ليلة العقاب - الفصل الثالث (حب إجباري)

ليلة العقاب

2025, كاترينا يوسف

رومانسية

مجانا

غضب إيليا من جبريل بسبب اهتمام رجل آخر بها، كارتر. يجبرها على ارتداء فستان فاضح ويأخذها إلى ملهى ليلي كعقاب. جبريل، تحت تأثير الكحول، ترقص مع رجل آخر مما يثير غضب إيليا بشدة ويؤدي إلى شجار عنيف. يغادران النادي وإيليا يبدو عليه غضب شديد، مما ينذر بعواقب وخيمة لجبريل.

جابرييل

تدير متجر حلويات وتعتني بزبائنها. يبدو أنها تحمل ندوبًا من ماضيها، خاصة فيما يتعلق بوالدتها وتربيتها على يد جدتها الصارمة. تجد نفسها في موقف صعب بسبب سيطرة إيليا وغضبه.

إيليا

يظهر سلوكًا عنيفًا وتملكًا تجاه جبريل. ماضيه غير واضح ولكنه يشير إلى علاقة مضطربة بوالدته وكراهية للنساء بشكل عام
تم نسخ الرابط
ليلة العقاب

أنا مش مصدقة اللي إيليا بيقوله ده خالص. يعني لو أنا مش هفتح المحل، هعمل إيه طول النهار؟ ده أنا حتى معتش نوح جنبي عشان يسليني.

قالي بكل برود: "عشان أنا قلت كده."

قعدت أكشّر وأبوّز عشان أغيّر رأيه، وكنت متغاظة أوي. "أنا عملت حاجة غلط؟"

رد عليا بقلة ذوق: "ومتى كنت بستنى سبب عشان أقول حاجة؟" هزيت راسي بضيق. ده بني آدم قليل الأدب أوي. أنا طول الوقت كنت صبورة معاه، وهو مبيعملش غير إنه يبقى قاسي معايا طول الفترة اللي قضاها هنا.

وقفت وبدأت أمشي ناحية أوضتي، فزعقلي: "اقعدي!"

طنشّته وكملت مشي. رحت عشان أقفل الباب ورايا، بس اتفاجئت لما لقيته ماشي ورايا. خبط الباب جامد وقبض على فكي بوجع.

"أنا مشيتك يا بت الإيه؟" حاولت أبعده عني بس قبضته زادت.

"سيبني."

"جاوبي على السؤال اللي زفت ده." حسيت قلبي بيدق بسرعة.

"لأ."

"لأ؟ طب ليه الزفت بصيتي الناحية التانية وأنا بكلمك؟" كان بيتكلم بجد. أنا بجد خليته يتعصب.

همست: "أنا آسفة." كنت بس عايزاه يمشي. كان بيخوفني.

"آسفة؟ على إيه؟"

"عشان بصيت الناحية التانية وأنت بتكلمني."

"ومشيتي من غير ما أنا أمشيكي؟" هزيت راسي. إيه الدوشة الكبيرة دي أصلاً؟

همست بالعافية: "لأ." وشه كان قريب أوي من وشي. كنت عايزة أبص الناحية التانية بس قبضته على فكي كانت مانعاني. "ممكن تسيبني لو سمحت؟" كأنه لسه واخد باله إنه ماسكني. سابني كأني مرض معدي. بصيت عليه وهو بيهز راسه كأنه بيحاول يلم نفسه.

من غير ما أستنى لحظة تانية، مشي. أنا مقعدتش في الأوضة طول النهار. مكنتش عايزة أشوف وشه، ففضلت قافلة على نفسي في مملكتي الصغيرة اللي هي أوضتي.

والأسابيع بتعدي، غضب إيليا كان بيزيد، وللأسف أنا اللي كنت بتلسع من ناره. أغلب الوقت كان عايزني أختفي من قدام وشه، بس ده كان صعب أوي عشان مكنش مسموحلي أبعد عنه كتير.

ماديسون كانت بتيجي كتير الفترة دي. طلبت مني إني أمدلها إجازتها، وأنا طبعًا وافقت بفرحة. كانت بتعرف تشتت انتباه إيليا عني شوية، بس الفترة الأخيرة ماديسون مبقتش بتنفع معاه.

كنت بلاقي عينين إيليا الزرقا الباردة مركزة عليا في أي فرصة تيجي قدامه. زي العادة كنت بتجاهله، بس كنت عارفة إن إيليا مش من النوع اللي بيتجاهل. أي حاجة كانت مضايقاه باين إنها مشكلة كبيرة، وكنت متأكدة إن المشكلة دي هي أنا.

كنت دلوقتي بقدّم أحلى حلويات لزباييني بابتسامة واسعة على وشي. شفت إيليا وماديسون قاعدين في ركن مش بعيد عني، بس عملت نفسي مش شايفاهم.

النهارده كان زحمة شوية، والموظفين عندي مكنوش متضايقين إنهم في الشغل. بالعكس، كانوا قلقانين أكتر على مواعيد شغلي. إيليا بقى هو اللي بيحدد إمتى أفتح وإمتى أقفل، وده لخبط الدنيا خالص للموظفين. أغلبهم كانوا فاكرين إني هقفل المحل، وقعدت أطمنهم إني عمري ما هعمل كده.

صوت جون رجعني من شرودي. "أوردر ترابيزة ستة."

"أنا هاخد الأوردر ده يا لوسي." قلت بابتسامة. كنت عايزة أبقى مشغولة عشان مخليش أفكاري تروح وتيجي.

"اتفضل يا فندم." ابتسمتله وأنا ببص عليه من فوق.

"جبريل، معقولة دي أنتِ؟" بصيتله كويس. شكله كان مألوف شوية. قعدت دقيقة عشان أفتكره قبل ما أفتكرته أخيرًا.

"أنا سعيدة أوي إني شفت حضرتك تاني يا أستاذ سكوت، وممكن حضرتك تقولي جابي." بقالي حوالي تلات شهور مشفتهوش. آخر مرة اتكلمت معاه كان بيحاول ياخد مني المحل. راجل عنيد أوي.

"لازم أقول إنك شكلك تحفة."

"شكرًا لحضرتك." قلت وابتسمتله بأدب. "حضرتك بتعمل إيه هنا النهارده؟ ولو حضرتك جاي تسأل على المحل، فالإجابة هتبقى هي هي."

"لأ طبعًا، أنا بس قلت أعدي أشوف الدنيا عاملة إيه."

"الدنيا هنا تمام الحمد لله. زبايني مبسوطين أوي بالحلويات بتاعتي، وأنا مبسوطة إني بشتغل." بصلي بتركيز من غير ما يقول ولا كلمة. كأنه كان مسحور. "إحم... يا أستاذ سكوت... حضرتك كويس؟"

رمش كام مرة ونحنح. "أنا آسف، أنتِ بس جميلة أوي." حسيت وشي سخن. "تخرجي معايا؟" عيني وسعت من جرأته. "أنا وأنتِ بس على العشا... بكرة بالليل."

"يا أستاذ سكوت-"





"قولي كارتر."

"كارتر... مع إن الاسم فيه سماحة، بس للأسف لازم أقول لأ."

"ليلة واحدة بس ده كل اللي بطلبه. اخرجي معايا ليلة واحدة. ممكن نخرج كأصحاب." فكرت فيها وكنت خلاص هارفضه. "أوقات الواحد بيحس بالوحدة، أنا بس محتاج حد أتكلم معاه." بصلي برجاء، كأنه بيتوسل بعينيه إني أوافق. حسيت إني بدأت ألين.

"ليلة واحدة بس؟" هز راسه. "تمام، بس كأصحاب بس." الابتسامة اللي نورت وشه حسستني إني عملت الصح. عرض عليا يتصل بيا بس أنا رفضت بسرعة وقلتله أنا اللي هتصل بيه. طلع كارت بزنس زي اللي فات وادهوني.

"لحد المرة الجاية." ابتسم وهو بياخد الحلويات بتاعته وماشي. حطيت الكارت في مريلة الشغل بتاعتي ورجعت للشغل.

"مين ده؟" إيليا، اللي كان واقف قدامي دلوقتي، سأل. شورت على نفسي مش متأكدة إذا كان بيكلمني. هز راسه بجمود. يا خبر، النظرة اللي كان بيبصها لي كانت تقريبًا قاتلة. عينيه الزرقا الحلوة كانت أغمق من العادة.

"صاحب." قلتها كأن الموضوع مش مهم. اتحركت عشان أمشي من جنبه بس وقفني لما مسك دراعي وجرني تقريبًا على السلم.

قفل الباب ومن غير أي إنذار ضربني بضهر إيده، وقعت على الأرض. عيني وسعت من الصدمة. إيليا حتى مبصش لملامحي الخايفة، مسك دراعي وشدني وقومني على رجلي.

"مين ده؟" سأل تاني. دموعي كانت نازلة بسرعة.

"كارتر سكوت... قابلته من كام أسبوع. كان عايزني أبيعله المحل بتاعي، بس أنا رفضت."

"كان عايز إيه؟"

عضيت شفايفي وهزيت راسي. "مفيش." همست. إيليا ابتسم قبل ما يمسك رقبتي ويضغط عليها بخفة.

"بصي أنا شايف إنك بتكدبي عليا. بتكدبي عليا يا جبريل؟" يا إلهي.

"أنا... لأ-" إيليا فجأة نقل إيده على مريلة الشغل بتاعتي وإيده التانية لسه حوالين رقبتي. بالبطيء وبتركيز طلع كارت البزنس اللي كارتر ادهوني وقعد يلففه في إيده.

"ده اداهولك. ليه؟" الهدوء اللي في صوته كان بيخوفني. كان صوته قريب أوي من الانفجار.

"هو... هو طلب مني أخرج معاه على العشا. قال إنه وحيد وعايز حد يونسّه... دي عشاء صحابي." إيليا سابني وضحك. ضحكة عالية أوي. هز راسه لما لم نفسه.

"إنتِ بجد غبية للدرجة دي؟ فاكرة إنه عايز يفضفضلك... عايز يتكلم معاكي عن همومه وأسراره." عقدت حواجبي من نبرة صوته الساخرة. "ده عايز ينام معاكي يا جبريل. نفسه يدخل بنطلونك أوي. الشهوة واللهفة اللي كانت في عينيه وهو بيبص عليكِ-"

"بس." همست. مكنتش عايزة أسمع كلامه القاسي.

"مش عاجبك إن الرجالة بيبصولك بشهوة؟ مش عاجبك الاهتمام اللي بتاخديه من كل راجل بيدخل المحل، عشان أقولك أنا شوفت كل واحد فيهم بيبص عليكِ بنفس النظرة اللي فيها لهفة. كلهم بصوا عليكِ بعيون مليانة شهوة." كان بيقولها كأن ده غلطي أنا.

"أنا عمري ما طلبت ده. أنا عمري ما طلبت اهتمام حد. أنت اللي أجبرتني ألبس كده." صرخت. طول حياتي الناس بتقولي إني جميلة. وأنا صغيرة الناس كانت بتوقف تيتا في الشارع عشان يسألوها إذا كنت حقيقية. شكلي كان حرفيًا سبب تعاستي.

"كنت عايز أوريكي إن مهما عملتي نفسك بريئة، هتفضلي زي أي ست تانية."

مسحت دموعي بغضب. "وده إيه بقى؟"

"واحدة زانية." شهقت. كنت تعبت من حكمه عليا من اللي هو شايفه صح. ذلني صراحة عشان يرضي نفسه.

هزيت راسي ومشيت عشان أعديه وأرجع للمحل. مكنتش مستعدة إن إيليا يخبطني في الباب. شهقت لما حك جسمه بجسمي. حسيت بحاجة صلبة بتخبط بطني وبدأت أتخض تاني. باس على خدي اللي كان متورم بالراحة، عينيه الزرقا خلتني أنسى أنا فين للحظة.

"بوسيني." عيني وسعت.

"كفاية..."

"بوسة واحدة وهسيبك في حالك." هزيت راسي. "لأ؟" الطريقة اللي عينيه اغمقت بيها خلتني عايزة أتراجع. "مبحبش كلمة لأ... عمري ما حبيتها." يا إلهي. بصيتله بعيون دامعة مستنية أشوف خطوته اللي جاية إيه. قلبي حسيت إنه هيطلع من صدري.

إيليا فجأة خبط الحيطة على بعد سنتيمترات من راسي، وده خلاني أصرخ صرخة صغيرة. عينيه الحلوة بصتلي بغضب شديد. اتفاجئت لما زقني ومشي.

فضلت واقفة مش عارفة أعمل إيه. كنت مهزوزة أوي من اللي حصل ده. كأن جسمي كان في حالة صدمة، جسمي متعودش على الخوف ده. مكنتش فاهمة ليه إيليا رد الفعل ده. كأنه كان غيران. هزيت راسي من الفكرة. ده سخيف. ده لو فيه أي حاجة، هو عمل كده عشان يسخر مني.

قعدت حوالي عشرين دقيقة عشان ألم نفسي. كنت مبسوطة إني شفت إيليا مشي. هو وماديسون مكنوش موجودين في أي مكان. ساعدت في شغل المخبز بابتسامة هادية على وشي، مع إني من جوايا كنت عكس الهدوء تمامًا.

قضيت باقي بعد الظهر وكنت مرتاحة فعلًا لما قفلت المخبز. متعبتش نفسي في عمل العشا. كنت مرهقة عقليًا وجسديًا ومكنتش عايزة أكتر من إني أنام. أخدت دش سريع قبل ما أروح السرير.

صحيت تاني يوم الصبح لقيت نفسي مرة تانية في حضن إيليا. مجرؤتش أحاول أصحيه، مش عايزة أكرر غلطة المرة اللي فاتت. استنيت متصلبة في حضنه.

بعد شوية سمعت إيليا بيشتم. قام من السرير وخرج من الباب من غير ما يقول ولا كلمة. مسكت شوية هدوم واستنيته بصبر يرجع الأوضة.

لما رجع دخلت الحمام وقضيت حاجتي. رجعت الأوضة لقيت إيليا بيتكلم مع حد في التليفون.

طنشّته ورحت أجيب ربطة شعر. رفعت شعري ديل حصان عالي عشان ميبقاش مضايقني. كنت بكره شعري مع إن ناس كتير كانت دايماً تقولي إني محظوظة بيه. كان تقيل وطويل أوي وكان دايماً بيضايقني. أوقات مكنتش بعرف أعمل بيه إيه. كنت عادةً برفعه كعكة نضيفة بس إيليا كان منعني أعمل الكعكة "البشعة" دي زي ما كان بيقول عليها.

"احكيلي عن جدتك." لو قلت إني اتفاجئت هكون مقلتش الحقيقة.

"ليه؟" سألته بشك. هز كتفه كأنه مش فارق معاه. "مش عايزة أتكلم عنها." تمتمت. مكنتش بحب أتكلم عنها. ده كان بيزعلني.





"ممكن تحكيلي عنها أو تيجي هنا وتبوسيني." ده مش عدل منه خالص. "الاختيار ليكِ."

عضيت شفايفي وهزيت كتفي. "مفيش كتير أوي يتحكي. كانت ست عظيمة ربتني من وأنا لسه طفلة صغيرة. كانت طيبة وحنينة مع الكل... هي السبب في اللي أنا فيه دلوقتي."

"إيه اللي حصلها؟"

"كبرت في السن." هزيت كتفي كأن الموضوع مش مهم.

"أمك فين؟"

"معرفش... عمري ما قابلتها. سابتني وأنا لسه رضيعة. تيتا كانت دايماً تحكيلي عنها... عن جمالها. تيتا قالت إنها كانت عايزاني بس كانت صغيرة أوي لما حملت. محكتش لأبويا خوفًا من إنه ميبقاش عايزها... تيتا قالت بعد أسبوع من ولادتي هربت."

مكنتش بحب أفكر في أمي. تيتا قالتلي إنها كانت بتحبني أوي بس مكنتش عارفة تتعامل مع وجود طفل. سمعت وحاولت أفهم على قد ما أقدر.

"وإيه سبب إنك مخبية نفسك ورا لبسك ده؟" عيني وسعت من الصدمة. مكنتش حابة إزاي إيليا بيلاحظ كل حاجة.

"تيتا دايماً كانت تقولي إن شكلي كان دايماً بيوقعني في مشاكل-"

"تيتا شكلها كانت ست ذكية."

عبست بس طنشت تعليقه. "قالت إن جمالي كان خرافي وكنت بكره الاهتمام اللي كنت باخده من الغرباء. تيتا ربتني ولبستني بالطريقة دي وأنا بس كملت ألبس كده بعد ما ماتت."

تيتا كانت ست صارمة أوي. ربتني وعلمتني الصح والغلط. إيه اللبس اللي ألبسه وإيه اللبس اللي ملبسوش. اضطريت أتعلم وأنا صغيرة أوي إزاي أبقى ست شابة محترمة. كانت بتبعدني عن الأطفال اللي في سني وكانت بتدرسلي في البيت.

زرعت في دماغي أفكارها عن الطريقة الصح للحياة. مع إني كنت شاكرة ليها بجد، مقدرتش مبفكرش حياتي كانت هتبقى عاملة إزاي لو كانت أمي اللي ربتني.

إيليا هز راسه ومبقاش باين عليه إنه مهتم.

"طب أهلك فين؟" سألت بفضول.

إيليا رفع حاجبه. "تمام، هلعب." بدأ كلامه. "عمري ما عرفت أبويا وأمي كانت ست شمال بتعمل أي حاجة عشان قرش." شهقت وبصيتله بعيون واسعة.

"ده كلام قاسي أوي تقوله عن الست اللي خلفتك." هز كتفه، شكله مكنش فارق معاه. "عشان كده بتكره كل الستات... بسبب أمك." عينيه فجأة اغمقت. قبل ما أقدر أفكر مسك فكي وضغط عليه بوجع.

"مش قلتلك إيه بخصوص إنك تحاولي تفهميني؟"

"أنا آسفة." همست. بص في عيني قبل ما يهز راسه ويسيبني.

"روحي اعملي فطار." عملت اللي قاله بسرعة. أكلنا في صمت. ماديسون مكنتش باينة. بعد المحنة دي ما خلصت، إيليا سمحلي أروح أفتح المحل.

ماديسون ظهرت قريب. أول ما شافت إيليا راحت عليه وباسته بعمق. بصيت الناحية التانية بسرعة وكملت أعمل أي حاجة تلهيني.

اليوم كان ماشي كويس، ماديسون كانت واخده اهتمام إيليا ومبقاش حتى يبص ناحيتي. كأنه نسي إني موجودة أصلاً. مكنش فيه أي حاجة غلط لحد ما كارتر قرر يعدي، ساعتها كل حاجة باظت.

الكل مشي وكنت لسه مخلصة تنظيف المحل وكنت خلاص هقفل لما كارتر خبط على الباب الازاز. عبست وأنا رايحة أفتح الباب.

"كارتر بتعمل إيه؟"

وشه فجأة اتغير. "نسيتي؟" قعدت دقيقة عشان أفهم هو بيتكلم عن إيه.

شهقت. "ده فات من بالي. أنا آسفة أوي. مكنتش أقصد أخلّف معادك... بس اتلهيت في الشغل."

ابتسم ابتسامة صغيرة. "طب إيه رأيك؟ لسه فيه معاد؟" ابتسمت وهزيت راسي.

"هطلع أجيب شنطتي." هز راسه. وأنا بجيب شنطتي كنت مستعدة أكتر من أي وقت إني أمشي، بس قبل ما أخرج من الباب إيليا وقفني وسألني فاكرة نفسك رايحة فين. كان قاعد على الكنبة ومعاه ماديسون شكلها أكتر من راضية. كنت نسيت إنهم هنا.

إيليا وقف وفضل على مسافة كويسة مني. اتسند على الباب ومال راسه ميل بسيط أوي.

للحظة سبت نفسي وبصيتله كويس. كان راجل وسيم بجد، وسامة مش من عالمنا ده. فهمت ليه ماديسون دايماً جنبه. ممكن يخلي أي بنت تقع على ركبها بمجرد ما يبصلها.

"إحم... كارتر هنا." وش إيليا اغمق لما سمع اسم كارتر.

"أيوة؟" هزيت راسي. التوتر في الأوضة كان تقيل أوي. حاولت مخليش إيليا يخوفني. كنت مبسوطة لما ماديسون وقفت وجت ناحيتنا.

"يا إلهي، عندك معاد. مكنتش فاكرة إنك هتخرجي من مرحلة الراهبة بتاعتك دي. التمثيل كان هيقتلني، كنت بستغرب إمتى هتسيبي نفسك حرة وتبطلي تمثلي دور مريم العذراء." عبست لماديسون. كلامها وجعني.

"اخرجي." إيليا قالها فجأة لماديسون. عينيها وسعت من الصدمة.

"إيه؟"

"سمعتي، اخرجي." النظرة اللي كانت على وش ماديسون خلتني أزعل عليها.

"أنا آسفة... مش هفتح بقي تاني-"

"اخرجي بالزفت!" أنا وماديسون اتخضينا من الخوف. ماديسون مسكت شنطتها ومشيت بس قبل ما تمشي بصتلي نظرة موت. "لسه فاكرة تخرجي معاه؟" بصيت لإيليا باستغراب.

هزيت راسي. "أنت عايز إيه؟ بحاول أبقى بعيدة عن طريقك، بس كأن أي حاجة بعملها بتوقعني في مشاكل."

إيليا مسك وشي بإيديه الاتنين. شكله كان قريب أوي من الانفجار. "جبريل... يا حبيبتي، روحي قولي لكارتر إنك مش هتخرجي معاه وإنه ميرجعش هنا تاني، تمام؟" باس راسي وأجبرني أهز راسي قبل ما يلففني ناحية الباب. كنت خايفة أوي من رد فعله. عملت زي ما قال، نزلت أقول لكارتر إني مش هقدر أخرج معاه الليلة.

"أنا مش فاهم... أنا عملت حاجة غلط؟" يا عيني عليه.

هزيت راسي وابتسمت ابتسامة رقيقة. "لأ... بس حصلت حاجة." هز راسه ومشي. اتنهدت ورجعت طلعت فوق أوضتي من غير ما أقول ولا كلمة لإيليا. مكنتش مستغربة لما لحقني الأوضة.

"فاكرة إن دي زفت لعبة؟" بصيتله ولاحظت شكله المختلف وهو مش هادي ومتماسك. "عايزة تخرجي مع الزفت ده؟"

هزيت راسي من تغيير مزاجه المفاجئ. ده سخيف. "أيوة، أيوة عايزة فعلًا. مش فاهمة إزاي مين اللي بخرج معاه يخصك." إيليا ابتسم. توقعت الضربة قبل ما تيجي. إيليا مسك دراعي وكسر وقوعي. يا إلهي، الوجع...





"عايزة تبقي شمال دلوقتي؟ دلوقتي عايزة تظهري على حقيقتك؟"

"ده يخصك في إيه؟ لو أنت شايف إني كده، ليه بتكمل؟ ده جسمي، وأنا حرة أعمل فيه اللي أنا عايزاه." يا جبريل بطلي تستفزي الراجل الوحش ده عشان يأذيكي.

إيليا هز راسه وده خوفني موت. "تمام." راح ناحية دولابي وبدأ يطلع كل هدومي. مجرؤتش أوقفه. أول ما لقي اللي بيدور عليه رماهولي. كان فستان. فستان جريء أوي. "لو مكنتيش لابساه لما أرجع، أقسم بالله هقلعك بالعافية وأخلي الكل يشوف جسمك." وقال كده ومشي. لبست الفستان بسرعة.

الفستان كان ضيق ولونه أحمر غامق. فتحة الرقبة على شكل حرف V كانت نازلة أوي ومبينة جزء من صدري. عمومًا حسيت إني مكشوفة أوي. سبت شعري مفروض عشان أحاول أغطي أكبر قدر ممكن من ضهري. قعدت على السرير مستنية إيليا يظهر بصبر.

لما دخل وشافني قاعدة على السرير، عينيه اغمقت بشكل خطر. الشهوة ملت عينيه، حتى محاولش يخفيها. رمالي شنطة مكياج وقالي أجهز. عملت كده مع إني كنت مستغربة إيه السبب.

عملت مكياج بسيط لأني مكنتش أعرف كتير عن المكياج. قالي ألبس كعب أسود وساعتها قررت أعترض.

"ليه؟ أنت بتعمل إيه؟" رفع حاجبه وعرفت إنه مش هيجاوب. "معرفش أمشي بيهم." همست. إيليا بدأ يمشي ناحيتي وأنا لبستهم بسرعة. مسك دراعي وجرني تقريبًا برا الأوضة.

مستناش أربط حزام الأمان بعد ما ركبنا العربية. انطلق بسرعة وسابني مستغربة إحنا رايحين فين.

نادي ليلي. كنا في نادي ليلي. بصيت لإيليا بعيون واسعة. قبل ما أقدر أقول أي حاجة مسك دراعي وجرني للمكان اللي فيه دوشة. أول ما دخلنا عرفت إني هكره الليلة دي.

كان فيه مزيكا وناس كتير وطبعًا كحول. عرفت إن دي طريقة إيليا يعاقبني بيها عشان قلتله إني حرة أعمل اللي أنا عايزاه. كان عارف إني مش مرتاحة هنا واستغل ده كعقاب مثالي.

"إيليا أرجوك... أنا آسفة، ممكن نرجع البيت؟" إيليا طنشني ووداني للبار. قعدت جنبه على الكرسي وأنا حاضنة نفسي.

كان قاعد عادي خالص، بصيت على كل ست كانت بتعدي كانت بتبصله بعيون شهوانية. إيليا طنشهم كلهم كأنه أحسن منهم. كان مغرور أوي، كان عارف إنه شكله حلو ومكنش بيتعب نفسه عشان يخفي ده.

مفيش غير لما تلات ستات حلوين أوي، اتنين سمراوات وواحدة شقرا، جم وهمسوا حاجة مغرية في ودن إيليا ساعتها بص عليهم. بص عليهم بضيق. الشقرا مسكت إيده وشدته بالبطيء وهما وراها. سابني هناك، بس قبل ما يمشي قالي مشربش أي حاجة ولا أتحرك. كأني كنت هعمل كده أصلاً.

بعد ما قعدت هناك أكتر من عشرين دقيقة بدأت أقلق. كان فيه ناس أكتر بكتير في النادي دلوقتي.

راجل في سن إيليا قعد على الكرسي اللي جنبي. كان شعره أشقر وعينيه زرقا. مش زي عيون إيليا خالص... مش فاكرة إني شوفت حد بعيون حلوة زي عيون إيليا.

"إيه الست الجميلة دي قاعدة لوحدها؟"

"أنا مش لوحدي."

"بقالي كتير براقبك ومشوفتكيش مع حد." ده يخوف أوي.

"أقدر أؤكدلك إني أكيد مش لوحدي، بس ده لطف منك أوي إنك جيت تشوفني عاملة إيه."

"طب إيه الراجل العاقل اللي يسيب ست حلوة زيك قاعدة هنا لوحدها." ابتسمت لكلامه الطيب. بصلي كأنه مسحور. 

"إحم... محصلتش اسم حضرتك." هز راسه ولم نفسه.

"ميسون... ميسون ريدز."

مديت إيدي ليه. "أهلاً يا أستاذ ريدز. أنا جابي."

"قولي ميسون." هزيت راسي. "ممكن أعزمك على مشروب؟"

هزيت راسي. "مش بشرب كحول. طعمه بيضايقني أوي." حسيت نفسي بتكش من الفكرة.

ميسون ابتسم. "أعرف حاجة هتعجبك." عبست وهو بيشاور للبارمان وبيطلب حاجة، مسمعتش اسمها كويس.

"اتفضل." البارمان حط قدامي كوباية ازاز. كانت مليانة حاجة شكلها عصير سموزي برتقالي وبينك. وكان فيها شمسية صغيرة حلوة.

"في صحتك." ميسون قال وهو رافع كوبايته. كوبايته كانت أصغر وفيها سائل بني. خبطت كوبايتي بكوبايته وشربت من المشروب الغريب. طعمه كان حلو أوي بصراحة، كان فيه طعم فاكهة. شربته بشغف حبيته أوي.

طلبت الكوباية الخامسة... ولا كانت السادسة. مكنتش مهتمة أحاول أعرف، بدل كده ناديت على البارمان بصوت عالي. ابتسملي وجه ناحيتي. "عايزة تاني." صرخت وخبطت إيدي على البار.

"يا خبر، أعتقد كده كفاية النهاردة." بصيت لميسون. هو كان بيعمل إيه هنا تاني؟

"يا ممل! أنت بتقتل المتعة." ضحك.

"أيوة، أنتِ شربتي كتير أوي." عقدت حواجبي وعبست. "يا خراشي على جمالك." ابتسمت ووقفت متمايلة شوية. الكعب الغبي ده. وطيت وقلعت الجزمة الغبية. سمعت ميسون بيشتم ورايا.

شلت الكعب ومشيت ناحية ساحة الرقص. ست شقرا حلوة كانت بتهز وسطها بإغراء وهي بتحرك إيديها فوق وتحت على منحنيات جسمها. بصيت عليها بتركيز وبدأت أقلد طريقة حركتها.

حسيت حد بيتحرك ورايا ومسك وسطي. متوقفتش وكملت أتمايل رايحة جاية. شد وسطي لورا لدرجة إني كنت بحك فيه. حسيت حد مسك دراعي وشدني بعيد عن الراجل الغريب.





"أعتقد إن وقتك تروح البيت." ده كان ميسون. زقيته، بالعافية اتحرك، بالعكس أنا اللي اتزحلقت أكتر منه.

"لأ، مش عايزة أروح." بدأت أرجع لساحة الرقص بس مسك دراعي تاني.

"يا جابي أنتِ سكرانة... تعالي أوصلك." بصيتله بغضب.

"قلت لأ. سيبني في حالي، أنا مبسوطة." ميسون هز راسه وسابني. رجعت الرقص وبدأت أرقص تاني.

راجل تاني جه ورايا وبدأ يحك جسمه في جسمي. لفيت وحطيت إيدي حوالين رقبته. ابتسم وقالي شكلي تحفة. إيليا خطر في بالي وضحكت. أكيد كان هيقتلني لو شافني دلوقتي.

"إيه اللي بيضحك؟" الراجل سأل.

"مفيش." قلت وأنا ببعد عنه وبدأت أتمايل مع المزيكا. بعد شوية حسيت بيه ورايا تاني. هزيت راسي وحاولت أتجاهله. كل حاجة حصلت بسرعة أوي، في ثانية كنت برقص وفي الثانية اللي بعدها اتسحبت بعيد عن الراجل وواجهت إيليا غضبان أوي.

"إيه الزفت اللي فاكرة نفسك بتعمليه؟" ضحكت. مش كان واضح؟

"برقص." يعني بديهي. عيون إيليا كانت سودة زي الليل. لو مكنتش حاسة إن الأوضة بتلف كنت هخاف على حياتي بجد.

"هنروح." هزيت راسي ومتحركتش.

"لأ، مش همشي." قلت بعناد.

إيليا شكله كان بيحاول يحافظ على هدوئه. "يا جبريل... أنا بجد بحاول ما أذيكيش." عقدت حواجبي.

"بس أنا عايزة أبقى." اتزنقت. إيليا مسك دراعي وكان خلاص هيجرني برا وأنا برفص وبصرخ.

"سمعت البنت. عايزة تبقى." الراجل اللي كنت برقص معاه اتكلم مع إيليا. هزيت راسي للراجل الغبي.

"مكنتش هعمل كده مكانك، ده هيقتلك." حذرت وهزيت راسي عشان كلامي يبقى ليه تأثير أكبر. إيليا بدأ يشدني تاني.

الراجل الغبي مطنش تحذيري ومسك دراعي. قبل ما أعرف إيه اللي حصل، الراجل كان على الأرض وإيليا بينزل عليه بالبوكسات. كان متوحش، احتاج خمس حراس عشان يسحبوه من على الراجل.

دلوقتي مكنش فيه مزيكا شغالة والكل وقف اللي بيعملوه عشان يتفرجوا. تلات حراس كان عندهم كدمات من إيليا لما لف عشان يهاجمهم بس لدهشتي مدخلوهوش برا.

"قلتلك." قلت للراجل اللي دلوقتي مغمى عليه وإيليا مسك إيدي وجرني برا النادي.

في العربية إيليا مقالش ولا كلمة. فضل باصص لقدام... عينيه سودة أوي. حسيت قلبي بيدق بسرعة من الخوف. كان متغاظ، متغاظ بجد. الليلة دي كنت عارفة إني هتبهدل.

تعليقات

authorX