رواية صدى الخفايا - فلسفية
صدى الخفايا
2025, أدهم محمد
فلسفية
مجانا
شاب يعيش في عالم مليء بالخطورة والأسرار. رغم بروده الظاهري، يحمل قلبًا مضطربًا يبحث عن السلام في عالم لا يعرف سوى الفوضى. تنقلب حياة كيم رأسًا على عقب بعد مواجهة خطيرة مع قاتل مقنَّع يمتلك مهارات قتالية عالية وأهداف غامضة. بينما يحاول كيم فك لغز هذا الشخص، يجد نفسه في دوامة من الأسرار التي تكشف عن وجوه مخفية لأشخاص يثق بهم.
كيم
شاب غامض وذكي، بارد في تصرفاته لكنه يحمل حبًا خفيًا لعائلته. يعمل في أمور خطيرة ويملك شخصية حادة ومسيطرة، لكنه يخفي ألمًا عاطفيًا من تجربة حب فاشلة.ماكاو
يظهر بمظهر الطالب الجامعي العادي لكنه يحمل أسرارًا خطيرة. رغم ماضيه المؤلم، يعرف كيف يحافظ على برودة أعصابه.المُقنَّع
شخصية غامضة وماهرة في القتال، يظهر في الأحداث بشكل مفاجئ ويحمل أسرارًا تهدد حياة كيم.
"آخر كلام عايز تقوله؟" "ب-بليز، عندي عيلة! سيبني لو سمحت!" "بتكدب؟ إنت مالكش أي حد يا غبي!" "يا نذل! أنا معملتش أي حاجة غلط! ربنا ياخدك جهنم!" "جهنم هتستقبلني بصدر رحب، سلام بقى!" بANG! الدم كان في كل مكان... الأرض، الشباك، وحتى على هدومه. دم مقرف. شل جاكته وراح يغسل وشه، بص لنفسه في المرايا. "واحد تاني النهارده..." ماكاو أخد شنطته وراح على بيته، خبى السكينة في الجزمة والمسدس في بنطلونه ومشي وهو عارف إنه عايش لوحده. ماكاو مالوش أهل ولا إخوات، لكن عنده ابن عم... ابن عم سايكو، اسمه فيجاس. فيجاس دايمًا بيحمي ماكاو وبيعامله زي أخوه، بس مش عايشين مع بعض. ماكاو قال إنه يقدر يعيش لوحده، ففيجاس بقى يبعتله فلوس كل شهر. غير كده، ماكاو بيجيب فلوس من شغله. عنده 21 سنة، سن كافي إنه يعيش لوحده حتى لو لسه طالب في الجامعة. بس عنده أسرار كبيرة محدش يعرفها، عمر حد ما شك فيه لأنه دايمًا طيب وبيساعد الناس. بس ساعات ماكاو بيحس إنه مختلف... لما ماكاو بيرجع البيت، بيقعد يتعشى وهو باصص من الشباك، دايمًا حاسس إن فيه حاجة ناقصة بس مش عارف إيه هي. "أرجوك! بترجاك سيبني! هرجعلك الفلوس!" "إمتى؟ بقالك خمس شهور ولسه مستني الفلوس اللي استلفتها." "ههرجعهم! ب-بس اديني شهر كمان!" "مش هجيب مراتك ولا عيالك في الموضوع، بس خلي بالك من كلمتي... لو بعد شهرين الفلوس ما رجعتش، مش هتشوف النور تاني." "أيوة أيوة، شكرًا! شكرًا!" قام من مكانه وخرج برة، الحراس بتوعه مشيوا وراه. واحد منهم فتح له باب العربية، وركب. "عايز أعرف بعد شهرين لو رجّع الفلوس، لو عمل كده سيبوه، لو ما رجّعش... إنتوا عارفين تعملوا إيه." "حاضر يا فندم." كيم زفر نفس طويل، وشه كان بارد وجاد جدًا، شخصية غامضة، دايمًا عارف كل حاجة. هو بيحب العزلة، مع إن إخوته وأبوه عايشين مع بعض. مهما عمل كيم، عمره ما كان يجرّب يدخل أبوه أو إخواته في أي حاجة، دايمًا بيعمل كل حاجة لوحده. كيم مالوش أم، بس كان بيعشق الموسيقى، وبيحب يعزف على الجيتار. الغنا هو الحاجة الوحيدة اللي بتخليه يبتسم، يعزف أو يغني في عالم لوحده. نادرًا لما يزور أبوه أو إخوته. كيم عمره ما كان بيعبّر عن مشاعره تجاه إخواته، بس في أعماقه بيحبهم جدًا ومستعد يعمل أي حاجة عشانهم. المشكلة إنه مش بيعرف يعبّر عن الحب أو يظهر مشاعره. اتربى في بيت مليان رجالة كبار وشكلهم مرعب، وده خلّاه يبقى بارد وصعب يظهر أي عاطفة. كيم ذكي جدًا ودايمًا مخطط لكل خطوة. بعد اللي حصل مع حبيبته السابقة، كيم مش عايز يحس بالحب تاني ولا يفكر فيه. قلبه اتكسر لما سابته وكانت صدمة ليه. الحب بيخليه أضعف؛ لما يرتبط بحد، مش بيكون نفسه، بيضحك أكتر لكن كمان بيعيط أكتر. رغم إنه شخص جدي جدًا، لو حب حد وتعلّق بيه، بيتحوّل لشخص ناعم معاهم أكتر من أي حد تاني. كيم عنده قدرة إنه يعرف كل حاجة عن أي حد لو حب يعرف. هو عنده بس حارسين واقفين قدام بيته. هو ما كانش عايز أي حراس، بس أبوه رفض إنه يعيش لوحده من غير حماية، فوافق ياخد اتنين بس. كيم عايش لوحده، بس أوقات بيحس بوحدة غريبة، كأن فيه حاجة ناقصة في حياته ومش عارف إيه هي. السواق وصّله لبيته، وفي نفس اللحظة، كان ماكاو ماشي في الشارع راجع على بيته. كيم كان في عربيته راجع هو كمان. طريقهم تقاطع من غير ما يعرفوا إذا كان هييجي يوم ويتقابلوا فيه ولا لأ. بعد شهرين... كيم قفل التليفون وتنهد بعمق، فجأة سمع خبط على الباب. "ادخل." الحارس بتاعه دخل الأوضة. "في إيه؟" "الأستاذ ديفيد لسه ما رجّعش الفلوس." "هنروح بيته بعدين، ممكن تروح دلوقتي." الحارس هز رأسه ومشي. كيم كان حاسس بصداع مزعج، فقرر يزور أبوه النهارده عشان بقاله فترة طويلة ما شافوش. أخد الجيتار بتاعه وبدأ يعزف عليه، الجوابه اتحسن شوية، العزف أو الغنا دايمًا بيريّح أعصابه ويشيل الضغط من عليه. بعد كام ساعة، خرج كيم من بيته وراح على بيت أبوه. نزل من العربية ودخل الصالة. سمع أصوات دوشة، ما اهتمش لأنه عارف إن حراس أخوه "كينت" دايمًا عاملين دوشة زي البرابرة. مشي على أوضة أبوه. خبط على الباب بس مفيش حد رد. حاول يفتح الباب لكنه كان مقفول. "مستر كيم!" كيم لف وشاف الحارس بتاع تانكون، "آرم"، واقف قدامه. "مستر كورن خرج النهارده، ومش هيرجع غير نص الليل." "بس أنا قلتله إني هاجي النهارده، وقاللي الصبح إنه فاضي." "حصل تغيير مفاجئ، مستر كورن راح اجتماع مع مستر دون، وقال لي أبلغك إنه رايح الاجتماع." كيم رفع حاجبه وسأل فجأة: "وأخبار تانكون إيه؟" آرم اتصدم من السؤال المفاجئ: "آه، مستر تانكون كويس، بقى يخرج دلوقتي." "يخرج؟ كنت فاكر إنه كان خايف يخرج؟" "بورش ساعده ودلوقتي مستر تانكون بقى عادي يخرج." "بورش؟" "ده الحارس الجديد بتاع مستر كين." "آه فهمت." كيم هز رأسه: "هروح بقى." آرم انحنى وكيم خرج. وهو ماشي عدّى على الصالة وشاف كين. "مفاجأة فعلاً." كين قال وهو شايف كيم. كيم تنهد: "أيوة، كنت جاي أزور بابا، طلع مش في البيت." عين كيم وقعت على بورش. "الحارس الجديد، ها..." كين سأله: "عامل إيه يا كيم؟" كين عادةً مش بينادي كيم باسمه، بس لما يعمل كده كيم بيعرف إن كين قلقان جدًا لأنهم ما بيشوفوش بعض كتير. "كويس." كين سأله بقلق: "مش بتحس بوحدة؟ ممكن تيجي تقعد هنا كام يوم..." كيم رد بسرعة: "أنا كويس، إنت عارف إني بحب أعيش لوحدي." كين تنهد عارف إنه مفيش فايدة في الجدال معاه: "تانكون قلقان عليك يا كيم، لازم تزوره." "عندي شغل، هزوره يوم تاني." "خد بالك من نفسك." كيم خرج وهو بيتمتم بهدوء: "خد بالك إنت كمان." كيم عمره ما عرف يعبّر عن مشاعره، لكن بيحب إخواته جدًا. وهو خارج شاف تانكون بيأكل السمك بتاعه. كيم ابتسم ابتسامة خفيفة، بس بسرعة شال الابتسامة من وشه، مش ممكن يظهر بالشكل ده. هو بارد. قرب ووقف جنب تانكون اللي كان مشغول برمي الأكل للسمك، لحد ما حس بحد جنبه. لف وشاف كيم. "أوه! لسه عايش؟" "زي ما إنت شايف، لسه ما متش." "طيب إيه اللي جابك هنا؟" "كنت بزيارة بابا بس ماكانش في البيت، فقلت أعدي عليك، قابلت كين في الصالة." "آه..." تانكون رجع علبة أكل السمك مكانها وسأل وهو باصص لكيم بنظرة حزينة: "أخبارك إيه هناك؟" كيم لاحظ النظرة دي، بس تانكون بسرعة لف وشه وقال: "مش يعني إني قلقان ولا حاجة!" كيم رد بهدوء: "أنا كويس، بس عندي شغل، لازم أمشي." "امشي لو لازم." كيم خرج من البيت وركب العربية. "على بيت ديفيد." الحارس هز رأسه وساق العربية. بعد نص ساعة وصلوا لبيت ديفيد. كيم نزل من العربية وبص على البيت. شاف شباك مكسور والباب مفتوح. غريب... الحراس اتقدموا قدامه عشان يحموا كيم. "وسعوا." كيم قالها بحزم، فالحراس تحركوا من قدامه وسيبوه يدخل. كيم كان مستعد يطلع مسدسه لو في حد ناوي يهجم عليه. كيم دخل البيت بهدوء وبحذر، شاف دم وجثة. بس الجثة ما كانتش لديفيد، دي كانت لابنه الكبير. كيم رفع نظره وشاف شخص لابس قناع. الشخص ده كان قتل ديفيد. الشخص شاف كيم وحاول يطعنه، لكن كيم كان أسرع، مسك إيده بقوة. الشخص حاول يضرب كيم بقبضة إيده التانية، لكن كيم تفادى الضربة. الشخص ركله، ولما شاف إن كيم معاه مسدس حاول يهرب. واحد من الحراس حاول يمسكه، لكن الشخص ركله في رجله وضربه. الحارس التاني حاول يمسكه، لكن الشخص مسك راس الحارس وخبطها في الحيطة بعنف. كيم وقف بسرعة وحاول يلكم الشخص، لكن الشخص تفادى اللكمة وكيم بالغلط شق القناع بتاعه. كيم لمح وشه، بس الشخص بسرعة خبّى وشه بجزء من هدومه. الشخص ركل كيم بقوة في بطنه، وكيم وقع، خبط راسه في طرف الترابيزة. الشخص استغل الفرصة وجرى برة المكان. الحراس حاولوا يجروا وراه. "سيبوه." كيم قالها بحزم، فالحراس وقفوا. حاسس إني شوفت الشخص ده قبل كده... مين ده؟ شكله صغير لكنه محترف جدًا... كيم تنهد، الحارس حاول يساعده، لكن كيم وقف لوحده وهو بيتنفس بصعوبة. "يلا نرجع." كيم قالها بحسم، والحارس شغّل العربية وبدأوا يرجعوا البيت. "عالجوا جروحكم، ما تخلوش أبويا يشوفكم بالحالة دي." "حاضر يا كيم." كيم دخل أوضته، راح على طول يعالج جرحه، حط مرهم عليه وبعدين غطاه بشاش. هو كان هناك ليه؟ مين الشخص ده أصلاً؟ كيم تنهد، مشي ناحية السرير وقعد على الحافة، وبعدها تمدد عليه. كان حاسس بشوية حاجات غريبة، بس حاول يتجاهل الأفكار دي وركز في إنه يرتاح. كيم فضل مستلقي على السرير وعينيه مثبتة في السقف، الأفكار كانت بتلف في دماغه زي دوامة ما بتقفش. الشخص اللي واجهه النهاردة... وشه كان مألوف، لكن مش قادر يربط فين شافه قبل كده. أصوات المدينة بدأت تخفت برة، الليل كان هادي بشكل غريب، وكأن العالم كله بيستعد لحاجة مجهولة. فجأة، الموبايل اللي على الكومودينو اهتز بقوة. كيم مد إيده ومسّك الموبايل، كان فيه رسالة جديدة من رقم مجهول: "كنت سريع النهاردة، لكن المرة الجاية مش هتفلت بسهولة... استعد." كيم اتنفس ببطء وهو بيقرأ الرسالة، عينيه اتضيقت، ومشاعر مختلطة بين الحذر والغضب بدأت تظهر على وشه. مين الشخص ده؟ إزاي عنده رقمه؟ وليه بيهدده؟ كيم قام من السرير بهدوء، بص للنافذة اللي كانت مفتوحة جزئيًا. الهواء البارد دخل الأوضة وحرك الستارة برفق. فيه حاجة جاية... حاجة مش هتنتهي بسهولة.
🤩🤩
ردحذفجااااامده
ردحذف