رواية هبه والمنتقم 6
هبه والمنتقم
2025, خضراء سعيد
اجتماعية
مجانا
الفصل يصور لحظة انهيار عاطفي لمراد بعد سماعه حقيقة مشاعر حبيبته، حيث يواجهه صديقه مصطفى بحقيقة مؤلمة. بينما في مشهد آخر، تنطلق هبة وسامر في سلسلة من المقالب الطريفة التي تنتهي بانقلاب الأمور على هبة بشكل غير متوقع، ليكشف الفصل عن مزيج من الألم والخفة.
مراد
شاب يعاني من رفض حبيبته بالرغم من مشاعره القوية وتضحياته من أجلها. يبدو حساسًا وعاطفيًا، ويتأثر بشدة بهذا الرفض، ليصل إلى مرحلة من الاستسلام والبحث عن السلام الداخلي.مصطفى
صديق مراد المقرب، يتميز بالحكمة والتعاطف. يحاول دعم مراد وتقديم النصح له، ويبدو أنه أكثر واقعية في نظرته للعلاقات.هبة
فتاة مرحة ومقبلة على الحياة، تشعر بالملل وتبحث عن الإثارة والمغامرات الطريفة. تبدو علاقتها بأخيها سامر قائمة على المزاح والمقالب.
جلس مراد على حافة السرير، يديه مشتبكتان، وعيناه شاردتان نحو الأرض، كأنها تحمل كل خيباته دفعة واحدة. كان الصمت يملأ الغرفة، حتى أن صوت تنفسه كان يبدو عاليًا وسط سكون يختنق. دخل مصطفى بخطوات مترددة، ثم اقترب ووضع يده على كتف صديقه. نظر له مراد دون أن يبتسم، ثم تنهد بعمق وقال بصوتٍ مكسور: عايز إيه يا مصطفى؟ أنا اللي فيني مكفيني. جلس مصطفى إلى جانبه، وضمّه بذراع حانية. برده رفضك؟ مع إنه عارف إنك عندك كل حاجة؟ مش ناقصك شي… ثم ابتسم ابتسامة حزينة وأضاف: تصدق؟ هو الخسران. ما تزعلش نفسك. لو ربنا كاتبلكوا تكونوا سوا، حتكون من نصيبك. هزّ مراد رأسه ببطء، كأن كلماته لم تعد تطمئنه كما كانت تفعل من قبل. أنا... أنا حاسس إنها مش بتحبني زي ما بتقول، صوتها لما بتكلمني مابقاش فيه شوق، نظرتها بقت فاضية… كأنها بترد مجاملة، مش حب. صمت لحظة، ثم تابع: أنا بحارب عشانها، بواجه الدنيا كلها، وهي؟ ما بتحاولش حتى تفهمني، ولا مرة قالت لأبوها بحزم إنها عايزاني. دايمًا سايبة الرفض عليه. مصطفى تنهد وقال بهدوء: بص يا مراد، أنا ما كنتش عايز أقولك، بس من فترة... سمعتها بتتكلم مع واحدة صاحبتها، وقالت إنها مش شايفة نفسها معاك على المدى البعيد. قالت إنها بتحترمك... بس مش بتحبك زي ما إنت فاكر. رفع مراد عينه فجأة، كأن أحدهم سكب عليه ماءً باردًا. ارتجفت شفتاه، لكن لم يصدر صوت. نظر لمصطفى طويلًا، ثم همس: يعني أنا كنت عايش كذبة؟ كل اللي بينا كان تمثيل؟ مصطفى وضع يده على كتف صديقه وقال: مش تمثيل بالضرورة، يمكن كانت مشوشة، يمكن كانت بتحاول تصدق إنها بتحبك، بس... الحقيقة إنها مش زيك، إنت بتحب بصدق، وهي بتحب ترتاح، تتحب. سقطت دمعة من عين مراد، لكنه سرعان ما مسحها بقوة. نهض واقفًا، ووقف أمام المرآة، حدّق في نفسه مطولًا. ثم قال بصوت ثابت: كفاية وجع... يمكن الحب مش حرب لازم نكسبها، يمكن لازم يكون أمان... مش استنزاف. ابتسم مصطفى لأول مرة بصدق:دي البداية ياصاحبي… مش النهاية. هبة كانت قاعدة على السرير، لابسة بيچامة واسعة ومربطة شعرها على شكل كحكة عشوائية، والموبايل في إيدها، بتبعت ڤويس لصاحبتها مروة:هبة في الڤويس:يا مروة، أنا زهقت حرفيًا، حاسة إن دماغي هتنفجر الفراغ… ولا خروجة، ولا حتى فضيحة جديدة! ناقصني أكشن… فجأة الباب يتفتح بـ"تكٍّة" خفيفة، وسامر يطل بنص وشه: سامر:سمعت كلمة "فضيحة"؟ دخلت في الوقت الصح بقى؟ هبة بتتأفف:ياااااااااه، كنت لسه بقول ناقصني أكشن… ما كنتش أعرف إن ربنا هيستجيب بسرعة كده! سامر وهو داخل وهو ماسك علبة عصير:بما إنك زهقانة… عندي لك مغامرة عظيمة، بس لازم توقعي على ورقة "إخلاء مسؤولية" الأول. هبة مستغربة:إنت ناوي تعمل إيه يا سامر؟ مش ناقصاك. سامر بجدية مصطنعة:هنعمل مكالمة دولية وهمية. هنخلي مروة تصدق إنك اتخطبت لواحد أجنبي اسمه "چاستن"، وعايز ياخدك تعيشي معاه في نيوزيلندا… بس بشرط: تتكلمي إنجليزي بـلهجة صعيدي! هبة تضحك:يعني هو چاستن ده طالع من مغاغة ولا إيه؟! سامر:چاستن من مغاغة بس هاجر نيوزيلندا، قلبه في الصعيد بس جسمه في كرايست تشيرش. هبة تضحك أكتر:طب يلا بينا، بس لو قلبتيها فضيحة، هخلي ماما تمنعك من البلايستيشن أسبوع. سامر يرفع إيده:متفقين! يلا نبدأ المهمة! (ويبدأوا يسجلوا ڤويسات مضحكة ويبعتهالها، وكل مرة سامر يخترع شخصية جديدة، مرة چاستن، مرة عم چرجس، مرة "عميد قسم الحب" تمام! المرة دي نخلي هبة تحاول ترد لم سامر المقلب… بس طبعًا، لازم يحصل twist ويقلب الموقف عليهـا! بعد حفلة الضحك اللي عملها سامر، هبة قررت تاخد حقها…دخلت أوضته وهو مش موجود، لقت الموبايل مفتوح على إنستجرام، وبما إنها أخت محترفة في الشقاوة، قررت ترد الصاع صاعين. هبة بصوت شيطاني وهي بتتكلم مع نفسها:هعمله ستوري يقول فيها: "بحب أسمع تامر حسني قبل النوم، وبعيط على أغنية ارجعلي تاني وأنا ماسك المخدة" ونزّل… ستوري نزلت خلاص! بعد ٣ دقايق، سامر دخل الأوضة وهو بيأكل فشار سامر:إيه؟ مفيش صريخ ولا زعيق؟ شكلك بتخططي لحاجة. هبة بتحاول تمثل البراءة:أنا؟ لااااااا… ده أنا كنت بذاكر فن التعامل مع الأشقاء المجانين. سامر يرن موبايله، يبص على الشاشة ويصرخ إييييييييييه ده! إنتي نزلتي الستوري؟!! ده كريم صحبي بعتلي voice بيعيط مع الأغنية! هبة فرحانة جدًا:أهو كده… تاخد على دماغك شوية! سامر يرجع يضحك فجأة:طب بصي بقى، هو أنتِ كنتي فاكرة إنك بتستعملي موبايلـي؟ ده كان موبايل القديم، وأنا لسه شغال عليه عشان بصور بيه فيديوهات TikTok. لكن… يطلع موبايله الأصلي أنا كنت بصورك وإنتِ بتعملي الستوري… وده هينزل دلوقتي تحت عنوان: "لما أختك تفتكر إنها بتنتقم وهي بتوقع نفسها!" يضحك وهو بيضغط upload هبة بتصرخ:ساااااااااااااااااااااااااامر! هقتلك!!!
تعليقات
إرسال تعليق