حرب داخلية

		أوشكت الدراسة على الانتهاء. كنتُ أشعر أنني في حرب، أبحث عن سلاح لأحارب به. فقد أدركت أنني مصاب بمرض "التفكير الجسيم". عقلي لم يتوقف عن العمل قيد أنملة، حتى في أحلامي. كان يطرح الأسئلة مرارًا وتكرارًا:

*"لماذا أنا هنا؟ من أنا حقًا؟ ما الحقيقة التي يخفونها عني؟"*

حتى وأنا جالس وحيدًا في صمت غرفتي، كنتُ أحارب شيئًا ما. كان الصراع داخليًا، مع ذاكرة مفقودة ترفض العودة، وحقيقة مبهمة لا أستطيع الإمساك بها. شعرتُ وكأنني أقف أمام جدار سميك، وكلما حاولتُ اختراقه، زادني إحباطًا.

كانت هذه الأفكار تستنزف طاقتي، وتؤثر على تركيزي في الدراسة. أحيانًا كنتُ أجد نفسي شارد الذهن في المحاضرات، عينيّ تحدقان في السبورة دون أن أرى شيئًا.

شعرتُ بالخوف من خوض هذه المعركة، لأنني واجهتُ صعوبة شديدة في بداية الأمر، لكنني لم أستسلم. قررتُ أن أجعل هذه الهواجس وقودًا لي بدل أن تستهلكني.

صممتُ على التفوق في دراستي، ليس فقط لتحقيق النجاح، بل لأثبت لنفسي أن عقلي لا يزال قويًا وقادرًا على الإنجاز، وأن فقدان الذاكرة لن يكسرني.

وبالفعل، انتصرتُ وحصلتُ على تقدير امتياز. هذا التقدير جعلني أحصل على منحة دراسية في الخارج. ومنذ أن حصلتُ على المنحة، انقطعتُ عن أمور الحياة وبدأتُ أفكر في الدراسة والعمل فقط.