رواية منظمة المافيا السرية
منظمة المافيا السرية
2025, أحمد هشام
أكشن
مجانا
شاب في الـ 25، بيبدأ حياته في عالم المافيا السرية اللي بيديرها أبوه، وهي منظمة اسمها ديث. حياته كلها كانت تدريب لليوم ده، اللي بيحلف فيه يمين الولاء للمنظمة ولقائدتها الغامضة "لو كورانتي"، اللي محدش شافها لكنها بتمتلك قوة وسلطة رهيبة. الرواية بتوصف أول يوم لـ هاري في المقر السري للمنظمة، وبتعرض توتره وفضوله في اكتشاف أسرار المكان وقائدته الغريبة، وبتلمح لعلاقة محتملة مع شخصية "رقيقة" وملتبسة الملامح بيقابلها في البداية.
هاري
يوم عيد ميلاده وبداية حياته العملية كجزء من مافيا "ديث". هو شخص مُجتهد، اتدرب طول حياته عشان اللحظة دي، وعنده فضول كبير يعرف كل حاجة عن المنظمة وقائدتها الغامضة. باين عليه متحمس لكنه قلقان في نفس الوقت إنه ميكونش على مستوى المسؤولية.دس
والد هاري، وشخصية مهمة داخل منظمة "ديث". بيظهر كأب فخور بابنه، ولكنه صارم وعملي جدًا فيما يخص قواعد المافيا. هو مصدر المعلومات الأول لهاري، وعنده معرفة كبيرة بأسرار "ديث" وحتى ببعض تفاصيل عن "لو كورانتي". بيحاول يجهز ابنه للحياة الجديدة دي نفسيًا وعمليًا.لو كورانتي
هي قائدة مافيا "ديث". على الرغم من عدم ظهورها المباشر أو وجود صور ليها، إلا إنها بتحظى باحترام وتبجيل مطلق من الجميع. بيوصفها البعض بالذكاء والصلابة، والبعض الآخر بيشوفها طفولية ومبتكرة في أساليبها. هي رمز للمنظمة، ومكانها وطبيعتها لغز كبير بيحاول هاري يفهمه.
باين عليه إنه رقيق خالص. مش بس عشان هدومه، لأ ده شكله كله على بعضه كده... هاري ما كانش عارف لون عينيه إيه، بس كان شايف بوضوح عضم خدوده العالية، و شفايفه الرفيعة اللي لونها بينك فاتح، و إيديه الناعمة اللي كان بيمشي بيها صوابعه في شعره الناعم. وبعد ما بص على جسم الشاب ده تاني، هاري احتار يا ترى عمل عملية؟ كان وسطه رفيع أوي مقارنةً بـ وركينه وفخاده التخان، وكتفه ما كانش عريض زي رجالة تانية - "هاري!" دس زق ابنه بالراحة، وهو بيحاول يعمل كده من غير ما حد ياخد باله. "لو واحد من التلاتة دول خد باله من بَصّتك، أنا ما أعرفش الموضوع ده هيخلص إزاي." أبوه، زي هاري بالظبط، ما كانش عندهم أي فكرة في اللحظة دي الموضوع ده هيخلص إزاي. إزاي الشخص ده هيقلب حياة هاري ويخليه مسحور بيه. ونفس الكلام ينطبق على الشخص اللي هو لسه كان بيحاول ما يبصش عليه بشكل ملفت للنظر أوي. ________ عيد الميلاد الـ 25 مش حاجة مميزة أوي، بس بالنسبة لهاري كان يوم مهم جداً. مش بس عشان بقى في نص العشرينات من عمره، لأ ده كمان عشان من اليوم ده حياته هتتغير. من وهو صغير وهو بيشتغل على ده. لما كان بيدرس، كان بيدرس عشان اليوم ده؛ لما كان في المدرسة، بيتدرب رياضة، لما كان بياخد تدريب على الأسلحة والدفاع عن النفس، كل ده كان عشان اليوم ده. أيوه، بالنسبة له اليوم ده كان أكتر بكتير من مجرد عيد ميلاد عادي. عشان النهاردة أخيراً هيبدأ شغلانته اللي بعيدة كل البعد عن أي شغلانة عادية. لو قال إنها مكان شغل أبوه، الناس غالباً هتفترض إنه شغل في مدرسة، أو في شركة، أو أي حاجة تانية. بس محدش هيتوقع إن أبو هاري شغال في أشهر وأكبر وأنجح مافيا في العالم. "هاري، صاحي؟"، سمع هاري وهو بالفعل في الحمام بيظبط شعره الكيرلي. "أكيد"، رد هاري فوراً بابتسامة وهو ماسك الأونيكس بتاعه. كان جهاز مدور، بيتوصل، بيسمح بالتواصل لمسافات طويلة. في الحقيقة، كان زي شكل تاني من اللاسلكي الكلاسيكي. الناس العادية ما كانتش تقدر تشتري الجهاز ده؛ كان واحد من حاجات كتير بتتصنع ورا جدران مافيا معينة، ومينفعش يستخدمها غير الأشخاص المصرح ليهم. كان واحد من حاجات كتير هاري اتربى عليها واتعود عليها أكتر وأكتر عشان يجهز نفسه. لمستقبله. لشغلانته في ديث. أيوه، ده كان اسم المافيا. أنجح مافيا اسمها ديث. هاري ما كانش يعرف ليه، بس أبوه أكد له إن مش كتير يعرفوا إزاي الاسم ده جه. ورغم إن هاري كان يعرف حاجات كتير دلوقتي، بس ما كانش يعرف كل حاجة، وهيسمح له يعرف حاجات أكتر بكتير بعد ما يتثبت. ضحكة دس رنت في سماعة الأونيكس. ممكن تختار الجهاز يطلع الصوت من السماعات اللي فيه، أو من الجهاز الصغير اللي ممكن يتحط في الودن. عادةً، كان مفيد تستخدم السماعة الصغيرة، بس هاري كان شايلها وهو نايم. غير كده، كان دايماً حاططها؛ كانت ضد الماية ومش كبيرة؛ فبعد ما اتعود عليها، عادةً ما كانش بيحس بيها تاني. "طيب تقدر تنزل الساعة 6:30؟" "أنا متأكد إني هكون هناك بدري كده كده يا بابا"، ضحك هاري، ورد أبوه قبل ما يسلموا على بعض. الشاب اللي عنده 25 سنة اتنهد وبص لنفسه في المراية في صمت للحظة، قبل ما عينيه تقف على اللبس اللي لابسه. النهاردة آخر يوم هيلبس فيه الزي ده. ما كانش زي مدرسي كلاسيكي، لأنه عمره ما دخل مدرسة عادية كده كده. دخل ابتدائي لحد ما حلف اليمين وهو عنده 10 سنين. اليمين اللي قرر حياته كلها. لأنه من الوقت ده وهو بياخد دروس خصوصية؛ في الأسلحة، وفنون القتال، وحاجات تانية كتير. حلف إنه يلتزم ويخدم ديث من سن 25. الموضوع كان يبان درامي أكتر مما هو عليه في الحقيقة. بخلاف إنها مافيا وإن هاري غالباً عمره ما هيعرف 100% عن المكان اللي بيشتغل فيه. وطبعاً، كان فيه خطر على الحياة وممنوع. زي ما هاري قال لأبوه، هو فعلاً خلص بدري. فبدل ما ينزل تحت زي ما اتفقوا، كان عايز يرن جرس شقة أبوه بسرعة. شقته كانت فوق شقة هاري، فكل اللي عليه يعمله إنه يطلع السلالم لفوق. دي كانت شقة مؤقتة بس لحد ما هاري يوصل 25 سنة. أبوه مش بيعيش هنا بس؛ عنده بيت في ألمانيا مثلاً. هاري ما كانش يعرف أكتر، وما كانش مسموح له يعرف أكتر. هو فعلاً كان متشوق يعرف أكتر بعد ما يحلف اليمين النهائي بتاعه وقت تقديم ديث النهاردة. متوتر، هاري ظبط الزي بتاعه مرة كمان قبل ما يرن الجرس، بس قبل ما صابعه يلمس زرار الجرس، الباب اتفتح. "ما كنتش أتوقع غير كده"، ضحك هاري، وابتسم دس ابتسامة خفيفة. "دائماً اعرف الخطوة الجاية، سواء لصحابك أو أعدائك." هاري لف عينيه للحظة، بس بعد كده أبوه حضنه على طول. "عيد ميلاد سعيد يا ابني! أنت ما تعرفش أنا فخور وسعيد قد إيه. النهاردة أخيراً هو اليوم!" "شكراً يا بابا. أنا مش مستني أوقف إني أكون البيبي." بسبب الجملة دي، ضحك دس وفك الحضن، قبل ما يقفل باب شقته. "طيب يلا بينا؛ أنت استنيت كتير كفاية." ابنه ما سابوش يقول الجملة دي مرتين، ومشي على طول ونزل السلالم. محدش تاني عايش في البيت، فيه شقتين كبار بس، بس هاري وأبوه ما كانوش عايزين يعيشوا مع بعض لحد ما هاري يبقى عنده 25 سنة. كانوا بيشوفوا بعض كل يوم تقريباً كده كده. بره، عربية بوجاتي سودا كانت لسه واقفة، وعيني هاري وسعت ليها. أبوه لاحظ ده وضحك، وهو حاطط إيده على كتف الراجل اللي شعره كيرلي عشان يسحبه معاه. "أنت عندك 25 سنة دلوقتي يا ابني؛ مش هتسوق البورشه دي تاني." "العلبة الصفيح القديمة دي، صح؟"، رد هاري بسخرية، بس فضل باصص على العربية الجميلة. هو في الحقيقة ما كانش مهووس بالعربيات أوي، بس العربية دي، حتى هاري ضعف قدامها. وقفت قدامهم وهاري كان خايف حد تاني ينزل منها. "يا أستاذ ستايلز"، الراجل اللي في سن دس أومأ براسه ليهم. "رايان!" وهو بيقول اسم السواق، هاري حضن الراجل اللي اتربى وهو بيشوفه كل يوم. "إيه العربية المرض دي؟! كنت خايف إن حد تاني هيسوقني النهاردة!" "يا أستاذ ستايلز، لازم أطلب -" "إيه؟ اسمع، أنا عندي 25 سنة ومش 50! ناديلي هاري تاني." رايان اتنهد، قبل ما يزق الراجل المتحمس ده بعيد عنه شوية. "عيد ميلاد سعيد يا أستاذ ستايلز. آسف أقول لحضرتك، بس بعيد ميلادك الـ 25، لازم أناديك باسم عيلتك." "إيه نوع القاعدة الغبية دي؟ مين اخترعها؟" "ممكن نقول إن لو كورانتي مركزة أوي على المعاملة المحترمة من غير استثناء"، أومأ دس براسه دلوقتي. "واحد من الأسباب الكتير اللي بتخلي كل حاجة ماشية كويس أوي." عيني هاري وسعت عند الاسم. لو كورانتي. ما كانش يعرف بالظبط إيه منصبها في ديث، وهل هي فعلاً القائد الأعلى للمافيا؛ هو بس كان يعرف إنها مشهورة لأنها زي علامة تجارية لـ ديث. ورغم إن هاري كان متأكد إن فيه ناس تانية كتير بيساووها، هي أكيد بتاخد الأوسمة؛ أو الاهتمام، حسب الحالة. لأنه في الوقت اللي التانيين بيشتغلوا في الخفاء، هو كان يعرف إنها موجودة... بس ده كل اللي يعرفه. يعرف زي الدولة، الشرطة، الناس العادية؛ مفيش صور ولا أي حاجة تانية. كأن لو كورانتي مش موجودة؛ كأنها مجرد أسطورة. ومع ذلك الكل كان يعرف إنها موجودة، رغم إن محدش يعرف شكلها إيه بالظبط. مرة في فرنسا، الشرطة لقت واحد من جزمها. السؤال طبعاً كان إزاي ده حصل وهل هي فعلاً جزمتها، بس على الأقل ده كان اللي بيتقال، ومن ساعتها الجزمة دي معروضة في متحف في فرنسا. جزمه سودا بكعب عالي بفيونكة دهب مرصعة بالألماس، مقاس 39 وربع؛ هاري افتكر اللحظة، الكل كان اتجنن كأنها ملكة. بس هي غالباً أقوى بمرتين من أي ملكة. "إيه رأيك يا هاري؟" ابن الـ 25 سنة رمش وبص لأبوه، اللي طلّعه من تفكيره في لو كورانتي الغامضة. "إيه؟" "قلت نمشي قبل ما نتأخر." هاري هز راسه على طول، وريان فتح الباب اللي ورا عشان هاري وأبوه يدخلوا، قبل ما هو نفسه يقعد في كرسي السواق. "نمِت كويس؟ كنت باين عليك سرحان." "يا دوب نمت خالص"، اعترف هاري. دس هز راسه، غالباً ما كانش متوقع حاجة تانية من ابنه. "رجعت الجيم وعملت حاجات تانية في الكيميا... تفتكر هبقى مفيد وأقدر-" "هاري"، قاطعه دس بضحك وهو بيتكلم بسرعة. "أنت عارف كل حاجة محتاج تعرفها. أنت عديت كل اختباراتك؛ ده غير إن نتايجك كانت ممتازة. غير كده، ما كناش هنبقى قاعدين هنا." هاري اتنهد وهز راسه، بص على ركبه، اللي كان بيفرك إيديه عليها بتوتر. "أنا بس مش عايز أخيب أملك." "مش هتعمل كده. وبعدين، المفروض تعمل ده لنفسك مش ليا." قبل ما يبص بره، هاري هز راسه شوية. ما كانش قادر يستمتع بجد بالقعاد في عربية زي دي؛ كان فيه أفكار كتير أوي في دماغه. ديث، حياته الجديدة، الجزمه السودا بكعب عالي، وأخيراً لو كورانتي. يا ترى هيشوفها النهاردة؟ هيشوفها مرة واحدة في حياته؟ كان سأل أبوه، بس أبوه كان شرح له إن ده موضوع ممنوع الكلام فيه في البداية. "الماية اللي ماشية". هاري استغرب ليه اسمها كده وفضل باصص من الشباك. لازم تكون ست مجنونة؛ من ناحية ذكية وجريئة لدرجة إنها قادرة تعمل وتدير حاجات زي دي. ومن ناحية تانية لازم تكون مخيفة، صارمة وقوية بما فيه الكفاية عشان تتأكد إن الكل يحترمها ويفضل موالي ليها. قدر إن طولها على الأقل 170 سم، وده ممكن يناسب مقاس جزمتها... مين أصلاً بيصنع جزم مقاس 39 وربع؟! كان متأكد إنها متفصلة مخصوص. مين اللي عمل المجهود ده. يا ترى الست دي بتلبس المقاس ده بس، وعشان كده بتفصل جزم مخصوص؟ يبقى لازم يكون عندها فلوس ووقت. عمره ما كان هاري عنده أفكار كتير عن لو كورانتي زي النهاردة. عموماً، النهاردة هيوعد بإنه يكون موالي ليها، موالي تماماً لـ ديث. مش هتكون آخر يمين ليه، حاجة زي دي بتتعمل كل سنة؛ هاري ما كانش يعرف القواعد بالظبط. زي ما قال، كان عنده فكرة مبهمة بس عن كل ده. ورغم كده، كان متأكد إنه عايز يشتغل في ديث. أبوه كان اداله الفرصة يرفض اليمين ويعيش حياة طبيعية. يروح ثانوية عامة ويكبر كمراهق عادي. بس ده كان هيكلف هاري كتير. كان هيضطر يقطع الاتصال بـ دس، كان هيضطر ينقل لمدينة تانية، وكان هيتراقب لسنين قدام في حياته. بس بمجرد ما هاري وافق يسيب حياته العادية وراه، ما كانش فيه اختيار يرجع فيه. اتقال له إيه اللي بيحصل وإنه لازم يحلف اليمين الأول. هاري ما كانش يعرف إيه اللي كان هيحصل لو قاوم. غالباً كان لازم يتقتل، لأنه كان هيعتبر شخص غير مصرح له. ده غير إنه ما كانش يعرف إيه اللي كان هيحصل لو كان لسه على اتصال بوالدته. هي سابت العيلة بعد ولادة هاري بوقت قصير. هو عمره ما فكر في الموضوع ده كتير؛ من الأول اتعود إنه ميزعلش على الموضوع ده ويركز في حاجات تانية. وهو عنده 16 سنة، هاري استغرب لو كان حقيقي إنها سابت العيلة كده وخلاص. سأل أبوه عن الموضوع ده في ليلة. يا إلهي، كانت ليلة مليانة توتر وخناقات. هاري ما سألش أبوه من ساعتها، وحاول يبطل يفكر في الموضوع ده ويثق في أبوه ثقة عمياء زي أي حاجة تانية. هو ما يعرفش طريقة تانية، هو بيثق في أبوه في كل حاجة؛ أصلاً لازم كده، صح؟ الرحلة كانت طويلة، بس مش بالقدر اللي هاري توقعه؛ كان فاكر إن المبنى أبعد من كده ومش قريب أوي من بيتهم. بس لما دس قال "احنا وصلنا"، هاري كان متوقع أكتر من مجرد مرج بسيط. بشك، هاري بص على اليافطة الوحيدة اللي قريبة. "محمية طبيعية؟"، سأل بنفس الشك، بس ما جالهوش إجابة. بدلاً من كده، ريان داس على زرار في العربية، وده ما اخدش باله منه الموظف الجديد. بس اللي اخد باله منه إن جزء من المرج فجأة ارتفع وفتح نفق. الفتحة ما كانتش ضخمة، بس كانت كبيرة كفاية لـ عربية فان مثلاً. بق هاري فضل مفتوح ودس بيضحك، في حين إن ريان ساق جوه الفتحة، وشغل النور، ومشى في النفق اللي كان نازل لتحت شوية. "إيه ده..." هاري بلع ريقه بسرعة من الدهشة. "إزاي ده ممكن يحصل؟ احنا في محمية طبيعية." "طريقة بسيطة لإنشاء مرج فاضي، لما تكون الأمتار اللي حواليه ملك لـ ديث عشان يكون فيه مقر تحت المرج"، شرح والد هاري. لسه مذهول، هاري بص بره لما دخلوا مصعد عربيات بعد ما ريان أكد شخصيته عن طريق الشريحة اللي في دراعه. كانت شغالة زي بطاقة هوية، ببساطة. هاري ركبها لما حلف اليمين. كان يعرف كمان إنه هياخد واحدة جديدة النهاردة؛ سواء لأسباب النظافة أو عشان بقى عنده 25 سنة، ما كانش يعرف. هو افترض إن لما حد بيوصل 25 سنة وينضم رسمياً لـ ديث، بياخد شريحة مختلفة وبالتالي إمكانيات أكتر. مثلاً، ما كانش يعرف إذا كان هيقدر يدخل المصعد بشريحته الحالية. غالباً لأ. يا إلهي، كان سعيد إنه أخيراً مسموح له يعمل حاجات أكتر، كان حاسس إنه مراهق قبل عيد ميلاده الـ 18 على طول. "ديث تملك العقار؟ طيب ليه الدولة مش بتشك في حاجة؟" "عشان الدولة متعرفش حاجة عن الموضوع ده، ما عدا الناس اللي ديث بتحتاجهم عشان تملك الأرض." "استنى، ديث ليها حلفاء في الدولة؟!" "آن الأوان تعرف ناس هنا"، تمتم ريان دلوقتي. "بجد مبقتش قادر أسمع أسئلتك تاني." هاري ضحك على طول وميل لقدام عشان يبص بين الكرسي الأمامي وكرسي الراكب. "هتوحشني يا ريان! وأنا عارف إنك هتوحشني." "شوية، يمكن"، هز ريان راسه وساق العربية، بعد ما الأبواب كانت اتفتحت. دخلوا موقف عربيات كبير كان عامل زي جراج، بس كان شكله أحدث وأكثر تنظيماً، لأن كل عربية كان ليها مكانها الخاص بيها. "هل لو كورانتي هنا؟"، سأل ريان، فـ هاري قال على طول إنه يركز. أبوه اتنهد. "أنت عارف إني مقدرش أقول لك أي حاجة عن الموضوع ده، حتى لو أنا واحد من الكام شخص اللي بيتبلغوا لما لو كورانتي بتغير مكانها. بس أنا كمان مش دايماً بعرف." هاري ما كانش يعرف ده. أبوه واحد من الكام شخص اللي بيتبلغوا عن مكانها؟ لازم يكون مهم جداً! دس شاف نظرة هاري واتنهد. "أكيد قضيت وقت كتير أوي مع ابني يا ريان." "أعتقد كده"، وافق ريان وهو بيهز راسه، فـ هاري نفخ بضيق. بمجرد ما السواق ركن، هو ودس فكوا أحزمة الأمان، وهاري عمل كده كمان. "هاري، أتمنى تكون مرتاح هنا و-" "ها!", هاري شاور على ريان، اللي ما فهمش في الأول، بعد كده اتنهد. "استنى بس لما أقول لـ لو كورانتي!" دس لف عينيه، في حين إن ريان اتنهد. "يا أستاذ ستايلز، أنا آسف بجد. أعتقد إني اندمجت." "مش مشكلة!"، ابتسم هاري. "أنا بس بتساءل يا ترى لو كورانتي القوية والصارمة هتفكر إيه في الموضوع ده." "يلا يا هاري. معندناش وقت كتير فاضل"، قال دس وهو بيضحك شوية، وكان بدأ يمشي بالفعل. ابنه بوز، وبعدين حضن ريان تاني، اللي حتى رد الحضن شوية. "أشوفك في وقت تاني يا ريان. أنت كنت أحسن سواق ممكن أتمناه." "أنا أقدر ده يا أستاذ ستايلز." "دلوقتي أنت تركز بقى"، ضحك هاري وبدأ يجري ورا أبوه. "وإنك هتناديني يا أستاذ ستايلز لما نتقابل تاني، سامعني؟!"، صرخ قبل ما يقف جنب أبوه، اللي كان بيعمل مسح لذراعه عشان البابين الكبار يتفتحوا. هو بجد هيوحشه سواقه. "أول حاجة لازم نسجلك عشان نبلغ إنك موجود هنا"، قال دس، وفجأة بقى جاد أوي بعد ما عدوا من فحص الأمن. الواحد كان يفتكر إن الشريحة لوحدها كفاية، بس لأ، يبدو إن الموضوع محتاج أكتر من كده عشان تدخل المبنى ده. دس كان لازم يعمل مسح لبصمة إيد تانية، وبعد فحص الأمن، مسح تاني للعين. هاري اتسجل في السيستم كزائر مرة واحدة، وكان لازم يعمل نفس المسح، بس هيدخل هنا مرة واحدة بس كده. هيتسجل من جديد في السيستم بعد اليمين. "لو حلفنا ألف يمين، وبنحافظ على ولائنا لـ لو كورانتي والعلاقة بينا وبين المناصب العليا كويسة أوي، ليه مابيدوناش شوية ثقة بدل ما يخلونا نعدي على مئات فحوصات الأمن كأننا في المطار؟"، سأل هاري بضيق شوية، وابتسم دس ابتسامة خفيفة، وهو باصص قدامه على طول وهما أخيراً خلصوا وبقوا ماشيين في ممر طويل. "ده بيبين إنك متعرفش لو كورانتي. هتحتاج وقت عشان تفهم الشخصية المميزة دي. المناصب العليا عايشين على إنهم يثقوا في نفسهم بس. الموضوع ليه علاقة أكتر بالاحترام والاستغلال المتبادل. عمري ما هقول إن لو كورانتي بتثق فيا." "بس أنت هيتم إبلاغك بمكانها؟"، سأل هاري وهو متلخبط، فـ دس فضل ساكت لثواني. "أيوه"، رد بعدها. "بس ده ليه علاقة بالأمان والتحكم، مش أكتر. لسه عندك كتير تتعلمه، بس في النهاية، فيه حاجات كتير مكنتش تقدر تتعلمها. طبيعي إنك لسه مش فاهم حاجات كتير." هاري اتنهد. "هكون مبسوط لما أفهم أكتر إيه اللي بيحصل في المكان ده." دس ابتسم تاني بس ودخلوا أسانسير كبير. كان فيه زراير كتير أوي، وهاري استغرب يا ترى هما تحت الأرض قد إيه عشان الأسانسير ده يطلع بالارتفاع ده. بس لما والد هاري داس على واحد من الزراير اللي فوق والأسانسير نزل لتحت، هاري كشر. "استنى، إيه ده... كنت فاكر إننا في القاع؟" دس ابتسم له للحظة، وبعدين بص قدامه على طول للباب، اللي قفل دلوقتي. "نسيت مين اللي صمم الأسانسير ده تاني؟" "لو كورانتي؟" "ديث. تحت إشراف لو كورانتي، أيوه." "فهمت"، قال هاري وهو بيتنهد قبل ما يكمل كلام وهو بيبص حواليه في الأسانسير. "الجراج المفروض يكون أقل دور، بس هو في الحقيقة أعلى دور. الزراير مش بالترتيب الصحيح للدور بتاعها، فعشان كده الغريب مش هيعرف مباشرةً أي دور لأنه زرار. والأسانسير بتاع العربية كان مجرد تضليل، صح؟" "نزلنا لتحت، بس شوية بس، أيوه"، هز دس راسه، وكان باين عليه فخور بقدرة هاري على الربط. "والزرار اللي عليه رمز كعب رفيع مش هيوصل لـ لو كورانتي"، افترض هاري، وهو بيشاور على الزرار الدهبي؛ الوحيد اللي عليه رمز. جزمه سودا بكعب عالي. دي بقت رمز لـ لو كورانتي دلوقتي. أبوه في نفس الوقت هز راسه. "مش عارف مين اللي غبي لدرجة إنه يفتكر كده، بس الظاهر كده. لو كورانتي بتحب تعمل مقالب زي دي." لازم تكون ست متلخبطة أوي، فكر هاري. بالنسبة له، كانت باينة أكتر كإنها طفلة صغيرة بتستمتع إن عندها قوة وسلطة كبيرة أوي، مش ست كبيرة قتلت مئات الناس بالفعل. بس يمكن دي كانت خدعتها؟ عشان كده كان سهل يستهينوا بيها. "أي دور فيه... المكتب؟ مكتب لو كورانتي." هو فضل ساكت، وهاري لف عينيه لما شاف تردده. "بجد؟ ساعات بحس بجد إن -" "اسمع يا هاري." دس التفت له دلوقتي، بلمعة جادة في عينيه كأنه مبقاش مستمتع أوي. "أنا عارف إنه عيد ميلادك وأنت متحمس، بس من لحظة ما ندخل المبنى ده، احنا ناس مختلفة. احنا هنا لسبب وأنت اتدربت تكون محترف ومركز في ده. دي مش فسحة؛ أنت هنا لشغلانتك، لحياتك، لمصيرك. فياريت متكونش ابني اللي عيد ميلاده النهاردة، بس ابني اللي عنده تعامله مع ديث النهاردة." صامت، هاري بص بعيد. ماشي، يمكن كان ساب حماسه يسيطر عليه. في الحقيقة، كان قلق أكتر والخوف إنه يعمل ده غلط، أو إنه ميكونش مفيد بعد ما اشتغل على ده كل الوقت الطويل ده. في الآخر، هز راسه وهو بيطلع نفس، قبل ما يبص لأبوه، اللي أكيد كان عارف إيه اللي جواه دلوقتي. "أيوه، عندك حق يا بابا. أنت عارفني، أنا بس... قلقان أوي." "أنا فاهمك تماماً. بس هيبقى محرج أكتر لواحد بيهزر إنه يظهر، عن شاب جاد، يمكن لسه محتاج يتعلم، بس واخد الموضوع جد ومستعد يعمل كده." هاري هز راسه، وقف مظبوط أكتر بابتسامة واثقة. "تمام يا بابا. شكراً." دس ابتسم بفخر قبل ما يقف هو كمان مظبوط لما الأبواب اتفتحت... وشكل هاري الجاد راح تاني وعينيه وسعت. مدخل مقر ديث ده كان ضخم. "أهلاً بيك في أول مقر لـ ديث، مقر لندن، المعروف باسم كوال"، قال دس قبل ما تختفي شخصيته الأبوية ويخرج من الأسانسير بتعبير جاد على وشه. هاري عمل نفس الكلام، بس كان صعب ميبقاش باين عليه قد إيه هو منبهر. ومع ذلك، كان لسه لابس زيّه القديم، فكل واحد هيعرف إن دي أول مرة يجي هنا. ومع ذلك، الكل كان باين عليه مشغول أوي لدرجة إن محدش لاحظه... أو إنهم كانوا عارفين شكل الدهشة ده للعامل الجديد هنا. "متمشيش من جنبي دلوقتي"، قال والد هاري بهدوء أكتر شوية. "باين من زيّك إنك تابع لـ ديث، بس هيكون ملوش لازمة إننا نروح لإدارة الأمن عشان تثبت إنك مطلوب هنا وإنك متسللتش بأي شكل." "مش مسموح لي أمشي لوحدي؟"، سأل هاري، بس فضل ماشي جنب أبوه على طول. ما كانش ليه نفس يعمل أي مشاكل في أول يوم ليه... أو أي يوم بصراحة. متلعبش مع ديث. "مش أوي، لأ." الشاب اللي عنده 25 سنة هز راسه بسرعة، وفضل يبص حواليه وهو ماشي. المقر كان زي ما كان دايماً بيتخيله، ومع ذلك مختلف أوي. كان شكله حديث وغالي، كل حاجة كانت نظيفة، والشاشات في كل حتة كانت باينة إنها أحسن تكنولوجيا. ناس كتير كانوا ماشيين ومعاهم أونيكس، أو أجهزة تانية هاري يا إما مشافهاش قبل كده، أو إنه كان لازم يدرسها للامتحان النهائي عشان يسمح له ينضم لـ ديث بالكامل. وده كان مذهل أوي! زي الأفلام، والد هاري كان بيتهزله بالراس كتير، أو كانوا بيسلموا على بعض. ودايماً بنفس النظرة اللي على وشوشهم اللي هاري كان على وشك يموت عشان يعمل زيها. هو دايماً كان عايز يبقى شكله كده، وكان صارم أوي في ده وكان بيتدرب عليه بالفعل. أيوه، هاري كان جاد أوي في الموضوع ده. أبوه كان عنده حق، خلاص بقى مفيش هزار طفولي، ممكن يعمل كده في وقت فراغه. دلوقتي مش عيد ميلاده، دلوقتي هو مش مواطن عادي. هو هنا عشان يحلف يمين ويلزم نفسه بـ ديث للأبد. والمفروض ده يخوفه، بس هو كان سعيد ومتحمس بشكل لا يصدق. بعد كل ده، هو كان بيشتغل على ده من وهو عنده 10 سنين! هاري ما كانش لاحظ هما رايحين فين، لحد ما وقفوا قدام استقبال كبير. "يا أستاذ ستايلز، يا مرحب!"، ابتسمت شابة لـ دس، اللي رد الابتسامة وهو بيهز راسه. "صباح الخير يا بيري. عاملة إيه في أول يوم من شهرك التاني؟" وقتها هاري انتبه. هي كمان جديدة؟ "الحمد لله، كويسة أوي. بعضهم لطيف، وبعضهم مش لطيف أوي. أنت عارف الموضوع عامل إزاي. بس ده جزء من الشغل." وقتها بس البنت الشقرا دي لاحظت هاري، لأنها بصت له بفضول. "وده أكيد ابنك؟" "الحاجات اللي بتفتكرها"، اتنهد دس. "من شوية بس كنت لازم أشرح لزميل تاني إنه تبعي، بس المفروض إنه عارف إن ابني هنا النهاردة." أه، هاري ما كانش لاحظ ده...؟ غالباً كان سرحان وهو بيبص حواليه زي طفل في محل حلويات. محرج. لازم يشد حيله بجد قبل ما يبقى أضحوكة هنا. "طبعاً! أنا مبسوطة بكل موظف جديد؛ ده بيخليني أبدو أكثر خبرة"، ضحكت بيري بخفة وبعدين ابتسمت لـ هاري. "عيد ميلاد سعيد يا هاري." "شكراً"، رد ده بابتسامة كمان. كان غريب التفكير في إن الكل هنا يعرف إن عيد ميلاده النهاردة؛ بس في الحقيقة ده كان طبيعي لأن كان عادي إن الواحد ييجي هنا في عيد ميلاده الـ 25 عشان أول قسم حقيقي. "تمام، أنا هسجل كل حاجة وهبلغ بوصولكم"، قالت بيري وبدأت تكتب على لوحة المفاتيح بتاعتها، اللي هاري لاحظ للمرة التانية إنها كانت مجرد صورة هولوجرام عشان الواحد يقدر يشوف من خلالها. حاول يحافظ على هدوءه في الموضوع ده (بس كانت تحفة بجد؟!)، واللي الظاهر إنه نجح فيه كويس أوي. بس بيري كانت مشغولة كده كده. "تمام، لازم تروحوا الدور الرابع، ممر F، مقصورة R8"، قالت، بس كملت كتابة للحظة قبل ما تبص لفوق وتديهم نظرة ودودة. "أتمنى لك يوم أول كويس يا هاري!" "إزاي المفروض تفتكر ده؟"، سأل هاري على طول بمجرد ما بدأوا يمشوا. دس رفع كم زيّه وخبط على أسورته الإلكترونية مرتين قبل ما يكمل مشي. هاري كان دايماً بيغير من الأسورة دي، وكان يتمنى ياخد واحدة خاصة بيه النهاردة. "هي بعتت المكان والطريق على خريطة الأسورة بتاعتي." هاري هز راسه شوية لما سمع ده. طبعاً؛ هيكون مضحك لو فيه حاجة مكنتش شغالة بتكنولوجيا عالية هنا. الاتنين دخلوا أسانسير تاني واتضح إن الدور الرابع كان تحت دورهم الحالي بمسافة كويسة، حوالي 4 أو 5 أدوار. "بيري كانت لطيفة أوي، كانت باينة متأقلمة كويس هنا." دس هز راسه. "أيوه، هي لطيفة أوي. خدت وقت شوية عشان تتعود على ده، هي كسرت لوحتين مفاتيح من عصبية." محتار، ابنه بص له بعينين واسعة، فـ الكبير اتنهد. "علم اجتماع يا هاري. الناس عادةً مش زي ما بيبانوا. نسيت كل اللي اتعلمته عن الانطباعات الأولى وكده؟" هاري اتنهد. "إنك تتعلم وتعرف ده حاجة -" "تطبق ده حاجة تانية"، قال الاتنين في نفس الوقت، ودس هز راسه تاني، قبل ما الاتنين يفضلوا ساكتين، قبل ما الأبواب تتفتح والاتنين يخرجوا بره. "هل فيه شخص واحد بس فاهم كل الأدوار؟ قصدي، احنا لسه كنا في الدور التالت، واللي كان في مكان ما تحت جراج العربيات والزرار بتاعه في الأسانسير كان في مكان ما فوق. ودلوقتي احنا في الدور الرابع، واللي أعمق بكتير، بس كان في نص الأسانسير." "ده ملوش معنى في الحقيقة"، هز دس راسه، وهو بيبص تاني لأسورته. "ولو فيه نظام، فأنا كمان لسه مفهمتوش. بس أعتقد لو فيه شخص فاهم النظام، إن مكانش هو اللي صممه -" "يبقى لو كورانتي"، هز هاري راسه، وكان فهم دلوقتي إنها باين عليها بجد ملكة هنا. ومع ذلك، لسه ما فهمش العلاقة بالكامل بينها وبين الناس اللي بتشتغل هنا، بس كان بدأ يفهم إنها بتحظى بأقصى درجات الاحترام، وإن مفيش حاجة بتحصل من غير علمها وإن ليها السلطة المطلقة هنا. وكمان طريقة كلام أبوه عنها؛ كان باين إنهم بيحبوها وبيحترموها كده كده، مش بس بيخافوا منها. طبعاً، والد هاري نفسه قال إنه بيحب شغله وعايز هاري يعمل نفس الكلام. الظاهر إنها بجد كانت علاقة أخذ وعطاء ولو كورانتي هي المحظوظة اللي في القمة. الست دي كانت شخص لازم تحترمه. القسم في الحقيقة ما كانش مبهر زي ما هاري كان متوقع. أصلاً، مين عارف كام واحد بيحلف القسم هنا في اليوم. بسرعة نمو ديث، ده مبقاش حاجة مميزة. ومع ذلك، ديث بتتكون من الأفضل والأذكى بس. من غير مبالغة؛ هاري مدين لأبوه كتير. وفعلاً، هاري اخد شريحة جديدة، ومعدات أكتر (أسورته الخاصة!) وزي جديد، اللي لبسه على طول. اخد مقدمة بتشرح القواعد الأساسية، وبعض الإجراءات والمعلومات المهمة، وبعض أماكن مقرات ديث؛ هاري ما كانش يعرف إن فيه حاجات كتير أوي عن ديث ما كانش يعرفها، وهو دلوقتي لاحظ إن فيه حاجات أكتر بكتير لسه ميعرفهاش (وغالبًا عمره ما هيعرفها). لما رمز معين ظهر على الشاشة اللي ورا المقدم، هاري بقى أكثر انتباهاً. الجزمه السودا بكعب عالي. هاري كان عنده حق؛ لو كورانتي كانت بتُرى باحترام، وتُقابل بأقصى درجات الاحترام، ويقفوا جنبها بإخلاص. بس في الحقيقة، كان باين عليها مختلفة عن اللي هاري كان فاكره. لأنه كان ممكن بالفعل تتكلم مع لو كورانتي لو كان عندك السبب المناسب، والأهمية والمكانة. وفعلاً كان فيه ناس تانية في القمة، مش هي بس. بس باين إن التركيز كان عليها. هاري لسه ما شافش ليها صورة وميعرفش ليه، بس كان فضولي أوي لدرجة إنه كان يتمنى يشوفها قريب. "ده معمل الكيميا"، ورى دس هاري وهو بيلف بيه بعد ما حضنه بفخر بعد الاحتفال. الراجل اللي شعره كيرلي بص جوه باهتمام. كان بيحب الكيميا أوي، وكان مهتم بيها جداً. كانت من أفضل مواده في تعليمه وفي امتحاناته النهائية بخلاف ألعاب القوى والدفاع عن النفس. "ممكن أسألك سؤال، دلوقتي بعد ما بقيت عضو كامل في ديث؟"، سأل هاري وهما بيكملوا مشي. دس كان عايز يوري ابنه مكتبه الخاص في مقر لندن. هو ما كانش عنده مكتب دائم، بس الناس اللي كانوا شغالين بشكل دائم في المكتب الرئيسي كان عندهم واحد، ودول كانوا قليلين زي بيري مثلاً. ولو كورانتي، طبعاً، كان ليها مكتبها الخاص في كل مقر رئيسي. "حسب... أعتقد إنه عن لو كورانتي؟" "على الأقل عايز أعرف إيه اللي المفروض أتخيله تحت 'الماية اللي ماشية'!"، قال هاري باهتمام. "الحاجة الوحيدة اللي أعرفها هي الجزمه السودا بكعب عالي." أبوه ضحك بخفة وهو بيهز راسه. "كفاية كده." هاري كشر، بس بعدين انشغل بمعمل كيميا تاني عدوا عليه. ------- س: إيه كانت وظيفة أحلامك وانت صغير؟ ! لو عندك أسئلة/ملاحظات، متتكسفش تعلق أنا مبسوط اني خلصت الروايه دي ولسه في أجزاء تانيه سلام دلوقتي xx
تعليقات
إرسال تعليق