رحلتي مع القدر - الفصل 31
رحلتي مع القدر
2025, خضراء سعيد
اجتماعية
مجانا
خارجة من العمليات شاحبة كالملاك الجريح، يارا ترقد تحت تأثير البنج، بينما عائلتها يحيط بها ككابوس يقظ. الأم ترتجف ودموعها تفضح قلبها المكسور، والأب صامت بعيون تصرخ بالقهر. ابنتهم الصغيرة دفعت ثمن قسوة زوج لم يرَ فيها إلا أداة، لتخرج محطمة الجسد والروح، وحلم الأمومة يتبخر.
يارا
فتاة في السابعة عشرة من عمرها، عانت من تجربة زواج مؤلمة وقاسية تركتها محطمة جسديًا ونفسيًا وفقدت حملها. تظهر في بداية الفصل ضعيفة ومتعبة بعد العملية، لكن في النهاية يلمع في عينيها بصيص أمل وإصرار على التعافي.والد يارا
أب موجوع وصامت، يشعر بالذنب والعجز لأنه لم يستطع حماية ابنته من هذه التجربة القاسية. نظراته المليئة بالحزن والقهر تعبر عن عمق ألمه.
يارا كانت خارجة من أوضة العمليات، ممددة على السرير، ووشها شاحب كإنه ورقة بيضا، عينيها نص مفتوحة ومش واغدة بالها من اللي حواليها. لسه تحت تأثير البنج، بس اللي حواليها كانوا صاحيين على كابوس. أمها كانت واقفة بتترعش، ماسكة إيدها عشان متنهارش، بس دموعها فضحتها. أبوها كان عمال يبصّ فيها بعيون مليانة حزن وقهر، ساكت، بس قلبه بيصرخ. أخوها ماسك راسه ومش قادر يبصّ عليها، وأخته الكبيرة قاعدة جنبها تمسح عرقها وهي بتبكي من غير صوت. بنتهم عندها سبعتاشر سنة، وشافت وجع الستات الكبار، اتحملت ضرب وإهانة وكلام جارح من واحد مفيهوش ضمير، جوزها اللي كان شايفها مجرد لعبة. غصب عنها دخلت حياة أكبر منها، وغصب عنه طلّقها بعد ما بوّظ فيها كل حاجة، جسمها، ونفسيتها، وحلم الأمومة اللي اتكسر قبل ما يتحقق. الكل كان واقف حوالين السرير، بس كل واحد حاسس إنه لوحده في زنزانة من الحزن. الأم بتبص على بنتها وبتقول جواها: هو دا اللي كنتي مستعجلة عليه؟ الجواز اللي كسرك وانتي لسه بتلعبي بالعرايس؟ والأب بينه وبين نفسه بيقول: لو كنت وقفت في وشهم من الأول، يمكن ما كانتش حصلت كل دي المصايب. تاني يوم، الجو في الأوضة كان كئيب، ريحة المستشفى والمطهر ماليه المكان، وهدوء غريب بيخنق. يارا بدأت تفتح عنيها بشويش، كانت مرهقة، ملامحها هادية بس متكسّرة، زي طفلة راحتها اتسرقت. لمّا شافت أمها، حاولت تبتسم، بس شفايفها ما قدرتش. يارا بصوت واطي:ماما… هو حلم؟" الأم، وهي بتطبطب على شعرها ودموعها بتجري:لأ يا قلب أمك… بس خلاص، كله راح… وانتي هترتاحي دلوقتي، يا حبيبتي." يارا حاولت تلف وشها الناحية التانية، بس دمعة نزلت من عينيها قبل ما تقول:هو كان لازم أوصل لكده؟ عشان الناس تصدق إني كنت بتعذّب؟" أختها قربت منها، وبإيدها منديل:اللي راح ما يرجعش، بس إنتي لسه صغيرة، ولسه قدامك حياة تعيشيها صح… بعيد عن أي وجع. يارا سكتت، وفضلت تبص في السقف كأنها بتعدّ السنين اللي راحت، سنين مش من عمرها، من حزنها. كان واضح إنها مش بس فقدت جنين، دي فقدت براءتها، وطفولتها، وثقتها في الدنيا. بس في نفس اللحظة، كان فيه نور صغير بدأ يلمع في عينها… نور حد نجا من الغرق، وقرر يتعلم يعوم. تحب نكمّل من لحظة خروجها من المستشفى؟ أيوه، تعال نحكي حكاية جواد... جواد كان واقف بعيد، ما حدّش واخد باله منه، عينه بس اللي بتحكي. من يوم ما عرف يارا وهو شايف فيها نقاء ما شافوش في حد، بنت بريئة اتحطت في دنيا أكبر منها، واتكسرت وهو مش قادر يعمل حاجة. كان بيشوفها كل يوم، والوجع بيزيد، يشوفها بضحكتها اللي بتخبّي ورّاها مليون جرح، بعينيها اللي فيها كلام كتير ما بيتقالش، وقلبها اللي بيصرخ من غير صوت. جواد كان دايمًا موجود، في صمت، في الخفاء، بس حبه ليها كان واضح في كل نظرة، في كل لمحة اهتمام، حتى لو من بعيد. لما دخلت المستشفى، قلبه وقع. جري من غير ما يفكر، وقف على باب القسم، ما قدرش يدخل، بس فضّل واقف. بيدعي، وبيتمنى لو يقدر ياخد مكانها في الألم، بس ما يقدرش يعمل أكتر من كده. شافها وهي خارجة من أوضة العمليات، شافها وهي نايمة، متعبة، مكسورة… وداخله نار. قال لنفسه:ليه الحب لازم يفضل ساكت؟ وليه اللي يحب بصدق يفضل يتعذّب في قلبه؟ بس جواد ما كانش عايز يدخل حياتها وهو عارف إنها لسه خارجة من جرح كبير. كان خايف يقرب، يخليها تحس إنه بيستغل ضعفها، أو يضغط عليها بأي شكل. اختار يحبها بصمت، لحد ما تقوم من تاني، لحد ما تضحك من قلبها، وقتها يمكن يقدر يقولها:أنا هنا… كنت معاكي طول الطريق، ولو تسمحيلي، أكمل معاكي باقيه.
هوت شوكليت بالنعناع
ردحذف☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️☺️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
ردحذف