رواية صرخة في المرآة - رعب

صرخة في المرآة

2025, أدهم محمد

رعب

مجانا

في منزل قديم يخبئ أسرارًا مظلمة، تدخل ليلى الحمام ذات ليلة لتجد نفسها عالقة في مواجهة مع روح غامضة تبحث عن الانتقام. بينما تتحول حياتها إلى كابوس، تكتشف أن الروح التي تسكنها تحمل ماضٍ مليئًا بالغضب والدماء. الآن، أصبحت ليلى ضحية في حرب بين العالمين، والمخرج الوحيد قد يكون مستحيلاً. "صرخة في المرآة" هي رواية رعب نفسية تجمع بين الغموض، الأحداث الخارقة، ونهاية صادمة لا تُنسى.

ليلى

فتاة مراهقة هادئة وبسيطة، تبدأ رحلتها المرعبة بعد أن تشعر بوجود روح غريبة تلبستها. تتحول حياتها إلى كابوس بينما تحاول الهروب من سيطرة هذه الروح.

زينب

شبح لامرأة قُتلت بطريقة مروعة في الماضي، تسعى للانتقام واستعادة جسد لتعيش فيه. زينب غامضة، تحمل غضبًا وألمًا كبيرين، وتستخدم ليلى كباب للعودة إلى العالم

نادية

امرأة قوية لكنها متوجسة، تحاول فهم ما يحدث لابنتها ومساعدتها، ولكنها تواجه قوى خارقة تخرج عن سيطرتها
تم نسخ الرابط
صرخة في المرآة

ليلى كانت فتاة عادية تعيش في منزل قديم يقع على أطراف المدينة. المنزل كان كبيرًا وهادئًا، وكل زاوية فيه تحمل ذكريات قديمة وأسرارًا مدفونة منذ عقود. رغم حبها للمنزل، كان هناك شيء واحد دائمًا يزعجها: الحمام.

الحمام كان يقع في نهاية ممر طويل مظلم، وكانت ليلى تشعر دائمًا بشعور غريب كلما مرّت بجانبه، وكأنها تسمع همسات بعيدة أو ترى ظلالًا تتحرك خلف الباب. حاولت مرارًا أن تقنع نفسها بأن كل ذلك مجرد أوهام، لكنه ظل يثير خوفها.

في إحدى الليالي الباردة، شعرت ليلى بإرهاق كبير بعد يوم طويل. العائلة بأكملها كانت نائمة، والبيت غارق في الصمت. قررت أن تستحم قبل النوم، رغم القشعريرة التي شعرت بها بمجرد التفكير في الدخول إلى الحمام ليلاً. حملت منشفتها ودخلت الحمام، وهي تحاول تجاهل الشعور الثقيل الذي يحيط بها.

أغلقت الباب خلفها، وأدارت صنبور الماء الساخن. صوت المياه كان يصم الآذان في الهدوء المطلق، والبخار بدأ يملأ الغرفة بسرعة غير طبيعية. شعرت ليلى أن الهواء أصبح أثقل، وكأن الغرفة تضيق عليها. كانت تحاول أن تهدئ نفسها، متجاهلة تلك الحركة الغريبة التي شعرت بها خلفها.

وبينما كانت تغسل وجهها، توقفت فجأة. انعكاسها في المرآة بدا مختلفًا. كان هناك شيء غريب في عينيها، كأنهما ليستا عينيها. تراجعت للخلف، وبدأت دقات قلبها تتسارع. فجأة، انطفأ الضوء، وأصبحت الغرفة غارقة في الظلام. شعرت بشيء بارد يلامس كتفها، وكأن يدًا غير مرئية وضعت عليها بثقل.

بدأت تسمع همسات غامضة، أصواتًا لم تكن تفهمها، لكنها كانت تبدو وكأنها تنادي اسمها. حاولت ليلى أن تخرج من الحمام، لكنها شعرت بأن قدميها تجمدتا في مكانها. كان هناك شيء يمنعها من الحركة، وكأن قوة خفية سيطرت عليها.

في تلك اللحظة، شعرت ليلى وكأن شيئًا ما دخل في جسدها. كان إحساسًا خانقًا، وكأن روحًا غريبة تغلغلت داخلها. حاولت أن تصرخ، لكن صوتها لم يخرج. نظرت إلى المرآة مجددًا، ورأت انعكاسًا ليس لها. كان الوجه في المرآة يبتسم بسخرية، بينما وجهها الحقيقي كان ممتلئًا بالذعر.

استطاعت أخيرًا أن تتحرر من جمودها وركضت خارج الحمام، وهي تلهث بشدة. عادت إلى غرفتها وأغلقت الباب، لكنها لم تستطع التخلص من الشعور الغريب الذي يرافقها. منذ تلك اللحظة، لم تعد ليلى تشعر بأنها وحدها. كانت هناك همسات خافتة تسمعها في كل مكان، وأحيانًا تشعر بأن أحدًا يتبعها، حتى عندما تكون في المنزل مع عائلتها.

كلما حاولت نسيان ما حدث، كانت تشعر بوجود تلك الروح التي دخلت إليها. وكأنها أصبحت جزءًا منها، تتحدث إليها في الظلام، وتتحكم في أحلامها. ليلى لم تكن تعلم ماذا حدث بالفعل، لكنها كانت متأكدة من شيء واحد: حياتها لم تعد كما كانت.




مع مرور الأيام، بدأت ليلى تلاحظ تغييرات غريبة في نفسها. كانت تشعر بتقلبات حادة في المزاج، أحيانًا تشعر بالهدوء المفرط وكأنها شخص آخر، وأحيانًا يغمرها الغضب دون سبب واضح. بدأت ترى أشياء لا يستطيع الآخرون رؤيتها. ظلال تتحرك بسرعة في زوايا الغرفة، وأحيانًا ترى انعكاسًا مختلفًا في المرآة، وكأن الشخص الذي تنظر إليه ليس هي.

في إحدى الليالي، وبينما كانت تجلس وحدها في غرفتها، سمعت صوتًا غريبًا يأتي من الحمام. كان الصوت يشبه الهمس، لكنه كان واضحًا بما يكفي ليجعلها تقشعر. حاولت تجاهله، لكنها لم تستطع. قررت أن تتأكد من أن كل شيء على ما يرام. حملت هاتفها كمصدر للضوء وتوجهت بخطوات مترددة نحو الحمام.

عندما وصلت، وجدت الباب نصف مفتوح. دفعت الباب بحذر ونظرت إلى الداخل. الحمام كان فارغًا، لكن المرآة كانت مغطاة بطبقة من الضباب، وكأن أحدهم كان يستحم قبل لحظات. حاولت ليلى مسح الضباب بيدها، لكنها توقفت عندما رأت كلمات غامضة مكتوبة بخط غير مرئي، تظهر ببطء على سطح المرآة:

"أنا هنا الآن."

صُدمت ليلى وتراجعت للخلف بسرعة، لكنها تعثرت وسقطت. في تلك اللحظة، شعرت بيد باردة تمسك قدمها. صرخت، لكنها لم تجد أحدًا عندما التفتت لتنظر. ركضت عائدة إلى غرفتها وأغلقت الباب بإحكام.

بدأت الأمور تزداد سوءًا في الأيام التالية. أصوات غريبة كانت تسمعها في المنزل، خصوصًا في الليل. خطوات خفيفة تتحرك في الممرات، رغم أن الجميع كان نائمًا. الأضواء كانت تنطفئ وتشتعل دون سبب. أحيانًا كانت تشعر بشخص يراقبها من الزاوية، وعندما تلتفت، لا تجد أحدًا.

لكن الأخطر من ذلك كان الشعور المتزايد بأن روحًا أخرى تشاركها جسدها. كانت ترى أحيانًا صورًا في ذهنها لأماكن وأشخاص لا تعرفهم. كوابيسها أصبحت أكثر وضوحًا وواقعية، وفي كل مرة تستيقظ، كانت تشعر بتعب وكأنها لم تنم أبدًا.

بدأت ليلى تتجنب عائلتها، خوفًا من أن يلاحظوا شيئًا غريبًا. لكنها لم تستطع إخفاء كل شيء. والدتها لاحظت شحوبها المستمر وعينيها المرهقتين. "هل أنتِ بخير؟" سألتها ذات يوم، لكن ليلى لم تستطع الإجابة. كانت تخشى أن تخبرها بما يحدث، خشية ألا تصدقها.

ذات ليلة، وبينما كانت تجلس في سريرها، شعرت بشيء يتحرك تحتها. رفعت الغطاء بحذر، لكنها لم تجد شيئًا. أغلقت عينيها وحاولت أن تنام، لكن الشعور بأنفاس باردة على عنقها جعلها تفتح عينيها فجأة. وجدت ظلًا يقف عند طرف سريرها، ولكنه اختفى بمجرد أن أضاءت المصباح.

أصبحت ليلى مهووسة بفهم ما يحدث لها. بدأت تبحث عن قصص مشابهة، عن أرواح قد تتلبس البشر. اكتشفت أن بعض الأرواح تعلق بالأماكن، وتبحث عن أجساد لتعيش فيها. لكن كانت هناك أيضًا تحذيرات عن أرواح خطيرة، أرواح تنتزع حياة من تتلبسهم ببطء، حتى يصبحوا مجرد قشرة فارغة.

كانت ليلى تعيش في خوف دائم، ولكنها كانت تعلم أن المواجهة قادمة. السؤال الذي ظل يطاردها: هل ستكون قادرة على استعادة حياتها، أم أن الروح التي دخلت إليها ستسيطر عليها إلى الأبد؟


بدأت ليلى تلاحظ أن وجود الروح داخلها لم يكن مجرد إحساس غامض؛ بل كانت هناك لحظات تتحكم فيها الروح بحياتها بالكامل، وتجعلها تقوم بأفعال لا إرادية. ذات يوم، وبينما كانت ليلى تتناول الغداء مع عائلتها، شعرت فجأة ببرودة تسري في جسدها. عندما رفعت عينها لتنظر إلى والديها، وجدت نفسها تتحدث بصوت ليس صوتها. الكلمات كانت غامضة، بلغة غير مفهومة، والجميع في الغرفة تجمدوا من الرعب.

والدتها، التي شعرت بأن شيئًا غير طبيعي يحدث، بدأت تتلو بعض الآيات بصوت مرتعش. ولكن بدلاً من تهدئة الوضع، ازداد الأمر سوءًا. ليلى صرخت بصوت مرتفع، وسقطت على الأرض، وكأنها تصارع شيئًا غير مرئي. بعد دقائق طويلة، هدأ كل شيء، لكن العائلة أصبحت مقتنعة بأن شيئًا شريرًا يسيطر على ابنتهم.

في اليوم التالي، وبينما كانت ليلى تحاول الهروب من كل شيء في المدرسة، حدثت واقعة أخرى زادت من رعبها. في الفصل، شعرت بعيون الجميع عليها. المعلمة كانت تسأل سؤالًا، وليلى لم تكن منتبهة. فجأة، رفعت يدها وتحدثت بإجابة لم تكن تعرفها. الإجابة كانت دقيقة، لكنها كانت عن موضوع لم تسمع به من قبل. التفتت المعلمة بدهشة، بينما همس زملاؤها بكلمات عن كونها "مختلفة".

بدأت ليلى تعاني من أحلام مزعجة أكثر وضوحًا. في إحدى الليالي، حلمت بأنها تسير في ممر طويل مظلم، نهايته مرآة كبيرة. عندما اقتربت من المرآة، رأت انعكاسًا لها، لكنه لم يكن يشبهها بالكامل. الوجه كان يحمل ابتسامة خبيثة، والعينان كانتا فارغتين. انعكاسها تحدث إليها قائلاً: "كلما حاولتِ الهروب، سأكون هنا دائمًا."

استيقظت ليلى وهي تصرخ، لتجد على جدران غرفتها كتابات غامضة لم تكن موجودة من قبل. الكلمات كانت محفورة وكأنها نقشت بأداة حادة: "الهروب مستحيل."

في الأيام التالية، بدأت الروح داخل ليلى تستعرض قوتها بشكل متزايد. في مرة، وبينما كانت تسير في الشارع، شعرت بأن قدميها تتحركان دون إرادتها. كانت تتوجه إلى مكان مجهول. وصلت إلى بيت مهجور على أطراف المدينة، مكان بدا وكأنه مأوى لأسرار مخيفة. عندما دخلت، وجدت رموزًا غريبة محفورة على الجدران، وشمعة ما زالت مشتعلة في وسط الغرفة. شعرت وكأنها تعرف هذا المكان رغم أنها لم تره من قبل.

في هذا البيت، ظهرت لها شخصية غامضة. كانت امرأة ترتدي ثوبًا أسود ووجهها مغطى بشعر كثيف. بصوت غريب، أخبرتها المرأة أن الروح التي تسكنها ليست روحًا عادية. "إنها روح انتقامية، عالقة بين العالمين. لكنها ليست هنا بالصدفة. أنتِ من دعتها."

ليلى أنكرت بشدة، قائلة إنها لم تفعل شيئًا، لكن المرأة ضحكت قائلة: "هناك خطايا لا تحتاج إلى إذن. إنها تأتي إلى من يحمل الحزن والغضب في قلبه."

عادت ليلى إلى منزلها، لكنها لم تستطع نسيان كلمات المرأة. في الليلة التالية، بدأت ترى أحداثًا غريبة في منزلها. الأبواب كانت تفتح وتغلق من تلقاء نفسها. أصوات الخطوات كانت تتردد في الممرات، وكأن أحدًا يتجول في المنزل ليلاً. حتى أشقاؤها الصغار بدأوا يقولون إنهم يرون شخصًا يقف في زوايا الغرف، لكنه يختفي عندما يحاولون النظر مباشرة إليه.

وذات مرة، استيقظت ليلى لتجد نفسها جالسة أمام مرآة غرفتها، تمسك بمقص في يدها، وشعرها مقصوص بشكل غير منتظم. لكنها لم تكن تتذكر كيف وصلت إلى هناك. انعكاسها في المرآة كان ينظر إليها بابتسامة غامضة، وكأن الروح كانت تستمتع بتمزيق حياتها ببطء.

مع كل هذه الأحداث، بدأت ليلى تتراجع عن حياتها اليومية. لم تعد تتحدث مع أصدقائها، وابتعدت عن عائلتها خوفًا من أن تؤذيهم. لكن الروح لم تتوقف عند هذا الحد. بدأت تتلاعب بذكرياتها، وتجعلها ترى وجوهًا في الظلام، وأحيانًا تسمع أصواتًا تناديها بأسماء غريبة.

بدأت ليلى تدرك أن الحل الوحيد هو مواجهة الروح، لكنها لم تكن تعرف كيف. كل مرة تحاول فيها التحدث إلى والدتها أو البحث عن مساعدة، كانت الروح تظهر لها بطريقة ما، وتمنعها بوسائل تجعلها تشعر باليأس. السؤال الوحيد الذي ظل يطاردها هو: "هل سأظل أنا نفسي، أم أنني سأتحول إلى شيء آخر؟"


في إحدى الليالي، وبينما كانت ليلى تغرق في الظلام الموحش لغرفتها، شعرت فجأة بشيء مختلف. الهواء أصبح أثقل من المعتاد، والظلال التي كانت تراها دائمًا في زوايا غرفتها بدأت تتحرك بوضوح. كانت تلك الليلة مختلفة عن كل ما سبقها؛ لم تعد الروح مجرد زائر غريب في حياتها، بل شعرت وكأنها الآن الحاكم المطلق لجسدها.

فجأة، انطفأت كل الأضواء في المنزل. كان الصمت خانقًا، لكنه كان يخفي تحته ضجيجًا خافتًا. خطوات خفيفة تُسمع في الممر، ثم صوت قادم من الحمام، الصوت ذاته الذي بدأ كل شيء. كان أشبه بهمهمة خافتة تتحول إلى نداء غامض. ارتجفت ليلى، لكنها شعرت وكأن قدميها تتحركان دون إرادتها. كانت الروح تقودها.

عندما وصلت إلى الحمام، شعرت بالبرد القارس يجتاح جسدها. الضوء كان خافتًا جدًا، والبخار بدأ يملأ المكان كما حدث في الليلة الأولى. المرآة كانت مغطاة بطبقة من الضباب، لكنها لم تحاول مسحه. فجأة، ظهر وجه على سطح المرآة. لم يكن وجهها؛ بل كان وجه الروح، عيناها سوداوين فارغتان وابتسامة خبيثة تمتد على شفتيها.

سمعت ليلى صوتًا بداخلها، صوت الروح يتحدث بوضوح لأول مرة:
"لقد آن الأوان. هذا الجسد الآن لي بالكامل."

حاولت ليلى الصراخ، لكن صوتها لم يخرج. شعرت بيدين غير مرئيتين تمسك بعنقها، وجسدها يتجمد. بدأت ترى ذكريات غريبة تومض في ذهنها، ذكريات ليست لها. كانت مشاهد لامرأة تُقتل بوحشية في منزل قديم، نفس المنزل الذي كانت تعيش فيه. كانت الروح تنقل لها ألمها وانتقامها، وكأنها تُجبرها على حمل عبء حياتها السابقة.

وفي اللحظة التالية، اندفعت ليلى إلى المرآة، وكأن قوة خارقة جذبتها إليها. وجدت نفسها داخل مكان مظلم تمامًا، فارغ من كل شيء عدا صدى أصوات صرخات قديمة. عندما حاولت التحرك، وجدت أنها محبوسة، وكأنها أصبحت الآن هي من داخل المرآة، تنظر إلى الحمام من الجانب الآخر.

ظهرت الروح في الخارج، لكنها كانت في هيئة ليلى. ابتسمت وهي تهمس:
"شكرًا لكِ. كنتِ الباب الذي أحتاجه للعودة."

حاولت ليلى أن تصرخ، أن تضرب المرآة من الداخل، لكن دون جدوى. الآن، كانت هي المحبوسة، روحها محاصرة داخل عالم المرآة المظلم، بينما الروح التي تلبستها كانت تسير في المنزل بجسدها، حرة، تتلاعب بعائلتها كما تشاء.

في اليوم التالي، اختفت ليلى تمامًا. عائلتها بحثت عنها في كل مكان، لكن لم يجدوا أي أثر لها. الشيء الوحيد الذي لاحظوه هو أن مرآة الحمام بدأت تُظهر انعكاسات غريبة، وكأن هناك شخصًا يقف خلفها، يصرخ بلا صوت.

وفي كل مرة ينظر أحد أفراد العائلة إلى المرآة، كان يسمع همسة خافتة:
"ساعدوني..."

لكنهم لم يعلموا أن ليلى لن تعود أبدًا. الروح أخذت مكانها، والبيت أصبح أكثر ظلمة ورعبًا، كما لو أن لعنة جديدة بدأت للتو.

تعليقات

إرسال تعليق

authorX

مؤلفون تلقائي

نظام شراء