أن أكون النور الذي تبحثين عنه."
وكانت عيناي تلمعان بالسخرية، لكنه لا يرى ذلك بالطبع.
أما "جونغكوك"، فكان طفوليًا وعاطفيًا للغاية. كنت أرسل له صورًا عفوية لي وأكتب:

"كنت أفكر فيك وأخذت هذه الصورة... هل تضحكني مثلما فعلت في أحلامي الليلة الماضية؟"
كان يرد بعد ثوانٍ فقط:
"حقًا؟ حلمتِ بي؟ لا أصدق! ماذا فعلتُ في حلمك؟"
كنت أبتسم بسخرية وأكذب بكل برود:
"كنت تغني لي فقط. كنت أنظر إليك وأشعر أنني أعيش في عالم آخر."
وفي تلك الليلة، نام جونغكوك وهو يحتضن وسادته، يحاول تصور الحلم الذي أخبرته عنه.
"جيمين" كان مختلفًا. كان يبحث عن الاهتمام، وكان يحب سماع كلمات الإعجاب.

"رقصك يجعلني أشعر أن العالم كله يتوقف. أنت لا ترقص فقط، بل تحكي قصة كاملة."
كنت أقولها بنبرة مليئة بالحنان، وكأنني معجبة لا ترى أحدًا سواه. وفي كل مرة كنت أرسل له رسالة، كان يرد وكأنه ينتظرني منذ الأبد.
"هل حقًا ترينني بهذا الشكل؟ أتمنى لو كنتِ هنا الآن، كنت سأرقص فقط لأجلك."
وفي الليل، كان يبكي بصمت، يتمنى أن يكون أقرب إليّ، بينما كنت أنا أتحدث مع يونغي.
"يونغي"، رغم قوته الظاهرة، كان بحاجة إلى شخص يراه كما هو، بعيدًا عن الأضواء. كنت أكتب له:

"أشعر أنك تحمل الكثير بداخلك، يونغي. لو كنت بقربك الآن، لربما استطعت مشاركتك هذا الحمل."
كان يجيبني بصوت هادئ:
"لا أحد يرى ذلك، سهى. أنتِ الوحيدة التي تشعرين بي."
وفي تلك اللحظة، كان يشعر أنني الشخص الوحيد الذي يفهمه، بينما كنت أخطط لكيفية التلاعب به أكثر.
أما "نامجون"، فكان أصعبهم.
كان ذكيًا، وكان عليّ أن أبدو مثقفة ومهتمة بكل شيء يتحدث عنه. كنت أبحث عن مواضيع تثير اهتمامه، وأناقشه بطريقة تجعله يظن أنني مميزة.

"أحب طريقتك في الحديث عن الحياة، تجعلني أرى الأمور بشكل مختلف."
كان يبتسم عبر الشاشة:
"وأنا أحب طريقة تفكيرك، سهى. لم أقابل فتاة مثلك من قبل."
لكنه لم يكن يعلم أنني في اللحظة ذاتها كنت أضحك على شيء كتبه جين.
"جين" كان يحب المزاح والمرح، وكنت أجعله يشعر أنني أكثر فتاة مرحة في العالم. كنت أرسل له نكات وصورًا مضحكة، وأقول:

"أنت الوحيد الذي يجعلني أضحك بهذا الشكل."
كان يرد بفخر:
"وهذا يجعلني أسعد رجل في العالم، سهى."
وفي الليل، كان يتمنى لو يستطيع أن يراني مرة أخرى فقط ليجعلني أضحك.
كنت أعلم أنني أعبث بمشاعرهم، لكن تلك اللعبة كانت ممتعة للغاية. كنت أرى كيف أن كلمات بسيطة قادرة على أن تجعلهم ينامون وهم يفكرون بي، وأحيانًا يبكون لأنهم لا يستطيعون الوصول إليّ.

في إحدى الليالي، كنت جالسة في سريري، محاطة بهواتفي. كل واحد منهم كان يرسل لي رسالة طويلة مليئة بالحب.
"تايهيونغ" كتب لي:

"لا أستطيع النوم. أريد أن أخبرك بشيء، لكنني خائف أن يفسد كل شيء."
"جونغكوك" قال:
"لماذا أشعر وكأنك بعيدة جدًا؟ أريد أن أراك قريبًا."
"جيمين" أرسل:
"أنا أفكر فيك طوال الوقت. هل تفكرين بي كما أفكر بك؟"
"يونغي" كتب:
"أنتِ الشيء الوحيد الذي يجعلني أشعر بالهدوء وسط كل هذا الجنون."
"نامجون" قال:
"كل مرة أتحدث معك أشعر أنني أقترب أكثر من فهم الحياة."
"جين" أرسل:
"لقد جعلتِ يومي أجمل فقط لأنك تحدثت معي."
كنت أقرأ رسائلهم بابتسامة عريضة، وأعلم أنهم الآن في أسرّتهم، يتقلبون من شدة حبهم لي. كل واحد منهم يظن أنه الوحيد في عالمي، بينما أنا أعيش عالمي الخاص، العالم الذي صنعته بنفسي.

انتظرونى في الجزء الثاني