هبه والمنتقم 9
هبه والمنتقم 9
2025, خضراء سعيد
اجتماعية
مجانا
في مقهى اعتادت رهف ارتياده بحثًا عن سلوى، تلقت طعنة مزدوجة. رأت حبيبها آدم بصحبة ابنة خالها، سمير يباركهما على علاقة بدأت خلف ظهرها. شعور بالخيانة من أقرب الناس إليها حطم قلبها، لتواجه وحدتها بجرح أعمق من الفقد. عادت رهف إلى بيتها محطمة، تواجه نظرات قلقة من عائلتها التي صدمت بخيانة سمير. صرخت رهف بوجعها، متسائلة عن صمته وتظاهره بالأخوة،
رهف
تعرضت لصدمة عاطفية قاسية بخيانة حبيبها وصدمة أكبر بخيانة ابن خالها الذي كانت تعتبره سندًا. نراها في لحظة ضعف وانكسار، لكن يظهر بداخلها بذرة قوة تدعوها للمضي قدمًا.آدم
حبيب رهف السابق، يظهر كشخص متذبذب وغير واضح في مشاعره، انتهى به الأمر بخيانة رهف مع أخرى. يبدو سطحيًا وغير مراعٍ لمشاعرهسمير
ابن خال رهف، شخص منافق وخائن للأمانة والثقة. يتظاهر بالود والأخوة بينما يتآمر خلف ظهرها ويشارك في خيانتها.
ما اتكلموش. هو دخل العمارة، وهي فضلت قاعدة. بس في حاجة وجعته. يمكن لأنه شاف في عينيها نفس الوجع اللي في قلبه. تاني يوم، نزللها رغيفين عيش ناشفين وقال لها: "خدي دول"، ومشي. ما قالش أكتر من كده. هي خدتهم، وما شكرتش. مش لإنها مش مؤدبة، بس لإنها نسيت تحس بالإمتنان، زي ما نسيت طعم الحنية. ومن اليوم ده، بقت بتعدّي كل يوم تقعد عند نفس السلم، وهو بقى يحط لها حاجة بسيطة… قطعة جبنة، شاي في كوباية بلاستيك، أو حتى بطانية قديمة. بس برضه، لا هو اتغير، ولا هي اتبدلت. الحزن كان سابق بخطوة. الوحدة كانت هي الرفيق، مش بعضهم. كانوا بيتقابلوا، بس كل واحد فيهم جوه شرنقته. اتجمعوا على الوجع، ما لاقوش خلاص. لإن في الحقيقة، مش كل القصص لازم تنتهي بالفرج… في ناس بتتولد وتتربى وتموت وهي بتدوّر على حضن، على كلمة، على إحساس… ومابيلقوش. دي الحكاية… من غير زينة، من غير نهاية سعيدة. زي ناس كتير ماشيين في الشوارع، متشابهين في الألم… بس ما حدّش شايفهم. كانت الساعة قربت على المغرب، والشارع ساكت إلا من صوت عربيات بعيدة، وكلب بيهوهو في آخر الحارة. في شقة صغيرة على الدور التاني، كانت رهف قاعدة في أوضتها، ضهرها ملاصق للحايط، وإيدها ساندها خدها كأنها بتحاول تسند قلبها المكسور. عنياها كانت مليانة دموع، مش بتنزل، بس واقفة كده على طرف الرموش، زيها زي الكلام اللي في قلبها، مش عارف يطلع. "ليه عمل فيا كده؟" قالتها بهمس، كأنها مش مستنية رد، بس بتفتش عن طبطبة في الهوا. آدم... اسم كانت بتنطقه بدفا، بقى دلوقتي وجع بين قلبها. كان بيقولها "يا روحي"، وكان بيمسك إيديها ويقولها "أنا بتطمن لما تبقي جنبي". صدقته، وبنت أحلام كتير حوالين كلماته. بس من أسبوع، كل حاجة اتقلبت. فجأة بقى بارد، بيرد عالرسائل بعد ساعات، وصوته مش فيه الحنية اللي كانت بتعرفها. ولما واجهته، قالها ببرود ما كانتش تتخيله: "أنا مش حاسس إننا نكمل... يمكن غلطنا لما استعجلنا." بس هي ما استعجلتش، هي حبت بصدق، وهو اللي مشي. رجعت بدماغها لأول مرة شافته، أول كلمة قالها، أول وردة جابها لها. دلوقتي الوردة دي دبلت، زَي قلبها. قامت من على الأرض، ومسحت دموعها بطرف الكم، وبعدها ذهبت للكافية الذي تحب أن تقضي فيه معظم وقتها كانت بتحاول تصبر نفسها، تقول يمكن الظروف، يمكن الضغط، يمكن هو نفسه مش فاهم هو عايز إيه، لحد ما اليوم اللي قلبها وقع فيه فعلًا، جه فجأة... من غير سابق إنذار. كانت قاعدة في الكافيه اللي بتحبه، بتحاول تغير جو، وفجأة لمحت ابن خالها، سمير، داخل من الباب... ضحكته باينة، ومش لوحده... كان داخل معاه آدم. في الأول قلبها دق، قالت "يمكن جايين يقابلوني؟ يمكن مفاجأة؟" بس قبل ما ترفع إيدها تسلم، شافت اللي قتل الباقي من جواها... آدم ماسك إيد بنت، ضحكة البنت خارجة من قلبها، وسمير بيقول له:مبروك يا عريس، تستاهلها بجد! رهف اتجمدت مكانها، الصوت اختفى، والدنيا كلها بقت ضباب. قامت ومشيت وراهم من غير ما تحس، قربت من الترابيزة، ووقفت زي التمثال، لحد ما آدم شافها. وشه اتغير، والكلام اتخبط، حاول يتكلم، لكن هي سبقت وقالت:إنتَ بتخوني... مع ابن خالي؟ سمير ما نطقش، ووشه بقى وش خيانة مش وش عِشرة. آدم حاول يبرر، قال:أنا آسف... كنت تايه، وسمير عرفني عليها بعد ما حسيت إننا مش نكمل.. يعني كنت بتلف وبتدور وأنا كنت بستناك تفهمني؟ كنت بتمثل الحب؟ صوتها عالي، لكن فيه وجع بيكسر الحروف وهي طالعة. كأن الطعنة مش بس من آدم، الطعنة التانية، اللي أوجع، كانت من سمير. اللي كان بيجي بيتهم، بياكل من أكلهم، وبيضحك في وشها وهو عارف. رجعت بيتها وهي مش قادرة تلم نفسها. دلوقتي الحزن بقى خيانة، والخيانة من الدم، ومن الحبيب. قلبها مش بيتقطع... لأ، ده اتحرق. قعدت في أوضتها، ونظرتها مش على الحيط المرة دي... كانت على السقف، كأنها بتدور على مخرج، على رحمة، على نقطة نور تقولها:هتعدي يا رهف... هتعدي. رجعت البيت زي اللي راجع من حرب… بس من غير ما ينتصر. هدومها كانت متغبطة، شعرها سايب على وشها، وعنيها حامرة من كتر الدموع اللي نزلت ومجففتش. أمها أول ما شافتها قالت بقلق: "مالك يا بنتي؟ فيكِ إيه؟" رهف وقفت في نص الصالة، بتتنفس بصعوبة، وقلبها بينبض بسرعة، وقالت بصوت بيترعش: "آدم... كان بيخوني... مع بنت و سمير." السكوت خيم على البيت، كأنهم سمعوا خبر موت. أبوها رفع حاجبه، وقال بحدة: "إنتي بتقولي إيه؟ سمير؟ ابن خالك؟" "أيوه يا بابا... هو اللي عرفه عليها، وهو اللي كان عارف وساكت. وأنا كنت آخر من يعلم." أمها حطت إيدها على صدرها، وقالت: "يعني بعد كل اللي عملناه معاهم؟ بعد ما كنا بنعتبر سمير زي أخوكي؟" رهف وقعت على الكنبة، والدموع نزلت تاني، وقالت: "أنا مش زعلانة بس من آدم... أنا موجوعة من الخيانة اللي جتلي من دمي... من اللي المفروض يحميني." ساعتها دخل خالها البيت فجأة، وصوته عالي: "إيه الكلام اللي وصلني ده؟ إنك بتتَّهمي سمير؟" أبو رهف وقفله وقال:اسأل ابنك الأول، البنت دي مش بتكذب... كفاية اللي هي فيه." سمير اتكلم أخيرًا، وقال ببرود:أنا ما عملتش حاجة غلط... آدم قاللي إنهم مش متفاهمين، فعرّفته على واحدة صاحبتي، وهو اللي قرر يكمل معاها." رهف قامت وصرخت: "ماشي يا سمير... بس ليه ما قلتليش؟ ليه خبيت؟ ليه عملت نفسك أخ وخاين؟" ماحدش رد… بس الوجع كان باين في عنيها أكتر من أي كلام. ساعتها بس، رهف حست إنها لوحدها... مفيش سند، مفيش أمان. بس جواها بدأ يتولد صوت صغير، بيهمس:خلاص، خلّيهم وراك... وركزي على اللي جاي. عدّى شوية وقت...
هل يوجد لها كتاب كامل ؟ وما اللهجه المكتوبه بها القصه
ردحذفلا يوجد كتاب هي قيد الكتابة باللهجة المصرية
حذفشكرا لكي وهي رائعه
حذف