الفصل المسكون - روايه رعب

الفصل المسكون

2025, سهى كريم

رعب

مجانا

مجموعة من البنات صحاب محبوسين في فصل مهجور في مدرستهم، اكتشفوا إنه مسكون. بتبدأ الأحداث بقصة مرعبة عن بنت ماتت في نفس الفصل، وده بيخليهم يعيشوا لحظات رعب وخوف متواصل. البنات بيحاولوا يهربوا وبيواجهوا ظواهر غريبة بتأكد لهم وجود الجن، وكل واحدة فيهم بتفتكر لحظات مهمة في حياتها وهما بيواجهوا مصيرهم المجهول.

إيما

بنت ما بتصدقش أي كلام بتسمعه ومغامرة جدًا، بس بتلاقي نفسها في موقف صعب بيختبر كل قناعاتها.

إيفا

نت تخينة وودودة، لكنها جبانة جداً وبتخاف من أقل حاجة، وده بيخليها دايمًا مصدر للتوتر في المجموعة.

بيثاني

عارفة أسرار المدرسة كلها وحكاياتها، وهي اللي بتكشف للبنات قصة الفصل المسكون، وده بيزود الرعب والخوف عندهم.

سيا

أم المجموعة، عاقلة وبتفكر بشكل منطقي، لكنها بتواجه صعوبة في السيطرة على البنات في أوقات الذعر.
تم نسخ الرابط
الفصل المسكون - روايه رعب

الشخصيات
إيما: ما بتصدقش أي حاجة حد بيقولها ومغامرة جدًا.
إيفا: تخينة ومدملجة وطبيعتها ودودة ومرحة. خايفة جدًا.
فِيزي: فكاهية ومغامرة. بتهزر في أي وقت.
ليزا: ثرثارة جدًا ونشيطة. عندها طاقة كده.
آشلي: بتحب تقعد لوحدها وهادية جدًا.
ساشا: خايفة من الحياة. ساكتة ودايمًا مكتئبة.
سيا: أم المجموعة. بتتكلم عن الذكاء ومزاجية جدًا.
بيثاني: بقالها في المدرسة من زمان جدًا وعارفة كل الأسرار.
كاتي: ساكتة. ما بتتكلمش كتير. صديقة قديمة ومقربة لسيا.
الفصل الأول
كان يوم أربعاء شتوي بعد الضهر، الهوا كان ساقعة وقارصة. السما كانت غامقة وكأنها ممكن تمطر في أي لحظة. سبع بنات صحاب قوي، يضحوا بحياتهم عشان بعض، خرجوا من قاعة الامتحانات ومشوا ضد الهوا الساقع اللي كان بيخبط في وشوشهم. سيا مسكت جاكتها بتحاول تدفي نفسها وهما كلهم رايحين كافتيريا المدرسة.

"الجو جميل قوي." قالت ليزا وهي بتبص للسما وبعدين اتنهدت لما سمعت كلام إيفا.

"يا خسارة، عندنا حصص تقوية زيادة في الرياضة." كشرت مناخيرها وهي بتاكل دوريتوس. كانوا لازم ياخدوا حصص رياضة عشان كانوا وحشين قوي في الرياضة. بس كانت مالهاش لازمة ومملة، يذاكروا نفس الفصول والحاجات دي تاني وتالت ومع ذلك ما يفهموش كلمة واحدة.

"بس الجو جميل قوي، مش حاسة إني عايزة أروح الحصة." قالت إيما وكلهم هزوا راسهم بالموافقة. مين ممكن يفكر يروح الحصة والسما بترعد والهوا ساقعة لدرجة تجمد العضم. بس ما حدش كان هيسمح لهم يطنشوا حصصهم الزيادة.

"ممكن نروح نستخبى في مكاننا السري." قالت آشلي وكلهم بصوا لها. الفكرة كانت كأنها بتنور في دماغهم.

"اتمسكنا هناك كذا مرة." اتنهدت إيفا.

"إيه رأيكم في المخبا اللي تحت السلالم دي؟" اقترحت آشلي.

"اتمسكنا هناك برضه." إيفا لوحت بإيدها وهي بتلعب بخصلة من شعرها. كان شيء محبط، كل مرة بيحاولوا يطنشوا حصصهم، تلميذ شاطر يجي وراهم عشان يلاقيهم ويرجعهم الفصل.

"لازم نلاقي مكان جديد نستخبى فيه." أضافت ساشا وكلهم وافقوا. الهوا الساقع حضنهم وهما بيقاوموه وبيبحثوا عن مكان جديد يستخبوا فيه. نقطة نزلت على مناخير فيزي وبصت للسما. كانت بتمطر فعلاً والسما عمرها ما كانت بالجمال ده. رفعت كمها ومدت إيدها عشان تاخد نقط أكتر.

"بتمطر." قالت بسعادة. كان ده صحيح، ما مطرتش بقالها شهرين. الجو كان ساقع والسما غامقة. جروا عشان يلاقوا ملجأ وجروا لأقرب مكان، فقفوا تحت ضل شجرة كبيرة. الشجرة ما وفرتش لهم حماية كبيرة من المطر بس كانت كفاية عشان تساعدهم ما يتغرقوش خالص.

"ده ما ينفعش." اتنهدت بيثاني وهي بتبص على معطفها المبلول. المطر كان لسه مش كويس لهم. بعد شوية، طالبة من الفصل عدت. مدرسة الرياضة بتاعتهم كانت بتبعت طلاب عشان يلاقوا البنات اللي مش بيحضروا الحصص ومستخبيين.

"يا إلهي. هما هنا." قالت ليزا ورجعت لورا عشان تحاول تستخبى وكانت في أخر واحدة فيهم. ضهرها خبط في الشجرة وهي ساندة عليها وبعدين غمضت عينيها ورفعت راسها. صباع ساقع وعضمي مشي على خط فكها وأجبرها تفتح عينيها. جمد راسها، اللمسة كانت شبه غير آدمية، الجلد الساقع. بصت هنا وهناك بس البنات التانيين كانوا لسه واقفين في نفس المكان بالظبط. ليزا طنشت الموضوع، على أساس إنها مجرد تخيل.

بس ما كانش تخيل.

"أنا عارفة مكان. جناح السينيور، سنة تانية ما بيحضروش حصص الأيام دي ففصولهم فاضية تقريباً. ممكن نستخبى هناك." اقترحت بيثاني وكلهم هزوا راسهم. المطر كان شديد قوي وكان صعب يجروا في الملعب المبلول بالطين ده كله لحد آخر المدرسة بس ما كانش عندهم خيارات كتير فاضطروا.

"عند العد تلاتة. 1....2...3....انطلقوا." عدت بيثاني وطاروا. جروا في الملعب وهم بيرشوا وينطوا في الطين لحد ما وصلوا للسلالم. طلعوا ووصلوا لزاوية ضلمة. ما كانش فيه لمبة ولا نور هناك. فتحوا الباب ورموا نفسهم جوه، بيقطروا ومبلولين من راسهم لرجولهم، جمعوا كام كرسي وقعدوا في دايرة، بيحاولوا ياخدوا نفسهم.

"هدومي وشعري ريحتهم وحشة." قالت إيما بقرف وهي بتبص على جسمها المبلول.

"جزمتي وشراباتي كلهم مبلولين." اتنهدت إيفا وهي بتقلع جزمها. مسكتهم وحطتهم جنب الشباك وبعدين رجعت مكانها.

"بصوا، مش عايزين نتمسك، فاتكلموا بهدوء شديد. شخص واحد يتكلم في كل مرة." أوصت سيا. الفصل كان صغير وكل كلمة، آهة، ونفس بيطلعوه هيتردد صداه. أي صوت خفيف هيعملوه هيتردد صداه.

"إيه اللي ممكن نتكلم عنه؟" سيا سألت.

"أشباح؟ الجو شكله مثالي عشان نتكلم عن حاجات زي دي." إيما ابتسمت. ضمت رجليها وقعدت. حاجات الرعب دايماً كانت بتشد إيما بالرغم إنها ما بتصدقش في كل الكلام ده.

"حد شاف واحد؟" ساشا سألت.

"عندي قصة..."





"عندي قصة." قالت كاتي وكلهم لفوا وشوشهم ناحيتها وبدأت تتكلم. كاتي كانت دايماً شاطرة في حكي القصص وعمرها ما فشلت إنها تسلي أصحابها بحكاياتها.

"مرة، رحنا مزرعة جدي في الجبل. كان صيف والجو حر. المزرعة كانت كبيرة قوي وما حدش عايش جنبنا. رحت هناك كام يوم مع أهلي وبنت عمتي. ناس قليلة يونسوا، والحياة كانت مملة جدًا.

كانت الدنيا ليل والجو مغرب. كنا بنسمع صوت الغربان. جدي خد أهلي عشان يوريهم الزرع ويقابلوا الناس القليلين اللي عايشين جنبنا. أنا وبنت عمتي فضلنا لوحدنا في المزرعة. هي كانت أكبر مني بسنة أو سنتين وما كانش عندنا حاجة نعملها عشان ما كانش مسموح لنا نطلع بره البيت. ما كانش عندنا حاجة نعملها فطلعت اللابتوب بتاعها. كنا بنتفرج على أفلام لما حصل قفلة والبيت كله بقى ضلمة. الكهربا قطعت. خفنا شوية وكملنا نتفرج على الأفلام على اللابتوب بتاعنا.

كانت الدنيا ضلمة وهادية جدًا وبصراحة، كنت خايفة موت. بنت عمتي كانت عايزة تدخل الحمام فاستخدمت كشاف موبايلها عشان تروح الحمام وأنا قعدت ساكتة بتفرج على الأفلام. كنت غرقانة في الفيلم لدرجة إني ما اهتمتش بأي حاجة. بعد شوية سمعتها بتصرخ، افتحي الباب! كاتي افتحي الباب! مش بهزر، افتحي.

كنت مصدومة بجد. الباب كان مقفول من بره. ما كانش عندي فكرة مين قفله من بره عشان إحنا كنا الوحيدين في البيت وهي ما كانتش ممكن تقفل الباب لوحدها. فتحت الباب وبنت عمتي خرجت، وشها أصفر. ما نمتش طول الليل لأني كنت لسه عايزة أعرف مين اللي قفل الباب. ما كانش فيه حد في البيت خالص."

البنات سمعوا قصتها بعناية وإيفا خافت. اتكومت على نفسها وكلهم بصوا عليها وهي بتضحك. القصة كانت حقيقية وكان غريب إنها تتكلم بثقة كده.

"أنا اللي هاحكي القصة اللي بعد كده." بدأت بيثاني. "يلا نبدأ من هنا." قالت وهي بتصفي حلقها، "تعرفوا الشجرة اللي عند زاوية بوابة مدرستنا القديمة؟"

كلهم هزوا راسهم بالموافقة.

"طيب، أنا سمعت ناس كتير بيقولوا إنهم سمعوا أصوات طالعة من الشجرة دي. مش أي أصوات، لكن أصوات غريبة أكيد مش بشرية." وضحت بيثاني.

"أصوات؟" سيا سألت.

"الشجرة دي عمرها حوالي 400 سنة وما حدش بيروحلها ولا بيقف عندها." وضحت ساشا.

"إيه نوع الأصوات؟" سيا سألت.

"بكاء. الناس في مدرستنا سمعوا أصوات بكاء من هناك. بيقولوا إن الجن والأشباح عايشين هناك." بيثاني اتكلمت بنبرة مخيفة.

"هاه! أنا ما بصدقش الهبل ده." إيما هزت راسها وهي بتبص في اتجاه تاني. صباع إيفا كان في بقها وفيزي بصت لها باهتمام شديد. القصة دي كانت تبدو مش حقيقية، إيما عمرها ما سمعت أي حاجة من هناك عشان هي بتقضي نص وقتها بتطنش الحصص تحت الشجرة دي.

"أنا سمعت عن الموضوع ده برضه." فيزي اتكلمت. فجأة سمعوا رعد عالي والبنات اتجمعوا جنب الشباك وبصوا بره. كانت بتنزل برد. نقط بيضا صغيرة شبه الحجارة كانت بتنزل. إيما بفضول فتحت الشباك ومدت إيدها وجمعت شوية. واحدة مضغوطة وصلبة نزلت على إيدها، وده عمل خط أحمر ودم سال منه.

"إيه ده؟" صرخت بألم. بصت على إيدها باستغراب ويأس ومسحت الدم بإيدها التانية وعضت شفايفها.

"مش المفروض توجع للدرجة دي." ليزا اتكلمت وإيما بصت لها. طبعاً، هي مجرد قطرة مياه متجمدة، ما تقدرش تعمل جرح أو دم يسيل.

"دخلي إيدك جوه." قالت بيثاني وإيما أطاعت. "قفلي الشباك كمان." كلهم رجعوا قعدوا في أماكنهم. كان صوت المطر والبرد مسموع والرعد بيرعد في السما الضلمة. كان فيه صمت محرج تاني في الأوضة والمطر بينزل من الشباك.

"هل صحيح إن لما نتكلم عن الجن والأشباح، بيسمعونا وبيجوا؟" آشلي سألت.

"آه. آه صحيح." ساشا ردت وهي بتطبطب على دقنها.

"هما ممكن يكونوا بيسمعونا دلوقتي بس إحنا مش بنشوفهم." سيا ردت.

"لازم نطلع. أنا خايفة قوي." قالت إيفا وهي بتقوم وبتروح بسرعة ناحية الباب. مدت إيدها ولفت مقبض الباب. ما فتحش. حاولت تاني وتالت بس كان باين إن الباب مقفول. بدأت تهز الباب. إيفا بصت ناحية البنات، وشها كان مصفر وشفايفها بترتعش.

"مش بيفتح." صرخت إيفا وده لفت انتباه الكل. كلهم قاموا من أماكنهم وبدأوا يصرخوا. حاولوا يكسروا الباب، خبطوا فيه، دقوا عليه بعنف بس كان مالهوش لازمة.

"إحنا محبوسين." اتنهدت آشلي وهي بتسند على الباب وبتنزل على الأرض. إيفا شممت خفيف وحبست دموعها. الباقيين كلهم كانوا بيصرخوا من الخوف. لكن سرعان ما الكل استوعب الحقيقة المرة ووقفوا هناك في صمت وهم بيبصوا على بعض بوشوش صفرا.

"بس ما حدش بيجي الفصل ده والجزء ده من المدرسة. ممكن نسمي المنطقة دي... إيه... مهجورة." ساشا رفعت إيديها في الهوا. مهما صرخوا أو صرخوا بصوت عالي، ما حدش هيقدر يسمع أي حاجة.

"مين اللي قفل علينا؟" ليزا سألت.

"أنا قلت لكم. هيجوا. الجن، الكلام عنهم، كانت فكرة غلط. دلوقتي هم حبسونا." ساشا صرخت وهي بتسند على الحيطة. خبطوا ودقوا على الباب بس كان مالهوش لازمة. كان فيه كتير من الشم والشهقات مسموعة. كانوا خايفين عشان مش عارفين يطلعوا من الفصل. إيفا ساندت على الباب وهي مستسلمة بعد آخر خبطة ليها على الباب وبدأت تعيط بحرارة.

"خلوني أحكي لكم قصة. هتقول لكم ليه إحنا محبوسين هنا." قالت بيثاني وكلهم اتجمعوا حواليها.





"خلوني أحكي لكم قصة." قالت بيثاني وكلهم اتجمعوا حواليها على الأرض.

"من 6 سنين، كانت فيه بنت اسمها أميليا جيبسون بتدرس هنا. كانت بنت هادية وخجولة، وما كانش عندها أصحاب كتير. ما حدش كان بيكلمها وكانت تبدو حزينة بجد. في يوم مش متوقع، بقت مجنونة. رمت مكتبها بعيد وصوتها بقى تخين. بدأت تشد شعرها وتصرخ. كانت بتقول كلمات زي،

'هي هنا عشان تجيبني! هي هنا!'

عمرنا ما عرفنا مين هي بس كانت بتفضل تصرخ. كانت بتتصرف بشكل غريب. بعدين اتقال لنا إنها كانت تحت لعنة جن. الكل خاف وقطع كل أنواع التواصل معاها. ما حدش كان بيكلمها ولا بيقرب منها. دخلت في اكتئاب وفي يوم دخلت فصل مهجور وشنقت نفسها في المروحة." بيثاني خلصت قصتها. كلهم كانوا بيبصوا لها بخوف في عينيهم، دي كانت قصة حقيقية حصلت في مدرستهم بالذات.

"الله! دي كانت قصة وحشة بجد." فيزي صرخت.

"بس مش بس كده، الفصل اللي قتلت نفسها فيه بيتقال إنه مسكون. الناس بتقول إنهم بيسمعوا أصوات من الفصل ده. ما حدش بيجي الجزء ده من المدرسة للأسباب دي." بيثاني أضافت.

"أ-أنهي فصل ده؟" ليزا تهتهت. كانت بتعض ضوافرها، والخوف واضح في عينيها.

"الفصل ده. اللي إحنا محبوسين فيه." بيثاني اتنهدت وهي باصة لتحت. إيفا هي اللي اتجننت. خبطت إيدها على بق بيثاني بتحاول تسكتها. إيفا بتخاف بسهولة، كانت هتصدق أي كدبة بسيطة.

"ا-اخرسي. ماشي؟" إيفا صرخت، "ده مش حقيقي. ده كله كدب. بتحاولي تخوفينا." وقفت وهي بتنهج.

"آه صحيح؟ طيب إيه اللي حبسنا في فصل مهجور؟" قالت بيثاني وهي بتقوم وتصرخ في وش إيفا. أول ما خلصت الكلام، النور بدأ يقطع بس بعد شوية طفى خالص. الدنيا ضلمت وسقعت بشكل غريب فجأة.

"الدنيا ضلمت." ليزا صرخت، وهي بتمد إيديها عشان تلاقي حد تتكلم معاه.

"ساعدوا. أنتوا فين يا جماعة؟" كاتي صرخت، ما كانوش شايفين وشوش بعض أصلاً، كانت ضلمة سودا. النور رجع بسرعة وكلهم أخدوا نفس الصعداء. بس كان فيه حاجة غلط. كلهم بصوا على السبورة اللي كان مكتوب عليها بالطباشير الأبيض:

شبح هنا. ما تجوش هنا.

كلهم حولوا انتباههم للسبورة ودخلوا في حالة من الهلع. صريخ وصياح وبكاء. "مين اللي كتب ده؟" فيزي سألت وهي غاضبة.

"دي نوع من المزاح المقرف أو مقلب واحدة فيكم بتعمله فينا. لو كده، فده مش مضحك خالص." إيما قالت وهي بترمي إيديها في الهوا.

"ولا واحدة فينا كتبته." آشلي أضافت وهي بتبلع ريقها وبصوت هامس. بيثاني ضحكت ضحكة غريبة. "ده جنون. نتحبس في فصل مهجور والنور يقطع. ودلوقتي ولا واحدة فيكم كتبت الهبل ده على السبورة. حاجة واحدة أكيدة. إحنا هنموت النهارده." بيثاني بدأت تضحك زي المجنونة كأنها فقدت عقلها وإيفا ضربتها جامد على وشها.

"قلت لك اخرسي." إيفا زمجرت، وعينيها كانت بتخترق عينيها وهي بتوقعها على الأرض، كانت فوقيها بتخنقها من رقبتها.

"بطلوا تتخانقوا. لازم نطلع من هنا." كاتي اتكلمت.

"وإزاي ده؟" سيا سألت.

"إحنا- إحنا آآآه... ننط من الشباك؟" كاتي قدرت تقولها اللي طلعت كأنها سؤال أكتر. كلهم بصوا لها والاستغراب مرسوم على وشوشهم. كاتي أكيد مجنونة. هما هيتعاقبوا من المدرسة عشان كسروا الشباك وما حدش هيصدق كلمة واحدة يقولوها. ده غير إن الشباك كان مصنوع من زجاج قوي، ممكن يحصل انفجار هنا وما يتعملش فيه خدش واحد. كلهم رموا نفسهم تاني على الأرض استسلاماً وكل واحدة فيهم بتبص على الحيطة اللي عليها تراب.

"الساعة كام؟" آشلي سألت.

"الساعة...." إيما بصت في ساعتها وبعدين القلق ظهر على وشها، "خمسة مساءً."

"إيه؟ هنعمل إيه دلوقتي؟ أتوبيس المدرسة أكيد مشي من غيرنا." فيزي صرخت وبدأت تعيط.

"وأنا جعانة موت كمان." ليزا عيطت وهي بتدفن راسها في ركبتيها. كاتي طلعت علبة الغداء من شنطتها وادتها لليزا. كانت ساندويتش نص مأكول.

"شاركوا." فيزي همست وهي بتمسح دمعة من عينها. ليزا هزت راسها وقسمت الساندويتش نصين وادت نصه لفيزي. كلهم كانوا جعانين بس روح التضحية كانت فيهم فالتلاتة بس قسموا الساندويتش النص مأكول على تلاتة وبدأوا يقرضوا فيه.

"عمرنا ما هنلاقي فرصة نتخرج دلوقتي. مفيش حفلات تاني، مفيش مقابلات قرايب، مفيش حد يتكلم مع قرايبنا، مفيش دوشات تاني وقبل كل ده مش هنقدر نشوف عائلتنا." بيثاني عيطت وهي نايمة على الأرض.

"أنا عارفة، النهارده ماما وعدتني إنها هتعمل لي كوكيز بالشوكولاتة لما أرجع البيت. أنا عارفة إنها ممكن تكون قلقانة وهتحفظ الكوكيز لحد ما أرجع البيت. أنا وحشتني خلاص." إيما شممت وهي بتبص من الشباك والدموع بتنزل من عينيها.

"تخيلوا إيه؟ النهارده اتخانقت مع أخويا الصبح. ضربته وهو عيط. قالي إنه بيكرهني وكان يتمنى إني ما رجعتش البيت. قلت له إن أمنيته هتتحقق وإني مش هرجع البيت. أكيد بيعيط دلوقتي، بيدعي ربنا إنه عايز أخته الوحيدة ترجع. أنا بس عايزة أروح البيت وأعتذر عن سلوكي الوقح." آشلي دفنت راسها في ركبتيها وسمع صوت شهقات خفيفة.

"إحنا اتدمرنا." إيفا شخرت وهي بتهز راسها بتلعب برباط يونيفورمها.

"وحشتيني يا ماما. بحبك." إيما همست لنفسها. ساشا قامت وراحت تحضنها وبعدها فيزي. بسرعة كل البنات كانوا محتضنين في حضن جماعي.

النور قطع تاني. الدنيا كانت بتضلم بره. ما كانش فيه أي شعاع شمس خفيف ممكن يتشاف. الصوت الوحيد اللي كان مسموع كان صوت تكة الساعة. المرة دي سمعت ضحكة غريبة. ما كانتش ضحكة عادية، ما كانش فيه أي واحدة منهم ضحكتها. كانت ضحكة فضية ضبابية وهوا ساقع احتضن الأوضة في ضلمة الليل.
 

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء