بعد الموت | الفصل الثاني: صحوة غامضة
الفصل الثاني: صحوة غامضة
2025, أحمد عماد
رومانسية
مجانا
تمت كتابة هذه الرواية بأسلوب يجمع بين الغموض والدراما النفسية، وتتناول موضوعات عميقة مثل الهوية وفقدان الذاكرة والحب والفقدان. تبدأ بلحظة صحو غامضة داخل مستشفى، يجد البطل نفسه محاطًا بأشخاص يزعمون أنهم عائلته. تتصاعد الأحداث مع إنكاره لهم وشكوكه في كل ما يُقال له. الغموض يسيطر على الأجواء، والأسئلة تتكاثر بلا إجابات واضحة. هل فقد الذاكرة فعلًا، أم أن هناك سرًا أكبر خلف الجدران البيضاء؟
الطبيب
رجل يرتدي زي أبيض، يتصرف بشكل هادئ وحاول طمأنة البطل بأنه بخير، لكنه يبدو متردد وغير صريح في بعض الأمور.المرأة السوداء
امرأة ترتدي ملابس سوداء، تبكي بصمت وتعانق البطل بحنان، تزعم أنها والدته.
في اليوم التالي، استيقظتُ على صمتٍ مطبق. نظرتُ يمينًا ويسارًا، لم أجد أحدًا بجانبي. نزلتُ من السرير، وتوجهتُ نحو المرآة. انعكاس وجهي كان غريبًا، مألوفًا وغريبًا في آنٍ واحد. بدأتُ أطرح على نفسي أسئلة لا حصر لها: "من أنا؟ ومن الذي أحضرني إلى هنا؟ وكيف وقع ذلك الحادث؟" صرختُ بصوتٍ عالٍ كمن يريد أن يمزق الصمت من حوله. سرعان ما حضر الاثنان اللذان يدعيان أنهما والداي مع الطبيب. كانت وجوههما تحمل علامات القلق الواضح، بينما يحاولون تهدئتي بكلمات متقطعة. نظرتُ إليهما، وفكرة غريبة خطرت ببالي: "الطفل الرضيع حين ينظر لوالديه للمرة الأولى لا يبدو خائفًا منهم، فهو لم يكن يعرفهم! فلماذا يبدو عليّ الخوف وأنا لستُ طفلاً؟" حتى أنني لم أكن أعرف كيف نمت في المرة الأولى التي استيقظتُ فيها. طلب مني الطبيب الهدوء، ووعدني بأن الغريبين سيخبراني بكل شيء. طلبتُ منه المغادرة، وسمح لي بالخروج معهما. شعرتُ بشوقٍ غريب للذهاب معهما إلى "المنزل" حتى أعرف المزيد عن نفسي، وعن حياتي في الماضي. ذهبنا معًا، وبدأوا يخبرونني عن حياتي السابقة، عن طفولتي، وعن كل ما يدعون أنه كان أنا. وصلنا إلى بيتٍ لم يكن مجرد جدران، بل كان مكانًا يحمل صدى حياة لا أتذكرها. الأثاث الكلاسيكي، الصور المعلقة على الجدران التي تحمل وجوهًا غريبة لي، كل زاوية فيه كانت تصرخ باسم شخص لا أعرفه. حملاني إلى السرير، وأحضرا لي الطعام، وبدآ في إطعامي بحنانٍ لم أعهده. ثم خلدتُ إلى النوم.
تعليقات
إرسال تعليق