هبه والمنتقم الفصل 17

هبه والمنتقم 17

2025, خضراء سعيد

اجتماعية

مجانا

معاناة هبة وسما، كل واحدة في لحظة انكسار حاسمة. هبة تواجه عنف زوجها وقسوته، وهي مربوطة وجسدها مليان جروح، لكنها تلمح لحظة تردد في عينه تفتح لها باب الهروب. في المقابل، سما تنهار أمام أخوها آدم بعدما اكتشف صورها الخاصة، فتغرق في شعور الندم والخيانة. المشهدين يكشفوا هشاشة المرأة لما تُخدع باسم الحب، وتتحوّل الثقة لسلاح ضدها.

هبه

زوجة مخلصة عاشت سنوات من العنف النفسي والجسدي مع زوجها كريم. كانت تظن أن الحب والرضا يكفيان، لكنها وُضعت في موقف مرعب كشف لها حجم الظلم اللي عاشته. شخصيتها قوية رغم الألم، وبتملك بداخِلها رغبة دفينة في التحرر، وبتظهر في لحظة التردد اللي شافتها في عيون كريم.

كريم

زوج هبة، شخص عنيف، متملك، ومهووس بالسيطرة. بيخفي ضعفه الداخلي وقلقه من الخيانة وراء قناع من القسوة والتسلط. بيرى الحب كملكية، ولما بيحس إنه فقد السيطرة، بيلجأ للعنف ليعيد إحساسه بالقوة. رغم وحشيته، ظهرت فيه لحظة ضعف واحدة، كانت كافية تخلّي هبة تفكر في الهروب.

سما

عايشة في بيت محافظ. انساقت وراء وعود الحب من شاب خادع، ودفعت ثمن ثقتها غالي. بتمر بلحظة كشف صادمة قدام أخوها، وبتحاول تشرح له إنها مش سيئة، بس ضحية حب كاذب واحتياج عاطفي. شخصيتها حساسة، بريئة، لكنها مش ضعيفة.
تم نسخ الرابط
هبه والمنتقم

قالت بصوت متردد:كفاية بقى يا شكري … انت بتصرّف غضبك في البنت دي، وهي أصغر من إنها تستحمل ده… إنت اتغيّرت… من بعد اللي حصل مع يوسف.
شكري اتجمد في مكانه، ووشه اتشد.
ليان قالت بسرعة:إيه؟! إيه اللي حصل مع يوسف؟!
الست بصت لها، وسكتت لحظة، ثم قالت:يوسف ماكنش مجرم… هو كان شاهد على حاجة كبيرة، وكان بيحاول يخبّيها… وشكري هنا، كان شريكه… في السر ده.
شكري بص لمراته بعصبية:اسكتي، إنتي مش فاهمة حاجة!
لكن عمر سأل:بابا… إنت كنت تعرف يوسف؟!
شكري اتنفس بصعوبة… وقال بهدوء غريب:كان صاحبي الوحيد… وأكتر واحد يعرف أسراري.
كانت هبة جالسة في ركن الصالة، ترتدي فستانًا ورديًا أنيقًا، شعرها منسدل على كتفيها كغلالة حرير، وبين يديها كتاب تقرأه بهدوء وسكينة.
دخل كريم، فتوقف في مكانه. قلبه خفق بقوة وهو يراها بتلك الطلّة، جمالها الهادئ يأسر عينيه. قال في نفسه:لو تعلمين كم أحبك... لو كنت أملك شجاعة الاعتراف، لكني محبوس داخل قفص من اختياراتي.
فجأة، انفتح الباب ووقفت سهى عند المدخل، تنظر لهبة بنظرة باردة. ابتسمت بخبث وقالت:الفستان حلو عليكي... واضح إن كريم بيعرف يختار.
رفعت هبة عينيها باندهاش، قبل أن تهمّ بالرد، دخل شقيق سهى وهو يضع يديه في جيبيه ويتصنّع البراءة:أنا اللي جبت الفستان على إنه من كريم... قلتله المفاجآت دي بتفرّح الستات، صح يا كريم؟
تجمّد كريم، وعيناه تقدحان نارًا. التفت إلى هبة بصوت مكسور:كنتِ عارفة؟ كنتِ مفكرة إني جبتلك الفستان؟
هبة نظرت إليه بذهول، قلبها يعتصر ألمًا:أنا... سهى قالتلي إنه منك، وإنك بدأت تهتم... ماكنتش أعرف إنها لعبة!
سهى قاطعتها بضحكة خافتة:مش لعبة، دي حقيقة... الحقيقة إنك لسه بتعلقي في أوهام مش موجودة.
في لحظة، تحوّل حب كريم إلى غضب، إلى خيبة، إلى شكّ قاتل. اقترب من هبة، وصفعها بغضب، ليس فقط على الفستان، بل على كل الصراعات بداخله.
تراجعت هبة بخطوتين، ودموعها تنحدر بصمت، بينما كانت سهى تراقب المشهد بعين ممتلئة بالانتصار.
شقيق سهى مال على أذنه هامسًا:دلوقتي تأكدت إن مشاعرها مش بريئة، صح؟
لكن كريم لم يجب. نظر إلى هبة، فوجد الألم في عينيها لا يشبه الخيانة، بل يشبه الطعنة من أقرب الناس.
بالطبع، إليك المشهد بشكل سردي مؤثر حيث تكون هبة كانت هبة تجلس على كرسي خشبي قبالة الطبيب النفسي، يداها مشتبكتان في حجرها، تنظر إلى الأرض كأنها تبحث عن نفسها بين التفاصيل القديمة.
صمتت للحظات، ثم تنهدت بعمق وقالت بصوت خافت يكاد يُسمع:كنت لابسة فستان وردي... كنت حاسة إني حلوة لأول مرة من شهور. قعدت أقرأ كتابي المفضل، وحسيت إني هادية، مطمنة... يمكن لأول مرة من وقت طويل."
رفعت عينيها إلى الطبيب، وابتسامة موجوعة مرت على شفتيها:دخل هو... كريم. شافني وسكت، بس عنيه اتكلمت. كان فيه حاجة... نظرة حب يمكن؟ أو حنين؟ معرفش، بس حسيت إن فيه أمل.
سكتت قليلًا، ثم شدّت على يديها وقالت:بس بعدها بدقايق دخلت سهى، مراته... وورايه أخوها. قال إنه جايبلي الفستان وادّعى إنه من كريم... وأنا كنت مصدقة... كنت فاكرة إن في حاجة بتتغير... إن كريم بيبتدي يهتم...

تعليقات

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء