ملحمة الأرواح - الفصل التاسع:صدف غريبة

الفصل التاسع:صدف غريبة

2025, صالحي عمرو

فانتازيا

مجانا

في هذا الفصل، نتابع إيثان، فتى في المرحلة الثانوية يعيش حياة مزدوجة بين واقعه المدرسي الهادئ وصراعات خفية تقوده إلى عوالم من القوة والخطر. يبدأ الفصل وسط ساحة المدرسة، حيث يتجمهر الطلاب في حالة من الإثارة والترقّب، يشهدون مواجهة محتدمة بينه وبين خصمه العنيف "جيسون". تتصاعد التوترات، وتنطلق الضربات سريعًا، لكن السرد يقطع المشهد فجأة ليأخذنا ثلاثة أسابيع إلى الوراء، حيث نكتشف كيف وصل إيثان إلى هذه اللحظة. إيثان يظهر على الأرض متعبًا، يلهث من فرط التدريب، يواجه خصمًا لا يرحم هو "المينوتور" – كائن هائل يتخذ هيئة محارب أسطوري، متغطرس وقاسٍ، لكنه يدرّب إيثان بلا رحمة ليقوّيه. رغم قسوة التدريبات، يظهر إيثان اهتمامًا عميقًا بأمه المريضة، ويوقف التمرين كي يأخذها إلى المستشفى، مبيّنًا البعد الإنساني العاطفي الذي يحركه. في طريقه إلى المنزل، يصطدم إيثان برجل قصير يرتدي بدلة حمراء فاخرة، يحيطه الغموض من كل جانب. يتكلم بلطف ظاهر يخفي شيئًا غير مريح في نبرته، قبل أن يغادر برفقة رجل ضخم يشبه الحراس الشخصيين. يشعر إيثان أن هناك أمرًا غير طبيعي في هذا اللقاء، لكنه يواصل طريقه دون التفكير فيه كثيرًا. عند وصوله للمنزل، يخفي جروحه ويهتم بوالدته التي تستقبله بابتسامة رغم التعب الظاهر عليها. يجهزها بهدوء لرحلة المستشفى، حيث يرافقها بصمتٍ حزين يملأ المسافة بينهما. في المستشفى، وبين جدران غرفة بسيطة، تتبدد لحظات الراحة حين تبوح له أمه، بنبرة جدية، أنها ستحدثه عن والده – ذلك الغائب الذي لم يُذكر من قبل، لتسدل الستار على الفصل بجملة محمّلة بالوعد والخطر في آنٍ معًا. الفصل متنوع النبرة، يبدأ بالإثارة، يغوص في التدريب والقسوة، ثم يهدأ في لحظة حميمية عائلية قبل أن يُنهيه غموض جديد. الشخصيات تظهر بشكل واقعي ومؤثر: إيثان كشاب ممزق بين الضعف البشري والقوة المتوحشة التي يكتسبها، أمه كمصدر حنان وألم، والمينوتور كظلٍ ثقيل للقوة، أما الرجل الغريب فيمثل الشر الغامض الذي يلوّح من بعيد.

إيثان

....

المينوتور

....

والدة إيثان

....
تم نسخ الرابط
أعدك أنك ستتطور - الفصل السابع (روايه ملحمه الأرواح)

في وسط ساحة المدرسة، كان الطلاب المتحمسون يرتفع صوتهم أكثر فأكثر، يتحدثون بحماس عن الحدث الكبير الذي كان على وشك أن يحدث أمام أعينهم. اختلطت تعابير الدهشة والفضول مع الصخب:

"ما هذا؟ هل سيقاتل إيثان جيسون حقًا؟!"

"هل جن جنونه؟! سوف يسحقه تمامًا!"

"لكن إيثان هزم جيسون في المرة السابقة!"

"لقد هزم جيمس أيضًا، ألم تسمع؟"

من الجانب الآخر، فتح إيثان باب المدرسة بخطوات ثابتة، وكان وجهه مختلفًا عن أي يوم آخر. عكست عيناه القوة التي اكتسبها من تدريبه الشاق. وقف أمام جيسون في وسط الفناء، وتبادلا النظرات، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر والإثارة.

فجأة، ومن دون سابق إنذار، انطلقت لكمة من جيسون نحو إيثان. في نفس اللحظة، انحنى إيثان بسرعة ورد الضربة بقدمه. كانت الحركة سريعة، لكن كيف وصلت الأحداث إلى هنا؟

**قبل ثلاثة أسابيع**

سقط إيثان على الأرض متألمًا، يلهث بشدة، ثم تمتم وهو يضغط على جسده المنهك:

"أوه... لقد حطمت جسدي مرة أخرى... آه!"

وقف المينوتور شامخًا أمامه، متكئًا على فأسه الضخم، وقال بنبرة ساخرة:

"أنت من طلب ذلك، أيها الإنسان الضعيف! هيا، قم! لم ننتهي بعد."

تنهد إيثان وسرعان ما قال:

"لا، أعتذر! لكن عليّ أن آخذ أمي إلى المستشفى قبل غروب الشمس... أريدك أن تدربني جيدًا غدًا أيضًا."

نهض بصعوبة، ثم أمر: "مينوتور، عد!"

تحول المينوتور إلى ذلك الغبار الأسود الغامض، وتقلص قبل أن يندمج مع جبين إيثان، ويختفي تمامًا. تنفس بطلنا بعمق، متجاهلًا الألم في جسده، وسار ببطء نحو المنزل، شارد الذهن، مفكرًا في أمه.

على الطريق، بينما كان يسير بصمت، اصطدم برجل قصير.

"أوه، أعتذر! لم ألاحظك يا سيدي" قال إيثان بحرج.

ضحك الرجل بخفة وأجاب: "هو هو هو هو... لا تقلق يا بني. أنت بخير، كل شيء سيكون على ما يرام."

صمت لبرهة، ثم أضاف بصوت أكثر ريبت: "هممم... كل شيء سيكون على ما يرام، لا تقلق."

كان يرتدي بدلة حمراء فاخرة، وتلمع يداه بخواتم ذهبية، بينما كان يحمل في يده هراوة بنية قصيرة تناسب حجمه. شعر إيثان بالغرابة، وفكر في نفسه:

"من هذا الرجل؟ لم أره هنا من قبل. هل يخطط لإنشاء مشروع تجاري جديد في المنطقة؟"

في تلك اللحظة، تقدم رجل ضخم أصلع يرتدي بدلة رسمية سوداء وقال بصرامة:

"سيدي، حان وقت رحيلنا."

ضحك الرجل القصير وقال: "اعتن بنفسك يا بني."

لم يكن لدى إيثان الوقت للرد، فقد ركب الرجل سيارته الفاخرة وانطلق.

وقف بطلنا هناك للحظة، متجمدًا، محاولًا استيعاب ما حدث، لكنه سرعان ما تجاهل الأمر ومضى في طريقه.

**في المنزل**

دخل إيثان المنزل ببطء شديد، متجهًا مباشرة إلى الحمام، بنية إخفاء الكدمات والجروح التي تغطي جسده. بعد استحمام طويل، خرج مستعدًا لمواجهة والدته، مرتديًا قميصًا طويلًا لإخفاء الجروح على ذراعيه ورقبته.

فتح الباب بحذر، لتستقبله والدته بابتسامة دافئة:

"بني، لماذا تأخرت؟ هل كل شيء على ما يرام؟"

طمأنته بصوتها الدافئ، لكنه لم يستطع إخفاء التوتر الذي بدا على وجهه. لاحظت والدته إرهاقه والجروح على جسده، لكنها لم تعلق على ذلك.

"كيف كان يومك في المدرسة؟" سألت بصوت هادئ.

شعر إيثان بالحيرة للحظة، ثم قال متلعثماً:

"أه... المدرسة... كان يومي جيداً اليوم! هاهاها."

نظرت إليه أمه للحظة، ثم غيرت الموضوع بلطف:

"حسنًا، ألن نذهب؟"

ضحك إيثان ، ثم سحب كرسيًا متحركًا من تحت السرير، وفتحه ووضعه بجانب أمه، ثم أخذ يدها بحذر وأجلسها. أمسك بمقابض الكرسي ودفعه، متجهًا إلى المستشفى.

كانت الرحلة هادئة، كما لو أنهما لا يعرفان بعضهما البعض. لم يتحدث أي منهما إلى الآخر، حتى لاحظ إيثان أن والدته قد نامت، وأضواء المتاجر الساطعة تلقي بظلالها على الطريق.

واصل السير، ورأسه منخفض، غارقًا في أفكاره. فكر في الوحدة والظلام والفراغ الذي سيملأ المنزل بعد غيابها.

فجأة، قاطعت أفكاره الأضواء الساطعة التي تنعكس على وجهه، لافتة المستشفى الكبيرة.

دخل إيثان المستشفى ودفع كرسي والدته نحو مكتب الاستقبال.

"مرحبًا يا سيدي، كيف يمكنني مساعدتك؟" سألت الموظفة بابتسامة خفيفة.

دون أن ينطق بكلمة، ناولها بطاقة زرقاء.

قامت الموظفة بمسح البطاقة ثم قالت:

"اذهب إلى الغرفة 15، الطابق الثاني."

أومأ إيثان برأسه شاكرًا، ثم توجه نحو المصعد. بعد لحظات، كان في الغرفة، يساعد والدته على الاستلقاء على السرير ثم جلس بجانبها، مستغلًا اللحظات القليلة التي سيقضيها معها.

ساد الصمت بينهما للحظة، ثم نهض إيثان وقال:

"حسنًا، أمي، أعتقد أنني يجب أن أذهب الآن..."

قاطعته بصوت جاد بشكل غير معتاد:

"انتظر يا بني... هناك شيء مهم أريد أن أخبرك به."

جلس إيثان بجانبها مرة أخرى، وبدا الحزن على وجهه، ثم سأل بهدوء:

"ما الأمر؟"

ترددت والدته للحظة، ثم قالت بصوت منخفض:

"سأخبرك عن والدك..."

شارك برأيك إذا أعجبك الفصل! 💬⭐⭐

𝒻𝓇𝑒𝑒 𝒫𝒶𝓁𝑒𝓈𝓉𝒾𝓃𝑒 💚🤍❤️🖤

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء