لخبطة مشاعر | رواية رومانسية
لخبطة مشاعر
2025, كاترينا يوسف
رومانسية
مجانا
طالبة عندها ٢٠ سنة، حالتها مزنوقة في فلوسها وبتشتغل وبتدي دروس عشان تسدّ مصاريفها. بتحاول توفّق بين دراستها وشغلها الكتير والدروس اللي بتديها للطلبة التانيين عشان تقدر تكمل. أبوها خانقها بتوقعاته الكتيرة عليها في المذاكرة والشغل بس، وهي عايزة تطلع حاجة كبيرة وتعتمد على نفسها بعيد عن ضغطه. شكلها كويس وجريئة ولابسة وش واثق، بس ده كله ورا قلق وتوتر بسبب إنها بتحاول تبقى مثالية طول الوقت عشان ترضي اللي حواليها.
جيما
طالبة مجتهدة عندها ٢٠ سنة وحياتها كلها كفاح بين الدراسة والشغل وتدي دروس عشان تصرف على نفسها. بتحس إن أبوها خانقها بتوقعاته الكتيرة وده بيسبب لها قلق، ومعجبة بواحد اسمه كيران ومحتارة في تصرفاته.كيران
الشاب اللي جيما معجبة بيه، بيشتغل معاها في نفس المكتب بتاع التكنولوجيا. حصل بينهم موقف في النادي كان مثير بس هو تصرف بعدها بطريقة مش واضحة خلت جيما متلخبطة.بابا جيما
أبو جيما، دماغه كلها في إن بنته تذاكر وتشتغل وبس، توقعاته عالية أوي لدرجة إنها بتخنق جيما وعلاقتهم متوترة بسبب كده.
بغير هدومي بسرعة وألبس بيجامة قبل ما أنزل أجري على السلم عشان أساعد أبويا نختار فيلم. قررنا نتفرج على 'فيرفلاي'، ده فيلم خيال علمي من أفلامه المفضلة. وهو بيبدأ الفيلم، سألني الدراسة عاملة إيه. "كويسة، أنا لسة محافظة على مستوايا، فمتخافش من الناحية دي." "تمام أوي. افتكري، مذاكرة وشغل بس. ده شعارنا لحد ما تخلصي من هناك"، بصلي بصة جامدة، زي ما بيعمل كل مرة أكون في البيت ويقولي 'الشعار' ده. "أيوه يا بابا. 'مذاكرة وشغل'، فهمت. متقلقش، أنا معنديش حياة اجتماعية خالص زي ما إنت عايز بالظبط." برمت عنيا، كنت خلاص قرفت من الكلام ده. اتنهد وبدأ يلعب بالريموت، من غير ما يبص في عيني. "إنتي عارفة أنا بس مش عايز أي حاجة تبوظ درجاتك. وإنتي كمان لازم تشتغلي عشان تغطي مصاريفك. عايزك تبقي حاجة كبيرة، تعتمدي على نفسك، إنتي عا-". قاطعته. "يا بابا، أنا عندي 20 سنة، أعتقد إني بقيت فاهمة كويس أوي إيه اللي المفروض أعمله في المرحلة دي. بروح الكلية، بذاكر، بدي دروس لطلبة تانيين عشان أعمل فلوس، وبعدين بروح الشغل كل يوم تقريباً في مكتب التكنولوجيا. الشغلانة اللي فيها دي ثابتة. أنا بعمل كل اللي أقدر عليه عشان أبقى ماشية على الطريق الصح، فاهم؟ أنا مستغربة إني أصلاً بلاقي وقت أنام معظم الوقت." قلت كل ده ورا بعض من غير ما آخد نفسي ورجعت أبص لأبويا تاني، كان وشه أحمر. "ماشي. كويس إني الأمور تمام." نبرة صوته بينت إن الكلام خلص، وده كان بالظبط اللي أنا عايزاه. دي بقى خناقة عادية بتحصل بيننا لما أكون في البيت. من ساعة ما فتحت عيني، وهو على طول يقولي ركزي في مذاكرتك واشتغلي أكتر عشان كذا وكذا. عمري ما عرفت يبقى عندي حياة اجتماعية أو أتبسط بحاجة من غير ما أبقى قلقانة إني لازم أبقى 'مثالية'. سواء كنت بعمل نفسي البنت المثالية، أو الطالبة المثالية، أو الإنسان الآلي المثالي، ده اللي سببلي القلق اللي عندي. حاولت أشرحله الموضوع ده، بس عمر ما معاملته ليا اتغيرت. أنا فاهمة إنه أبويا وعايز مصلحتي، بس الموضوع بيوصل لمرحلة إن التوقعات بتبقى كتير أوي وبتوصلني لمرحلة إني بزعل منه وأشيل جواه. إحنا وصلنا للمرحلة دي في علاقتنا دلوقتي وأنا بكره ده، وده السبب اللي بيخليني أجي البيت مرة واحدة بس في الشهر. مكنتش هاجي بالكتير ده لو مكنتش بروح علاج نفسي، بس ستايسي اقترحت أحاول أحافظ على أي تواصل معاه على قد ما أقدر لو عايزة أكمل حياتي وأتحسن. على الأقل لحد ما يديني سبب أكبر إني مكملش العلاقة دي. ممكن أستحمل توقعاته دلوقتي، بس بتمنى أول ما أتخرج وأوريه إني مش فاشلة، يبطل الخنقة دي. بقية السهرة كانت عبارة عن إننا بناكل الأكل اللي جايبينه من بره ونتفرج على الفيلم في صمت تام تقريباً. الحاجات الوحيدة اللي اتقالت طول الليل كانت كل فين وفين "ناوليني النودلز" أو "منديل لو سمحت". لما الفيلم خلص، ساعدت أروّق الأكل وقلت لأبويا تصبح على خير. "أنا غالباً همشي قبل ما تصحى. عندي شيفت شغل الصبح." "ماشي. طب كويس إني شفتك يا حبيبتي. شكراً إنك جيتي. أشوفك الشهر الجاي، تمام؟" أبويا قرب مني واداني واحدة من أحضانه الجانبية المحرجة دي. كونه طوله متر و80 سم وطويل أوي عني ده بيخلي الموضوع أسوأ. "أيوه. أشوفك ساعتها." رديت عليه الحضن وطلعت على السلم، درجتين درجتين، على أمل أبعد عن قلق الزيارة دي بدري بدري. أنا بس عايزة أرجع بيتي مع أليس، ده مكاني اللي أنتمي إليه. -- كانت الساعة اتنين وشوية الضهر لما رجعت شقتي أخيراً. خلصت شغل وروحت على طول، كنت عايزة أشرب كوباية نبيت تهدي أعصابي. فتحت باب الشقة، لقيت أليس مع صاحبتنا تينا في المطبخ بيعملوا ساندويتش جبنة مشوية. "اوهوه، أنا عارفة ساندويتش الجبنة المشوية ده معناه إيه. إنتوا خارجين بالليل؟" سألتهم وأنا بقفل الباب ورايا، وشنطة الهدوم اللي هقضي بيها الليلة لسة على كتفي. "آه، وإنتي جاية معانا! صح؟" تينا بصتلي بصة كإنها مستنية حاجة. "على حسب علمي لأ"، ضحكت وأنا رايحة أوضتي أحط الشنطة على السرير. سمعت خطوات ورايا ولفيت لقيت تينا وأليس واقفين على باب الأوضة وحاطين إيديهم في وسطهم. ضحكت وقلت "هي دي عملية إنقاذ ولا إيه؟" "هي أقرب لإننا بنحاول نفرفشك. شفتي إزاي كنتي مبسوطة آخر الأسبوع اللي فات وإحنا بنرقص، وكنتي قادرة تفكي عن نفسك. شكل كده إنتي محتاجة شوية دلع بعد الليلة اللي قضيتيها عند أبوكي." أليس كتفت إيديها وبصتلي، عارفة إن ده حقيقي. "آه، يمكن يكون كلامك صح. بس أنا معيش فلوس. وكمان لازم أشتغل بكرة الصبح، فلو حتى خرجت، مش هقدر أهيص أوي. يمكن الأحسن ما أخرجش عشان ما أتقلش عليكوا إنتوا الاتنين." بصراحة، أقضي ليلة في البيت مع كتاب ده يبدو روعة، بس أنا عارفة إن الخروج هيبسط أليس. "يا بنتي بطلي بقى. ممكن ترجعي بدري عادي، ومش هضغط عليكي تشربي، ماشي؟ غير كده، ممكن تشوفي الأستاذ الغامض." "بيففف. مش هاممني الموضوع ده خالص"، عملتلها بإيدي وحسيت خدودي احمرت. هو في الحقيقة هاممني، بس مش هعترف بده. "تمام يا أليس. أنا لازم أمشي قبل نص الليل. لو معرفتش ألاقيكي لسبب ما، هبعتلك مسج وأعرفك إمتى مشيت." أليس لفت وشها ناحيتي وإحنا داخلين نفس النادي بتاع الأسبوع اللي فات. أليس قربت من وداني وقالت، "تأكدي تبعتيلي مسج أول ما توصلي البيت كمان." ابتسمتلها وهزيت راسي. النادي كان زحمة زي الأسبوع اللي فات بالظبط وأنا كنت مبسوطة أكتر ما أنا عايزة أعترف. بقالي يومين بس مستنية أشوف كيران تاني، بس حاسة إن المدة أطول بكتير. بتمنى يكون موجود الليلة، يفضل من غير واحدة حلوة وشعرها أشقر معاه المرة دي. وأليس وتينا رايحين على البار، أنا بدأت أبص بالراحة على الساحة بتاعت الرقص أدور على العينين الزرق اللي عرفتها. كنت لابسة فستان تاني كان مستخبي في دولابي الكام شهر اللي فاتوا. طوله لحد نص الفخد ولونه أحمر غامق، يليق على بشرتي الفاتحة. الفتحة اللي على شكل قلب مبينة صدري الكبير أكتر، وأنا حاسة إني مثيرة جداً. شعري التقيل والمموج نازل على كتفي، مكمل الشكل. أنا كمان لابسة كعب عالي، واللي فاجئني إني ماشية بيه كويس. الجو كان برد شوية بالليل، بس كنت عارفة إني هسخن نفسي بالرقص. ده اللي خلى أليس تعرف توصل للي عايزاه وتقنعني ألبس اللبس ده. حتى خليتها تعملي مكياج عيني سموكي. لما بصيت في المراية قبل ما أمشي، مكنتش مصدقة إن دي أنا. وأنا ببص على الناس، لاحظت إن فيه عيون بتقف وبتبص على حاجة، على حد حواليا يعني، ده اللي افتكرته. بصيت حواليا، على شمالي وعلى يميني، عشان أشوف هما بيبصوا على إيه. طلعوا بيبصوا عليا أنا. أليس وتينا جم وهما ماسكين المشروبات في إيديهم. خدت اللي ادتهولي وكبيت اللي فيه بسرعة. أنا لازم أبدا وأخلص بسرعة، مفيش وقت يضيع. "اوبا، يا جيما. شكل كده إنتي جايبة أنظار كتير الليلة. بصراحة مبلومهمش. الفستان ده مبين كل حاجة حلوة فيكي"، تينا قالت بصوت عالي. هي كانت خدت كام شوت قبل ما نمشي من الشقة، فكانت خلاص حاسة بالكحول دلوقتي. أليس شهقت وخبطت على كتفي بفرحة، وقربت من وداني وقالت، "جيما، جيما. متدوريش دلوقتي، بس الواد بتاعك في الزاوية على يمينك. باصص عليكي بالظبط. خلي بالك بس، شكل فيه واحدة بتحاول تتكلم معاه، بس هو مش مديها أي اهتمام خالص." هزيت راسي ببطء، كإني بقولها ماشي. حسيت بفرحة بتجري في جسمي كله. "يلا نرقص يا بنات." حطيت الكوباية بتاعتي على ترابيزة قريبة وروحت في نص الساحة بتاعت الرقص، وصحابي ورايا. بدأت أهز وسطي، رفعت دراعاتي فوق راسي ونزلتهم تاني عشان أعمل حركات هز مع أليس بهزار. بدأت تضحك وبعدين وقفت فجأة، رفعت حواجبها وابتسمت ابتسامة نص كم. استخدمت عينيها عشان توصل حاجة. مكنتش تعرف، بس أنا كنت بالفعل حاسة بوجوده. ابتسامة ظهرت على شفايفي، وأخدت نفس بالراحة، بجهز نفسي عشان أروح ناحيته. جسمي فضل يتحرك مع المزيكا، بس فجأة الأغنية خلصت وواحدة تانية اشتغلت، 'سلو موشن' بتاعة چوفنايل. ابتسمت ابتسامة نص كم لنفسي وأنا بفكر في المفارقة، خصوصاً إن الأغنية دي قديمة أوي. بصيت في عين أليس، كان فيه لمحة شر في عينيها؛ هي عارفة أنا ناوي على إيه. بينت موافقتها بضحكة وأنا برجع لورا بالراحة، بهز وسطي مع المزيكا. حسيت إنه قرب أكتر، وأخدت نفس تاني، المرة دي شميت ريحته. ريحته صابون، حاجة كده على روايح خشبية. وأنا برجع خطوة كمان لورا، أليس غمزتلي وبعدين لفت وشها بعيد، سابتني براحتي دلوقتي بعد ما مهمتنا خلصت. حسيت بضهري الأول، وقبل ما ألحق أعمل أي رد فعل، إيديه مسكت وسطي. شهقت شهقة خفيفة، وفضلت أكمل رقص وأتحرك ضده بشكل مثير. ده فضل كام ثانية ولما حسيت إني بقيت مرتاحة أكتر، رجعت راسي لورا عشان تسند على كتفه اللي لابس جلد ده. حسيت بنفسه على رقبتي، ريحته چاك دانيلز شوية. جسمي قشعر من لمسته. لفيت راسي بالراحة ناحية ودنه وأنا بهمس اسمه. "كيران." سمعت صوت كإنه غرغرة طالع منه وهو بيشيل إيده من على وسطي، شال شعري من على رقبتي، وحط شفايفه بالظبط تحت وداني. مؤخرتي فضلت تتحرك ببطء على منطقة الحوض بتاعته مع الأغنية، من غير ما نقطع التلامس خالص، وبدأت تبقى أكتر جرأة لما شفايفه مفارقتنيش بعد لحظات كتير. كانت لازقة على جلدي، ونفسه بقى سريع. الحرارة والفراشات اللي في بطني مفارقونيش. شكرت الكحول في سري إنه شال الخجل والحواجز دي كلها. لما شال شفايفه الناعمة، محركهاش غير شوية لفوق ناحية وداني. "بتعملي إيه يا جيم؟" اترعشت لما قالي بالاسم الدلع ده. "برقص. مش باين؟" رديت وأنا نفسي مقطوع. ضحك وقرص وداني بوقه، "آه طبعاً باين. شكلك تحفة الليلة. بتحاولي تبهرى حد؟" السؤال ده ولّع شرارة جوايا. موقفّتش حركتي، بس لفيت في دراعاته عشان نبقى وش لوش، بالرغم إني كنت محتاجة أبص لفوق شوية عشان أبص في عينيه الزرق اللي مولعة دي. حتى بالكعب كان أطول مني بكام سنتي. رفعت دراعاتي وحطيتهم حوالين رقبته، إيديه لقتهم وبعدين نزلت على جسمي، على جنبي وضهري ورجعت لوسطي تاني ببطء حسي. اترعشت من الفرحة. "يمكن. شكلي مبهر؟" "يمكن." عنينا اتقابلت وجسمنا بيتحرك مع بعض، ولا واحد فينا عايز يوقف الأول. الموضوع ده بدأ يحسسني أكتر وأكتر إنه لعبة، وبصراحة أنا مش عايزة ألعب تاني. عايزة أحس بشفايفه على شفايفي أنا، مش بس على رقبتي، وعايزة أبقى عارفة إني الوحيدة اللي هو عايزها. على الأقل الليلة دي. بس عقلي هو بس اللي عارف إني عايزاه لمدة أطول. بصيت سابت عينيه ونزلت على شفايفه بسرعة، وأول ما عملت كده عرفت إن دي كانت غلطة. عينين كيران بقت هادية بدل النظرة المولعة اللي كنت بشوفها من شوية. "أنا آسف يا جيم. أنا عمال أعمل كده. أنا... أنا مقدرش." كيران لمس خدي الشمال بمفاصل صوابعه وباس التاني بالراحة، همس "جميلة"، قبل ما يلف وشه ويمشي ويختفي في وسط الزحمة. فجأة لقيت نفسي لوحدي في نص ساحة الرقص، محدش حاسس باللخبطة اللي جوايا. على الأقل ده الإحساس اللي جالي لحد ما حسيت بدراع بيتحرك حوالين وسطي وراس أليس بتسند على كتفي. أحسن صاحبة بتنقذ الموقف، زي العادة. -- النهاردة الأربع. بقالي من ليلة السبت بتجنب كيران وده هيجنني. محاولة إني أخلص شغل حاجة شبه مستحيلة وأنا عارفة إنه غالباً في الأوضة التانية. بقيت بتأخر كام دقيقة على الشغل عشان متقابلش معاه لما شيفتاتنا تبدأ. أعتقد ده اللي أبويا كان يقصده لما قال إن الرجالة بيشتتوا. "جيما؟ ألو؟ تليفونك بيرن." بطلت أسرح وابتسمت ابتسامة باهتة لأنطوني، رديت على التليفون اللي على مكتبي. "مكتب تكنولوجيا جامعة ويسيو، معاكي جيما." "إيه، أهلاً يا جيما. أنا كيران." ريقي نشف. حاولت أرد، مفيش صوت طلع. "آسف، كنت بدور على أنطوني. ممكن تناديهولي؟" "تمام"، قلت بصوت ثابت، بحاول ألم نفسي وأركز. أنا مش كده، أنا مباتلخبطش بالطريقة دي. لازم أعيد تدريب دماغي وأرجع زي ما كنت قوية وجريئة، فوراً. الحق يتقال، أنا كنت فاكرة إنه شغال عشان كده متوقعتش صوته يبقى على الناحية التانية من المكالمة. ناولته التليفون لأنطوني، وعملت بشفايفي اسم كيران. أنطوني خد المكالمة ومن اللي سمعته، باين إن كيران مش جاي المكتب النهاردة للشيفت بتاعه. أنطوني قفل السكة واتنهد. "في إيه؟" سألت، وأنا عندي فضول أكتر ما أحب أعترف. أنطوني ابتسم ابتسامة اللي فاهمة على سؤالي. "هو مش جاي النهاردة وقال إنه ممكن يحتاج حد يغطي كام شيفت اليومين الجايين. حاجة طارئة حصلت، باين. ممكن نمشي حالنا من غيره النهاردة، بس ممكن تبعتيله رسالة وتشوفي لو تقدري تساعديه في كام شيفت؟ أو حتى تشوفي لو تقدري تجيبي حد تاني يساعده بما إنك مش فنية أوي؟ مش عايز يبقى عددنا قليل أوي قبل المعرض بتاع التكنولوجيا." "إنت عارف، كان نفسي أوي، بس معيش رقمه. آسفة!" قمت بسرعة وجريت على الحمام، على أمل أتهرب من اللي لازم يحصل. افتكرت إني نجحت، لحد ما رجعت مكتبي ولقيت ورقة لزقة على اللابتوب بتاعي عليها رقم كيران. الملاحظة اللي من أنطوني مكتوب عليها، "ده رقم كيران. محاولة كويسة." كمان كان عليها وش بيضحك. برمت عنيا وخطفت الورقة من على الشاشة. فكرت إني معملش اللي أنطوني طلبه عشان هو فنياً شغله إنه يظبط المواعيد، بس أنا بعتمد على الشغل ده أوي لدرجة إني مقدرش أخاطر أخسره. مش إنه هيمشيني يعني، بس أنا بكره أخذل الناس. اتنفست بضيق، وخلصت آخر كام ساعة من الشيفت بتاعي. لما كنت لسة همشي من المكتب، جالي رسالة من آبي، واحدة من الطلبة اللي بديهم دروس. بتأكد معايا على السيشن بتاعتنا اللي المفروض تبدأ كمان تلت ساعة. بعتلها تأكيد سريع وبدأت ألم شنطتي. رحت على المكتبة ووصلت هناك في وقت قياسي، طلعت السلالم للدور التاني اللي بقضي فيه وقتي في إني أدي دروس. دخلت الأوضة اللي حجزتها للساعتين اللي جايين ولقيت آبي مستنياني، اللابتوب بتاعها مفتوح وجاهزة. "إزيك يا آبي! عاملة إيه؟" "كويسة أوي، شكراً. بس البحث بتاع علم النفس ده مطلع عيني، مش هكدب." آبي ضحكت وهزت راسها. "آه، أكيد. فاكرة إني خدت المادة دي السنة اللي فاتت وكتابة البحث ده كانت أسوأ حاجة. بقية المادة كانت سهلة أوي." آبي وأنا بدأنا نشتغل، بنراجع البحث بتاعها الكام ساعة الجايين. خبطة على الباب وقفت تفكيرنا. واحد لابس طاقية عليها شعار جامعة ويسيو فتح الباب وقال إن فيه مجموعة تانية محتاجة الأوضة. "يارب أكون ساعدتك شوية يا آبي. ابعتيلي رسالة لو احتجتي أي حاجة تانية! وكمان، متنسيش تسجلي إني اديتك درس النهاردة." ابتسمت لآبي، وسلمت عليها بإيدي وهي ماشية ناحية مركز الدروس وأنا ماشية من المكتبة. بعد ما بدأت أمشي رايحة البيت، جالي رسالة من طالبة تانية بديها دروس. هنا افتكرت مين لسة مبعتلوش رسالة وقررت إنه الأحسن أخلص الموضوع ده دلوقتي. دخلت بيانات اتصال كيران في تليفوني وقضيت كام دقيقة بحاول أطلع حاجة أقولها. بعد ما كتبت ومسحت لمدة عشر دقايق، أخيراً بعت أول رسالة ليه. كانت ودودة ولماضة بالقدر الكافي ومن غير ما تكون محرجة أوي. فات الأوان إني أرجع في كلامي دلوقتي كده كده، اللي حصل حصل. أنا: يا كيران يا مفتاح، أنا جيما. سمعت إنك محتاج خدماتي؟ :)
تعليقات
إرسال تعليق