بعد الموت | الفصل التاسع:مَن مات فيّ؟
:مَن مات فيّ
2025, أحمد عماد
رومانسية
مجانا
تمت كتابة هذه الرواية بأسلوب يجمع بين الغموض والدراما النفسية، وتتناول موضوعات عميقة مثل الهوية وفقدان الذاكرة والحب والفقدان. تبدأ بلحظة صحو غامضة داخل مستشفى، يجد البطل نفسه محاطًا بأشخاص يزعمون أنهم عائلته. تتصاعد الأحداث مع إنكاره لهم وشكوكه في كل ما يُقال له. الغموض يسيطر على الأجواء، والأسئلة تتكاثر بلا إجابات واضحة. هل فقد الذاكرة فعلًا، أم أن هناك سرًا أكبر خلف الجدران البيضاء؟
الطبيب
رجل يرتدي زي أبيض، يتصرف بشكل هادئ وحاول طمأنة البطل بأنه بخير، لكنه يبدو متردد وغير صريح في بعض الأمور.المرأة السوداء
امرأة ترتدي ملابس سوداء، تبكي بصمت وتعانق البطل بحنان، تزعم أنها والدته.
بعد نهاية الحفل، لم أحتمل البقاء. لم أودّع أحدًا. لم أنظر خلفي. قررتُ أن أعود إلى وطني… بصمت، كما أتيتُ إليه يومًا. سافرتُ ليلًا. طوال الطريق كنتُ صامتًا، كأنني أراقب حياتي من الخارج، كشخصٍ غريبٍ عن نفسه. وحين وصلتُ، لم أذهب إلى المنزل. ذهبتُ مباشرة إلى المقابر. هناك، وسط الصمت الأبدي، بدأتُ أبحث كالمجنون بين القبور… أبحث عن اسمٍ لا أعرف إن كنتُ أتذكره فعلاً أم فقط أشعر به. وفجأة، توقفتُ. كانت هناك… حجارة باردة، كتب عليها اسمها. اسمٌ لطالما راودني في أحلامي، اسمٌ كنتُ أظنه خيالاً… لكنه الآن حقيقي، منقوشٌ على شاهدٍ صامت. ركعتُ بجانب قبرها، وانهارت دموعي دون مقاومة. بقيتُ أنظر إليه طويلًا، ثم همستُ بصوت مرتجف: "عندما وقع الحادث مرة أخرى، ورآني الناس أبكي، وسألوني لماذا… قلت لهم: هي لم تنجُ. ظنّوا أنني فقدتُ صوابي، لكنهم لم يعرفوا… أنني كنتُ أتحدث عنكِ." وضعتُ يدي على الحجر، كأنني أتحسس أطراف روحها: "منذ ذلك اليوم، حين سمعتُ أمي تقول: ماذا لو علم أنها توفيت في الحادث؟، أدركتُ أن هناك شيئًا ناقصًا… شيئًا مكسورًا في داخلي. ولم أكن أعرف من." "واليوم فقط… عرفت." صمتُّ للحظة، ثم وضعتُ رأسي على القبر وقلتُ بصوتٍ مختنق: "لم يمت جسدها فقط، بل مات جزءٌ مني معها، ولن أحيا حتى أجد ذاتي في صمتِ هذه القبور." أغلقتُ عيني، وتركتُ الدموع تأخذ مجراها. جلستُ بجانب القبر طويلًا، حتى بدأ الفجر في الظهور، ولفّني نورٌ باهت كأنّه يهمس لي: من فقد شيئًا بداخله، لا يسترده إلا بعد الموت.
تعليقات
إرسال تعليق