رواية كاتيجات - الفصل الثاني
الليلة التي غيرت حياتي
2025, هاني ماري
رواية تاريخية
مجانا
صوفي، اتباعت كعبده لأسلوج، مرات ملك الفايكنج راجنار، وهي بتحاول تتأقلم على الثقافة واللغة الجديدة. صوفي قلقانة بسبب نظرات الملك راجنار المستمرة ليها، وده بيخليها خايفة من إنه ممكن يعاقبها. في موقف مع ابن من ولاد راجنار اللي بيبان إنه مش لطيف، وبعد كده الملك بيطلب منها تراقب مراته، وده بيحير صوفي أكتر. في النهاية، بتواجه شخصية تانية من الفايكنج اسمه رولو، وده بيخوفها.
يلدا
خادمة شابة تانية بتشتغل مع صوفي وقت الوليمة.صوفي
تم بيعها كعبدة لأسلوج. بتحاول تتأقلم مع ثقافة الفايكنج ولغتهم، لكنها قلقانة وخايفة إلى حد ما، خصوصًا من اهتمام الملك راجنار بيها.هيلين
خادمة تانية بتتكلم لغة صوفي وبتساعدها وبتنصحها في المكان الجديد. بتحاول تطمن صوفي بخصوص طبيعة الفايكنج.رولو
فايكنج تاني، شكله مهيب وبيخوف صوفي.
كان فات حوالي أسبوع من ساعة ما صوفي اتباعت لأسلوج، وخلال الفترة دي، ما سنحتلهاش فرصة تتكلم مع صاحبتها الجديدة. أغلب أيامها كانت بتقضيها في الحظيرة مع باقي العبيد، ومكانش مطلوب منها أي حاجة. ده خلى صوفي تتساءل عن سبب شرائها في الأول. لما اتعرفت لأول مرة على باقي الخدم، صوفي ارتاحت لما اكتشفت إن واحدة منهم بتتكلم لغتها الأصلية. الست دي، اللي كانت أكبر من صوفي بحوالي عشرين سنة، طلعت مرشدة مفيدة لصوفي وهي بتتأقلم على المكان الغريب ده. علمت صوفي عن ثقافة الفايكنج، ومعتقداتهم، ولغتهم، مع إن تعلم اللغة كان عملية بطيئة. بس برضه، صوفي عرفت تجمع كام كلمة وعبارة ممكن تساعدها تفهم الوثنيين لو اتكلموا معاها في يوم من الأيام. دلوقتي، صوفي كانت بتمشي بتوتر قدام صاحبتها الجديدة، اللي كانت قاعدة جنب النار اللي بتطفي، وبتشتغل تريكو. لأول مرة من كام يوم، أسلوج استدعتها عشان وليمة، زي ما هيلين وضحت. دور صوفي كان إنها تساعد في توصيل الأكل لقاعة الطعام وتقديم الخدمة للضيوف، جنب خادمة شابة تانية اسمها يلدا. يلدا، بنت شقرا في سن صوفي بس أنحف منها بكتير، كانت قاعدة مع باقي الخدم، بيتكلموا من غير أي علامة تدل على التوتر. كانوا كلهم متعودين على ده، وده خلى صوفي تحس بالغيرة. كانت مشلولة من الخوف من إنها تعمل غلطة، مع إن جزء منها كان بيتمنى تفشل سرًا، على أمل إن ده ممكن يؤدي لأسلوج تسيبها تمشي. بس كانت عارفة إن أسلوج مش هتسيبها ببساطة كده؛ ممكن حتى تبيعها لوثنيين أسوأ منها، وده كان مصير صوفي بتخاف منه. "بطلي تمشي كده يا بنتي،" هيلين قالت وهي بتبص على صوفي بعيون طيبة. "مفيش حاجة تخافي منها." "كل حاجة تخوف،" صوفي ردت وهي مكملة مشيها المضطرب. "إيه اللي هيحصل لو بوظت الدنيا؟" "مش هتبوظي حاجة،" الخادمة الخبيرة طمنتها. "أنتِ ما تعرفيش كده،" صوفي ردت في النهاية وهي بتقعد جنب هيلين. "أنتِ ما تعرفينيش. أنا مش كويسة في الحاجات دي، زيك وزي الباقيين." "أنتِ لسه ما حاولتيش،" هيلين قالت. "لأ، أنا حاولت. وده اللي وصلني لهنا." قبل ما هيلين ترد، دخل راجل وأمر صوفي وباقي الخدم اللي تم اختيارهم إنهم يمشوا وراه. صوفي بصت لهيلين آخر بصة، وقامت ومشيت ورا الخدم الشباب، كل واحد متكلف بمهمة معينة. "أنتِ قدها يا بنتي،" هيلين نادت وراها. صوفي ما كانتش متوقعة إنها تلاقي دعم زي ده في المكان ده، بس باين إن تشجيع هيلين ما كانش كفاية، لأن الملكة أسلوج ما احتاجتش خدمتها الليلة دي. صوفي ما قدرتش غير إنها تحس بالضياع من غيرها. صوفي مشيت ورا راجل الفايكنج وباقي الخدم، ودخلت أوضة الأكل كان مترتب فيها بشكل كويس على الترابيزات، جاهز عشان يتقدم. كانت سامعة الضحك العالي والكلام الكتير من القاعة الكبيرة، اللي كانت مفصولة عنهم بستارة خفيفة بس، وما ساعدتش كتير في تهدئة أعصابها. صوفي مشيت على خطى باقي الخدم، وأخدت طبق كبير من نوع شوربة ما تعرفوش وبدأت تمشي وراهم بحذر. عينيها وسعت لما دخلت الأوضة الفوضوية المليانة فايكنج، كلهم بيضحكوا ويتكلموا بصوت عالي. عينها دورت على الملكة أسلوج، اللي لقيتها قاعدة ورا ترابيزة أكل على عرش جنب جوزها الملك راجنار، زي ما هيلين شرحت. قبل ما تقدر تتفحص الملك راجنار كويس، لاحظت الخدم بيحطوا الأكل على ترابيزة كبيرة حواليها حوالي عشرين فايكنج أو أكتر. صوفي كانت لسه هتعمل زيهم لما حد خبطها جامد على كتفها. لما لفت، شافت رئيسة الخدم بتبصلها بغضب، وبتشاور ناحية ترابيزة الملكة. صوفي فهمت الرسالة اللي ما اتقالتش، وهي بتلف عشان تمشي، الست همست بكلام ما فهمتوش قبل ما تمشي، وسابت صوفي حاسة بالوحدة والضعف. بخطوات مترددة، صوفي قربت من العرش، وحطت الطبق على الترابيزة قدام الملكة أسلوج وجوزها. يلدا، مساعدتها، عملت زيها وحطت طبق كبير. في الوقت ده، صوفي ملت مج الملك راجنار، بس توترها غلبها، وخلاها تخبط برطمان وقع واتكسر على الأرض. صوفي شتمت نفسها، ووطت بسرعة وبدأت تلم اللي كسرته. أول ما وقفت، وجاهزة تكمل شغلها، لاحظت نظرات الملك راجنار متثبتة عليها، وابتسامته الساخرة واضحة. أكيد هيسخر منها بسبب غلطتها. قال كلام ما فهمتهوش كويس وهي بتوطي راسها، وراحت تملا مج الملكة أسلوج، ومتجاهلة النظرة الغريبة اللي اتبادلت بين الملك والملكة. صوفي اتفاجئت إن الملكة أسلوج كانت مستمتعة أكتر ما كانت غاضبة، وده كان رد فعل خلاها محتارة. قبل ما تقدر تلف وتمشي، الملك راجنار مسك إيديها. "اسمك إيه؟" سأل بكلام فهمته بس عملت نفسها مش فاهمة لحد ما الملكة أسلوج اتدخلت ولهت جوزها. صوفي ارتاحت ومشيت، والملكة وضحت إنها ما بتتكلمش لغتهم. مع استمرار الوليمة، صوفي لاحظت عيون كل الرجالة تقريبا عليها، وخصوصا الملك راجنار، اللي ما شالش عينه من عليها طول الليل تقريبا. عملت كل اللي في وسعها عشان تتجنب اهتمامه، مع إنه ما بانش عليه الغضب؛ بالعكس، كان باين عليه الفضول، وده زود حيرتها. كل حاجة كانت محيرة، وكانت متوقعة إنها تتعاقب على غلطتها اللي عملتها بدري، بس بدل كده، ما حصلش أي حاجة. مع انتهاء الوليمة، صوفي حست براحة، ومبسوطة إنها عدت الليلة دي من غير ما يصيبها أذى. لما لقت هيلين لسه صاحية في الوقت المتأخر ده، صوفي قعدت جنبها، وتعابير وشها كانت باهتة. "كان عامل إزاي؟" هيلين سألت. "أنا بوظت الدنيا، زي ما كنت متوقعة بالظبط،" صوفي ردت وصوتها تعبان. "والملك اللي حكيت لي عنه ده ما بطلش يبص عليا." "يا بنتي،" هيلين قالت بنعومة. "أنا فاهمة إحساسك، بس الملك راجنار راجل كويس. عمره ما هيأذيكي." "ما بانش كده،" صوفي تمتمت وهي بترجع على السرير بتكاسل. "مفيش حاجة تخافي منها من ناحيته،" هيلين طمنتها. "ليه ما عاقبونيش على غلطتي؟" صوفي سألت. "ما كانش عندهم سبب،" هيلين ردت. "أنتِ عرفتي منين؟ الناس اللي خدمتهم قبل كده كانوا بيعملوا كده." "أنا بس عارفة، عشان زي ما قلت لك، هما ناس كويسين،" هيلين قالت بصدق واضح. "أنتِ مش لازم تكذبي عليا على فكرة،" قالت للست الأكبر منها. "أنا مش طفلة وشفت كتير في حياتي، شفت حاجات كتير." "عمري ما هكذب عليكي،" هيلين ردت. عدى أسبوع من ساعة الوليمة، وخلال الفترة دي، صوفي ما قدرتش غير إنها تلاحظ نظرات الملك راجنار عليها كل ما تدخل القاعة الكبيرة أو حتى لما كانت بتشتغل بره مع هيلين في الحقول. ما حصلش أي حاجة مش كويسة، بس التدقيق المستمر ده كان مخليها مش مرتاحة. كانت بتسأل نفسها يا ترى هو مستنيها تغلط غلطة تانية عشان يعاقبها أشد العقاب المرة دي، ولا عنده دافع تاني؟ عقلها كان كتير بيروح لأكتر الاحتمالات ظلمة، برغم تطمينات هيلين إن الملك راجنار مش ممكن يعمل أفعال شريرة زي دي. بالنسبة لصوفي، هو كان فايكنج، والفايكنج معروفين بأي حاجة غير الطيبة. النهارده، صوفي كانت مكلفة إنها تساعد الملكة أسلوج في تجربة فستان جديد، وكان المفروض تقابلها بدري. بس اتأخرت بسبب مهمة في آخر لحظة، وعدم قدرتها إنها تشرح الموقف بسبب حاجز اللغة خلاها محبطة. هيلين ما كانتش موجودة عشان تساعدها، وصوفي لعنت نفسها على التأخير. كانت بتكره إنها تعمل غلطات، وباين إن كل مرة كانت بتحاول تعمل حاجة صح، كانت بتبوظها. وهي بتجري على القاعة الكبيرة، وكانت قربت تكسر الباب من السرعة، صوفي لاحظت الملك راجنار قاعد على عرشه، وبيدرسها بنظراته الحادة. ده خلاها تلعنه في سرها كذا مرة. الغريب، إنه فضل ساكت، مستنيها تتكلم. صوفي اتنهدت بضيق. فكرت إنها تمشي من جنبه وتشوف الملكة أسلوج، بس ما كانتش عايزة تدي الملك راجنار سبب إنه يكرهها. مش إنها كانت مهتمة فعلا إذا كان بيحبها ولا بيكرهها، بس كانت محتاجة تقنع نفسها إنها مش عايزة تبقى في صفه اللي مش كويس. كمان كانت عايزة تتجنب إنها تسمعه بيهينها على أي عدم احترام ممكن يكون شافه منها. بعد جدال داخلي طويل، وصوفي واقفة حاسة إنها عبيطة تحت نظرات راجنار الثابتة، قررت إنها تعترف بوجوده. بس واجهت مشكلة: إزاي هتشرح إنها محتاجة تقابل الملكة أسلوج لو بدأ يسألها أسئلة ممكن ما تفهمهاش؟ "وثني غبي،" تمتمت بصوت يا دوب مسموع ليه، زي ما افترضت إنه مش هيفهم. "الملكة أسلوج،" قالت بلغته. "وفيها إيه؟" الملك راجنار رد، وهو بيتكلم بلغتها الأصلية بس بلكنة خفيفة فاجئتها. يا ترى كان بيتكلم لغتها طول الوقت، وما حدش قالها؟ يا ترى هي لسه مهزقاه، وهي فاكرة إنه مش هيفهم؟ باين إنها عملت كده فعلا. يا إلهي. "أنا..." صوفي اتهتهت، وصوتها ضعف وهي بتبلع ريقها بصعوبة. "هي طلبت مني أقابلها، بس أنا كنت..." بدأت تتكلم بالإنجليزي بس قطعت كلامها فجأة. ما كانش فيه داعي تشرح له إزاي بوظت الدنيا تاني. هي بس ادت له سبب وجيه إنه يطلق عليها غضبه. الملك راجنار بص لها بصه فهمتها إنها لازم تكمل، بس هي اختارت إنها تفضل ساكتة. "الملكة أسلوج لسه موجودة؟" سألت بعد شوية. "لأ، أنتِ اتأخرتي،" رد وهو بيقوم من عرشه وخطى كام خطوة ناحيتها. صوفي حست إنها بتاخد نفس عميق، ورفضت إنها تحول نظرها عنه. "دلوقتي بما إننا فاهمين بعض تمام،" اتكلم بالإنجليزي تاني وهو بيقرب منها، "اسمك ممكن يكون إيه؟" صوفي قاومت الرغبة إنها تنكمش خوفًا منه وهي بترد بصوت كان بيهتز شوية، برغم محاولاتها إنها تخفي ده. كانت بتكره إنها تبان ضعيفة. "صوفي،" قالت. "صو-في،" جرب اسمها على شفايفه، وهو بيقرب المسافة لحد ما بقى واقف فوقيها. كان طويل، زي ما الفايكنج لازم يكونوا، ودلوقتي الفايكنج ده كان بيتعدى على مساحتها الشخصية. صوفي ما كانتش عاجبها الوضع. صوفي جمعت شجاعتها، وخطت خطوة واثقة لورا، من غير ما تشيل عينها من عليه. الخوف اللي كان جواها من شوية بدأ يتحول لغضب، والاتنين دخلوا في تحدي نظرات غريب شكله ما كانش هينتهي، واتقطع بس لما شخص تاني دخل القاعة الكبيرة، وده لفت انتباه الملك راجنار عنها. "بيورن،" قال. "أبوي،" بيورن، واحد من ولاد راجنار، زي ما هيلين كانت شرحت لها قبل كده، رد بلغتهم الأصلية. صوفي فهمت الكلام ده. كانت متوقعة إن ولاد راجنار يكونوا صغيرين، لأنه هو نفسه ما بانش عليه إنه كبير أوي، بس نبرة صوت بيورن كانت بتقول عكس كده. ما بصتش وراها وهي مكملة تركيزها على راجنار، اللي تجاهلها وهو بيتكلم مع ابنه بلغتهم. المرة دي، ما قدرتش تفهم ولا كلمة كانوا بيقولوها، ولقت نفسها واقفة بشكل محرج بين الراجلين لحد ما الملك راجنار بص عليها بابتسامة ماكرة. ما قدرتش غير إنها تتخيل قد إيه هيكون مرضى لو قدرت تمسح الابتسامة دي من على وشه. جمعت آخر شوية شجاعة فاضلة ليها، وبصت له بغضب متحدي قبل ما تلف وتمشي. لدهشتها، سمح لها إنها تمشي. صوفي سرقت كام نظرة على بيورن، ولاحظت إنه كان راجل طويل إلى حد ما، أطول حتى من أبوه، وبضفيرة شقرا طويلة. بص لها من غير أي تعبير قبل ما تسرع وتخرج من الباب. "إيه الاستعجال ده يا بنتي؟" هيلين سألت أول ما شافت صوفي بتجري ناحيتها، ووشها مليان قلق. "أنا مش عايزة أبقى هنا تاني!" صوفي اتنهدت وهي بتجري إيديها في شعرها الأشقر بإحباط. "ليه؟ إيه اللي حصل؟" هيلين استفسرت، والقلق باين على ملامحها. "ليه ما قلتليش إن الملك راجنار بيتكلم لغتنا؟" صوفي سألت بغضب، وإنكارها كان واضح. "ما كنتش أعرف،" هيلين ردت وعينيها وسعت. "هو عمره ما اتكلم..." "هو بيتكلم يا هيلين!" صوفي قاطعتها. "وممكن أكون بوظت الدنيا تاني." "عمري ما سمعت حد بيتكلم لغتنا هنا غيرك. إزاي كنت هعرف؟" هيلين وضحت. "إنه ماكر ومريب،" صوفي قالت وصوتها مليان قلق. "وأنا خايفة منه." "إيه اللي حصل يا بنتي؟" هيلين سألت بنعومة. "احكي لي كل حاجة." صوفي فضفضت لهيلين بكل اللي جواها، وهيلين، زي عادتها، طمنتها إن الملك راجنار ما يقصدش أي أذى. بس صوفي ما قدرتش غير إنها تتساءل يا ترى هيلين غلطانة بشأنه بعد كل ده ولا لأ. صوفي اتكلفت إنها تجيب جردل مية لحجرة الملكة، فمشيت ناحية المصدر عشان تملأه. وهي ماشية، شاب مشي جنبها وبدأ يتكلم، بس صوفي ما قدرتش تفهم كل اللي قاله، ولا حتى كانت عايزة. كانت عارفة إنه واحد من ولاد راجنار، وهيلين نصحتها إنها تتجنبهم على قد ما تقدر، لأنهم ما كانوش طيبين زي أبوهم. "أنتِ طرشة؟" الشاب اتكلم بلغته الأصلية، والغيظ واضح في صوته قبل ما يقفل طريقها. صوفي ما قدرتش غير إنها تتساءل ليه الكل باين إن نيته يلهيها عن شغلها، اللي كانت بتحاول بشدة إنها ما تبوظوش. "سألتك سؤال،" كرر، المرة دي بطريقة فهمتها بس اختارت إنها تعمل نفسها مش فاهمة. في دماغها، كل ما تتكلم قليل، كل ما فرصتها تكون أحسن إنها تتجنب المشاكل. هزت راسها بوضوح وكأنها متلخبطة، وبصت على ابن لوثبروك الطويل بعيون زرقا نافذة شبه عيون أبوه. كانت بتمنى إن رسالتها تكون وصلت. "أنتِ ما بتتكلميش لغتنا؟" ضحك، وكأنه قرا أفكارها. "ولا حتى شوية؟" سأل وكأنه حس إنها فاهمة. بس صوفي فضلت واقفة بس، ومحافظة على تعبيرها المتفاجئ. مد إيده للجردل التقيل اللي كانت لسه ماسكاه، وده خلاها ترجع لورا. رفع إيديه بإشارة ما تدلش على تهديد، بس بدل ما تسمح له ياخد الجردل، عدت من جنبه. لحسن الحظ، ما مشيش وراها، وصوفي كانت ممتنة للراحة دي، وهي عارفة إنها اتأخرت بالفعل على الملكة أسلوج، اللي غالبا مستنياها عشان الحمام بتاعها. لما دخلت الحجرة، اتفاجئت لما لقت الملك راجنار موجود بدل الملكة. كان قاعد بالفعل في بانيو مدور نص مليان مية، ومستنيها. صوفي لاحظت إنه صرف خادم تاني وحست برغبة إنها تهرب من الأوضة. "أنتِ اتأخرتي،" لاحظ بابتسامة ماكرة. "تاني." صوفي ما ردتش، وحطت الجردل التقيل جنب المدفأة وتجنبت إنها تبص له. "ليه دايما متأخرة يا صوفي؟" سأل، واسمها كان صوته غريب على لسانه. "ابنك،" صوفي ردت بنعومة. "هو اللي أخرني." "أخرك؟" سأل، ولما فضلت ساكتة، ضغط أكتر. "وأي ابن ده؟" "مش عارفة،" صوفي ردت بصراحة. كانت شافتهم كتير كفاية، كل ولاد راجنار، بيبصوا عليها، بس ما كانتش متأكدة مين هو مين بالظبط، غير إيفار، المعاق، والأكبر، بيورن. كانت شايفة الملك راجنار بيتني لقدام في البانيو وهو بيحط ساعديه على الحافة وهو بيدرسها بس هي ما بصتش عليه وعملت نفسها مشغولة بتنظيف المنطقة. لو أبوها بس شافها وهي بتخدم الوثنيين دول هيقتلهم واحد واحد. "أنتِ ما تبانيش زي العبيد." أهو ده الكلام. "ومع ذلك، أنا عبدة،" ردت وهي بترفع الجردل اللي سخن دلوقتي من على النار قبل ما تقرب من راجنار اللي كان لسه بيبتسم. كان متوقع إنها تدلق المية، بس هي بدل كده حطته جنب البانيو في متناول إيده قبل ما ترجع لورا وهي بتتجنب إنها تبص له. "مش هتساعديني؟" سأل. "كنت فاكرة إنك قلت إني ما بانش زي العبيد،" ردت بسرعة من غير ما تفكر وهي بتبص له في عينيه مباشرة. "وأنتِ قلتي إنك عبدة،" ابتسم قبل ما يمد إيده للجردل. شاهدته وهو بيدلق المية المغلية في البانيو بتاعه من غير أي مشكلة. على الأقل ما أصرش إنها تخدمه، وده خلى صوفي تعيد التفكير في كلام هيلين. "هكون مسافر مع ولادي في غارة بكرة،" اتكلم فجأة، وساب صوفي تتساءل عن سبب مشاركته للمعلومة دي معاها. فكرت تسأله إذا كانت الغارة موجهة لمملكتها بس قررت ما تعملش كده. ما كانش فيه داعي إنها تثير الشكوك. "وعايزك تخلي بالك من مراتي الجميلة،" كمل، وده زود حيرتها. كان بيلمح لإيه؟ "أخلي بالي منها؟" صوفي سألت. "أيوه، خلي بالك منها،" أكد. "تقدري تمشي دلوقتي." ما احتاجتش تسمع الكلام ده مرتين، وسابت المكان بسرعة، وهي مش واخدة بالها إن الملكة أسلوج كانت بتراقب كل الحوار اللي دار بينهم. لدهشتها، إخوات لوثبروك كانوا مستنينها بره، أو ده اللي بان. الشاب اللي كان من شوية ابتسم لها وهي بتجري من جنبهم، ولاحظت خادمة شقرا اسمها مارجريت بتبصلها بغضب وهي ماشية ناحية الحظيرة. إيه اللي كان غلط في الكل؟ "يا هيلين،" صوفي نادت، بس صاحبتها ما كانتش موجودة في أي مكان. "راحت الحقل،" مارجريت بلغتها من ورا، وده خلى صوفي تلف عشان تواجهها. "شكرًا،" ردت بلغتهم الأصلية قبل ما تمشي. "أنتِ بتنامي مع إخوات لوثبروك؟" مارجريت سألت، وفاجئت صوفي. لدهشتها، فهمت كام كلمة وقدرت تجمع الباقي عشان تفهم السؤال. فهمها للغتهم كان بيتحسن، بس كانت لسه بتواجه صعوبة في إنها تعبر عن نفسها بوضوح. "لأ،" صوفي ردت بحزم. "لأ؟" مارجريت سألت وهي بتخطو خطوة لقدام. "أنا شايفة بيبصوا لك إزاي." بيبصوا لي إزاي؟ أيوه، أنا كمان شفت ده. "إيه؟" صوفي سألت. "قلت شايفة بيبصوا لك إزاي،" مارجريت كررت. "وبعدين؟" "أنا شايفة إنك بتنامي معاهم." "قلت لك لأ!" صوفي زعقت، وده خلى مارجريت ترجع لورا بخوف قبل ما تمشي، وسابتها لوحدها. تصرفات الكل كانت محيرة، وصوفي حست بالضياع من غير هيلين. كانت محتاجة إرشاد وتفسير، بس الست ما كانتش موجودة في أي مكان. وهي خارجة من الحظيرة، صوفي لاحظت إن إخوات لوثبروك ومارجريت كلهم اختفوا. وبإصرار إنها تلاقي هيلين، مشيت على الطريق اللي هيلين كانت ورتهولها مرة ناحية الحقول. وهي ماشية، عدت على كام محارب بيتخانقوا بالسيوف، وده لفت انتباهها. عمرها ما اتيحت لها الفرصة تشوف الوثنيين بيتخانقوا، ومن اللي شافته، كانوا ماهرين زي ما سمعت عنهم بالظبط. وهي غرقانة في أفكارها، ما خدتش بالها إنها وقفت عشان تتفرج على المحاربين. قعدت تفكر قد إيه هيكون مفيد لو عرفت إزاي تستخدم السيف، على الأقل عشان تدافع عن نفسها. "يا عبدة،" صوت خشن، عميق، ورجولي فظيع طلعها من شرودها. بصت لفوق وشافت الشكل الطويل والمهيب لرولو، راجل كانت عارفة اسمه. كان دايما بيخوفها، ودلوقتي كان واقف على بعد خطوة أو اتنين بس، وعالي فوقيها. ليه كلهم لازم يكونوا طوال أوي كده؟ "يا عبدة،" كرر وهو ما ردتش، ولا ردت المرة دي وهي بتلف وتهرب.
تعليقات
إرسال تعليق