روايه بعد الموت | الفصل الثالث: شروق الشكوك
الفصل الثالث: شروق الشكوك
2025, أحمد عماد
رومانسية
مجانا
تمت كتابة هذه الرواية بأسلوب يجمع بين الغموض والدراما النفسية، وتتناول موضوعات عميقة مثل الهوية وفقدان الذاكرة والحب والفقدان. تبدأ بلحظة صحو غامضة داخل مستشفى، يجد البطل نفسه محاطًا بأشخاص يزعمون أنهم عائلته. تتصاعد الأحداث مع إنكاره لهم وشكوكه في كل ما يُقال له. الغموض يسيطر على الأجواء، والأسئلة تتكاثر بلا إجابات واضحة. هل فقد الذاكرة فعلًا، أم أن هناك سرًا أكبر خلف الجدران البيضاء؟
الطبيب
رجل يرتدي زي أبيض، يتصرف بشكل هادئ وحاول طمأنة البطل بأنه بخير، لكنه يبدو متردد وغير صريح في بعض الأمور.المرأة السوداء
امرأة ترتدي ملابس سوداء، تبكي بصمت وتعانق البطل بحنان، تزعم أنها والدته.
في اليوم التالي، استيقظتُ على صوت صخبٍ في المنزل. عندما استيقظتُ، جاءت أمي ومعها رجال ونساء. كانت تبتسم ابتسامة باهتة، وقالت: "هؤلاء عائلتك." عرّفتني بهم واحدًا تلو الآخر. غادروا بعد قليل، وجلست أمي بجانبي. سألتها عن الحادث، فأخبرتني أنني كنتُ أسير في الطريق، وإذا بسيارة مسرعة اصطدمت بي. ثم سألتها: "كم أبلغ من العمر الآن؟ وكيف كانت حياتي في السابق؟ هل كنتُ جيدًا معكم؟" تنهدت أمي، ونظرت بعيدًا، ثم قالت بصوت خفيض وكأنها تفكر بصوت عالٍ: "أنت في الثامنة عشرة من عمرك. كنتَ متميزًا في السابق، وكانت حياتك تسير على ما يرام. كنتَ محبوبًا من الجميع." ثم سألتها، والشك يساورني: "وماذا عن العيوب التي كنتُ أمتلكها؟ والأخطاء التي ارتكبتها؟" أجابت دون تردد: "لم ترتكب أي أخطاء، ولا تملك عيوبًا." شعرتُ بالضيق. كذبة واضحة. لا يوجد إنسان لم يرتكب خطأً يومًا؛ فالجميع يخطئ. لم أخبرها أنني أشك في كلامها، حتى أحاول معرفة الحقيقة بنفسي. سألتها: "هل أملك أصدقاء؟ هل جاء منهم أحد وأنا نائم؟" قالت: "أنت تمتلك الكثير منهم." قلت لها: "لماذا لم يأتِ أحد منهم إذًا؟" تنهدت مرة أخرى، وقالت: "ربما... ربما لم يكونوا يعرفوا أنك عدت بعد." توقفنا عن الحديث. في المساء، أتى إليّ صديقان. شعرتُ بالخجل عند رؤيتهما. عندما جلسا معي، تحدثنا كثيرًا، وكنتُ أسألهما عن حياتي أيضًا. ربما يعرفان ما لا تعرفه عائلتي، أو ربما يخبراني بالحقيقة. كنتُ أدون كل ما يُقال عني لأقارن حديثهم. لكنني لم أتوصل لشيء مختلف؛ فكلامهم كان متشابهًا، وهذا ما زاد من شكوكي
تعليقات
إرسال تعليق