رواية ظلام غرفتي - رعب

ظلام غرفتي

2025, كاترينا يوسف

رومانسية

مجانا

أليكسا، فتاة تعيش في منزلها مع عائلتها، لكن حياتها تنقلب رأسًا على عقب عندما تبدأ في مواجهة ظواهر خارقة للطبيعة في غرفتها. تبدأ أليكسا بالشعور بوجود كائن غير مرئي يطاردها، ويترك وراءه آثارًا غريبة في محيطها. وبينما يحاول أفراد عائلتها تجاهل ما يحدث، تجد أليكسا نفسها في مواجهة مع حقيقة مرعبة قد تفتك بها

أليكسا

البطلة التي تواجه الظواهر الغريبة في غرفتها

مات

شقيق أليكسا الأصغر، الذي ظهر في مشهد مع أليكسا داخل المنزل

الكيان الغامض

الكائن الذي يطارد أليكسا، وأثره يظهر في الحوادث المريبة
تم نسخ الرابط
رواية ظلام غرفتي

 
شعرت وكأن أنفاسي توقفت في حلقي، وكأنني تلقيت ضربة في معدتي. لم أستطع التنفس بعد الآن. كان كل ما يدور في ذهني هو أنني يجب أن أخرج من هنا. هذا هو الشيء الوحيد الذي كنت أفكر فيه. كان عليّ أن أركض. بعيداً عن كل شيء.

قبل أن أستوعب ما أفعله، كنت قد دفعت الباب الأمامي وبدأت في الجري. كان تايلر ينادي اسمي من خلفي، لكنني لم أهتم. سمعت صوته، ولكن بطريقة ما، للمرة الأولى، لم يكن له أي تأثير عليّ. لا أصدق أنني سمحت لنفسي أن أتأذى مرة أخرى. هو من فعل هذا. ولم تكن المرة الأولى التي يكسر فيها قلبي.

كان صوته يختفي تدريجياً بينما كنت أركض في الطريق الفارغ بأسرع ما يمكنني. كانت الغابات على جانبي الطريق مظلمة كمنتصف الليل؛ لم يكن هناك أي صوت. الطريق أمامي كان مستقيماً ومغطى بالحجارة، ومع أنني لم أكن أعرف إلى أين أذهب، وأين سيأخذني هذا الطريق الرمادي، إلا أنني واصلت دفع قدميّ للركض أسرع.

توقفت لحظة، خلعت حذائي ورميته على جانب الطريق، لكن صوت تايلر كان يعلو أكثر، وعرفت أنه أصبح أقرب. لم يكن يجب عليّ التوقف. استدرت لأتأكد من أنه ليس قريباً، ثم تابعت هروبي. كان شعور قدميّ وكأنها تنزف، لكن ألم الحجارة على قدميّ العاريتين كان يدفعني للركض أسرع. ولكن الألم الذي في قلبي، الوجع، كان لا يُحتمل. أسوأ من الحديد المحترق، أسوأ من ضربة برق، أسوأ من أي شيء شعرت به من قبل. وكان عليّ ببساطة أن أبتعد عن الشخص الذي سبب لي كل هذا.

 
كان عقلي يسجل أفعالي، وكنت أكثر تركيزاً على الجري أكثر من أي شيء فعلته في حياتي. الألم الذي كنت أشعر به من الداخل كان يقطعني، تاركاً وراءه آلاف الندوب غير المرئية. لكنني استمررت في التفكير، كنت أعرف. عندما التقيت به، عندما أحببته، كنت أعرف ببساطة أنه سيكسرني. لكنني كنت أنا من رسمت خريطة طريقي إليه.

كان قلبي ينبض ألف مرة في الثانية، وكان يبدو وكأن كل الهواء قد خرج من رئتي؛ لم أستطع التنفس بعد الآن. لكن كان عليّ الاستمرار. هذا ما كنت أقوله لنفسي باستمرار. الجري كان هدف حياتي الوحيد. الهروب كان كل ما أحتاجه. سمعت صوته ينادي اسمي مجدداً، لكن سماع صوته جعل الأمر أصعب. كانت عينيّ قد بدأت تشتعل من الدموع، وعندما سمعت صوته، بدأت أبكي بشكل لا يمكن السيطرة عليه. وكأن ألمي كان جرحاً مفتوحاً لا يزال ينزف. وكان كذلك. لكنني لم أتعلم كيف أبكي بأسلوب أنيق. لذلك لم أفعل ذلك أمام الناس.

حاولت أن أضخ قدميّ أكثر، لأن الطريق كان ما يزال بعيداً، لكن قدميّ بدأت تتعب. والدموع لم تفيد. كان عليّ ببساطة أن أتوقف كي لا أسقط. ركعت لألتقط أنفاسي، وعندما نظرت إلى نفسي، أدركت أن فستاني الأزرق الفاتح تمزق من الأطراف، واللون الجميل للسماء كان يتحول إلى أقبح درجات البني. شعرت بأن جسدي كله في حالة احتراق، وكان هو اللهب الذي أشعله.

غطيت فمي بيدي، محاوِلة كتم الأنين الذي كان يفر منّي أثناء بكائي، لكن ذلك كان بلا جدوى. لقد تمكن من فعلها مرة أخرى. أن يكسر قلبي مرة أخرى. لكن لم يعد هناك مجال للعودة. لقد هدم كل فرصه. ولم أعد أملك القوة لأن أسمح له بالرحمة مجددًا وأسمح لنفسي أن أسير في نفس الطريق مرة أخرى. تدفقت الدموع دون أن أتمكن من إيقافها، تساقطت على خديّ وقطرت من ذقني. كنت متألمة جدًا لكي أصرخ أو أندب، فقط وقفت هناك ثابتة كتمثال، وأخذت كل الهواء الذي استطعت الحصول عليه.

كان صوته يتردد في أذنيّ، وكان رجاؤه يائسًا وواضحًا، وعرفت أنه أصبح قريبًا مرة أخرى. ولكن عندما حاولت الركض مجددًا، شعرت وكأن أحدهم دفعني لأسفل. وكأن هناك قوة غير مرئية تمنعني من الجري. بدلاً من ذلك، انهرت على ركبتيّ، وسمحت للمشاعر أن تغمرني. كان الألم يمر في جسدي كله، كالكهرباء، لكن الألم الذي شعرت به في قلبي... كان أكبر بكثير وأشد وجعًا. ببساطة لم أتمكن من إيجاد القوة لأنهض وأكمل. كل مخاوفي تكاتفت ضدي، وكل وعوده انهارت عليّ، وعرفت أنه عاد إلى جانب ديريك. لكن لم أعد أملك القوة للركض. وكان ببساطة النهاية.

كان تايلر هو الشخص الذي وثقت به. الشخص الذي كنت أؤمن به. بيتي. كنت أعتقد أنني أخيرًا وجدت أميرًا، لكن لم يكن هناك أمير في داخله. مجرد شخص غادر بلا روح. كاذب لا يرحم. تلك الكلمات الثلاث الغامضة، تلك الحروف الثمانية التي كانت تعني لي العالم عندما صدرت منه، كانت مجرد كذبة كبيرة. جعلني أشعر بالعظمة، ولكن مرة أخرى، سقطت إلى الحضيض. وعرفت أنني لست هكذا. السماح لشخص ما بأن يدخل حياتي بسهولة، الوقوع في حب شخص ما بسهولة، لم يكن أنا. فقط كنت أرغب في أن ينتهي كل شيء. كان الألم كبيرًا جدًا على أن أتحمله. وكأنني في حفرة مظلمة ولا يوجد مخرج. لا رجعة. النور الوحيد كان يتلاشى، وكان ذلك النور هو هو. تايلر.


"أليكس، هيا! رح نتأخر مرة تانية! انزلي هنا.." سمعت صوت أخي الكبير براندون وهو ينادي من الأسفل. مر شهران منذ بدء السنة الدراسية، وكان كل يوم تقريبًا مثل الآخر. الكلية لم تكن أفضل من المدرسة الثانوية، وقد كنت مخطئة للغاية عندما ظننت أنها قد تكون أسهل. صدقيني، كانت أسوأ.

كنت أراجع نفسي في المرآة، عندما سمعت الباب ينفتح فجأة. دخل براندون الغرفة بخطوات سريعة، وتوقف في منتصفها. "هاي،" بدأ بصوت عالٍ، لكن قطع كلامه عندما رأى أنني لم أبدِ أي اهتمام في الاستعجال والاستعداد في الوقت المناسب. "جدًا؟" كاد يلف عينيه في وجهي. "تبا أليكسا، كنت أظنك بتعملي شيء مهم. المدرسة ما بتنتظرك، هيا!" صرخ مرة أخرى.

"هذا شيء مهم. ولا تنتظرني، صديق راح يجي وياخذني." قلت بهدوء بينما كنت أضع عقدي، دون أن ألتفت إليه. كنت أعرف أنه كان ينتظرني طوال هذا الوقت، لكن لماذا أجيب عليه عندما يمكنني الاستمتاع بعض الشيء؟

"كان لازم تخبريني بهذا من زمان، مش هيك؟ هلا عم تخليني أتأخر أكثر.." تمتم وهو يخرج من غرفتي ويغلق الباب خلفه.

ضحكت قليلاً على ما أنجزته هذا الصباح. كانت الساعة السابعة صباحًا وقد تمكنت بالفعل من جعل وجه براندون يبدو مثل الطماطم من شدة الغضب.

رن جرس الباب ليقطع أفكاري. كنت أعلم أنه ديفيد، "الصديق" الذي كان سيأخذني. كنت أريد لعائلتي أن تبتعد عن حياتي الشخصية، لذلك لم أخبرهم أبدًا بمن أراه. ومع ذلك، لم أكن متأكدة إن كنت فعلاً أراه أو لا، أكان ذلك موعدًا أم لا... ومع ذلك، لم يكن السؤال أبدًا مشكلة بالنسبة لي



كنت أركض نزولًا على السلالم، التقطت حقيبتي من الأرض وأنا في طريقي نحو الباب. وعندما فتحت الباب، رأيت ديفيد. بالطبع. "مرحبًا، أليكس. جاهزة تروحي؟" سأل وهو يبتسم بابتسامة ماكرة. نعم، كان وسيمًا، وشهيرًا، ولطيفًا، لكنني لم أظن أبدًا أنه كان أكثر من مجرد صديق. صحيح أننا خرجنا معًا عدة مرات، وتبادلنا القبلات، لكن هذا لا يعني أننا كنا نواعد، أليس كذلك؟

لكن كان هناك جزء مني يصر على أن أذهب معه إلى المدرسة أولًا، ثم أتحدث معه بعد ذلك. لذا فعلت ذلك. يمكن "الحديث الجاد" أن ينتظر.

"نعم، هيا بنا"، ابتسمت بسرعة، محاولًة إخفاء حقيقة أنني كنت أرتعش من التوتر.

وكوني عزباء لمدة عام... منحني المزيد من الحرية. أظهر لي فوائده، ولم أكن أخطط لاستبداله. على الأقل ليس في الوقت القريب...

نعم، كنت على حق. الحرية هي ما شعرت به بعد انتهاء دروسي. بعد أن انتهت "علاقتي" المزعومة. تلك التي انتهيت منها للتو...

بينما كنت أمشي، رأيت ليف في ساحة المدرسة تتحدث مع أحد الشباب، والذي بالمناسبة لم يكن صديقها.

بمجرد أن رأتني، اقتربت مني. "إذن، هل تحدثتِ مع ديفيد؟" سألت وهي تحاول اللحاق بي. كانت ليف أفضل صديقة لي منذ الصف الثالث. مررنا بكل شيء معًا، وهي بالطبع كانت تعرف كل شيء عن حياتي.

حياتي الصغيرة المملة...


"نعم," هززت رأسي قليلاً، قاسمة شفتي لثانية. "وكانت فظيعة، إذا كنتِ تتساءلين. أنا شخص سيء..." قلت وأنا أخرج زفرة صغيرة.

"هيا، لا تكوني قاسية على نفسك." سخرت. "أنتِ تعرفين ديفيد. ربما هو الآن يقبل أحدًا آخر..." كانت خبيرة في جعلني أشعر بتحسن. ربما كان السبب البسيط في أنها دائمًا هادئة، مما جعلني أشعر بالراحة أكثر.

"حسنًا، ربما... لكنكِ ما كنتِ هناك. يا إلهي، كان يجب أن تري وجهه... أشعر بالسوء جدًا، لكن تبا، كنت أعلم أنه ما كان يجب أن أتركه يظن شيء زي كده..." تذمرت. كنت أكره عندما أؤذي الناس، فهذا ببساطة ليس من طبعي. يعني نعم، كنت أتشاجر كثيرًا مع إخوتي، لكن ذلك شيء مختلف تمامًا. أعتقد.

"أعرف. من الصعب الخروج من علاقة طويلة." استطعت سماع السخرية في صوتها، وتسبب ذلك السخرية في إطلاق ضحكة جافة من حلقي.

"نعم، كنا أصدقاء قبل. المفروض مافيش مشكلة نرجع زي ما كنا. صح؟" تابعت، محاولًة ترك هذه المشاكل خلفي، حتى تختفي في النهاية.

لكن الحقيقة كانت قائمة. السبب الوحيد الذي جعلني أخرج مع ديفيد في البداية كان لأن ليف كانت تخرج مع صديقه المقرب أندرو – موعد مزدوج. كان أشبه بمغامرة كبيرة، بصراحة. كلنا كنا في حالة سكر، وكما أتذكر، كنت أنا من قبلته... والآن، التفكير في الأمر يجعل كل شيء يبدو أسوأ.

"هذا جيد، أنتم الاثنين يمكنكم الخروج معايا ومع أندرو-"



"ليس قريبًا." قلت بسرعة. "هل يمكننا الآن التحدث عن شيء آخر؟" استمريت في محاربة حقيبتي، محاولًة إخراج المصاصة – الشيء الوحيد الذي يهدئني في كل موقف. كنت في الثامنة عشرة من عمري، لكن لن أكذب، كنت مدمنة عليها. بصراحة، كان بإمكاني أن أعيش على هذه المصاصة لبقية حياتي.

"حسنًا..." تابعت ليف، رافعة يديها قليلاً في دفاع. "أوف، هل ستأكلينها مرة أخرى؟ أليكس، هذا مقرف. طعمها مثل الدم... مع السكر." نظرت إلي بتعبير مشمئز على وجهها.

"كيف تعرفين كيف طعم الدم؟" سألت، لكن بمجرد أن فعلت ذلك، ندمت على الفور. رأيت ليف تفتح فمها لتقول شيئًا، لكنني قاطعتها بسرعة. "أنتِ تعرفين ماذا، لا تجيبي على ذلك. وهذه المصاصة طعمها كأنها كرز، وكثير من الناس يحبونها."

فوجئت بنفسي بمدى ثقتي في صوتي. يمكنني أن أكون في إعلان لهذه المصاصة.

"نعم، العشرات... على أي حال، هل تعرفين من سيعود إلى المدينة غدًا؟"

عبست، محاولًة إيجاد إجابة لنفسي، لكن لم يخطر لي شيء.

"لا فكرة، من؟"

"تايلر." حسنًا، هذا كان واضحًا جدًا بالنسبة لي. لا.

"تايلر مين؟"

"تايلر آدامز..." انتظرت لحظة، متوقعة أنني سأعرف. "أفضل صديق لجيس. كنت صديقة له بينما كنتِ غائبة... ما زال ما عندك فكرة؟" دارت عينيها قليلاً.



استغرق الأمر مني بضع ثوانٍ لربط جميع النقاط معًا. ثم أصبح كل شيء واضحًا.
تايلر آدامز، الفتى الغني "السيئ" الذي يبدو أن الجميع يعرفه، باستثناءي. كنت غائبة لمدة عامين بسبب وظيفة والدي التي تتطلب منا التنقل باستمرار. ولكنني الآن طالبة في السنة الأولى بالجامعة. لذا ارتفعت آمالي. ربما سيتوقف عن جرّي معه طوال الوقت.

"في الواقع، نعم سمعت شيئًا أو اثنين..." تمتمت بينما كنت أستمتع بطعم الكرز في فمي. أقسم أنني سأقتل من أجل هذه المصاصة. "لماذا ترك في البداية؟"

"ظل في المدينة لبضعة أشهر. كان والده يحتاج إلى شخص يشرف على أحد المباني التابعة لشركته. لست متأكدة إذا كان قد نفدت مساعدته أم لا." ضحكت، بينما كانت تضع شعرها في ذيل حصان. الآن كنا نمشي في الشارع ببطء في طريقنا إلى المنزل.

"هل تريدين أن تخرجي لتناول شيء؟ بعد ذلك يمكننا الذهاب إلى المركز التجاري ونتسوق قليلاً... أنا حقًا مش طاقة للبقاء في المنزل مع مات." قلت فجأة، مما فاجأها. مات كان أخي الأصغر الذي في السنة الأولى من الثانوية. كان يجلب أصدقاءه إلى المنزل كل يوم تقريبًا، بما أن والدي كان في رحلة عمل، مجددًا.

بجانب ذلك، بعد كل ما حدث اليوم، كنت بحاجة ماسة للتسوق.

"بالطبع، حبيبي. تعلمين أنني دائمًا مستعدة للتسوق." ابتسمت ليف، وبدأت في التوجه نحو الاتجاه المعاكس. شعرت أنني محظوظة جدًا لأن لدي صديقة مثلها. كانت دائمًا هادئة، وهذا أكثر ما أحببته فيها.


كان الوقت بدأ يمر بسرعة، وبعد هذا اليوم الطويل من التسوق والقيام بكل الأشياء الأنثوية، كنا كلنا متعبين جدًا، فودعنا بعضنا وتوجهنا إلى منازلنا. مشيت إلى منزلي، وأنا أتساءل لماذا لا يوجد أحد حولي. أعني، كان الساعة العاشرة مساءً فقط. كنت ما زلت أحاول العثور على مفاتيحي في حقيبتي، حين أدركت أن الباب كان مفتوحًا بالفعل. مات غير مسؤول.

مُجعدة الجبين، دخلت في الظلام، وكدت أن أكسر أنفي من جراء تعثري بكل الأحذية التي كانت مبعثرة في كل مكان. عندما مددت يدي نحو الجدار لكي أشعل الأنوار، لاحظت ظلًا أمامي، وقبل أن أتمكن من التفاعل مع ذلك، كانت يدي التي كان من المفترض أن تلامس الجدار، الآن على وجه شخص ما. يا إلهي، من في الجحيم معايا هنا؟!

بدأ قلبي ينبض بسرعة أكبر من المعتاد، وأطلقت صرخة عالية على الفور. لكن الشيء الغريب هو أنني سمعت شخصًا آخر يصرخ في الجواب. قمت بسرعة بتشغيل الأنوار... كانت يدي الآن على صدري، محاولة تهدئة نفسي. أمامي كان يقف أخي، مات، وهو يحمل مصباحًا في يده، يبدو عليه الخوف أيضًا.

"ما الذي تفعله هنا يا مات؟! كدت تقتلني!" صرخت في وجهه.

"م-ماذا؟! أنا؟! أنتِ من أصدرت كل هذا الضجيج! كدت أقتلكِ!" صرخ في وجهي أيضًا، وعيناه ما زالتا مفتوحتين على اتساعهما، وهو ممسك بالمصباح اللعين.

"ماذا؟ بالمصباح اللطيف هذا؟!" سألته بصوت مليء بالسخرية، وأخذت المصباح من يده. كيف حصل عليه أصلاً؟ تنهدت لنفسي، كان الصوت أعلى مما قصدت. "يا إلهي، مات، من أين جلبت هذا؟"


"جنب هذا الطاولة. على الأرجح كان أبي يريد رميها أو شيء من هذا القبيل.." أجاب وهو يلتفت ويتجه إلى غرفة المعيشة.
"آه، حسناً... لا تنسى تقفل الباب المرة الجاية. كل واحد يحتاج يدخل عنده مفتاح." أكملت. "وللتوضيح، ما كنت رح تقتل حد بتلك الشيء." مازحته وأنا أشير إلى الخروف الوردي الناعم الذي كان على الأرض مغطى بالغبار والأوساخ.
رأيته يرمي نفسه على الأريكة ليشاهد التلفاز، ثم توجهت أنا إلى غرفتي في الطابق العلوي. كانت غرفتي هي الأكبر في المنزل. لم تكن غرفة أنثوية بحتة. السرير وبقية الأثاث كان باللون الأبيض، الفضي، والزهري الفاتح. كان عندي حمام خاص وواحدة من خزائن الملابس التي كانت مليئة بأشياء لم أرتدها أبداً.
توجهت مباشرة إلى الحمام، أخذت حماماً سريعاً، وغيّرت إلى ملابس النوم المريحة - سروال داخلي وقميص رجالي واسع. والآن حان وقت ماراثون "تين وولف". كنت سعيدة جداً بأنني شعرت بأغطية السرير الحريرية تحت جسدي، وبمجرد أن أنهيت الحلقة الخامسة، بدأت عيناي تغلقان، وكل شيء أصبح غامضاً.
كنت قد غفوت أخيرًا.


بينما كنت نائمة في غرفتي، كان كل شيء هادئًا للغاية. الصوت الوحيد الذي يملأ المكان هو تنفسى الهادئ وصوت المروحة في الزاوية. لكن شيئًا ما لم يكن على ما يرام. كنت أسمع صوت خطوات خفيفة تأتي من أسفل الدرج، كأن شخصًا ما يتسلل بهدوء في الظلام. قلبى بدأ ينبض بسرعة، لكنني حاولت إقناع نفسي أنني مجرد متعبة من يوم طويل.

لكن الصوت كان يقترب أكثر، وكأن الشخص يقترب من غرفتي. تجمدت في مكاني، شعرت بشيء غريب في الجو، كأن الهواء أصبح أكثر ثقلاً. كان الصوت الآن بالقرب من باب الغرفة. انتظرت للحظة، محاولاً إقناع نفسي أنه مجرد خيال، لكن فجأة، سمعت صوتًا خافتًا يهمس من خلف الباب.
"أليكسا..."
أخذت شهيقًا عميقًا، محاولة التخلص من حالة الرعب التي شعرت بها. "مين؟" همست بصوت مرتعش.
لكن لم يكن هناك إجابة. كان الصمت يملأ المكان الآن.

ثم، فجأة، فتح الباب ببطء، ولكن لم يكن أحد هناك. فقط الظلام.

ارتعش جسدي بالكامل وأنا أنظر إلى الظلام الذي كان يملأ الغرفة. حاولت النهوض، لكن شعرت بشيء ثقيل على صدري، كأن شيء غير مرئي كان يمنعني من التحرك. كان هناك همسات غير مفهومة في أذني، وحين حاولت تحريك يدي، شعرت بشيء بارد يلمس أصابعي، وكأن هناك يدًا غير مرئية تلامسني.

وبينما كنت أقاتل للعثور على قوتي، شعرت بشيء بارد يمر على طول جسدي. ثم، شعرت بشيء آخر أكثر رعبًا. تلك اليد غير المرئية، كانت الآن تلتف حول رقبتي.

بدأت أصارع، ولكن اليد كانت قوية جدًا، وكأنها كانت تحاول خنقي. في تلك اللحظة، شعرت بأنني على وشك الوعي التام، لكنني لم أستطع تحريك جسدي. استسلمت للظلام المحيط بي، وشعرت بشيء ثقيل جدًا يحاول السيطرة على جسدي بالكامل.

في اللحظة الأخيرة، قبل أن أستسلم، سمعت صوتًا غريبًا يرن في أذني...
"أليكسا... أنتِ لست وحدك..."

----- رأيكم يهمني أكتبوا في التعليقات لو في تعديل او نقطه معينه -----

تعليقات

إرسال تعليق

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء