هلا بالعوالم الخفية 1

هلا بالعوالم الخفية 1

2025, هيانا المحمدي

فانتازيا

مجانا

يوم عادي جدًا. الشارع زحمة، الشمس مولعة، والبياعين بيزعقوا كأنهم بيتخانقوا مع الكون كله. هلا كانت ماشية وسط الناس، لابسة تريننج واسع ورافعه شعرها بكَلبس كبير، وماشية بالراحة كأنها تايهة. هي أصلًا مش ناوية تشتري حاجة، بس كانت زهقانة وقررت تنزل السوق تدور على أي حاجة "تفتح النفس". دخلت سوق الخردة، المعروف عندهم بـ"سوق الوهم "، علشان اللي بيدخله غالبًا بيشتري حاجة ماكانش ناوي عليها… ويرجع بيها ندمان. وهي تتمشى بين الأكوام، لمحت مراية قديمة كبيرة، الإطار بتاعها من الخشب المتآكل ومليان نقوش مش مفهومة. سألت البياع:

...

....
تم نسخ الرابط
فتاة الانتقام

"أنا عمري ما كنت بآمن بالحاجات الغريبة… لحد ما المراية اتكلمت."

يوم عادي جدًا.
الشارع زحمة، الشمس مولعة، والبياعين بيزعقوا كأنهم بيتخانقوا مع الكون كله.
هلا كانت ماشية وسط الناس، لابسة تريننج واسع ورافعه شعرها بكَلبس كبير، وماشية بالراحة كأنها تايهة.
هي أصلًا مش ناوية تشتري حاجة، بس كانت زهقانة وقررت تنزل السوق تدور على أي حاجة "تفتح النفس".

دخلت سوق الخردة، المعروف عندهم بـ"سوق الوهم "، علشان اللي بيدخله غالبًا بيشتري حاجة ماكانش ناوي عليها… ويرجع بيها ندمان.

وهي تتمشى بين الأكوام، لمحت مراية قديمة كبيرة، الإطار بتاعها من الخشب المتآكل ومليان نقوش مش مفهومة.

سألت البياع:
ـ "دي بكام؟"
بصّ لها وضحك:
ـ "بعشرين جنيه لو عارفة تتعاملى معاها…"

قالت له وهي بتضحك:
ـ "يعني إيه؟ هتنفجر ولا هترد عليا؟"

قال:
ـ "جربي وانتي تعرفي."

هلا كانت بتضحك افتكرت الراجل بيهزر… اشترت المراية ورجّعتها البيت.

في نفس الليلة، وهي قاعدة على السرير بتتفرج على مسلسل كوري، المراية نورها غيّر لونه… مش ضوء عاكس عادي، لا… دي بقت بتنور بنفسها، كأنها شاشة بلازما.

قربت منها وقالت:
ـ "يا ستار… إيه ده؟"

وفجأة، ظهر فيها وش شاب مايعرفش هو فين، بيبص حواليه، وبعدين لمحها وقال:

"إنتي شايفاني؟"

هلا اتجمدت مكانها، وشها بقى أبيض، وقلبها بيخبط كأنها تلعب درامز.

قالت وهي بتترعش:
ـ "آه… إنت مين؟"

رد الشاب وهو باين عليه منبهر:
ـ "أنا آسر… وإنتي أول حد يشوفني من العالم ده."

وساعتها… المراية طفت.

هلا فضلت قاعدة قدامها، مش عارفة إذا كانت بتحلم، ولا جالها هلاوس، ولا اشترت نهاية عقلها بعشرين جنيه.

لكن جواها، في إحساس صغير قالها:
"ده كان حقيقي."

من تاني يوم، هلا بقت مش هي هلا
كانت رايحة الشغل وشكلها مشوش، عينيها شاردة، وكل شويّة تمسك المراية الصغيرة اللي في شنطتها وتبص فيها…
بس مافيش آسر.

منى، صاحبتها وشغالة معاها في المحل، كانت تراقبها وهي بتصميم العطور بتاعتها دي كانت هواية هي كبرتها لان دي أخر ذكريات من أمها وكمان هلا معروفة بانها عندها افضل انواع وعطور وتركيبات العطور ، وقالت:

ـ "إيه يا هلا؟ عندك مشكلة مع المراية؟ بتبصي فيها كأنك مستنية تطلعلك جِنّي!"

هلا ردت بهدوء وهي تحاول تبان طبيعية:
ـ "أهو… بجرب."

منى بصتلها بريبة:
ـ "إنتي عملتي حاجة غريبة، صح؟ وشك بيقول إنك كاتمة سر تقيل."

هلا قربت منها وهمست:
ـ "بصّي، تحلفي ما تضحكي؟"

منى باندهاش:
ـ "إنتي حملتي ولاّ إيه؟ احلف، احلف!"

هلا:
ـ "مبارح اشتريت مراية من سوق الوهم ، و… ظهرت لي وشاب بيكلمني منها."

منى انفجرت ضحك:
ـ "يا بنتي دي قعدة على جبهة الشيطان! مراية إيه وولد إيه؟ ده إنتي ناقصك شال وتبقي العرّافة عبلة!"

هلا تنهدت:
ـ "أنا عارفة إنه باين غريب، بس الواد كان بيتكلم، وبيقولي إنه من عالم تاني…"

منى فجأة وقفت ضحك وقالت:
ـ "لحظة… شكله عامل إزاي؟"

هلا استغربت السؤال:
ـ "يعني وسيم… شعره بني غامق، وعنيه لونهم رمادي كده، ووشه فيه حاجة غريبة… مش بشري قوي، بس وسيم بطريقة مش طبيعية ."

منى بصت لها بذهول وقالت:
ـ "أنا حلمت بحد بالشكل ده… امبارح بالليل."

لحظة صمت طويلة حصلت.
اللي كان هزار، بقى خوف.

هلا قالت:
ـ "إنتي بتخوفيني ليه دلوقتي … حلمتى بايه؟"

منى :
ـ "كنت ماشية في ممر كله مرايات، وكل مراية فيها أنا… ماعدا واحدة. كانت فيها الواد ده، وقال لي: "قولي ل هلا تبطل تخاف.""

قلب هلا وقع.
ملامح وش هلا اتقلب، وأيدها رعشة.

منى حاولت تهزر علشان تكسر التوتر:
ـ "يمكن روحك جابت روحي، وقررنا نلعب مرآة على الحيط!"

بس ما ضحكتش.

رجعت البيت بدري.
وقعدت قدام المراية الكبيرة، اللي اشتريتها من السوق.
المراية كانت ساكتة، بس ميّا ما كانتش ناوية تستنى.

قالت بنبرة فيها شوية خوف وشوية فضول:
ـ "آسر؟… إنت سامعني؟"

وفجأة، ظهرت صورة ضبابية…
وصوت خافت قال:

ـ "لما تخافي… المراية بتسكت."

آسر ظهر، باين عليه كان في مكان مظلم، ووشه فيه جروح خفيفة.

هلا اتنفضت:
ـ "إيه اللي حصل لك؟"

قال:
ـ "العوالم بدأت تتداخل… وإنتي السبب."

ثم… الصورة اختفت.

وسمعت طرق على باب شقتها.

فتحت الباب…
مافيش حد، بس في ظرف أبيض متساب على الأرض.
فتحت الظرف، وطلعت ورقة مكتوب فيها:

"لو كملتي… مش هتقدري ترجعي."

من بعد الظرف الأبيض، ميّا بقت تايهة…
مش عارفة تسأل مين، ولا تصدق إيه، ولا تكذّب إيه.
بس اللي متأكدة منه:
في حاجة بتتغير فيها.

أول علامة ظهرت… كانت في الشغل.

دخلت واحدة ست المحل وهي ماسكة رقبتها وبتقول:
ـ "يا بنات، عندي صداع مزمن، والريحة دي جابتلي دوخة…"

منى جريت تجيبلها مية، بس قبل ما تتحرك…
هلا مدت إيدها تلقائيًا ولمست جبهة الست، وقالت:

ـ "استني… عندك ضغطك واطي، وحاسّة النبض فيه لخبطة… خدي نفس عميق، وأنا هضغط لك هنا."

منى بصتلها وقالت:
ـ "إيه ده؟ إنتي مين؟!"

والست اللي كانت دوخة، وقفت وقالت:
ـ "سبحان الله… راح الصداع! ده إنتي دكتورة يا شيخة؟"

هلا اتلخبطت وقالت وهي بتحاول تضحك:
ـ "أنا؟ لأ… أنا حتى ماعرفش أركّب بلاستر."

لكن جوّاها…
حسّت إن في حاجة اتفتحت في دماغها.

في نفس الليلة، وهي قدام المراية، آسر ظهر تاني…
كان بيبص لها بتركيز، وقال:

ـ "بدأت تكتسب المهارات… إنتي مش إنسانة عادية."

هلا قالت له وهي مقلّبة عينيها:
ـ "يعني إيه؟ أنا تحولت إلى باتمان؟"

آسر ضحك لأول مرة وقال:
ـ "المراية دي ما بتظهرش لأي حد… هي بتختار.
وكل مرة تتواصلي معايا… بتنتقلي شوية من قوتنا ليكي."

هلا قربت وقالت له:
ـ "يعني إنت السبب؟ ولا أنا عاملة عقدة روحانية مع المراية؟"

قال بجدية:
ـ "الموضوع أكبر من كده… إنتي دلوقتي طبيبة فطرية.
مهارات طبية غير بشرية بدأت تتفعّل فيكي… لأنك دخلتي في دايرة مش كل الناس تقدر تشوفها."

ميّا سكتت شوية، وبعدين قالت:
ـ "طيب… أنا بعالج صداع دلوقتي، بس بعد شوية ممكن ألاقي نفسي بفتح قلب؟!"

آسر قال:
ـ "لو كملتي، ممكن توصلي لحاجة أعظم…
لكن في تمن."

هلا سألت:
ـ "إيه هو؟"

رد عليها بنفس النبرة الغامضة:

ـ"هتكتشفيه… لما تعالجي أول جرح مش في الجسد، بل في الروح."

وفجأة…
المراية نورها اتقلب للأحمر، ووش آسر اختفى.
وظهر بدلها وش تاني…
مش إنساني، ولا مفهوم.

وكان بيهمس:

"رجعوا التوازن… قبل ما العالمين يحطموا بعض."
😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء