حين يلتقي الحب بالقسوة - الفصل الرابع

حين يلتقي الحب بالقسوة

2025, ريم محمد

فانتازيا

مجانا

تستيقظ إيون في مكان غريب بعد فقدان الذاكرة، لتواجه رجلًا غامضًا يدعوها "العروس الجديدة". تتصاعد الأحداث مع محاولتها فهم هويتها ومكانها، بينما يثير هذا الرجل بتصرفاته الساخرة تساؤلات مقلقة. الرواية تمزج بين الغموض والرومانسية المظلمة، وتعد القارئ برحلة مليئة بالمفاجآت والصراعات العاطفية.

ولي العهد

شخصية ملكية ذات جاذبية وسحر، يبدو مهتمًا بسيرافينا ويحاول التقرب منها بطريقة رومانسية. يظهر كشخص ودود ومريح، لكن يظل هناك إحساس بأنه جزء من هذه الأحداث المعقدة..

الكونتيسة أذلين

معلمة أو وصية على سيرافينا. تبدو أنها تنفذ تعليمات أخرى وتترك سيرافينا في مواقف غير متوقعة.

إيميليا

خادمة سيرافينا المخلصة، تظهر كشخصية طيبة القلب وقلقة على سيدتها. تحاول دعم سيرافينا ورفع معنوياتها، وتضيف لمسة من الفكاهة في المواقف الصعبة.
تم نسخ الرابط
حين يلتقي الحب بالقسوة

 هذا لا يصدق!
لم أستطع النوم. أحداث الأمس كانت كالشبح الذي يطاردني، تطوف في ذهني بلا توقف. اجتماعي مع ولي العهد تشارلز إيفرمور، ثم ظهور الماركيز فالين لوكراس دراكونيا بشكل مفاجئ، جعل كل شيء يبدو وكأنه جزء من لعبة غامضة لا أفهمها.

بعد انتهاء اللقاء، غادرت الكونتيسة أذلين فجأة، ولم تترك لي سوى تعليمات مقتضبة:

"سنكمل الدروس غدًا... في قصر الماركيز فالين لوكراس دراكونيا!"

شعرت بصدمة تعصف بي. لماذا في قصره؟ لماذا الآن؟
تساؤلات كثيرة أرهقت رأسي، وكل محاولة لفهم ما يحدث زادت من شعوري بالعجز.

في مكان آخر، في أحد القصور المهيبة:

وقف الماركيز فالين لوكراس دراكونيا أمام نافذة ضخمة تطل على حدائق قصره المترامية الأطراف. ضوء القمر انعكس على عينيه الفضيتين، ليمنحهما بريقًا غامضًا. بدا مستغرقًا في التفكير، لكن ملامحه لم تكن تخلو من المرح الخفي، وكأنه يلعب دورًا في مسرحية يتقنها جيدًا.

"سيدي،" قال أحد الحراس المخلصين بصوت خافت، مما قطع أفكار فالين.
"لقد بحثتُ في الأمر. يبدو أن للإمبراطور يدًا في هذا الترتيب."

ارتسمت على شفتي فالين ابتسامة جانبية مريبة، تتناقض تمامًا مع الضحكة الخفيفة التي صدرت منه فجأة.
"كما توقعت..." قال بهدوء، نبرته تحمل مزيجًا من الرضا والتحدي.

"ما الذي تريده مني الآن؟" سأل الحارس بتردد.

استدار فالين ببطء، عينيه الثاقبتين تخترقان الرجل أمامه، ثم قال بصوت منخفض يحمل نغمة آمرة:
"راقب الأميرة الجديدة. لا تدع شيئًا يفوتك... خاصة عندما تكون في قصري.

'في مكان آخر !.
كانت الحديقة الملكية مضاءة بهدوء تحت ضوء القمر الفضي. الزهور المتفتحة تنشر عبيرها، والهواء البارد يلف المكان " كنت أجلس على مقعد حجري بالقرب من النافورة، محاولة استجماع أفكاري، عندما سمعت صوت خطوات خفيفة خلفي.

"لا أعتقد أن الجلوس هنا وحدكِ فكرة جيدة، خاصةً في هذا الوقت من الليل."

عرفت الصوت على الفور. التفتُّ ببطء، ووجدت ولي العهد، تشارلز ألكسندر إيفرمور، يقف هناك. عينيه البنيتان تلمعان بانعكاس ضوء القمر، وشعره الأسود ينسدل بنعومة على جبينه، يمنحه مظهرًا ملكيًا ومألوفًا في آن واحد.

"وهل أنت هنا لتتأكد أنني لن أتعرض لأي مكروه؟" سألته بابتسامة خفيفة، لكن قلبي كان يخفق بقوة.

"ربما، أو ربما أردت فقط أن أستمتع برفقتك بعيدًا عن أعين الجميع." اقترب ببطء، ومد يده نحوي. "هل تسمحين لي برقصة؟"

"رقصة؟ هنا؟" قلت بدهشة، نظري يتنقل بين يده الممدودة والأرض المغطاة بالعشب.

"هل تخافين أن تُجرحي من العشب؟" سأل بابتسامة ساخرة، ثم أردف بصوت أكثر دفئًا، "سيرافينا، في هذه اللحظة، لا أحد يرانا، لا توجد قواعد. فقط أنا وأنت."

ترددت للحظة، ثم وضعت يدي بيده. كانت دافئة، ثابتة. قادني بخطوات هادئة إلى وسط الحديقة، تحت شجرة الكرز المزهرة.

بدأ يحرك يدي بلطف، وكأننا نرقص على موسيقى خفية لا يسمعها سوى نحن. الهواء البارد أحاط بنا، لكن قربه مني جعلني أنسى كل شيء آخر.

"أتعلمين، هناك شيء يثير فضولي بشأنكِ، سيرافينا." قال وهو ينظر إلى عينيّ.

"وما هو؟" سألته بصوت يكاد يخرج همسًا.

"كيف يمكن لشخص أن يبدو قوياً وهشاً في آنٍ واحد؟" 
قال بابتسامة، بينما حركني بحركة دوران صغيرة جعلت ثوبي يتطاير حولي كزهرة متفتحة.

شعرت أنني لا أستطيع الرد. الكلمات علقت في حلقي، لكن قلبي كان يتحدث بدلاً مني.

"أنتِ غامضة، مثل كتاب أريد قراءته مرارًا وتكرارًا، ولا أكتفي." أضاف بصوت منخفض، يكاد يكون اعترافًا.

"وربما لن تجد كل الإجابات التي تبحث عنها." قلت، محاولًة أن أبدو واثقة، رغم أنني شعرت بأنني قد أفقد توازني، ليس بسبب الرقصة، بل بسبب نظراته التي تحمل أكثر مما يُقال.

توقف فجأة، نظر إليّ بعمق، ثم همس: "قد لا أحتاج إلى إجابات، إذا كان وجودكِ يكفي."

في تلك اللحظة، شعرت وكأننا وحدنا في العالم. لكن إحساسًا خفيًا جعلني ألتفت بسرعة نحو الجهه الاخرئ". كان هناك شخص يراقبنا.

شعرت بنظراته دون أن أتمكن من رؤية وجهه. كيان غامض وقف بين الأشجار، يختبئ خلف الظلام، وكأنه شبح يُراقب بصمت. نظرت إلى تشارلز، لكن ملامحه بقيت هادئة، وكأنه لم يلاحظ شيئًا.

"هل شعرتِ بشيء؟" سألني بنبرة قلقة، لكنه لم يترك يدي.

"لا... ربما خيال فقط." قلت بصوت متردد، محاولًة أن أبدو طبيعية. لكن داخلي كان يعج بالتساؤلات.

ٱه أعتقد اني تاخرت ستقلق أميليا الان !...
"لم أستطع ألأنجرار أكثر بينما لا زلت خايفه من نفسي ومن حقيقتي ...! 
أبعدت يدي منه بسرعه بينما ابتعدت عنه قدر ألأمكان ....!؟

كانت خطواتي ثقيلة وأنا أسير مبتعدة عن الحديقة. تركت خلفي شجرة الكرز التي شهدت لحظة لم أكن أتصور أن أعيشها يومًا. ضوء القمر كان يرافقني، لكنني شعرت وكأن ظلاً آخر يتبعني.

كنت أحاول تهدئة نبضات قلبي بعد تلك الرقصة مع تشارلز. كلماته، دفء يديه، نظراته... كل شيء كان أشبه بعاصفة اجتاحت كياني وتركتني مشوشة.

عندما اقتربت من بوابة الحديقة المؤدية إلى الممر الطويل، توقفت للحظة، وألقيت نظرة أخيرة إلى الوراء. كان يقف هناك، في المكان الذي تركته، ينظر إليّ بصمت. لم أستطع قراءة تعابيره، لكنها حملت شيئًا جعلني أشعر أن هذا ليس وداعًا عاديًا.

بابتسامة خفيفة، أومأت برأسي، ثم استدرت وتابعت طريقي.

عند وصولي إلى الممر المظلم المؤدي إلى القصر، كان كل شيء صامتًا. حتى صوت الرياح اختفى، وكأن الطبيعة نفسها تنتظر.

لكن إحساسًا غريبًا كان يراودني، إحساس بأنني لست وحدي. التفتت سريعًا، ولم أرَ سوى ظلال الأشجار تتراقص تحت ضوء القمر.

"مجرد أوهام..." همست لنفسي، محاولًة طمأنة قلبي المتسارع.

عندما اقتربت من باب القصر الخلفي، فتح الباب فجأة. وقفت إيميليا هناك، عيناها مليئتان بالقلق.

"سيدتي! كنت أبحث عنكِ في كل مكان. لماذا خرجتِ وحدكِ؟"

"كنت بحاجة إلى بعض الهواء النقي." قلت بصوت هادئ، لكنني شعرت أن نبرتي لم تكن مقنعة.

نظرت إليّ مطولًا، ثم قالت بنبرة حذرة: "حسنًا... سيدتي، أرجوكِ لا تفعلي هذا مجددًا. الليل ليس وقتًا آمنًا للتجول."

هززت رأسي موافقة، لكن قلبي كان مثقلًا بالتساؤلات. شعرت وكأنني خرجت من حلم غريب، حلم ترك في داخلي أثرًا لا أستطيع تفسيره.

بينما أغلقت إيميليا الباب خلفي، شعرت بعيون أخرى تراقبني من نفس ألمكان لم ألتفت، لكن الإحساس ظل يرافقني حتى دخلت غرفتي وأغلقت بابها.


"أليوم ألاخر "

"في قصر الماركيز ...!"

في غرفة سيرافينا:

جلست على سريري المرتب بدقة، أراقب انعكاسي في المرآة. رغم أنني كنت هنا منذ فترة قصيرة فقط، شعرت وكأنني عالقة بين عالمين. لماذا أرسلوني إلى قصر الماركيز؟ ولماذا شعرت وكأن كل من حولي يلعبون لعبة لا أفقه قواعدها؟

أمسكت فستاني الطويل، وشددت عليه بتوتر.
"هل أصبحت مجرد قطعة شطرنج في لعبة لا أفهمها؟" تمتمت بصوت منخفض.

رغم كل الأسئلة التي تحاصرني، كان هناك شيء واحد أعرفه يقينًا:
هذه ليست مجرد صدفة.


قبيل المغادره إلا القصر ...."
السماء رمادية تتساقط منها قطرات مطر خفيفة، تداعب نوافذ العربة المتأرجحة التي تحملني بعيدًا عن كل ما أعرفه. أنا سيرافينا، أو هكذا يدعونني، لكن حتى الآن، لم أفهم ما الذي يجعلني مهمة جدًا في هذا العالم الغريب الذي زُجّ بي إليه. كل يوم يمر، أشعر وكأنني مجرد لعبة تُحركها خيوط خفية، تدريب لا ينتهي، أسئلة بلا إجابات، وكأن الجنون يقترب مني بخطى ثابتة.

"سيدتي؟"
صوت إيميليا الناعم، خادمتي المخلصة، أيقظني من دوامة أفكاري. نظرت إليها، وشعرت بالذنب لأنها لاحظت شرودي مرة أخرى.

"سيدتي، هل العربة غير مريحة؟ لقد أُرسلت خصيصًا من قِبل منزل الماركيز دراكونيا."

نظرت إلى داخل العربة المزخرفة بنقوش ذهبية، لكنها بدت كقيد أكثر مما هي وسيلة للنقل. شعرت بالانزعاج من كل شيء، حتى من النعومة المخملية التي تكسو مقاعدها.

"لا يهمني أمر العربة." قلت بصوت خافت، لكنني كنت أعلم أن كلماتي لا تعكس ما أشعر به حقًا.
الألم الجسدي الذي سببه التأرجح لم يكن شيئًا مقارنة بالثقل الذي يجثم على روحي.

ما يقلقني حقًا هو أنني لا أملك القوة لقول "لا".
هذا الشعور بالعجز، وكأنني ورقة تسير مع الريح، تُقاد إلى حيث لا أريد الذهاب، هو ما يجعل صدري يضيق أكثر فأكثر.

أخفضت إيميليا رأسها باحترام، لكنها لم تُخفِ قلقها. "سيدتي، مهما كان يثقل كاهلك، اعلمي أنني هنا لأقف بجانبك. حتى لو لم تجدي القوة الآن، فإنكِ تملكين شيئًا لا يملكه الآخرون... قلبًا لم يُلوثه الجشع."

كلماتها، رغم بساطتها، لامست شيئًا عميقًا في داخلي. لكنني تساءلت: هل يمكن للقلب وحده أن يكفي في عالم يُقاد بالقوة والحيلة؟

العربة استمرت بالسير وسط الغابة التي تُغطيها طبقة خفيفة من الضباب، وكأنها تأخذني إلى مصيري الذي لا أملك سوى مواجهته. هل سأجد الإجابة عن من أكون؟ أم أنني سأظل تائهة بين قوى تحيط بي من كل جانب، تبحث عن "سيرافينا" التي لا أعرفها؟

بينما كنت غارقة في أفكاري، شعرت بحركة غير طبيعية في العربة، ثم فجأة انزلقت إحدى الوسائد الحريرية من مقعدي واصطدمت بالأرض.

"سيدتي! انتبهي!" صاحت إيميليا وهي تحاول أن تثبت الوسادة مجددًا، لكن حركاتها المتسرعة جعلتها تفقد توازنها وتجلس على الوسادة بدلاً من أن تعيدها إلى مكانها.

"إيميليا، ما الذي تفعلينه؟" قلت بينما أضع يدي على فمي في محاولة يائسة لكتم ضحكتي.

"أنا؟ لا شيء!" قالت بسرعة، لكنها كانت تحاول الوقوف بشكل محرج، مما جعلها تتعثر مرة أخرى.

"أوه، يبدو أن الوسادة قررت أن تكون أكثر راحة مني!" قالت وهي تعبس بطريقة طفولية.

لم أستطع منع نفسي هذه المرة، انفجرت بالضحك. ضحكت بعمق لدرجة أنني شعرت ببعض الدموع تتجمع في عيني.

"أخيرًا!" قالت إيميليا بابتسامة واسعة وهي تمسح الغبار عن تنورتها. "كنت أعلم أن هناك طريقة لإضحاكك، حتى لو تطلب الأمر التضحية بكرامتي أمامك!"

ضحكت مرة أخرى، هذه المرة كان الضحك خفيفًا لكنه دافئ. لأول مرة منذ أسابيع، شعرت بشيء يشبه الراحة وسط كل هذا العبث !

داخل العربة، بينما كنت أحدق من النافذة إلى الضباب الذي يغلف الطريق، قررت إيميليا كسر الصمت المطبق.

"سيدتي، هل سمعتِ عن الكاهن الأعلى ريالوا؟"

رفعت حاجبي قليلًا وقلت ببرود، "هل يفعل أحد شيئًا غير الحديث عنه؟"

ابتسمت إيميليا ابتسامة خفيفة، لكنها كانت مليئة بالمكر. "سمعت أنه يستطيع رؤية المستقبل. يقولون إنه يعرف مصير كل شخص قبل أن يُولد."

"وهل أخبرك بمصيركِ؟" قلت بسخرية، محاولة إخفاء نفاد صبري من كثرة ذكره.

"ليس بعد، لكنه يمكنه أن يفعل ذلك إذا أردتِ. كل ما علينا فعله هو تقديم قربان صغير..." قالت وهي تخفض صوتها لتبدو أكثر إثارة.

"قربان صغير؟ ماذا تعنين؟"

"لا شيء كبير، ربما مجرد دجاجة أو..." توقفت لتبتسم بخبث، "علبة من الحلوى التي تخبئينها في درجكِ!"

أطلقت ضحكة مفاجئة رغمًا عني. "إيميليا، أنتِ تعرفين أن تلك الحلوى ليست قربانًا. إنها كنز!"

"كنز؟" قالت بمرح، ثم عادت للجلوس مستقيمة وهي تحاول أن تبدو جادة. "لكن بصراحة، سيدتي، ألا تعتقدين أن الكاهن ريالوا... مخيف قليلاً؟"

صمتُّ لوهلة، وقلت بنبرة أكثر جدية، "أكثر من مخيف. إنه يتحكم بكل شيء في حياتي، وكأنني مجرد قطعة شطرنج على لوح كبير."

"أوه، بالتأكيد، لكنه ربما يتحكم حتى في متى سنشرب الشاي!" قالت بصوت مضحك وهي تشير بيدها كأنها تؤدي طقوسًا.

ضحكت مرة أخرى، لكن خلف الضحك كان هناك شعور بالضيق. ريالوا لم يكن مجرد رجل عادي. كان أقرب إلى ظل يطاردني أينما ذهبت، وكل ما أفعله 
""كان بمباركته أو بأمره.""

"ومع ذالك انا لا أكرهه بالعكس هناك شئ فيه يجدبني أليه !."

كان المعبد الذهبي شامخًا وسط جبال هائلة، يعكس ضوء الشمس على جدرانه المكسوة بأوراق الذهب وكأنه وميض من عالم آخر. في الداخل، كان الجو مهيبًا، والهواء مشبعًا برائحة البخور الذي يملأ الأروقة الواسعة. أصوات الترانيم القديمة ترددت بصدى عميق، وكأن الجدران نفسها تشارك في الدعاء.

وسط كل هذا العظمة، كان الكاهن الأعلى ريالوا جالسًا على عرشه المزخرف بالذهب والأحجار الكريمة، محاطًا بالمخطوطات القديمة والشموع المشتعلة. وجهه كان هادئًا، لكن عينيه الداكنتين حملتا ثقلًا من الأسرار والمعرفة التي لا يجرؤ أحد على سؤاله عنها.

بينما كان يمسك بمخطوطة قديمة، مزينة بحروف محفورة بعناية، دخل مساعده الشخصي بانحناءة سريعة.

"مولاي ريالوا، وصلت التقارير من الحدود الغربية."

لم يرفع ريالوا نظره، بل استمر في قراءة النصوص بهدوء. كان هدوؤه مخيفًا لمن لا يعرفه، ولكنه في الوقت ذاته مهيب لمن اعتاد على وجوده.

"ضعها هناك." أشار بيده دون أن ينطق بكلمة أخرى.

وضع المساعد الرقعة بجانب المخطوطات، ثم قال بتردد: "مولاي، بشأن الفتاة..."

توقفت يد ريالوا عن الحركة، وأخيرًا رفع نظره. كان صوته عميقًا ومليئًا بالثقة: "سيرافينا ليست مجرد فتاة. إنها المفتاح، وهي أيضًا اللغز. ما زال الوقت مبكرًا لتحديد أي مصير ستختار."

تراجع المساعد خطوة إلى الخلف، متجنبًا نظراته القوية.

"استمروا في مراقبتها. لا أريد أي خطأ." قال ريالوا وهو يغلق المخطوطة ويضعها جانبًا. "المسألة ليست فقط في اختيارها، بل في كيفية تعامل العالم معها."

ثم نهض من مكانه، ووقف أمام النافذة الكبيرة المطلة على الجبال. المشهد كان ساحرًا، لكنه كان يراه بعين مختلفة.

"الظلال تتحرك أسرع مما توقعت. لن أسمح للعالم بأن ينحني أمام الفوضى مجددًا. ليس بعد كل هذا الوقت."

صمت للحظة، ثم أضاف بهدوء أشد خطورة: "تأكد أن الجميع يعلم أن من يخالفني... لن يجد مكانًا تحت نور المعبد الذهبي."

غادر المساعد بسرعة، تاركًا الكاهن الأعلى وحيدًا في عزلته المعتادة. لكن في عيني ريالوا، كان هناك يقين. يقين بأن اللعبة بدأت، وأنه اللاعب الوحيد الذي يعرف قواعدها بالكامل

✓^^""""""""نهاية الفصل """"""""^^✓

تعليقات

  1. تعليقات تفتح النفس يارب

    ردحذف
  2. زينب العانزي20 أبريل 2025 في 3:05 م

    قرأتلك الفصل الأول ومن شهور لم أقرأ روايه بمثل هذا الجمال واقوم بقرائه الباقي منها ولو ينفع اخد جزء منها انزله على صفحتي على تويتر

    ردحذف
    الردود
    1. أي تسلمي حبيبتي ع التعليق الحلو اي ينفع تاخدي وتنشري ع صفحتك بس لو تدكري حسابي ورابط الروايه يكون ممتاز هي كمان ع الوتباد

      حذف
    2. نسيت اكتب اسمي ع التعليق

      حذف
  3. عاجبني ريالوا اوى
    الشخصيات انتي اللي كتباها

    ردحذف
    الردود
    1. أي الشخصيات انا نسجتها من خيالي

      حذف
  4. Directed to the Arab community, what do you think of this work? Should I translate it to suit you or should you understand it?
    https://www.rwayaa.com/2025/04/bts-in-school-korean-novel.html

    ردحذف

إرسال تعليق

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء