في عمق الغابة - الفصل الثاني (الذاكره السوداء)

في عمق الغابة

2025, عبدالرحمن إسماعيل

رعب

مجانا

رحله مدرسيه عاديه... تتحول الى كابوس لا ينسى. غابه معزوله، اسرار مدفونه، واصوات تنادي من الماضي. كل خطوه تقرّبهم من الحقيقه... او من نهايتهم. هل ستنجو الذاكره؟ ام تبتلعهم الظلال؟ رواية غامضة عن "خالد"، شاب فقد ذاكرته في حادثة غامضة أثناء رحلة مدرسية. بعد سنوات، يعود كمدرس لنفس المدرسة، وهناك تبدأ الأحداث الغريبة في الظهور من جديد

خالد

فقد ذاكرته بالكامل في حادثة غامضة وقت ما كان طالبًا. رجع بعد سنوات كمدرس في نفس المدرسة اللي حصلت فيها الحادثة. هادي، ذكي، وعنده فضول داخلي يخلّيه دايمًا يدور على الحقيقة رغم خوفه من اللي ممكن يكتشفه.

أحمد

بيخاف على أخوه جدًا. عنده إحساس إن الرحلة دي هتكون مختلفة، ودايمًا بيلاحظ التفاصيل الصغيرة اللي غيره مش بياخد باله منها.

سارة

رقيقه وبتحب صحابها جدًا، وحساسة تجاه فكرة الفُراق. ليها علاقة قوية بـ ليلى، وبتخاف من المجهول.
تم نسخ الرابط
رواية الذاكره السوداء

في بداية الطريق، كان الأوتوبيس ماشي بصعوبة وسط الطين، العجل بيغرز، والجسم كله بيروح يمين وشمال، لحد ما قرب يتشقلب أكتر من مرة. السواق قال بصوت عالي: "كده مش هنقدر نكمل! الطريق ده هيقلب بينا!"

الأستاذ خالد وافق بسرعة: "ننزل هنا ونكمل ماشي، السلامة أهم."

نزلوا كلهم، وبدأوا يمشوا في الطريق الضيق اللي بيغوص في قلب الغابة.

الجو كان بقى أكتر كثافة مع مرور الوقت، وكل خطوة كانوا بيخطوها كانت بتيجي أصعب. الطين تحت رجليهم كان يشدهم لورا، وكأن الأرض نفسها كانت بتحاول تمنعهم من انهم يكملوا الطريق.

قالت ليلى وهي تبص حواليها: "إيه اللي بيحصل هنا؟" الصوت غريب، والجو كان مليان بتهديد خفي ما كانوا يعرفوه.

مروان جرى يتكلم بسرعة علشان يخفف من الجو: "يا جماعة، سيبكم من الهوا ده، احنا مش لوحدنا هنا." لكن صوته كان بيتهز قدام الرياح اللي كانت بتزيد شدتها كل ثانية.

في اللحظة دي، أحمد شعر بشيء غريب جدًا، حاجة مش مكانها، وركز أكتر في الهدوء اللي غطاهم. حتى الأصوات كانت غريبة، مش زي أي غابة طبيعية. كان فيه ضوضاء بعيدة، زي همسات مقلقة، زي أصوات حيوانات ما كنوش شايفينها، لكنها موجودة في الجو، كأنهم مراقبنا.

الكل كان واقف في مكانه، وده كان محير أكتر من أي وقت مضى.

وفجأة، قطع هاني الصمت بصوته، المشرف اللي كان واقف بعيد عنهم، بيقول بنبرة غريبة، كأن الكلام بيخرج من قلب مكان مش طبيعي: "كل حاجة هنا... مش زي بره. في هنا حاجة أكبر مننا."

الجميع بقى بيبصوا عليه بدهشة، وسارة كانت حاسة إن الكلام ده كان متوقع من لحظة وصولهم، لكن مش لدرجة التهديد ده.

"إيه الكلام ده يا أستاذ هاني؟" سألته سارة بتردد.

لكن هاني كان واقف زي التمثال، عينيه مليانة بريق غير طبيعي، كأنه كان بيشوف حاجة ما شافهاش حد غيره، أو كأن عقله مش موجود معاه. "الزمن هنا مش زي بره... ده الزمن اللي هيدفعك علشان تفهم كل حاجة... لما يكون الوقت فات، هتبقى مش لوحدك."

الطلاب بقى قلبهم بيخفق أكتر، المشهد ده كان أصعب من إنهم يفهموه. لكن ما كانش فيه وقت للتفكير، وهم مشوا أكتر في عمق الغابة. الهمسات اللي في الهواء زادت، وكان واضح إن في حاجة جاية تقترب منهم. وكانت القلوب مش قادرة تتحمل الاضطراب اللي بدأ يتسلل جواهم.

وبينما كانوا ماشيين، بدأ الطريق يضيق أكتر. الأشجار تكاد تغطي السماء، والمكان بدأ يبقى داكن جدًا. في اللحظة دي، حسوا بشيء ثقيل جدًا، حاجة كانت بتراقبهم.

فجأة، وقفت سارة، عينيها مفتوحة على الآخر، وقالت، "في حاجة هنا... حاجة مش مكانها."

الجميع بصوا وراها، عيونهم كانت مفتوحة على الآخر، وحاسة بشيء بارد جدًا يعصر قلبهم.

وفجأة، اتغير الصوت اللي سمعوه من قبل. كانت الست العجوز ظهرت تاني، لكن المرة دي كانت واقفة قدامهم، على مسافة قريبة جدًا. والرياح كانت تعصف من حولها، وكانت نظرتها أكتر عمقًا، كأنها عارفة كل شيء.

"الوقت انتهى." همست بنبرة باردة، عينيها متسعة، وكان فيه شيء مرعب في عيونها. "اللي هتشوفوه قريبًا مش هيخليكم ترجعوا تاني... واللي هيحصل لكم مش هيقدر ينساه أي حد."

الطلاب وقفوا في مكانهم، وحاسة إن حاجة كبيرة جاية عليهم. كانوا مش قادرين يتنفسوا، والمكان كان بيهتز من تحت أقدامهم.

ورغم الخوف اللي كان بيعصر قلوبهم، كانوا مجبرين على المضي قدمًا. كل خطوة كانوا بيخطوها كانت بتزيد من التوتر في الجو. لكن في اللحظة دي، حسوا إن في حاجة أكبر منهم، حاجة هتغير كل حاجة في حياتهم.

وبينما كانوا بيحاولوا يكملوا الطريق، شعروا بحاجة تانية، حاجة جاية من وراهم... حاجة ثقيلة.

لكنهم ما كانوش قادرين يبصوا وراهم، لأن كل خطوة كانت بتبعدهم أكتر عن أمانهم. كانوا بيخوضوا في المجهول، والمجهول ده كان أقرب لهم مما يتخيلوا.

في اللحظة الأخيرة، وقفوا، وظهر أمامهم ظلال غريبة، شيء كان بيظهر ويختفي، وبعدها... لحظة صمت مخيفه.

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء