بعد الموت

في الخامس من أكتوبر، فتحتُ عيني لأجد رجلاً يرتدي زيًا أبيض يقف أمامي. كانت عيناه تحملان خليطًا من الشفقة والتردد، وكأنه يزن كلماته بعناية قبل أن ينطق.

"لا تقلق، أنت بخير."

شعرتُ بالدوار، والتساؤلات تتراقص في رأسي كالفراشات الهائمة.

"من أنت؟ وأين أنا؟ وما هذا المكان؟"

أجاب بصوتٍ هادئ: "أنا طبيب، أعمل هنا. هذه مستشفى لعلاج المرضى، وأنت مريض أُصبت في حادث."

قاطعته بحزم: "أنا لستُ مريضًا... وما ذلك الحادث الذي تتحدث عنه؟"

لم يُجبني. نظرتُ إلى يدي فوجدت أشياء غريبة معلقة بها. نزعتها بعنف وقفزت مسرعًا نحو الباب، وخطوات الطبيب تتبعني.

في الممر، اصطدمت بامرأة ترتدي ثيابًا سوداء، تبكي بصمت مرير، ويقف بجانبها رجل يحتضنها بحنان. توجها نحوي مسرعين. قامت المرأة باحتضاني بقوة، وعيناها تلمعان بدموع لم تسقط بعد.

"حمدًا لله أنك بخير!"

دفعتها بعيدًا، والكلمات خرجت مني كصرخة غاضبة: "من أنتِ؟"

أسرع الطبيب ليحاول تهدئتي، وقال الرجل بصوتٍ يملؤه الأسى: "اهدأ يا بني، نحن والداك."

شعرتُ ببرودة تسري في عروقي.

"أنتم تكذبون! لم أركما من قبل! أريد أن أغادر هذا المكان!"

حاولتُ الهرب من هؤلاء الغرباء، لكن الطبيب والرجل أمسكا بي بقوة. وضعاني على السرير، وشعرتُ بوخزة خفيفة في يدي، ثم أغمضتُ عيني، ولم أشعر بشيء بعدها.