قصه بعد الموت - الفصل السادس

حدود الذاكرة

2025, أحمد عماد

رومانسية

مجانا

تمت كتابة هذه الرواية بأسلوب يجمع بين الغموض والدراما النفسية، وتتناول موضوعات عميقة مثل الهوية وفقدان الذاكرة والحب والفقدان. تبدأ بلحظة صحو غامضة داخل مستشفى، يجد البطل نفسه محاطًا بأشخاص يزعمون أنهم عائلته. تتصاعد الأحداث مع إنكاره لهم وشكوكه في كل ما يُقال له. الغموض يسيطر على الأجواء، والأسئلة تتكاثر بلا إجابات واضحة. هل فقد الذاكرة فعلًا، أم أن هناك سرًا أكبر خلف الجدران البيضاء؟

الطبيب

رجل يرتدي زي أبيض، يتصرف بشكل هادئ وحاول طمأنة البطل بأنه بخير، لكنه يبدو متردد وغير صريح في بعض الأمور.

المرأة السوداء

امرأة ترتدي ملابس سوداء، تبكي بصمت وتعانق البطل بحنان، تزعم أنها والدته.
تم نسخ الرابط
بعد الموت | الفصل الأول : الصحوة

رغم ما وصلتُ إليه من نجاح، ورغم التصفيق والتكريم والتقدير، إلا أن شيئًا ما كان ينهش داخلي في صمت. كنتُ أبتسم أمام الكاميرات، وأجيب عن الأسئلة بثقة، لكنني في وحدتي… كنتُ هشًّا.

بدأت أشعر أنني أعيش حياتين: واحدة يعرفها الجميع، والأخرى لا يعرفها أحد… ولا حتى أنا.

كنتُ أتجول في المدينة ذات يوم، أراقب وجوه الناس بلا هدف، أبحث فيها عن شيء لا أعرفه. وبينما كنتُ أعبر الطريق، توقفتُ فجأة. لم يكن هناك شيءٌ واضح أمامي، لكن ذهني كان يعجّ بالضجيج.

أفكار متضاربة، صور مبهمة، كأنّها أشباح ذاكرة تحاول أن تعود من تلقاء نفسها.

في عيني فتاة تعبر، وفي أذني صوت ارتطام، وفي قلبي خفقة تشبه الخوف… لكن لا يوجد شيء أمامي.

ما هذا الذي يحدث لي؟

تكرّرت هذه اللحظات، بين وقتٍ وآخر، وكأن حياتي الحالية لم تعد كافية لاحتوائي. كنتُ أفيق ليلاً على حلم يتكرر: شارعٌ مظلم، سيارة مسرعة، ووجهٌ لا أستطيع تمييزه، لكنه مألوف.

كنتُ أخشى أن يكون النجاح الذي بنيته مجرد غطاء… غطاء لشيء مكسور في أعماقي.

وذات مساء، استدعاني مدير الشركة وقال لي بابتسامة عريضة:

"قررنا إقامة حفل كبير لتكريمك، لتشارك قصتك مع الموظفين والإعلام… نريد أن يعرفوا من هو البطل الحقيقي خلف هذا النجاح."

ابتسمتُ مجاملة، وهززتُ رأسي بالموافقة… لكن داخلي كان يصرخ.

"أي قصة سأروي؟ أي حياة سأصف؟ هل أخبرهم أنني لا أعرف من كنتُ قبل الثامنة عشرة؟"

بدأتُ أكتب شيئًا عن مشواري، لكن الكلمات بدت لي باهتة، زائفة. شعرتُ وكأنني أُعدّ خطابًا عن شخصٍ آخر.

كنتُ أخجل من ماضيّ لا أتذكره، وأخشى من مستقبل لا أفهمه.

في تلك الليلة، نظرتُ إلى وجهي في المرآة طويلاً. قلتُ لنفسي بهدوء:

"إن لم أكن أعرف من كنت… فهل أنا حقًا من أكون الآن؟"

كان الحفل يقترب… ومعه الحقيقة.

ولأول مرة، شعرتُ أنني على وشك تذكّر شيء… خطير.

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء