رحلتي مع القدر: البارت 29
رحلتي مع القدر
2025, خضراء سعيد
اجتماعية
مجانا
في هذا الفصل، تزداد التوترات بين يارا وليان في المطبخ بعد دخول الأخيرة وإطلاقها اتهامات مفاجئة تجاه يارا. بينما يحاول الجميع التخفيف من الموقف، تنكشف مشاعر ليان المكبوتة من الغيرة والضغط، مما يؤدي إلى تصعيد الموقف بشكل مفاجئ. تدخل شخصية فراس الغاضبة ليتصدى لها، ولكن سرعان ما يظهر تدخل العم كحل للفوضى، محاولًا استعادة الهدوء بين الجميع.
يارا
تعرضت للهجوم غير المتوقع من ليان. تقوم بدور الضحية التي تجد نفسها في مواجهة مشاعر معقدة ومفاجئة، وتظهر رغبتها في تجنب الصراع والابتعاد عن المواقف المؤلمة.ليان
تكشف عن مشاعر الغيرة والضغط الداخلي التي تحملها تجاه يارا. تهاجم يارا بشكل غير مبرر، مما يزيد من تعقيد العلاقة بينها وبين باقي الشخصياتفراس
يظهر في الفصل كشخصية غاضبة تدافع عن يارا وتلوم ليان على سلوكها، محاولًا توضيح أن تصرفاتها ناتجة عن الغيرة وتؤذي الآخرين.
كانت يارا تستمتع بتعلم إعداد الطعام برفقة شمس، تضحك بين الفينة والأخرى بسبب مزاحها الخفيف، وقد غمرتهما أجواء من الدفء والمرح. كانت الأطباق تُعدّ بإتقان، وتُزيّنها روح الألفة التي جمعت بينهما في ذلك المطبخ الصغير. غير أن تلك اللحظات لم تدم طويلًا، إذ دخلت ليان فجأة، وملامحها مشدودة كأنها تحمل عاصفة. رمقت يارا بنظرة باردة وقالت بلهجة لا تخلو من تهكم: "غريب، ما توقعت ألاقيكِ في المطبخ… ظنيت إنك تكرهين الفوضى." ساد صمت مفاجئ، واختفت الابتسامة عن وجه يارا، فيما خفت ضحكة شمس تدريجيًا. نظرت يارا إلى شمس كأنها تبحث عن تفسير، لكن الأخيرة اكتفت بهزّ كتفيها، وغيّرت الموضوع بحذر. شعرت يارا بانقباض في صدرها، كأن كلمات ليان سحبت منها الهواء. لم تكن تتوقع هذا الهجوم المفاجئ، خاصة في لحظة كانت تشعر فيها بالراحة. نظرت إلى ليان بجمود، ثم قالت بهدوء متصنع: "أنا ما كنت أدري إنك مسؤولة عن تحديد وين مكاني." ارتفعت حاجبا ليان بتحدٍ، لكنها لم ترد. بدت وكأنها تستمتع بتوتير الأجواء. أما شمس، فحاولت التخفيف من التوتر بابتسامة باهتة وقالت: "يلا نكمل الطبخة، كانت راح تحترق من الثرثرة دي!" لكن يارا لم تضحك هذه المرة. بدأت تقلب المكونات بصمت، بينما أفكارها تدور حول سبب تصرف ليان بهذه الطريقة. هل هو غيرة؟ ضيق من قربها لشمس؟ أم أن هناك شيئًا لم تفهمه بعد؟ وفي تلك اللحظة، شعرت يارا أن المطبخ لم يعد كما كان قبل دقائق، وأن الطمأنينة التي كانت تملأه تبعثرت بمجرد دخول ليان. ومع ذلك، عزمت أن لا تسمح لها بأن تسحبها إلى دوامة توتر لا تفهمها، وقررت أن تتصرف بعقل، لكنها لن تنسى. مرت دقائق ثقيلة، والصمت يملأ المكان، تقطعه أصوات تقليب الطعام وتنهيدة خافتة من شمس بين الحين والآخر. كانت يارا تحاول التماسك، لكنها شعرت أن شيئًا ما بداخلها ينكسر. فجأة، رمت ليان منشفتها على الطاولة وقالت بحدة: "بصراحة، زهقت من تمثيل البراءة! كل مرة ألاقيكِ تسرقين أقرب الناس ليّ وكأنكِ تحاولين تحلي مكان مش لك." تجمدت يارا في مكانها، وحدقت في ليان بعينين اتسعتا من الصدمة، ثم همست: "سرقة؟ إيش اللي تقولينه؟" تدخلت شمس أخيرًا، وقد بدا الغضب على ملامحها: "ليان! بلاش كلام فاضي؟ من متى صرنا نوزع اتهامات؟ يارا ما سوت شي… ولو عندك شي تقولي، قولي لي أنا مو تفجّري غضبك فيها." ضحكت ليان بسخرية، لكن عينيها لمع فيهما ألم دفين: "طبعًا راح تدافعين عنها، دايمًا تدافعين. نسيتي كيف كنا أنا وانتي أول؟ قبل ما تدخل هي؟" ساد صمت مشحون، وشعرت يارا أن قلبها يتفتت. لم تكن تعلم أن وجودها خلق هذا الجرح. التفتت إلى شمس وهمست بانكسار: "أنا… ما كنت أريد التسبب بمشكلة، أبدًا… آسفة." ثم وضعت الملعقة جانبًا، وغادرت المطبخ دون أن تلتفت. وبقيت شمس تنظر إلى الباب الموارب، وقلبها يئن. بينما جلست ليان على الكرسي، تخفي وجهها بكفيها، وقد بدأ صوت بكائها يعلو شيئًا فشيئًا. كان فراس واقف على باب المطبخ، بيبص للمشهد بنظرة كلها غضب. ولما شاف يارا ماشية ووشها مكسور، ما قدرش يسكت. دخل بخطوات تقيلة ونبرته كانت حادة:فراس:"إيه اللي حصل هنا؟ ليان، إنتِ اتجننتي؟ تعاملي ضيفتنا كده؟!" ليان رفعت وشها له، ودموعها سايلة، بتحاول تبرر لكن شهقاتها كانت أقوى من صوتها:ليان بشهقة:"أنا... مش... قصدي..." فراس بعصبية:"مش قصدك؟! أنا سامعك بعنيا وبودني! إيه الكلام ده؟ إزاي تطلعي اللي جواكي كده قدام الكل؟!" شمس بصوت هادي وهي بتقلب الأكل:"فراس، كفاية... مش وقته خالص، إحنا في المطبخ وورا أكل يتحضّر." فراس بيبص لشمس:"وإنتِ سايبة الموقف ليه؟ ليه ما وقفتيهاش؟ يارا مش تستاهل المعاملة دي." ليان بصوت مهزوز:"من أول ما يارا دخلت، كل حاجة اتغيّرت... حتى إنت! بقيت ضدي، وأنا... مش قادرة أستحمل." فراس بغضب:"لو اتغيرت، يبقى عشانك! عشان الطريقة اللي بتتكلمي بيها، والغيرة اللي ماليه قلبك!" ليان بتعلي صوتها:"أنا مش غيورة! بس كل الناس بقت ضدي! حتى أقربهم ليا!" فراس:"عشان أسلوبك غلط، ليان! بتجرحي الناس بالكلام، وبعدين تقولي مش قصدي؟!" وفجأة دخل العم، بنظرة كلها هيبة وصوت كله حسم: كمال:"إيه اللي بيحصل هنا؟ صوتكم وصل لآخر البيت! إيه قلة الاحترام دي؟!" الكل سكت، حتى صوت الطبيخ هدي. العم لف عليهم بنظراته: كمال "أنا مش هسمح إن بيتي يبقى ساحة خناقات! أي خلاف يتحلّ بهدوء. فراس، ليان، شوفوا نفسكم، وراجعوا كلامكم. وشمس، كمّلي اللي في إيدك، والأكل هيتاكل سوا... ويارا ترجع، مفهوم؟" هزّوا رؤوسهم كلهم، مكسوفين، وكل واحد فيهم حاسس إنه اتعرّى قدام التانيين.
تعليقات
إرسال تعليق