روايه بعد الموت - الفصل الرابع: همسات تكشف المستور

همسات تكشف المستور

2025, أحمد عماد

رومانسية

مجانا

تمت كتابة هذه الرواية بأسلوب يجمع بين الغموض والدراما النفسية، وتتناول موضوعات عميقة مثل الهوية وفقدان الذاكرة والحب والفقدان. تبدأ بلحظة صحو غامضة داخل مستشفى، يجد البطل نفسه محاطًا بأشخاص يزعمون أنهم عائلته. تتصاعد الأحداث مع إنكاره لهم وشكوكه في كل ما يُقال له. الغموض يسيطر على الأجواء، والأسئلة تتكاثر بلا إجابات واضحة. هل فقد الذاكرة فعلًا، أم أن هناك سرًا أكبر خلف الجدران البيضاء؟

الطبيب

رجل يرتدي زي أبيض، يتصرف بشكل هادئ وحاول طمأنة البطل بأنه بخير، لكنه يبدو متردد وغير صريح في بعض الأمور.

المرأة السوداء

امرأة ترتدي ملابس سوداء، تبكي بصمت وتعانق البطل بحنان، تزعم أنها والدته.
تم نسخ الرابط
بعد الموت | الفصل الأول : الصحوة

	بعد أسبوع، عدتُ للدراسة. قابلتُ الجميع. كنتُ أتعامل معهم وكأنني أتعامل بحياة زائفة، لا أعرف معناها، ولكنهم كانوا جيدين معي. نسيتُ أمرهم، وانتظمتُ في دراستي بجانب البحث عن الحقيقة.

مرت أربعة أشهر ثقيلة، كانت كل لحظة فيها محاولة لفهم هذا اللغز الذي أعيشه. لم أعد أصدق أي شيء يقال لي بسهولة. كل كلمة كانت تُحلل، وكل نظرة كانت تُفسر.

بدأتُ ألاحظ تناقضات صغيرة في كلام أفراد عائلتي، وفي القصص التي يروونها عن حياتي. مثلاً، تذكرت عمتي حادثة لي في طفولتي، لكن خالي روى نفس الحادثة بتفاصيل مختلفة تمامًا. هذه الملاحظات الصغيرة كانت تزيد من شكوكي، وتوقد في داخلي رغبة جامحة في البحث عن الحقيقة بنفسي.

بدأتُ أبحث في غرفتي عن أي شيء قد يعطيني تلميحًا. في درج مكتبي القديم، وجدتُ دفتر يوميات قديمًا، لكنه كان فارغًا تقريبًا باستثناء بضع صفحات في البداية بخط لا يشبه خطي الحالي. هذه الملاحظات كانت تتحدث عن أحلام غريبة ومخاوف لم أعد أتذكرها.

حاولتُ البحث عن معلومات على الإنترنت عن فقدان الذاكرة الناجم عن حوادث السيارات، وعن كيفية التعامل مع حالات الذاكرة المفقودة. لكن النتائج كانت عامة ولم تروِ عطشي للمعرفة.

في أحد الأيام، سمعتُ أمي تتحدث في الهاتف. كان صوتها خافتًا ومليئًا بالأسى وهي تقول:

**"ماذا أفعل إذا أدرك أنها توفيت؟!"**

اقتربتُ منها مسرعًا، وقلت بصوتٍ مرتجف: "ماذا؟! من؟! من توفيت؟ عن أي شيء تتحدثين؟"

أدارت ظهرها لي بسرعة، وقالت بصوتٍ متهرب: "أمر لا يهمك... يجب عليك نسيان أمور الحياة والتركيز في دراستك فقط، وسوف أخبرك لاحقًا."

لم أطق إخفائها للحقيقة. ذهبتُ إليها في المساء لأتحدث معها.

"أمي، أنتِ تخفين عني شيئًا ما!" شعرتُ أنها أدركت أنني أشك في أمر الحادث.

تنهدت بعمق، ونظرت في عينيّ بعينين تحملان حزنًا خفيًا. "لا أخفي عنك شيئًا يا بني. أما بخصوص موضوعنا في الصباح، فلقد توفيت إحدى أقاربك منذ أيام قليلة، ولم نخبر ابنها الذي يعمل في الخارج حتى اليوم."

قلتُ لها بانزعاج: "لماذا لم تخبروه بالحقيقة؟!"

أجابت، ويديها ترتفعان لتعبث بخصلات شعرها بقلق: "لأنه في طريقه لصناعة مستقبله، واتفقنا على عدم انشغاله بأي أمر آخر. إذا أخبرناه، سيضعف ويخسر مصيره."

سألتها، وقلبي يعتصره الألم: "فهل يوجد شيء أغلى من الحقيقة؟"

قالت، وعيناها تبحثان عن مفر: "أحيانًا تكون الحقيقة قاسية، ولا بد من إخفائها لأنها تضعف الإنسان، ويمكن أن تسلب منه مصيره، ويمكن أن تقضي على حياته إلى الأبد. سنحاول تمهيد الأمر لإخباره، ولكن ليس الآن."

ثم سألتها: "هل في يوم من الأيام أخفيتِ عني حقيقة أمر ما؟"

توقفت عن الرد لبرهة. بدا وكأن صراعًا داخليًا يدور في أعماقها. ثم قالت بصوتٍ بالكاد مسموع: "لا."

شعرتُ بالحزن لأنني لم أكن أنتظر هذه الإجابة. صمتها أخبرني بالكثير. بدأت الأفكار تدور في رأسي، وأصبح التفكير بأمر الحادث هو المسيطر على عقلي.

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء