روايه باد بوي

باد بوي

2025, Jumana

حب طريف

مجانا

لقاء غير متوقع بين "جيمس"، الشاب الانطوائي الغاضب، و"آنابيث"، الفتاة الخرقاء المرحة، في مقهى، حيث تتسبب آنابيث في إفساد قميص جيمس. يتكرر لقاؤهما في ملعب كرة القدم، حيث يكتشفان أنهما يدرسان في نفس المدرسة. تتطور الأحداث بينهما بين مشاعر متضاربة ما بين الغضب والإنجذاب.

جيمس

شاب انطوائي وغاضب، يفضل قضاء وقته وحيدًا. لديه شخصية ساخرة وحادة، لكنه يخفي وراء ذلك جانبًا أكثر تعقيدًا.

آنابيث

فتاة خرقاء ومرحة، ذات شخصية إيجابية ومفعمة بالحيوية. تميل إلى الوقوع في المواقف المحرجة، لكنها تتعامل معها بروح الدعابة.

تايلر

صديق جيمس المقرب، ذو شخصية مرحة واجتماعية. غالبًا ما يحاول إخراج جيمس من قوقعته.
تم نسخ الرابط
روايه باد بوي

جيمس:

يومي كان ماشي زي الفل لحد الساعة 8:37 الصبح. اللحظة دي بالظبط هي اللي صحيت فيها. ومكنتش مبسوط خالص وأنا بتسحب من نومي في يوم ماليش فيه أي التزام إني أصحى في الوقت ده.

"بتسحب" هي الكلمة المناسبة، لأن تايلر -اللي بعتبره أقرب واحد لصاحبي المقرب- حاول يسحبني من السرير عشان أخرج معاهم أو أي حاجة تانية.

أنا بكره الخروج. بس زي ما ممكن الواحد يقول، أنا بكره كل حاجة تقريبًا.

محاولته -اللي كانت شجاعة- جابتله فك وارم، وهو دلوقتي بيداوي فيه قدامي.

وصلنا لمرحلة في صداقتنا مبقتش حاسس فيها بالذنب خالص.

"كان لازم تضربني في وشي؟" بيتأوه بغضب، وخالتي جانين بتبصلي بنظرة استنكار.

"أكيد طبعًا،" بتمتم، وبقلب الصفحة اللي بعدها في الكتاب من غير ما أبصله.

"مراتك وولادك التلاتة هيقولوا إيه على العنف ده؟"

"أنا معنديش مرات ولا تلات ولاد."

"طب جوزك؟"

مبضيعش وقتي في الرد عليه.

"التلج بيخفف الألم يا حبيبي؟" خالتي بتسأله بقلق، وبقاوم رغبتي إني ألف عيني من قلقها اللي مش في محله.

دي كانت أضعف لكمة ممكن أكون اديتهاله وموجعتهوش خالص. الواد ده بيستعبط أوي، ممكن تسميه فلاح.

"أه،" بيهز راسه بامتنان، وبيديها ابتسامته المخلصة واللطيفة والساحرة، "شكرًا يا جانين. ممكن لو جيمس ييجي معانا برضه؟"

"أنا عندي مانع،" بقوله، بس هو بيتجاهلني -عينيه بتلمع ومقلد طفل بيتوسل وهو بيبص لخالتي.

"أكيد ممكن ييجي،" بتقول بابتسامة دافئة بتفكرني أوي بحد تاني، وبتديني نظرة استنكار تانية، "ربنا يعلم إنه مش هيختلط بأي روح طول حياته لو كان ليه الاختيار. قوم يا جيمس، ده أقل حاجة ممكن تعملها بعد ما ضربت الولد الغلبان في وشه."

ولد غلبان إيه يا ست الكل.

ببصله بغضب من فوق الكتاب، بس الواد ده مش فارق معاه خالص -بيردلي النظرة بابتسامة خبيثة.

"إيه رأيك أديك كدمة تانية تخليك تسحب الدعوة؟" بسأله بسخرية، ورافع حاجب، "دي ممكن تغير رأيك-"

"جيمس،" خالتي بتحذرني.

ببلع شتيمة وابتسامة تايلر بتوسع.

جزء من عقلي بيحاول يقنعني أروح، لسبب غريب. مش هيحصل حاجة مهمة النهاردة، واعترفت لنفسي بتردد -ليه أكون ممل في البيت لما ممكن أكون ممل وسط شوية عيال هبل؟

الأولاني كان أحسن. أنا شخص انطوائي ابن ناس لو ده مش واضح.

بس النظرة اللي خالتي بتديهالي بتتحول لتوسل خفيف، وبتنهد جوايا باستسلام.

هي بتحب لما بختلط بالناس.

ده أقل حاجة ممكن أعملها عشان أسعدها. بعد كل اللي عملته عشاني.

"تمام،" بقول بين سناني، "هاجي."

الناس اللي ساكنين في البلدة الصغيرة دي على حدود بيتسبرغ، بنسلفانيا، كانوا أصليين أوي في تسمية الحاجات.

وده السبب، طبعًا، إن أشهر كافيه في البلدة اسمه "الكافيه". أصالة إيه دي.

النهارده كان زحمة أكتر، فيه ناس أكتر من الزباين المعتادة. فيه شوية مجموعات من سننا معرفهمش، بس مهتمتش أعرف عنهم.

"تايلر!" سمعت صوت راجل تاني بين دوشة الكافيه.

"إيثان!" الواد الأهبل اللي قدامي بيرد، بنفس الحماس الجامح، خلاني ألف عيني. "جيمس!" إيثان، المعروف برضه إنه وجع دماغ، بيصرخ تاني. تجاهلته بإخلاص، وتفاديته وهو بيجري ناحيتنا زي جرو مبسوط. يوه. حاجة محزنة إني اخترت أصاحب ناس مهتمة بمظهرها زيادة عن اللزوم طول الوقت. آرتشر، واحد تاني بيخرج معانا أحيانًا، بيديني إيماءة تعاطف من الترابيزة اللي كان قاعد عليها. "جاكسون،" بيحييني بإيماءة بسيطة، وأنا برمي نفسي على الكرسي اللي قدامه. أنا بهز راسي بتوهان، وتايلر وإيثان - الأغبياء الرغايين - بينضموا للترابيزة برضه. "جيمس،" إيثان بيتذمر بعبوس مبالغ فيه، وأنا بردله النظرة بنظرة فارغة، "مفيش 'أهلًا يا إيثان- وحشتني من قلبي الأسود الميت' منك؟ أنت بتحطمني هنا-" "اخرس." "أهو ده الكلام،" بيبتسم بانتصار للتحية الوقحة، "فاتتك بريتني على فكرة. كانت هنا، بتدور عليك." "الحمد لله،" بتمتم. بريتني دي كانت ست شريرة جدًا، واضح إنها ادعت ملكيتها ليا. بتناسب نموذج الملكة النحلة - البنت الشريرة زيادة عن اللزوم أحيانًا، وده خلاها مقتنعة إني المفروض أكون معاها. "يا عم،" تايلر بيخبط بإيده على الترابيزة، "يا ريتك مكنتش ضربتني في وشي يا جيمس. كنا شوفنا الدراما دي من الصف الأول-" أنا لسه قاعد، وعايز أقوم وأمشي. لحسن الحظ، عندي عذر ممتاز جاهز: أروح أجيب قهوة قبل ما أنام تاني. "رايح فين؟" تايلر بيرفع حاجبه وأنا بقوم. "القارة القطبية الجنوبية،" بقوله بوش مستقيم تمامًا، "لأني أفضل ألاقي قطعة تلج وأطعن نفسي بيها بدل ما أسمع كلامكم." إيثان عنده الجرأة يديني نظرة ألم مصطنع. "دي حرفيًا أكتر محادثة ممتعة ممكن تشوفها،" بيقول وعينيه واسعة، "بنتكلم عن الاستمتاع بدراما البنت الشريرة." باختصار: بنحب نشوفك وأنت بتتعرض لمضايقات من الست دي. "ممكن تروح تولع،" بقوله - وبضيق عيني، قبل ما أقرر أكون مهذب شوية، "عايزين حاجة تاكلوها؟ أنا هجيب قهوة." "بصوا مين بقى لطيف معانا،" تايلر بيتنهد، وبيحط وشه بين إيديه وبيطلعلي بنظرة إعجاب، "شكله بيتألم وهو بيعمل كده." "سحبت العرض،" بلتف، وبزق الكرسي مكانه بلفة عين. "مافن بالتوت هيعمل معايا الصح!" بسمع واحد منهم بينادي. "قولت العرض اتلغى،" برد بحدة، من غير ما ألف. دلوقتي عندي نص النية أشتري المافن بالتوت اللعين ده وأقرقض فيه قدامه عشان أغيظه. لما وصلت للطابور، فيه بنت واقفة قدامي. من طريقة الكاشير وهو بيحاول يغازلها، عرفت إن هيطول قبل ما ييجي دوري. "اتفضل مشروبك،" بيقول بابتسامة كان المفروض تكون ساحرة. شكلها أقرب لابتسامة لزجة. "اختيار ممتاز لبنت ممتازة." يا نهار أسود. ببصله بغضب بقلة صبر، بس هو مش واخد باله. "شكرًا على الكاراميل لاتيه،" سمعت البنت بتقول، وللحظة - اتفاجئت بمدى صدق ولطف صوتها. نفضت الفكرة دي فورًا، وعيني بتتنقل بسرعة للوحة عشان أشتت نفسي. بس، أسوأ حاجة ممكنة بتحصل. البنت دي بتلف، وبتخبط في صدري - وبتكب نص الكاراميل لاتيه اللعين عليا. أخدت نفس حاد. بالراحة جدًا، ميلت راسي لتحت عشان أشوف الكارثة. المرة الوحيدة اللي قررت ألبس فيها سويت شيرت فاتح، حد قرر إن ده اليوم اللعين المثالي عشان يبوظه. وكمان كبت شوية على جزمتي. مثالي جدًا. سمعتها بتلهث، وهي بترجع لورا ومحدش تاني في الكافيه واخد باله، بس كنت متأكد إنهم هياخدوا بالهم قريب. لأني كنت فاضلي ثانيتين وأفقد أعصابي.

"أنا آسفة جدًا،" بدأت كلامها - وصوتها بيرتجف بشكل بسيط، "أنا آسفة جدًا جدًا-" "أه، بجد؟" قلت بنصف زمجرة، ولسه باصص على الكارثة، "أنتِ عميا؟" "أنت كنت ورايا!" قالت بدافع عن نفسها، بس صوتها كان مضطرب أكتر من الأول، "يا عم، أنا بجد مكنتش أقصد-" "يا عم؟" كررت، وكأني بسخر بعدم تصديق، "أنا مش ياعم بتاعك اللعين-" سكتت لما بصيت عليها. تمام. يا نهار أسود. كانت حلوة. حلوة أوي. عيون زرقا واسعة بتقابل عيوني الرمادية، معتذرة وخايفة في نفس الوقت، وللحظة صغيرة، أنا متأكد إني نسيت كنت هقول إيه بعد كده. بعدين، عبست. مش معنى إنها حلوة إنها تكب نص مشروبها عليا. زقت في وشي حزمة من المناديل قبل ما أقدر أقول كلمة تانية. "ممكن أدفع تمن مشروبك،" قالت بسرعة، وزقتهم أكتر ناحيتي، "وجزمتك، والسويت شيرت بتاعك. هدفع كمان تمن الصدمة العاطفية اللي ممكن تكون حصلت بسبب التفاعل ده لو عايز-" "اخرسي،" خطفتهم من إيديها، وهي اتنفضت - حركة شبه مش ملحوظة. لسبب غريب أوي، ده خلاني أحس بشعور وحش جوايا. "أنا بتكلم جد!" أصرت، واستعادت نفسها بسرعة وخطت خطوة أقرب. أنا تقريبًا خطيت خطوة لورا بشكل غريزي - بس لأ. مش هظهر ضعف وهتلكك. حتى لو كانت حلوة وريحتها حلوة أوي - دي لافندر؟ يا نهار أسود، فيه حاجة غلط جدًا فيا. "هشتريلك مافن كمان بفلوسي-" "مش عايز فلوسك اللعينة،" قلت بحدة، وببصلها بغضب، "روحي شوفي طلبك وامشي بقى." "طلبي أشـ.. أه،" بصت على السويت شيرت بتاعي وبعدين بصتلي من تحت رموشها، "أه، أعتقد لازم أعمل كده بما إن نصه عليك دلوقتي-" "وده غلطة مين اللعينة؟" "قولتلك أنا آسفة!" "آسفة مش كفاية، يا كاراميل لاتيه،" قلت بين سناني، ولفيت عيني، "إيه الجزء اللي بيقول تخلصي طلبك وتمشي اللي مفهمتيهوش؟" للحظة، بصتلي بنظرة شبه موجوعة وأنا ببصلها بغضب. أعتقد إني ثبتت نظري عليها لحظة أطول من اللازم. ده عشان عمري ما شوفت درجة اللون الأزرق دي في عيون حد قبل كده، بقول لنفسي بحزم - بس كان فيه حاجة خفيفة بتتحرك في مؤخرة عقلي. هي اللي كسرت النظرة الأول، ونضفت حلقها وهي بتلف للكاشير اللي كان بيتفرج وعينيه واسعة. "أهلًا تاني،" قالت، وصوتها كان مهزوز شوية، "ممكن تعبيلي تاني، لو سمحت؟" بقول لنفسي إنه مكنش عندي أي سبب أحس حتى بأصغر شعور بالذنب، لأنها هي اللي كبت مشروبها الغبي عليا في المقام الأول. بس، لأول مرة في حياتي، لسه حاسس إني عايز أضرب نفسي في وشي عشان كنت غلس معاها. لحسن الحظ، مكنتش مشكلة كبيرة أوي. تقريبًا محدش بص ناحيتنا، والدوشة كانت زي ما هي لما دخلنا. "عشانك؟" سمعت الكاشير بيقول، "على حسابنا." "بجد؟" صوتها كان مرتاح، "شكرًا، جدًا - فيه أي حاجة ممكن أعملها-؟" "رقمك هيبقى أحلى هدية،" قال بنفس الابتسامة اللزجة. اتأكدت إني نضفت حلقي بصوت عالي زيادة - غضبًا وضيقًا. هي متجاهلتش إني سمعتها، بس أخدت المشروب من على الكاونتر من غير ما تقول كلمة، ولفت بالراحة زيادة، بحذر تقريبًا. عيونها قابلت عيوني بنظرة خاطفة قبل ما تتحرك عشان تتفاداني. "مش مصدق إني كنت بحب الكاراميل لاتيه في وقت من الأوقات،" طلعت مني الكلمة قبل ما أقدر أتحكم فيها. إيه ده؟ "إيه؟" رفعت عينيها عليا باستغراب. "أنا كنت بحب المشروب اللعين ده فعلًا،" قولتلها بسبب رغبة غريبة وحمقاء عشان أكمل الكلام، "بس دلوقتي، الحاجة الوحيدة اللي هربطها بيها، هي بنت غبية كبتها عليا كلها." اخرس، اخرس، اخرس، بطل تكمل الحوار- "أنت غلس أوي،" علقت بتكشيرة صغيرة، "حد قالك كده قبل كده؟" "كتير،" هزيت كتفي، واديتها نظرة زهقانة، "هتمشي ولا إيه؟" "أنت اللي مكمل كلام معايا." جزيت على سناني. "عشان أنتِ سادة طريقي." هزت راسها، وتفادتني بجد المرة دي - ومشيت. مبطلتش أراقبها، وقاومت كل رغبة جوايا إني ألف وأديها نظرة تانية. الكاشير اللي قدامي، كان أقل حياءً بكتير. نضفت حلقي تاني بقوة أكتر من اللازم. عيونه رجعت بسرعة لفوق، ولحظة وحشة، كنت متأكد إنه هيديني نفس الابتسامة اللزجة اللي اداهالها. بس بدل كده، قال، "مؤخرتها جامدة. كنت ضربت دي." فجأة بقيت متضايق أكتر بكتير من ما كنت من ثانيتين. "ممكن قبضتي تضرب وشك،" قلت بحدة، وعيني بتضيق، "ايه رأيك؟" ده كان تصرف غريب أوي عني. كنت بدافع عن بنت غبية ضد متحرش زي سامري كويس. يوه. وشه اصفر، وبتمتم بكلام مش مفهوم وهو باصص على آلة الحساب. "تحب إيه يا فندم؟" قال، بوضوح أكتر المرة دي. اللي كنت أحبه، هو إني أنسى البنت الغبية دي وعيونها الزرقا الحلوة، دي كانت أول فكرة. بس اللي طلع من بوقي كان أول إشارة إني أكيد مش هنساها، لوقت طويل أوي. "واحد كاراميل لاتيه. كبير لو سمحت."

آنابيث للأسف، كونك أخرق مش صفة لطيفة زي ما ناس كتير بتفترض. بتتعوري كتير أوي، وجزء منك بيتعود على ده بعد فترة - بس مبيتحسنش. كمان بتحرجي نفسك قدام ناس غرب. "إزاي مشيتي في الباب الازاز ده بالظبط؟" بدي لبيثاني، صاحبتي المقربة، ابتسامة دامعة وهي بتحط كيس تلج على مناخيري الورمة. "مشوفتوش هناك،" بقولها، بخجل شوية. "لأ، يا عبقرية،" بتلف عينيها، "إزاي مشوفتيهوش هناك؟" "هو شفاف أوي،" بقترح، بهزة راس صادقة، "افتكرت مفيش حاجة هناك، بس بام-" بعمل حركة خبطة- "طلع فيه باب ازاز هناك فعلًا. مستخبي في وضح النهار- مستني أغلط." الأبواب الازاز كانت أكبر عدو ليا في الدنيا. مع السلالم، والأرض، وحاجات تانية كتير- بس مش ده المهم. "يا هبلة،" إليوت، صاحبي المقرب التاني، بيقول- وإيده متكتفة على صدره وهو بيبصلي بنظرة نص قلقانة نص مستنكرة. "أنا كويسة دلوقتي، بجد،" بقولهم بصدق، وأنا بقوم على رجلي- بزق إيد بيثاني بالراحة. لما هما الاتنين فضلوا يبصولي بحذر، نفخت بقلة صبر، "مكنتوش قلقانين على حجز كراسي كويسة من ثانيتين بالظبط؟" "كراسي،" إليوت بيرمش قبل ما يستوعب- "أوه، كراسي!" "كريج حاجز تلات كراسي لينا،" بيثاني بتمتم، وهي بترمي كيس التلج في سلة زبالة قريبة، قبل ما تشبك إيديها بإيدينا، "العفو." "شكرًا،" ببتسم ليها ببريق، وهي بتديني نظرة من طرف عينها، "لو كورة قدم جت ناحيتنا، هخبطها بعيد عنكوا. لأني رياضية أوي." يا سلام، أنا مش بعرف أمشي في خط مستقيم من غير ما أقع. أنا، بحاول أمسك كورة؟ غالبا هتيجي في وشي. طراخ! ده صوت مناخيري وهي بتتكسر وأنا بحاول أصد كورة قدم. "أكيد هتعملي،" بيثاني بتقول ببرود، واحنا بنروح لكراسينا في ملعب كرة القدم. احنا في مدينة بعيدة عن بيوتنا دلوقتي، بنحضر ماتش كرة قدم عشان ندعم واحدة من المدارس: المدرسة اللي مستضيفانا في برنامج تبادل طلابي. بس نتكلم عن ده بعدين.

كريج، صاحب بيثاني، شافنا قبل ما نشوفه، ورفع إيده عشان يشاورلنا نيجي. أول ما استقرينا في الكراسي اللي جنبه، مع كام واحد تانيين من مدرستنا، لفيت لبنت تانية من مدرستنا. "إيه يا ميليسا،" ابتسمتلها، "فاتنا إيه؟" مبصتش عليا، وقعدت تنفش شعرها والكاميرا الأمامية بتاعتها متثبتة قدامها زي المراية. "مفاتناش كتير، بس المذيعين بيقدموا شوية لاعيبة كورة قدم جامدين." "رقم 10 عنده مؤخرة جامدة،" سمعت إليوت بتمتم من جنبي. بيثاني مالت عشان تضيق عينيها عليه. "إيه؟" قال بدافع عن نفسه لما لاحظ إنها بتبصله بغضب، "أنا لسه بحب جاكس." "مش هيضرك لو قلتها من وقت للتاني،" بيثاني رجعت لورا في كرسيها، وعينيها لسه متضيقة. جاكس كان أخوها الكبير، وهما الاتنين بيحموا بعض أوي. "مسموحلي برضه أقدر البضاعة،" إليوت قال، وعينيه مثبتة على لاعب معين. لفيت عيني عشان أشوف هو بيتكلم عن مين- و يا نهار أزرق. الواد ده كان عنده مؤخرة خرافي. عنده كيكة جامدة، لو تسمحولي. ممكن يفتح مخبز، يا خراشي. "جاكسون،" قرأت من ضهر التيشيرت بتاعه، وسحبت عيني لفوق لما أدركت إني كنت بتفرج عليه بشكل منحرف. "هاه، ده اسم عيلة رقم 10، أعتقد." "ده الكابتن كمان،" ميليسا دخلت في الكلام، وهي بتحط روج تاني، "مشوفتش شكله من غير الخوذة دي، بصراحة." "عشرة جنيه إنه وشه جامد،" إليوت قال فورًا. بيثاني مدت إيدها وخبطت كف إيده. "تم." جاكسون- لو ده اسمه- مكنش بس لاعب وسط خرافي، ده كان كابتن عظيم كمان. كل واحد في فريقه كان بينفذ كل حاجة بيقولها، أو بيشاور عليها- وحتى في التجمعات الفريقية في وقت الراحة، كنت تقدر تشوف إن الكل بيحترمه. مكنتش قاصدة أبص عليه. بجد مكنتش قاصدة. بس كان فيه حاجة جذابة أوي في طريقة وقفته الطويلة وسيطرته على انتباه الكل بسهولة. طريقة وقفته كانت جذابة أوي، حتى من بعيد. مساعدش كمان إنه كان مفتول العضلات. لو العضلة الأمامية في دراعاته مكنتش دليل كافي، المرة اللي رفع فيها التيشيرت عشان يمسح العرق من وشه كشفت عن عضلات بطن خرافي. تقريبًا نص الجمهور اتنهدوا، أنا متأكدة. هل أنا اتنهدت كمان؟ يمكن شوية بس، أي بنت ممكن تضعف قدام عضلات زي دي- مش كده؟ حتى وقتها، مشوفتش وشه كويس لأن الخوذة كانت بتضلل ملامحه، بس كنت أقدر أقول إنه كان وسيم- بشكل خشن وجذاب. واضح أوي، فريق جاكسون كسب الماتش. بينما الكل في الملعب من فريقه كانوا بيجروا ويحتفلوا بالنصر- هو مكنش باين عليه إنه عايز يكون جزء من الاحتفال ده. كان بيقبل خبطات قبضة الإيد من وقت للتاني، أو خبطات على الضهر، أو حتى المصافحات الرجالي اللي الأولاد بيعملوها، بس غير كده كان بيتجنبها خالص. لما كان على بعد كام ياردة من الدكة، بدأ يلعب بأحزمة الخوذة بتاعته. "لحظة الحقيقة،" سمعت إليوت بيقول، وهو بيميل لقدام بترقب. شال الخوذة، رماها على الأرض، وعدى إيده في شعره الأسود- ورفع رقبته لورا. ولما شوفت وشه أخيرًا لأول مرة الليلة، فكي وقع.

"ياااس!" إليوت بيهتف من جنبي، "كسبت، كسبت، عشا فراخ. أسهل عشرة جنيه في حياتي." "هو فعلًا وشه جامد،" سمعت بيثاني بتعترف على مضض، وإليوت بس بيعايرها أكتر. بس أنا مش مركزة معاهم أصلا. كل اللي بفكر فيه، وأنا ببص على جاكسون ده، هو: واد الكافيه؟؟!! رجليا بتتحرك لوحدها قبل ما أقدر أفكر. "هرجع حالا،" سمعت نفسي بقول لأصحابي، وعيني مثبتة على الواد وهو بيميل عشان ياخد زجاجة مية من الدكة بتاعته. أنا مش عارفة حتى ليه بمشي ناحيته. أعمل انطباع أحسن من اللي فات؟ أقوله إنه كان عظيم؟ أحرج نفسي أكتر؟ جزء من عقلي استوعب إنه من نفس المدرسة اللي مستضيفانا، وده معناه إني هشوفه كتير. يا إلهي، ممكن يكون شريك مع حد أعرفه لو كان بيشارك في برنامج التبادل الطلابي! كل ما بقرب منه، وأنا بتفادى الناس وبزق نفسي بينهم- بستوعب إنه أطول بكتير مما كان باين من بعيد. وأضخم كمان- يا خراشي. لما بقيت على بعد عشرين قدم منه، ولسه بتفادى الناس، فتح زجاجة مية وفضاها على راسه بالراحة. أوه. أوه تمام. أنا محرجة إني أعترف إني وقفت أبص عليه بذهول. شوية صغيرة بس. دفاعًا عني، بنات كتير كانوا بيبصوا. واحدة وصلت لدرجة إنها هوت على نفسها بمروحة وقعدت بشكل مسرحي وهو نفض شعره ورجعه لورا. وبينما كنت زي أي بنت هنا، بتفرج على الواد ده، على الأقل معملتش كده. غصبت نفسي أفوق، وزقيت نفسي بين آخر كام واحد. حاجة واحدة باين إني فوتها خالص، هي إن معظم الناس- رغم إنهم بيبصوا من بعيد- كانوا بيتجنبوه. محدش خالص قرب منه. إلا هبلة معينة. ودي، سيداتي سادتي، أنا، أنا "الهبلة المعينة". "ياااي!" ناديت، لما كنت على بعد كام قدم وراه، "ياي، يا واد الكافيه!" بس لما الكلمات طلعت من بوقي استوعبت إني صوتي غبي أوي. الواد وقف. اتعدل، وفجأة عايزة ألف الناحية التانية وأجري. غصبت نفسي أثبت وأنا واقفة وهو لف، بالراحة جدًا، وعيونه الرمادي الغامق قابلت عيوني. "أنتِ،" قال، ونظرته ضاقت. حتى متعبش نفسه يخبي الازدراء في ابتسامته الساخرة. "أنا!" قولتهاله بابتسامة مشرقة، وأنا خطيت خطوة أقرب. "مفتكرتش إنك هتفتكرني-" "مش أعتقد إني أقدر أنساكي لو عايز،" قاطعني قبل ما أخلص. في سياق تاني، ده كان هيبقى كلام رومانسي وحلو أوي، بس بالطريقة اللي كان بيبصلي بيها بغضب- أقدر أقول إن اللي كان في دماغه بعيد كل البعد عن الرومانسية. يمكن أقرب للقتل. "عشان كنت ساحرة أوي في آخر مرة اتقابلنا؟" اقترحت بخجل. "عشان بوظتي السويت شيرت المفضل بتاعي،" رد بسخرية، وضيق عينيه أكتر. "أنا بجد آسفة،" قولتهاله تاني، والذنب بيخنقني، "بص، ممكن أديك فلـ..." "مش عايز فلوسك اللعينة،" قال بحدة، خلاني أبلع كلامي. "أنتِ بتعملي إيه في مدرستي أصلا؟ بتدرسي هنا؟" مكنتش فاكرة إن الواد ده بيعرف يكون لطيف. أو مؤدب. بس تمام، ساعات الناس بتكون كده ومتقدرش تعمل حاجة. يمكن أكون لطيفة ومبهجة زيادة عشان أعوض. هزيت راسي بس ابتسمتله مع ذلك. "أنت من ليكفيو؟ حاسة إننا هنشوف بعض كتير أوي." عبست على كلامي أول ما قولته. يا سلام على الغرابة والرعب. "رعب،" تمتم، وهز راسه. شفت عينيه بتديني نظرة بطيئة جدًا، بس خفيفة، وشفايفه انكمشت في تعبير شبه الغضب لما شاف اللي على التيشيرت بتاعي. "كاريت؟" قال، ورفع حاجبه، "أنتِ سخيفة زي شكلك." "يا عم،" ضيقت عيني عليه، "دي نكتة راقية، تمام؟" إنك تكون غلس معايا تمام، بس تهين التورية؟ هنا بقى فيه خط أحمر. التيشيرت بتاعي كان واحد من تيشرتات نكت الخضار اللي عندي- وكان عليه جزرة كرتونية في وضع قتال مع كلمة كاريت. كانت عبقرية في رأيي. مش في رأي السيد نكدي. "محتاج مبيض لعيوني،" قال ببرود. "أنت محتاج حس فكاهي أحسن،" وبخته، "دي مضحكة، تمام؟ أنا ضحكت." مش محتاج يعرف إني بضحك على أي نكتة بايخة. "دي غبية،" رد بحدة، "أغبى حتى من التيشيرت اللي كنتِ لابساه لما كبيتي مشروبك عليا. كان إيه ساعتها- ليتوس دو اور بيست؟" رمشت عليه. "إزاي فاكر ده أصلا؟" أنا مش فاكرة فطرت إيه، والواد ده فاكر إيه كان على التيشيرت بتاعي من يومين.

لثانية، تعبيره اتجمد- كأنه مش عارف إجابة السؤال ده- بس بعدين رجع قاسي تاني. "لأني كان عندي نص النية أكب عليكِ مشروب، عشان تعرفي إحساس الملابس المتبهدلة إيه-" "ده تاني؟" كرمشت مناخيري، "قولتلك أنا آسفة- بص، إيه رأيك نبدأ من جديد؟" "مش مهتم،" قال ولف عينه، وكتف إيديه على صدره. اتجاهلته، ومديت إيدي بابتسامة. "أنا آن- استنى. أنا عارفة اسم عيلتك بس، يبقى لازم أقولك اسمي. إيفانز." أداني نظرة اشمئزاز لإيدي، قبل ما يرفع حاجبه. "مش فارق معايا." "المفروض تسلم عليا،" قولتهاله، متظاهرة إنه مقالش كده. هو بس فضل يبصلي بنظرة غير مهتمة وساخرة وأنا فضلت أبصله بتوقع. "بصي يا إيفيلز،" بدأ كلامه، "إيفانز،" صححتله. "-أنا مش عارف مين اللعنة أنتِ،" كمل كأني مقولتش حاجة، "ومش ناوي أعرف. إيه رأيك تسبيني في حالي، تمام؟" حسيت ابتسامتي بدأت تضعف. كتمت ارتعاشة. "مش محتاج بنت غبية تانية تمشي ورايا زي جرو،" ثبت نظره عليا، وتعبيره قاسي، "أنا مش بـ..." لمحة شعر أشقر لفتت انتباهي في المدرجات وراه، وشتتني عن اللي كان بيقوله. ومن حظي التعيس، عينين خضرا مألوفة قابلت عيوني. عيونه اتسعت، وشفايفه نطقت اسمي. لأ. لأ لأ لأ لأ- "أنت عندك حق تمامًا،" قولتها فجأة، ورجعت انتباهي للواد اللي قدامي- وقطعت كلامه اللي كان هيقوله، "همشي أنا بقى-" "إيه؟" عبس عليا، وعيوني رجعت تبص من فوق كتفه تاني. كان قايم من كرسيه، وعينيه لسه مثبتة عليا. يا خراشي، لازم أهرب من هنا. "أنت سامعني أصلا؟" "أكيد سامعاك،" قولتها ببريق، وأنا بدأت أرجع لورا، "هسيبك في حالك-" إيد لفت حوالين معصمي، وسحبتني ناحية جسم صلب. عيوني الواسعة قابلت عيونه الرمادية وهو بيبصلي بغضب.

"إيه اللي عندك؟" بيبصلي من فوق، وتعبيره قلق وغضبان، وقبضته على معصمي بتشد، بس مش بتوجع. حاسة بدفا أكتر من أي حاجة. "مفيش،" بصيت من فوق كتفه، وشفت عينيه بتضيق على التفاعل ده، "بص، أنت عايزني أسيبك في حالك؟ بام- ترمش، وهكون اختفيت، إيه رأيك؟" "إيـ..." كان بدأ يمشي في الاتجاه ده. أصحابه الاتنين كانوا بيبصوا عليه بحذر، بيقرروا يمشوا وراه ولا لأ، بس اتأخروا. بس أنا مش عايزة أتكلم معاه. مش عايزة أكون قريبة منه. "لو سمحت سيبني،" ابتسامتي اختفت، وأنا متأكدة إني شكلي أقرب للرعب دلوقتي. ده باين إنه جاب نتيجة. جاكسون، لو ده اسمه أصلا، ساب إيدي كإني حرقته، وتكشيرته زادت. بس أنا متأخرتش، ومحاولتش أحلل لو جزء من التعبير ده كان قلق. أنا بس لفيت وجريت.

تعليقات

authorX