حياة في الخفاء - رواية كورية
حياة في الخفاء
2025, سهى كريم
كورية مدرسية
مجانا
بنت غلبانة، بتكافح عشان تساعد عيلتها وأخوها المريض بالتوحد. بعد مشكلة كبيرة بتخسر منحتها وبتتنقل لمدرسة كلها مشاكل. عشان تحقق حلمها وتصرف على أهلها، بتتحول لـ "زيرو"، الشخص اللي بيحل مشاكل الطلاب بالفلوس في السر. حياتها الهادية والمخفية بتتقلب لما ولد لابس نظارة بيظهر في الصورة، ومواجهة مش متوقعة بتكشف قد إيه عالمها معقد.
سيو-رين
طالبة مجتهدة هدفها الأساسي مساعدة أسرتها الفقيرة وأخوها اللي بيعاني من التوحد. بتتحول لـ "زيرو" في الخفاء، وهي شخصية غامضة بتحل مشاكل طلاب المدرسة مقابل الفلوس، وده عشان تقدر تحقق أحلامها وتصرف على أهلها. هي ذكية، ملاحظة، وعندها قدرة على التصرف تحت الضغط.جي-وو | وهي-وون
صاحبات سيو-رين في الفصل. بيعتبروها طالبة هادية وعادية، وما يعرفوش حقيقتها كـ "زيرو". بيشاركوها في الأحاديث العادية بتاعة المدرسة وبيكونوا جزء من الخلفية اليومية لحياتها.ريو-جين
عضو لجنة الانضباط، ولد طويل وشكله قوي، بيحاول يسيطر على الأوضاع في الفصل وبيواجه الولد اللي لابس نظارة. بيظهر كشخصية ليها نفوذ في المدرسة، ودايمًا بياخد حقه بالقوة.
الهدف الوحيد لسيو-رين في الحياة كان إنها تساعد عيلتها. عيلة سيو-رين ماكانش معاها فلوس كتير، وده كان معناه إنهم مايقدروش يصرفوا على تعليم ولادهم. مصممة إنها تغير مستقبلها، اشتغلت من غير كلل عشان تجيب أعلى الدرجات، وهدفها كان جامعة مرموقة، ووظيفة بمرتب كويس، والقدرة إنها تصرف على حبايبها – خصوصًا أخوها. أخوها الكبير، اللي بيعاني من التوحد، كان دايمًا بيقع فريسة للمتنمرين. بالرغم من إنها الأخت الصغرى، سيو-رين كانت دايمًا بتدافع عنه، وبتصد اللي يتجرأ يؤذيه. لكن خناقة واحدة غيرت كل حاجة. بعد مشاجرة عنيفة مع اللي كانوا بيضايقوا أخوها، خسرت منحتها الدراسية واضطرت تتنقل لمدرسة يوسونج الثانوية الصناعية، مكان بعيد عن التفوق الأكاديمي اللي كانت بتطمح له زمان. مع حلمها بالالتحاق بجامعة سول اللي بقى على المحك، أدركت سيو-رين إنها محتاجة أكتر من مجرد درجات كويسة – كانت محتاجة فلوس. وهي بتراقب طلبة يوسونج، فهمت عالمهم بسرعة: مدرسة مليانة بلطجية ومشاغبين، كل واحد ليه احتياجاته وعيوبه الخاصة. فقررت إنها تبقى الحل لمشاكلهم. تحت اسم مستعار "زيرو"، بقت أشهر وأقوى "مُصلِحَة" في المدرسة. في مقابل الفلوس، كانت بتوفر أي حاجة يطلبها عملاؤها – سجاير، فيب، صور مزيفة للابتزاز، إجابات امتحانات مسروقة، وحتى مقالب بسيطة زي إنها تدلق لبن على ترابيزة حد. كل ده وهي محافظة على شكل الطالبة الهادية اللي مالهاش أي ملاحظة. ماحدش شك في سيو-رين. ماحدش حتى لاحظها. على الأقل، لحد ما في واحد نفسية لابس نظارة قرر يقف في طريقها. تنويه: ولا شخصية من الشخصيات المذكورة في القصة بتاعتي. أنا مابمتلكش القصة، الحاجة الوحيدة اللي بمتلكها هي شخصية بايك سيو-رين وكل ما يتعلق بيها. الفصل الأول: مفقود "آه، أكيد. ما تقلقش." صوت سيو-رين الهادي كان يا دوب بيتردد في ممرات مدرسة يوسونج الثانوية الصناعية الطويلة الفاضية. اليوم الدراسي كان خلص من بدري، والصمت اللي كان مالِف المبنى كان بيتقاطع بس مع إيقاع خطواتها الهادي على أرضية اللينوليوم. ماسكة تليفونها قريب من ودنها، بتسمع كويس لصوت أخوها على الطرف التاني من الخط. "جبتي الكتاب اللي طلبته منك؟" رفعت سيو-رين بصرها لباب المكتبة الزجاجي المتحرك وردت بهدوء، "باجيبه دلوقتي." بحركة سلسة، زحزحت الباب عشان يتفتح. صوت العجل الخفيف على القضيب اختلط بحاجة مش متوقعة – وجود غريب. عادةً، في الساعة دي، المكتبة بتكون فاضية – ملجأ آمن تقدر تغوص فيه في دراستها من غير دوشة كلام التانيين. بس المرة دي، بمجرد ما عدت عتبة الباب، حست بيها. أكتر من زوج عيون كانوا بيبصوا عليها. سيو-رين وقفت مكانها للحظة قصيرة، جسمها اتصلب. جوه، كان فيه ولدين قاعدين. واحد منهم كان شكله مألوف بشكل غريب. وش هي تعرفه – بس عمرها ما اديت له أي اهتمام. كان بيبص عليها مباشرة، تقريبًا بيدرسها، وكأنه بيحاول يفك حاجة عنها. قشعريرة خفيفة مشيت في ضهر سيو-رين. الهوا كان تقيل، مشحون بتوتر مش مفهوم. لجزء من الثانية، سيو-رين اتساءلت إذا كانت غلطت. هي مش متعودة إن حد يلاحظها. واحد من الولدين إداها إيماءة بسيطة – لفتة مهذبة، تقريبًا ميكانيكية. سيو-رين، متفاجئة، اترددت قبل ما ترد الإيماءة بإنحناءة سريعة من راسها. أما التاني، فما اتحركش. عينه فضلت متثبتة على عينها – حادة، ملاحظة، ثابتة. في اللحظة دي بالظبط، صوت أخوها رجعها للواقع. "سيو-رين؟ لسه موجودة؟" على طول حولت نظرها، ورجعت تركز. من غير ما تضيع ثانية واحدة، مشيت ناحية أقرب رف كتب. صوابعها لمست ضهر الكتب لحد ما لقت اللي بتدور عليه: كتاب رياضيات أساسي. سحبته ببراعة، وبعدين لفت وراحت على طول ناحية الخروج – من غير ما تبص وراها. "آه، جبته. هاجيبه البيت معايا بعدين." قفلت المكالمة، سيو-رين سابت المكتبة، ولسه حاسة بتقل النظرة اللي فضلت عليها. أيا كان السبب اللي خلى الاتنين دول موجودين هناك، هي كانت بتمنى إنها ما تكونش لفتت انتباههم كتير. سيو-رين نزلت تليفونها بالراحة، قفلت المكالمة بحركة تلقائية. طلب أخوها شتتها للحظة، لكن دلوقتي فكرة تانية ضغطت على دماغها. وقفت برا المكتبة على طول ولفت شوية، بصت بصة أخيرة على الباب الزجاجي المقفول. الوش ده... هي شافته فين قبل كده؟ "شفته فين قبل كده؟" تمتمت لنفسها، وهي بتميل راسها شوية. الإحساس كان محبط، زي اسم على طرف لسانها رافض يظهر. عميل لزيرو؟ الفكرة لمعت في دماغها، بس في حاجة مكنتش مظبوطة. "لأ... مش ممكن يكون كده." حواجبها اتعقدت شوية وهي ماسكة كتاب الرياضيات أكتر. هي عمرها ما نسيت وشوش عملائها. كل معاملة، كل تبادل، كل خدمة كانت متسجلة بدقة في ذاكرتها. النسيان مكنش اختيار. غلطة واحدة، وهتتكشف. فليه الولد ده كان شكله مألوف أوي كده؟ سيو-رين طلعت نفس عميق، وطلعت آهة خفيفة. أيا كانت الإجابة، مكنش يستاهل إنها تفكر فيه كتير. ببصة أخيرة على الممرات الفاضية، مشيت في صمت، والكتاب ماسكاه بإيدها كويس. "سمعتوا إيه اللي حصل...؟" مجموعة بنات متجمعين حوالين مكتب، صوتهم الواطي مليان حماس. قعدت سيو-رين في مكانها المعتاد جنب جي-وو وهي-وون، بتمثل إنها مش مهتمة وهي مركزة في واجب الأدب بتاعها. قلمها كان بيتحرك بسلاسة على الورقة، بس ماقدرتش تتجاهل همسات النميمة اللي بتزيد جنبها. "سمعت إن تشوي سا-ران باست صاحب كيم إيون-جي!" "مستحيل! بس هما أحسن صحاب مش كده؟" "مين اللي اكتشف؟" عند الجملة دي، واحدة من البنات كحت دراميًا، وبصت حواليها وكأنها بتتأكد إن مفيش حد تاني بيسمع. بعدين، وبجو من السرية، أشارت للبنات التانيين إنهم يقربوا أكتر. ولما اتجمعوا حواليها جامد، همست: "كان زيرو." شهقات انتشرت بين المجموعة. "مش مصدقة!" "هو تاني؟! بيعملها إزاي ده؟!" رفعت سيو-رين نظرها بشويش، وبصت على البنات من فوق لتحت. هي كانت عارفة إنه زيرو. عشان زيرو كانت هي. ٨,٥٠٠ وون* – مبلغ بسيط لشغل سهل ميتعبش: تصور كام صورة سرية وتبعتهوم لكيم إيون-جي. *(حوالي ستة وخمسين يورو) الفوضى اللي حصلت كانت متوقعة. تقريبًا مملة. الأنواع دي من الطلبات كانت الأكثر شيوعًا... بس كمان كانت مملة جداً. "جنون. زيرو عمره ما بيبطل يفاجئني،" قالت جي-وو بتفكير وابتسامة ساخرة. سيو-رين هزت راسها بس ردًا على كلامها، وحافظت على تعابير وشها محايدة. "هاجيب خطة الدراسة بعدين، تمام؟" أضافت بهدوء. صحباتها الاتنين هزوا راسهم من غير سؤال. مرتاحة، سيو-رين رجعت لمكانها، لبست سماعاتها، وحطت راسها على الترابيزة، وغمضت عينيها. بعدين، الفصل انفجر. "جي-وو! فين الزفت اللي طلبته منك؟!" صوت حاد وغضبان رن في المكان، كسر الهدوء اللي كان سائد. صوت خبطة إيد عالية على ترابيزة جي-وو خلت كل اللي في الأوضة يلفوا راسهم. فتحت سيو-رين عينيها بسرعة، انتباهها راح لمصدر الدوشة. جي-وو، مع ذلك، فضلت ثابتة. ما رفعتش راسها حتى. البنت اللي واقفة فوقيها – غضبانة، ومتطلبة – اتجاهلتها. الصمت اللي جه بعد كده كان تقيل، ومشحون. بعض الطلاب التانيين بدأوا يوشوشوا. متضايقة، البنت خطفت ورقة من على ترابيزة جي-وو ورمتها على الأرض. "هو ده اللي بتعمليه دلوقتي؟!" ضيقت سيو-رين عينيها. كانت على وشك إنها تتدخل – بس بعدين، باب الفصل اتفتح. وكل حاجة وقفت. ولد لابس نظارة دخل، نفس الولد اللي شافته في المكتبة. هدوء مفاجئ سيطر على الأوضة. البنت اللي كانت بتضايق جي-وو وقفت على طول، وثقتها اتهزت للحظة. من غير كلمة، دخل ومشي ناحية ترابيزة جي-وو. وطى، وشال الورقة المتكرمشة من على الأرض وحطها قدامها بشكل مرتب. بعدين، صوت واطي قطع التوتر. "إيه الزفت اللي فاكراه بتعمليه مع البنت بتاعتي؟" سيو-رين لفت وشها وشافت ولد طويل، شعره طويل ومربوط، وقفته واثقة، وماسك عصاية خشب في إيده اليمين. كان عضو في لجنة الانضباط. عينين الولد اللي لابس نظارة ارتفعت بالراحة عشان تقابل عينين ريو-جين. مفيش خوف، بس نظرة حازمة ومحللة. "مفيش حاجة. كنت عايز أتكلم مع جي-وو بس." "في الحقيقة، هي صاحبتي." اتكلم جيو-جين بنبرة قوية، كأنه بيأكد على حق ملكية. من غير تردد، مد إيده ولمس شعر جي-وو. البنت على طول بعدت وشها، والضيق كان باين في عينيها. سيو-رين وهي-وون بصوا لبعض بقلق. التوتر كان بيزيد. بحركة مفاجئة، جيو-جين مسك الولد اللي لابس نظارة من ياقة هدومه وزقه لورا. "ليه عملت كده؟" "اخرس." "ملكش دعوة." التاني فضل هادي. "بس لازم أدافع عن أعضاء مجموعة دراستي." فتحت سيو-رين عينيها شوية. مجموعة دراسة؟ بتتكلم عن إيه؟ ريو-جين مال راسه على جنب، وبص على الولد بابتسامة راضية. "فاكر إنك قوي عشان غلبت هيون-وو؟" خد خطوة لقدام، دخل تمامًا في المساحة الشخصية للتاني. بعدين، بحركة بطيئة ومقصودة، شال نظارته من على وشه. "اطلع برا هنا قبل ما أفتح دماغك." سيو-رين لاحظت إن الولد اللي لابس نظارة حرك رجله لقدام بشكل مش ملحوظ. كان هيتصرف. بس في اللحظة دي بالظبط، صوت عنيف لباب اتفتح بعنف قطع كل حاجة. "بتعملوا إيه؟! ارجعوا فصولكم!" صرخ الأستاذ، صوته المجلجل في صمت الأوضة التقيل. سيو-رين بصت بصة أخيرة على الولد قبل ما يلف ويسيب المكان، سايب وراه جو مليان بحاجة لسه مخلصتش.
تعليقات
إرسال تعليق