حبيبي الكوري | الفصل الخامس
ارجعلي حبيبي الكوري
2025, سهى كريم
رومانسية كوريه
مجانا
بمساعدة أصحابها المقربين، يونا وبو، سوزي بتقرر إنها مش هتستسلم. بيضعوا خطة جريئة وغير متوقعة عشان يرجعوا كويبيتو ويكشفوا الحقيقة ورا اختفائه. الخطة دي بتعتمد على إعادة تمثيل مشهد خطف سوزي، معتقدين إن ده ممكن يساعد كويبيتو يرجع أو يتواصل معاهم على الرغم من مقاومة أهلها وتحذيراتهم، سوزي بتصميم إنها تعرف ليه أهلها وأصحابها أخفوا عنها
سوزي
تبدأ رحلة البحث عن ماضيها وحقيقة علاقتها بـ "كويبيتو"، وتواجه صعوبة في الثقة بالآخرين بعد ما حدث لها. تتميز بأنها في البراجماتية والرغبة في فهم الحقيقة.كويبيتو
حبيب سوزي، الذي يبدو غامضاً في بداية الرواية بسبب عدم تذكره من قبل سوزي. يظهر اهتمامه بها وقلقه عليها، وهو محور البحث عن الذكريات المفقودة لسوزي. يتضح لاحقاً أنه يحبها بشدة وكان جزءًا أساسيًا من حياتها.تاي هيون
صديق سوزي المقرب الذي يقف بجانبها ويدعمها. يبدو حامياً لها ومهتماً بسلامتها، وكان حاضراً في اللحظات الصعبة التي مرت بها سوزي
أووف ، ده حبيبي الكوري! دنيتي بتلف بيا ومش شايفة كويس. "سوزي-آاااه، خلي بالك." قعدتني على سريري. يا ماما، ده حبيبي. ليه كلكم خبيتم عليا؟ حتى لو دايخة، عايزة أعرف ليه كلكم اتصرفتم بغرابة كدة. "كنا فاكرين إنك هتفتكريه عاجلاً أم آجلاً. وهو على العموم مبقاش حاجة مهمة في حياتك." قالتها عادي كده، كأنه مجرد غريب في حياتي. "مش مهم؟ ماما، هو ده كلامك انتي؟" مش فاهمة ليه أمي بتعتبر واحد من أهم الناس في حياتي ملوش لازمة. شكلها كان غضبانة ومش مهتمة تتكلم عن الراجل اللي بحبه. هو كان كل حاجة بالنسبالي، بس مش لاقياه في أي حتة. "دي حياتك يا سوزي. لازم تاخدي قرار بخصوص مستقبلك. لما تفتكري حقيقته، ماتروحيش ليه حتى في أحلامك. مش عايزة بنتي توجع نفسها تاني." مش عارفة أقول إيه. عايزة أدافع عنه، بس دي أمي. الأمهات بس اللي ممكن يكون عندها المشاعر دي اللي محدش بيفهمها غير لما يوصل للمرحلة دي. مش عايزة أجرحها إني أسانده من غير ما أعرف علاقتي بيه كانت إيه. قلت لنفسي، أنا اللي هكتشف بنفسي وهثبت براءته. مش عايزة أقولها دلوقتي إنه في فصلي، وإن اللي شفته كان ناضج جداً، ومهتم وميأذيش حد. عايزة أخليها تصدقني. "أوعدك، هكون حريصة، ومش هوجع نفسي تاني." بصيت في عينيها على طول ومسكت إيديها عشان أطمنها. طلعت من الأوضة وبعدها بابا، اللي جاب العشا ودوايا وفضل معايا لحد ما نمت. كل أب وأم عندهم الحتة دي اللي اسمها "مش هسيب ابني ينام بطنه فاضية"، ويقلقوا عليه حتى لو كبر كفاية إنه يهتم بمشاكله. ما سألتهمش ليه كانوا بيتكلموا عن حياتي اللي نسيتها. كل اللي عايزة أعرفه عنه هو. عشان كده لازم أكون في المدرسة عشان أوصل لكويبيتو. صفحة الانستجرام بتاعته فيها مستخدمين كتير، على ما أظن. عايزة أعرفه تاني. الصبح بدري تاني يوم، نزلت لابسة يونيفورمي تاني. باين من رد فعل أهلي إنهم ما كانوش متوقعين إني أرجع كويسة بالسرعة دي. واحد بيطلب مني أجهز الغدا والتاني مستعد يوصلني من غير ما أطلب منه. "أقدر أروح لوحدي يا ماما." لسه مش مقتنعة. وقبل كده، أقنعتني تاني. "يا بابا، ممكن أخد إزازة عصير فاكهة لو سمحت؟" حولت انتباههم. لميت كتبي وغدايا، بست أهلي وأخويا ومشيت من البيت مبسوطة. لما فتحت الباب عشان أطلع، شفت يونا وبو مستنيني بالفعل. قربوا مني في نفس الوقت ومسكوا إيديا. "احنا آسفين جداً يا سوزي." "مكنش عندنا خيار غير إننا نسمع كلام أهلك، وكنا قلقانين جداً على صحتك." يونا كانت هتعيط تقريباً. "كنا خايفين جداً لدرجة إننا نتكلم معاكي عنه. هو السبب في كل ده." بو بالعافية قدر يسيطر على غضبه. "وأيوة، اتصرفنا كأننا مانعرفهوش قدامك." عينيه ما كانتش باصة في عيني. وشوشهم اللي ندمانة دي جابت لي حزن في قلبي. مش عايزة أسألهم عشان عارفة هما غاليين عليا قد إيه. مش عايزة أخسرهم بسبب فضولي. "ماشي، خلاص. يلا نمشي، وقت المدرسة." مسكت كتافهم وشدتهم سوا عشان نوصل لموقف الأتوبيس. كقائدة، لازم أتأكد من كام حاجة قبل ما أدخل الفصل، فقابلت كام مدرس عشان أتابع الأنشطة اليومية والجداول الجديدة والشغل اللي فاضل، والأهم من ده كله، عن ماتش كرة طايرة قرب يجي خلال كام أسبوع. لما كنت راجعة، لاحظت واحد طويل في الطرقة. "أوبا، هو ده أنت؟" إيه اللي حصل لوشه الوسيم ده؟ قص شعره قصة جديدة؟ شكله جااااامد أوي. "سوزي سوزي، حمد لله على السلامة. عاملة إيه؟" جرى ناحيتي عشان يحضنني. "أنا كويسة يا أوبا. شكراً. أنت عامل إيه؟" حضنته أنا كمان. "مش كويس أوي يا سوزي. تعرفي إيه، امتحانات وتمارين رياضة كله في نفس الوقت... همم ممل نوعاً ما." مش غريب إنه زهقان من كل ده ومش تعبان؟ "أوبا أنت جامد." طبطبت على كتفه. لازم أرفع معنوياته أكتر. "قريت كتابك. قصة رهيبة. شكراً إنك سلفتهولي يا أوبا." كله ابتسامة ووشه فخور. اديته كتابه وعصيره. "إيه ده يا سوزي-آه؟ هدية مجاملة؟" مسك إزازة العصير قريبة جداً من قلبه. "حاجة بسيطة كده عشان تنعش نفسك. بابا اللي عمله، أتمنى يعجبك يا أوبا." نسيت الوقت تقريباً من كتر ما كنت معجبة بيه وهو ماسك الإزازة على قلبه. "أوبا، وقت الفصل. أشوفك بعدين." جريت على فصلي. يا ريت كويبيتو يكون مستني هناك على مكتبه. هل كل حاجة هترجع زي الأول؟ لما فتحت الباب... لما فتحت الباب، شفت الفصل كله واقف بيسقف ويهيص لي. مشيت بينهم لحد ما وصلت لمكتبي. لقيت عليه رسايل كتير مكتوبة وشوكولاتات ومشروبات وسناكس. ده بيبين قد إيه الفصل بتاعي وحشني وحبني السنين دي كلها. إحنا مش بنتولد أقويا، الظروف هي اللي بتخلي الواحد لا يُقهر. الحب والمودة الحقيقية هما الجمال الحقيقي في الدنيا دي. الباقي كله مجرد أوهام. جالي أحضان وهدايا كمان. ما كنتش متوقعة ده من فصلي. بصيت ورا المكتب ومكاتبي اللي جنبي. مفيش أي أثر لكويبيتو. مكانه قاعد فيه طلاب تانيين من الفصل. الجرس رن والفصل بدأ كمان. بس هو مش جاي. يا ترى تعبان؟ هل هو متأخر النهاردة؟ عايزة أعرف حاجة واحدة، فجريت على مكتب المدرس عشان أشوف كشف الغياب. اسم كويبيتو مش موجود. إيه اللي حصله؟ ليه اسمه مش في السجل؟ غير المدرسة؟ حد خلاه يعمل كده؟ إيه اللي كان ممكن يحصله؟ فجأة، حد طبطب على كتفي. لفيت لقيت يونا واقفة ورايا. ما سألتهاش أي حاجة، بس هي بدأت تتكلم عن كويبيتو. "هو مجاش المدرسة بعد ما وقعتي. كنا فاكرين إنه هيرجع بعد كام يوم، بس عرفنا مؤخرًا إنه سافر بره يدرس." كلام يونا واضح، بس قلبي مش راضي يصدق إنه سافر في حتة. بعيد عني. مش ممكن يكون ده صح. إزاي يسيبني لوحدي لما أكون محتاجاه أكتر حاجة؟ هو مش كويبيتو الأناني اللي أعرفه. هو دايمًا كان بيهتم بيا، مع إني مش فاكراه. أكيد دي معلومات غلط. "يونا، مش ممكن يكون ده صح. هو مش هيسيبني كده. مش مصدقاكي. مين قالك؟" مسكت كتفها، وكنت قربت أعيط. "سوزي، متعيطيش أرجوكي. دي مش غلطتك. هو اللي اختار يمشي. أنا وبو حاولنا نوصل له كمان، بس أهله مش عايزين يقولوا لنا أي حاجة. عرفنا إنه بيدرس بره من واحد من المدرسين بتوعنا." هي بتديني أخبار كتير عنه مش قادرة أستوعبها بسرعة. "هو مش ممكن يسيبني كده. إزاي يسيبني من غير كلمة؟" فضلت أكرر نفس الكلام. هل مخي مشوش أوي لدرجة إني مش قادرة أكون جمل جديدة ولا قلبي مكسور أوي لدرجة إنه مش قادر يتقبل اختفاءه؟ في الحالتين، شكلي متدمر. "سوزي-آه بصيلي." يونا حطت إيديها الدافية على وشي. بعيون مليانة دموع، بصيت لها. "بتثقي فينا؟ أيوة ولا لأ؟" هزيت راسي على طول. "يا بنتي، يبقى أرجوكي ماتفقديش الأمل. هنجيبه. إحنا هنا عشانك دايماً إفتكري." "هل هتثقي فينا تاني وتتعاوني معانا عشان نجيبه بسرعة. بو عنده فكرة بالفعل. عارفة إنها مخاطرة أوي إنك تكوني طرف فيها، بس مفيش حل أحسن منك. أنتِ بس اللي تقدري ترجعيه." آخر كلماتها وصلت لي أوضح. أنا بس اللي أقدر أرجعه. "أعمل إيه دلوقتي؟" لما الفصل خلص، اتجمعنا كلنا جنب الشجرة. بو ماسك قلم ومفكرة في إيده. مستعد يشرح الخطة. "سوزي، هنعيد تمثيل حادثة معينة في حياتك. مشهد خطفك يا سوزي. مش محتاجة تخافي. هنسجل المشاهد اللي محتاجينها. أنا اخترت كام مكان." كويبيتو شاور على كام مكان مكتوب في المفكرة. "هتبقى زي التصوير بالظبط. كل اللي عليكي إنك تمثلي. إحنا متأكدين إن دي الطريقة الوحيدة عشان نرجعه." يونا ماسكة إيديا. "سوزي-آه مفيش وقت كتير باقي. فهنبدأ بعد ما يخلص يوم الرياضة." بو بيشاور على الملعب اللي اتجدد عشان يوم الرياضة. "إزاي نقدر نعمل كل ده من غير ما نقول لأهلنا؟ ولو اتكشفنا؟" مش عايزة أبوظ سمعة أصحابي. "هتيجي معايا بعد المدرسة." "فين؟" "بيت يونا." قالتها بابتسامة واسعة على وشها. "تمام." عملنا كف بكف. "يعني الشباب مش مسموح لهم يروحوا بيت البنات؟" "إيه ده ليه لأ؟ ممكن تنضم لينا." يونا شكلها قلقانة أوي. "ممكن تيجي بيتي بدل من كده؟ أرجوك، أرجوك ساعدني المرة دي. هي هتكون مشغولة شوية. الأهم من كده، هي بتحبك أوي وبتعتني بيك كويس جداً." عايزاه يروح يقعد في بيتي بدل مني، عشان أهرب من حماية ماما الزايدة وأركز في الخطة. "ده يبدو كويس. بس كابن وحيد لازم أكون في البيت عشان أعتني بأهلي. سوزي-آه هزور أهلك كتير. متقلقيش." هو ابن مثالي فعلاً. "شكراً يا بو." حضنته عشان تفكيره ده. بعد المدرسة، أنا ويونا روحنا البيت عشان نلم حاجتي. قولنا لهم إن عندنا يوم رياضي خلال كام يوم، فمحتاجين نركز على لعبتنا. بابا ساعدنا نلم حاجتي ووصلني لبيت يونا. بو راح يشوف كام مكان ويوظف الخاطفين. أنا عارفة الطريق دلوقتي عشان أرجعه. لو كل حاجة مشيت على الخطة صح، هشوفه قريب.
تعليقات
إرسال تعليق