موصى به لك

الأقسام

الأعلى تقييمًا

    أعمال أصلية (RO)

      الأفضل شهريًا

        حارسات نيويورك - جيش من النساء في ملاهي ليلية

        حارسات نيويورك

        2025,

        عسكرية

        مجانا

        سحاقية في نيويورك، بتواجه تحرشات من رجالة بار قريب. حياتها بتتغير لما ليسا، جندية بحرية سحاقية، بتنقذها. الليسا وصحابها بيقرروا يتطوعوا حراس أمن في بار جيني عشان يحموا الستات من التحرش المستمر، وبتتطور علاقة جيني بليسا مع الأحداث. القصة بتسلط الضوء على تحديات مجتمع الميم وبتأكد على أهمية الأمان والاحترام.

        جيني

        بتشتغل في بار "ليبس" (LIPS) في نيويورك. بتعاني من التحرش المستمر من الرجالة السكرانين اللي بييجوا من البار اللي قصادهم. شخصيتها في البداية قلقة وخايفة، لكنها بتكتسب شجاعة وبتدافع عن نفسها.

        ليسا

        جندية بحرية سحاقية شجاعة وقوية وواثقة من نفسها. بتنقذ جيني من الاعتداء مرتين، وبتقرر إنها هتتطوع كحارسة أمن في بار "ليبس" هي وصحابها عشان تحمي الستات. شخصيتها حازمة ومبتخافش من المواجهة، وعندها حس فكاهة خفيف.

        ويندي

        صاحبة بار "ليبس" ومديرة جيني. ست بتدعم موظفاتها وبتغضب لما تعرف إنهم بيتعرضوا لأذى. بتحاول تحافظ على أمان البار والستات اللي فيه، وبتكون ممتنة لمساعدة ليسا وصحابها.

        تشايونغ

        زميلة سكن جيني وأقرب صديقاتها. شخصية مرحة ومتحمسة جداً، وبتدعم جيني في كل حاجة. هي اللي بتشجع جيني إنها تدور على ليسا بعد ما تنقذها.
        تم نسخ الرابط
        حارسات نيويورك

        جيني كانت شغالة في بار "ليبس" (LIPS) بقالها سنتين.
        كانت فاكرة إن الشغل في بار خاص بالسحاقيات وهي بتدرس في جامعة نيويورك (NYU) هيكون ممتع، وفعلاً كان كده في الأول. بس اللي جيني ما كانتش تعرفه، إنها غير إنها بتتعامل مع ستات سكرانة فاكرة إنها هدية ربنا لكل الستات في كل مكان، كان لازم تقلق من الرجالة السكرانين اللي في البار اللي قصادهم "ذا بويز كلوب" (THE BOYS club).
        الستات كانت بتعرف تتعامل معاهم، شوية كلمات فيها عدم اهتمام كانت بتخلي أكتر بنت مغرورة تمشي وتسيبها ترجع بيتها في أمان. لكن الرجالة... الرجالة دول كانوا حاجة تانية خالص. خصوصًا الرجالة اللي بيروحوا "ذا بويز كلوب". أول ما كانوا بيشوفوها خارجة من بار السحاقيات، كانوا بيرموا عليها تعليقات بذيئة وعروض عشان "يصلحوها" كل ليلة وهي بتحاول تمشي بعصبية في طريقها للمترو.
        المشي بالليل كان دايماً حاجة خطيرة، خصوصًا في مدينة زي نيويورك. وكونها سحاقية، في عالم رجالة فاكرين إن "خبطة" سريعة هتخليها تبقى ست "معدولة"، ده كان أصعب بكتير.
        الرجوع للبيت كان دايماً بيخلي جيني تكره إنها تروح الشغل. وده كان محبط عشان هي كانت زمان بتستنى ليلة الخميس عشان شوية مغازلة بريئة وكلام عادي مع الستات الحلوة اللي في المدينة. دلوقتي جيني كانت بتبص على الساعة اللي فوق البار بعصبية، وبتلعن نفسها لما لقت إن فاضل لها عشرين دقيقة بس وشيفتها يخلص.
        بصت في البار عشان تدور على صاحبتها الشقرا اللي ساكنة معاها، شافت تشايونغ بتتكلم مع بنت "مسترجلة"، وعرفت على طول إنها هترجع البيت لوحدها.
        تشايونغ كانت زميلة سكن جيني في جامعة نيويورك (NYU) آخر تلات سنين، واتربطوا ببعض على طول بسبب ميولهم. بعد ما كل واحدة أكدت للتانية إنهم مش مهتمين ببعض خالص. زميلات سكن وأحسن صحاب، يا له من مزيج جميل.
        وهي بتبص في البار بعصبية على أي زبون ممكن يكون محتاجها، جيني شافت ست حلوة أوي بتشرب ويسكي بهدوء، وباين عليها إنها بتبص على الكوباية اللي قدامها بغيظ. ما كانتش فاكرة إنها هي اللي قدمت لها الويسكي، وافترضت إن زميلتها هي اللي خدمت البنت اللي شعرها أسود زي الغراب. كانت متأكدة إنها كانت هتبقى فاكراها لو شافتها، عشان جمالها كان يلفت النظر.
        العشرين دقيقة اللي بعد كده جيني كانت بتخطف بصات للبنت الغريبة، وشافت وهي مستغربة البنت الحلوة دي وهي بترفض كل الستات الجذابة اللي كانوا بيحاولوا يقربوا منها. عدم اهتمامها وقعدتها المستقيمة شدت جيني، وعرفت إن ده لغز عمرها ما هتحله.
        أول ما رئيسها مشّاها، شالت شنطتها وراحت على باب البار الأمامي، بصت وراها لاقت البنت الشاحبة اللي شعرها أسود اختفت من مكانها على البار، وجيني مشيت حزينة من غير ما تبص أي بصة تانية على الغريبة الجميلة.
        وهي بتطلع من الباب، جيني مشيت ناحية المترو بسرعة عشان تتجنب أي اهتمام مش مرغوب فيه. لعنت لما سمعت خطوات وصفافير وراها، وسرّعت خطواتها.
        "يا حلوة! هوريكي وقت أحسن من الشواذ دول اللي جوه!" راجل سكران صرخ وهو بيمسك دراعها.
        "أنا مش مهتمة." جيني قالتها بهدوء، ومشت أسرع وهي بتشد دراعها من المتخلف السكران.
        "يلا بقى ما تبقيش رخمة!" صاحبه تمتم وهو بيضحك.
        "أنا سحاقية، مش مهتمة باللي عندك." جيني قالتها بعدوانية أكتر.
        "ما تبقيش وسخة! كل بنت عايزة ده!" الراجل الأولاني قال وهو بيمسك منطقة حساسة فيه.
        "مش كل الستات! عشان كده بيسمونا سحاقيات!" جيني ردت بضيق، وهي بتمد إيدها شنطتها بهدوء، وماسكة سبراي الفلفل.
        "أنتِ بس ما لقتيش الراجل الصح!" الراجل التاني قال بغضب وهو بيمسك دراعها بعنف.
        جيني طلعت إيدها بسرعة ورشت في وش الراجل اللي ماسكها، ونطت لورا لما طلع صرخة قوية.
        
        "يا كلبة!" صرخ وهو ماسك وشه.
        صاحبه خبط سبراي الفلفل من إيدها وزقها بعنف على حيطة الحارة وهو ماسك رقبتها.
        "هتدفعي تمن ده يا كلبة. هعلمك إزاي تتعاملي مع راجل!" صاحبه صرخ، وهو بيأن وبيفتح سوستة بنطلونه وهي بتحاول تهرب منه وبتضرب في أي مكان تقدر عليه.
        "مساعدة! أرجوكوا ساعدوني!" صرخت بصوت عالي، على أمل إنها تلفت انتباه حد. واحد من الرجالة لوى دراعها جامد عشان تخليها تصرخ تاني من الألم.
        فضلت تصرخ لحد ما الراجل ضربها بالقلم جامد ومسك بوقها جامد ومسك صوت صراخها. عينيها دمعت وبدأت تتوتر، وهي بتحاول تتحرك بجسمها عشان تبعد بس ما عرفتش، وعرفت إن مفيش هروب من مصيرها. بس مع ذلك قاومت الراجل وهو بيحاول ينزل بنطلونها الجينز.
        الراجل اللي اترش بالسبراي كان لسه هيضربها، لما قوة خبطته في حيطة الحارة كسرت وشه جامد في الإسمنت وكسرت مناخيره.
        الراجل اللي كان ماسك جيني بص وراه، بس خد لكمة في وشه رجعت دماغه لورا ورمته بعيد عن الست اللي بتعيط.
        جيني بصت على الراجل اللي واقع على الأرض وبصت بسرعة لقت نفس الست الشاحبة اللي شعرها أسود من البار، وبصراحة ممكن تقول إنها عمرها ما كانت ممتنة أوي إنها تشوف وش غريب بالشكل ده.
        الست الغريبة وطت وهي بتجهز نفسها للرجالة اللي جايين ناحيتها. الراجل الأولاني هجم عليها، وهو بيحاول يضربها في وشها، بس فوت اللكمة لما الست مسكت دراعه اللي بيتحرك بإيدها الشمال وضربته جامد بإيدها اليمين. مسكت شعره وخبطت وشه في الحيطة وكسرت مناخيره حتت.
        وقع على الأرض، وهو بيبدأ يفقد الوعي، سمع صوت خشن بيقول: "أحياناً السحاقية بتكون سحاقية وبس. ولما الست تقول لأ يبقى لأ. لو شفتك بتفرض نفسك على ست مش راضية تاني، هتأكد إنك مش هيكون عندك أي حاجة تستاهل إنك تعمل بيها حاجة!"
        الراجلين كانوا نايمين على أرض الحارة مغمى عليهم، وبينزفوا من وشوشهم، والبنت اللي شعرها أسود واقفة طويلة ووشها بارد وباين عليه القرف. بصت على البنت اللي دايخة، وجريت ناحيتها في نفس الوقت اللي لحقت فيها البنت اللي بتعيط وهي أغمى عليها من الصدمة.
        شالت البنت اللي اتعرضت لصدمة، ورفعتها في دراعها زي العرايس ورجعت بيها للعجلة بتاعتها جنب البار. أول ما وصلت، دورت في شنطة البنت اللي فاقدة الوعي ولاقت كارنيه طالبة. كان مكتوب عليه: "جيني كيم، يرجى إعادتها للمهجع B17 إذا وجدت."
        طيب، هي هترجعها.
        
        
        
        
        
        
        
        صحيت جيني مفزوعة، مرعوبة وقاعدة تبص حواليها بجنون. لما عرفت إنها في أوضة نومها، ريحت وأفتكرت المنقذة بتاعتها اللي عينيها زي الغزالة.
        
        بصت حواليها، شافت زميلتها في الأوضة نايمة، ومفيش أي أثر للغريبة اللي أنقذتها. وهي محبطة، قامت جيني ولاقت نفسها لابسة البيجامة وإستغربت مين اللي غيرلها هدومها. راحت على الحمام عشان تغسل وشها، لما شافت ورقة ملزوقة على باب الحمام ومسكتها وإيديها بتترعش.
        
        "يا بارميد جميلة،
        
        أنا جبتك للأوضة بتاعتك بعد ما لاقيت الكارنيه بتاعك في شنطتك لما أغمى عليكي. أنا آسفة على إقتحام خصوصيتك ده بس أتمنى تسامحيني. أنا عارفة إنه كان تصرف غريب إني أتبعك، بس لما مشيتي، شفت السكرانين اللي كانوا بيتبعوكي ومقدرتش أمشي وأنا عارفة الخطر. أتمنى إنك تفكري في إنك تاخدي تاكسي أو تستثمري في عربية في المستقبل. لو الموضوع غالي أوي، أرجوكي تثقي في نظام الأصدقاء، البنات الحلوين معرضين للخطر في المدينة دي، وأنا هكره لو وقعتي فريسة لده. أنا آسفة إني غيرتلك هدومك، بس مقدرتش أسيبك في الهدوم اللي القرفين دول حطوا إيديهم عليها. أنا آسفة جداً على إقتحام خصوصيتك مرة تانية بس بوعدك إن عيني كانت مقفولة طول الوقت. مش من طبعي إني أقتحم مساحة شخصية لحد، وآسفة لو حسيتي إني عملت كده. أرجوكي خلي بالك من نفسك في المستقبل، مش كل اللي هتقابليهم هيكونوا ناس كويسة. خليكي في أمان وحاولي متخليش الحادثة دي تدمر إحساسك بالأمان. في ناس هناك بتخاطر بحياتها عشان انتي تحسي بالأمان ده.
        
        منطقتك الصديقة اللي بتدّي على القفا،
        إل إم"
        
        ابتسمت جيني للورقة، وشكرت السما إن في حد طيب بالدرجة دي وحط مجهود كبير في سلامتها. الخط كان مألوف بس جيني مقدرتش تحدد إزاي مهما حاولت تفتكر.
        
        بصت على ساعة المنبه جنب السرير، ولاقت إنها على وشك تتأخر على أول محاضرة ليها في اليوم. حطت الورقة على سريرها، وراحت بسرعة تاخد دش وتعمل روتينها الصباحي قبل ما تلبس هدومها وتمسك شنطتها وتجري بره الأوضة.
        
        دخلت جيني محاضرة العلوم السياسية، وراحت على كرسيها بسرعة وطلعت كشكولها وقلمها بسرعة، وبتحاول تجهز نفسها لساعة مرهقة من المحاضرة.
        
        الأستاذة بتاعتها، الآنسة لي، كحت وهي مستمتعة وجيني احمرت من الكسوف ونزلت راسها، عارفة إن دخولها السريع متلاحظش.
        
        "يا فصل، عندي ضيف النهاردة. هي جندية بحرية رجعت بيتها إجازة، ومستعدة تجاوب على أسئلة عن إيه شعور الخدمة في بلاد مختلفة عن بلدنا. إدوها الاحترام اللي تستحقه وإلا هتندموا بعدين." خلصت وهي بتبص في الفصل بغيظ.
        
        ضحكة جت من الباب وهو بيتقفل بقوة وصوت خشن انتشر في الفصل كله خلى جيني تلف راسها ناحية الصوت.
        
        "على مهلك يا جيهون، نسيت قد إيه انتي متحمسة كده." منقذة جيني ضحكت وهي مستمتعة.
        
        شهقت جيني وهي بتشوف الغريبة اللي شافتها في البار، ومشت عينيها على وشها اللي مكنتش عرفت تشوفه كويس. الجندية البحرية كان شعرها أسود فاحم ونازل لحد كتافها وغرة جذابة مغطية جبهتها، بشرتها الشاحبة وشعرها الغامق خلى عينيها الخضرا زي الزمرد تلمع، وجيني حبست نفسها من الجاذبية والثقة اللي كانت بتشع منها.
        
        الغريبة كانت لابسة يونيفورم بحري مكوي خلى جيني ريقها يجري ورجليها تتشد وهي بتبص على كل شبر في الجندية.
        
        "يا فصل دي لاليسا مانوبان، أقرب صديقاتي. هي بتنسى إني كنت أعرفها قبل ما تعرف تمسح طيزها. فعشان كده بكون حامية شوية على صحبتي الانتيم. ده غير إني أكبر منها بخمس سنين بيديني مسئولية الأخت الكبيرة." جيهون شرحت وهي بتبتسم، وده خلى الفصل كله يضحك.
        
        "ممكن تقول كده عشان عندي صور البروم بتاعتها بشعر مش حلو خالص." ليسا ضحكت وهي مستمتعة.
        
        "إيه ده! انتي قلتي إنك حرقتيها!" الآنسة لي وبخت وهي متوترة، وده كان سبب في تسلية طلابها.
        
        ليسا هزت كتافها، وقالت: "بس انتي مخلتينيش أوعدك، فده ذنبك انتي."
        
        الفصل كله انفجر بالضحك وليسا بصت على الفصل وهي بتبتسم ابتسامة عريضة. عينيها بصت على الطلاب، وهي عادة بتبص على اللي حواليها بتبص على أي خطر، لما عينيها وقعت على البنت السمرا الحلوة، بصت عليها مرتين عشان تتأكد إنها هي اللي كانت موجودة الليلة اللي فاتت.
        
        ليسا ابتسمت لجيني بخفة، علامة على إنها عرفتها، وحولت نظرها للطلاب التانيين حواليها.
        
        "ممكن أسهل الموضوع. أنا هقولكم إني كنت متمركزة في إيران، وممكن تسألوني أسئلة عن السكان الأصليين، وآرائهم السياسية، والشغل اللي عملناه. هتاخدوا المعلومات مباشرة من المصدر." ليسا قالت للفصل.
        
        أيدي متحمسة اترفعت وليسا ابتسمت بخفة وهي بدأت فقرة الأسئلة والأجوبة.
        
        لمدة ساعة ونص، ليسا جاوبت على أسئلة الطلاب، ولما المحاضرة قربت تخلص، همست في ودن الآنسة لي حاجة بعد ما ودعتها وسابت الفصل.
        
        جيني كانت تايهة في سرحانها، قضت المحاضرة وهي منبهرة بصوت ليسا الخشن، وابتسامتها المشرقة. مكنتش زي في البار، حيث كانت الجندية تبدو بعيدة ومنعزلة. جيني مكنتش شافت الجندية وهي ماشية وسبت نفسها على إنها كانت مشتتة أوي لدرجة إنها ضيعت فرصتها عشان تشكرها على مساعدتها الليلة اللي فاتت.
        
        وهي بتسيب المحاضرة وبتجري على المحاضرة اللي بعدها، جيني وعدت نفسها إنها لو مش شافتش الجندية في خلال أسبوع، هتطلب من أستاذتها معلوماتها.
        
        دخلت جيني أوضة نومها وهي مجهدة. شافت تشايونغ قاعدة بتكتب على اللابتوب بتاعها، وإتفاجئت لما زميلتها في الأوضة هجمت عليها وهي متحمسة.
        
        "إيه اللي حصل الليلة اللي فاتت؟ أنا رجعت البيت متأخر ولقيتك لابسة البيجامة ونمت. بس دورت عليكي الصبح ولاقيت الورقة دي على سريرك؟ لازم تبدأي تتكلمي عشان أنا مرعوبة!" صرخت وهي بتلوح بورقة ليسا في الهوا بعصبية.
        
        تنهدت جيني وهي بتاخد الورقة وبصت عليها بابتسامة.
        
        "أنا أنقذتني جندية بحرية عينيها زي الغزالة..." جيني بدأت وبعدين دخلت في التفاصيل وهي بتشرح الليلة اللي فاتت من أولها لآخرها.
        
        لما خلصت، بوق تشايونغ اتفتح وهي بتبص لجيني وهي مصدومة.
        
        "لازم تلاقيها يا جين! ده زي القدر! مرتين في أربعة وعشرين ساعة؟ ده قدر!" تشايونغ صرخت بحماس.
        
        "مش عارفة إذا كان قدر، بس أنا على الأقل عايزة أشكرها صح وممكن أعزمها على فنجان قهوة." جيني ردت وهي بتبص على الورقة بإستغراب.
        
        "أياً كان، خلي كلامي ده في بالك يا جين! في يوم من الأيام هتجيبي عيال جندية!" تشايونغ هزرت.
        
        جيني ضحكت وهي بتهز راسها على حركات صاحبتها.
        
        تشايونغ بعدين بقت جدية وهي سألت: "أنتي كويسة بقى؟ يعني بعد اللي حصل الليلة اللي فاتت."
        
        ابتسمت جيني بخفة وردت: "مكنتش كويسة الليلة اللي فاتت، عشان كده أغمى عليا أعتقد. بس لما عرفت إن غريبة ساعدتني، حسيت بالأمان... ده فعلاً بيساعد على إزالة القرف اللي حصل. بس أنا أكيد هستخدم جزء من فلوسي اللي محوشاها وهشتري عربية."
        
        "يا بنت أنا بقولك كده من ساعة ما "ذا بويز كلوب" فتح. مبقاش أمان إنك تتمشي لوحدك. لو عايزة، أنا هساعدك تدوري أونلاين عشان تقدري تجيبيها قبل شيفتك الجاي نهاية الأسبوع ده."
        
        "آه، ده هيكون كويس. عندي شيفت تاني بكرة، وأكيد مش عايزة اللي حصل يتكرر. أنا مبسوطة إني اشتغلت كل الساعات دي الصيف اللي فات، عشان على الأقل أقدر أشتري عربية كويسة." جيني وافقت وهي شاكرة.
        
        "متخافيش يا بنت! أنا معاكي!" تشايونغ قالت وهي بتشد اللابتوب بتاعها على رجلها زي ست في مهمة.
        
        جيني ضحكت، وطلعت على سرير زميلتها في الأوضة، ودعت ربنا إنها تلاقي عربية كويسة بأقل من اللي في فلوسها اللي محوشاها.
        
        حتى وهي جنب زميلتها في الأوضة، عقل جيني كان دايماً بيروح لزوج من العيون الخضرا اللامعة اللي مكنتش بتسيب دماغها.
        
        
        
        
        
        
        راحت جيني الشغل بعربيتها الجديدة وهي فرحانة. خلاص مش هتبقى مضطرة تتعامل مع الحمير السكرانين، عشان دلوقتي ممكن تركب عربيتها وتمشي، لوحدها بس كفيل إنها تحط ابتسامة متخلصش على وشها. خصوصاً إن الليلة دي سبت، والجامعيين السكرانين هينضموا للمعارك.
        
        ركنت جيني عربيتها التويوتا كورولا المستعملة اللي لسه جايباها. الحاجة الوحيدة اللي كانت قلقانة منها هي زحمة نيويورك. بس حادثة عربية كانت أحسن من إنها تتضرب في زقاق في حتة.
        
        دخلت جيني بار "ليبس" (LIPS)، وهي بتطنش الرجالة السكرانين اللي كانوا متجمعين برا نادي "ذا بويز كلوب". شافت صاحبة البار بتعمل مشروبات على البار، راحت ناحيتها وهي مبتسمة.
        
        "أهلاً ويندي!" جيني سلمت بسعادة.
        
        البنت القصيرة لفت ناحية موظفتها بابتسامة. "أهلاً جين! إيه اللي مخليكي مبسوطة كده؟" ويندي سألت وهي بترج خلاط المارتيني.
        
        جيني حطت شنطتها تحت البار وهي بتقول بسعادة: "جبت عربية! خلاص مفيش أي مواجهات سكرانة وأنا راجعة البيت. ده كفاية إنه يخليني مبسوطة بقية السنة."
        
        "ده خبر حلو. الرجالة اللي قصادنا دول بقوا سخافات. اتكلمت مع ظابط وقال إن الموضوع محتاج شكاوى أكتر عشان البار يتنقل أو يتقفل." ويندي قالت بضيق.
        
        "طيب هل محاولة اغتصاب تتحسب شكوى؟" جيني همست بحزن.
        
        ويندي عينيها وسعت وهي بتشاور لبارتندر تاني عشان يحل محلها. لما شافت مكانها اتملى، مسكت إيد جيني وراحت على مكتبها. أول ما دخلوا، لفت على جيني وسألت: "إيه اللي حصل؟"
        
        حكت جيني كل حاجة من أول مواجهة الليلة اللي فاتت لحد آخرها، ووش ويندي كان بيضايق أكتر وأكتر.
        
        "ده مينفعش! الموظفين بتوعي المفروض يعرفوا يمشوا من هنا بأمان من غير ما حاجات زي دي تحصل! "يصلحوها"؟ مفيش حاجة تتصلح! دول حمير!" فضلت تقول وهي غضبانة.
        
        "كان الموضوع مخيف أوي. أغمى عليا وصحيت في الأوضة بتاعتي بسبب الغريبة. كان الموضوع غريب ولطيف في نفس الوقت." جيني قالت وهي بتهز راسها.
        
        وش ويندي اتغير من الغضب للتسلية وهي بتبص على الإعجاب في عينين جيني. "شكل البنت كويسة السمعة ليها معجبين." هزرت وهي بتضحك.
        
        "يا ويندي! مش كل يوم غريبة تنقذ حياتي! من حقي أكون ممتنة!" جيني دافعت عن نفسها وهي بتحمر.
        
        ابتسمت ويندي وهي بتقول: "متأكدة يا جين. طيب، لو شفتي اللي ضربت على قفا الرجالة، ممكن تقولي لها إنها هتاخد مشروبات مجانية مدى الحياة هنا. محتاجين ستات زيها أكتر، وهتوظفها بفرحة كحارسة لو ده هيحافظ على أمان بناتي. أنا بحب البار يكون زحمة بس مش مستاهل لو هنضطر نتعامل مع حاجات زي دي."
        
        هزت جيني راسها بسعادة، وردت: "لو شفتها تاني هقولها."
        
        "كويس، دلوقتي بكرة عايزكي تعملي بلاغ في قسم الشرطة. هنبدأ نشجع زبايننا إنهم يعملوا بلاغات لو في مشكلة. آخر حاجة محتاجينها إن حد يتأذى بجد." ويندي قالت وهي بتنزل كلامها بغضب.
        
        "آه، كنت بفكر في ده. هعمله بكرة قبل ما أذاكر. طيب، لازم أروح هناك." جيني ردت وهي بتشاور على البار.
        
        هزت ويندي راسها، دليل على إنها هتفضل في مكتبها شوية كمان وجيني رجعت للبار عشان شيفتها.
        
        جيني كانت بتخدم في البار بقالها ساعة حلوة، لما مجموعة ستات دخلت خلت نفسها تتحبس.
        
        ليسا...
        
        وهي ماشية مبتسمة، ليسا راحت على الترابيزة بدل البار المرة دي. وراها كان في ستتين تانيين ومعاهم أستاذتها.
        
        تلاتة من الأربع ستات، كان قعدتهم مستقيمة بشكل مبهر، وكانوا بيبصوا بهدوء على البار حواليهم بيدوروا على أي خطر في الزحمة بتاعت السحاقيات. لما ملقوش حاجة، جيني شافتهم استرخوا شوية، واستمتعوا قبل ما يروحوا للبار عشان يشربوا.
        
        استنوا لحد ما بارتندر بدأ ياخد طلباتهم، وجيني قربت من ليسا بعصبية، وهي بتجمع شجاعتها، جيني شافت عيون ليسا الخضرا اللي زي الزمرد بتلمع بتسلية وقلق خفيف.
        
        "لو مش هي اللي بتدّي على قفا الرجالة في المنطقة الصديقة." جيني هزرت بلطف بابتسامة خفيفة، خلت ليسا تضحك.
        
        "لو مش هي الآنسة اللي في ورطة في المنطقة الصديقة. جبتي عربية خلاص؟" ليسا سألت بلطف.
        
        احمرت جيني من اللقب وهزت راسها بسعادة. "آه، تويوتا كورولا. مش متحمسة للتعامل مع زحمة نيويورك والخناقات اللي بتحصل في الطريق، بس ده أحسن من إني أتعرض للتحرش بشكل مستمر." جيني قالتها بحكمة للجندية البحرية.
        
        ابتسمت ليسا بخفة وهي بتهز راسها بالموافقة. "أنا مبسوطة إنك كويسة، وهتقل فرص حدوث كده تاني." ردت.
        
        "كنت عايزة أقولك شكراً الصبح، بس انتي جريتي قبل ما أقدر. شكراً جزيلاً. مقدرش أقولك كنت خايفة قد إيه قبل ما تنقذيني." جيني قالتها بتقدير.
        
        "أنا جندية بحرية. لو مكنتش استخدمت تدريبي عشان أساعد مدنية في محنة، ده كان هيكون ضد مبادئنا الأساسية، والسبب اللي بنخاطر بحياتنا عشانه بره البلد. مفيش داعي للشكر. أنا كنت بعمل واجبي." ليسا قالتها عادي، وباين عليها إنها مش مرتاحة إن حد بيشكرها.
        
        "طيب، شكراً على أي حال. وصاحبة المكان قالتلي أقولك، لو احتجتي أي شغلانة إضافية، ممكن نستخدم حارسة هنا. ولو لأ، لسه هتاخدي مشروبات مجانية مدى الحياة هنا. دي طريقتها عشان تشكرك إنك شخص كويس، المفروض متكونش كده بس... نادر في المدينة دي إنك تلاقي حد مستعد يخاطر بنفسه عشان غريب تماماً." جيني قالتها وهي مبتسمة.
        
        ابتسمت ليسا وبصت لجيني وهي مستمتعة. "حارسة ها؟ لازم أفكر في الموضوع ده. طيب، تكريماً لروعني، ممكن أخد بيرة؟" ليسا ردت وهي بتبتسم ابتسامة عريضة، خلت جيني تضحك.
        
        "بيرة واحدة جاية على طول." جيني ردت، وهي بتاخد زجاجة وبترفع الغطا.
        
        ليسا خدت البيرة وقالت: "طيب، هشوفك بعدين، لو احتجتي حد يمشي معاكي لعربيتك، قوليلي. الجراج لسه خطر. افتكري الأمان في العدد."
        
        ابتسمت جيني وهي مبهورة بقلق ليسا عليها وقالت: "هحط ده في بالي. شكراً مرة تانية."
        
        هزت ليسا راسها وهي رايحة على الترابيزة. الكام ساعة اللي جايين، جيني فضلت تبص على ليسا وصحابها وهما بيضحكوا وبيرقصوا بسعادة. كذا بنت قربت من الترابيزة وبالرغم من إن صحاب ليسا قبلوا البنات يرقصوا معاهم كذا مرة، ليسا رفضت بلباقة وفضلت تقعد تتفرج.
        
        جيني استغربت لو ليسا سحاقية بجد للحظة. دي كانت تاني ليلة ليها في بار سحاقيات، ومع ذلك رفضت كل بنت حاولت تغازلها. واحدة بجمال ليسا أكيد عندها كتير من الشركاء، فليه كانت بتمتنع؟
        
        
        
        
        
        
        
        
        لما جه وقت مشي جيني، لمّت شنطتها وقالت لزمايلها تصبحوا على خير. بصت بصة أخيرة على ترابيزة ليسا، شافت الجندية بتضحك مع صحابها وقررت إنها متضايقهاش، وخرجت من الباب.
        مكنتش تعرف إن خروجها ده كان متلاحظ كويس أوي.
        
        وهي ماشية ناحية الباركينج اللي البار بيشاركه مع نادي "ذا بويز كلوب"، جيني شافت مجموعة رجالة سكرانين جنب عربيتها، ولعنت نفسها إنها مجابتش ليسا معاها. طلعت مفاتيحها، جيني حاولت تمشي بهدوء ناحية باب السواق، بس وقفها ولد جامعي سكران.
        "أهلاً يا حلوة، شكلك حلو الليلة." الولد اللي شعره غامق قالها في وشها، خلتها تكشر وشها بقرف من ريحة الكحول اللي مالية الجو.
        "شوف، أنا مش مهتمة، وعايزة أروح لعربيتي وبس." جيني شرحت بلطف، والخوف جرى في عمودها الفقري.
        "متكونيش رخمة كده يا حلوة. مش هتلاقي أحسن من واحد زيي." الولد رد بغرور وهو متضايق إنها رفضته قدام صحابه الاتنين اللي كانوا بيضحكوا.
        
        "شوفوا، أنا مش فاهمة ليه رجالة زيكم مش بيعرفوا يفهموا إني سحاقية. أنا مش مهتمة بالرجالة خالص. هو انتوا متقدرواش تروحوا تغازلوا أي بنت مستقيمة سكرانة غلبانة وتسيبوا الشواذ في حالهم. لما بنقول إننا بنحب الستات، بنقصد ستات وبس." جيني قالتها بيأس، وهي بتحاول تبعد عنه.
        الولد الجامعي زقها على عربيتها بغضب وهو بيقول: "اسمعي يا كلبة، بنات زيك لسه مخدوشش خبطة كويسة من واحد زيي. أنا ممكن أخليكي مستقيمة في غمضة عين."
        قلب جيني كان بيدق بسرعة وهي بتلعن حظها إنها في الموقف ده مرتين في أسبوع، وقعدت تعصر دماغها عشان تلاقي طريقة تخرج بيها وهي بتحاول بكل قوتها تبعد جسمه عنها.
        "أنتوا يا حمير نادي "ذا بويز كلوب" بجد بدأتم تضايقوني. إيه الجزء من إن البنت سحاقية اللي انتوا يا حمير مش فاهمينه؟" ليسا سألت وهي داخلة في نور الشارع هي وصحابها التلاتة وهم بيبصوا على الرجالة بغضب.
        "شوف يا سحاقية، الموضوع ده ملوش دعوة بيكي. ارجعي لجنس المهبل بتاعك وسيبنا في حالنا." الولد بصق بغضب.
        ليسا مشيت ناحيته بتعبير هادي ومميت ووقفت قدامه وهي بتتبسم بسخرية.
        "أوه أنت سميتني سحاقية، يا لروعة الإبداع. مقدرتوش تلاقوا حاجة أصلية أكتر من كده؟ في أسماء كتير أوي للمتعة. "أكلة سجاجيد"، "ملكة المهبل"، "لعاقة سجاجيد"، ومفضلة عندي "لعاقة كس". كل دول أصليين ومبتكرين أكتر بكتير من مجرد "سحاقية" العادية. أما بالنسبة ليك، أنا عندي مجموعة كاملة من الأسماء الأصلية. يا سافل، يا أهبل، يا معتوه، يا مخ الفول، ومفضلي عندي يا ولد سكير معاد للكره. ده أصلية زي ما انت ممكن تكون أصلي." ليسا استفزته وهي مستمتعة، وشافت الغضب بيولع في عينيه.
        الولد حول انتباهه بعيد عن جيني بأنها دفعها جانباً، حررها من مسكته وراح ناحية ليسا.
        "أنت فاكرة نفسك مين يا كلبة؟ أنا هضربك على قفاكي!" الولد قال وهو بيحدف لكمة، بس ليسا مسكت إيده ولوتها ورا ضهره، وده خلاه يأن.
        صحاب الولد راحوا عشان ينقذوه، بس ليسا وصحابها ضربوهم على قفاهم. الرجالة السكرانين أنوا وليسا همست وهي بتستفز: "هو ده كل اللي عندكم يا رجالة؟ أكيد رجالة زيكم يقدروا يضربوا ستات مسكينة مالهاش حول ولا قوة؟"
        دفعت الولد بعيد عنها، وشافته وهو بيلف حوالين نفسه بغضب، ويحدف لكمة بغضب على وشها المبتسم بسخرية. تهربت من لكمته، مسكت راسه وضربت وشه جامد بركبتها، ووقعته على الأرض من غير ما يكون فيه ذرة مقاومة.
        "جيسو، جيونغيون، هاتوا التانيين، رايحين على "ذا بويز كلوب"." ليسا بصقت بغضب، وهي بتنزل لتحت وبتشيل الولد اللي أغمى عليه وجرته من إيده.
        الجنديات البحرية زمايل ليسا شالوا الرجالة وجروهم، وجيهون راحت ناحية جيني وشدتها معاهم. مشوا عبر الشارع، ولفتوا انتباه الستات اللي برا "ليبس" والرجالة اللي برا "ذا بويز كلوب".
        دخلت "ذا بويز كلوب" اللي مليان دخان، ليسا صرخت: "أنا عايزة صاحب المحل حالاً!"
        الرجالة اللي في النادي بصوا عليها باستغراب من سكرهم وفتحوا طريق واضح، وراجل كبير دخل الأوضة.
        "أنا مارك صاحب المحل، في حاجة أقدر أساعد بيها يا ستات؟ ده نادي رجالة عارفين؟" الراجل أشار بابتسامة ساخرة.
        ليسا رمت الولد اللي كانت شايلاه عند رجليه، وجيسو وجيونغيون اتبعوها ورموا الرجالة بتوعهم بعنف.
        "أنا كنت في إيران آخر أربع سنين، باكل أكل زبالة وبيتضرب عليا نار يومياً. برجع بيتي بعد ما كدت أنفجر بسبب قنبلة على جانب الطريق، وبحاول أستمتع بوقتي. حاربت بشدة عشان الناس في البلاد دي، أنا أستحق شوية سلام. بس مقدرش حتى أروح بار وأسترخي من غير ما زباينكم يضايقوا كل ست تخرج من "ليبس"." ليسا اتكلمت بغضب.
        
        ليسا بصت حواليها في البار، وبصت على كل وشوش الرجالة المختلفة. "البارحة اتنين من رجالتكم كانوا على وشك يغتصبوا بارميد من "ليبس"، عشان كان عايز "يصلحها". ودلوقتي، الرجالة دول مقدروش يستحملوا كلمة لأ وضايقوا نفس الست دي. لما الست تقول لأ معناها لأ. مفيش حاجة اسمها "تصلح" حاجة عشان مفيش حاجة مكسورة. هكون ممتنة لو انتوا يا رجالة تفهموا ده. ده نادي رجالة وأنا خايبة الأمل إني أقول إني لسه مش شفت راجل حقيقي. الرجالة الحقيقيين بيحترموا كل الستات واختيارهم للشركاء." ليسا بصت بغضب.
        "طيب، الرجالة بيفضلوا رجالة. مفيش حاجة أقدر أعملها في ده. انتوا يا ستات مش متعودين على رجالة حقيقيين مع ميولكم." دافع مارك وهو بيرتعش بقرف من كلمة "ميول".
        ليسا خدت خطوة مهددة ناحية صاحب المحل وقالت: "لو ملمتش الرجالة اللي بيطلعوا من البار ده بعد ما بتنزل لهم بيرة في زورهم، يبقى البار ده مش هيكون ملكك كتير. واجبك إنك تتأكد إن الرجالة اللي في البار ده مش بيطلعوا يضايقوا الستات اللي برا. لو مخدتش الخطوات اللازمة عشان تضمن سلامة الستات اللي قصاد الشارع من زباينك اللي دماغهم ضيقة، يبقى أنا هجيب الإعلام في الموضوع. مجتمع الميم اتقفل له أماكن بأقل من كده. وعشان أتأكد إنك هتعمل كده، أنا هراقبك. أنا الحارسة الجديدة لـ "ليبس" من دلوقتي، ولو مش عايز زباينك يختفوا، يبقى أنصحك تعمل حاجة دلوقتي. أنا كنت في حرب وطلعت منها حيّة، شوية حمير سكرانين مش فوق قدراتي. أتمنى إن دي تكون آخر مرة نناقش فيها الموضوع ده." ليسا خلصت كلامها وهي بتبص في عينين صاحب المحل الغاضبة.
        ليسا لفت حواليها، وشاورت لمجموعتها إنهم يتبعوها بره البار.
        جيني تبعتها وهي في صدمة كاملة. ليسا كانت مسيطرة أوي في كلامها، ولو كان في أي شك في جاذبيتها، فده اتثبت دلوقتي. لما طلعوا برا، الستات اللي في "ليبس" هتفوا لهم بامتنان.
        ليسا لفت على جيني وقالت: "محتاجة أتكلم مع صاحبتك."
        هزت جيني راسها بلا وعي، ومسكت إيد ليسا وشدتها لـ "ليبس". ودت مجموعة ليسا لمكتب ويندي وخطبت بصوت عالي.
        فتحت الباب، ويندي نطت وهي مستغربة من الستات اللي قدامها.
        "إيه يا جين؟" سألت بعصبية.
        "ليسا عايزة تتكلم معاكي. هي الجندية البحرية اللي أنقذتني." جيني قالتها بسرعة وهي متوترة.
        
        
        
        
        
        
        عيني ويندي لمعت لما عرفتها، وشاورت لمجموعة ليسا الصغيرة يدخلوا مكتبها الصغير. "شكراً على اللي عملتيه عشان البارميد بتاعتي. أنا مبسوطة إني قابلتك بجد." قالتها وهي فرحانة.
        ليسا ابتسمت للست القصيرة وقالت: "مفيش مشكلة. بس أنا عايزة أقدم خدماتي كمتطوعة."
        "متطوعة؟" ويندي سألت وهي مستغربة.
        "كحارسة أمن. مش محتاجة أتقاضى أجر. أنا عندي شغل تاني وماليش غير خمس شهور إجازة. هكون ممتنة لو سمحتولي أساعدكم." ليسا قالتلها وهي مبتسمة بخفة.
        "ده هيكون رائع! بس هل حصل حاجة خلاتك تاخدي القرار ده غير اللي حصل مع جيني الليلة اللي فاتت؟" سألت بفضول.
        ليسا اتنهدت وشرحت كل اللي حصل في الباركينج وحوارهم مع صاحب النادي.
        "الرجالة هيفضلوا رجالة؟! مش معقول. أنا اتكلمت مع مارك باستمرار بقالي سنة تقريباً ولسه رافض يعمل أي حاجة." ويندي بصقت بغضب وهي رايحة جاية في مكتبها.
        "عندي فكرة." جيهون اقترحت، ولفتت انتباه الكل.
        ويندي لفت ناحية صحاب ليسا بفضول وهزت راسها عشان تكمل.
        "أنا بدرس علوم سياسية في الجامعة وعارفة القانون كويس. لو عندكوا أدلة كفاية عشان تقفلوا البار ده، أو تجبروه ينقل مكانه، ممكن يكون ليكوا دور أكبر في اللي بيتحط في بلوكاتكوا الخمس شهور الجاية، يعني ليسا تكتب تقارير يومية عن الحوادث، وتاخد أقوال، وتتصل بالشرطة باستمرار والنادي هيضطر ينقل. من اللي أقدر أقوله، صاحب النادي كان عارف إن هيبقى في بار سحاقيات قصاد الشارع، واستخدم ده عشان يجذب مجموعة معينة من الزباين. مش صدفة إن المعادين للمثلية والمغتصبين تحت التدريب بيسكروا هناك بقالهم سنة. جيني أكيد مش أول واحدة. ممكن تفكري في ستات كانوا بييجوا البار بتاعكوا بانتظام وفجأة بطلوا. بغض النظر عن إن البار ده للرجالة بس، ده مش مكان آمن يبقى فيه بار سحاقيات لو مارك سايب رجاله السكرانين يعملوا اللي هما عايزينه في المنطقة اللي حواليه." شرحت بصرامة.
        "ده منطقي أكتر. الزباين الوحيدين اللي بيجولنا دلوقتي عادة بيكونوا جدد. يا إلهي، مكنش يخطر ببالي إن ناس من عندي بيتأذوا." ويندي همست بحزن.
        "احنا كمان عايزين نقدم خدماتنا." جيسو قالت بحزم وجيونغيون هزت راسها.
        "مش محتاجين دخل إضافي، وبصراحة طالما بنكون سوا كذا ليلة في الأسبوع هنكون مبسوطين. هنرجع بعد خمس شهور مع ليسا، فلو نقدر، هنساع في أي طريقة ممكنة. عندنا وظايف نهارية جنب مرتباتنا من البحرية، فمش محتاجين فلوس. بس بعد ما شفنا الحاجات دي، باين إن الستات هنا محتاجين ناس بخبرتنا يساعدوهم." جيونغيون أضافت وهي مبتسمة.
        "شكراً ليكم. هيكون أربع ساعات بس في الليلة. الخطر بيبدأ بعد الساعة حداشر بس. أنا مقدرة ده جداً والستات هنا كمان هيقدروا." ويندي قالت بامتنان.
        "محتاجين بروتوكول، احنا كلنا بنشتغل كويس بالطريقة دي. ممكن نوصل البنات لعربياتهم، أو نتأكد إن معاهم وسيلة مواصلات للبيت. لو بيمشوا يبقى ممكن نمشيهم لمسافة آمنة بعيد عن النادي ونديهم رقمنا لو حصلت لهم مشكلة. وهنحتفظ بدفاتر ونكتب تقارير عن الحوادث. وكمان لينا مكانة كويسة في قسم الشرطة، فالموضوع ده قبل ما نسافر مش هيكون مشكلة." ليسا قالت بصوت حازم خلى جيني ترتعش.
        "دي فكرة رائعة. تقدروا تبدأوا امتى يا بنات؟" ويندي سألت وهي مبتسمة.
        "هنيجي بكرة الساعة عشرة قبل حداشر." جيسو ردت وهي بتبتسم.
        ويندي شكرت الستات، حتى حضنتهم بحماس وده خلاهم يضحكوا.
        ليسا بصت لجيني في عينيها وقالت: "المرة دي أنا اللي هوصلك لعربيتك، وهتأكد إنك ركبتي."
        جيني احمرت وردت بضعف: "شفت إنك كنتي بتستمتعي ومش عايزة أضايقك."
        "المرة الجاية ضايقيني، سلامتك أهم من نكت جيسو." ليسا قالتلها بصرامة.
        "شكراً مرة تانية." جيني قالتها بهدوء ليسا وهما ماشيين ناحية الباركينج.
        وقفوا قدام عربية جيني، ومحدش فيهم كان عارف يقول إزاي باي.
        "يعني هشوفك بكرة بقى؟" جيني سألت بعصبية وهي بتلعب بصوابعها.
        ليسا ابتسمت للابتسامة العصبية على وش جيني وردت: "آه. هشوفك بكرة. كنت هقولك خلي بالك من نفسك بس باين إن ده مش بينفع. انتي زي المغناطيس للمشاكل، يا حسناء في محنة."
        جيني نفخت بإعتراض هزلي: "مش غلطتي إن الرجالة أغبياء أوي كده."
        ليسا رفعت حاجبها وردت: "طيب، مش ممكن ألومهم على ذوقهم. انتي ست جميلة، وباين إن كل ما الست بتكون أجمل، الخطر بيكون أكبر."
        جيني احمرت وهي بصت لتحت وعضت خدها من جوه. جمعت شجاعتها، جيني ردت: "كانوا هيبقوا حواليكي كلهم. لو كان لسه عندهم أي خلايا دماغية بعد كل الشرب ده، بس انتي بتطلعي طاقة قوية جداً 'متلعبش معايا'. لازم تعلميني."
        "عندنا خمس شهور. أنا متأكدة خلال الفترة دي هيكون في حاجات كتير أقدر أعلمها لكِ. أتمنى لكِ ليلة سعيدة، جيني كيم." ليسا همست بابتسامة ساخرة، وهي بدأت تمشي ناحية صحابها اللي كانوا مستنيينها.
        جيني احمرت من التلميح للي ممكن تتعلمه، وفتحت باب عربيتها وهي بتاخد نفس عميق. الخمس شهور الجايين دول هيكونوا شيقين جداً جداً.
          
        

        زواجي من خليجي - رواية خليجية

        زواجي من خليجي

        2025, سلمى إمام

        رومانسية

        مجانا

        "خير"، فتاة نيجيرية تجد نفسها مجبرة على الزواج من "آرون"، أمير سعودي ذي شخصية فظة، نزولًا عند رغبة والدته المريضة. تتصاعد الأحداث مع انتقال "خير" إلى السعودية وإتمام الزواج الذي يخلو من المشاعر الحقيقية بينهما، بينما تحاول التأقلم مع حياة جديدة وبيئة مختلفة. تنتهي الرواية بنهاية غامضة تترك القارئ يتساءل عن مستقبل هذا الزواج القسري والأسرار التي قد تكتنف حياة الزوجين.

        خير

        فتاة نيجيرية تبلغ من العمر سبعة عشر عامًا، تتميز بطيبة قلبها وخجلها. تجد نفسها في موقف صعب عندما يُطلب منها الزواج من شخص لا تعرفه تحقيقًا لرغبة والدة زوجها المستقبل.

        آرون

        أمير سعودي في السادسة والعشرين من عمره، يوصف بأنه وقح وعابس. لديه تحفظات على الفتيات النيجيريات ويوافق على الزواج من "خير" إرضاءً لوالدته المريضة، دون إظهار أي مشاعر تجاهها.

        العمة كاميلا

        والدة آرون وأفضل صديقة لوالدة خير. امرأة محبة وحنونة تعتبر "خير" بمثابة ابنتها الثانية وتسعى لإتمام زواجها من ابنها.

        يترين

        خادمة تعمل في منزل آرون في السعودية، تبدو لطيفة وودودة مع "خير" وتقدم لها المساعدة.
        تم نسخ الرابط
        زواجي من خليجي

        الموقع: أبوجا، نيجيريا
        
        خير:
        
        "خير، استيقظي، حان وقت صلاة الصبح (الفريضة)". ربتتني أمي برفق على كتفي وهي توقظني.
        
        "أمي، صباح الخير". حييت وأنا أفرك عينيّ لأستيقظ تمامًا من نومي.
        
        "يا خير، صلي لله قبل أن تحييني". قالت أمي، وهي محقة، فالله خالقنا ويجب أن نصلي له أولًا قبل تحية أي شخص.
        
        "حسنًا، سأفعل ذلك الآن". قلت قبل أن أدخل حمامي حيث توضأت. عدت إلى غرفتي لأجد أن أمي قد ذهبت، فصليت بسلام لعلمي أنها لن تكون هنا لتزعجني بشأن السجود بشكل صحيح.
        
        دعوت طويلًا، وتضرعت (دعاء) لوالدي المتوفى، كما دعوت الله أن يحفظ أمي ويمنحها عمرًا مديدًا.
        
        انتهيت من صلاتي وقررت الاستحمام، اغتسلت وارتديت ثوبًا شيفون أصفر مع حجاب أسود لطيف لإضفاء اللمسات الأخيرة.
        
        ركضت إلى الطابق السفلي، ودخلت المطبخ حيث حييت الخادمات وقررت أن آخذ طعام أمي إلى غرفتها.
        
        "السلام عليكم". قلت وأنا أدخل غرفة أمي.
        
        "وعليكم السلام يا خير". ردت أمي، دخلت وجلست على السرير بجانبها، وضعت الطعام على الفراش وقدمته لها. أكلت وجمعت الباقي والتهمته.
        
        "يا خير، اتصلت العمة كاميلا، تريد منك أن تأتي إلى منزلها، آرون عائد من السعودية غدًا". قالت أمي وهي تحتسي بعض عصير الليمون.
        
        العمة كاميلا هي أفضل صديقة لأمي، وهي والدة الأمير آرون. هو أمير، لكنني لا أعرف أي نوع من الأمراء هو، لكن أمي تقول إن والده ملك.
        
        العمة كاميلا امرأة محبة جدًا، إنها حرفيًا مثل أمي الثانية وعائلتي الثانية.
        
        آرون من ناحية أخرى شخص وقح وعابس على الرغم من أنه فتى أحلام كل فتاة. لقد كنت معجبة به، لكنني تجاوزت الأمر في اليوم الذي كان فيه وقحًا معي لمجرد أنني سكبت الشاي عن طريق الخطأ على سجادة غرفته، كان ذلك اليوم الذي ذهبت فيه إلى منزلهم لأن العمة كاميلا اتصلت وكانت دائمًا تطلب مني الذهاب إلى غرفة آرون على الرغم من أن لديها الكثير من الخادمات للقيام بذلك.
        
        فلاش باك
        
        "السلام عليكم". قلت قبل أن أدخل غرفة آرون، حيث كان جالسًا على السرير ويستخدم هاتفه كالعادة.
        
        "وعليكم السلام". أجاب بفظاظة.
        
        "أمي طلبت مني أن أحضر لك الشاي". بكلمة "أمي" كنت أقصد والدته.
        
        "أوه، ضعيه على الطاولة الوسطى". قال وهو يشير إلى الطاولة الوسطى دون حتى أن ينظر إليّ، كان مشغولًا بتصفح هاتفه.
        
        مشيت نحو الطاولة الوسطى لكنني تعثرت بشيء ما أدى إلى تحطيم فنجان الشاي، وبالتالي، انسكب الشاي الساخن على سجادته البيضاء المثالية.
        
        "كينا هوكا ني؟" لم أكن أعرف أنه يستطيع التحدث بلغة الهوسا، لكنني مندهشة من أنه يستطيع التحدث بلسان أمه. لأن آرون من المملكة العربية السعودية، وهو ابن الملك جمال، الملك جمال والعمة كاميلا مطلقان لكن آرون عادة ما يأتي لرؤيتها كل ثلاث سنوات تقريبًا وفي كل مرة يأتي فيها تتصل بي العمة كاميلا عادةً على الرغم من أنني أعرف أنني لست ضرورية.
        
        "أنا آسفة جدًا يا آرون". قلت وأنا أكافح الدموع التي هددت بالانهمار.
        
        "ألا ترين؟" قال بلهجته العربية والهوساوية، والتي كانت لهجة جيدة جدًا إذا سألتني، بدت وكأنها لغة إنجليزية عادية ولكن بلمسة عربية.
        
        "آسفة". قلت ورأسي منخفض.
        
        "فتيات نيجيريات حمقاوات، إنهن غبيات جدًا". قال وهو يزمجر، "أخرجي وجهك القبيح من هنا من فضلك". قال وهو يشير نحو الباب فخرجت، لكنه أوقفني بقوله.
        
        "في المرة القادمة ارتدي شيئًا محتشمًا، أنتِ دائمًا تظهرين منحنياتك وهو حرام في الإسلام". قال دون أن يلقي عليّ نظرة.
        
        "لا أعرف ما به". قالت والدته فور أن أخبرتها بكل ما حدث، عانقتني ووعدت بالتحدث معه لكنني بكيت بدلًا من ذلك لأنني تأذيت منه، لقد وصفني بالقبح وهو أمر غريب جدًا على مسامعي.
        
        "آسفة سأتحدث معه". قالت وهي تعانقني بشدة.
        
        نهاية الفلاش باك
         
         
         
         
         "خير". نادتني أمي باسمي بصوت عالٍ، مما أخرجني من أفكاري.
        
        "أمي، أنا آسفة، كنت شاردة الذهن". تمتمت.
        
        "يا خير، ستذهبين إلى هناك اليوم، لديها شيء لتخبرك به، وكل ما ستخبرك به هو لصالحك، وأعدك أنه سيكون القرار الصحيح". قالت أمي بنبرة مطمئنة، وأومأت ببساطة.
        
        "حسنًا يا أمي، إن شاء الله". قلت وعيناي على طبق طعامي.
        
        "نعم، استعدي، لأنك ستذهبين على الفور". قالت أمي مما جعلني متوترة.
        
        "حسنًا يا أمي، سأذهب لأركن السيارة إذن". وقفت على قدميّ.
        
        تعيش العمة كاميلا في مايتاما بينما نقيم نحن في جواريمبا، لذا لن تكون القيادة طويلة جدًا.
        
        ركنت السيارة وكان عليّ أن أغير ملابسي بسبب آرون، ارتديت عباية واسعة جدًا. على الرغم من أنها كانت لطيفة، إلا أنها كانت سوداء وبها نقاط وردية في كل مكان.
        
        "أمي، وداعًا". قلت وأنا أسحب حقيبتي على الأرض، أخذت الكثير من الملابس لأنني أعرف أنني ربما سأبقى هناك لمدة ثلاثة أسابيع أو نحو ذلك.
        
        ركبت السيارة وانطلق السائق. أغنية "لا تنسى أبدًا" لزارا لارسون كانت تعزف من مكبرات الصوت.
        
        كانت رحلة مدتها ثلاثون دقيقة ووصلنا أخيرًا إلى القصر الكبير. انفتح الباب تلقائيًا، كانت بوابات كهربائية.
        
        دخلنا بالسيارة ولدهشتي رأيت العمة كاميلا بالخارج وكانت ترتدي ملابس أنيقة، مما يعني أنها كانت ستخرج.
        
        "أمي". قلت وأنا أغمرها بعناق قوي.
        
        "خيرًا، مرحبًا بك في بيتك يا عزيزتي". قالت وعانقتها بقوة أكبر.
        
        "أمي، إلى أين أنتِ ذاهبة؟" سألت.
        
        "أنا ذاهبة إلى المطار، آرون عائد اليوم". قالت وغمزت عينيّ داخليًا. "هل ستأتين معي؟" أضافت وأومأت بغياب.
        
        "حسنًا يا أمي". قلت ودخلت السيارة معها، وتحدثنا في طريقنا إلى المطار.
        
        وصلنا إلى هناك وكان السائق يحمل لوحة كبيرة مكتوب عليها "آرون جمال"، لكننا بقينا جالستين في السيارة منشغلتين بحديثنا.
        
        "عفوًا، أنا آرون جمال". قال صوت رجولي وقفزت العمة كاميلا من السيارة بسرعة.
        
        "آرون". صرخت قبل أن تعانقه بشدة.
        
        "أمي، اشتقت إليك". قال بشفاه متدلية مما جعله يبدو لطيفًا بشكل لا يصدق.
        
        "يا خير، تعالي". أشارت إليّ العمة كاميلا للخروج من السيارة ففعلت وقلت سلامي فأجابني بعبوس على وجهه.
        
        "هيا ندخل". قالت والدته محاولة لكسر اللحظة المحرجة. ركبنا جميعًا السيارة وجلس هو في المقعد الأمامي مع السائق وانطلقنا.
        
        وصلنا إلى المنزل مبكرًا جدًا، صعد إلى الطابق العلوي بغضب دون أن يقول أي شيء أو حتى يحيي الخادمات، يا له من وقاحة!
        
        "يا خير، هل يمكنك مساعدتي في سحاب فستاني؟" نادتني العمة كاميلا فهرعت لمساعدتها في سحابها.
        
        "يا خير، كم عمركِ الآن؟" سألت مما جعلني أضحك بخفة.
        
        "أمي، أنتِ تعرفين عمري". قلت وأنا ما زلت أصارع سحاب فستانها.
        
        "أخبريني فقط". قالت وهي تبدو جادة بعض الشيء.
        
        "عمري سبعة عشر عامًا". قلت.
        
        "ياوا، سأتحدث معكِ لاحقًا بشأن شيء مهم. ومن فضلك يا خير لا تخذليني، وعديني بأنكِ ستقبلين رغبتي". قالت بتعبير جاد على وجهها.
        
        "حسنًا يا أمي". قلت.
        
        "يا خير، هل يمكنك أن تسدي لي معروفًا بمناداة آرون؟" سألت وأومأت بابتسامة مصطنعة على شفتيّ، بجدية من سيكون سعيدًا إذا أُرسل إلى عرين أسوأ أعدائه؟
        
        نعم، لا أحد.
        
        
        
        
        منظور آرون:
        
        هبطت الطائرة وخرج جميع الركاب، تجولت بحثًا عن أمي ولحسن حظي رأيت السائق يحمل لوحة باسمي.
        
        "عفوًا، أنا آرون جمال". قلت ورأيت على الفور أمي تخرج من السيارة وهي تصرخ باسمي قبل أن تعانقني بشدة.
        
        أخبرتها كم اشتقت إليها ونادت خير التي لا يبدو أنني أحبها، إنها دائمًا خجولة حولي وأعتقد أنها خائفة مني، وأقسم أنني لا أحب الفتيات النيجيريات، إنهن مهتمات بالفتيان أكثر من اللازم.
        
        وصلنا إلى المنزل وصعدت مباشرة إلى غرفتي دون أن ألقي نظرة على أحد، استحممت وارتديت بنطالًا رياضيًا أسود وقميصًا رماديًا.
        
        "السلام عليكم". سمعت صوتًا مألوفًا فأذنت لها بالدخول ففعلت.
        
        "وعليكم السلام". قلت ببرود.
        
        "آ...آ...آ...آرون". قالت بتوتر واستطعت بوضوح سماع مدى خوفها، كان واضحًا جدًا.
        
        "نعم، ماذا تريدين؟" قلت بفظاظة لأنني لا أحبها، ولا حتى قليلًا.
        
        "أمي تناديك". قالت وهي تنظر إلى قدميها. لا أعرف لماذا تخاف مني على أي حال.
        
        "حسنًا، أخبريها أنني قادم". قلت وأنا أوصل هاتفي بشاحنه.
        
        "حسنًا". قالت قبل أن تغادر واستطعت سماع تنهيدة ارتياحها فور خروجها من الباب، ضحكت بخفة على غرابتها.
        
        دخلت غرفة أمي ورأيت خير جالسة على الأرض فقررت الجلوس على الأرض بجانبها.
        
        "أمي، طلبتِ مني؟" قلت وأنا أنظر إلى خير بطرف عيني وكانت تبدو شاحبة إلى حد ما.
        
        "نعم فعلت". قالت أمي بحدة.
        
        "آرون، كم عمرك؟" سألت أمي.
        
        "عمري ستة وعشرون عامًا يا أمي". أجبت على سؤالها الغريب.
        
        "ما شاء الله". قالت وبقيت ثابتًا لكنني كنت غاضبًا بالفعل من رؤية خير، لا أحبها بسبب طرق حياتها النيجيرية، إنها مزعجة جدًا وأتساءل لماذا يجب أن تكون هنا.
        
        "أُهُم". تنحنحت أمي مما أخرجني من أفكاري.
        
        "آرون، خير". نادتنا باسمينا بتعبير جاد جدًا.
        
        "نعم". أجبنا في انسجام.
        
        "قد لا تعرفان، لكنني أعاني من مرض يسمى ورمًا في الدماغ وقال الطبيب إنه في مراحله الأخيرة، آرون من فضلك حقق أمنيتي الأخيرة وتزوج خير ابنتي. أعلم أنني قد أنجو من هذا لكنني لست متأكدة، لذا من فضلك يا آرون حقق أمنيتي الأخيرة ولا تقلق لقد تحدثت مع أبيك وهو موافق على زواجك من نيجيرية". قالت أمي.
        
        "أمي، سأفعل كما تشائين". قلت هذا محاولًا السيطرة على نفسي لأنني أردت البكاء، مجرد التفكير في فقدان والدتي يرسل قشعريرة في عمودي الفقري.
        
        "خير، ماذا تقولين؟" سألت أمي خيرًا وأخرجتني من أفكاري الحزينة.
        
        "أمي، سأفعل". قالت والدموع تنهمر على خديها.
        
        "أمي، أمركِ مطاع وأعدكِ أنني سأتزوجه". قالت وهي تئن، وبدأت أمي تبكي.
        
        "يا خير ابنتي، لن أموت، لا تقلقي". قالت أمي وهي تبكي وكدت أبكي لكنني سيطرت على نفسي.
        
        "أمي، سأذهب الآن". قلت وأنا أقف لأغادر لكنها أوقفتني بكلماتها.
        
        "زفافكما بعد أسبوع". قالت وأومأنا، على الرغم من أنني كنت غاضبًا من حقيقة أن خير ستصبح زوجتي.
        
        مشيت إلى غرفتي، كنت حزينًا لكن كان عليّ أن أسيطر على نفسي، اتصلت بالعديد من الأطباء وأخبروني أنهم لا يستطيعون مساعدتي، لذلك قررت الاتصال بالطبيب الأخير الذي أعرفه يعمل في هذا المجال.
        
        كانت نصيحته: "آرون لا تجهدها، اجعلها سعيدة، لأنها إذا كانت حزينة، أقسم أنها ستدخل في غيبوبة، أو قد تموت حتى".
        
        لا أريد أن تموت أمي، لذلك قررت أن أتزوج خير فقط لإرضائها. نعم أمي وليس خيرًا.
        
        خير جميلة وهي تمامًا مثل فتاة عربية لكنني أكرهها، لأنها فتاة نيجيرية، لا أحبهن.
        
        لكن حياة أمي الآن على المحك، لذلك سأضطر فقط إلى قبول قدري.
        
        
        
        
        
        خير:
        
        "هل سأفقد أمي الثانية؟ هل ستموت؟" فكرت والدموع تنهمر على عينيّ المنتفختين.
        
        لقد مر يومان منذ الحديث عن الزواج، وكل ما أسمعه هو زواج هذا، زواج ذاك، زواج بلا بلا. وهذا مزعج للغاية.
        
        "خير، هل رتبتِ ملابسكِ؟" سألت أمي، مما أخرجني من أفكاري.
        
        "نعم يا أمي، لقد انتهيت من ترتيب كل شيء". قلت وأنا أقف على قدميّ، سحبت حقائبي على الأرض ووضعتها في السيارة.
        
        سأذهب أنا وآرون إلى السعودية، وهناك ستجري جميع مراسم زواجي.
        
        "أمي، سأشتاق إليكما". قلت لأميّ كلتيهما، أي والدة آرون ووالدتي.
        
        "سنكون هناك غدًا إن شاء الله". قالت والدة آرون وهي تمسك بخديّ. وسقطت دموعي على يديها فمسحتهما برفق.
        
        لوحت لنا، ونحن أعني أنا والأمير آرون الذي كان يتجاهلني بوضوح باستخدام هاتفه. جلسنا معًا في المقعد الخلفي، ولم ينظر إليّ ولو لثانية واحدة.
        
        بقينا على هذا الحال وفجأة نمت بسبب الملل الشديد.
        
        "سيدي، لقد وصلنا إلى المطار". قال السائق بصوت عالٍ، مما أيقظني من نومي الطويل.
        
        خرجت من السيارة وتبعته إلى أي مكان كان ذاهبًا، لم يطلب مني حتى أن أتبعه، بل استمر في المشي دون أن ينبس ببنت شفة.
        
        أنهينا جميع الإجراءات وصعدنا إلى الطائرة، كانت رحلة بطيئة وحزينة. بكيت طوال الرحلة، لكن زوجي المستقبلي لم يهتم لأنه كان منغمسًا جدًا في هاتفه المحمول. الله وحده يعلم ما يفعله، فكرت وأنا أغفو مرة أخرى.
        
        "ستهبط الطائرة خلال دقائق قليلة وننصح جميع الركاب بربط أحزمة الأمان، شكرًا لكم". أيقظني صوت من مكبر الصوت.
        
        هبطت الطائرة قبل بضع دقائق كما قال الصوت من مكبر الصوت، وكالعادة تبعت آرون كعبدته.
        
        وصلنا إلى المكان الذي كانت السيارات متوقفة فيه. ورأينا رجلًا يحمل ورقة كربونية مكتوبًا عليها اسم الأمير آرون جمال.
        
        مشى آرون نحوه ولم يطلب مني حتى أن أتبعه، لكنني ما زلت تبعته وجلست في سيارة فخمة جدًا.
        
        كانت قيادة طويلة جدًا ووصلنا أخيرًا إلى منزله أو بالأحرى قصره. انفتح الباب ودخلنا، كان المنزل فخمًا جدًا وبدا مظهره الخارجي مذهلاً للغاية.
        
        قفزنا من السيارة وتبعت آرون إلى أي مكان ذهب إليه.
        
        دخلنا بابًا ذهبيًا كبيرًا جدًا ثم إلى غرفة معيشة كبيرة جدًا، كان المنزل أمامي فخمًا، كان جميلاً بكل مجده.
        
        "السلام عليكم آنستي، سأريكِ غرفتكِ". تحدث إليّ صوت نسائي.
        
        "حسنًا". قلت وأنا أسحب حقيبتي لكنها أخذتها وأخذتني إلى الطابق العلوي إلى غرفة نوم كبيرة جدًا، كانت غرفة النوم جميلة جدًا.
        
        "آنستي، متى احتجتِ أي شيء، يرجى الاتصال بي باستخدام الاتصال الداخلي". قالت وهي تشير إلى هاتف، وأومأت فقط.
        
        "شكرًا لكِ يا آنسة..." توقفت لكي تخبرني باسمها.
        
        "يترين". قالت.
        
        "أوه، شكرًا يا يترين وأنا خير". قلت مبتسمة للوجه الجميل أمامي، لقد كانت حقًا مخلوقًا جميلًا من مخلوقات الله.
        
        استلقيت على السرير ذي الحجم الكبير لبعض الوقت لكنني قررت الاستحمام فنهضت ودخلت الحمام.
        
        بعد الاستحمام، استلقيت على السرير لبعض الوقت وهاتفي المحمول في يدي، كنت أتصفح موقع إنستغرام وبصراحة لا يفشل الناس في إدهاشي بطرق حياتهم الغبية. شتت انتباهي طرق على الباب، لذلك نهضت ومشيت نحوه، فتحته ووجدت يترين تبتسم لي.
        
        "السلام عليكم يا خير". قالت يترين.
        
        "وعليكم السلام يا يترين". قلت بابتسامة جميلة مرتسمة على وجهي.
        
        "الأمير آرون يناديكِ". قالت وهي تحني رأسها احترامًا.
        
        "حسنًا، دعيني أحضر حجابي". قلت لها وأومأت. دخلت الغرفة وأخذت وشاحي الأرجواني الذي كان يتناسب تمامًا مع جلابيتي السوداء المزينة بالأحجار الأرجوانية. بعد أن أحضرت حجابي، تبعتها إلى غرفة آرون التي لم تبهرني أيضًا.
        
        "يمكنكِ الذهاب". قال ليترين التي فعلت كما طُلب منها.
        
        "خير". ناداني باسمي بجمال لكن ليس بمحبة.
        
        "نعم". أجبته بحدة.
        
        "أبي يريد رؤيتنا الآن". قال وهو يقف على قدميه، خرج وتبعته دون أن أنبس ببنت شفة.
        
        دخلنا غرفة كبيرة حيث كان والده جالسًا على كرسي دوار ويتأرجح ذهابًا وإيابًا وعيناه مغمضتان.
        
        كانت الغرفة جميلة، كان الباب مصنوعًا من الذهب الخالص وكانت الثريا معلقة بشكل جميل مع بلورات الماس حولها.
        
        "خيري". ناداني والده باسمي بمحبة كبيرة.
        
        "السلام عليكم يا أبي". قلت، وأمرني بالجلوس على سجادته المصنوعة من فرو الغنم الحقيقي لكن رائحتها طيبة على الرغم من ذلك.
        
        تحدث معي والده عن الزفاف والعمة كاميلا وغير ذلك وتحدث مع ابنه باللغة العربية التي لم أفهمها تمامًا.
        
        "يا خير، يمكنكِ الذهاب الآن". قال والده وأومأت وفعلت كما طُلب مني.
        
        ذهبت إلى غرفتي وفور وصولي إلى هناك، استلقيت على السرير، ضبطت توقيت هاتفي على توقيت السعودية ووفقًا لتوقيتهم كانت الساعة السابعة مساءً. لكنه كان يومًا جيدًا وجميلاً، كان الطقس طبيعيًا وكذلك الجو.
        
        قررت الاتصال بأمي، تحدثت معها وقالت إنها في طريقها مع العمة كاميلا. وهن قادمتان مع سيدة من تشاد لعلاج جسدي المعروف في لغة الهوسا باسم "جيران جيكي". نصحتني بأشياء كثيرة وعدتها بأنني سأفعلها.
        
        
        
        
        استيقظت في صباح اليوم التالي على صوت طرق خفيف على الباب. فتحته لأجد يترين تقف بابتسامة خجولة.
        
        "السلام عليكم يا خير، الأمير آرون ينتظركِ لتناول الإفطار". قالت بصوت منخفض.
        
        "وعليكم السلام يا يترين، سآتي حالًا". أغلقت الباب وأنا أشعر بقلبي ينقبض قليلًا. منذ وصولنا، كان آرون رسميًا ومهذبًا، لكن لم تكن هناك أي شرارة أو دفء في عينيه. كنت أشعر وكأنني دمية يتم تحريكها وفقًا لرغبات الآخرين.
        
        نزلت إلى غرفة الطعام الفخمة حيث كان آرون جالسًا على رأس المائدة. كانت المائدة مليئة بأشهى الأطباق، لكن الجو كان باردًا وكأننا في قمة جليدية. تبادلنا بضع كلمات مقتضبة حول ترتيبات الزفاف القادمة، لكن حديثنا كان سطحيًا وخاليًا من أي عمق حقيقي.
        
        خلال الأيام القليلة التي تلت ذلك، انغمست في تحضيرات الزفاف. جاءت أمي والعمة كاميلا، وكانت الفرحة تغمر المكان على الرغم من الحزن الخفي الذي يخيم على الجميع بسبب مرض والدة آرون. خضعت لجلسات "جيران جيكي" التي جعلت بشرتي ناعمة كالحرير، واخترت فستان زفاف تقليديًا مطرزًا بالذهب.
        
        اقترب يوم الزفاف بسرعة. في الليلة التي سبقت الحفل، جلست في غرفتي الفخمة، أتأمل انعكاسي في المرآة. كنت أرتدي روبًا حريريًا أبيض، وكانت يترين تقوم بتصفيف شعري الطويل. شعرت بفراغ داخلي عميق. كنت على وشك الزواج من رجل وسيم وغني، لكنني لم أشعر تجاهه بأي حب أو شغف.
        
        في صباح يوم الزفاف، استيقظت على ضوء الشمس الذهبي الذي يتدفق من النافذة. كان الجو هادئًا، لكن كان هناك توتر خفي في الهواء. ارتديت فستان الزفاف بمساعدة أمي والعمة كاميلا، وشعرت بثقله وبريقه يخطف الأنفاس.
        
        عندما حان وقت الذهاب إلى قاعة الاحتفالات، شعرت بساقيّ ترتجفان. أمسكت بذراع والدي الذي كان يبدو عليه التأثر وهو يسير بجانبي. كانت القاعة مزينة بشكل فاخر، وكانت الأنوار تتلألأ والورود البيضاء تملأ المكان برائحة عطرية.
        
        رأيت آرون ينتظر عند نهاية الممر، كان يرتدي ثوبًا تقليديًا ذهبيًا ويبدو وسيمًا بشكل لا يصدق. عندما اقتربت منه، نظرت في عينيه، لكنني لم أجد فيهما أي شيء يدل على الحب أو حتى الود الحقيقي.
        
        وقفنا أمام المأذون، وتبادلنا الوعود الرسمية. كان صوتي بالكاد مسموعًا، بينما كان صوت آرون ثابتًا وواضحًا. عندما انتهى العقد وتم إعلاني زوجة له، شعرت ببرودة تسري في عروقي.
        
        في حفل الاستقبال، كنت أبتسم وأصافح الضيوف، لكنني كنت أشعر وكأنني منفصلة عن جسدي، أراقب كل شيء من بعيد. نظرت إلى آرون وهو يتحدث مع بعض الضيوف، كان يبدو مرتاحًا واجتماعيًا، وكأنه يؤدي دورًا تم تدريبه عليه جيدًا.
        
        في وقت متأخر من الليل، عندما انتهى الحفل وغادر معظم الضيوف، أخذني آرون إلى جناحنا الخاص. كانت غرفة فخمة مزينة بالشموع والزهور. وقفنا في منتصف الغرفة، ننظر إلى بعضنا البعض في صمت.
        
        "خير". قال آرون أخيرًا، وكان صوته هادئًا.
        
        "نعم". أجبته بصوت خافت.
        
        "هناك شيء يجب أن تعرفيه". قال وهو ينظر إليّ بجدية.
        
        تجمدت في مكاني، أنتظر ما سيقوله. كان هناك شيء في نبرة صوته ونظراته جعلني أشعر بقلق عميق.
        
        "زواجنا..." بدأ يقول، ثم توقف فجأة.
        
        نظرت إليه بترقب، وقلبي يخفق بسرعة.
        
        "زواجنا..." كرر، ثم صمت مرة أخرى، وعيناه تحدقان في شيء ما خلفي.
        
        استدرت ببطء لأرى ما الذي لفت انتباهه، لكن الغرفة كانت فارغة. عندما أدرت وجهي إليه مرة أخرى، كان آرون لا يزال ينظر إلى نفس النقطة خلفي، لكن عينيه كانتا الآن تحملان نظرة غريبة... نظرة لم أرها من قبل.
        
        شعرت بقشعريرة تسري في جسدي. كان هناك شيء خاطئ، شيء غامض ومخيف في هذا الصمت وفي نظرته الثابتة.
        
        "آرون؟" همست بخوف.
        
        لكنه لم يجب. استمر في النظر إلى الفراغ خلفي، وابتسامة باهتة بدأت تظهر على شفتيه.
        
        ما الذي كان يراه؟ ولماذا شعرت فجأة بأنني محاصرة في كابوس
        
        

        Pages

        authorX

        مؤلفون تلقائي

        نظام شراء