هبه والمنتقم - البارت 20
هبه والمنتقم 20
2025, خضراء سعيد
اجتماعية
مجانا
معاناة هبة وسما، كل واحدة في لحظة انكسار حاسمة. هبة تواجه عنف زوجها وقسوته، وهي مربوطة وجسدها مليان جروح، لكنها تلمح لحظة تردد في عينه تفتح لها باب الهروب. في المقابل، سما تنهار أمام أخوها آدم بعدما اكتشف صورها الخاصة، فتغرق في شعور الندم والخيانة. المشهدين يكشفوا هشاشة المرأة لما تُخدع باسم الحب، وتتحوّل الثقة لسلاح ضدها.
هبه
زوجة مخلصة عاشت سنوات من العنف النفسي والجسدي مع زوجها كريم. كانت تظن أن الحب والرضا يكفيان، لكنها وُضعت في موقف مرعب كشف لها حجم الظلم اللي عاشته. شخصيتها قوية رغم الألم، وبتملك بداخِلها رغبة دفينة في التحرر، وبتظهر في لحظة التردد اللي شافتها في عيون كريم.كريم
زوج هبة، شخص عنيف، متملك، ومهووس بالسيطرة. بيخفي ضعفه الداخلي وقلقه من الخيانة وراء قناع من القسوة والتسلط. بيرى الحب كملكية، ولما بيحس إنه فقد السيطرة، بيلجأ للعنف ليعيد إحساسه بالقوة. رغم وحشيته، ظهرت فيه لحظة ضعف واحدة، كانت كافية تخلّي هبة تفكر في الهروب.سما
عايشة في بيت محافظ. انساقت وراء وعود الحب من شاب خادع، ودفعت ثمن ثقتها غالي. بتمر بلحظة كشف صادمة قدام أخوها، وبتحاول تشرح له إنها مش سيئة، بس ضحية حب كاذب واحتياج عاطفي. شخصيتها حساسة، بريئة، لكنها مش ضعيفة.
من اللحظة دي، ليان ما قدرتش تنام. الكلام اللي سمعته عن يوسف، وإن شكري شريكه… حرّك جواها كل الأسئلة. تاني يوم، أول ما خرج شكري من البيت، ومراته كانت مشغولة في المطبخ، همست لعمر:تعالى معايا… لازم نعرف شكري مخبّي إيه. عمر اتوتر:بس لو عرف… هيزعق لينا جدًا! لو يوسف بريء، يبقى لازم نعرف… وأنا عارفة إنك شجاع. مشيوا على أطراف صوابعهم ناحية الأوضة اللي دايمًا كانت مقفولة. ليان كانت شايفة شكري بيدخلها كل يوم، بس عمر قالها إنه بيقفلها بالمفتاح. بس النهارده… النسيان نعمة! المفتاح كان في الباب. دخلوا بسرعة… واللي شافوه جوّه غريب:أوضة كلها ملفات، صور، تسجيلات صوت، خرائط فيها دوائر بالأحمر، صور لستات… من بينهم صورة سعاد، مرات يوسف، وصورة ليان! عمر اتنفض:إيه ده! دي صورتك! ليان قربت، وبدأت تقلب في الورق… ولقت ملف مكتوب عليه: مشروع العزل يوسف جمال الدين جوه الملف، كان فيه تقرير رسمي، موقّع باسم ضابط شكري، بيقول إن يوسف شاف جريمة قتل في العيادة، وبدل ما يبلغ، خبّى الحقيقة علشان يحمي واحدة من مرضاه… والنتيجة؟ موت سعاد. بس فيه ورقة تانية… مكتوب فيها بخط يوسف، تاريخ قديم… شكري قال لي: خليك ساكت، علشان اللي وراهم ناس كبار، بس الضمير هيموتني. أنا كتبت كل حاجة في الدفتر. عمر بص لليان وقال:يعني يوسف ماكنش كداب؟ بابا هو اللي خبّى الحقيقة؟! وقبل ما تلحق ترد… الباب وراهم اتقفل بقوة. شكري واقف… بيبص لهم بنظرة غير مفهومة. قال بهدوء مرعب:كنتم بتفتشوا ورايا؟ شكري واقف على باب الأوضة، عينه بتتحرك بين ليان وابنه عمر، وصوته طالع هادي… بس فيه حاجة مرعبة فيه:انتي… قلبتي حياتي، يا ليان… أول كنتِ ساكتة، بتاكلي وبتنامي وخلصنا. إنما دلوقتي… بتفتشي، وبتعلمي الواد كمان؟ ليان وقفت قدامه، رغم الخوف اللي كان بيخبط في قلبها، وقالت بثبات:أنا ما عملتش حاجة غلط… يوسف كان بريء… وأنا كنت لازم أعرف الحقيقة. عمر بص لأبوه، وعينه فيها مية:بابا… هو كان صاحبك، إزاي تعمل كده؟ إزاي تخليه يتهزأ ويتحبس وهو ماعملش حاجة؟ شكري صرخ:ماكانش في إيدي! فاهمين؟! الناس اللي ورا الجريمة دي كبار… وأنا كان قدامي طريقين: يا أتكلم واتدفن، يا أسكت وأنقذ عيلتي. سكت لحظة، ونظراته اتحوّلت من غضب لألم:بس كل يوم كنت ببص في المراية، ألاقي وِشي مش وِشي… أنا اللي دفنت يوسف بإيديا… والنهارده، انتوا فتحتوا الجرح ده تاني. ليان قالت بسرعة وهي بتحط إيدها على عمر:يبقى صلّحه… ساعدنا نخرج الحقيقة… يوسف لسه حي، ولسه ممكن يرجع لحياته لو قولت الحقيقة." شكري اتنهد، وقعد على الكرسي، ودفن وشه في إيده:أنا تعبان… بس يمكن فعلاً جه الوقت… بص لهم وقال:أنا عندي تسجيل… يوسف سلّمهولي من ٥ سنين، كان شايف إنه هيكشف كل حاجة… وكنت ناوي أتلفه… بس معرفتش. قام، وفتح درج صغير في المكتب، طلع منه فلاشة صغيرة. فيها اعترافات، وأسماء، وكل اللي حصل… لو وصل الكلام ده للصحافة، الدنيا هتتقلب. عمر سأل بخوف:يعني ممكن نساعده؟ يوسف؟ شكري قال بهدوء:لو عندكم الشجاعة… نقدر نبدأ. ليان وعمر بصوا لبعض… وكان واضح إن اللعب دخل في الجد. شكري ليان الفلاشة وقال لها:خديها وودّيها لصاحبي القديم، صحفي اسمه طارق. بيشتغل في جريدة مستقلة، وعمره ما باع ضميره. هو الوحيد اللي ممكن ينشر الكلام ده من غير ما يترعب." ليان أخدت الفلاشة، وإيدها بتترعش، بس في عينيها إصرار. عمر همس لها:أنا هاجي معاكي. لكن شكري قال بصرامة:لا. انتي تروحي لوحدك، محدش هيشك في بنت صغيرة ماشية لوحدها. بس لو حسيتِ إن في حد بيراقبك، ارمي الفلاشة في أول صندوق بريد تشوفيه. خرجت ليان من البيت قبل الفجر، لابسة جاكيت واسع، ومخبّية الفلاشة في كفها. الدنيا كانت لسه نايمة، والشارع هادي… أكتر من اللازم. وهي ماشية، حست بخطوات وراها… واحد بلطجي بشنطة على ضهره، بيبص ناحيتها بتركيز غريب. سرّعت خطواتها… هو سرّع. جريت… هو جري. دخلت حارة ضيقة، حاولت تلف بسرعة… لقت عربية سودا وقفة، وراها راجلين لابسين سُتر سودة، واحد منهم بيقول في سماعة:البنت طلعت من بيت شكري… احتمال معاها حاجة."
تعليقات
إرسال تعليق