رواية كاتيجات - أرض الملك راجنار
كاتيجات
2025, هاني ماري
رواية تاريخية
مجانا
تُباع كجارية إلى مستوطنة الفايكنج في كاتيجات، حيث تجد صعوبة في التأقلم مع الثقافة الجديدة. تثير اهتمام الملك راجنار، الذي يراقبها باستمرار ويتحدث لغتها بشكل غير متوقع، مما يزيد من خوفها وحيرتها. تعتمد صوفي على مساعدة أسيرة أخرى تدعى هيلين في محاولتها لفهم هذا العالم الغريب والبقاء على قيد الحياة. تتخلل القصة مشاعر صوفي من الخوف والشك تجاه الفايكنج، خاصة الملك راجنار، الذي يبدو مكارًا وغير مفهوم. تواجه صوفي تحديات في التواصل والتفاعل مع المحيط الجديد، بينما تحاول التأقلم وتجنب الوقوع في المشاكل.
راجنار
ملك الفايكنج وزوج أسلوج. شخصية قوية ومكّارة، يراقب صوفي باهتمام ويتحدث لغتها الأصلية، مما يثير قلقها.هيلين
أسيرة أخرى في مستوطنة الفايكنج تتحدث لغة صوفي. تبدو شخصية طيبة وداعمة لصوفي، وتحاول مساعدتها على فهم ثقافة الفايكنج وطمأنتها بشأن الملك راجنار.أسلوج
ملكة الفايكنج التي اشترت صوفي. تبدو أكثر تسلية من الغضب تجاه أخطاء صوفي.
كاتيجات. دي كانت الكلمة الوحيدة اللي صوفي فهمتها وسط كل الدوشة. كانت سمعت حكايات قليلة عن المكان ده، أو يمكن كانت قرية؟ الشك كان مالي دماغها، بس كانت بتأمل إنها تعرف أكتر قريبًا. كاتيجات كانت مشهورة قوي بأنها معقل الوثنيين، وفكرة إنها ممكن تتباع للهمج دول خلت قلبها يدق بسرعة. بعد اللي حسّت إنه دهر بحاله، صوفي اتسحبت بالعافية من العربة اللي كانت ناقلاها هي وناس تانيين للمكان اللي افترضت إنه كاتيجات. ما كانتش لقت فرصة تقابل الأسيرات التانيين، عشان راسها كانت متغطية بكيس مانع أغلب النور، وده خلاها مش قادرة تعرف الوقت من اليوم. غطاء الراس ده حيرها. كانت اتباعت واشتُريت مرة قبل كده، بس أصحابها اللي فاتوا عمرهم ما خبّوا هويتها زي كده. إيه الغرض من ده؟ كانوا خايفين لتبني علاقة مع الأسيرات التانيين ونرسم خطة للهروب؟ أفكارها اتقطعت فجأة لما الكيس اتشال من على راسها بعنف، وده خلى عينيها تحاول تتأقلم مع النور المفاجئ. بصت حواليها، واستنتجت إنها في مكان شكله قرية، وقرية كبيرة كمان. إيديها ورجليها ورقبتها كانوا لسه مربوطين، واتوجعت وهي بتمرر إيديها على زورها اللي كان واجعها. كان فيه أسيرتين تانيين جنبها: ولد صغير شكله مش أكبر منها بكتير، وبنت بشرتها سمرا وعينيها وارمة. هما كمان كانوا مربوطين بحبال، وده مقيّد حركتهم، وصوفي ما قدرتش متلاحظش الرعب اللي كان في عينيهم. هي نفسها كانت مرعوبة طبعًا، بس حاولت على قد ما تقدر تخبّي خوفها، مع إنها ممكن تكون فشلت. البنت اللي قدامها بصت لفوق، كانت أصغر منها وأرفع، كأنها قضت عمرها كجارية – حياة صوفي كانت لسه بتحاول تتأقلم عليها، وفشلت فشل ذريع. كان فيه حوالي سبعة ناس تانيين، رفضت تسميهم عبيد، مربوطين بنفس الحبل، وعاملين صف مستقيم في السوق المزدحم. قبل ما تقدر تاخد بالها من أي حد فيهم كويس، الحبل اللي كان رابطها بالباقيين اتشد جامد، وده خلاها تتعثر، وبعدين الست اللي كانت مالكاهم رفعتها لفوق. "قومي!" الست دي شتمتها بلغتها الفرنكية، اللي صوفي اتعلمتها في الفترة اللي قضتها مع الفرنجة. لما ثبتت على رجليها، اتسحبت هي والباقيين، لجوه السوق أكتر، لحد ما ست طويلة وشعرها أشقر وقفتهم. الست دي مشيت على طول الصف، وهي بتتفحص كل أسير، قبل ما تقف قدام صوفي. عينيها مسحت جسم صوفي من فوق لتحت قبل ما تستقر على وشها. حقيقة إن الست النبيلة دي قضت وقت أطول في فحصها هي بالذات عن باقي اللي معاها، ما فاتتش على صوفي، وده خلاها تحس بغثيان في معدتها. ما كانتش عايزة تتباع للوثنيين دول، ومع إن اللي اشترتها كانت ست مش راجل، وده اداها شوية راحة، بس صوفي ببساطة ما كانتش عايزة تتباع. الست الطويلة مدت إيديها عشان تمسك وش البنت، وميلته يمين وشمال كأنها عروسة لعبة. صوفي حاربت رغبتها إنها تبصق في وشها، بس ما قدرتش تخبي النظرة الغاضبة اللي وجهتها للست، اللي ابتسمت لها بشكل مفاجئ قبل ما تهز راسها للبائعة. الست الطويلة رجعت لورا، وسمحت لراجل إنه يقطع الحبال اللي كانت رابطة البنت بالباقيين، بس ساب الحبل اللي رابط صوفي زي ما هو، قبل ما يدفع البنت لقدام. صوفي بصت حواليها، بتحاول تدور على مساعدة من الأسيرات التانيين، مع إنها كانت عارفة إنهم غالباً ما يقدروش يعملوا حاجة. بس برضه حاولت. توسلاتها الصامتة اتقطعت لما راجل تاني شدها، الراجل ده شكله كان مصاحب الست الطويلة اللي اشترتها. صوفي ما قدرتش تعمل حاجة غير إنها تمشي وراه، متأملة للأحسن، مهما كان. المشوار حوالين القرية شكله كان أطول من ما صوفي توقعت، خطواتها كانت متقيدة بسبب الربط اللي كان مخلي كاحليها مجروحين. عينيها استكشفت العالم الجديد ده اللي حواليها. أطفال من كل الأعمار كانوا بيلعبوا، رجالة وستات كانوا بيشتغلوا في حاجات كتير، ناس بتزرع وناس بتصلح أسلحتها، زي ما الإشاعات كانت بتقول بالظبط. مرة تانية، الخوف مسك صوفي وهي بتحاول تستوعب الموقف. الست الطويلة والراجل اللي معاها هدّوا سرعتهم، وده خلى صوفي تبص لفوق. بيت كبير كان قدامهم، غالباً ده بيت الست. ما كانش فخم قوي، بس كان شكله مختلف عن الأكواخ الصغيرة اللي حواليه، وده خلى صوفي تتساءل عن هوية الست دي. نظرة صوفي الفضولية ما فاتتش على الست الطويلة، اللي بصت لها قبل ما تشاور لها عشان تمشي وراها. الراجل مشي، وساب صوفي تتكهن إذا كان هو واحد من خدم الست. من جوه، البيت كان شكله نضيف بس غريب على صوفي، اللي عمرها ما دخلت مكان زي ده قبل كده. مرة تانية، الست لاحظت فضول صوفي تجاه اللي حواليها، فابتسمت لها قبل ما تحط إيديها على كتفها، وده خلى صوفي تتنفض من الرعب. الست قالت حاجة صوفي ما فهمتهاش، وبالنظر لتعابير وشها، افترضت إن الست كانت بتعتذر إنها خوفتها. بس الحوار استمر بلغة البرابرة، وده خلى صوفي محتارة أكتر. "دروتنينج أسلوج،" الست قالت أخيرًا، وهي بتشاور على نفسها وحاطة إيديها على صدرها. صوفي لقت الاسم غريب بس فضلت ما تردش أو تظهر أي فهم لكلام أسلوج. بعدين الست شورت على صوفي، اللي رجعت لورا بشكل غريزي، مش عايزة إيدين الوثنية دي تلمسها تاني. في الآخر، الست استسلمت، لفت ومشيت في أوضة تانية، وسابت صوفي واقفة في المدخل الكبير، مش عارفة تعمل إيه بعد كده. هل هي ضايقتها؟ مش فارق معاها. يمكن المفروض يهمني لو عايزة تفك قيودها أو، وده الأهم، عشان تعرف تعيش في المكان ده. ________________ كان مر حوالي أسبوع من ساعة ما صوفي اتباعت لأسلوج، وخلال الوقت ده، ما جاتلهاش فرصة تتكلم مع صاحبتها الجديدة. أغلب أيامها كانت بتقضيها في الحظيرة مع باقي العبيد، وما كانش مطلوب منها أي حاجة. ده خلى صوفي تتساءل عن سبب شرائها من الأول أصلاً. لما اتعرفت على باقي الخدم في الأول، صوفي ارتاحت لما اكتشفت إن واحدة منهم بتتكلم لغتها الأصلية. الست دي، اللي كانت أكبر من صوفي بحوالي عشرين سنة، طلعت مرشدة مفيدة لما صوفي كانت بتحاول تتأقلم على المكان الغريب ده. علمت صوفي عن ثقافة الفايكنج، ومعتقداتهم، ولغتهم، مع إن تعلم اللغة كان عملية بطيئة. بس برضه، صوفي قدرت تلقط كام كلمة وعبارة ممكن تساعدها تفهم الوثنيين لو اتكلموا معاها في يوم من الأيام. دلوقتي، صوفي كانت بتمشي بتوتر قدام صاحبتها الجديدة، اللي كانت قاعدة جنب النار اللي بتنطفي، وبتخيط. لأول مرة من كام يوم، أسلوج استدعتها عشان وليمة، زي ما هيلين شرحت لها. دور صوفي كان المساعدة في جلب الأكل لقاعة الطعام وتقديم الأكل للضيوف، جنب خادمة صغيرة تانية اسمها يلدا. يلدا، بنت شقرة في سن صوفي بس أرفع منها بكتير، كانت قاعدة مع باقي الخدم، وبيتكلموا من غير أي علامات توتر. كلهم كانوا متعودين على كده، وده خلى صوفي تحس بالغيرة. كانت مشلولة من الخوف من إنها تغلط، مع إن جزء منها كان بيتمنى سراً إنها تفشل، على أمل إن ده ممكن يخلي أسلوج تسيبها. بس كانت عارفة إن أسلوج مش هتسيبها ببساطة؛ ممكن حتى تبيعها لوثنيين أسوأ منها، وده مصير صوفي كانت خايفة منه جداً. "بطلي تتمشي كده يا بنتي،" هيلين قالت وهي بتبص لصوفي بعيون طيبة. "مفيش حاجة تخافي منها." "كل حاجة تستاهل الخوف،" صوفي ردت وهي بتكمل مشيها اللي مفيش فيه راحة. "إيه اللي هيحصل لو لخبطت الدنيا؟" "مش هتغلطي،" الخدامة اللي عندها خبرة أكدت لها. "إنتِ متعرفيش كده،" صوفي ردت أخيراً وهي بتقعد جنب هيلين. "إنتِ متعرفينيش. أنا مش شاطرة في الحاجات دي، زيك وزي الباقيين." "إنتِ لسه ما حاولتيش،" هيلين قالت. "لأ، حاولت. وده السبب اللي خلاني انتهي هنا." قبل ما هيلين تقدر ترد، راجل دخل، وأمر صوفي وباقي الخدم اللي تم اختيارهم إنهم يمشوا وراه. صوفي بصت لهيلين نظرة أخيرة، وقامت ومشيت ورا الخدم الصغيرين، وكل واحد منهم كان متكلف بمهمة معينة. "إنتِ قادرة على ده يا بنتي،" هيلين نادت وراها. صوفي ما كانتش متوقعة تلاقي دعم زي ده في المكان ده، بس شكله تشجيع هيلين ما كانش كافي، عشان خدماتها ما كانتش مطلوبة من الملكة أسلوج الليلة. صوفي ما قدرتش غير إنها تحس بالضياع من غيرها. صوفي مشيت ورا راجل الفايكنج والخادمات التانيين، ودخلت أوضة كان فيها أكل مترتب كويس على الترابيزات، جاهز للتقديم. كانت سامعة الضحك العالي والكلام من القاعة الكبيرة، اللي كان فاصلهم عنها ستارة خفيفة بس، ودي ما عملتش كتير عشان تهدي أعصابها. صوفي مشيت على خطى باقي الخدم، وشالت طبق شوربة كبير ما كانتش عارفة إيه هو، وبدأت تمشي وراهم بحذر. عينيها وسعت لما دخلت الأوضة اللي كانت فوضوية ومليانة فايكنج، كلهم بيضحكوا وبيتكلموا بصوت عالي. عينيها دورت على الملكة أسلوج، اللي شافتها قاعدة ورا ترابيزة أكل على عرش جنب جوزها الملك راجنار، زي ما هيلين شرحت لها. قبل ما تقدر تتفحص الملك راجنار، لاحظت الخدم وهما بيحطوا الأكل على ترابيزة كبيرة حواليها حوالي عشرين أو أكتر من الفايكنج. صوفي كانت هتعمل زيهم لما حد زق كتفها بعنف. لما لفت، شافت رئيس الخدم بيبص لها بغضب، وبيشاور على ترابيزة الملكة. صوفي فهمت الرسالة اللي ما اتقالتش، ولما لفت عشان تمشي، الست دي شتمت كام كلمة ما فهمتهاش قبل ما تمشي، وده خلى صوفي تحس بالوحدة والضعف. صوفي قربت من العرش بخطوات مترددة، وحطت الطبق على الترابيزة قدام الملكة أسلوج وجوزها. يلدا، مساعدتها، عملت زيها وحطت طبق كبير. في الوقت ده، صوفي ملت مج الملك راجنار تاني، بس توترها غلبها، وده خلاها تخبط برطمان وقع واتكسر على الأرض. صوفي لعنت نفسها، ووطت وبسرعة بدأت تلم اللي كسرته. أول ما قامت، وهي جاهزة تكمل شغلها، لاحظت نظرات الملك راجنار مثبتة عليها، وابتسامته الساخرة كانت واضحة. طبعاً هيسخر منها بسبب غلطتها. هو قال حاجة ما فهمتهاش كويس وهي بتوطي راسها، وبدأت تملأ مج الملكة أسلوج، وهي بتتجاهل النظرة الغريبة اللي تبادلت بين الملك والملكة. لدهشة صوفي، الملكة أسلوج بدت مستمتعة أكتر من إنها تكون غضبانة، وده رد فعل خلاها محتارة. قبل ما تقدر تلف وتمشي، الملك راجنار مسك إيديها. "اسمك إيه؟" هو سأل بكلمات فهمتها بس عملت مش فاهمة لحد ما الملكة أسلوج اتدخلت وشتت انتباه جوزها. صوفي ارتاحت ومشيت، والملكة شرحت إنها مش بتتكلم لغتهم. الوليمة استمرت، وصوفي لاحظت عيون أغلب الرجالة عليها، وبالذات عيون الملك راجنار، اللي تقريباً ما شالش عينيه من عليها طول السهرة. عملت اللي تقدر عليه عشان تتجنب اهتمامه، مع إنه ما بداش غضبان؛ بالعكس، شكله كان فضولي، وده زاد من حيرتها. كل حاجة كانت محيرة، وكانت متوقعة إنها تتعاقب على غلطتها اللي عملتها في الأول، بس بدل كده، ما حصلش أي حاجة. لما الوليمة خلصت، صوفي حست براحة، وكانت ممتنة إنها عدت الليلة دي من غير أذى. لما لقت هيلين لسه صاحية في الوقت المتأخر ده، صوفي قعدت جنبها، وتعبير وشها كان باهت. "كان عامل إزاي؟" هيلين سألت. "أنا لخبطت الدنيا، زي ما كنت متوقعة بالظبط،" صوفي ردت بصوت تعبان. "والملك اللي حكيتِ لي عنه ده ما كانش بيبطل يبص لي." "يا بنتي،" هيلين قالت بنعومة. "أنا فاهمة إحساسك، بس الملك راجنار راجل كويس. عمره ما هيأذيكي." "ما بداش كده،" صوفي تمتمت وهي بترجع لورا على السرير. "مفيش حاجة تخافي منه،" هيلين أكدت لها. "ليه ما عقابونيش على غلطتي؟" صوفي سألت. "ما كانش عندهم سبب،" هيلين ردت. "إنتِ عرفتي منين؟ الناس اللي كنت بشتغل عندهم قبل كده كانوا بيعملوا كده." "أنا بس عارفة، عشان زي ما قلت لك، هما ناس كويسين،" هيلين قالت، وإخلاصها كان واضح. "إنتِ مش مضطرة تكذبي عليا، إنتِ عارفة،" قالت للست الأكبر. "أنا مش طفلة وعديت بكل ده، وشفت كتير." "عمري ما هكذب عليكي،" هيلين ردت. ----- مر أسبوع من ساعة الوليمة، وخلال الوقت ده، صوفي ما قدرتش إلا إنها تلاحظ نظرات الملك راجنار عليها كل ما تدخل القاعة الكبيرة أو حتى لما كانت بتشتغل بره مع هيلين في الحقول. ما حصلش أي حاجة مش كويسة، بس المراقبة المستمرة دي كانت مخليها مش مرتاحة. كانت بتتساءل إذا كان بيراقب ومستني إنها تعمل غلطة تانية، عشان يعاقبها عقاب أشد المرة دي، ولا كان عنده دافع تاني. عقلها كان غالباً بيروح لأكتر الاحتمالات سوءاً، بالرغم من تطمينات هيلين إن الملك راجنار مش ممكن يعمل أعمال شريرة زي دي. بالنسبة لصوفي، هو كان فايكنج، والفايكنج كان ليهم سمعة مش كويسة بالمرة. النهاردة، صوفي كانت مكلفة بمساعدة الملكة أسلوج في قياس فستان جديد، وكان المفروض تقابلها بدري. بس، اتأخرت بسبب مهمة ظهرت في آخر لحظة، وعدم قدرتها على شرح الموقف بسبب اختلاف اللغة خلاها محبطة. هيلين ما كانتش موجودة عشان تساعدها، وصوفي لعنت نفسها على التأخير. كانت بتكره الغلط، وشكلها كل ما كانت بتحاول تعمل حاجة صح، كانت بتلخبطها. صوفي استعجلت ودخلت القاعة الكبيرة، وتقريباً كانت هتخبط في الباب وهي داخلة، ولاحظت الملك راجنار قاعد على عرشه، وبيراقبها بنظراته الثاقبة. ده خلاها تلعنه بينها وبين نفسها كذا مرة. والمفاجأة، إنه فضل ساكت، مستني إنها تتكلم. صوفي اتنهدت بضيق. فكرت إنها تمشي من جنبه عشان تدور على الملكة أسلوج، بس ما كانتش عايزة تدي الملك راجنار سبب إنه يكرهها. مش عشان كانت فارقة معاها إذا كان بيحبها ولا بيكرهها، بس كانت محتاجة تقنع نفسها إنها مش عايزة تكون في الجانب اللي هيغضب منه. كمان كانت عايزة تتجنب سماعه وهو بيهينها بسبب أي عدم احترام متخيل. بعد جدال داخلي طويل، وصوفي واقفة حاسة إنها حمقاء تحت نظرات راجنار اللي ما بترحمش، قررت إنها تعترف بوجوده. بس، واجهت مشكلة: إزاي هتشرح إنها محتاجة تقابل الملكة أسلوج لو بدأ يسأل أسئلة ممكن ما تفهمهاش؟ "وثني غبي،" تمتمت بصوت واطي بس كفاية إنه يسمعه، على أساس إنه مش هيفهم. "الملكة أسلوج،" قالت بلغته. "وإيه المشكلة معاها؟" الملك راجنار رد، بيتكلم بلغتها الأصلية بس بلهجة خفيفة فاجأتها. هو كان بيتكلم لغتها طول الوقت، وما حدش قال لها؟ هل هي لسه شتمته وهي فاكرة إنه مش هيفهم؟ الظاهر، إنها عملت كده فعلاً. يا إلهي. "أنا..." صوفي اتهتهت، وصوتها ضعف وهي بتبلع ريقها بصعوبة. "هي طلبت مني أقابلها، بس أنا كنت..." بدأت تتكلم بالإنجليزي بس قطعت كلامها فجأة. ما كانش فيه داعي تشرح له إزاي لخبطت الدنيا تاني. هي بس ادته سبب كويس عشان يفرغ غضبه عليها. الملك راجنار اداها نظرة بتوضح إنه مستنيها تكمل كلامها، بس هي فضلت ساكتة. "هي الملكة أسلوج لسه هنا؟" سألت بعد شوية. "لأ، إنتِ متأخرة،" رد وهو قايم من عرشه وخطى كام خطوة ناحيتها. صوفي حست بنفسها بتاخد نفس عميق، ورفضت تحول نظرها من عليه. "دلوقتي بما إننا فاهمين بعض تماماً،" اتكلم بالإنجليزي تاني وهو بيقرب منها، "ممكن أعرف اسمك إيه؟" صوفي قاومت رغبتها في إنها تنكمش بعيد عنه وهي بترد بصوت كان بيهتز شوية، بالرغم من محاولاتها إنها تخفيه. كانت بتكره تبان ضعيفة. "صوفي،" قالت. "سو-في،" جرّب اسمها على شفايفه، وقرب المسافة لحد ما بقى واقف فوق راسها. كان طويل، زي ما الفايكنج لازم يكونوا، ودلوقتي الفايكنج ده كان بيقتحم مساحتها الشخصية. صوفي ما كانتش عاجبها الوضع. صوفي استجمعت شجاعتها وخدت خطوة واثقة لورا، وما قطعتش التواصل البصري معاه. الخوف اللي كان عندها في الأول بدأ يتحول لغضب تدريجياً، والاثنين دخلوا في تحديق غريب شكله ما كانش هينتهي، وما قطعهوش غير لما شخص تاني دخل القاعة الكبيرة، وده حول انتباه الملك راجنار بعيد عنها. "بيورن،" قال. "أبي،" بيورن، واحد من ولاد راجنار، زي ما هيلين شرحت لها قبل كده، رد بلغتهم الأصلية. صوفي قدرت تفهم الحوار ده. كانت متوقعة إن ولاد راجنار يكونوا صغيرين، عشان هو نفسه ما كانش باين عليه كبير في السن، بس نبرة صوت بيورن كانت بتوضح عكس كده. ما بصتش وراها وهي لسه مركزة على راجنار، اللي تجاهلها وهو بيتكلم مع ابنه بلغتهم. المرة دي، ما قدرتش تفهم ولا كلمة كانوا بيقولوها ولقت نفسها واقفة بشكل محرج بين الراجلين لحد ما الملك راجنار بص لها بابتسامة ماكرة. ما قدرتش غير إنها تتخيل قد إيه هيكون مُرضي إنها تمسح الابتسامة دي من على وشه. صوفي استجمعت اللي اتبقى من شجاعتها، وادته نظرة متحدية قبل ما تلف وتمشي. ولدهشتها، سمح لها إنها تمشي. صوفي سرقت كام نظرة لبيورن، ولاحظت إنه راجل طويل إلى حد ما، أطول حتى من أبوه، وعنده ضفيرة شقرا طويلة. هو بص لها من غير أي تعبير قبل ما تسرع وتخرج من الباب. "إيه الاستعجال ده يا بنتي؟" هيلين سألت أول ما شافت صوفي بتجري ناحيتها، ووشها كان مليان قلق. "أنا مش عايزة أكون هنا تاني!" صوفي اتنهدت وهي بتمرر إيديها في شعرها الأشقر بإحباط. "ليه؟ إيه اللي حصل؟" هيلين استفسرت، والقلق كان باين على ملامحها. "ليه ما قلتيليش إن الملك راجنار بيتكلم لغتنا؟" صوفي سألت باستنكار واضح. "ما كنتش أعرف،" هيلين ردت وعينيها وسعت. "عمره ما اتكلم..." "بيتكلم يا هيلين!" صوفي قاطعتها. "وممكن أكون لخبطت الدنيا تاني." "عمري ما سمعت أي حد بيتكلم لغتنا هنا غيرك. إزاي كنت هعرف؟" هيلين شرحت. "هو ماكر ومريب،" صوفي قالت وصوتها مليان قلق. "وأنا خايفة منه." "إيه اللي حصل يا بنتي؟" هيلين سألت بنعومة. "احكي لي كل حاجة." صوفي فضفضت لهيلين، اللي كالعادة طمنتها إن الملك راجنار مش قصده أي أذى. بس صوفي ما قدرتش غير إنها تتساءل إذا كانت هيلين غلطانة بشأنه في النهاية.
تعليقات
إرسال تعليق