رواية حكاوي باريس
حكاوي باريس
2025, سلمى إمام
رومانسية
مجانا
چيك وميرا في باريس، علاقه معقدة خلال يوم كله مواقف كوميدية ومحرجة. چيك بيحاول يتأقلم مع كدبته بخصوص علاقة عابرة، في حين إن ميرا بتثير فضوله بشخصيتها الغامضة وحماسها للحياة. بيلفوا في معالم باريس، وبيكتشفوا سوا جوانب جديدة في بعض، وده بيدفعهم إنهم يتساءلوا عن طبيعة الصداقة اللي ممكن تكون بينهم.
ميرا
حالمة بباريس وعندها قائمة طويلة من الأماكن اللي عايزة تشوفها. هي منظمة جداً وعندها معرفة دقيقة بخريطة باريس، بس الأماكن اللي تهمها بس. بتمر بضغوطات مالية ومواقف محرجة، لكنها بتحاول تحافظ على معنوياتها وتستغل وقتها في باريس لأقصى حد. هي عملية وبتفكر في التفاصيل زي إنها بتجيب معاها شمسية وفرشات أحذية طبية..جيك
شخصية مستفزة أحياناً وبيتصرف بلامبالاة، وواضح إن له تجارب سابقة مع علاقات عابرة. بالرغم من إنه يبدو أناني في بعض الأحيان، إلا إنه بيظهر جانب حامي وشهامة لميرا، وده بيخلي شخصيته متناقضة ومحيرة.
واحدة الضهر ميرا كانت بتمشي في شوارع باريس المتعرجة، وهي اللي عارفة الطريق. ده كان مريح جداً لـ چيك، عشان ما يضطرش يبص في شاشة تليفونه ويشوف رسالة تانية من كوليت. أيوه، كوليت، مش رسالة من التاجر الخيالي اللي وصفه لميرا. كذبته اللي كدبها في ساعتها كانت أسهل بكتير من إنه يشرح إيه اللي بيحصل بجد. "يا دوب طلب عادي لصورة عريانة"، فكر چيك. "مش ده رائع يا ميرا؟" مع إن چيك كان عنده خبرة في إنه ياخد صور معينة بزوايا حلوة، بس التوقيت كان وحش أوي. ما كانش متخيل نفسه ينط على الحمام عشان يعمل جلسة تصوير "إكس ريتد"، خصوصاً إن ميرا كانت كريمة أوي بمساحة أوضتها ودشها، ودلوقتي بوقتها كمان. أو يمكن تكون متقبلة للموضوع. بدأ يتخيل إنه ممكن يتكلم مع ميرا كصحاب عن علاقته، بس في تفاصيل غامضة من عشا إمبارح بدأت تيجي في دماغه. زي إن ميرا كانت قرفانة من حركاته مع النادلة. أو يمكن كانت قرفانة الصبح، لما دخل لوبي الفندق وهو بيترنح وحكالها عن علاقته ليلة واحدة. كان بيحاول يحدد أي سيناريو فيهم هو الصح. يمكن كان لسه سكران شوية. دلوقتي، هدفه كان إنه ما يبوظش بعد الضهر بتاع ميرا، وده كان يشمل إنه يبعد عن أي كلام محرج عن الصور العريانة. مع وضع ده في دماغه، چيك قرر إنه يتجاهل كوليت، على أساس إنه يعتذر لها بعدين. ميرا جريت شوية قدام. "مستعد لشويه رياضة؟" خطواته الطويلة وقفت، وهو استوعب تماماً السلالم الضخمة اللي كانت بينهم وبين الشارع اللي بعده. چيك كان مبسوط إنهم سابوا زبالة الأرصفة ومحلات تصليح الموبايلات وراحوا لشوارع هادية، وكافيهات على الكورنر، وحجارة الرصف—اللي الناس دايماً بتبقى مهووسة بيها لما يتكلموا عن باريس بحلم. إيه اللي ما كانش مبسوط بيه؟ السلالم الجهنمية اللي ما كانتش بتخلص. "هاه؟" قالت وهي بتشجعه، وبدأت تطلع أول كام درجة وبصت عليه. "يلا!" چيك بص عليها وهي مكملة طلوع، ومتحركش من مكانه. ما نامش خالص طول الليل، ودلوقتي بعد ما شاف السلالم دي، بقى متأكد أكتر إن الكحول اللي شربه إمبارح لسه بيلف في دمه. "مفيش طريق مختصر يكون أسهل؟" وقفت وبصت عليه. "إحنا في مونمارتر الحقيقية دلوقتي يا چيك. تقبل سحر المرتفعات." "بس أنا تعبان،" اتأفف. "والجو حر." فعلاً كان حر. طلعت مفتاح الأوتيل من جيبها. "ممكن ترجع الأوضة وتنام." "على السرير ده؟ لا شكراً." "يبقى انط يلا!" ميرا عملت بنصيحتها وبدأت تنط السلالم درجتين درجتين. چيك حاول يخمن هي بتاخد إيه من المخدرات، أو لو هي دي حالتها الطبيعية إنها نشيطة أوي. بناءً على المرات القليلة اللي شافها فيها في الأسانسير، أو لما كانت زهقانة ومعزولة في فعاليات الشركة (ناهيك عن عشا إمبارح)، كان بيميل ناحية المخدرات. لما وصل لنص السلالم بالعافية، لاحظ إن ميرا خلصت الطلوع بالفعل. "يلا بينا،" قالت وهي بتسقف عشان تشجعه. "ما تقوليش إنك كنت بتفوت يوم تمرين الرجل في الجيم." "أنا دايماً بعمل تمرين الرجل!" قال وهو بيلهث، ووصل للقمة أخيراً. حاولت ما تضحكش. "باين." "قوليلي،" قال وهو بيتنفس بصعوبة، "إنتي معموله من جينات خارقة ولا إيه؟" مددت رجليها عادي. "جيناتي عادية، بس جبت مدرب شخصي من فترة، عشان أضمن إني ألبس الـ . . ." سكتت وبصت بعيد. "تلبسي إيه؟" "بناطيل الجينز بتاعتي،" قالت بسرعة. "اشتريت كتير جينز السنة اللي فاتت، لما كانوا بقوا . . . اشتري واحد، خد اتنين ببلاش." "استني دقيقة،" قال وهو موطي وماسك ركبته. "في مكان كان بيبيع جينز اشتري واحد خد اتنين ببلاش؟ ده مش ممنوع في أزياء الستات؟ مش الأسعار العالية بتخلي الهدوم شكلها جامد؟" جاتله فجأة فلاش باك لميعاد تاني في سوهو، لما بنت كان قابلها على بامبل جرته وراها في التسوق طول بعد الضهر. افتكر بوضوح إنها اختارت تيشيرت رمادي عادي كان سعره سبعين دولار مقرف. فكرة التيشيرت ده والكلام المتلخبط خلته يتنفض. "أنا ما اشتريتش الجينز من محل ملابس حريمي عادي،" شرحت وهي بتغير وزنها من رجل لرجل. أخيراً قدر ياخد نفسه. "لا؟ من ورا عربية نقل يعني؟" "سوق مفتوح." چيك جاتله شكوك إنها بتكدب، بس ما كانش عارف ليه، وما كانش عايز يضغط عليها. "لازم نعترف، الأسواق المفتوحة دايماً بيبقى فيها أحلى عروض." "مممم؛ أنا بحب أوي صفقات الأسواق المفتوحة." بالرغم من إنه ساب لميرا فرصة إنها تتهرب، جزء منه كان عنده فضول مريض يشوف كذبها هيروح لفين. وده الجزء اللي كسب. "إيه اللي حصل بعدين؟ اشتريتي الجينز مقاس أصغر، وبعدين احتجتي مدرب شخصي عشان ما يبقاش الشراء على الفاضي؟" "لا." كشرت وتمتمت حاجة بصوت واطي. "اللي حصل كان . . . إني مدمنت الكرونيت اللي بيبيعوها في المخبز ده في شارع سبرنج، والشيء اللي بعد كده عرفته، إني بقى عندي كده"—وأشارت على وسطها—"مؤخرة كبيرة." هزت راسها وهي بتفكر في الذكرى المزعومة دي. "يعني، كان ممكن أعملها، بس عشان الجينز . . . كانت كتير أوي." كتم ضحكته. "تمام، برافو على التحول الدرامي." چيك افتكر الأوقات اللي قابل فيها ميرا، وما افتكرش إنها كان عندها "مؤخرة كبيرة" خالص. أكيد كان هيفتكر صفة جسدية زي دي، وده وضح إنها بتكدب بس ما كانش عارف ليه، وما كانش متأكيد ليه هو فضولي. چيك ما كانش عنده طاقة يحل لغز "المؤخرة الكبيرة"، فقرر يغير الموضوع. "دلوقتي فين المكان اللي لازم نجربه ده؟" استرخت فوراً. "هو يا دوب حوالين الكورنر؛ يلا بينا." ميرا و چيك قعدوا قصاد بعض على ترابيزة خشب قديمة في مطعم صغير، وعلى الحيطان كانت فيه لوحات لمناظر طبيعية فيها مياه، وشمس بتدخل من الشبابيك. كان فيه شخصين بس تانيين في أوضة الأكل، وده خلى المكان ليه إحساس عائلي ودافئ. هو ما كانش متضايق. "ده يمكن المكان الوحيد في باريس اللي بيعمل سايدر يدوي،" قالت ميرا. "وده حاجة حلوة، عارف؟ عشان ده مش اللي تتوقعه عادة." "وعندهم كمان الكريب المشهور اللي كنتي بتتكلمي عنه، صح؟" فرك بطنه. "أنا ممكن آكل منهم شوية حلوين." "والأحلى من كده،" كملت كلامها، "إن أحسن كريب في باريس بطريقة ما موجود هنا، في أعلى باريس، في حين إن شارع مطاعم الكريب المشهور حرفياً موجود في آخر المدينة." "شارع مطاعم الكريب المشهور؟ ده حقيقي؟" "صدقني ده حقيقي." "ده جه منين؟ مجموعة ناس بس قالوا 'أيوه، هنا هنعمل كريب'؟" بصت له تاني باستغراب. "بالظبط ده اللي حصل. عرفت إزاي؟ قريت المدونة اللي بتتكلم عن أصل الكريب؟" "ما أظنش إني قريتها،" اعترف، وهو بيفهم ميرا بتقضي وقتها في إيه. "ده مدهش أوي إزاي كل ده اتكشف." قربت كأنها هتقوله سر أكل مثير للاهتمام. مع إنه واضح إنه متفصل على مدونة عامة. "المنطقة الـ 14 هي اللي هتلاقي فيها شارع الكريب المشهور، بس ليه الموقع ده بالذات، أنت بتسأل؟" "أيوه يا ميرا، ليه؟" قال وهو يلاقي نفسه متحمس إنه يكمل معاها. "عشان المنطقة الـ 14 هي كمان اللي هتلاقي فيها محطة مونبارناس للقطارات، واللي هتلاقي فيها كمان القطارات اللي جاية من بريتاني، واللي هي كمان اللي اتعمل فيها النوع ده من الكريب المشهور." شربت شوية مياه وحولت انتباهها للمنظر بره شباك المطعم. "ماتوقفيش دلوقتي،" قال. "عايز أسمع أكتر." "آه، الباقي كان واضح. يعني في الخلاصة: كان قدر." كملت بكتف عادي. چيك خد لحظة عشان يتأمل في المحادثة الغريبة دي. سند ضهره لورا. "لازم أقولك، إنتي كده . . ." مهما كان چيك متعود يكون روح الحفلة في أي مكان، ما كانش عارف يكمل الجملة دي إزاي. وأكيد ما كانش عنده أي مرجع لأنواع المحادثات دي. "أنا كده إيه؟" مرر صوابعه في شعره. "أنا مش متأكد حتى لو في كلمة ليها." "عادي،" قالت بلا مبالاة. "أنا مش حاسة إني محتاجة أوصف بكلمات موجودة في قاموس. ده حاجة بدائية شوية." "مش طريقة وحشة للموضوع." كان الموضوع بيصعب أكتر على چيك إنه يحط ميرا في تصنيف. يمكن ده كان شيء كويس. "أوه . . ." قالت وهي تركيزها اتحول فجأة. عينيها لمعت لما شافت الجرسون شايل صينية فيها كوبايتين سايدر. بصت من الكوبايات لچيك. "متأكد إنك مش هنج أوفر على ده؟" "إنتي بتهزري؟ ده بالظبط اللي أنا محتاجه." يمكن ما كانش كده، بس لو كان لسه سكران شوية، يبقى الأحسن إنه يكمل شرب. رفعوا كوباياتهم في الهوا. "في صحة يوم بايظ بجد،" أعلنت. "مفيش حتة نروحها إلا لفوق." خبطوا كوباياتهم ببعض قبل ما كل واحد يشرب شوية. واعترف، كان حلو أوي. چيك أدرك إن دي أول مرة يشرب سايدر مصنوع في مكان في مطعم في باريس. لدهشته، عجبته أوي فكرة إنه عمل كده. وعجبه أوي قد إيه كان مرتاح وهو قاعد مع ميرا. اللي ما قدرش يفهمه هو ليه ما كانوش صحاب بالفعل. نزل كوبايته وبصلها كويس. "إيه حكايتك بقى؟" بصتله بغرابة. "قصدي، إحنا بنشتغل في نفس المكان بقالنا قد إيه، سنتين دلوقتي؟" "أنا بقالي تلاتة هناك، بس أعتقد إننا كنا في نفس المكتب الفترة دي." "طب إزاي عمرنا ما اتكلمنا غير النهاردة؟" "فنياً كان إمبارح بالليل،" قالت. "لما كنت بزهق منك أكتر من مرة." يمكن ذاكرته لليلة اللي فاتت كانت صح بعد كل ده. "كنتي ساخرة أوي، بس ده مش قصدي. قبل كده؟ إزاي عمرك ما جيتي حفلات الشركة؟" "قصدك الحفلات اللي بيعملها فريق المبيعات؟ زي حفلة مارس اللي طلبوا فيها عربية إسعاف؟" هزت راسها بعدم رضا. "دي كانت بلاغ كاذب تماماً!" القصة الحقيقية وبدون فلترة إن زميل چيك في الشغل بيت، عمل غسيل معدة، بس دي ما كانتش تفصيلة حس إنه محتاج يشاركها. ومع ذلك، وهو بيفكر في الفوضى اللي أدت للاتصال بالنجدة، بدأ يشوف الموضوع من وجهة نظرها. ميرا كانت بتلف كوباية السايدر بتاعتها على سطح الترابيزة، ومن الواضح إنها زهقت من كلام الحفلات. "أغسطس اللي فات،" قال فجأة، لما الذاكرة بدأت تتشكل. "حفلة الشواء بتاعة الشركة على سطح الفندق ده في بروكلين. كنتي هناك في الوقت ده." "آه، كنت؟" "أنا فاكر كويس إننا كنا بندردش في دايرة أنا و فرانك، وكام واحد من المبيعات، والراجل العبيط ده من المالية، وإنتي." كشر. "تجاهلتيني طول الوقت." سخرت. "أنا مش فاكرة أي حاجة من ده." يمكن ما كانتش فاكراه، بس هو كان متأكد إن ده اللي حصل. الكل كان بيضحك على أي حاجة قالها في بعد الضهر ده. الكل ما عداها هي. حتى إنه حاول يدخلها في المحادثة، بس هي كانت بتبص بعيد، وشعرها الأسود الطويل بيجي على وشها كل ما الريح تهب. وهو بيبص لميرا دلوقتي، قدر يشوف إنها بتتجنب نظراته تاني. كان عايزها تعترف، بس كان عايز يرجع للمحادثة الممتعة أكتر. "بتعملي إيه عشان تتسلي؟ ومع مين بتعملي كده؟" بصتله كأنه سألها سؤال محرج جداً. هل هو فعلاً سألها حاجة كده؟ يمكن بدا كأنه بيسألها لو هي سنجل. "يمكن صيغت السؤال غلط." ما كانش متأكد حتى ليه سألها سؤال زي ده. ما كانش يهمه لو هي سنجل. خصوصاً وإنه على بعد ساعات من علاقة تانية مع واحدة فرنسية حلوة. "إيه اللي بحبه؟" قالت أخيراً، ورمتله كلمة. "أعتقد إني بحب القراية، و—" قبل ما الأمور ترجع لطبيعتها، الجرسون وصل بطبقين كبار من أكل شهي يفتح النفس. شهقت. "يا . . . إلهي . . .!" چيك بص لطبقه في صمت، مش عايز يقاطع لحظتها الخاصة. أخيراً، اتكلم: "شكله حلو أوي." "تعرف إيه أكتر حاجة بحبها في كريب البريتون بالقمح الحنطة ده؟" قالت وعينيها ما سبتش طبقها. "البيضة اللي بتسيح؟" هز راسه. "لا، الجبنة." "الشكل!" حددت شكل مربع حوالين أكلها. "بص إزاي مطوي من كل ناحية؛ بيفكرني بمظروف، بس بدل ما يكون فيه فاتورة تليفون أو إخطار تهديد من مصلحة الضرائب، هو جواب حب سايح لمعدتك." شبكت إيديها على صدرها، من الواضح إنها مفتونة. "باين عليكي بتحبي الأكل." "من لما كان عندي تلات سنين، لما جربت أول باكورا خضروات." "دول حلوين أوي،" قال وهو مبسوط إن عندهم حاجة مشتركة. "صح؟ والعيش في المدينة بس خلى حبي للأكل هوس كامل. دلوقتي بفكر في الأكل معظم ساعات صحياني." "أنا وإنتي. قصدي، لما كنت طفل . . ." سكت قبل ما يشارك الذاكرة. البرامج دي. كل يوم بعد المدرسة. بالكاد استوعب إنه كان على وشك إنه يشارك ذكرى طفولة مؤثرة وشخصية جداً مع حد يا دوب يعرفه. وده ممكن يكون معناه إنه كان سكران شوية فعلاً. "كنت بتقول إيه؟" سألت وهي باين عليها الاستغراب. "خلينا نأجل ده وناكل ده قبل ما يبرد." هزت كتفها. "مش هتحتاجي تسأليني مرتين." محادثتهم ذابت في صمت مريح من الأكل. چيك حاول يفتكر آخر مرة أكل فيها حاجة باللذاذة دي. كان بيتمنى تقريباً إنه صورها قبل ما يبدأ ياكل، عشان ينزلها على الإنستجرام ويوصف قد إيه هي كانت تحفة. بس بعدين افتكر إنه عمره ما نزل أكل على الإنستجرام. إيه اللي بيحصل معاه النهاردة؟ بين كل لقمة والتانية، كان بيبص لميرا بخفية. في أقل من ساعتين، خلتته مهووس بالكريب، وتقريباً خلته يتكلم عن طفولته. كان غريب. "بتبصلي ليه؟" تمتمت وهي بتغطي بقها بمنديل. "في أكل على وشي؟ ولا في شعري؟" نزل السكينة والشوكة. "في شعرك؟" خلصت مضغ وحركت المنديل بعيد عن وشها. "مش دايماً الأكل بيجي في شعري، بس ساعات لما بكون مندمجة أوي في الأكل، بيوصل لهنا وهنا وهنا." أشارت على أجزاء مختلفة من جسمها عشان تكمل الصورة. "يعني، مين فينا مالقاش كوم فتات دوريتو في صدره ليلة جمعة وهو قاعد في البيت؟" ابتسم. "يبقى ده اللي كنتي بتعمليه بدل ما تيجي حفلاتنا." "مش دايماً،" قالت بدفاع. "يعني معظم السنتين اللي فاتوا كنت مشغولة أوي، أوي. بتكلم عن جدول اجتماعي مليان على آخره." "ودلوقتي، مش أوي؟" تجنبت نظراته—حركة بدأت تبقى عادة—بس قبل ما يغير الموضوع لحاجة أخف، تليفونه رن في جيبه. كانت رسالة تانية من كوليت، بس المرة دي كانت بتقوله إن ميعادها التاني اتلغى. بكلمات تانية، ممكن يجيلها في أي وقت يكون فاضي فيه. أضافت إيموجي باذنجان، وده خلى المقصود واضح جداً. يبقى كده الموضوع اتحسم. هو وميرا هيخلصوا أكلهم، هيرجعوا الأوتيل يجيب حاجته، وبعدين هيطلب عربية توصله لكوليت. ما كانش ممكن يكون أبسط من كده. "كل حاجة تمام؟" سألت ميرا. "دي كوليت اللي كانت بتبعتلك رسالة؟ قالتلك ممكن تقابلها دلوقتي بدل بعدين؟" بصلها في صمت مذهول، وهو بيتساءل لو كانت بطريقة ما قرأت الرسائل في انعكاس عينيه. أو يمكن دي حاجة نسائية، الطريقة اللي ممكن يقروا بيها العقول بشكل مخيف ساعات، أو يعرفوا إيه اللي بتفكر فيه قبل ما أنت تدرك إنك بتفكر فيه. لوحت بإيديها قدام وشه. "ألو؟ يا چيك!" كل اللي عليه إنه يقولها إنها صح. وبعدين يدفع الفاتورة، يرجع الأوتيل، يطلب عربية، ويتمنى لميرا كل خير. "ما كانتش هي،" قال عادي. "يلا نطلب سايدر تاني."
تعليقات
إرسال تعليق