روايه نساء في الجيش - الفصل الرابع
نساء في الجيش 4
2025, كاترينا يوسف
عسكرية حقيقية
مجانا
في هذا الفصل، تبدأ ناديجدا في تنفيذ خطتها لاستدراج جيمس إلى لعبة النفوذ السياسي، مستخدمة مزيجًا من الثقة والذكاء بدلًا من الإغراء المباشر. جيمس، بدوره، يجد نفسه أمام فرصة غامضة قد تساعده في صعوده السياسي، لكنه لا يزال مترددًا. في الخلفية، يظهر الصراع الحقيقي بين الاستخبارات السوفيتية والأمريكية في برلين، حيث كل خطوة محسوبة بدقة. اللقاء مع إيفان يكشف عن المرحلة القادمة، حيث ستكون حفلة السفارة الأمريكية الساحة الجديدة للمواجهة والمخاطر.
ناديجدا
العميلة السوفيتية الذكية التي تستخدم الحيلة والتلاعب النفسي لتحقيق أهدافها.جيمس
دبلوماسي أمريكي طموح، يجد نفسه داخل شبكة من النفوذ والتجسس دون أن يدرك مدى خطورتها بالكامل.إيفان
ضابط الاتصال في الـKGB، شخص بارد وحاسم، ينقل الأوامر ويوجه ناديجدا في مهمتها.
الغرفة كانت هادية، بس التوتر فيها كان بيقطع. جيمس قاعد على الكنبة، ماسك كوباية الويسكي في إيده، عيونه ما سابتش ناديجدا وهي قاعدة قصاده، رجل على رجل، والفستان بتاعها زحف شوية وكشف عن بشرتها الناعمة. هي شالت الكوباية من إيده بهدوء، حطتها على الترابيزة، وبعدها قربت منه، مسافة صغيرة بس محسوبة، ريحتها لمسته، وصوتها طلع ناعم ومغري: "ليه بتحاول تفهمني كأنك في تحقيق؟" جيمس ابتسم، ابتسامة فيها حذر، بس كان واضح إنه متأثر. "عشان انتي مش عادية… وده مش وحش." ناديجدا رفعت إيدها ولمست طرف رابطة عنقه، شدتها شوية، كأنها بتعدلها، بس الحقيقة إنها كانت بتقيس ردة فعله. "ومين قال إني عايزة أبقى عادية؟" صوته بقى أهدى وهو بيبصلها: "أنا مش فاهم… انتي عايزة إيه بالظبط؟" هي قربت أكتر، جسمها بقى على بعد سنتيمترات منه، ووشوشت في ودنه: "أنا بحب الرجالة الأذكياء… بس بحب أكتر لما بيكونوا عارفين إنهم مش دايماً مسيطرين." اللحظة اللي بعدها كانت لحظة اختبار، عيونه نزلت لشفايفها، عقله بيتصارع بين الرغبة والشك… وهو ده اللي هي كانت عايزاه. دلوقتي، خلاص… وقع في الفخ. ناديجدا لمست رابطة عنقه للحظة، خلت أنفاسه تتلخبط، وبعدها فجأة سابت طرفها وراحت قايمة من مكانها، رجعت خطوة لورا، كأنها قطعت اللحظة الحميمة اللي كانت بينهم، وكأنها بتسيب عقل جيمس يلف في دوامة التوتر. هو أخد نفس عميق، عدل وضع قعدته، شال رابطة عنقه بإيده، ومسح على وشه بسرعة كأنه بيروق نفسه. بص ليها وهي ماشية ناحية البار، بتصب لنفسها شوية نبيذ، عادي جدًا، كأن اللي حصل من لحظات مكانش ليه أي معنى. "على فكرة، فكرة النفوذ اللي كنا بنتكلم عنها… بتبان في حاجات بسيطة زي دي." قالتها وهي بتقلب الكوباية في إيدها، عنيها مشيا معاه وهو بيحاول يسترجع توازنه. "إزاي يعني؟" صوته كان أهدى، بس كان واضح إنه لسه متأثر. هي ابتسمت، قعدت تاني، المرة دي بجسم مرتاح أكتر، كأنها ماسكة زمام الأمور تمامًا. "السيطرة وهم… الناس بتحب تحس إنها مسيطرة، بس في الحقيقة، القوة الحقيقية عند اللي بيعرف يتحكم في المشاعر، مش في القرارات." جيمس رفع حاجبه، شال الكوباية من الترابيزة، شرب منها جرعة، وبص ليها وهو بيحاول يخفي ارتباكه. "يعني انتي شايفة إن السياسة مجرد لعبة مشاعر؟" هي ضحكت، ضحكة خفيفة، ومالت لقدام شوية، بس من غير ما تكرر اللحظة اللي فاتت، كأنها بتلعب بيه زي ما الاستخبارات علموها بالظبط. "مش السياسة بس… كل حاجة في الدنيا لعبة مشاعر، حتى الحروب نفسها." هو عدل هدومه بسرعة، كأنه بيرجع لنفسه، ومسح على رابطة عنقه بإيده قبل ما يلاحظ إنه كان لسه شايلها. لحظة إدراك سريعة… هو فعلاً خرج عن السيطرة للحظات، وده خلاه متوتر أكتر. "غريبة… عمري ما فكرت في الموضوع بالشكل ده." هي ابتسمت ابتسامة صغيرة، لمست طرف الكوباية بصباعها، وبصت له بعينين كلها ثقة: "يمكن جه الوقت إنك تفكر." اللعبة بدأت بجد… وهو لسه مش واخد باله إنه خسر أول جولة. جيمس كان لسه بيحاول يستوعب كلامها، كان واضح إنه بيفكر، وده بالظبط اللي هي كانت عايزاه. ساب الكوباية على الترابيزة، ميل بضهره على الكنبة، وبص ليها بنظرة فيها اهتمام حقيقي المرة دي. "وإيه اللي يخليكي مهتمة بالسياسة بالشكل ده؟" قالها وهو بيراقب كل حركة منها. ناديجدا شربت رشفة صغيرة من الكوباية بتاعتها، وبعدها حطتها بهدوء، وابتسمت: "خليني أسألك سؤال… إنت فاكر الناس بتوصل للسلطة إزاي؟" هو ضحك ضحكة خفيفة، كأنه بيشوف السؤال بسيط: "بالتصويت؟ بالمناورات؟ بالعلاقات الصح؟" هي هزت راسها ببطء، عينيها مثبتة عليه، وقالت: "بالتحالفات." جيمس حرك الكوباية بإيده وهو بيسمعها، واضح إنه مهتم باللي بتقوله. "كملي…" هي قربت شوية، بس مش زي الأول، المرة دي كانت المسافة محسوبة، مش إغراء جسدي، لكن إغراء فكري. "شايف نفسك فين بعد خمس سنين؟" سؤال بسيط، لكنه ضغط على نقطة حساسة عنده. هو مش مجرد دبلوماسي، عنده طموح، وده كان واضح من أول لحظة قابلته فيها. "في مكان أكبر، بسلطة أكبر." قالها من غير تفكير. ناديجدا ابتسمت، وهزت الكوباية في إيدها بهدوء، كأنها كانت متوقعة الرد ده. "وده مش هيحصل لو فضلت في الظل، لازم تكون عندك أوراق قوة… وده اللي أنا بعرضه عليك." جيمس ضيق عينه شوية، بقى مركز أكتر: "أوراق قوة زي إيه؟" هي سابت الكوباية، ومالت لقدام، بصوت واطي لكنه محمل بإغراء من نوع تاني: "معلومات… علاقات… فرص محدش غيرك يقدر يوصلها." هو بقى ساكت لحظة، عقلُه بيشتغل بسرعة، واضح إنه بيقيم كلامها. بعدها شال الكوباية وشرب منها جرعة، وعينيه ما سابتهاش. "وإنتي تفتكري عندك النوع ده من الفرص؟" هي ابتسمت ابتسامة غامضة، وقامت واقفة ببطء، مسحت على الفستان بتاعها، وبصت له من فوق كأنها بتختبره للمرة الأخيرة. "لو ما كنتش عندي، ما كنتش قاعد بتسمعني لحد دلوقتي." -------------------- جيمس كان ساكت، بيفكر كويس في كلامها. هو راجل دبلوماسي، وعارف إن أي عرض بالشكل ده مش مجرد كلام عابر. السياسة في العالم اللي هو عايش فيه لعبة كبيرة، واللي مابيبقاش عنده حلفاء بيسقط بسرعة. لكن السؤال اللي كان شاغله: هي دي مين بالظبط؟ وبتلعب لصالح مين؟ ناديجدا اتحركت ناحيته تاني، بس المرة دي ما كانش في أي إغراء في مشيتها، كانت كلها ثقة وتحكم. قعدت، حطت رجل على رجل، وبصت له نظرة مستقرة، كأنها بتقول له إنها مش بتلعب مع الهواة. "أنا مش عايزاك تجاوب دلوقتي، خد وقتك… لكن لو عايز فعلاً تخطي خطوة كبيرة في حياتك المهنية، هتحتاج دعم من نوع معين، دعم حقيقي." جيمس رفع حاجبه، بقى مركز أكتر: "وأنتي تمثلين النوع ده من الدعم؟" هي ابتسمت بهدوء، وعينيها ما اتحركتش من على عينه: "أنا أمثل فرصة، والقرار ليك." السياسة… لعبة بلا قواعد واضحة بعد ساعات، كان جيمس راكب عربيته، سايق في شوارع برلين، اللي كانت وقتها مليانة بالحركة، لكنه كان سرحان. لو هي فعلاً عندها مصادر قوية، ده معناه إنه ممكن يستغلها لصالحه، لكن في نفس الوقت… هي ممكن تكون بتمثل تهديد. كان لازم يلعبها بذكاء. في نفس الوقت، ناديجدا رجعت للفندق، أول ما قفلت باب أوضتها، طلعت سيجارة من العلبة وشغّلتها بهدوء. المهمة كانت ماشية زي الكتاب، جيمس ابتدى يقتنع، وده بالظبط اللي الـKGB كانوا عايزينه. لكن اللعبة كانت أعقد من مجرد استدراج رجل سياسة. الحقيقة إن الاستخبارات السوفيتية كانت بتشتغل على خطة أكبر، خطة هدفها زرع تأثير مباشر داخل السياسة الغربية، وكانت برلين في الوقت ده ساحة حرب سرية بين أقوى أجهزة الاستخبارات في العالم. الوضع السياسي وقتها… الحقيقة خلف القصة برلين في الخمسينيات كانت مركز صراع عالمي، المدينة مقسومة نصين: الشرق تحت سيطرة السوفييت، والغرب تحت نفوذ أمريكا وحلفائها. في الوقت ده، أجهزة الاستخبارات كانت بتتنافس على كل معلومة، كل شخص عنده نفوذ كان هدف محتمل، وكل علاقة سياسية كانت ممكن تتحول لسلاح. الـCIA كان عنده عمليات سرية في برلين، بيراقب تحركات السوفييت، بيحاول يجند عملاء جدد، وبيحارب عمليات التجسس اللي كانت بتتم من خلال أشخاص زي ناديجدا. أما الـKGB، فكان عندهم استراتيجية مختلفة… كانوا بيدخلوا حياة الأشخاص المستهدفين بذكاء، يخلقوا معاهم ثقة، وبعدها يتحكموا فيهم بدون ما يحسوا. في صباح اليوم التالي، ناديجدا كانت قاعدة في كافيه صغير في منطقة قريبة من بوابة براندنبورج، سابت عينيها تراقب الناس اللي بتمر من الشارع، لكن في الحقيقة، كانت مستنية شخص معين. دقيقة واحدة، وظهر من بعيد… إيفان، ضابط الاتصال بتاعها في الـKGB. راجل طويل، لبسه أنيق، لكن ملامحه باردة زي التلج. قعد قدامها من غير حتى ما يبص حواليه، وبدأ كلامه مباشرة: "التطورات؟" ناديجدا بصت له بهدوء، ردت وهي بتحط السكر في قهوتها: "مهتم، بس لسه متردد. محتاج دفعة صغيرة." إيفان هز راسه، وبعدها قال بجملة واحدة: "بكرة، حفلة في السفارة الأمريكية، وهو هيكون هناك." هي ابتسمت، لأنها فهمت الرسالة. الحفلة دي هتكون المكان المثالي عشان تدفع جيمس خطوة كمان جوه الشبكة… لكن كمان، هي هتكون تحت المراقبة، لأن الـCIA مش ممكن يفوتوا مناسبة زي دي من غير ما يكونوا موجودين. المهمة بقت أخطر… واللعبة دخلت مرحلتها الحاسمة.
متتأخريش تاني ى قلبي🥰♥️
ردحذف